جمال حمدان
06-07-2003, 07:07 PM
إنَّ التُّمورَ تعاني
ما للقصيدة .. ما أبكى قوافيها=فقلتُ : ما بِفَمي أُلقيهِ في فيها !
فما جَفوْتُ ولا " لمياءُ " جافيةٌ=وإن غرقتُ فإنِّي في مرافيها
يا من تظنُّ بأني قلتُ أحجيةً=إنَّ التُّمورَ تعاني والنَّوى فيها !
أرماق .. وأوراق
إنْ كان دمعي نزَّ من أوراقي=فالسَّطرُ يُكتبُ من يراعِ مآقِ
نوحُ الحمائمِ في الفراتِ ودجلةٍ=أرجعنَه الزَّفرَاتُ من أرماقي
ويحي فلا افترَّت شفاهي إن أَتى=ليلٌ, ولا ابتسمتْ لدَى إشراقِ
فكأنني في الخلق صنوا للأسى=أو أنني وطنٌ بإسمِ عراقِ !
أبـــواق .. ولقــالق
وعجــبتُ من طبــلٍ يُقعـقِــعُ عالـــيًا =وسنابــلٍ رَقصَــتْ لِريحٍ يعصــفُ
فسألــتُ عـنْ ذاكـمْ , وتلكَ .. فقيـلَ لــي:=خَـــوَتِ السنابلُ , والمقعقـعُ أجـوفُ !
حكمـــة اليــوم
إن صارَ حجَّـامُ البلادِ فقيهَا=ووجَـدْتَ من قادَ العِبادَ سفيهَا
والنَّاسُ تستمري الحياةَ بذلةٍ=والمنكَرَاتُ سَخِرنَ من ناهيها
ورأيتَ شرعَ الله غُـيِّبَ نهجُهُ=وهوى الرَّعـيَّـةَ من هوىَ راعِـيهَا
فاعلمْ بأنَّ الله منزلُ نِقمَةً=لنْ تُبقِ عاليها ولا واطيها!
فاخلعْ نعالكَ.. وابْصُقنَّ عليهُم=وارحلْ ! بلا أسَفٍ علىَ من فيها !
عتــابُ قلب
إلامَ قلبُكَ يا حمْدانُ ينخَدِعُ =وهلْ بصَدرِكَ وِسْعٌ فوقَ ما يَسَعُ!
أمَا تَمَلٌّ ! تُرَدُّ الكفُّ خاويةٌ =وحبلُ ودَّك موصُولٌ لمنْ قطعُوا !
بِكلِّ يومٍ لنا في الهــمٍّ بارقةٌ =تزعزعُ الرُّوحَ , والأحشاءُ تُنتزَعُ
فكم بقلبكَ من سهمٍ قُرِعْتَ بهِ =وكم ظننتَ على ودٍّ بكَ اقترعُوا !
كفى ... كأنَّك للآلامِ توأمُهَا =أوْ انَّ جوفَكَ للأتراحِ مُنتَجَعُ !
ليحفطَ اللهُ أصحابًـا جُعلتُ لهمْ =درْأ المنيَّةِ إن اعطُوا وإن منَعُوا
وكنتُ أعتِبُ .. لولا خِفْتُ عاذِلنَا =لمنْ أجلُّهمُ ... في عِرضِهِمْ يَقَعُ
فإن كتمتُ ... فإنَّ القلبَ منزلُهُم =وإن جزِعتُ .. ففي قلبي همُ بِضَعُ
وحسبُ عيني أنْ قَرَّتْ بِهْم زمنًا =فكيفَ أقلعُ عيني .. إنْ بِها وجَعُ !
حــالي والحبيب
وتساءَلتْ : صِفْ لِيْ حَبِيْبَكَ فِي الْهَوَىَ ؟ =فَأَجَبْتُهَا : كَالغَيْمِ فِي عَلْيَائِهِ
إِنْ يَدْنُوَنَّ ... فَقَدْ رَجَوْتُ وِصَالَهُ=أَوْ يَبْعُدَنَّ ... جَهَدْتُ فِي اسْتِسْقَائِهِ !
غصَّات المحبِّين
مالي أَغُـصُّ .إذا شَربتُ.. وأَشـرقُ =ودَمي بلا قودٍ يباحُ , ويهرقُ
والنَّومُ من جفنيَّ شــدَّ رِحالَهُ =وتغرِّبُ الأفكــــارُ بي وتشــــرِّقُ
أشعلتُ ناريَ في الدَّياجِــرَ علَّها =جادَتْ بسارٍ أو أنيسٍ يطرقُ
فلأمكثنَّ على الدُّروبِ مسائلا =وليشـــهدنُّ يبابُهـــا والمُورِقُ
أنِّي على عهدي ولستُ مبدلا =ما دامتِ الخضرا ودامَ الأزرقُ
ولَـكم عُذِلتُ فقلتُ عنْ منْ لامنَا=لو جَـدَّه وجْـدُ الغرامِ سيُشفقُ
يا صَاحِـبِيْ ما العِشقُ إلا كاللظَى =ذا نَافـخُ فيـها .. وذا يَتحَــرَّقُ !
كــش ملك!
ملكٌ , وقصْرٌ والرعيَّةُ تغرقُ =ولهُ الفــداءُ الخافقاتُ وأرمقُ
ما همَّنا إنْ ظَـلَّ فوقَ رؤوسنا=نَغلٌ ففي الشَّطرنجِ يفدي البيدَقُ !
يا شـعرُ!
كيفَ السبيل إلى لقاك حبيبتي=والـدَّهـرُ أوصدَ بيننا أبوابا
لله كمْ أخفي , وكم كتبَ الجوى=في مقلتي من الــدموع كتابـــا
يا ليلُ ما بكَ قد ملأتَ كنانتي=منْ بعـد قُـرَّةِ أعينٍ أوصابا
ما بالُ طير الأمس جافى أيكه=وأرىَ على تلك الغصونِ غُـرابا !
مازلت أستجدي القريض كأنني=ظمىءٌ وأرجو مزنة وسحابا
فلكم فضضتُ من القريض بكارةً=ولكم خلعتُ عن القريض نقابا
ولكمْ جلبتُ من البِحارِ نفائسا=ولكم طرقتُ مهامهًـــا وشعابا !
يا شعرُ ما بكَ قد كبوتَ بهمتي =قمْ نسرجِنَّ إلى القريضِ ركابا !
لا أدري !؟
مرَرَتُ بِألفِ عـرَّافٍ =وما استثنيتُ مِنْ ثغْـرِ
وجاوزتُ امتدادَ الصَّب(م) = ـرِ أشكو الحــرَّ للقــــرِّ
وكم ساءلتُ من نجمٍ =وطيرَ البــحرِ والبـــرِّ
هَــمَا صَوتي علىَ دربي =وقالَ صداهُ : لا أدْرِي !
وودَّعـَــنِي
وودَّعـَــنِي , وبالكفـَّـــينِ حيـَّــا =فـَخـِلـــتُ بأنني ما عـُـدْتُ حيـَّــا
سألــتُ الــدَّربَ , والأطيــــارَ عنـْــــهُ =وما استبقــْـيتُ في الأحيــَــاءِ حيـَّــا
فمــــلَّ الـــدَّربُ , والأشــواقُ قامـت =تحـــثُّ على الهَـــوى بالقول : حيـَّــا
وقابلنِــي ودمــعُ العين يهـــمي =على الخـــديَّـنِ مني , والمحـَّــيا
فقلتُ فُــديتَ , لا تُـشْمتْ عـــذولا =بإلفِكَ . وادّخــرْ مـــاء المحــَّـيا !
أنا وإبني !
أورثتُ إبني ما ورثتُ وما معي =وأمرتُـهُ إعطـــاءَ ذلك لابنه !
فوجدتُ همَِّي قد أُضيفَ لهمِّهِ =وكذا سيُنقلُ لإبنه من بعده !
الأرعـــــن
يعومُ على شبيرٍ من مياهٍ=ولا يُعنَى بكيفَ . ومنْ .. وما هي !
فمن لا يتَّعظ من أمرِ أمـــسٍ =فهل يُجــــدي به قولٌ لناهِ !؟
حَـــــوَّاء
أنا إبن آدم والهوى يغريني=والبعد عن حواء كم يضنيني
قد كنت يا حواء ضلعا لينا=في صدر آدم ساعة التكوين
ألقي برأسك فوق صدري علني=أُطفي بذاك الضلع نار حنيني !
وافق شــن طبقه !
وتقابلا يوما غرابُ وبومةٌ=فشكا إليها سوءَ طالعِ حظِّهِ
فتطيَّرتْ لما رأته بدربِها=وكلاهُما خوفا أشاحَ بوجههِ
سبحانَ من خلق المياهَ بعذبها=وأُجَاجِها وفقا لسابقِ علمه !
الفقيرُ والبخيـل
ذهب الفقيرُ إلى البخيلِ مؤملا=أن يُعطهِ من فضلهِ مازادا
فبكى عليه وعادَ يسألُ ربَّــه=أن يُعطِ من منعَ العطاءِ رشادا
يا بئسَ مرآةُ تداري فضةً=خلفَ الزُّجاجِ .. وأورثتْ أحقادا !
كيف السبيل
لو كنت أشكو غصة من زادِ=لوجدتُ في ماءٍ بلوغَ مرادي
لكنَّها الأنَّاتُ ما بين الحشا=كيف السَّبيل لغصة بفؤادي !
والله لو أشكو لعاذل بعض ما =عانيته ... لغدا من العُـوَّادِ
يا بلسم القلب العليل ألم يكن=بالأمس وصلك لي كغيث الصادِ؟
فالحب يحيا بالوصالِ حبيبتي=والهجرُ وأدُ شهادةِ الميلاد
جميل كل ما فيه
غـزالٌ قَـدُّه حاكى=غصونَ البَان والآسِ
إذا ما الثغرُ قد بسما=ترى صفين من ماسِ
إذا ما الجفن قد ألقى=تخال كماة أقواسِ
تصيب القلب في صدري=فتحرِقُ فيه أنفاسي
جميل كل ما فيه=إذا ما قيس بالناس
أكذب فيه ما قالوا=ويصدق فيه إحساسي
فإن قالوا: الحبيب قسى=أجبت : بلا .. أنا القاسي !!
وإن قالوا: الحبيب جفى=أجبت: لعله ناسٍ !!
وإن قالوا :الحبيب بكي=أجبت أقيه من باس !!
فيا عشاق أشهدكم=حبيبي سر إيناسي
فإن يقضى لنا الأجل=ساعشقه بأرماسي !!
لونُ أكفـاني!
أسائلُ عنك أطيارا=وأوقد في الدجى شمعي
وأرقب منك أخبارا=لسطر خط من دمع
أما قد كنت للإبصار=بهجته , وللسمع!
فذاب الشمع في ليلي=وعاد الطير لي ينعي
**************
سألتك باسم ما كانا=أتسلمني إلى الياس !
وتنسى أمس لقيانا=أمثلك في الهوى ناسي ؟
ترفق بالذي أضحى=غريب الدار , والناس !
أخط بعبرة ذكرى=فتبكي فوق قرطاسي
حروف ملؤها كمد =وصار الوجد إ يناسي
ــــــــ فقالت لـــــي ـــــــ
لماذا الحرف مسودا=وليس بأحمرٍ قانٍ
فلست أراه من مهج=وليس دماء شريان !
كذا القرطاسُ مبيض=ويبدو مثل مرجان
فقلت لها أقاتلتي=أيسأل مثلنا الجاني!
دمي قد صار مسودا=حدادا بعد هجران
وقرطاسي إذا إبيضَّ=فذلك لونُ أكفان !!!!
كـوىَ البيْـنُ يا ليـلى
كـوىَ البيْـنُ يا ليـلى فُـؤاديَ فارفقي=بصَبٍّ . وراعـي الله في العشـقِ , واتَّـقي !
أمَـا كنتِ لـي قبلَ التَّـنائي نديمةً=وهـلْ مـرَّ يومٌ لَمْ نكـنْ فيـه نلتـقي ؟
فـوا حـرَّ قلبي هل تنادتْ همومُنا=وقالتْ لطـيرِ البيِّـن بالجنـحُ صفِّـقِ !
فقلبي كبيداءٍ توالتْ عجافُـها=غزا الجدبُ فيـها كـلَّ غـضٍّ ومُـورقِ
إذا جـنَّ ليــلٌ أسرجَ السُّـهدُ خيلهُ=وإنْ لاحَ فــجرٌ رفَّ بالهَـمِّ بيرقـي
خليلي قومَـا بلِّغَاهـا رسـالةً=فلـم يبـقَ إلا حشرجـاتٌ بأرمـقِ!
ألا واذكـراني واسـألا عن عهودِنـا=فما نفـعُ عهـدٍ بالوفـا لَـمْ يُـوثَّقِ !
فما عُـدتُ أخشى قـولَ واشٍ وعاذلٍ=فكـمْ نابَ دمعـي عـن كلامي ومنطقي !
وإنِّي أرَانـي قــد تدانتْ منيَّتي=ألا فانقِذانـي مِنْ هــلاكٍ مُحقَّـقِ !
مع تحياتي
جمال حمدان
ما للقصيدة .. ما أبكى قوافيها=فقلتُ : ما بِفَمي أُلقيهِ في فيها !
فما جَفوْتُ ولا " لمياءُ " جافيةٌ=وإن غرقتُ فإنِّي في مرافيها
يا من تظنُّ بأني قلتُ أحجيةً=إنَّ التُّمورَ تعاني والنَّوى فيها !
أرماق .. وأوراق
إنْ كان دمعي نزَّ من أوراقي=فالسَّطرُ يُكتبُ من يراعِ مآقِ
نوحُ الحمائمِ في الفراتِ ودجلةٍ=أرجعنَه الزَّفرَاتُ من أرماقي
ويحي فلا افترَّت شفاهي إن أَتى=ليلٌ, ولا ابتسمتْ لدَى إشراقِ
فكأنني في الخلق صنوا للأسى=أو أنني وطنٌ بإسمِ عراقِ !
أبـــواق .. ولقــالق
وعجــبتُ من طبــلٍ يُقعـقِــعُ عالـــيًا =وسنابــلٍ رَقصَــتْ لِريحٍ يعصــفُ
فسألــتُ عـنْ ذاكـمْ , وتلكَ .. فقيـلَ لــي:=خَـــوَتِ السنابلُ , والمقعقـعُ أجـوفُ !
حكمـــة اليــوم
إن صارَ حجَّـامُ البلادِ فقيهَا=ووجَـدْتَ من قادَ العِبادَ سفيهَا
والنَّاسُ تستمري الحياةَ بذلةٍ=والمنكَرَاتُ سَخِرنَ من ناهيها
ورأيتَ شرعَ الله غُـيِّبَ نهجُهُ=وهوى الرَّعـيَّـةَ من هوىَ راعِـيهَا
فاعلمْ بأنَّ الله منزلُ نِقمَةً=لنْ تُبقِ عاليها ولا واطيها!
فاخلعْ نعالكَ.. وابْصُقنَّ عليهُم=وارحلْ ! بلا أسَفٍ علىَ من فيها !
عتــابُ قلب
إلامَ قلبُكَ يا حمْدانُ ينخَدِعُ =وهلْ بصَدرِكَ وِسْعٌ فوقَ ما يَسَعُ!
أمَا تَمَلٌّ ! تُرَدُّ الكفُّ خاويةٌ =وحبلُ ودَّك موصُولٌ لمنْ قطعُوا !
بِكلِّ يومٍ لنا في الهــمٍّ بارقةٌ =تزعزعُ الرُّوحَ , والأحشاءُ تُنتزَعُ
فكم بقلبكَ من سهمٍ قُرِعْتَ بهِ =وكم ظننتَ على ودٍّ بكَ اقترعُوا !
كفى ... كأنَّك للآلامِ توأمُهَا =أوْ انَّ جوفَكَ للأتراحِ مُنتَجَعُ !
ليحفطَ اللهُ أصحابًـا جُعلتُ لهمْ =درْأ المنيَّةِ إن اعطُوا وإن منَعُوا
وكنتُ أعتِبُ .. لولا خِفْتُ عاذِلنَا =لمنْ أجلُّهمُ ... في عِرضِهِمْ يَقَعُ
فإن كتمتُ ... فإنَّ القلبَ منزلُهُم =وإن جزِعتُ .. ففي قلبي همُ بِضَعُ
وحسبُ عيني أنْ قَرَّتْ بِهْم زمنًا =فكيفَ أقلعُ عيني .. إنْ بِها وجَعُ !
حــالي والحبيب
وتساءَلتْ : صِفْ لِيْ حَبِيْبَكَ فِي الْهَوَىَ ؟ =فَأَجَبْتُهَا : كَالغَيْمِ فِي عَلْيَائِهِ
إِنْ يَدْنُوَنَّ ... فَقَدْ رَجَوْتُ وِصَالَهُ=أَوْ يَبْعُدَنَّ ... جَهَدْتُ فِي اسْتِسْقَائِهِ !
غصَّات المحبِّين
مالي أَغُـصُّ .إذا شَربتُ.. وأَشـرقُ =ودَمي بلا قودٍ يباحُ , ويهرقُ
والنَّومُ من جفنيَّ شــدَّ رِحالَهُ =وتغرِّبُ الأفكــــارُ بي وتشــــرِّقُ
أشعلتُ ناريَ في الدَّياجِــرَ علَّها =جادَتْ بسارٍ أو أنيسٍ يطرقُ
فلأمكثنَّ على الدُّروبِ مسائلا =وليشـــهدنُّ يبابُهـــا والمُورِقُ
أنِّي على عهدي ولستُ مبدلا =ما دامتِ الخضرا ودامَ الأزرقُ
ولَـكم عُذِلتُ فقلتُ عنْ منْ لامنَا=لو جَـدَّه وجْـدُ الغرامِ سيُشفقُ
يا صَاحِـبِيْ ما العِشقُ إلا كاللظَى =ذا نَافـخُ فيـها .. وذا يَتحَــرَّقُ !
كــش ملك!
ملكٌ , وقصْرٌ والرعيَّةُ تغرقُ =ولهُ الفــداءُ الخافقاتُ وأرمقُ
ما همَّنا إنْ ظَـلَّ فوقَ رؤوسنا=نَغلٌ ففي الشَّطرنجِ يفدي البيدَقُ !
يا شـعرُ!
كيفَ السبيل إلى لقاك حبيبتي=والـدَّهـرُ أوصدَ بيننا أبوابا
لله كمْ أخفي , وكم كتبَ الجوى=في مقلتي من الــدموع كتابـــا
يا ليلُ ما بكَ قد ملأتَ كنانتي=منْ بعـد قُـرَّةِ أعينٍ أوصابا
ما بالُ طير الأمس جافى أيكه=وأرىَ على تلك الغصونِ غُـرابا !
مازلت أستجدي القريض كأنني=ظمىءٌ وأرجو مزنة وسحابا
فلكم فضضتُ من القريض بكارةً=ولكم خلعتُ عن القريض نقابا
ولكمْ جلبتُ من البِحارِ نفائسا=ولكم طرقتُ مهامهًـــا وشعابا !
يا شعرُ ما بكَ قد كبوتَ بهمتي =قمْ نسرجِنَّ إلى القريضِ ركابا !
لا أدري !؟
مرَرَتُ بِألفِ عـرَّافٍ =وما استثنيتُ مِنْ ثغْـرِ
وجاوزتُ امتدادَ الصَّب(م) = ـرِ أشكو الحــرَّ للقــــرِّ
وكم ساءلتُ من نجمٍ =وطيرَ البــحرِ والبـــرِّ
هَــمَا صَوتي علىَ دربي =وقالَ صداهُ : لا أدْرِي !
وودَّعـَــنِي
وودَّعـَــنِي , وبالكفـَّـــينِ حيـَّــا =فـَخـِلـــتُ بأنني ما عـُـدْتُ حيـَّــا
سألــتُ الــدَّربَ , والأطيــــارَ عنـْــــهُ =وما استبقــْـيتُ في الأحيــَــاءِ حيـَّــا
فمــــلَّ الـــدَّربُ , والأشــواقُ قامـت =تحـــثُّ على الهَـــوى بالقول : حيـَّــا
وقابلنِــي ودمــعُ العين يهـــمي =على الخـــديَّـنِ مني , والمحـَّــيا
فقلتُ فُــديتَ , لا تُـشْمتْ عـــذولا =بإلفِكَ . وادّخــرْ مـــاء المحــَّـيا !
أنا وإبني !
أورثتُ إبني ما ورثتُ وما معي =وأمرتُـهُ إعطـــاءَ ذلك لابنه !
فوجدتُ همَِّي قد أُضيفَ لهمِّهِ =وكذا سيُنقلُ لإبنه من بعده !
الأرعـــــن
يعومُ على شبيرٍ من مياهٍ=ولا يُعنَى بكيفَ . ومنْ .. وما هي !
فمن لا يتَّعظ من أمرِ أمـــسٍ =فهل يُجــــدي به قولٌ لناهِ !؟
حَـــــوَّاء
أنا إبن آدم والهوى يغريني=والبعد عن حواء كم يضنيني
قد كنت يا حواء ضلعا لينا=في صدر آدم ساعة التكوين
ألقي برأسك فوق صدري علني=أُطفي بذاك الضلع نار حنيني !
وافق شــن طبقه !
وتقابلا يوما غرابُ وبومةٌ=فشكا إليها سوءَ طالعِ حظِّهِ
فتطيَّرتْ لما رأته بدربِها=وكلاهُما خوفا أشاحَ بوجههِ
سبحانَ من خلق المياهَ بعذبها=وأُجَاجِها وفقا لسابقِ علمه !
الفقيرُ والبخيـل
ذهب الفقيرُ إلى البخيلِ مؤملا=أن يُعطهِ من فضلهِ مازادا
فبكى عليه وعادَ يسألُ ربَّــه=أن يُعطِ من منعَ العطاءِ رشادا
يا بئسَ مرآةُ تداري فضةً=خلفَ الزُّجاجِ .. وأورثتْ أحقادا !
كيف السبيل
لو كنت أشكو غصة من زادِ=لوجدتُ في ماءٍ بلوغَ مرادي
لكنَّها الأنَّاتُ ما بين الحشا=كيف السَّبيل لغصة بفؤادي !
والله لو أشكو لعاذل بعض ما =عانيته ... لغدا من العُـوَّادِ
يا بلسم القلب العليل ألم يكن=بالأمس وصلك لي كغيث الصادِ؟
فالحب يحيا بالوصالِ حبيبتي=والهجرُ وأدُ شهادةِ الميلاد
جميل كل ما فيه
غـزالٌ قَـدُّه حاكى=غصونَ البَان والآسِ
إذا ما الثغرُ قد بسما=ترى صفين من ماسِ
إذا ما الجفن قد ألقى=تخال كماة أقواسِ
تصيب القلب في صدري=فتحرِقُ فيه أنفاسي
جميل كل ما فيه=إذا ما قيس بالناس
أكذب فيه ما قالوا=ويصدق فيه إحساسي
فإن قالوا: الحبيب قسى=أجبت : بلا .. أنا القاسي !!
وإن قالوا: الحبيب جفى=أجبت: لعله ناسٍ !!
وإن قالوا :الحبيب بكي=أجبت أقيه من باس !!
فيا عشاق أشهدكم=حبيبي سر إيناسي
فإن يقضى لنا الأجل=ساعشقه بأرماسي !!
لونُ أكفـاني!
أسائلُ عنك أطيارا=وأوقد في الدجى شمعي
وأرقب منك أخبارا=لسطر خط من دمع
أما قد كنت للإبصار=بهجته , وللسمع!
فذاب الشمع في ليلي=وعاد الطير لي ينعي
**************
سألتك باسم ما كانا=أتسلمني إلى الياس !
وتنسى أمس لقيانا=أمثلك في الهوى ناسي ؟
ترفق بالذي أضحى=غريب الدار , والناس !
أخط بعبرة ذكرى=فتبكي فوق قرطاسي
حروف ملؤها كمد =وصار الوجد إ يناسي
ــــــــ فقالت لـــــي ـــــــ
لماذا الحرف مسودا=وليس بأحمرٍ قانٍ
فلست أراه من مهج=وليس دماء شريان !
كذا القرطاسُ مبيض=ويبدو مثل مرجان
فقلت لها أقاتلتي=أيسأل مثلنا الجاني!
دمي قد صار مسودا=حدادا بعد هجران
وقرطاسي إذا إبيضَّ=فذلك لونُ أكفان !!!!
كـوىَ البيْـنُ يا ليـلى
كـوىَ البيْـنُ يا ليـلى فُـؤاديَ فارفقي=بصَبٍّ . وراعـي الله في العشـقِ , واتَّـقي !
أمَـا كنتِ لـي قبلَ التَّـنائي نديمةً=وهـلْ مـرَّ يومٌ لَمْ نكـنْ فيـه نلتـقي ؟
فـوا حـرَّ قلبي هل تنادتْ همومُنا=وقالتْ لطـيرِ البيِّـن بالجنـحُ صفِّـقِ !
فقلبي كبيداءٍ توالتْ عجافُـها=غزا الجدبُ فيـها كـلَّ غـضٍّ ومُـورقِ
إذا جـنَّ ليــلٌ أسرجَ السُّـهدُ خيلهُ=وإنْ لاحَ فــجرٌ رفَّ بالهَـمِّ بيرقـي
خليلي قومَـا بلِّغَاهـا رسـالةً=فلـم يبـقَ إلا حشرجـاتٌ بأرمـقِ!
ألا واذكـراني واسـألا عن عهودِنـا=فما نفـعُ عهـدٍ بالوفـا لَـمْ يُـوثَّقِ !
فما عُـدتُ أخشى قـولَ واشٍ وعاذلٍ=فكـمْ نابَ دمعـي عـن كلامي ومنطقي !
وإنِّي أرَانـي قــد تدانتْ منيَّتي=ألا فانقِذانـي مِنْ هــلاكٍ مُحقَّـقِ !
مع تحياتي
جمال حمدان