المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وما زالت صـامدة



عبلة محمد زقزوق
21-11-2006, 11:12 AM
http://p.webshots.com/ProThumbs/62/42962_poster405.jpg
تصارعت الأمواج وتسابقت ؛ فتصافحت ، وتصالحت لحظة إنكسارها على تلك الصخرة العالية .
وتلى هذا المشهد أمواج أخرى متتالية فانتهت كمثيلاتها على صفحة تلك الصخرة الشامخة .
وفجأة تعالت الصيحات من كل قطرات المياه المالحة تدعو الرياح والسحب والأمطار وكل من هو قادر على جمعها ولم شملها كى يستطعوا تفتيت تلك الصخرة العاتية ولكي يستطيعوا الإندفاع دون أي عائق يعيقهم ليتمكنوا من رؤية ما هو قابع وراء تلك الصخرة المتكبرة .
فــــــــتم التوحد لكل تلك العناصر في ميقات واحد .
http://p.webshots.com/ProThumbs/14/26014_wallpaper280.jpg
فالتمع البرق ، وصرخ الرعد صرخته المدوية ، مع تكاثر الغيوم بهذه السحب المتشحة بالسواد ، لتعمى بخفوت الضوء تلك العيون المستيقظة .
وإشتدت الرياح وحملت الأمواج ؛ فتسارعت بها في قوة وإندفاع نحو تلك الصخرة الساكنة والتي ما زالت ساجدة في خشوع وكبرياء .وكأن كل ما في هذه الأجواء لا يعنيها أو كأنها ترى إندفاع الأمواج إليها كإندفاع ولهو طفل صغير يتسابق بطيش وجنون لحضن أمه في نهاية سباقه .
قالت الأمواج وهي تصرخ صرخة عالية في يأس من تلك الصخرة الصامدة / لقد أرهقت من كثرة ما إحتملت من تلك الصخرة التي ما زالت قائمة ، رغم إصطدامي وإنكساري ثم إنحسار الباقي من كثير أمواجي .
ما العمل أيتها الصواعق والرعود المدمرة ، ما العمل أيتها الأمطار والرياح العاتية ؟ لابد من تنظيم صفوفنا لتدمير هذا العائق من أمامنا .
قالت الرياح / أنا سوف أشتد عليها من كل الإتجاهات ، من أمامها ومن خلفها ، سوف أزلزل كيانها بقوة رياحي العاتية .
http://p.webshots.com/ProThumbs/99/23199_wallpaper280.jpg
وقالت الصواعق / ما أشد ما دمرت وأفنيت حياة الكثيرين .
أعلموا أن تلك الصخرة لن يكون لها وجود بمجرد أن أضيئ ضوئي وأصوبه نحوها بمقدار ، سوف أصيبها في الصميم .
وقالت الأمطار / وأنا معكِ أيتها الأمواج سوف أعوضك ما قد يفقد منك على صفحة تلك الصخرة الساذجة ، بل وسأزيد من أعداد جيوشك من المياه وعلو الأمواج ، فنحن مثلك جميعنا نراها عائقاً لتحركاتنا وإنطلاقاتنا ، لذا كان إتحادنا .
وأخيراً إقتربت الجيوش بجافل عتادها ، وهدير أمواجها مندفعة صارخة تثير الرعب والرهبة بالقلوب الآمنة .
http://p.webshots.com/ProThumbs/69/12369_poster405.jpg
و ما زالت شامخة تفتح ذراعيها لإستقبال أحبابها دون خوف أو وجل من تكاثر تلك الأمواج ، وتكرار إصطدامها بقوة على جميع أجزائها ، ما زالت تسعد بتوسيع جحورها لإستقبال صغار الأسماك الشاردة عن أبائها ، فترعاهم كأي أم رؤم حاضنة ، حتى يشبوا عن الطوق فـينطلقوا لعميق تلك البحار.
هـكذا كانت ترى الأمواج القادمة نحوها فترحب بها ، رغم قسوتها على قشرتها الخارجية وتفتيت بعض أجزائها إلا أنها ما زالت صخرة منتجة حاضنة تسعد بمن يطلب حمايتها والإحتماء بها .
فـتهامست الطيور وتحاورت ، وإتحدت الطحالب والأصداف والقواقع بعد إستماعهم لتلك المؤامرة على ملاذهم ومأواهم هم وأقرانهم .
http://p.webshots.com/ProThumbs/24/48724_wallpaper280.jpg
فـجاءت الأسماك بكل أنواعها لداخل الشقوق مجتمعة بصغارها ، كي يسدوا المنافذ ويقوا أساسها .
http://p.webshots.com/ProThumbs/62/58062_wallpaper280.jpg
والطحالب والأصداف والقواقع أحاطت بكل قوتها بتماسك بعضهم البعض ليصنعوا غطاء خارجي يحمي تلك الصخرة الرؤم الصابرة .
والطيور حطت بأعشاشها على ربوتها العالية ، وأخذت تبتهل للإله أن يحمي تلك الصخرة من الفناء . فإزدادت صلابتها وقوتها ، وأكثرت من إبتهالها بالشكر للإله لجوار وسكنى كل أحبابها .
http://p.webshots.com/ProThumbs/13/57113_wallpaper280.jpg
وما زالت صامدة

عدنان أحمد البحيصي
21-11-2006, 12:46 PM
أيتها السيدة المبدعة أم محمد

والدتي الغالية

قصتك المصورة هذه من أجمل ما قرأت لك وكل ما قرأت لك جميل

رأيت فيها كثيراً من المعاني ، فربما كانت فلسطين هذه الصخرة الشماء، وربما كانت العراق وربما .......

أشكرك

لقد أذهلتيني

جوتيار تمر
21-11-2006, 01:48 PM
العزيزة ام محمد..

طغت لغة التصوف على نصك..مما اضاف اليه بعدا روحيا..مع وجود بذور ثورية تنادي بعدم الرضوخ.


دمت مبدعة
جوتيار

زاهية
21-11-2006, 03:19 PM
نص مفعم بالروعة فيه تفوق الكلمة على الصورة وشموخ الصورة بالكلمة
رائع ماقرأته هنا أختي الكريمة أستاذة عبلة ..
دمت بألق
أختك
بنت البحر

نهير محمد عبد الله الشيخ
21-11-2006, 03:34 PM
الأديبة الوفية / عبلة

عرفناها تلك الصخرة الصامدة

ليتها تعى بدورها عن الأوفياء أمثالك ِ

محمد إبراهيم الحريري
21-11-2006, 03:47 PM
الأخت أم محمد ـ تحية طيبة
فكرة طالما أترعت منها اقلام الأدباء مداد الولوج لسحرها ، فجاءت بردا وسلاما تضرب خيام الترحيب بكل فكر ، يسكب مداده حتى تخضل وريقات الأدب بنمير الإعحاب .
تحية أم محمد
ولست جازما إن كان نفس الموضوع قد رددت عليه سابق عهد
تحياتي أختي
اسعفيني بردود
من رؤاها سوف أبقى
مثلما تسقى الورود

عبلة محمد زقزوق
21-11-2006, 05:16 PM
أيتها السيدة المبدعة أم محمد
والدتي الغالية
قصتك المصورة هذه من أجمل ما قرأت لك وكل ما قرأت لك جميل
رأيت فيها كثيراً من المعاني ، فربما كانت فلسطين هذه الصخرة الشماء، وربما كانت العراق وربما .......
أشكرك
لقد أذهلتيني
شكرا أخي وأبني العزيز / عدنان
نعم إنها ما زالت صامدة ؛ مثلها مثل أي أرض بالطهر والعفاف جال وجاس في أرجائها من لا يعي عميق إيمانها .
تقديري وفائق إحترامي

حسام القاضي
21-11-2006, 05:24 PM
الأخت الفاضلة الأديبة / عبلة زقزوق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمل رائع
هناك الكثير من الأشياء ، وأحياناً الأشخاص التي تحمل أكثر من وجه ، وتحتمل أكثر من معنى ، ويجب علينا النظر إلى هذه الظواهر من أكثر زاوية لنحيط قدر الامكان بماهية هذه الأشياء أو هؤلاء الشخوص.
قصة مصحوبة بالصور الجميلة المفسرة ؛ فهي قصة تحمل سمات عصرنا "عصر النت ".
دمت مبدعة رائعة .

عبلة محمد زقزوق
21-11-2006, 05:36 PM
أم حنون لكل الأبناء ، البار والعاق ، الأحياء منهم والأموات ، رائع أن يُكتب عنها بهذا الشموخ الجميل.
أبدعتي تصوير وصور
تقبلي احترامي
شاهين
شكرا شاعرنا الكبير في القدر والمقام بقلوب الجميع ـ شاهين أبو الفتوح
فائق التقدير والإحترام

عبلة محمد زقزوق
21-11-2006, 05:45 PM
العزيزة ام محمد..
طغت لغة التصوف على نصك..مما اضاف اليه بعدا روحيا..مع وجود بذور ثورية تنادي بعدم الرضوخ.
دمت مبدعة
جوتيار
نعم أخي العزيز ـ جوتيار تمر
فللتصوف جمال لا يعرفه إلا من ذاق روعته وجليل مكاسبه ...
وبذور الثورة لابد وأن تزرع فينا إيماننا وهديا بسنة الحبيب نبينا المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام ـ فلا للخنوع ولا للإستسلام
مع فائق الإحترام والتقدير

سعيد أبو نعسة
21-11-2006, 06:51 PM
الأديبة الفاضلة عبلة محمد زقزوق
قصة تلعب فيها الصورة دورا أساسيا ربما يفوق الكلمة تأثيرا و هي في رمزيتها العالية تحتمل تأويلات كثيرة و مثيرة و لكنها تتمحور حول الصمود و التصدي و التكاتف في وجه جيوش الظلام و الانتصار يكون في النهاية للمتحدين دعاة الحياة .
دمت في خير و عطاء

عبلة محمد زقزوق
21-11-2006, 07:02 PM
نص مفعم بالروعة فيه تفوق الكلمة على الصورة وشموخ الصورة بالكلمة
رائع ماقرأته هنا أختي الكريمة أستاذة عبلة ..
دمت بألق
أختك
بنت البحر
مرور أثلج فؤادي حبيبتي أستاذة ـ زاهية
فلكلماتك أثر رائع على نفسي
شكرا حبيبتي تقديري لرأيك وشخصك الفاضل

عبلة محمد زقزوق
21-11-2006, 07:05 PM
الأديبة الوفية / عبلة
عرفناها تلك الصخرة الصامدة
ليتها تعى بدورها عن الأوفياء أمثالك ِ
هذا من فضل ربي ثم يأتي فضل مرورك الكريم أخي الكريم ـ
نهير محمد عبدالله الشيخ
شكرا

د. حسين علي محمد
21-11-2006, 08:05 PM
نص جميل يستجيب للقراءات المتعددة على مستويي الواقع والرمز. تحياتي للكاتبة عبلة محمد زقزوق. وإلى الأمام. مع موداتي وتقديري.

عبلة محمد زقزوق
22-11-2006, 08:53 AM
الأخت أم محمد ـ تحية طيبة
فكرة طالما أترعت منها اقلام الأدباء مداد الولوج لسحرها ، فجاءت بردا وسلاما تضرب خيام الترحيب بكل فكر ، يسكب مداده حتى تخضل وريقات الأدب بنمير الإعحاب .
تحية أم محمد
ولست جازما إن كان نفس الموضوع قد رددت عليه سابق عهد
تحياتي أختي
اسعفيني بردود
من رؤاها سوف أبقى
مثلما تسقى الورود
شكرا أخي واستاذي الفاضل / محمد إبراهـــيم الحريري
لعظيم المرور والمتابعة لعملي المتواضع
ولجليل الثناء
نعم لقد كانت فيما مضى هنا بالواحة ومع التعديل الجديد لم أراها فعدت لنشرها من جديد
تقديري مع فائق إحترامي أخي العزيز

محمد سامي البوهي
22-11-2006, 12:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله

الاديبة الفاضلة / عبلة

إمكانية وقدرة رائعة ، كيف نكتب عن ورقة بيضاء ن كيف نكتب عن مشهد معين أو صورة معية ، وقد جاء ما كتبتيه هنا تعبيرا عن الجمال ، والقوة ، الصفاء ، والعمق ، تشكيلة رائعة من المزج بين الطبيعة والنفس .

دمت مبدعة

عبلة محمد زقزوق
22-11-2006, 01:59 PM
الأخت الفاضلة الأديبة / عبلة زقزوق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمل رائع
هناك الكثير من الأشياء ، وأحياناً الأشخاص التي تحمل أكثر من وجه ، وتحتمل أكثر من معنى ، ويجب علينا النظر إلى هذه الظواهر من أكثر زاوية لنحيط قدر الامكان بماهية هذه الأشياء أو هؤلاء الشخوص.
قصة مصحوبة بالصور الجميلة المفسرة ؛ فهي قصة تحمل سمات عصرنا "عصر النت ".
دمت مبدعة رائعة .
أخي الفاضل ـ حسام القاضي
كم يشرفني مرورك أستاذي على نصي المتواضع
فحقا لقد جاءت الصورة مكملة للعمل الأدبي
بمعنى آخر " النص كان هو بداية الميلاد لهذا العمل المتكامل صورة وكلمه " .
ولكل كلمة معنى وهدف ...
لذا فما كانت الصور إلا رموزاُ مكملة هي الأخري لأشياء وشخوص ...
تقديري لعميق الغوص في المعنى والمغزى .

مجدي محمود جعفر
22-11-2006, 08:35 PM
لا أميل إلى قراءة هذا النص الجميل قراءة سياسية فقط كما تفضل البعض ، رغم أنه يحتمل القراءة السياسية ، ولا أنكرها على من تفضل بها من الأحبة واستخرج معان ودلالات أقدرها ، النص في رأيي نص كوني ، إذ تعامل مع مفردات الكون من أمواج وصخور وأنهار وأمطار وسحب ورياح وبرق ورعد .... إلخ ، وحاولت القاصة أن تقيم علاقات بين هذه الموجودات التي خلفتها الطبيعة وصنعها الإله ، من تقارب وتباعد ، وجذر ومد ، وشد وجذب ، وحركة وسكون ، وحوارات ، وصراعات ، وأفضل أن نتعامل معه أولا من منظوره الطبيعي أو البيئي أو الكوني حيث تنشد الكاتبة الإنسجام والتوازن ، التوازن الكوني أو التوازن البيئي والذي هو مطلب الجميع ، وننطلق بعد ذلك إلى التوازن النفسي للإنسان ، ومحاولة قراءة ما خلف هذه اللغة الجميلة وما يسستتر من رموز ، تأخذ دلالات أخرى سياسية كانت أو اجتماعية ، والنص كما هو موجه للكبار ، موجه أيضا للطفل ، بل خاطبة عند أحد المستويات وقدم له رسالة تعليمية وهذا لا يقلل من النص بل على العكس يزيده قوة وثراء ، وأشكر الكاتبة عبلة زقزوق على هذا النص البديع والمشع

عبلة محمد زقزوق
23-11-2006, 08:26 AM
الأديبة الفاضلة عبلة محمد زقزوق
قصة تلعب فيها الصورة دورا أساسيا ربما يفوق الكلمة تأثيرا و هي في رمزيتها العالية تحتمل تأويلات كثيرة و مثيرة و لكنها تتمحور حول الصمود و التصدي و التكاتف في وجه جيوش الظلام و الانتصار يكون في النهاية للمتحدين دعاة الحياة .
دمت في خير و عطاء
كم يسعدني مرورك الكريم أخي الناقد والكاتب / سعيد أبو نعسه

فكما كانت الكلمة بداية الميلاد كانت حروف قصتي بداية لميلاد " وما زالت صامدة "
حيث انني أشبعتها بالرمزية والمعاني والصور اللفظية على قدر مجهودي وإستطاعتي ... ولا أظن أن الكلمة جاءت على غير مستوى ما أريد لها ...
ولكن العيب في لحظة النشر عندما تخيرت تلك المناظر التي أبعدت النص عن رمزيتة وموحياته ...
فـجاءت لكي تطفو فوق النص بواقعيتها ...

فكم يغار الحرف من طغيان تلك الصور على موحياته D:
خالص شكري وتقديري لعظيم المرور على حرفي المتواضع
شكرا
:001:

عبلة محمد زقزوق
23-11-2006, 08:37 AM
نص جميل يستجيب للقراءات المتعددة على مستويي الواقع والرمز. تحياتي للكاتبة عبلة محمد زقزوق. وإلى الأمام. مع موداتي وتقديري.

كم أثلجت نبض الحرف بالنص
بردك ووردك على نبعه الصغير
أخي الفاضل والكاتب
د. حسين علي محمد
شكرا أخي الكريم
شكرا :001: