تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أنهار لا تعرف الخوف



د.جمال مرسي
22-11-2006, 09:25 PM
أنهار لا تعرف الخوف

شعر د. جمال مرسي

( 1 )
للنوارسِ أجنحةٌ من عقيقٍ و ماءِ
و لي دهشةُ الأقحوانِ
لكَ المجدُ تسقيهِ مَن شئتَ
في قُلّةٍ من فَخارٍ و طينٍ
لَهُم أعينٌ من زجاجٍ
و أقدامُ فيلٍ تدوس على حُلمِ عُصفورةٍ
فَتُطِلُّ بعينِ الشموخِ عليهمْ
و تضحكُ
تُشبعهمْ من أوانٍ من النورِ
يكسِرها من يشاءُ
و يشربُ من أَرْيِهَا من يشاءُ
إلى سدرةِ المنتهى .
فضةٌ تترقرقُ
أم صوتُ عبدِ الحليمِ
يسافرُ كالضوءِ في عتمةِِ الأمكنةْ .
و الصبيُّ
يراود قُبَّرةً
حَلَّقَت في المدى
وَقَفَت فوقَ بَسمَتِكَ المُزمنةْ .
تنفضُ الماءَ
عن ريشِها الـ .. بللتهُ أفاويقُ وجدِكَ
حين أتت تشتكي ظلمَه.
بُرتُقالتُكَ انشَطَرَت .
نِصفُهَا القَلبُ
ماج بهِ العشقُ ،
أرَّقَهُ
فارتمى مثلَ عصفورةٍ
في حنايا الخِضَمِّ المسافرِ
و النِّصفُ
ما قد تبقَّى من الليلةِ المُحزنةْ .

( 2 )
حالماً كان يغفو على شاطئ النخلِ
يغسلُ أحلامَهُ بالضياءِ
يُسَبِّحُ باسمِ الذي منحَ الماءَ سطوتَهُ
و الضياءَ عروبَتَهُ
و النخيلَ رجولَتَه
يا صديقيَ
منذ عرفتَ حميميةَ العشقِ
هل كنتَ تعلمُ
أنَّ وراءَ البحارِ سفائنَ
تحملُ صوبكَ سربَ الأواكسِ
و ساعةَ نحسِ
و لحظَةَ بؤسِ
فنمتَ ،
تماديتَ في الحُلمِ
هل كنتَ تعلمُ أنَّ الشياطينَ جاءت
لكي تَسكُنَ الرملَ
و القيظَ
ليس لعينيكَ
لكن
لتلتهمَ الحوتْ .
يا صديقيَ منذ قديمِ الزمانِ
سأكتب في دفتري جملةً واحدةْ :
" لن تموت "

( 3 )
" ميج انا "
تتغلغلُ أغنيةُ النهرِ في أُذُنُ الطينِ
توقظُ كلَّ الدلافينِ
من غفوةِ النومِ
تحتَ رمادِ المتاهةِ
و الصمتِ
تقرعُ أجراسَ مدْنِ الغوايةِ
و الكبتِ
تُرهق سمْعَ وزيرِ الدفاعِ هناكْ .
طفلةٌ كالحمامةِ تهدلُ
فوق الرُّبا
" أعطني النايَ "
كي أُسمِعَ الذئبَ أغنيتي
" غردي يا طيورَ السلامِ أنا طفلةٌ ...... "
علَّهُ ينتهي
من طقوسِ العواءْ .
علَّهُ يتوضَّأ في النورِ
ثُمَّ يُجفِّفُ ما عَلِقَت في مخالبهِ
من بقايا الدماءْ .

( 4 )
غائرٌ أنت مثلُ جراحيَ
ممتشقٌ سيفَ مائِكَ
مرتكبٌ مِن ضروبِ الشجاعةِ
ما ليسَ فِيّْ .
بيد أني أراك حزيناً
تداري دموعكَ بين صخورٍ
و فَيّْ .
إي و ربِّكَ ،
فَكُّ إسارِكَ أصعبُ
أصعبُ
من ذا الزمان العصيّْ .
سوف يأتيك ـ من بعدنا ـ
من يفك قيودَكَ
تصهل في الأرض أفراسُهُ
فتهيم كما أنت في لجةٍ
من عقيقٍ و ضيّْ
ثم تُطوى السماءٌ كطي ..........

و دمتم

د. ندى إدريس
22-11-2006, 09:30 PM
قرأتك مختلفا تماما هنا ياصديقي


وللاختلاف دهشته!


أسعد الله المساء


ولك الود والاحترام

أحمد حسن محمد
22-11-2006, 09:37 PM
الدكتور جمال يعزف أغنية على أوتار لم نرها من قبل بين أصابعه.. إنه يكتب لونا أضاف إليه، ليس مبتكرا بالفعل ولكنه أضاف إلى اتجاه ذلك التيار شاعرا جادا جديدا يحمل بين جنبيه تراثا حقيقيا من وحي الكلمة ..
قال هنا "أنهار" والعنوان يعرف منه مكان الهدف المطلوب أو يوصل عن طريقه إلى المكان المطلوب..
ولكن ليست هذه هي المسألة التي تشغلني.. إنها مختلفة أنا أبحث عن سبب الجمع هنا.. لماذا قال "أنهار" ولم يقل "نهر" لابد وأن للجمع دلالته.. ولن أتطرق إلى تفسير ولكني أطرح أسئلة وحسب.. ومن هو الذي كتب القصيدة والمكتوبة فيه ؟ هل الشاعر هو الكاتب أم الجاري أمامنا في القصيدة؟ هل الشاعر هو من يتحدث عن ذلك المخاطب؟ أم يتحدث عن ذاته التي تحملها علاقته بذلك المخاطب..
ذلك ما أوحته لي أو استفزني إليه الجملة "لا تعرف الخوف"، ثم ما هي مدلولات النهرية هنا.. لابد أنها تتعلق بإحساس الغريب ! لابد من وجهة نظري أنا وحدي فلا تصدقني إن أمكنك..
للنوارس..
ما هذا الظرف الكبير في تلك المفاجأة باللام التي تسحب نفسي إلى التفكير في خصوصية! وخصوصية لأيِ؟ إنها للنوارس بكل ما تحمله هذه الكلمة من طعم البحر والرحلة (المريحة/ أو القاسية) (من عقيق وماء)..
وله دهشة الأقحوان.. بالرغم من أن الكلمة "الأقحوان" أكاد أنحدر وأنا أبحث عن مدلول لها في أفكاري إلا أن ارتباطها بكلمة الدهشة على سبيل التصوير ليس إلا يوحي بالمعنى المطلوب منها.. هان نص إن طلب القياس في هذه الابتكارة الكريمة هنا ربط بين ... وبين ... البر والبحر أو لنجعلها النهر إنه التحام وارتباط يبحث عنه الشاعر/الإنسان المغترب أو المسافر منثالا في جريان النهر الذي ينتظر من يفك قيوده فتصهل الأفراس..
وعندما تطوى السماء.. لا إنها ليست رحلة عابرة أو وقتية إنها رحلة كونية من عمق الشاعر إلى أن تطوى الماء..
رحلة روحية ذات مغزى ورؤية ورؤيا وإمكانات نفسية جبارة سواء سلبية إو إيجابية..
لي تعليق وبعد ذك لي عودة إن شاء الله..
أعلق فقط على الإمكانات النفسية التي أعتبرها خالدة في كلمة "القبرة" تلك التي تحمل في إحدى تفسيراتها النفسية نظرة الصبي وصدر الناضج الراشد..
الشاعر في ((يراود قُبَّرةً
حَلَّقَت في المدى
وَقَفَت فوقَ بَسمَتِكَ المُزمنةْ .
تنفضُ الماءَ))
يحلق تحليقا ليس عاديا بين أحلام الصبي واندفاعه وميوله وبين نضوج الرجل والتزاماته التي تجبره على ....
تحياتي للشاعر

ليلى الزنايدي
22-11-2006, 10:00 PM
أحرفك سامقة ساحرة... و أفضل تعليق عليها هو ما كتبه الأخ أحمد حسن محمد..!!!!!!!

حنان الاغا
22-11-2006, 10:24 PM
للنوارسِ أجنحةٌ من عقيقٍ و ماءِ
و لي دهشةُ الأقحوانِ
____________
ولي أنا دهشة السمع والبصر والحس :

كلماتك أيها الشاعر تهدر لكن بهمس
فأحس الضوء المتسلل غربا
وأكاد أسمع خرير الماء
وصفقات جناحي نورسك ترشق الماء
هو حلم ليلة اختلط فيه الصوت بلمعان الفضة والماء
والطفل يقف مراقبا .. هذا الطفل استحضره الحلم من زمن بعيد
هذه الأولى
وفي الثانية
هاهو الطفل يكبر ، يتأمل ما منحه الخالق من أشياء يحبها ويعلّيها ،ويخاف عليها
الماء هو الحياة
والضوءهو العروبة والنخل هو اليعربي الواقف بمواجهة الآخر ، المعتدي السارق حلمنا.
ثم :
على ضفة تفصل الحياة عن الموت والسلم عن الحرب تنطلق لأذنيه من مكان عميق في الروح هذه الميجانا موالا يؤنس وحشة المشهد رغم الشجن
وتفتح كتب الشعر وجبران يطلب الناي بصوت فيروزي يغني الوجود لعل المجرم يرجع عن جرمه والسادر في غيه يغتسل ويتطهر

وأخيرا
ها هو يرفض الاستسلام لزمن القهر والسجن والموت ، منتظرا من سيأتي على ظهر فرس ، يفك قيدك ويطلقك أيها النورس السجين لفضاء حريتك .
_________
د. جمال مرسي
عذرا لهذا الهذيان
أخذني هذا النص لعوالم دهشة لم أدخلها ، ولم أحلم برسمها
ربما الآن سأفعل
تحياتي

أحمد حسن محمد
22-11-2006, 10:33 PM
أحرفك سامقة ساحرة... و أفضل تعليق عليها هو ما كتبه الأخ أحمد حسن محمد..!!!!!!!

الأخت الكريمة غيرت التعليق..
كان لأمر في نفسي ..أشكرك للتشجيع لي

إسماعيل صباح
22-11-2006, 10:47 PM
أخي أبا رامي أنت تعرف أني لا أجامل :ــ
اغترفت من أنهارك هذه الحفنة من الحروف ,

يا صديقيَ
منذ عرفتَ حميميةَ العشقِ
هل كنتَ تعلمُ
أنَّ وراءَ البحارِ سفائنَ
تحملُ صوبكَ سربَ الأواكسِ
و ساعةَ نحسِ
و لحظَةَ بؤسِ
فنمتَ ،
تماديتَ في الحُلمِ
هل كنتَ تعلمُ أنَّ الشياطينَ جاءت
لكي تَسكُنَ الرملَ
و القيظَ
ليس لعينيكَ
لكن
لتلتهمَ الحوتْ .
يا صديقيَ منذ قديمِ الزمانِ
سأكتب في دفتري جملةً واحدةْ :
" لن تموت " فارتشفتها فوجدت انها كتبت
بحروف من نور , لتقول لنا هنا مربط الفرس , نعم امتنا تبتلى لكن لن تموت فهي أمة الجهاد والرباط , ولا ترهبنا الأواكس ولا الأباتشي , أجدت وتألقت لكنك في العمودي أكثر تألقا .
اخوك الدعيكي

د.جمال مرسي
23-11-2006, 06:30 AM
قرأتك مختلفا تماما هنا ياصديقي
وللاختلاف دهشته!
أسعد الله المساء
ولك الود والاحترام

أختي الفاضلة د. ندى إدريس
و أسعد الله مساءك ... و صباحك ( حيث أنا الآن ) أخت ندى
نعم أختي الفاضلة هكذا شعرت بنقلة نوعية
أتمنى أن أسير إليها و أحافظ عليها
شكرا لمرورك البهي
و تقبلي أحلى طاقات أزهاري الصباحية
د. جمال

د. محمد حسن السمان
23-11-2006, 06:50 AM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الغالي الشاعر الكبير الدكتور جمال مرسي

حالة ابداعية حقيقية , انت ادهشتني , لقد صدق الاخ الغالي الاديب والشاعر أحمد حسن , وصدق المعجبون بالقصيدة , وصدق قلبي الذي احببت القصيدة به , وصدق فكري الذي مكنني من تقييم المستوى العالي للقصيدة .
تقبل محبتي وتقديري

اخوكم
السمان

مروة دياب
23-11-2006, 10:30 AM
أستاذي د. جمال..
مختلفٌ هنا عن كل مرة..
و رائع كعادتك
تحيتي
ابنتك

عبدالملك الخديدي
23-11-2006, 10:44 AM
الشاعر القدير : د. جمال مرسي
هل سيصل صوت عبد الحليم إلى سدرة المنتهى !!
وبماذا سيحلم عندما تطوى السماء كطي السحاب ..
نتيجة القول .. هي أمنية مستحقة ..
لشاعر فيلسوف يتمنى لأمته الانطلاق إلى سدرة المنتهى ..
تقبل خالص الود ..

د.جمال مرسي
23-11-2006, 04:19 PM
اخي الحبيب عبد الملك الخديدي
أسعد الله مساءك بكل الخير
لا علاقة طبعا لوصول صوت عبد الحليم لسدرة المنتهى
فالمقطع الذي كان فيه هذه الصورة كان ابتداءً لمعنى آخر
يصف المشهد الذي صورته و بنيت عليه قصيدتي بالفضة المترقرقة أو بصوت عبد الحليم الذي يسافر كالضوء في عتمة الأمكنة .
فضةٌ تترقرقُ
أم صوتُ عبدِ الحليمِ
يسافرُ كالضوءِ في عتمةِِ الأمكنةْ .

فالمقطع الذي سبق هذا كان انتهى بسدرة المنتهى
فَتُطِلُّ بعينِ الشموخِ عليهمْ
و تضحكُ
تُشبعهمْ من أوانٍ من النورِ
يكسِرها من يشاءُ
و يشربُ من أَرْيِهَا من يشاءُ
إلى سدرةِ المنتهى .
و هذا عائد على من يشرب من أريها كما ترى
و المزيد من الشرح قد يفسد المعنى فسأكتفي هنا و لكني فقط أردت توضيح معنى قد التبس
و أشكر لك مرورك و قراءتك الواعية
دمت بخير و سعادة
و لك الود

د.جمال مرسي
23-11-2006, 04:31 PM
الدكتور جمال يعزف أغنية على أوتار لم نرها من قبل بين أصابعه.. إنه يكتب لونا أضاف إليه، ليس مبتكرا بالفعل ولكنه أضاف إلى اتجاه ذلك التيار شاعرا جادا جديدا يحمل بين جنبيه تراثا حقيقيا من وحي الكلمة ..
قال هنا "أنهار" والعنوان يعرف منه مكان الهدف المطلوب أو يوصل عن طريقه إلى المكان المطلوب..
ولكن ليست هذه هي المسألة التي تشغلني.. إنها مختلفة أنا أبحث عن سبب الجمع هنا.. لماذا قال "أنهار" ولم يقل "نهر" لابد وأن للجمع دلالته.. ولن أتطرق إلى تفسير ولكني أطرح أسئلة وحسب.. ومن هو الذي كتب القصيدة والمكتوبة فيه ؟ هل الشاعر هو الكاتب أم الجاري أمامنا في القصيدة؟ هل الشاعر هو من يتحدث عن ذلك المخاطب؟ أم يتحدث عن ذاته التي تحملها علاقته بذلك المخاطب..
ذلك ما أوحته لي أو استفزني إليه الجملة "لا تعرف الخوف"، ثم ما هي مدلولات النهرية هنا.. لابد أنها تتعلق بإحساس الغريب ! لابد من وجهة نظري أنا وحدي فلا تصدقني إن أمكنك..
للنوارس..
ما هذا الظرف الكبير في تلك المفاجأة باللام التي تسحب نفسي إلى التفكير في خصوصية! وخصوصية لأيِ؟ إنها للنوارس بكل ما تحمله هذه الكلمة من طعم البحر والرحلة (المريحة/ أو القاسية) (من عقيق وماء)..
وله دهشة الأقحوان.. بالرغم من أن الكلمة "الأقحوان" أكاد أنحدر وأنا أبحث عن مدلول لها في أفكاري إلا أن ارتباطها بكلمة الدهشة على سبيل التصوير ليس إلا يوحي بالمعنى المطلوب منها.. هان نص إن طلب القياس في هذه الابتكارة الكريمة هنا ربط بين ... وبين ... البر والبحر أو لنجعلها النهر إنه التحام وارتباط يبحث عنه الشاعر/الإنسان المغترب أو المسافر منثالا في جريان النهر الذي ينتظر من يفك قيوده فتصهل الأفراس..
وعندما تطوى السماء.. لا إنها ليست رحلة عابرة أو وقتية إنها رحلة كونية من عمق الشاعر إلى أن تطوى الماء..
رحلة روحية ذات مغزى ورؤية ورؤيا وإمكانات نفسية جبارة سواء سلبية إو إيجابية..
لي تعليق وبعد ذك لي عودة إن شاء الله..
أعلق فقط على الإمكانات النفسية التي أعتبرها خالدة في كلمة "القبرة" تلك التي تحمل في إحدى تفسيراتها النفسية نظرة الصبي وصدر الناضج الراشد..
الشاعر في ((يراود قُبَّرةً
حَلَّقَت في المدى
وَقَفَت فوقَ بَسمَتِكَ المُزمنةْ .
تنفضُ الماءَ))
يحلق تحليقا ليس عاديا بين أحلام الصبي واندفاعه وميوله وبين نضوج الرجل والتزاماته التي تجبره على ....
تحياتي للشاعر

أخي الحبيب أحمد حسن
لست أدري كيف أشكرك على هذا التعليق و هذه النظرة النقدية الثاقبة التي غصت من خلالها في عمق أنهاري التي كتبتها / كتبتني
أنت أكثر من رائع
و لي عودة بمشيئة الله
تقبل ودي و امتناني
أخوكم د. جمال

محمد إبراهيم الحريري
23-11-2006, 04:32 PM
الأخ د جمال ـتحية طيبة
إلى ابحر الطير نروي الخليل
نوارس ذكرى ومرقاة جيل
تلوح بليل صبايا النهى
بفكر تطهم سرج النخيل
تروم سهاد الخطا بالمنى
وجل الأماني بركب تميل
فبورك بالحدو قصد المدى
وصدقك البحر والشط نيل
ــــــــــــــــــــ
تحياتي أخي الحبيب

تركي عبدالغني
23-11-2006, 04:33 PM
رائع أنت

وبكل ما تحمل الكلمة من معنى

أحييك وقلمك

وبوركت والوطن

إكرامي قورة
23-11-2006, 06:36 PM
سرقتني مني وأرغمتني على قراءة القصيدة مرات عديدة وكلما أعدت القراءة فتحت لي حروفك شرفة جديدة للتأمل وبابا جديدا للدخول.
أراك هنا جذابا بثوب جديد ألقيتنا على شاطئ نهرك العظيم الذي تكفيه هذه الصورة الرائعة :
لكَ المجدُ تسقيهِ مَن شئتَ
في قُلّةٍ من فَخارٍ و طينٍ
ذلك النهر الذي لا يحتاج لأسباب منح المجد من قبل الممنوحين بل فقط المشيئة . ذلك النهر الذي انساب رقراقا كصوت عبد الحليم حتى غفا مستمتعا في حلم النصر في وقت كانت البحار تبعث له بسفن من بلاد هناك على الجانب الآخر تحمل قراصنة خيراته بيد أن صوتك ما زال يهتف فيه بأنه لن يموت .نعم لن يموت رغم صعوبة فك أسره إلا بيد جيل النصر الذي يمكّن الله بيديهم لدينه قبل أن تطوي السماء كطي السجل للكتب.
قصيدة أحسن شاعرها كتابتها الحداثية فلم يغرقها في الرمزية التي تسحب خيط المعنى من أيدينا بل ترك لنا الخيط وغزل القصيدة حوله بصورة جديدة وجميلة تتنامى مع تنامي النص ، حتى تضمين بعض الجمل الغنائية جاء موفقا وخادما لنصه .
البداية جذابة والنهاية صدمة ، وكأنها صدمت الشاعر نفسه فقطع كلامه فجأة ، نعم نهاية الأسر تأتي قبيل النهاية الكبرى ، إنه الوعد الإلهي في سورة الأنبياء :
(يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ).

أرى مائدتك قد حفلت بالأطباق الدسمة اليوم أخي الحبيب د. جمال
اقترب الرائع أحمد حسن من تفاصيل تفاصيلها اقتراب الخبير ، وتطلعتُ من بعيد لجمالها.

دامت الراوئع

د.جمال مرسي
24-11-2006, 07:04 AM
للنوارسِ أجنحةٌ من عقيقٍ و ماءِ
و لي دهشةُ الأقحوانِ
____________
ولي أنا دهشة السمع والبصر والحس :
كلماتك أيها الشاعر تهدر لكن بهمس
فأحس الضوء المتسلل غربا
وأكاد أسمع خرير الماء
وصفقات جناحي نورسك ترشق الماء
هو حلم ليلة اختلط فيه الصوت بلمعان الفضة والماء
والطفل يقف مراقبا .. هذا الطفل استحضره الحلم من زمن بعيد
هذه الأولى
وفي الثانية
هاهو الطفل يكبر ، يتأمل ما منحه الخالق من أشياء يحبها ويعلّيها ،ويخاف عليها
الماء هو الحياة
والضوءهو العروبة والنخل هو اليعربي الواقف بمواجهة الآخر ، المعتدي السارق حلمنا.
ثم :
على ضفة تفصل الحياة عن الموت والسلم عن الحرب تنطلق لأذنيه من مكان عميق في الروح هذه الميجانا موالا يؤنس وحشة المشهد رغم الشجن
وتفتح كتب الشعر وجبران يطلب الناي بصوت فيروزي يغني الوجود لعل المجرم يرجع عن جرمه والسادر في غيه يغتسل ويتطهر
وأخيرا
ها هو يرفض الاستسلام لزمن القهر والسجن والموت ، منتظرا من سيأتي على ظهر فرس ، يفك قيدك ويطلقك أيها النورس السجين لفضاء حريتك .
_________
د. جمال مرسي
عذرا لهذا الهذيان
أخذني هذا النص لعوالم دهشة لم أدخلها ، ولم أحلم برسمها
ربما الآن سأفعل
تحياتي

ما كان هذياناً ما نثرتِهِ هنا أختي الكريمة حنان الأغا
بل مجاراة جميلة لنص أعتبره نقلة نوعية في شعري و أتمنى أن أداوم عليها .
جميل ما سكبِهِ من مشاعر و تحليل فلسفي راقي لما دار في خلدي ترجمة للقصيدة .
شكرا لك و دمت بخير و سعادة
و أسعد الله الصباح
مودتي و تقديري
د. جمال

د.جمال مرسي
24-11-2006, 04:17 PM
أخي أبا رامي أنت تعرف أني لا أجامل :ــ
اغترفت من أنهارك هذه الحفنة من الحروف ,

يا صديقيَ
منذ عرفتَ حميميةَ العشقِ
هل كنتَ تعلمُ
أنَّ وراءَ البحارِ سفائنَ
تحملُ صوبكَ سربَ الأواكسِ
و ساعةَ نحسِ
و لحظَةَ بؤسِ
فنمتَ ،
تماديتَ في الحُلمِ
هل كنتَ تعلمُ أنَّ الشياطينَ جاءت
لكي تَسكُنَ الرملَ
و القيظَ
ليس لعينيكَ
لكن
لتلتهمَ الحوتْ .
يا صديقيَ منذ قديمِ الزمانِ
سأكتب في دفتري جملةً واحدةْ :
" لن تموت " فارتشفتها فوجدت انها كتبت
بحروف من نور , لتقول لنا هنا مربط الفرس , نعم امتنا تبتلى لكن لن تموت فهي أمة الجهاد والرباط , ولا ترهبنا الأواكس ولا الأباتشي , أجدت وتألقت لكنك في العمودي أكثر تألقا .
اخوك الدعيكي

أخي الحبيب أبا محمد
لعلك عزفت على الوتر الحساس في القصيدة
الشعر شعر يا حبيب سيان كان تفعيلي أو عمودي
الإحساس هو أهم مل يحيط به
تقبل مودتي و شكرا لمرورك
و رأيك الذي أثلج صدري
مودتي:0014:

د.جمال مرسي
24-11-2006, 08:43 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الغالي الشاعر الكبير الدكتور جمال مرسي
حالة ابداعية حقيقية , انت ادهشتني , لقد صدق الاخ الغالي الاديب والشاعر أحمد حسن , وصدق المعجبون بالقصيدة , وصدق قلبي الذي احببت القصيدة به , وصدق فكري الذي مكنني من تقييم المستوى العالي للقصيدة .
تقبل محبتي وتقديري
اخوكم
السمان

سلمك الله أخي الحبيب د. محمد
هذا من لطفك و حسن ظنك
شكرا لك عاطر مرورك و اعجابك بالقصيدة
و دمت بود و وفاء
أخوكم د. جمال

د.جمال مرسي
25-11-2006, 06:36 AM
ابنتي الكريمة مروة دياب
شكرا لك مرورك العاطر على قصيدتي
و تقبلي خالص ودي

رضا ابراهيم
25-11-2006, 03:18 PM
" ميج انا "
تتغلغلُ أغنيةُ النهرِ في أُذُنُ الطينِ
توقظُ كلَّ الدلافينِ
من غفوةِ النومِ
تحتَ رمادِ المتاهةِ
و الصمتِ
تقرعُ أجراسَ مدْنِ الغوايةِ
و الكبتِ
تُرهق سمْعَ وزيرِ الدفاعِ هناكْ .
طفلةٌ كالحمامةِ تهدلُ
فوق الرُّبا
" أعطني النايَ "
كي أُسمِعَ الذئبَ أغنيتي
" غردي يا طيورَ السلامِ أنا طفلةٌ ...... "
علَّهُ ينتهي
من طقوسِ العواءْ .
علَّهُ يتوضَّأ في النورِ
ثُمَّ يُجفِّفُ ما عَلِقَت في مخالبهِ
من بقايا الدماءْ .


هذه الحروف كافية لإثبات إبداعها دون تعليق
رائع وربي دكتور

د.جمال مرسي
27-11-2006, 08:00 AM
رائع أنت
وبكل ما تحمل الكلمة من معنى
أحييك وقلمك
وبوركت والوطن

بارك الله بك أخي تركي
و شكرا لطيب مرورك و رأيك الجميل
تقبل مودتي
د. جمال

نهيل فايق مقداد
27-11-2006, 11:25 AM
د.حمال مرسي
وإن كان لقب الشاعر أقرب إلى نفسى ....
قديما كان لدى العرب المعلقات السبع والتى امتازت بالطول ....
هنا أجد معلقة أبحرت سفينة معانيها إلى شطآن السمو ...
حتى لامست أشرعتها شفاه الموج دون أن تبتل....
حماك الله يا مبدع

د.جمال مرسي
27-11-2006, 01:02 PM
الأخ د جمال ـتحية طيبة
إلى ابحر الطير نروي الخليل
نوارس ذكرى ومرقاة جيل
تلوح بليل صبايا النهى
بفكر تطهم سرج النخيل
تروم سهاد الخطا بالمنى
وجل الأماني بركب تميل
فبورك بالحدو قصد المدى
وصدقك البحر والشط نيل
ــــــــــــــــــــ
تحياتي أخي الحبيب
أخي الحبيب محمد إبراهيم الحريري
و الله إنه ليسعدني أن أرى ردك الشعري يعطر قصائدنا
فأنت شاعر ملهم و قلم حر غيور
دمت لأخيك
و شكرا لك ما سكبته هنا
و لك الود
د. جمال

د.جمال مرسي
27-11-2006, 06:12 PM
سرقتني مني وأرغمتني على قراءة القصيدة مرات عديدة وكلما أعدت القراءة فتحت لي حروفك شرفة جديدة للتأمل وبابا جديدا للدخول.
أراك هنا جذابا بثوب جديد ألقيتنا على شاطئ نهرك العظيم الذي تكفيه هذه الصورة الرائعة :
لكَ المجدُ تسقيهِ مَن شئتَ
في قُلّةٍ من فَخارٍ و طينٍ
ذلك النهر الذي لا يحتاج لأسباب منح المجد من قبل الممنوحين بل فقط المشيئة . ذلك النهر الذي انساب رقراقا كصوت عبد الحليم حتى غفا مستمتعا في حلم النصر في وقت كانت البحار تبعث له بسفن من بلاد هناك على الجانب الآخر تحمل قراصنة خيراته بيد أن صوتك ما زال يهتف فيه بأنه لن يموت .نعم لن يموت رغم صعوبة فك أسره إلا بيد جيل النصر الذي يمكّن الله بيديهم لدينه قبل أن تطوي السماء كطي السجل للكتب.
قصيدة أحسن شاعرها كتابتها الحداثية فلم يغرقها في الرمزية التي تسحب خيط المعنى من أيدينا بل ترك لنا الخيط وغزل القصيدة حوله بصورة جديدة وجميلة تتنامى مع تنامي النص ، حتى تضمين بعض الجمل الغنائية جاء موفقا وخادما لنصه .
البداية جذابة والنهاية صدمة ، وكأنها صدمت الشاعر نفسه فقطع كلامه فجأة ، نعم نهاية الأسر تأتي قبيل النهاية الكبرى ، إنه الوعد الإلهي في سورة الأنبياء :
(يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ).
أرى مائدتك قد حفلت بالأطباق الدسمة اليوم أخي الحبيب د. جمال
اقترب الرائع أحمد حسن من تفاصيل تفاصيلها اقتراب الخبير ، وتطلعتُ من بعيد لجمالها.
دامت الراوئع

أخي الحبيب د. إكرامي قورة
لا تتخيل مدى سعادتي بمقرائتك الواعية و الدقيقة للنص
الذي أتمنى أن يكون فعلا على مستوى هذا الإعجاب
و أحسنت أنت و أخي أحمد في الغوص في أعماقه
دمت بخير و سعادة و تقبل مودتي
د. جمال

د.جمال مرسي
29-11-2006, 06:28 PM
" ميج انا "
تتغلغلُ أغنيةُ النهرِ في أُذُنُ الطينِ
توقظُ كلَّ الدلافينِ
من غفوةِ النومِ
تحتَ رمادِ المتاهةِ
و الصمتِ
تقرعُ أجراسَ مدْنِ الغوايةِ
و الكبتِ
تُرهق سمْعَ وزيرِ الدفاعِ هناكْ .
طفلةٌ كالحمامةِ تهدلُ
فوق الرُّبا
" أعطني النايَ "
كي أُسمِعَ الذئبَ أغنيتي
" غردي يا طيورَ السلامِ أنا طفلةٌ ...... "
علَّهُ ينتهي
من طقوسِ العواءْ .
علَّهُ يتوضَّأ في النورِ
ثُمَّ يُجفِّفُ ما عَلِقَت في مخالبهِ
من بقايا الدماءْ .
هذه الحروف كافية لإثبات إبداعها دون تعليق
رائع وربي دكتور

أختي الكريمة رضا إبراهيم
و هذه الكلمات القصيرة و المعبرة منك تسعدني
و تملأ صفحتي بزخات عطر أستنشقها بود
دمت لأخيك
و شكرا لعطور مرو سكبتِها هنا
تحياتي

د. محمد إياد العكاري
01-12-2006, 03:36 PM
الحبيب القريب د.جمال مرسي
سأصدقك أيها الحبيب
قرأتك هنا وقرأتك هناك رغم تقديري لماكتبته هنا إلا أن الأمر شتان
أجل والله شتان شتان بين هنا وهناك
بين النغم والإيقاع
والألحان والموسيقى قبل وبينها الآن
فإذا كنت قد قرأت لك هنا أنهار لاتعرف الخوف
فقد سبق أن قرأت لك بحار لاتعرف إلا الربان الجسور كمثلك
فقد خضت وأبدعت ،وامتطيت صهوات القوافي بروعةٍ وجمال
ولن أكون إلا ناصحاً
الشعر هنا رغم عظيم مبناه وجميل معناه إلا أنه لايطرب
بينما هناك نرقص على عزف قافيتك
دمت وسلمت وطبت والسلام

د.جمال مرسي
01-12-2006, 04:17 PM
د.حمال مرسي
وإن كان لقب الشاعر أقرب إلى نفسى ....
قديما كان لدى العرب المعلقات السبع والتى امتازت بالطول ....
هنا أجد معلقة أبحرت سفينة معانيها إلى شطآن السمو ...
حتى لامست أشرعتها شفاه الموج دون أن تبتل....
حماك الله يا مبدع

أختي الكريمة نهيل
بارك الله بك و برأيك الجميل في أنهاري
و أتمنى أن أكون عند حسن الظن دوما
دمت لأخيك
و تقبلي الود
د. جمال

ناصر البنا
01-12-2006, 04:51 PM
د.جمال
بقدر ما انهل من ينابيع معارفك بقدرما اكسب نفسي فخرا وزهوا ان اعرج على قصيدة انت قائلها .
وعباراتي تذوب امام سحرك البديع ولاتحيط بشيئ من اوصافك
لك خالص تحيتي وتقديري

د.جمال مرسي
03-12-2006, 08:29 AM
الحبيب القريب د.جمال مرسي
سأصدقك أيها الحبيب
قرأتك هنا وقرأتك هناك رغم تقديري لماكتبته هنا إلا أن الأمر شتان
أجل والله شتان شتان بين هنا وهناك
بين النغم والإيقاع
والألحان والموسيقى قبل وبينها الآن
فإذا كنت قد قرأت لك هنا أنهار لاتعرف الخوف
فقد سبق أن قرأت لك بحار لاتعرف إلا الربان الجسور كمثلك
فقد خضت وأبدعت ،وامتطيت صهوات القوافي بروعةٍ وجمال
ولن أكون إلا ناصحاً
الشعر هنا رغم عظيم مبناه وجميل معناه إلا أنه لايطرب
بينما هناك نرقص على عزف قافيتك
دمت وسلمت وطبت والسلام

أخي الحبيب د. محمد إياد العكاري
تعرف أن رأيك يهمني و لذلك طلبته منك
و لكن و كما تعرف أيضا يا صديقي أن الشعر من هذا و من ذاك
فنحن متمسكون بأصالتنا و لا نحيد عنها و نحاول الابداع فيها
و لكن أيضا لا يمكننا أن ننطر أو نهمل هذا الصوت الجديد القادم بقوة من وراء الأفق و فيه عصافير مغردة بحق تستحق أن يقرأ لها .
و لا بأس من خوض التجربة و المزج بين القديم و الحديث
طالما أننا ننسج الحديث في ضوايط القديم
و لعل هذه الخببية التي بين يديكم تكون خير دليل
شكرا لك
و كم أسعدني رأيك
و تقبل مودتي

محمد محمود مرسى
03-12-2006, 12:53 PM
أنهار لا تعرف الخوف

شعر د. جمال مرسي

( 1 )
للنوارسِ أجنحةٌ من عقيقٍ و ماءِ
و لي دهشةُ الأقحوانِ
لكَ المجدُ تسقيهِ مَن شئتَ
في قُلّةٍ من فَخارٍ و طينٍ
لَهُم أعينٌ من زجاجٍ
و أقدامُ فيلٍ تدوس على حُلمِ عُصفورةٍ
فَتُطِلُّ بعينِ الشموخِ عليهمْ
و تضحكُ
تُشبعهمْ من أوانٍ من النورِ
يكسِرها من يشاءُ
و يشربُ من أَرْيِهَا من يشاءُ
إلى سدرةِ المنتهى .
فضةٌ تترقرقُ
أم صوتُ عبدِ الحليمِ
يسافرُ كالضوءِ في عتمةِِ الأمكنةْ .
و الصبيُّ
يراود قُبَّرةً
حَلَّقَت في المدى
وَقَفَت فوقَ بَسمَتِكَ المُزمنةْ .
تنفضُ الماءَ
عن ريشِها الـ .. بللتهُ أفاويقُ وجدِكَ
حين أتت تشتكي ظلمَه.
بُرتُقالتُكَ انشَطَرَت .
نِصفُهَا القَلبُ
ماج بهِ العشقُ ،
أرَّقَهُ
فارتمى مثلَ عصفورةٍ
في حنايا الخِضَمِّ المسافرِ
و النِّصفُ
ما قد تبقَّى من الليلةِ المُحزنةْ .


و دمتم

الشاعر المبدع
د. جمال مرسي
...
باغت الروح بنمط مختلف لك
فاستمتعت بسباحة خلوية
فى سبر رؤى جديده
و معان متجدده
و مفردات عربية معاصره
و مزج و تخليق جديد
ينتمى لإبداع النحت الشعرى الفريد
...
سلم يراعك المنقى

مجذوب العيد المشراوي
03-12-2006, 08:48 PM
لم أستطع إكمال هذه السمفونية ، انقطعت الأنفاس ..

كنت ُ جاهلا بالمحيط .... الله .

حسن كريم
03-12-2006, 09:11 PM
قصيدة كأنها لوحة تشكيلية بديعة.
وكتابة شعرية فيها من التجديد الشيء الكثير.

هكذا قرأتها.

والله أعلم.

أخوك.

د.جمال مرسي
04-12-2006, 05:41 AM
د.جمال
بقدر ما انهل من ينابيع معارفك بقدرما اكسب نفسي فخرا وزهوا ان اعرج على قصيدة انت قائلها .
وعباراتي تذوب امام سحرك البديع ولاتحيط بشيئ من اوصافك
لك خالص تحيتي وتقديري

أخي المفضال الشاعر البنا
بارك الله بك و الشكر موصول لك لمتابعتك و أيضا على قصيدتك الرائعة في الذود عن رسولنا الكريم
تقبل مودتي و تقديري
د. جمال

محمد سمير السحار
04-12-2006, 06:05 AM
أخي وأستاذي الحبيب الدكتور جمال مرسي
قصيدة رائعة على بحر المتدارك الذي تعزف عليه أجمل الألحان
معاني رائعة رائعة
خالص تقديري واحترامي
أخوك
محمد سمير السحار

د.جمال مرسي
06-12-2006, 06:30 AM
الشاعر المبدع
د. جمال مرسي
...
باغت الروح بنمط مختلف لك
فاستمتعت بسباحة خلوية
فى سبر رؤى جديده
و معان متجدده
و مفردات عربية معاصره
و مزج و تخليق جديد
ينتمى لإبداع النحت الشعرى الفريد
...
سلم يراعك المنقى

و سلمت لأخيك أخي الحبيب محمد محمود مرسي
و ما أسعدني بكلماتك التي نثرتها
و رأيك الذي أثلج صدري
تقبل خالص مودتي و تقديري
د. جمال

د.جمال مرسي
04-01-2007, 09:47 AM
الابحار في القصيدة

بقلم لميس الامام

ابحار في اعماق شاعر:

أنهار لا تعرف الخوف :

قصيدة للشاعر الكبير جمال مرسي كما أراها... .جدارية كبيرة مرسومة في سقف مدخل أجمل معلقات الشعر الحديث ، الذي بات محطة لقاء للمبدعين والادباء الكبار.

اثبت الشاعر جمال مرسي وببراعة فائقة في نظمه لهذه القصيدة الرباعية المحاور، التي تتجلى فيها الاخيلة والمفردات المتميزة ، مؤكدا استعمال الكلمة بشكل فضفاض كانسياب الانهار الخالدة التي لا تعرف الا العطاء منذ آلاف السنين ، وبنوارسها التي تَعُّبُ من ماء الخلود محلقة بماءه المتقاطر من اجنحة لا تعرف الكلل في الدنو والارتفاع بقوة حجر العقيق، الذي يقاوم الدهر ولا يتغير ، لتنتابه مشاعر دهشة صورها كافتغار تويجات اقحوانة ، دون مساءلة لدلالات اللغة الاصطلاحية; الا حين تظهر بعض التلميحات الجغرافية وادوات الحروب، لكن بمقاصد سياقية متمكنة بحتة..يدل فيها انه غير قابل للهزيمة أمام متطلبات الابداع.
نراه قد اثبت ذلك أكثر من مرة باستخدامه لغة الجمال ، اليقين ، الخلق والابتكار في تصوير خلود تلك الأنهر وهذا يتضح وبقوة من خلال مفردات ترمز ولا تقول ها انا ذا.. ليبدو لنا في قصيدته كمن يلاحق الحياة في بلاد الانهر تلك بدنوه القارئ تارة الى جمالها وتارة نراه يأخذه بعيدا متعمقا في ملاحقها الاغوائية بدءاَ من معزوفته الاولى انتهاءا بآخر شطرة في القصيدة ; معددا الأغراض المعنوية متفردا بوصف الأنهار وجمالياتها من نوارس وقبرات وعاشقين هائمين على ضفافها .. وكأنه دعا بيت القصيد ان يلون تلك الجدارية بألوان الحياة ; ظلمة ونورا ، بهاءا وسناءا ..
وهذا حاد بنا الى مرابع الجمال للمعانى الفلسفية للكلمة، وبهذا التطويع تمكن شاعرنا من أن يبرع في نظمها كبديل للنثر; فسلطة الشاعر فوق كل شيء، لأنه يملك سلطة الشعر وأدوات اللغة من مفردات ووصف وبلاغة ليصبها في النهاية بالشكل الذي يراه عملا إبداعيا يأخذ شكل قالب متميز..

لغة القصيدة:

.أمّا اللغة التي عبر عنها الدكتور جمال مرسي في قصيدة أنهار لا تعرف الخوف ، فهي لغة عربية شديدة الصفاء الا من بعض المفردات (الأواكس – الميج – بدون انا.)( وللقارئ نقول انه كلمة الاواكس هي اشارة الى طائرات الشبح الاستطلاعية المتسخدمة في التجسس اثناء الحروب والميج ايضا من الطائرات الاجنبية الصنع تستخدم في العمليات الحربية القتالية ، حيث ذيل كلمة ميح باضافة انا فاصبحت ميجانا وهي نمط غنائي تراثي لساكني جبال بلاد الشام ..) أعود فأقول بعد هذه المداخلة، إن لغة الشاعر جمال مرسي جاءت هنا بلا رتوش بلاغية زائدة ، وهي في الوقت نفسه ليست لغة بسيطة ، بل معتدلة وذات قوة تعبيرية كبيرة .هي لغة يمكن مقارنتها بتلك التي ترافق الرثاء والغناء . وبهذا المعنى فإنه ليس من السهل أن تتناغم لغته مع لغة الشعر عند شعراء آخرين من رواد الشعر الحديث .

ينطلق الدكتور جمال مرسي من ثنائية الأدب والنص( شعر ونثر في آن واحد) مؤكدا أن بوسع الشاعر تطويع الكلمة الى نص أدبي مرن واسع المدى كما أنه وببراعة المتمكن من اللغة ،استخدمها لللتحليق بجناحيها عاليا حيث أجاد بالخيال اللغوي وأسلوب نظمه لهذه القصيدة بمفردات كما وكيفا حسب ما جاءت الدلالة اللغوية والاصطلاحية لها مساوية لمقاصده السياقية والمفهومية ..


اسلوب القصيدة:

أن خطوات الشاعر الدكتور جمال، الرشيقة انساقت في الانتقال من محور الى محور في هذه القصيدة على سلالم لها غير أحادية الاتجاه ، وهذا ما اُطْلِقُ عليه أنا شخصيا،السمو المنطلق الاضطراري ، وهكذا كلما وصل الى معنى من المجموعة الرابعة جره الى نص متن الأولى والثانية والثالثة ليضيف في حلق الذائقة ما يجعل اللقمة الفريدة مستساغة ..

الرؤية المستطردة في القصيدة:

هي لقطات تصورها النوارس بما تعبه مناقيرها من ماء النهر الى عقيق جناحيها الى دهشة ترتسم فوق محياه تحاكي جرأة زهرة الاقحوان عاكسا صورة الخلود والمجد المرْوِّيِّ من مياه تلك الأنهر برمزية فريدة, صور الضفاف التي تلون الانهر والتي تعكس جمالياتها بحيث نرى أن الفارق كبير بين الصور البلاغية باعتبارها تطبيق شكلي لأفكاره وخياله وبين الرموز التي أدرجها في القصيدة باعتبارها مجموعة اختيارات مُلِّحْة.

تختلط في خطوط القصيدة ملامح الرسام المقتدر الى مشاعر العاشق الملتهبه، الى الصوفي المتبتل في محرابه ..لتسيل اللغة من بين يديه كما الصور والمعاني بسلاسة متناهية كمسار الانهر السلس ....وأحيانا يتماهى الشاعر الجميل جمال مرسي في لعبة افتراس العالم المادي القهري المؤلم في بعد لغوي باتجاه صياغة تأملية لما ينبلج عنه خياله حتى تكون أقرب الى الفكرة التي أراد ان يوصلها الى القارئ بأسلوب متحرر من الاعلان عن كامل مراده سردا..

لا نستطيع أن ننفي بأنّ ما كتب الدكتور جمال هنا شعراً - لأنه مختلف عن النثر بقوة لغته الرمزية ومتانة صوره وتتابع ورودها المرتبط بقوة بالصورة - سواء الصور التي تألقت في رائعته هنا كفوتغرافية حركية أو كالرسم بالكلمات. لذا فإن الشخصيات المجزأة التي تتحرك على محاور قصيدة الشاعر جمال مرسي تبدو وكأنها خيال وظل وحركة انسايبة كما بدى بين مقاطع المحاور متخليا عمداً عن الوزن والقافية والايقاع الموسيقيّ بأسلوبه الذي اعتدنا الاستمتاع به من خلال قصائده العمودية الرائعة..

قام الشاعر بتقسيم هذه التحفة الفنية الى أربعة محاور بدت لنا كصدى لحياة ماضية وحياة حاضرة ، فقد تمكن الشاعر في هذه القصيدة من إيجاد لغة رمزية خاصة به موحية برحلة الى بلاد تلك الأنهر بلدا بلد موغلا بنا في أعماق المعاني الشاعرية والدينية والوطنية بأسلوب مميز لم يدلف سراديبه شعراء من قبله -نعرفهم على الاقل- لأن الشاعر لم يصرح علناً عن مواطنها وهنا ، يكمن الحذق في النظم والسرد والترميز.. الغير فوضوي على الرغم من اختلاف جماليات تلك الانهر ومواطنها الاصلية.. وخلوها من الإشارات الزمنية كأسلوب لا نعدمه في مضمون القصيدة المتعددة المسارات ... الاسلوب المباشر في القصيدة المتعارف عليها..

أخيرا واعذروا تماديي في القراءة والابحار فقد كانت على جدارية الشاعر الكبير جمال مرسي نوارس تطير بيضاء ترمز لسلام لا يبدو أنه سيحل على هذه الأرض في يوم ما وها نحن بعد أكثر من خمسين عاما لانبصر الا ارواح الشهداء والضحايا الابرياء وهي تطير بدلا من النوارس والقبرات....

دمت شاعرنا الكبير جمال مرسي بهذا التفرد والالق..

لميس الامام

علي أسعد أسعد
04-01-2007, 07:00 PM
الجميل ..
د جمال ...


تدفق تدفق ..
فوالله لم أرك مختفاً هنا ..

ولكني عرفتك أكثر ...

الجمال الحقيقي يبدو رائعاً في أية حلة بدا ...



بورك الحرف بين أصابعك