إدريس الشعشوعي
23-11-2006, 10:01 PM
مالوا إليكَ فصاغوا الحبَّ أشعارا=و طرّزوها بتبرِ القولِ إكبارا
و أدمنُوا البوحَ لو سايَرْتَ منطقهمْ=ألقيتَ سحركَ و الأشواقَ أعذارا
يا منْ سباني بوسْطِ الغيدِ فاتنةً=و أحرقَ الزّيفَ و الأوهامَ أستارا
و أهدرَ الشعرَ في الأحوالِ أغلبَهُ=ألقى الغرامَ و عرّى البوحَ خدّارا
إنّي لشعري أتيتُ اليومَ مُحتَكِماً=و قد خبَرْتُ أفولَ الشعرِ أطوارا
و جئتُ أسعى و ما بوحي بمُعتبَرٍ=فقدْ يعيبُ مليحُ البوحِ أغوارا
من لي بقلبٍ إذا من أقبلوا ذهبوا=و قد تجلّوا على الوجدانِ أقمارا ؟
و قد تدلّوا كقابِ القوسِِ فاقتربوا=و صيّروا الرّوحَ في زوْراتهمْ دارا
و حمّلوا الوجدَ من ماضيهِ في أزلٍ=كأنّما الإلفُ في الآزالِ قد دارا
من لي صديقي ، و هذا القلبُ قد نضبتْ=منهُ السّيولُ سوى الأوجاعِ آثارا؟
أعياهُ دأبي و ذاكَ الدّأبُ منصرفٌ=ما للمصائرِ غيرُ اللّوحِ أقدارا
إنْ يُقبِلوا فهمُ الإيناسُ من قِدمٍ=أرواحُنا ظفرتْ بالسّعدِ مشوارا
أو يدبروا فلقدْ أدمنتُها مدُني= بها ألِفْتُ حِقابَ الغُربِ بحّارا
قد صارحوني و قد أدنَوْا ، قد اغتربوا=كما اغتربتُ بما لاقيتُ إقرارا
ليتَ الهوى جزرٌ ما أرّقتْ سفني=و لا دريتُ بها .. ما ألفحَ النّارا
بلْ ليتَ يجمعنا يومٌ له عَقِبٌ=فيهِ الودادُ جرى في الخلدِ أنهارا
يا عاذلاً عِلَلي ، الوجدُ في سبلي=لو ذقتَ من عسلي ، ما كنتَ مُحتارا
إنّ الهوى دِيمٌ لو كنتَ تدركُها=تجري السّفينُ بها و القلبُ ما اختارا
سلّمتهمْ أملي ، أرماشهمْ نُزُلي=حديثهمْ دَمَلي ، و الأنسُ قد زارا
لولا الشعورُ جرى و اعتادَها وطرا=داريتُهُ قمرًا أبقيهِ أسرارا
يا ليتني ما نطقتُ الشعرَ في صُحُفي=و لا استطبتُ من التصريحِ أخبارا
لكنْ إذا سطعتْ قمراؤنا وهَجاً=و بانَ مطلعُها في الأفْقِ أنوارا
من ذا يُداري شموسَ الصبحِ مائلةً =مالتْ على ظُلَمٍ لم تُبقِ آثارا
شدوي غدا كنسيمِ الرّيحِ أو كشذا=إنّ الوعاءَ له حدٌّ و قد فارا
فلتملؤوا قدحي أنتمْ مدى منحي=علَّ الضّلوعَ تفيضُ اليومَ آبارا
علَّ الفؤادَ يَشي للنّاسِ من صبَبٍ=و يسكبُ العشقَ في الأشعارِ أشعارا
و أدمنُوا البوحَ لو سايَرْتَ منطقهمْ=ألقيتَ سحركَ و الأشواقَ أعذارا
يا منْ سباني بوسْطِ الغيدِ فاتنةً=و أحرقَ الزّيفَ و الأوهامَ أستارا
و أهدرَ الشعرَ في الأحوالِ أغلبَهُ=ألقى الغرامَ و عرّى البوحَ خدّارا
إنّي لشعري أتيتُ اليومَ مُحتَكِماً=و قد خبَرْتُ أفولَ الشعرِ أطوارا
و جئتُ أسعى و ما بوحي بمُعتبَرٍ=فقدْ يعيبُ مليحُ البوحِ أغوارا
من لي بقلبٍ إذا من أقبلوا ذهبوا=و قد تجلّوا على الوجدانِ أقمارا ؟
و قد تدلّوا كقابِ القوسِِ فاقتربوا=و صيّروا الرّوحَ في زوْراتهمْ دارا
و حمّلوا الوجدَ من ماضيهِ في أزلٍ=كأنّما الإلفُ في الآزالِ قد دارا
من لي صديقي ، و هذا القلبُ قد نضبتْ=منهُ السّيولُ سوى الأوجاعِ آثارا؟
أعياهُ دأبي و ذاكَ الدّأبُ منصرفٌ=ما للمصائرِ غيرُ اللّوحِ أقدارا
إنْ يُقبِلوا فهمُ الإيناسُ من قِدمٍ=أرواحُنا ظفرتْ بالسّعدِ مشوارا
أو يدبروا فلقدْ أدمنتُها مدُني= بها ألِفْتُ حِقابَ الغُربِ بحّارا
قد صارحوني و قد أدنَوْا ، قد اغتربوا=كما اغتربتُ بما لاقيتُ إقرارا
ليتَ الهوى جزرٌ ما أرّقتْ سفني=و لا دريتُ بها .. ما ألفحَ النّارا
بلْ ليتَ يجمعنا يومٌ له عَقِبٌ=فيهِ الودادُ جرى في الخلدِ أنهارا
يا عاذلاً عِلَلي ، الوجدُ في سبلي=لو ذقتَ من عسلي ، ما كنتَ مُحتارا
إنّ الهوى دِيمٌ لو كنتَ تدركُها=تجري السّفينُ بها و القلبُ ما اختارا
سلّمتهمْ أملي ، أرماشهمْ نُزُلي=حديثهمْ دَمَلي ، و الأنسُ قد زارا
لولا الشعورُ جرى و اعتادَها وطرا=داريتُهُ قمرًا أبقيهِ أسرارا
يا ليتني ما نطقتُ الشعرَ في صُحُفي=و لا استطبتُ من التصريحِ أخبارا
لكنْ إذا سطعتْ قمراؤنا وهَجاً=و بانَ مطلعُها في الأفْقِ أنوارا
من ذا يُداري شموسَ الصبحِ مائلةً =مالتْ على ظُلَمٍ لم تُبقِ آثارا
شدوي غدا كنسيمِ الرّيحِ أو كشذا=إنّ الوعاءَ له حدٌّ و قد فارا
فلتملؤوا قدحي أنتمْ مدى منحي=علَّ الضّلوعَ تفيضُ اليومَ آبارا
علَّ الفؤادَ يَشي للنّاسِ من صبَبٍ=و يسكبُ العشقَ في الأشعارِ أشعارا