المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَتَهْوِي سُنْبُلَة...



عيسى جرابا
16-11-2006, 11:37 PM
وَتَهْوِي سُنْبُلَة
شعر\ عيسى جرابا
25\10\1427هـ

إلى أخي وحبيبي وزميلي الحسين بن إبراهيم جبرة عليه رحمة الله
مدركا أنها دون ما في القلب من مشاعر وأحاسيس لحظة الوداع...
إنا لله وإنا إليه راجعون.

حُزْنٌ أَوَاخِرُهُ تُهَيِّجُ أَوَّلَهْ
أَنَّى لِهَذَا القَلْبِ أَنْ يَتَحَمَّلَهْ؟!

صَهَرَتْهُ نِيْرَانُ الـخُطُوْبِ وَلَمْ تَزَلْ
نَبَضَاتُهُ تَرِدُ السَّمَا مُتَوَسِّلَةْ

وَسَقَتْهُ كَفُّ البَيْنِ كَأْساً تَغْتَلِي
وَتَصُبُّ مِنْ غُصَصِ الأَسَى مَا أَذْهَلَهْ!

لِلشَّوْقِ فِي جَنْبَيْهِ أَزَّةُ مِرْجَلٍ
مَا ثَمَّ غَيْرُ الدَّمْعِ يُطْفِئُ مِرْجَلَهْ

يَمْشِي... وَتَمْتَدُّ الطَّرِيْقُ... رُؤَاهُ غَا
ئِمَةٌ بِهَا وَخُطَاهُ فِيْهَا مُثْقَلَةْ

وَيَمُدُّ لِلأُفُقِ الـمُضَرَّجِ بِالدُّجَى
طَرْفاً يَرَى فِيْهِ النُّجُوْمَ مُكَبَّلَةْ

وَتَلُوْحُ أَطْيَافٌ يُحَاوِلُ رَسْمَهَا
فَتَفِرُّ مِنْ يَدِهِ... فَيَرْسُمُ مَوْئِلَهْ

وَيَرَى وُجُوْهاً بِالفَجِيْعَةِ خُضِّبَتْ
قَسَمَاتُهَا وَبِصَمْتِهَا مُتَسَرْبِلَةْ

مَاذَا؟ مَتَى؟ حَقًّا؟ وَذَابَ القَلْبُ وَاخْـ
ـتَنَقَ الـجَوَابُ عَلَى شِفَاهِ الأَسْئِلَةْ

فَصَرَخْتُ كَلاَّ... وَالـمُصِيْبَةُ حِيْنَمَا
تَشْتَدُّ تَرْتَجُّ العُقُوْلُ مُعَطَّلَةْ

كَلاَّ... أَجَلْ كَلاَّ... وَغَارَ بِمَسْمَعِي
رَجْعُ النَّشِيْجِ وَتَمْتَمَاتُ الـحَوْقَلَةْ

مَاذَا؟ مَتَى؟ حَقًّا؟ وَيَلْتَهِبُ الـجَوَا
بُ وَفِي الـحَنَايَا لِلمَشَاعِرِ زَلْزَلَةْ

وَيَجِيْءُ كَالإِعْصَارِ كَالطُّوْفَانِ يَجْـ
ـتَاحُ القُلُوْبَ أَسَىً... وَتَهْوِي سُنْبُلَةْ

رَحَلَ الـحُسَيْنُ... فَقُلْتُ كَلاَّ... بَيْنَنَا
كُلُّ الـمَوَاعِيْدِ العِطَاشِ مُؤَجَّلَةْ

وَغصَصْتُ بِالعَبَرَاتِ حِيْنَ رَأَيْتُهُ
جَسَداً مُسَجَّىً يَسْتَثِيْرُ الأَخْيِلَةْ

شَهْرَانِ مَا اكْتَحَلَتْ بِرُؤْيَةِ وَجْهِهِ
عَيْنِي وَكَمْ أَلِفَتْهُ... كَانَتْ مَنْزِلَهْ

وَاليَوْمَ أُبْصِرُهُ وَقَدْ وَقَفَ الرَّدَى
مَا بَيْنَنَا... حَسَمَتْ يَدَاهُ الـمَسْأَلَةْ

أَأَبَا جِهَادٍ كَمْ أُنَادِي هَدَّنِي
سِجْنُ الـحَنِيْنِ وَسَامَنِي سَوْطُ الوَلَهْ

أَرَحَلْتَ...؟ صُوْتُكَ مَا يَزَالُ يَرِنُّ فِي
سَمْعِي وَفِي قَلْبِي شَذَاكَ قُرُنْفُلَةْ

تَفْتَرُّ صُوْرَتُكَ الـجَمِيْلَةُ كُلَّمَا
لاحَتْ... وَوَجْهُكَ بَاسِمٌ مَا أَجْمَلَهْ!

إِنِّي أُحِبُّكَ يَا حُسَيْنُ فَمُدَّ لِي
جِسْراً إِلَيْكَ... سِهَامُ بَيْنِكَ مُوْغِلَةْ

أَرَحَلْتَ حَقًّا...؟ لا أُصَدِّقُ... كَيْفَ وَاللُّـ
ـقْيَا لَعَمْرِي مَا تَزَالُ مُؤَمَّلَةْ؟!

أَبْكِيْكَ أَمْ أَبْكِي فُؤَادِي؟ إِنَّنِي
لأَرَاكُمَا رَوْضَ الوُجُوْدِ وَمَنْهَلَهْ

رُحْمَاكَ رَبِّي كُلُّ شَيْءٍ هَاهُنَا
ذِكْرَى بِأَحْلَى مَا مَضَى مُتَبَتِّلَةْ

أَيَّامَ نُتْرِعُ بِالوَفَاءِ كُؤُوْسَنَا
فَتَفِيْضُ رَاسِمَةً رُؤَىً مُتَهَلِّلَةْ

وَنَمُدُّ كَفًّا يَسْتَظِلُّ بِرَاحِهَا
وَعْدٌ وَصِدْقُ شُعُوْرِنَا أَقْوَى صِلَةْ

وَتَطِيْبُ سَاعَاتُ التَّلاقِي... يَنْتَشِي
لَيْلٌ... وَيَقْضِي بِالـمَوَدَّةِ لِي وَلَهْ

أَأَبَا جِهَادٍ... وَالصَّدَى يَرْتَدُّ مَكْـ
ـلُوْماً... وَتنْطَفِئُ الـحُرُوْفُ الـمُشْعَلَةْ

وَإِذَا الـحَقِيْقَةُ كَالـخَيَالِ تَدُكُّ... تَفْـ
ـرِي... حِيْنَ تَقْتَحِمُ القُلُوْبَ مُجَلْجِلَةْ

وَإِذَا هِيَ الأَقْدَارُ مَا مِنْ مَهْرَبٍ
مِنْهَا... مُعْجَّلَةً وَغَيْرَ مُعَجَّلَةْ

فَاهْنَأْ بِقَبْرِكَ يَا حُسَيْنُ عَزَاؤُنَا
أَنَّا نَرَاكَ بَلَغْتَ أَعْلَى مَنْزِلَةْ

وَارْحَمْهُ يَا ألله مَا غَسَلَ الـحَيَا
وَجْهَ الثَّرَى أَحْنَى عَلَيْهِ وَقَبَّلَهْ

سَأَظَلُّ مُنْتَظِراً هُنَا فَلَرُبَّمَا
رَجَعَ الزَّمَانُ بِنَا... فَأُبْصِرُ أَوَّلَهْ!

د. مصطفى عراقي
16-11-2006, 11:49 PM
وَتَهْوِي سُنْبُلَة
شعر\ عيسى جرابا
25\10\1427هـ

إلى أخي وحبيبي وزميلي الحسين بن إبراهيم جبرة عليه رحمة الله
مدركا أنها دون ما في القلب من مشاعر وأحاسيس لحظة الوداع...
إنا لله وإنا إليه راجعون.

حُزْنٌ أَوَاخِرُهُ تُهَيِّجُ أَوَّلَهْ
أَنَّى لِهَذَا القَلْبِ أَنْ يَتَحَمَّلَهْ؟!
صَهَرَتْهُ نِيْرَانُ الـخُطُوْبِ وَلَمْ تَزَلْ
نَبَضَاتُهُ تَرِدُ السَّمَا مُتَوَسِّلَةْ
وَسَقَتْهُ كَفُّ البَيْنِ كَأْساً تَغْتَلِي
وَتَصُبُّ مِنْ غُصَصِ الأَسَى مَا أَذْهَلَهْ!
لِلشَّوْقِ فِي جَنْبَيْهِ أَزَّةُ مِرْجَلٍ
مَا ثَمَّ غَيْرُ الدَّمْعِ يُطْفِئُ مِرْجَلَهْ
يَمْشِي... وَتَمْتَدُّ الطَّرِيْقُ... رُؤَاهُ غَا
ئِمَةٌ بِهَا وَخُطَاهُ فِيْهَا مُثْقَلَةْ
وَيَمُدُّ لِلأُفُقِ الـمُضَرَّجِ بِالدُّجَى
طَرْفاً يَرَى فِيْهِ النُّجُوْمَ مُكَبَّلَةْ
وَتَلُوْحُ أَطْيَافٌ يُحَاوِلُ رَسْمَهَا
فَتَفِرُّ مِنْ يَدِهِ... فَيَرْسُمُ مَوْئِلَهْ
وَيَرَى وُجُوْهاً بِالفَجِيْعَةِ خُضِّبَتْ
قَسَمَاتُهَا وَبِصَمْتِهَا مُتَسَرْبِلَةْ
مَاذَا؟ مَتَى؟ حَقًّا؟ وَذَابَ القَلْبُ وَاخْـ
ـتَنَقَ الـجَوَابُ عَلَى شِفَاهِ الأَسْئِلَةْ
فَصَرَخْتُ كَلاَّ... وَالـمُصِيْبَةُ حِيْنَمَا
تَشْتَدُّ تَرْتَجُّ العُقُوْلُ مُعَطَّلَةْ
كَلاَّ... أَجَلْ كَلاَّ... وَغَارَ بِمَسْمَعِي
رَجْعُ النَّشِيْجِ وَتَمْتَمَاتُ الـحَوْقَلَةْ
مَاذَا؟ مَتَى؟ حَقًّا؟ وَيَلْتَهِبُ الـجَوَا
بُ وَفِي الـحَنَايَا لِلمَشَاعِرِ زَلْزَلَةْ
وَيَجِيْءُ كَالإِعْصَارِ كَالطُّوْفَانِ يَجْـ
ـتَاحُ القُلُوْبَ أَسَىً... وَتَهْوِي سُنْبُلَةْ
رَحَلَ الـحُسَيْنُ... فَقُلْتُ كَلاَّ... بَيْنَنَا
كُلُّ الـمَوَاعِيْدِ العِطَاشِ مُؤَجَّلَةْ
وَغصَصْتُ بِالعَبَرَاتِ حِيْنَ رَأَيْتُهُ
جَسَداً مُسَجَّىً يَسْتَثِيْرُ الأَخْيِلَةْ
شَهْرَانِ مَا اكْتَحَلَتْ بِرُؤْيَةِ وَجْهِهِ
عَيْنِي وَكَمْ أَلِفَتْهُ... كَانَتْ مَنْزِلَهْ
وَاليَوْمَ أُبْصِرُهُ وَقَدْ وَقَفَ الرَّدَى
مَا بَيْنَنَا... حَسَمَتْ يَدَاهُ الـمَسْأَلَةْ
أَأَبَا جِهَادٍ كَمْ أُنَادِي هَدَّنِي
سِجْنُ الـحَنِيْنِ وَسَامَنِي سَوْطُ الوَلَهْ
أَرَحَلْتَ...؟ صُوْتُكَ مَا يَزَالُ يَرِنُّ فِي
سَمْعِي وَفِي قَلْبِي شَذَاكَ قُرُنْفُلَةْ
تَفْتَرُّ صُوْرَتُكَ الـجَمِيْلَةُ كُلَّمَا
لاحَتْ... وَوَجْهُكَ بَاسِمٌ مَا أَجْمَلَهْ!
إِنِّي أُحِبُّكَ يَا حُسَيْنُ فَمُدَّ لِي
جِسْراً إِلَيْكَ... سِهَامُ بَيْنِكَ مُوْغِلَةْ
أَرَحَلْتَ حَقًّا...؟ لا أُصَدِّقُ... كَيْفَ وَاللُّـ
ـقْيَا لَعَمْرِي مَا تَزَالُ مُؤَمَّلَةْ؟!
أَبْكِيْكَ أَمْ أَبْكِي فُؤَادِي؟ إِنَّنِي
لأَرَاكُمَا رَوْضَ الوُجُوْدِ وَمَنْهَلَهْ
رُحْمَاكَ رَبِّي كُلُّ شَيْءٍ هَاهُنَا
ذِكْرَى بِأَحْلَى مَا مَضَى مُتَبَتِّلَةْ
أَيَّامَ نُتْرِعُ بِالوَفَاءِ كُؤُوْسَنَا
فَتَفِيْضُ رَاسِمَةً رُؤَىً مُتَهَلِّلَةْ
وَنَمُدُّ كَفًّا يَسْتَظِلُّ بِرَاحِهَا
وَعْدٌ وَصِدْقُ شُعُوْرِنَا أَقْوَى صِلَةْ
وَتَطِيْبُ سَاعَاتُ التَّلاقِي... يَنْتَشِي
لَيْلٌ... وَيَقْضِي بِالـمَوَدَّةِ لِي وَلَهْ
أَأَبَا جِهَادٍ... وَالصَّدَى يَرْتَدُّ مَكْـ
ـلُوْماً... وَتنْطَفِئُ الـحُرُوْفُ الـمُشْعَلَةْ
وَإِذَا الـحَقِيْقَةُ كَالـخَيَالِ تَدُكُّ... تَفْـ
ـرِي... حِيْنَ تَقْتَحِمُ القُلُوْبَ مُجَلْجِلَةْ
وَإِذَا هِيَ الأَقْدَارُ مَا مِنْ مَهْرَبٍ
مِنْهَا... مُعْجَّلَةً وَغَيْرَ مُعَجَّلَةْ
فَاهْنَأْ بِقَبْرِكَ يَا حُسَيْنُ عَزَاؤُنَا
أَنَّا نَرَاكَ بَلَغْتَ أَعْلَى مَنْزِلَةْ
وَارْحَمْهُ يَا ألله مَا غَسَلَ الـحَيَا
وَجْهَ الثَّرَى أَحْنَى عَلَيْهِ وَقَبَّلَهْ
سَأَظَلُّ مُنْتَظِراً هُنَا فَلَرُبَّمَا
رَجَعَ الزَّمَانُ بِنَا... فَأُبْصِرُ أَوَّلَهْ!



أخانا الوفي النقي الشاعر السني الأستاذ عيسى

أدعو الله سبحانه أن يتغمد أخاك الفقيد برحمته


وأرجو أن تتقبل أسمى تحياتي لهذه المرثية الشجية الوفية



جمعنا الله به في الفردوس الأعلى

عيسى جرابا
16-11-2006, 11:54 PM
أخانا الوفي النقي الشاعر السني الأستاذ عيسى
أدعو الله سبحانه أن يتغمد أخاك الفقيد برحمته
وأرجو أن تتقبل أسمى تحياتي لهذه المرثية الشجية الوفية
جمعنا الله به في الفردوس الأعلى


اللهم أمين...

شكري وتقديري لك أخي الحبيب د مصطفى عراقي

وبارك الله فيك

تحياتي القلبية

تركي عبدالغني
17-11-2006, 12:28 AM
****
.
عيسى الكبيرَ كأنَّ شِعْرَكَ سُنْبُلَهْ=وأنا لها الفلاحُ هَيّأَ مِنْجَلَهْ
.
ماكانَ أَجَّلَ في القضاءِ مُقَدِّمٌ=أَوْ كانَ قَدَّمَ في القضاءِ مُؤَجَّلَهْ
.
طوبى لهذا الشعر طوبى للذي=جعل الوفاء أساس كل المسأله
.
في رحمة الرحمن مَنْ وَدَّعْتَهُ=ويفوزُ في دارِ الجنائنِ مَنْزِلَهْ
.
***

عيسى جرابا
17-11-2006, 03:45 AM
****
.
عيسى الكبيرَ كأنَّ شِعْرَكَ سُنْبُلَهْ=وأنا لها الفلاحُ هَيّأَ مِنْجَلَهْ
.
ماكانَ أَجَّلَ في القضاءِ مُقَدِّمٌ=أَوْ كانَ قَدَّمَ في القضاءِ مُؤَجَّلَهْ
.
طوبى لهذا الشعر طوبى للذي=جعل الوفاء أساس كل المسأله
.
في رحمة الرحمن مَنْ وَدَّعْتَهُ=ويفوزُ في دارِ الجنائنِ مَنْزِلَهْ
.
***

ما أبلغ مواساتك يا تركي!

شكرا لك من القلب أيها الحبيب

أرق التحايا

حوراء آل بورنو
17-11-2006, 06:47 AM
أبكيتني .. عافك الله و رحمك ، و رحم صاحبك رحمة واسعة و رحم كل ميت لنا و لكم ضمه الثرى و أسكنه إليه .

ليس لناعلى شعرك قول ، فمثلك لا يحسّن شعره مثلي ، و لكن ربما في قولي أنك مبدع و مجيد غاية الإجادة بعض إحسان إلي .

تقديري .

محمد إبراهيم الحريري
17-11-2006, 07:47 AM
وَتَهْوِي سُنْبُلَة
شعر\ عيسى جرابا
25\10\1427هـ

إلى أخي وحبيبي وزميلي الحسين بن إبراهيم جبرة عليه رحمة الله
مدركا أنها دون ما في القلب من مشاعر وأحاسيس لحظة الوداع...
إنا لله وإنا إليه راجعون.

حُزْنٌ أَوَاخِرُهُ تُهَيِّجُ أَوَّلَهْ
أَنَّى لِهَذَا القَلْبِ أَنْ يَتَحَمَّلَهْ؟!
صَهَرَتْهُ نِيْرَانُ الـخُطُوْبِ وَلَمْ تَزَلْ
نَبَضَاتُهُ تَرِدُ السَّمَا مُتَوَسِّلَةْ
وَسَقَتْهُ كَفُّ البَيْنِ كَأْساً تَغْتَلِي
وَتَصُبُّ مِنْ غُصَصِ الأَسَى مَا أَذْهَلَهْ!
لِلشَّوْقِ فِي جَنْبَيْهِ أَزَّةُ مِرْجَلٍ
مَا ثَمَّ غَيْرُ الدَّمْعِ يُطْفِئُ مِرْجَلَهْ
يَمْشِي... وَتَمْتَدُّ الطَّرِيْقُ... رُؤَاهُ غَا
ئِمَةٌ بِهَا وَخُطَاهُ فِيْهَا مُثْقَلَةْ
وَيَمُدُّ لِلأُفُقِ الـمُضَرَّجِ بِالدُّجَى
طَرْفاً يَرَى فِيْهِ النُّجُوْمَ مُكَبَّلَةْ
وَتَلُوْحُ أَطْيَافٌ يُحَاوِلُ رَسْمَهَا
فَتَفِرُّ مِنْ يَدِهِ... فَيَرْسُمُ مَوْئِلَهْ
وَيَرَى وُجُوْهاً بِالفَجِيْعَةِ خُضِّبَتْ
قَسَمَاتُهَا وَبِصَمْتِهَا مُتَسَرْبِلَةْ
مَاذَا؟ مَتَى؟ حَقًّا؟ وَذَابَ القَلْبُ وَاخْـ
ـتَنَقَ الـجَوَابُ عَلَى شِفَاهِ الأَسْئِلَةْ
فَصَرَخْتُ كَلاَّ... وَالـمُصِيْبَةُ حِيْنَمَا
تَشْتَدُّ تَرْتَجُّ العُقُوْلُ مُعَطَّلَةْ
كَلاَّ... أَجَلْ كَلاَّ... وَغَارَ بِمَسْمَعِي
رَجْعُ النَّشِيْجِ وَتَمْتَمَاتُ الـحَوْقَلَةْ
مَاذَا؟ مَتَى؟ حَقًّا؟ وَيَلْتَهِبُ الـجَوَا
بُ وَفِي الـحَنَايَا لِلمَشَاعِرِ زَلْزَلَةْ
وَيَجِيْءُ كَالإِعْصَارِ كَالطُّوْفَانِ يَجْـ
ـتَاحُ القُلُوْبَ أَسَىً... وَتَهْوِي سُنْبُلَةْ
رَحَلَ الـحُسَيْنُ... فَقُلْتُ كَلاَّ... بَيْنَنَا
كُلُّ الـمَوَاعِيْدِ العِطَاشِ مُؤَجَّلَةْ
وَغصَصْتُ بِالعَبَرَاتِ حِيْنَ رَأَيْتُهُ
جَسَداً مُسَجَّىً يَسْتَثِيْرُ الأَخْيِلَةْ
شَهْرَانِ مَا اكْتَحَلَتْ بِرُؤْيَةِ وَجْهِهِ
عَيْنِي وَكَمْ أَلِفَتْهُ... كَانَتْ مَنْزِلَهْ
وَاليَوْمَ أُبْصِرُهُ وَقَدْ وَقَفَ الرَّدَى
مَا بَيْنَنَا... حَسَمَتْ يَدَاهُ الـمَسْأَلَةْ
أَأَبَا جِهَادٍ كَمْ أُنَادِي هَدَّنِي
سِجْنُ الـحَنِيْنِ وَسَامَنِي سَوْطُ الوَلَهْ
أَرَحَلْتَ...؟ صُوْتُكَ مَا يَزَالُ يَرِنُّ فِي
سَمْعِي وَفِي قَلْبِي شَذَاكَ قُرُنْفُلَةْ
تَفْتَرُّ صُوْرَتُكَ الـجَمِيْلَةُ كُلَّمَا
لاحَتْ... وَوَجْهُكَ بَاسِمٌ مَا أَجْمَلَهْ!
إِنِّي أُحِبُّكَ يَا حُسَيْنُ فَمُدَّ لِي
جِسْراً إِلَيْكَ... سِهَامُ بَيْنِكَ مُوْغِلَةْ
أَرَحَلْتَ حَقًّا...؟ لا أُصَدِّقُ... كَيْفَ وَاللُّـ
ـقْيَا لَعَمْرِي مَا تَزَالُ مُؤَمَّلَةْ؟!
أَبْكِيْكَ أَمْ أَبْكِي فُؤَادِي؟ إِنَّنِي
لأَرَاكُمَا رَوْضَ الوُجُوْدِ وَمَنْهَلَهْ
رُحْمَاكَ رَبِّي كُلُّ شَيْءٍ هَاهُنَا
ذِكْرَى بِأَحْلَى مَا مَضَى مُتَبَتِّلَةْ
أَيَّامَ نُتْرِعُ بِالوَفَاءِ كُؤُوْسَنَا
فَتَفِيْضُ رَاسِمَةً رُؤَىً مُتَهَلِّلَةْ
وَنَمُدُّ كَفًّا يَسْتَظِلُّ بِرَاحِهَا
وَعْدٌ وَصِدْقُ شُعُوْرِنَا أَقْوَى صِلَةْ
وَتَطِيْبُ سَاعَاتُ التَّلاقِي... يَنْتَشِي
لَيْلٌ... وَيَقْضِي بِالـمَوَدَّةِ لِي وَلَهْ
أَأَبَا جِهَادٍ... وَالصَّدَى يَرْتَدُّ مَكْـ
ـلُوْماً... وَتنْطَفِئُ الـحُرُوْفُ الـمُشْعَلَةْ
وَإِذَا الـحَقِيْقَةُ كَالـخَيَالِ تَدُكُّ... تَفْـ
ـرِي... حِيْنَ تَقْتَحِمُ القُلُوْبَ مُجَلْجِلَةْ
وَإِذَا هِيَ الأَقْدَارُ مَا مِنْ مَهْرَبٍ
مِنْهَا... مُعْجَّلَةً وَغَيْرَ مُعَجَّلَةْ
فَاهْنَأْ بِقَبْرِكَ يَا حُسَيْنُ عَزَاؤُنَا
أَنَّا نَرَاكَ بَلَغْتَ أَعْلَى مَنْزِلَةْ
وَارْحَمْهُ يَا ألله مَا غَسَلَ الـحَيَا
وَجْهَ الثَّرَى أَحْنَى عَلَيْهِ وَقَبَّلَهْ
سَأَظَلُّ مُنْتَظِراً هُنَا فَلَرُبَّمَا
رَجَعَ الزَّمَانُ بِنَا... فَأُبْصِرُ أَوَّلَهْ!

الأخ عيسى تحية طيبة
جزيت خيرا أخي وخفف عنك حزن مصابك ، وعوضك الحسنى ، وأحسن عزاءك بمن ذكرت ، رحمه الله وغمد روحه جنان الطمأنينة .
صمت العزاء وقض منا منزله
بلسان تنهيد يفندنا.... وله
وتنامت الحسرات بعد رحيله
اشواك حزن بالعيون معثكلة ْ
حتى استقرت جمرة الآهات في
قلب تشرب بالنزيف ليشعله
بين الضلوع سبات نبض جذه
كمد تصبر بالوجيف ليحمله
رحماك رب العرش كل مبتلى
والحزن يغري بالتوجع أوله
ــــــــــــــــــــــــ
افتقدناك أيها الحبيب ، مكانتك القلوب فلا تحرمنا من نبض قلمك
تحياتي أخي

عيسى جرابا
17-11-2006, 11:41 AM
أبكيتني .. عافك الله و رحمك ، و رحم صاحبك رحمة واسعة و رحم كل ميت لنا و لكم ضمه الثرى و أسكنه إليه .
ليس لناعلى شعرك قول ، فمثلك لا يحسّن شعره مثلي ، و لكن ربما في قولي أنك مبدع و مجيد غاية الإجادة بعض إحسان إلي .
تقديري .


شكرا من القلب يا حوراء

وأنا من أحسنتِ إليه بهذا المرور المورق

بارك الله فيك

ودمت في خير وعافية

تحياتي

عيسى جرابا
17-11-2006, 11:46 AM
الأخ عيسى تحية طيبة
جزيت خيرا أخي وخفف عنك حزن مصابك ، وعوضك الحسنى ، وأحسن عزاءك بمن ذكرت ، رحمه الله وغمد روحه جنان الطمأنينة .
صمت العزاء وقض منا منزله
بلسان تنهيد يفندنا.... وله
وتنامت الحسرات بعد رحيله
اشواك حزن بالعيون معثكلة ْ
حتى استقرت جمرة الآهات في
قلب تشرب بالنزيف ليشعله
بين الضلوع سبات نبض جذه
كمد تصبر بالوجيف ليحمله
رحماك رب العرش كل مبتلى
والحزن يغري بالتوجع أوله
ــــــــــــــــــــــــ
افتقدناك أيها الحبيب ، مكانتك القلوب فلا تحرمنا من نبض قلمك
تحياتي أخي


أخي الحبيب محمد الحريري

ممتن لك كثيرا على هذا التفضل

ومن القلب أشكرك على جميل مواساتك

ولك فيه أعلى مكانة

بارك الله فيك

تحياتي

إدريس الشعشوعي
17-11-2006, 12:54 PM
أنا لله و إنّا اليه راجعون ..

رحم الله أخاك و رفيقك الحسين بواسع رحمته و جعل مثواه الجنة بجاه حبيبه و صفيه سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم .

أمّا الشعر هنا فمقتدر بارع .. بارك الله المشاعر و الابداع

تحياتي و محبتي عيسى ..

عيسى جرابا
17-11-2006, 01:07 PM
أنا لله و إنّا اليه راجعون ..
رحم الله أخاك و رفيقك الحسين بواسع رحمته و جعل مثواه الجنة بجاه حبيبه و صفيه سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم .
أمّا الشعر هنا فمقتدر بارع .. بارك الله المشاعر و الابداع
تحياتي و محبتي عيسى ..


أخي الحبيب إدريس الشعشوعي

من القلب أشكرك على المرور والدعاء والثناء

بارك الله فيك أخي وأحسن خاتمتنا في الأمور كلها

دمت في خير وعافية

تحياتي

د.جمال مرسي
17-11-2006, 05:36 PM
أحسن الله عزاءكم في أبي جهاد أخي عيسى
و نسأله أن يرحمه برحمته الواسعة
صدق الشعور فحسن الشهر
افتقد يا صديقي
دمت بود

عبدالملك الخديدي
17-11-2006, 06:35 PM
الشاعر الكبير : عيسى جرابا
أهلا بك مرة أخرى .. وبما حملته هذه المرة في جرابك الجميل ..ولو كانت قصيدة عزاء فهي جميلة بالوفاء ..
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد برحمته .. فعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم ..
إنا لله وإنا أليه راجعون.

زاهية
17-11-2006, 08:03 PM
بارك الله بك أخي المكرم
عيسى جرابا
وقصيدة رمز للوفاء
رحم الله صديقك وجعله
في جنات النعيم
أختك
بنت البحر

مجذوب العيد المشراوي
17-11-2006, 08:36 PM
عيسى سلام عليكم ..

أين أنت كل هذا الوقت أيها الأنيق ..

بخصوص القصيدة ..

الموقف ليس موقفا لاستعراض محاسنها وإنما للصمت والصمت فقط

إن لله وإن إليه راجعون

عيسى جرابا
18-11-2006, 03:31 PM
أحسن الله عزاءكم في أبي جهاد أخي عيسى
و نسأله أن يرحمه برحمته الواسعة
صدق الشعور فحسن الشهر
افتقد يا صديقي
دمت بود


مرحبا بالحبيب د جمال

وشكرا لك من القلب على تفضلك

بارك الله فيك

تحياتي

عيسى جرابا
18-11-2006, 03:34 PM
الشاعر الكبير : عيسى جرابا
أهلا بك مرة أخرى .. وبما حملته هذه المرة في جرابك الجميل ..ولو كانت قصيدة عزاء فهي جميلة بالوفاء ..
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد برحمته .. فعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم ..
إنا لله وإنا أليه راجعون.


من القلب أشكرك يا عبد الملك

دمت في خير وعافية أيها الحبيب

أرق التحايا من أخيك

عيسى جرابا
18-11-2006, 03:39 PM
بارك الله بك أخي المكرم
عيسى جرابا
وقصيدة رمز للوفاء
رحم الله صديقك وجعله
في جنات النعيم
أختك
بنت البحر


تحياتي لك يا زاهية

وشكرا على المرور

بارك الله فيك

خميس لطفي
18-11-2006, 08:08 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون ورحم الله أخاك رحمة واسعة وغفر له .
---------------

مثل هذا هو الشعر الذي أحبه وأطرب له !

زاهية
18-11-2006, 09:21 PM
عيسى جرابا وقصيدة تستحق التثبيت
تثبَّت

د. سمير العمري
19-11-2006, 12:14 AM
لله أنت شاعراً وإنساناً!

أحسنت القصد وأكرمت القصيد.


رحم الله صاحبك رحمة واسعة وغفر لك ببرك به ووفائك له.



تحياتي

بندر الصاعدي
19-11-2006, 04:21 AM
الحبيب عيسى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسأل الله لأخيك الرحمة وحسن المآل , فما بيدنا نحن الأحياء إلى أن يقضي الله آجالنا إلا الدعاء لإخواننا المسلمين الميتين بالرحة والمغفرة ونوال الرضوان , وما لنا إلا أن نعتبر ونعد لما بعد القبور .

كأنك بهذا الرثاء أريتنا ما لم نره من حالك أثناء علمك بخبره بل أحسستنا بما لم نحس به , ثم وضعتنا أما تساؤلات تفر منا الإجابات عليها , وهذا حال الحي مع الموت ومع الحبيب المييت , كأنَّا نأبى إلا بقاءه ولو بالذكريات , ولله العاقبة والأمر .

دمت كريمًا أيها الحبيب

درهم جباري
19-11-2006, 07:54 AM
وَتَهْوِي سُنْبُلَة
شعر\ عيسى جرابا
25\10\1427هـ




أَأَبَا جِهَادٍ... وَالصَّدَى يَرْتَدُّ مَكْـ
ـلُوْماً... وَتنْطَفِئُ الـحُرُوْفُ الـمُشْعَلَةْ
وَإِذَا الـحَقِيْقَةُ كَالـخَيَالِ تَدُكُّ... تَفْـ
ـرِي... حِيْنَ تَقْتَحِمُ القُلُوْبَ مُجَلْجِلَةْ
وَإِذَا هِيَ الأَقْدَارُ مَا مِنْ مَهْرَبٍ
مِنْهَا... مُعْجَّلَةً وَغَيْرَ مُعَجَّلَةْ
فَاهْنَأْ بِقَبْرِكَ يَا حُسَيْنُ عَزَاؤُنَا
أَنَّا نَرَاكَ بَلَغْتَ أَعْلَى مَنْزِلَةْ
وَارْحَمْهُ يَا ألله مَا غَسَلَ الـحَيَا
وَجْهَ الثَّرَى أَحْنَى عَلَيْهِ وَقَبَّلَهْ
سَأَظَلُّ مُنْتَظِراً هُنَا فَلَرُبَّمَا
رَجَعَ الزَّمَانُ بِنَا... فَأُبْصِرُ أَوَّلَهْ!

سيطول إنتظارك أيها الحبيب ولكن نسأل الله أن يجمعكما ويجمعنا معكما في مستقر رحمته ..

الحبيب والشاعر الوفي / عيسى جرابا ..

كم أنت رائع حتى في حزنك !!

رحم الله أبا جهاد وأسكنه فسيح جنانه
وعظم الله لك الأجر وأجزل لك الثواب على هذه المرثية الفريدة

ولك من الحب أغزره ومن الوداد أعمقه .

عيسى جرابا
19-11-2006, 06:43 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون ورحم الله أخاك رحمة واسعة وغفر له .
---------------
مثل هذا هو الشعر الذي أحبه وأطرب له !


من القلب أشكرك يا خميس

وبارك الله فيك أخي الحبيب

تحياتي

عيسى جرابا
19-11-2006, 06:48 PM
عيسى سلام عليكم ..
أين أنت كل هذا الوقت أيها الأنيق ..
بخصوص القصيدة ..
الموقف ليس موقفا لاستعراض محاسنها وإنما للصمت والصمت فقط
إن لله وإن إليه راجعون


أعتذر إليك أخي الحبيب...

وكل الشكر والتقدير على ما تتفضل به علي دائما

جزاك الله خيرا وأحسن إليك

تحياتي

عيسى جرابا
19-11-2006, 06:54 PM
عيسى جرابا وقصيدة تستحق التثبيت
تثبَّت


زاهية أيتها الكريمة

بحق ما وجدته هنا كان له أعظم الأثر في مواساتي

كيف لا وأنا أقرأ في كل رد دعاء لأبي جهاد , وأشعر

أن هناك من دعا له ولو لم يرد مكتفيا بالمرور...

وها أنت أيتها الكريمة تقومين بتثبيتها ؛ ليتحقق

ما كنت أصبو إليه وهو الدعاء للراحل الحبيب

فالقصيدة لم تكتب ولم توضع هنا إلا لتكون محرضا

على ذلك...

من القلب أشكرك أختي الكريمة على شعورك النبيل

أسأل الله لك التوفيق في الدارين

تحياتي

السيد عبد الرازق
19-11-2006, 11:49 PM
أَبْكِيْكَ أَمْ أَبْكِي فُؤَادِي؟ إِنَّنِي
لأَرَاكُمَا رَوْضَ الوُجُوْدِ وَمَنْهَلَهْ

رُحْمَاكَ رَبِّي كُلُّ شَيْءٍ هَاهُنَا
ذِكْرَى بِأَحْلَى مَا مَضَى مُتَبَتِّلَةْ

أَيَّامَ نُتْرِعُ بِالوَفَاءِ كُؤُوْسَنَا
فَتَفِيْضُ رَاسِمَةً رُؤَىً مُتَهَلِّلَةْ
----------------------
شكرا أخي وشاعرنا الفذ عيسي
أول مرة أقرأ فيها شعرا لكم
وقفت أتذوق من هذا النبض والبحر والقفي والروى .
أمتعتني بهذا النشيج العذب .
رحم الله الحسين أبا جهاد وأمواتنا وأموات المسلمين أجمعين .
لكم تحياتي وودى وتقديرى .

غزل الحب
20-11-2006, 04:00 PM
الأستاذ :
عيسى جرابا
رثائية أبكت المقل لبكائها . .

رحم الله الفقيد . .

و كان الله في عون محبينه

دمت بود

اختك:
غزل

أحمد العقيلي
20-11-2006, 08:24 PM
رحم الله الحسين وكفى!!
رحل ورحلت معه معان ومعان كبار
رحل الحسين تشيعه مآثر ومنابر
أسكنك الله أعالي الجنان يا أبا جهاد
لا فض فوك يا أبا هاني
عبرت عما تجيش به النفوس المكلومة والقلوب المجروحة.

حنان الاغا
23-11-2006, 05:31 PM
الشاعر الكبير
قرأت مرثية لا كغيرها مما يقال في مثل هذه المناسبة
قرأت الحب والتبجيل والعنفوان
قرأت العزة والكرامة والنبل
قرأت الاستكانة لحكم الله والرضى بقضائه
وهذا أضفى على قوتها الشعرية المحلقة ، لمسات من الخضوع الإنساني الراضي لرب الأكوان واهب الحياة ومستردها .
تحياتي لك
عيسى جرابا
دم بصدق وبشعر

يحيى الشعبي
23-11-2006, 08:39 PM
وَتَهْوِي سُنْبُلَة
شعر\ عيسى جرابا
25\10\1427هـ

إلى أخي وحبيبي وزميلي الحسين بن إبراهيم جبرة عليه رحمة الله
مدركا أنها دون ما في القلب من مشاعر وأحاسيس لحظة الوداع...
إنا لله وإنا إليه راجعون.

حُزْنٌ أَوَاخِرُهُ تُهَيِّجُ أَوَّلَهْ
أَنَّى لِهَذَا القَلْبِ أَنْ يَتَحَمَّلَهْ؟!
صَهَرَتْهُ نِيْرَانُ الـخُطُوْبِ وَلَمْ تَزَلْ
نَبَضَاتُهُ تَرِدُ السَّمَا مُتَوَسِّلَةْ
وَسَقَتْهُ كَفُّ البَيْنِ كَأْساً تَغْتَلِي
وَتَصُبُّ مِنْ غُصَصِ الأَسَى مَا أَذْهَلَهْ!
لِلشَّوْقِ فِي جَنْبَيْهِ أَزَّةُ مِرْجَلٍ
مَا ثَمَّ غَيْرُ الدَّمْعِ يُطْفِئُ مِرْجَلَهْ
يَمْشِي... وَتَمْتَدُّ الطَّرِيْقُ... رُؤَاهُ غَا
ئِمَةٌ بِهَا وَخُطَاهُ فِيْهَا مُثْقَلَةْ
وَيَمُدُّ لِلأُفُقِ الـمُضَرَّجِ بِالدُّجَى
طَرْفاً يَرَى فِيْهِ النُّجُوْمَ مُكَبَّلَةْ
وَتَلُوْحُ أَطْيَافٌ يُحَاوِلُ رَسْمَهَا
فَتَفِرُّ مِنْ يَدِهِ... فَيَرْسُمُ مَوْئِلَهْ
وَيَرَى وُجُوْهاً بِالفَجِيْعَةِ خُضِّبَتْ
قَسَمَاتُهَا وَبِصَمْتِهَا مُتَسَرْبِلَةْ
مَاذَا؟ مَتَى؟ حَقًّا؟ وَذَابَ القَلْبُ وَاخْـ
ـتَنَقَ الـجَوَابُ عَلَى شِفَاهِ الأَسْئِلَةْ
فَصَرَخْتُ كَلاَّ... وَالـمُصِيْبَةُ حِيْنَمَا
تَشْتَدُّ تَرْتَجُّ العُقُوْلُ مُعَطَّلَةْ
كَلاَّ... أَجَلْ كَلاَّ... وَغَارَ بِمَسْمَعِي
رَجْعُ النَّشِيْجِ وَتَمْتَمَاتُ الـحَوْقَلَةْ
مَاذَا؟ مَتَى؟ حَقًّا؟ وَيَلْتَهِبُ الـجَوَا
بُ وَفِي الـحَنَايَا لِلمَشَاعِرِ زَلْزَلَةْ
وَيَجِيْءُ كَالإِعْصَارِ كَالطُّوْفَانِ يَجْـ
ـتَاحُ القُلُوْبَ أَسَىً... وَتَهْوِي سُنْبُلَةْ
رَحَلَ الـحُسَيْنُ... فَقُلْتُ كَلاَّ... بَيْنَنَا
كُلُّ الـمَوَاعِيْدِ العِطَاشِ مُؤَجَّلَةْ
وَغصَصْتُ بِالعَبَرَاتِ حِيْنَ رَأَيْتُهُ
جَسَداً مُسَجَّىً يَسْتَثِيْرُ الأَخْيِلَةْ
شَهْرَانِ مَا اكْتَحَلَتْ بِرُؤْيَةِ وَجْهِهِ
عَيْنِي وَكَمْ أَلِفَتْهُ... كَانَتْ مَنْزِلَهْ
وَاليَوْمَ أُبْصِرُهُ وَقَدْ وَقَفَ الرَّدَى
مَا بَيْنَنَا... حَسَمَتْ يَدَاهُ الـمَسْأَلَةْ
أَأَبَا جِهَادٍ كَمْ أُنَادِي هَدَّنِي
سِجْنُ الـحَنِيْنِ وَسَامَنِي سَوْطُ الوَلَهْ
أَرَحَلْتَ...؟ صُوْتُكَ مَا يَزَالُ يَرِنُّ فِي
سَمْعِي وَفِي قَلْبِي شَذَاكَ قُرُنْفُلَةْ
تَفْتَرُّ صُوْرَتُكَ الـجَمِيْلَةُ كُلَّمَا
لاحَتْ... وَوَجْهُكَ بَاسِمٌ مَا أَجْمَلَهْ!
إِنِّي أُحِبُّكَ يَا حُسَيْنُ فَمُدَّ لِي
جِسْراً إِلَيْكَ... سِهَامُ بَيْنِكَ مُوْغِلَةْ
أَرَحَلْتَ حَقًّا...؟ لا أُصَدِّقُ... كَيْفَ وَاللُّـ
ـقْيَا لَعَمْرِي مَا تَزَالُ مُؤَمَّلَةْ؟!
أَبْكِيْكَ أَمْ أَبْكِي فُؤَادِي؟ إِنَّنِي
لأَرَاكُمَا رَوْضَ الوُجُوْدِ وَمَنْهَلَهْ
رُحْمَاكَ رَبِّي كُلُّ شَيْءٍ هَاهُنَا
ذِكْرَى بِأَحْلَى مَا مَضَى مُتَبَتِّلَةْ
أَيَّامَ نُتْرِعُ بِالوَفَاءِ كُؤُوْسَنَا
فَتَفِيْضُ رَاسِمَةً رُؤَىً مُتَهَلِّلَةْ
وَنَمُدُّ كَفًّا يَسْتَظِلُّ بِرَاحِهَا
وَعْدٌ وَصِدْقُ شُعُوْرِنَا أَقْوَى صِلَةْ
وَتَطِيْبُ سَاعَاتُ التَّلاقِي... يَنْتَشِي
لَيْلٌ... وَيَقْضِي بِالـمَوَدَّةِ لِي وَلَهْ
أَأَبَا جِهَادٍ... وَالصَّدَى يَرْتَدُّ مَكْـ
ـلُوْماً... وَتنْطَفِئُ الـحُرُوْفُ الـمُشْعَلَةْ
وَإِذَا الـحَقِيْقَةُ كَالـخَيَالِ تَدُكُّ... تَفْـ
ـرِي... حِيْنَ تَقْتَحِمُ القُلُوْبَ مُجَلْجِلَةْ
وَإِذَا هِيَ الأَقْدَارُ مَا مِنْ مَهْرَبٍ
مِنْهَا... مُعْجَّلَةً وَغَيْرَ مُعَجَّلَةْ
فَاهْنَأْ بِقَبْرِكَ يَا حُسَيْنُ عَزَاؤُنَا
أَنَّا نَرَاكَ بَلَغْتَ أَعْلَى مَنْزِلَةْ
وَارْحَمْهُ يَا ألله مَا غَسَلَ الـحَيَا
وَجْهَ الثَّرَى أَحْنَى عَلَيْهِ وَقَبَّلَهْ
سَأَظَلُّ مُنْتَظِراً هُنَا فَلَرُبَّمَا
رَجَعَ الزَّمَانُ بِنَا... فَأُبْصِرُ أَوَّلَهْ!

لقد سمعت النص من الشاعر نفسه كاملا فلم أستطع بعد انتهائه منه أن أرد عليه وأقول له رأيي فلقد غرقت بين دموعي .
لم أستطع الرد فالصدر متأجج بالحسرات ،وأبت العين أن تكف عن الهطول ،
فعلا نشيجي فخرجت من المنزل كي لا يراني أطفالي بتلك الحال .

أرسل الشاعر لي رسالة على الجوال اتصل بي على الهاتف الثابت أنا بانتظارك .

يا يحيى هل قرأت النص؟ نعم قرأته !. وفي الحقيقة لم أستطع أن أكمله !. مارأيك هل قولي كذا أفضل أم قولي كذا ؟ نعم قولك كذا . هل تصدق يا أبا هاني أن المرة الأولى التي أقرأ فيها النص كاملا كانت الليلة 2/11/1427هـ

إليك بعض الخواطر:
1-في الحقيقة قد قال أبو هاني ما وقف في حناجرنا ولم تستطع ألسنتنا أن تسطره شعرا .
كل بيت أقرأه حتى الهاء الساكنه أتأوه معه تأوه الثكالى .
2-يضطرك حرف الروي على البكاء وسكب الدموع وقبل أن تبدأ في البيت التالي يلزمك أن تلملم قواك التي بعثرها البيت الذي قبله .
3-لا أدري لماذا أحس أن هذه المرثية ليست كمرثياتك يا أبا هاني ربما كان الأحب الأحب وهو كذلك ويستحق الحسين ذلك وزيادة
4- العاطفة كما يقول أحد النقاد هي الموقد الذي ينضج الألفاظ والمعاني والخيال فبقدر قوتها يكون كل شيء قويا ولقد أنضجت كل شيء يا أبا هاني حتى نحن .
5- طول النص كما يقول بعض النقاد مع جودته كاملا دليل ساطع على نضج التجربة الشعورية ولا أراه إلا كذلك
6- استطاع الشاعر أن يبكي كل من عرف المرثي حيث وجدنا الرجل بين أبياته بكل جلاء .
أظن أنني قد أطلت
اعذرني يا أبا هاني
وافر التقدير

عيسى جرابا
25-11-2006, 04:09 AM
لله أنت شاعراً وإنساناً!
أحسنت القصد وأكرمت القصيد.
رحم الله صاحبك رحمة واسعة وغفر لك ببرك به ووفائك له.
تحياتي


مرحبا بأخي الحبيب د سمير العمري

ولك الحب خالصا والشكر وافرا

على ما توليه حرفي من قبول وتقدير

بارك الله فيك

تحياتي

عيسى جرابا
27-11-2006, 08:49 PM
الحبيب عيسى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسأل الله لأخيك الرحمة وحسن المآل , فما بيدنا نحن الأحياء إلى أن يقضي الله آجالنا إلا الدعاء لإخواننا المسلمين الميتين بالرحة والمغفرة ونوال الرضوان , وما لنا إلا أن نعتبر ونعد لما بعد القبور .
كأنك بهذا الرثاء أريتنا ما لم نره من حالك أثناء علمك بخبره بل أحسستنا بما لم نحس به , ثم وضعتنا أما تساؤلات تفر منا الإجابات عليها , وهذا حال الحي مع الموت ومع الحبيب المييت , كأنَّا نأبى إلا بقاءه ولو بالذكريات , ولله العاقبة والأمر .
دمت كريمًا أيها الحبيب


الحبيب بندر

من القلب أشكرك على مرورك المورق

لك من أخيك المحب خالص التحايا

بارك الله فيك

دمت كما تحب

عيسى جرابا
06-12-2006, 02:29 PM
سيطول إنتظارك أيها الحبيب ولكن نسأل الله أن يجمعكما ويجمعنا معكما في مستقر رحمته ..
الحبيب والشاعر الوفي / عيسى جرابا ..
كم أنت رائع حتى في حزنك !!
رحم الله أبا جهاد وأسكنه فسيح جنانه
وعظم الله لك الأجر وأجزل لك الثواب على هذه المرثية الفريدة
ولك من الحب أغزره ومن الوداد أعمقه .


أشكرك من الأعماق أخي الحبيب درهم

جمعنا الله بالراحل في مستقر رحمته

اللهم آمين

بارك الله فيك

تحياتي

عيسى جرابا
07-12-2006, 06:01 PM
أَبْكِيْكَ أَمْ أَبْكِي فُؤَادِي؟ إِنَّنِي
لأَرَاكُمَا رَوْضَ الوُجُوْدِ وَمَنْهَلَهْ
رُحْمَاكَ رَبِّي كُلُّ شَيْءٍ هَاهُنَا
ذِكْرَى بِأَحْلَى مَا مَضَى مُتَبَتِّلَةْ
أَيَّامَ نُتْرِعُ بِالوَفَاءِ كُؤُوْسَنَا
فَتَفِيْضُ رَاسِمَةً رُؤَىً مُتَهَلِّلَةْ
----------------------
شكرا أخي وشاعرنا الفذ عيسي
أول مرة أقرأ فيها شعرا لكم
وقفت أتذوق من هذا النبض والبحر والقفي والروى .
أمتعتني بهذا النشيج العذب .
رحم الله الحسين أبا جهاد وأمواتنا وأموات المسلمين أجمعين .
لكم تحياتي وودى وتقديرى .


الحبيب السيد عبد الرازق

لك شكري وتقديري على مرورك الجميل

رحم الله الأحياء والأموات

دمت موفقا

تحياتي

ربيحة الرفاعي
09-02-2012, 10:21 PM
[B][CENTER][SIZE="4"][COLOR="Blue"]حُزْنٌ أَوَاخِرُهُ تُهَيِّجُ أَوَّلَهْ = أَنَّى لِهَذَا القَلْبِ أَنْ يَتَحَمَّلَهْ؟!
مَاذَا؟ مَتَى؟ حَقًّا؟ وَذَابَ القَلْبُ وَاخْـ = ـتَنَقَ الـجَوَابُ عَلَى شِفَاهِ الأَسْئِلَةْ
إِنِّي أُحِبُّكَ يَا حُسَيْنُ فَمُدَّ لِي = جِسْراً إِلَيْكَ... سِهَامُ بَيْنِكَ مُوْغِلَةْ

ليس أن ما اقتبسته اجملها فكلها مذهلة
ولكن كم المنى العاجزة هنا أسرني ، فوجدتني أجفف دمعتي لأتمكن من نسخها

مرثية أفقدتنا حسينًا معك ، فكأنه عنّا مضى
فلله أنت ما اروع حروفك وما اصدق حسك

رحم الله فقيدكم ورحمنا

تحيتي

محمد ذيب سليمان
10-02-2012, 12:46 PM
رحم الله صاحب هذه المرثية
وجعلنا واياك من المعتبرين الصابرين

اللهم اغفر وارحم من قيلت به
شكرا لك

هاشم الناشري
25-08-2012, 09:39 PM
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته

من عيون المراثي أيها الشاعر الكبير / عيسى جرابا.

مرور للسلام عليك ، وكل عام وأنت بخير.

وأعتذر إن سببت لك ألمًا برفعها ولكنني رأيتها تستحق

الصدارة .

تحياتي وتقديري.