المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عملية أم الفدائيات....فاطمة النجار



عدنان أحمد البحيصي
23-11-2006, 06:41 PM
http://www.up07.com/upload-8/wh_26842748.jpg


..::: معركــة وفـاء الأحــرار :::..

عملية " أم الفدائيات "

الاستشهادية القسامية فاطمة النجار تفجر نفسها وسط عدد كبير من الجنود الصهاينة شرق جباليا وتقتل وتصيب عدداً منهم



يا أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد.. يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية..

تخرج نساء فلسطين من جديد.. يفجرن نار الغضب والثأر ضد هذا العدو الغاصب، يعلّمن الدنيا أن شعب فلسطين لا يقبل الظلم ولا الانكسار أمام بطش الصهاينة وحقدهم الدفين، فتخرج أم الفدائيات إحدى الحرائر المؤمنات اللواتي يعلّمن الأجيال فنون القتال، فتقدم أمُّـنا دمها حجة على كل متقاعس وجبان، وكل متخاذل عن نصرة هذا الشعب المظلوم، فتخرج هذه الاستشهادية المجاهدة لتنتقم من هذا العدو المجرم الذي قتل الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، وجرّف المزارع وهدم البيوت، لتلقنه درساً لن ينساه، ليفكر ألف مرة قبل أن يقترب من جباليا الغضب والتحدي، وليعلم أن رجال جباليا ونساءها كلهم استشهاديون واستشهاديات ينتظرون اللحظة التي يثأرون فيها لدماء الشهداء ..
الاستشهادية : فاطمة عمر محمود النجار (أم محمد)

(57 عاماً) من جباليا البلد التحدي والصمود

والتي أبت إلا أن تقدم روحها ودمها في سبيل الله بعد أن قدمت بيتها الذي نسفته قوات الاحتلال في الانتفاضة الأولى بعد أن كان مأوىً للمطاردين والمجاهدين، وقدمت من أبنائها أسرى في سجون الاحتلال سابقاً ..

واليوم توجت شهيدتنا حياتها الحافلة بتفجير نفسها وسط مجموعة كبيرة من جنود القوات الصهيونية الخاصة شرق جباليا في منطقة (الجمول) قرب منزل آل الشنطي، مما أوقع عدداً كبيراً من القتلى والجرحى بين الجنود الصهاينة مساء اليوم الخميس02 ذو القعدة 1427هـ الموافق 23/11/2006م.

د. عمر جلال الدين هزاع
24-11-2006, 01:40 AM
( بل أحياء عند ربهم يرزقون )

اللهم نسألك فتحاً قريباً
ونصراً مبيناً

سلطان السبهان
24-11-2006, 11:52 AM
كثيراً ما يراودني سؤال صعب جوابه !

هل يطلب الله تعالى من نسائنا هذا العمل ؟!
هل يوجبٌه أو يستحبُّه كتكليف شرعي ؟!

هل حث نبينا الكريم نساءه ونساء الصحابة على مثل هذا ؟!


رحم الله أم محمد وجعلها في الشهداء وتقبلها بقبول حسن .

حوراء آل بورنو
24-11-2006, 01:12 PM
يا أخيل !

العدو في الديار ، و حينها على الكبير و الصغير و المرأة و الرجل الدفاع عن الدين و العرض و الأرض .
على الجميع أن يهبوا للدفاع و الجهاد و المناصرة ، حتى قالوا تخرج المرأة دون إذن زوجها !

أخي ؛ لو كان في الرجال كفاية لما خرجت النساء ، و أنت أعلم أن الحال هناك باتت عصية و الأمر عصيب ، و خروج النساء في بعض أحاين أكثر طعناً و أعظم إيلاماً !

أخي ؛ بيوتهن تتهدم فوق رؤوسهن ، و إن غاب الراعي سترت الحوائط و الأسقف ، فما بعد هدّها ؟ ما بعد دكّها ؟ و إلى متى الانتظار ؟

يعلم الله أني لو كنت مكانهن لفعلت ما فعلن ، و كل الاطمئنان أني على السنة و كل اليقين أني مؤجورة لا موزورة .

شكر الله لك أخي عدنان .

زاهية
24-11-2006, 01:57 PM
هاتي يديك سيدتي العظيمة فاطمة النجار أقبل فيهما الصدق بالعهد مع الله أتعلم من تجاعيد الزمن فوق جلدهما أن أكون إنسانا كرَّمه الله يأبى أن يرى أهله ووطنه يُنحر يوميًا بأيدي الظالمين , وأفواه الأرض قد كممها الخوف من جبروت المتسلطين على رقاب الناس, يسومونهم سوء العذاب انتقامًا من المشرِّع الذي وضع قانون الحياة , فخالفوه وعصوا وطغوا وراحوا يقتِّلون الأبرياء ويستحيون نساءهم ,ويقتلون أطفالهم بغيًا وعدوانا..
لك ياأم الشهداء أهدي قلبي وردة تفوح بعطر الحب لك ..تفخر أن تلامس يديك الطاهرتين اللتين قدَّمتا لنا درسًا ستظل عقولنا وقلوبنا تردده مدى الحياة ..تعلمه لأطفال الأمة سنَّة حسنة فيها العبرة والموعظة لدفع الغالي والرخيص في سبيل الله في مقاومة الظلم والظالمين , ولتهنك الشهادة والفداء وليخسأ المبطلون ..
أخي المكرم عدنان :جزاك الله الخير على نشر هذا الخبر الذي أفرحني بقدر ما أحزنني عل ماوصلنا إليه من حال يجعل النساء المتقدمات في العمر يطلبن الشهادة من قسوة الحياة التي رماهم بها العدو الغاشم ..

سلطان السبهان
24-11-2006, 05:50 PM
أختي حوراء الكريمة

أحسنت وأجدتِ
كنت أطلب الدليل لا العواطف ..كلامك خلا من أي دليل شرعي ..لاسيما والأدلة تحصر جهاد المراة في الحج .

ركزي معي أختي :
أنا لا أطلب دليلا أو حجة على مجرد الفعل ..فقط أتساءل هل هناك دليل على التكليف بهذا وإيجابه أو استحبابه ؟
أم أنه مجرد خيار لمن وقع في مثل هذه الحال ؟

دمتِ

د. عمر جلال الدين هزاع
24-11-2006, 06:03 PM
مرحباً بك أخي سلطان
ولنا في الصحابيات الجليلات أسوة حسنة
وأعني بذلك
أن لنسائنا أسوة في أمهات المسلمين اللواتي كن يرافقن الجيوش الفاتحة والغزوات
فكن يقاتلن ويمرضن الجرحى ويسقينهم ويطببنهم
وهذا فرض على كل مسلم ومسلمة في حال النفير العام والدعوة للجهاد
فآيات الحث على الجهاد لم تختص بالذكور دون الإناث
وقد أجمعت الأمة على ذلك
ولا فضل لإجماع بوجود النص الصريح

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة216

( هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا ) .. البقرة

{وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ }محمد20

تحيتي وتقديري

حوراء آل بورنو
24-11-2006, 08:37 PM
بارك الله بك أخي ، كنت سأجيب الأخيل بذات ما أجبت .

بارك الله بكما و نفع .

سلطان السبهان
24-11-2006, 09:23 PM
وهذا فرض على كل مسلم ومسلمة في حال النفير العام والدعوة للجهاد


ىمل إرفاق دليل على هذا الكلام لو تكرمت وان الجهاد فرض على المسلمات في النفير العام !
لاحظ ان الفرض يأثم تاركه !


ثم إن قولك : آيات الجهاد لم تختص بالذكور دون الإناث لااعرف أحدا قال به ، فهل كانت الصحابيات آثمات في عدم جهادهنّ ؟!
ثم ما فائدة سؤال الصحابية : هل علينا جهاد ؟
فقال لا ، عليكم جهاد لاقتال فيه وهو الحج .

أخي د. هزاع :
هذه كتب الفقه كلها تنص : الجهاد فرض على الرجال .
واما الاجماع فأتمنى ان تذكر من حكاه ونص عليه من اهل العلم .
وانا والله في عجب من ردك غاية العجب .

سانتظر بفارغ الصبر الدليل على مايلي :
1 ) آيات الجهاد للنساء والرجال
2 ) الاجماع على ذلك .
3 ) الجهاد فرض على كل مسلم ومسلمة
واما ذهاب بعض الصحابيات فلم يكن للجهاد رعاكم الله أبدا ، وإنما كان للتطبيب ثم لما هوجمن دافعن ، وهذا شان آخر .
دمتم بخير

د. محمد إياد العكاري
25-11-2006, 03:14 PM
الحبيب الفاضل سلطان السبهان
شكر الله لك ولوجك حرم الاستشهاديات وقولك لم ؟؟
ودفع الصائل عن الحمى أوجب الواجبات وهل تقع على الرجال فقط؟؟!
تذكرت الصحابية الجليلة نسيبة بنت كعب
التي أحاطت بالحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام في أحد
بعدما تراجع الكثير من الرجال وظلت تقاتل والدماء والجراح تثخنها
فقال لها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حيئذٍ:
ومن يطيق ماتطيقين ياأم عمارة؟؟
إكباراً وتقديراً لموقفها في الذود عن دين الله وعنه صلى الله عليه وسلم
وهانحن في موقفٍ أقل مانقول عنه :
إنه عجزٌ رجولي ،وحصارٌعربي ،وخزيٌ إسلامي ،وعمىً عالمي
وهناك في بلد الجهاد والاستشهاد الأمر غير حالنا ..
ونحن في دعةٍ وسعة وفي قمة الاسترخاء
أما هناك فالقصف والدماء ،والتهديم والجوع ،والاغتيال والاختطاف
والشعب محاصر والإغلاق .... وباعتراف بني يهود
إن العمليات الاستشهادية هي بمثابة الاسلحة الاستراتيجية الرادعة لدى أبناء شعبنا في فلسطين
وهم على رهبةٍ ووجل وخوفٍ من عودتها إلى زخمها..أجل
فهل نقول نحن غير ذلك ونتساءل لم وشعبنا يذبح ويقتل ويحاصر؟؟
الشكر والتقدير لأخينا الحبيب السبهان
وبورك بمن جعل نصرة هذا الدين همه كمثلك
وكجميع أبناء شعبنا الفلسطيني
دمتم جميعاً وسلمتم والسلام

سلطان السبهان
25-11-2006, 06:46 PM
ياسيدي الكريم العكاري

كنت متأكداً من انني ساقع في مشكلة عد فهم رأيي ، اتدري لماذا ؟.
لا أن المسألة غامضة وإنما لأجل أنني جربت قبلاً مثل هذه الحوارات والتي يكون احد الطرفين متمسكاً بعاطفة إسلامية جياشة ومستاءا من وضع المسلمين ، وانت تعرف ان العاطفة قد تفقد الشخص تتبعه للحق وللدليل ..أليس عمر رضي الله عنه وقع في ماوقع فيه يوم الحديبية بسبب العاطفة !!

سيدي الكريم
أنا لا اتكلم عن العمليات الاستشهادية من حيث هي ، فتلك مسألة أخرى ، وتفجير النفس لأهل العلم فيه أخذ ورد ، وأهل فلسطين ادرى بشعابها ، وأعلم بما يجري هناك .

المسألة يا أخي :
هل أم عمارة خرجت للجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
أعني للقتال ومبارزة الكفار ؟

كان ذلك أول الاشكال ..
ثم فوجئت بأقوال غريبة توجب الجهاد على المراة وأن آيات الجهاد للرجال والنساء على حد سواء !!!!
ولا تقولوا ( جهاد الدفع ورد الصائل ) فآيات الجهاد ليست من هذه النوع أبداً وخصوصاً التي ذكرها اخونا المستدل هنا .

ثم سأسألك أخي العكاري سؤالا مهماً :

ألم يمر على المسلمين زمن خذلان كهذا ؟
ألم تشج جبين النبي وتكسر رباعيته ؟

قبل هذا : ألم يضطهد المسلمون في مكة ويعذبون حتى قتل من قتل منهم !
أين تكليف النساء ؟
لاسيما بعد نزول آيات الجهاد ؟

أنا أريد بحث المسألة معكم غخواني من جهة التكليف الشرعي لا من جهة الوقوع ، فما وقع نسأل الله تعالى ان يتقبله ويكون اهله من الشهداء في جنات النعيم .

لكن هل نقوم بتجنيد النساء الآن وتدريبهن للجهاد ؟
ومن لم تفعل فهي آثمة ، بناءاً على ان دفع الصائل واجب ؟


دمتم بكل خير .

د. عمر جلال الدين هزاع
26-11-2006, 01:30 AM
سأعود لحوارك أخي بشيء من تفصيل
دمت نقياً
وإلى لقاء قريب

د. عمر جلال الدين هزاع
27-11-2006, 12:06 AM
أخي الحبيب
هقد عدت إليك بما وعدتك به
لمزيد من الفائدة

...........


لا شك أن المرأة لها دور في المجتمع والدفاع عنه
ورغم ان أول شهيدة في الإسلام هي إمرأة ( أم عمار بن ياسر )
ورغم أن الرسول عليه السلام وصف جهاد المرأة وثباتها حين قال عليه السلام عن نسيبة بنت كعب أم عمارة التي وفت للرسول عليه الصلاة والسلام وثبتت يوم انهزم عنه غالبية الرجال في موقعة أحد, وقال عنها:((ما التفت يمينا ولا شمالا إلا وأنا أراها تقاتل دوني))
إلا أنه في الظروف الطبيعية من تواجد الرجال وعدم دخول العدو ديار الإسلام فليس عليها جهاد
كجهاد الرجال لحديث عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها من أنها قالت: "قلت: يا رسول الله، هل على النساء من جهاد؟ قال: نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه، الحج والعمرة"، والحديث فيه دليل على أن الجهاد غير واجب على النساء، كما أن فيه دلالة على أن الحج كالجهاد، بالنسبة للرجل، وسقط الجهاد عن المرأة، كما أن بيعة العقبة الأولى سميت بيعة النساء لأنه لم يكن فيها بيعة على النصرة والجهاد بينما في بيعة العقبة الثانية كان شرط الجهاد من شروط البيعة ( مع أنه حضرها إمراتان إحداهما نسيبة بنت كعب )

كما جاء في آخر سورة الممتحنة من مبايعة النساء لرسول الله ولم يذكر فيها الجهاد, وما ذاك إلا لأن الجهاد المفروض على المرأة لخّصه الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله للنساء:(فيما استطعتن وأطقتن) لأن جهاد المرأة الأول هو في بيتها وأسرتها دون أن يكون ذلك مبرراً لعدم اهتمامها بما يجري حولها من أمور خطيرة تستلزم تكاتف جهود الرجال والنساء للنهضة بالمجتمع والأمة.

...........


وقد قرر الفقهاء: أن (جهاد الدفع)، أي جهاد المقاومة للغزاة : تشارك فيه المرأة مع الرجل جنبا إلى جنب، دون حاجة إلى إذن الرجل، بخلاف (جهاد الطلب) وهو الذي يكون الأعداء في ديارهم، ونحن الذين نغزوهم ونطلبهم من باب ما يسمونه اليوم (الحرب الوقائية). فهذا الجهاد لا تخرج المرأة فيه إلا بإذن زوجها إن كانت متزوجة، أو أبيها إن لم تكن متزوجة.

ومن هنا نرى أن المرأة في جهاد الدفع والمقاومة ـ أي حينا يكون الجهاد فرض عين ـ يجب أن تسهم مع الرجل بما تقدر عليه. فهي شقيقته في السراء والضراء، وفي السلم والحرب.



والله أعلم

.........

لا ريب أن الجهاد يكون بالحجة والبرهان، ويكون بالمال، ويكون بالنفس، فأما الجهاد بالحجة والبرهان وبالمال فإن المرأة فيه مثل الرجل، فعليها أن تدعو إلى الله تعالى، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بالحكمة والموعظة والحسنة. قال تعالى: ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) [التوبة:71] وقال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) [آل عمرآن:110] وقال تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) [يوسف:108]وهذا عام في الرجال والنساء.
وكذا على المرأة أن تنفق من مالها في سبيل الله تعالى على الجهاد والمجاهدين، وقد حصل من ذلك الكثير في جهاد سلف هذه الأمة، ومن ذلك ما حصل عندما حضَّ النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك على الجهاد ورغب فيه، وأمر بالصدقة ورغب الأغنياء في ذلك، فحملت إليه صدقات كثيرة، وأتت النساء بنصيبهن من ذلك. وأما الجهاد بالنفس فتارة يكون فرض عين. وتارة يكون فرض كفاية، فيكون فرض عين إذا هجم العدو على المسلمين في ديارهم أو احتل جزاءً من بلادهم، أو حصل استنفار عام من إمام المسلمين أو ولي أمرهم، ويكون فرض كفاية فيما سوى ذلك من الحالات العادية.
ومن هنا اشترط الفقهاء في المجاهد أن يكون : ذكرا مسلما حرا ، مكلفا صحيحا ، واجدا ما يكفيه وأهله في غيبته - بملكه أو ببذل الإمام - ولا تنازع بينهم في عدم وجوبه على الأنثى [ينظر:حاشية الروض لابن قاسم 4 : 256 ]. .
ومع هذا ، فإن المرأة تحب المشاركة بقدر طاقتها ، ووفق شريعة الإسلام بإنزالها مكانها اللائق بها ، رغبة في نيل الفضل الجزيل من الجهاد ، والمشاركة فيما فيه مصلحة لعقيدة الإسلام ، ونشر دين الله كما أمر الله .
كان منصور بن عمار الواعظ ، يذكر الناس يوما ، ويحثهم على الجهاد في سبيل الله ، ويبين لهم مكانته في عز الإسلام ، وقوة المسلمين وما أعده الله من جزاء ، فأثر في الناس ، وتسابقوا في البذل ، وتسجيل أنفسهم للتهيؤ مشاركة بالنفس ومجاهدة بالمال ، وكان يحضر مجلسه بعض النساء في مكان خاص بهن ، لرغبتهن في الخير ، فسقط بين يديه وهو في مجلسه لفافة ، ولما فتحت إذا ورقة مربوطة في جديلة شعر ، وهي من امرأة تقول : لقد سمعت كلامك في الجهاد ، والحث على المشاركة ، وما يعنيه المفهوم الشرعي من مكانة رفيعة للجهاد في سبيل الله . ولما كنت طامعة في الأجر ، ولكن المرأة لا جهاد عليها ، فإنني لا أستطيع الجهاد بنفسي ، ولا مال عندي فأدفعه لتجهيز الغزاة ، حتى أنال مثل أجورهم ، ولا أملك غير جديلة شعري هذه فقطعتها لتجعلها قيدا لفرس أو عقالا لناقة في سبيل الله .

فإن كان الجهاد واجباً وجوباً عينياً وجب على المرأة المشاركة فيه، والقيام بأقصى ما تستطيعه من هجوم ودفاع وأعمال أخرى. ولا يقتصر دورها فيه على شيء معين، ولا تتوقف مشاركتها فيه على إذن الزوج لأن فروض الأعيان -مثل الصلاة المفروضة وصيام رمضان- لا يملك الزوج منع الزوجة منها.

وإن كان الجهاد واجباً وجوباً كفائياً فلا يجب على المرأة المشاركة فيه، وإن خرجت له جاز لها ذلك وتثاب عليه، ويكون دورها هو القيام بخدمة المجاهدين، وصنع الطعام، لهم ومداواة مريضهم، وإسعاف جريحهم ونحو ذلك. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج بالنساء في غزواته لهذا الغرض.

ففي صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا، فيسقين بالماء، ويداوين الجرحى.

وفيه أيضاً عن أم عطية الأنصارية قالت: غزوت مع رسول صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، أخلفهم في رحالهم، فأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى.

وفي صحيح البخاري عن الربيع بنت معوذ قالت: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسقي القوم ونخدمهم، ونردُّ الجرحى والقتلى إلى المدينة. إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة. وعصر الصحابة حافل بمثل هذه الوقائع.

ويجوز للمرأة في هذه الحالة حمل السلاح دفاعاً عن نفسها لوهجم العدو عليها ، ففي صحيح مسلم أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجراً فكان معها، فرآها أبو طلحة فقال يا رسول الله: هذه أم سليم معها خنجر. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما هذا الخنجر؟ "فقالت: اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يضحك.
ثم إن قتلت المرأة أو ماتت في الجهاد فهي شهيدة - إن شاء الله تعالى- مثل الرجل لعموم الأدلة.

وقال الإمام ابن باز-رحمه الله-كما في"مجموع فتاواه"(5/217):

((ومن المسائل أيضا التي يختص بها الرجال دون النساء الجهاد بالنفس فالرجل عليه أن يجاهد بنفسه وأن يحمل السلاح ، والمرأة ليس عليها ذلك قالت عائشة رضي الله عنها : يا رسول الله : نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد؟ فقال عليه الصلاة والسلام :
"عليكن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة"[صحيح البخاري الحج (1448),سنن النسائي مناسك الحج (2628),سنن ابن ماجه المناسك (2901)].
فليس على المرأة جهاد بالنفس والسلاح؛ لأنها تضعف عن ذلك ، ولأنها فتنة وعورة ، فالجهاد على الرجال لا على المرأة بالنفس ، أما بالمال فعلى الجميع ، على المرأة والرجل الجهاد بالمال في أصح قولي العلماء لعموم الأدلة ، قال سبحانه وتعالى :{انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }[سورة التوبة الآية 41]وقال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }[سورة الصف الآية 10و11]،وقال النبي صلى الله عليه وسلم :"جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم "[ سنن النسائي الجهاد (3096),سنن أبو داود الجهاد (2504),مسند أحمد بن حنبل (3/251),سنن الدارمي الجهاد (2431)].والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وهي تعم الرجال والنساء ، فيما عدا الجهاد بالنفس لحديث عائشة السابق )).

وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة"(12/34):
((الجهاد على المرأة
الفتوى رقم (9533)
س: هل جهاد المرأة غير واجب؛ أكان جهاد الدعوة أو جهاد الكفار؟

ج: ليس جهاد الكفار بالقتال واجبا على المرأة، ولكن عليها جهاد بالدعوة إلى الحق، وبيان التشريع، في حدود لا تنتهك فيها حرمتها، مع لبس ما يستر عورتها، وعدم الاختلاط بالرجال غير المحارم، وعدم الخضوع بالقول والخلوة بالأجانب، قال الله تعالى في نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم: { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ } (1) وثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: « قلت يا رسول الله هل على النساء من جهاد؟ قال: "نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة » (2) رواه أحمد وابن ماجه وثبت عنها أيضا أنها قالت: « يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: "لكن أفضل الجهاد حج مبرور » (3) رواه أحمد والبخاري .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //

عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
_________
(1) سورة الأحزاب ، الآية 34
(2) أخرجه أحمد 6 / 68 ، 75 ، 120 ، 165 ، 166 ، وابن ماجه 2 / 968 برقم (2901) والدارقطني 2 / 284، وابن خزيمة 4 / 359 برقم (3074)، والأصبهاني في حلية الأولياء 8 / 357 ، 10 / 316 ، والبيهقي 4 / 350 .
(3) أخرجه أحمد 6 / 67 ، 71 ، 79 ، والبخاري 2 / 141 ، 219 ، 3 / 200 ، 4 / 220 ، 221 ، والنسائي 5 / 411 - 115 برقم (2628)، والبيهقي 4 / 326 ، 9 / 21 ..


والله الموفق والمعين.

د. عمر جلال الدين هزاع
27-11-2006, 12:08 AM
وهنا قد أضفت لك موضوعاً موسعاً بهذا الخصوص
آمل أن يروق لك
كي تعم الفائدة

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=18651

تحيتي

سلطان السبهان
27-11-2006, 12:00 PM
أخي الكريم الدكتور عمر هزاع

هنا نقلت نقولا مختلفة متناقضة فيما بينها لا وضوح فيها فتارة تنقل عدم وجوب الجهاد على المراة كمثل ( ولا تنازع بينهم في عدم وجوبه على الأنثى [ينظر:حاشية الروض لابن قاسم 4 : 256 ]. . )


وتارة تنقل وجوبه كمثل ( فإن كان الجهاد واجباً وجوباً عينياً وجب على المرأة المشاركة فيه، )

فما الأمر ؟!!!

أخي الكريم :

جهاد الدفع حكمه حكم رد الصائل ويكون على المراة من باب الدفاع عن نفسها وعدم الاستسلام ، فتدفع العدو بما تستطيع حين يداهم بيتها وعرضها ولا تستسلم له ..

اما ما يحصل الآن فهي اعمال يستطيع القيام بها الرجال فعلام نوجبها على المراة ؟



وعلى العموم استفدنا من هذه النقول توضيح شيء ما ، فدمت وسلمت أستاذي .

د. عمر جلال الدين هزاع
28-11-2006, 12:59 AM
أخي الكريم

فهل تدلني على التناقض الذي تتحدث عنه
باختصار شديد
وبدون أن اكرر لك النقل ولاقتباس :
جهاد المرأة كما توضحه الشواهد أعلاه
واجب عند دهم العدو لأرض الإسلام فهو فرض عين على الأمة جمعاء
ولكنه فرض كفاية على الرجال إذا قامت به الفتوحات الإسلامية ( أي كانت الدولة الإسلامية هي المغيرة )
وهذا رأي فقهاء وعلماء الأمة اعتماداً على السنة الشريفة
والله أعلم ..

عدنان أحمد البحيصي
29-07-2007, 12:48 PM
أخي الكريم
فهل تدلني على التناقض الذي تتحدث عنه
باختصار شديد
وبدون أن اكرر لك النقل ولاقتباس :
جهاد المرأة كما توضحه الشواهد أعلاه
واجب عند دهم العدو لأرض الإسلام فهو فرض عين على الأمة جمعاء
ولكنه فرض كفاية على الرجال إذا قامت به الفتوحات الإسلامية ( أي كانت الدولة الإسلامية هي المغيرة )
وهذا رأي فقهاء وعلماء الأمة اعتماداً على السنة الشريفة
والله أعلم ..


شكراً لكما أخواي الكريمين وأرجو أن لا أكون بإثارتي لهكذا موضوع قد أثرت أي رد فعل سلبي اتجاه بعضكما البعض

بوركتما