المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف أرد على من ظلمني



د. عمر جلال الدين هزاع
24-11-2006, 01:59 AM
السلام عليك ورحمة الله وبركاته

الاخوة والأخوات
بارك الله فيكم

ونحن سواء فى ما نحمله ونتحمّله، فنحن بشر تسوؤنا الإساءة ونفرح بالإحسان ،

ولأن الخالق خبير بنا ، فمن رحمته أنه سبحانه أعطانا الخيار فى مقابلة من أساء إلينا،

فإما: ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به)، النحل:126

وإما: ( ولئن صبرتم لهو خير للصابرين. واصبر وما صبرك إلا بالله، ولا تحزن عليهم ولا تك فى ضيق مما يمكرون. إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)، النحل:127-128

أو: ( ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولىُّ حميم. وما يُلقَّاها إلا الذين صبروا وما يُلقَّاها إلا ذو حظ عظيم. وإما ينزغنك من الشيكان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)، فصلت:34-36

وأخيرا: ( ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يُؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين فى سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ، والله غفور رحيم). النور:22



الاخوة والأخوات

تلك خيارات( البدائل بلغة الإدارة واتخاذ القرار) تفضَّل بها سبحانه علينا،

يتبقى لنا إتخاذ القرار الذى هو اختيار من بين البدائل المطروحة وجميعها ما بين الحسن والأحسن طبقا للموقف والظروف وما تبغيه فى الدنيا والآخرة،

فقد منحنا سبحانه حرية الإختيار بين البدائل التى بينها لنا ونتائجها الإيجابية فى آيات محكمات بكتابه الكريم.

- هل تريد رد الإساءة بالمثل؟ هذا حق كفله الله لك، ولكن إنتبه ل ( مثل)، لا زيادة.
- هل تريد جزاء الصابرين؟ هذا حق كفله الله لك وبين لك ثواب الصابرين.
- هل تريد جزاء الإحسان؟ فينقلب العدو صديقا فى الدنيا بإذن ربه، وتنال أنت مرتبة المحسنين فى الآخرة.
- هل تريد مغفرة الله؟ فلتعفوا وتصفح عمن أساء إليك.


الاخوة والأخوات

لولا الإطالة لإستخرجت لكم من أمهات كتب التفسير ما تقر به أعينكم وينشرح له صدركم.

اللهم إنا نشهدك ونشهد نبيك صلى الله عليه وسلم ونشهد ملائكتك بأنك الله الواحد الأحد الفرد الصمد، وأن لا تكلنا الى أنفسنا طرفة عين ولا لأحد من خلقك، ونحن نتوكل عليك، وأننا نعهد إليك بأننا عفونا وصفحنا عمن ظلمنا من المسلمين، فاعفوا عنا وعنهم.

وصل اللهم على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين الأطهار وعلى صحبه الأبرار ومن تبعهم بإحسان الى يوم لقائك.

حوراء آل بورنو
24-11-2006, 04:41 AM
بارك الله بك أيها الفاضل و أحسن الله إليك ، و الله إني لأشهد أنه ما كتبت إلا لحرصك و اهتمامك و عظيم ما تحمل من حب لسائر المسلمين ، فأثابك الله و ضاعف أجرك ، و أتم عليك نعمه الظاهرة و الباطنة .

كل التقدير .

نهير محمد عبد الله الشيخ
24-11-2006, 09:00 AM
أحسنت
موضوع مميز ولفت نظرى وخاصة ان الظلم اصبح العرف فى هذا العالم المسعور

الا من رحم ربى

شكرا لك كنت اعرف الأختيارات واخشى الله فى ردى على من ظلمنى
والآن انا اكثر اطمئنانا لما ذكرتنى به

تقديرى

د. حسان الشناوي
24-11-2006, 12:31 PM
أخي الحبيب
د. عمر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وضعك العنزان بكيف دليل على وعيك المتحرك بفهم ، وأحسبه وعيا يدعو المظلوم إلى التفكير مرات ومرات قبل اتخاذ الكيفية التي يرد بها على من ظلمه .
بيد أن المظلوم قد يكون مسؤولا - مديرا أو أكبر منصبا - ويستطيع اتخاذ قرار يرد الظلم ؛ فماذا هو فاعل حينئذ؟
فليس بالضرورة أن يطال الظلم مماثلا او قرينا أو مساويا ؛ إذ ربما يكون من وقع عليه الظلم ذا سلطان ولكنه يعتصم بدينه ، ويحتكم إلى ما تشربته نفسه من هدى الإسلام وسماحته الشاملة .
أتراه يدر الظلم الواقع عليه بقرار مصيري يقطع فيه رزق الظالم أم يكتفي باللوم والتأنيب والمراجعة والعتاب؟
لقد أثرت بفكرك الثاقب أخي الحبيب موضوعا شديد الأهمية ؛ فحبذا لو تابعت فيه استكمال بعض مظاهر الظلم بين الآباء والأبناء ، وبين أولى الأرحام بعضهم بعضا ، زبين الجيران ، وبين ما أحبك قادرا على رصده والتوقف من دونه .
فإن في ذلك فوائد لا يدركها غير من طعم الظلم وشربه ، ولا يعرفها إلا من يود الرجوع إلا الحق .
أكرمك الله وبارك لك ومنك وعليك .
وتقبل محبتي ومودتي .
د. حسان

د. عمر جلال الدين هزاع
24-11-2006, 05:17 PM
بارك الله بك أيها الفاضل و أحسن الله إليك ، و الله إني لأشهد أنه ما كتبت إلا لحرصك و اهتمامك و عظيم ما تحمل من حب لسائر المسلمين ، فأثابك الله و ضاعف أجرك ، و أتم عليك نعمه الظاهرة و الباطنة .
كل التقدير .


ولك بمثل
تحيتي وخالص التقدير

أشكر مرورك ومتابعتك

د. عمر جلال الدين هزاع
26-11-2006, 01:28 AM
أحسنت
موضوع مميز ولفت نظرى وخاصة ان الظلم اصبح العرف فى هذا العالم المسعور
الا من رحم ربى
شكرا لك كنت اعرف الأختيارات واخشى الله فى ردى على من ظلمنى
والآن انا اكثر اطمئنانا لما ذكرتنى به
تقديرى

بورك فيك
ووفقك الله لما فيه الخير

تحيتي

د. عمر جلال الدين هزاع
26-11-2006, 01:29 AM
أخي الحبيب
د. عمر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وضعك العنزان بكيف دليل على وعيك المتحرك بفهم ، وأحسبه وعيا يدعو المظلوم إلى التفكير مرات ومرات قبل اتخاذ الكيفية التي يرد بها على من ظلمه .
بيد أن المظلوم قد يكون مسؤولا - مديرا أو أكبر منصبا - ويستطيع اتخاذ قرار يرد الظلم ؛ فماذا هو فاعل حينئذ؟
فليس بالضرورة أن يطال الظلم مماثلا او قرينا أو مساويا ؛ إذ ربما يكون من وقع عليه الظلم ذا سلطان ولكنه يعتصم بدينه ، ويحتكم إلى ما تشربته نفسه من هدى الإسلام وسماحته الشاملة .
أتراه يدر الظلم الواقع عليه بقرار مصيري يقطع فيه رزق الظالم أم يكتفي باللوم والتأنيب والمراجعة والعتاب؟
لقد أثرت بفكرك الثاقب أخي الحبيب موضوعا شديد الأهمية ؛ فحبذا لو تابعت فيه استكمال بعض مظاهر الظلم بين الآباء والأبناء ، وبين أولى الأرحام بعضهم بعضا ، زبين الجيران ، وبين ما أحبك قادرا على رصده والتوقف من دونه .
فإن في ذلك فوائد لا يدركها غير من طعم الظلم وشربه ، ولا يعرفها إلا من يود الرجوع إلا الحق .
أكرمك الله وبارك لك ومنك وعليك .
وتقبل محبتي ومودتي .
د. حسان


وعليكم السلام
أخي الحبيب
لفتة رائعة منك لإظهار وجه التسامح عند القدرة
فالعفو عند المقدرة
سمة من سمات المؤمنين الكرام
لا يكون إلا لذي قلب سليم
موقن بقدرة الله عليه
( إذا دعتك قدرة على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك )
ومن جانب آخر
عندما يكون المظلوم قادر على الرد والإنتقام
فيرد بالتسامح
فإنه سيكون قدوة لمن يتبعه
وفي تأريخنا المشرق مواقف رائعة من هذا
سأذكر لك بعضاً منها علها تقر عينك :

- عمر بن عبد العزيز :

يروى عن أمر جارية سكبت حساءً ساخناً على الخليفة الراشدي الخامس عمر بن عبد العزيز
فغضب من إهمالها
فقالت له :
( والكاظمين الغيظ )
فقال :
كظمنا غيظنا
فقالت :
( والعافين عن الناس )
فقال :
عفونا عنك
فقالت :
( والله يحب المحسنين )
فقال :
أنت حرة لوجه الله
فأعتقها

- صلاح الدين الأيوبي

يروى عن أحد جنود الناصر صلاح الدين أنه كان يلهو مع صاحبه على باب خيمة السلطان في أحد مخيماته
فضربه بحذائه وعندها خفض رفيقه رأسه
فطار الحذاء حتى وقع على وجه السلطان الذي ما كان منه إلا أن دعا صاحب الحذاء
وأمره بأخذه والإنصراف آمناً

- هارون الرشيد :

دخل أحد الشيوخ غاضباً على الخليفة الرشيد وهو يصيح :
لأقولن لك قولاً غليظاً
فأجابه الرشيد :
لا والله لن تقول , فما أنا بأعتى من فرعون , ولا أنت بأكرم من موسى
مشيراً إلى الآية الكريمة :
( فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى ) .. طه

...........

هي أمثلة عن العفو عند المقدرة
تدلنا على أنها خاصة بكل من أوتي الحكمة والنقاء
وقد كان الفضل في فتح بابها على مصراعيه
عفو النبي عليه الصلاة والسلام عن قريش التي آذته أيما إيذاء عندما كان بين ظهرانيهم
وذلك يوم فتح مكة , إذ قال لهم :
( إذهبوا فأنتم الطلقاء )

والسلام عليكم ورحمة الله

خليل حلاوجي
01-12-2006, 03:19 AM
- هل تريد رد الإساءة بالمثل؟ هذا حق كفله الله لك، ولكن إنتبه ل ( مثل)، لا زيادة.
.


الاستاذ المبدع والحبيب

اعطانا الله تعالى مفتاح الدخول الى الحياة

نهرنا عن الثأر بكل اشكاله ... الحربي والفكري والاقتصادي

وقال جل في علاه

ولكم في القصاص حياة يااولي الالباب

فغفلنا بكل اسف عن هذه المنحة الربانية المهيبة

\

بالغ تقديري
ولي اكثر من عودة ان شاء الجليل

د. عمر جلال الدين هزاع
01-12-2006, 02:38 PM
مرور أنتظره دوماً
تحيتي أخي الحبيب
ولا تتاخر في الحضور