مشاهدة النسخة كاملة : و من الشعر ما قتل
د. عمر جلال الدين هزاع
24-11-2006, 05:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأفتتح هذا الباب مستعيناً بالله لكي يكون في مدراسة لمواقف شعرية تسببت في حوادث جليلة لشعرائها
وستكون أولى مشاركاتي فيه عن بعض مواقف لأبيات من الشعر قتلت ناظميها
ثم نذكر حوادث أخرى لقصائد أخرى كان لها أثر في حياة شعرائها ..
قاتلة ابن الرومي :
كان القاسم بن عبيد الله يغري جلساءه بالمكر لابن الرومي
وكانوا لا يتورعون عن ذلك
وفي ذات مرة سألوه عن الجرامض على سبيل التهكم ( والتصحيف )
فقال :
و سألتَ عن خبر الجرامض=طالباً عِلمَ الجرامض
فهو الجرامضُ حينَ يُقْلَبُ=ضارج فيقال جارض
و هو الجراسم و القَمَجَّرُ=و الجرافس و الجراغض
و هو الخراكل والغوامض=قد يُفَسَّرُ بالغوامض
و هو السلحكلُ إنْ فَهِمْتَ=و إنْ ركنْتَ إلى المعارض
و اصبر و إن حمض الجواب=فربَّ حلو جرَّ حامض
و الصفح محتاج إلى=قرعٍ له بعض المقابض
و من اللِّحى ما فيه فعل=للمواسى والمقارض
ثم زاد فهجا الجماعة وأكثر من هجائهم فشكوه إلى القاسم
فأغرى به أحد جلساءه وهو ( ابن فراس ) فسمه في خشكنانجة فقتله
د. عمر جلال الدين هزاع
24-11-2006, 05:26 PM
قاتلة ناظمها ( اليتيمة ) :
هذه القصيدة سميت اليتيمة
لايعرف قائلها حتى اليوم وسميت القاتلة لأنها قتلت صاحبها
و قصتها :
أن إمرأة من بني أسد أنتشر صيتها بين الناس بأنها لن تتزوج سوى من يفوقها شعرا ( يصفها بقصيدة يذكر فيها كل صفاتها بدقة متناهية )
وجاءها الخطاب بقصائدهم إلا انها كانت أكثر منهم جزالة وقوة في شعرها
وفي الطريق إلى قبيلتها إلتقى شاعران أحدهما من تهامة والآخر من منبج بسوريا
فاقترح كل منهما ان يذكر قصيدته للآخر فحين ذكر التهامي قصيدته رأي المنبجي أنها أقوى من قصيدته
فقتله ثم توجه إلي قبيلة المرأة وقد حفظ قصيدة الآخر ونسبها لنفسه
وحين سمعت منه القصيدة سألته من أين انت فقال من منبج ببلاد الشام فقالت لإخوتها عليكم به فهو قاتل زوجي واستدلت على ذلك ببيت في القصيدة , هو :
فإن تتهمي فتهامة وطني= أو تنجدي يكن الهوى نجد
ورغم ذلك نسبت القصيدة إلى غير أبيها فنسبت إلى دوقلة المنبجي المتوفى811هـ
وههي القصيدة بين أيديكم ( مع حذف الأبيات غير المناسبة ) :
هل بالطـــلول لسائل رد =أم هل لها بتكـــــلم عهد
درس الجديد ، جديد معهدها =فكأنما هي ريطة جرد
لَهفِي علـى دَعْدٍ وما خُلقتْ =إلاَّ لـطول بـليَّتـي دَعْـدُ
بيضاءُ قَـدْ لَبسَ الأديِمُ بَهَا=ءَ الحسن فهـو لجلْدِها جِلْدُ
ويَزينُ فوديها إذا حَـسَرتْ =ضَافـي الغدائرِ فـاحمٌ جَعْدُ
فالوجهُ مثلُ الصبُّـح مُنْبَلجٌ =والشـعّرُ مثـلُ اللَّيلِ مُسْوَدُّ
ضِدَّان لمّّا استجمعا حَسنُـا =والـضِّدُّ يُظهرُ حسنّهُ الضِّدُّ
وَجَبينهـا صَلْتٌ وَحَاجِبـها =شَـخْتُ المَخَطّ أَزَجُّ ممـتدُّ
وكأنَّهـا وسنى إذا نظـرت =أو مُـدْنَفٌ لمّـا يُـفِقْ بّعْدُ
بفتورِ عـينٍ ما بهـا رَمَدٌ =وبها تداوي الأعيـن الرُّمْدُ
وتـريـكَ عِرْنينـا يزيِّنـهُ =شَمَمٌ وخَـدّا لَوْنـه الـورد
َتُجِيلُ مسواكَ الأراكِ على =رتـلٍ كـأنَّ رُضَابَهُ الشَّهْدُ
والجيدُ منـها جـيدُ مُغْزِلةٍ =تعطو إذا ما طـالها المَرْدُ
وامتَدّ من أعضادها قصَبٌ =فَعْـمٌ تلتْـهُ مـرافـقٌ دُرْدُ
ولها بنانٌ لـو أردتَ لـه =عقـداً بكفِّكَ أمكـنَ العـقدُ
وكـأنّما سقيـتْ تَرائِبُهـا =والنَّحرُ ماءُ الحُسْن إذْ يبدو
وكأنما سقيت ترائبها =والنحر ماء الورد إذا تبدوا
ما عابها طول ولا قصر =في خلقها، فقوامها قصد
إن لم يكن وصل لديك لنا =يشفي الصبابة ، فليكن وعد
لله أشواقي إذا نزحت =دار بنا، وطواكم البعد
إن تتهمي فتهامة وطني =أو تنجدي، يكن الهوى نجد
وزعمت أنك تضمرين لنا =وداً، فهلا ينفع الود
وإذا المحب شكا الصدود ولم =يعطف عليه فقتله عمد
تختصها بالود وهي على =ما لا نحب ، فهكذا الوجد
ولقد علمت بأنني رجل =في الصالحات أروح أو أغدو
متجلبب ثوب العفاف وقد =غفل الرقيب وأمكن الورد
ومجانب فعل القبيح، وقد =وصل الحبيب ساعد السعد
فأروح حراً من مذلتها =والحر حين يطيعها عبد
ليكن لديك لسائل فرج =أو لم يكن.. فليحسن الرد
د. عمر جلال الدين هزاع
24-11-2006, 05:27 PM
قاتلة أبي الطيب :
يحكى أن أبا الطيب المتنبي فر هارباً مع غلامه ممن يكيدونه ويطاردونه
فقال له فتاه :
أهارب يا سيدي وأنت القائل :
الخيل و الليل والبيداء تعرفني=والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فأجابه المتنبي :
قتلتني يا فتى
فنكص على عقبيه فقاتلهم حتى قتل
د. عمر جلال الدين هزاع
24-11-2006, 05:29 PM
ههههه
D:
على فكرة :
:hat:
هل يمكنني طلب تثبيت الموضوع للفائدة ؟؟
:020: :020: :020:
تحيتي
د. عمر جلال الدين هزاع
18-12-2006, 11:44 PM
قيس بن الخَطيم
قيس بن الخطيم من شعراء قبيلة الأوس المشهورين في الجاهلية، كانت بينه وبين حسان بن ثابت مناقضات، وكان يفخر فيها بقومه الأوس وبوقائعهم مع قبيلة الخزرج، قبيلة حسان، ويعدد مثالبها، وكان لهذا الشعر وقعه الشديد في نفوس الخزرج.
وكان قيس، إلى جانب كونه شاعراً فحلاً، فارساً أبلى أعظم البلاء في الوقائع التي دارت في الجاهلية بين قبيلتي الأوس والخزرج، قبل أن يوحدهما الإسلام في جماعة قبلية واحدة عرفت بالأنصار، دعوا بذلك لنصرهم رسول الله في وقائعه مع مشركي قريش وغيهم.
نشبت مناقضات قبل الإسلام بين قيس بن الخَطيم وحسان بن ثابت، كل منهما كان يفخر بمنزلة قومه وخصالها ووقائعها. وكان قيس نداً لحسّان في البراعة الشعرية، ومن نقائضهما القصيدتان النونيتان اللتان قيلتا بمناسبة يوم الربيع، وهو أحد وقائع الأوس والخزرج
ومن قصيدة حسان قوله:
لقد هاج نفسَك أشجانُها =وعاودها اليومَ أديانُها
تذكّرت ليلى وأنّى بها =إذا قُطِّعت منك أقرانها
وحجّل في الدار غِربانُها =وخفّ من الدار سُكّانُها
وهي طويلة، وقد تغزل فيها حسان بليلى، أخت قيس ليثير غيرته، فأجابه قيس بنقيضة تغزل
فيها بعمرة، زوج حسّان، ومنها قوله:
أجدّ بَعمرة غُنيانُها =فتَهجر أم شأننا شانها
وقد عرّض فيها بحسّان وقومه، ومن جيد شعر قيس قصيدته التي مطلعها:
أتعرف رسماً كاطّراد المذهب =لِعمرة وحشاً غيرَ موقف راكبِ
وقد فخر فيها بقومه وبلائه في قتال الخزرج.
وقد ذكروا أن الرسول صلى الله عيه وسلم استنشد جماعة من الخزرج قصيدة قيس هذه فأنشدها أحدهم، فلما بلغ إلى قوله:
أُجالدهم يومَ الحديقة حاسراً =كأنّ يدي بالسيف مِخراقُ لاعب
التفت إليهم الرسول وقال: هل كان كما ذكر؟
فشهد له ثابت بن قيس بن شمّاس، خطيب الخزرج،
وقال له: والذي بعثك بالحق يا رسول الله، لقد خرج إلينا يومً سابع عُرسه، عليه غُلالة وملحفة مورسّة (مصبوغة بالورس وهو الزعفران) فجالَدنا كما ذكر.
فكان شعره فيهم وهجاؤه إياهم من أسباب حقدهم عليه، يضاف إلى ذلك بلاؤه في قتالهم وإيقاعه بهم، فقد جمع قيس بين كونه فارساً ومقاتلاً شديد المراس وكونه شاعراً ممض الهجاء، فلما هدأت حروب الأوس والخزرج، تذكرت الخزرج شعر قيس في هجائه إياهم ونكايته فيهم، فتآمروا على قتله، فلما مر قيس بحصن من حصون الخزرج رُمي بثلاثة أسهم وقع أحدها في صدره فأدى إلى مصرعه، وقبيل أن يلفظ أنفاسه ثأر له أحد رجال الأوس فقتل أحد زعماء الخزرج أبا صعصعة يزيد بن عوف النجّاري، وهو من أكفاء قيس، وأتى برأسه إلى قيس وهو يحتضر، ولم يلبث أن مات قرير العين لأن دمه لم يذهب هدراً .
د. عمر جلال الدين هزاع
18-12-2006, 11:45 PM
قاتلة ابن دارة
اسمه سالم بن مُسافع بن يربوع الغطفاني القيسي،
وأُمّه دارة من بني أسد، نسب ابنها إليها، ونسبة الرجل إلى أمه كانت شائعة في القديم،
وهو شاعر مخضرم بين الجاهلية والإسلام، وكان شاعراً هجّاءً،
وكان أخوه عبد الرحمن شاعراً أيضاً.
وقع شر بين ابن دارة وبين مُرّة بن واقع، وكان أحد وجوه بني فزازة،
وسبب وقوع العداوة بينهما أن مُرّة طلّق امرأته ثم أراد أن يعاودها،
ولكن رجالاً ثلاثة تقدموا لخطبتها قبل أن يعاودها، فلجأ إلى معاوية،
وهو يومئذ وال على الشام من قبل عثمان بن عفان، رضي الله عنه،
فقال له معاوية: لقد ذكرت أمراً صغيراً في أمر عظيم، أمر الله عظيم،
وامرأتك أمرها صغير، ولا سبيل لك عليها. ففرّق معاوية بينهما.
واختارت المرأة احد الذين تقدموا لخطبتها فتزوجته،
فقال ابن دارة رجزاً في ذلك يعيّر فيه مرّة بإخفاقه في استعادة زوجه،
ومنه قوله:
يا مُرُّ يا ابن واقعِ يا أنتا
أنت الذي طلّقت لَما جُعتا =فضّمها البدريّ إذ طلّقتا
حتى إذا اصطبحت واغتبقتا =أقبلت مُعتادا لما تركتا
أردت أن تردّها كذب =أودى بنو بدر بها وأنتا
تُقسم وسط القوم ما فارقتا =قد أحسن الله وقد أسأتا
فاضطغنها مُرّة على ابن دارة وأقسم أن يهجوه ما بلّ ريقه لسانه.
ولم يكفّ ابن دارة عن هجاء مُرّة وقومه بني فزازة، ومن هجائه المقذع فيهم قوله:
لا تأمننّ فزازياً خلوت به =على قلوصك واكتبها بأسيار
فلما لج في هجاء بني فزازة أقسم رجل منهم يدعى زُمَيل بن أبير أن لا يأكل لحماً ولا يغسل رأسه ولا يأتي امرأة حتى يقتل ابن دارة.
وسنحت له الفرصة حتى لقيه في المدينة فاتبعه ثم علاه بالسيف ولكنه لم يجهز عليه،
فحمل إلى عثمان فدفعه إلى طبيب نصراني عالجه وأوشك أن يبرأ من جراحته،
ولكنه وجد عليه لأنه وجده يعابث زوجته أو لأن امرأة شريفة من نساء فزازة رشته بمال،
فدسّ له السم، فمات.
وقد فخر زميل بقتله ابن دارة فقال:
أنا زُميل قاتل ابن داره =وغاسل المخزاة عن فزاره
وقد قتل أخوه عبد الرحمن كذلك بسبب هجائه بني أسد، قتله رجل منهم وافتخر بقتله،
فقال:
قَتل ابن دارة بالجزيرة سَبُّنا =وزعمت أن سِبابنا لا يقتلُ
وقال الكميت بن معروف الأسدي:
فلا تكثرو فيها الضِّجاجَ فإنه =محا السيف ما قَال ابن دارة أجمعا
.................
سحر الليالي
19-12-2006, 01:28 AM
موضوع جميل جدا ورائع
اكمل أخي د.عمر
أتابعك بشغف
سلم فكرك
تقبل خالص إعجابي وتقديري وباقة ورد
د. عمر جلال الدين هزاع
19-12-2006, 01:34 AM
يشرفني حضورك وإعجابك بالموضوع
خالص تقديري
ولعلني أطمع أن تشاركينني في تكلمة هذا الموضوع
بارك الله بك أختاه
د. محمد حسن السمان
19-12-2006, 01:57 AM
سلام الـلـه عليكم
الأخ الغالي الأديب والشاعر
الدكتور عمر جلال الدين هزاع
لقد اسعدتني بهذه اللفتة الكريمة الطيبة , بافتتاحك هذا الصالون الراقي الذي اراك تتناول فيه , قصصا وقصائد غير اعتيادية , بعنوان "من القصائد ما قتل " , ويشرفني أن كان لي بعض السبق , في ان اكون في مقدمة الزوار لهذا الصالون الجميل , بعد الاخت الفاضلة الأديبة سحر الليالي , فوجئت بهذا المستوى المتقدم في تناول الموضوعات , وهذه الحرفية الأدبية العالية , وهذه الذائقة الأدبية المتميّزة , وقد تمنيت لو انني بقيت معك هنا فلااغادر .
تقبل محبتي وتقديري
اخوكم
السمان
د. عمر جلال الدين هزاع
20-12-2006, 12:55 AM
وكم يشرفني مرورك أخي الحبيب : د.سمان
فأديب حساس بحجمك
مروره يعني الكثير لمثل هذا الموضوع
وشهادته بفائدته لهي وسام أعتز به
لك محبتي
د. عمر جلال الدين هزاع
21-12-2006, 01:35 AM
قاتلة بثينة ( معشوقة جميل ) :
في أبيات كانت سببا في موت بثينة العذرية معشوقة جميل
قال الأصمعي: حدثني رجلا شهد جميلاً لما حضرته الوفاة بمصر أنه دعاه فقال: هل لك في أن أعطيك كل ما أخلفه على أن تفعل شيئاً أعهده إليك? فقال قلت: اللهم نعم.
قال: إذا أنا مت فخذ حلتي هذه التي في عيبتي فاعزلها جانباً ثم كل شيء سواها لك، وارحل إلى رهط بني الأحب من عذرة - وهو رهط بثينة - فإذا صرت إليهم فارتحل ناقتي هذه واركبها، ثم البس حلتي هذه واشققها ثم اعل على شرفٍ وصح بهذه الأبيات وخلاك ذمٌّ. ثم أنشدني هذه الأبيات:
صدع النعي وما كنى بجميـل=وثوى بمصر ثواء غير قفـول
ولقد أجر الذيل في وادي القرى=نشوان بين مـزارعٍ ونخيـل
قومي بثينـة فاندبـي بعويـل=وابكي خليك دون كـل خليـل
فقال الرجلُ: فلما قضى وواريته التراب، أتيت رهط بثنية ففعلت ما أمرني به جميل، فما استتممت الأبيات حتى برزت إلي امرأةٌ يتبعها نسوةٌ قد فرعتهن طولاً، وبرزت أمامهن كأنها بدرٌ قد برز في دجنةٍ وهي تتعثر في مرطها حتى أتتني،
فقالت: يا هذا، والله لئن كنت صادقاً لقد قتلتني، ولئن كنت كاذباً لقد فضحتني.
قلت والله ما أنا إلا صادق، وأخرجت حلته. فلما رأتها صاحت بأعلى صوتها وصكت وجهها، واجتمع نساء الحي يبكين معها ويندبنه حتى صعقت فمكثت مغشياً عليها ساعةً، ثم قامت وهي تقول:
وإن سلوي عن جميـلٍ لساعـةٌ=من الدهر ما حانت ولا حان حينها
سواءٌ علينا يا جميل بـن معمـرٍ=إذا مت بأسـاء الحيـاة ولينهـا
ثم أغشي عليها أخرى فحملها نساء قومها إلى داخل أبياتهم ومالبثت غير قليل حتى جاءني الصراخ من منازلهم فسألت عن صراخ نساءهم
فأخبروني بموت بثينة من ساعتها تلك
سحر الليالي
22-12-2006, 12:34 AM
تابع أخي د.عمر
بارك ربي بك
أطمع بالمزيد
تقبل خالص إعجابي وباقة ورد
د. عمر جلال الدين هزاع
22-12-2006, 01:27 AM
مرحباً بك
وأهلاً
وإلى لقاء قريب
عبير جلال الدين
22-12-2006, 12:30 PM
د. هزاع
تحية وتقدير لكَ
اسمح لى مشاركتك فى هذا الموضوع المثير حقاً
فيمن قتلهم شعرهم
لأتساءل حقاً ....
هل كان هذا إندفاع منهم .. أو قول ما فى نفوسهم ..
حتى لو كان فيها هلاكهم ..
فلنتابع
"" ومن الشعر ما قتل ""
تحياتى لكَ
عبير جلال الدين
22-12-2006, 12:38 PM
وضّاح اليمن
وضّاح اليمن لقب غلب على الشاعر
عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد كُلال، لُقّب بذلك لجماله الفائق،
وهو من شعراء الغزل المجيدين،
وقد اختلف في نسبه فجعله بعضهم من قبيلة خولان الحميرية،
ونسبه آخرون إلى الفرس الذين قدموا مع سيف بن ذي يزن
لنصرته على الحبشة،
والذين استوطنوا اليمن منهم بعد إجلاء الحبشة عرفوا (بالأبناء).
تعشق وضاح اليمن في أول أمره فتاة من أهل اليمن تدعى روضة
وقد قال فيها غزلاً كثيراً، ولما خطبها إلى أهلها رفضوا تزويجها منه لأنه شهّر بها في شعره، ومن مشهور شعره فيها قصيدته التي يقول فيها:
قالت ألا لا تلجن دارنا ........... إن أبانا رجل غائر
قلت فإني طالب غِرّة ............ منه وسيفي صارم باتر
قالت فإن القصر من دوننا ......... قلت فإني فوقه ظاهر
قالت فإن البحر من دوننا ........... قلت فإني سابح ماهر
قالت فحولي إخوة سبعة .......... قلت فإني غالب قاهر
وفي أحد مواسم الحج أبصر وضاح أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان وزوج الوليد بن عبد الملك، وهو يومئذ خليفة،
وكان الوليد قد توعد الشعراء إن هم تغزلوا بها، فلما وقعت عين وضاح عليها أُخذ بجمالها فشبب بها، ويقال إنها شجعته على التغزل بها.
وبلغ شعره الوليد فعزم على قتله،
وكان وضاح قد قدم على الوليد قبل ذلك ومدحه بمدائح عدة، فأحسن الوليد صلته، ولكنه غضب لتشبيبه بزوجه،
فأرسل إليه من اختلسه ليلاً وجاء به، فقتله ودفنه في داره،
فلم يوقف له بعد ذلك على خبر.
وقد حيكت حول مقتله أخبار هي أدنى إلى الأساطير فزعموا أن أم البنين كانت تخلو به في غرفتها وقد أعدّت صندوقاً لتخفيه فيه إذا فاجأها أحد، ونمي الخبر إلى الوليد من طريق أحد خدمه، فدخل على أم البنين وأخذ الصندوق الذي خبأت فيه وضاحاً، ثم حفر حفرة في مجلسه ودفن الصندوق فيها، فمات وضاح مختنقاً داخل الصندوق.
ومن شعره في التشبيب بها قصيدته التي يقول فيها:
ترجّل وضَاح وأسبل بعدما ........ تكهّل حيناً في الكهول وما احتلمْ
وعُلّق بيضاء العوارض طفلةً ...... مُخَضّبَةَ الأطراف طيبةَ النَسَم
إذا قلت يوماً نوّليني تبسّمت ....... وقالت معاذَ الله من فِعل ما حَرُمْ
عبير جلال الدين
22-12-2006, 12:50 PM
ابن الدُّمينة
اسمه عبد الله بن عبيد الله، والدُّمينة أُمّه وقد نُسب إليها، وهو ينتمي إلى قبيلة خثعم اليمانية، وهو شاعر غزلي من فحول شعراء العصر الإسلامي.
تذكر الأخبار أن رجلاً من بني سلول يقال له مزاحم كان يختلف إلى امرأة ابن الدمينة ويتحدث إليها، فعزم ابن الدمينة على قتله، فأرغم امرأته على أن تبعث إلى مزاحم وتواعده ليلاً في دارها، ففعلت وكمن له زوجها وصاحب له، وأعدّ له ثوباً فيه حصى، فلما حضر ضرب كبده بالثوب حتى قتله، ثم طرحه ميتاً خارج داره، فجاء أهله فاحتملوه وعرفوا أن قاتله هو ابن الدمينة.
وكان الهجاء قد لجّ قبل ذلك بين مزاحم وابن الدمينة، وقد تناول ابن الدمينة قبيلة سلول بكل سوء، فنقمت عليه لذلك.
وبعد مقتل مزاحم عاد ابن الدمينة إلى هجاء بني سلول، ومما قال فيهم:
قالوا هجتك سلولُ اللؤم مخفيةً
فاليومَ أهجو سلولاً لا أُخافيها
قالوا هجاك سلوليٌّ فقلت لهم
قد أنصف الصخرة الصمّاء راميها
رجالهم شرُّ من يمشي ونسوتُهم
شرّ البريّة.. ذلّ حاميها
ثم أتى ابن الدمينة امرأته فطرح على وجهها قَطيفة وجلس عليها حتى قتلها. وبعد مقتل مزاحم مضى أخو القتيل إلى الوالي أحمد بن إسماعيل فاستعداه على ابن الدمنية لقتله أخاه وهجائه قومه، فقبض الوالي على ابن الدمنية وزجّه في السجن.
ولما طال سجنه ولم يجد عليه أحمد بن إسماعيل سبيلاً ولا حُجّة أطلقه، ومع أن بني سلول قتلوا رجلاً من خثعم بواءً بقتيلهم لم يشتفوا منه لهجائه إياهم، وكانت أم القتيل لا تزال تحرّض أخا القتيل مصعباً على قتل ابن الدمنية وتقول له: اقتل ابن الدمنية، فإنه قتل أخاك، وهجا قومك، وذمّ أختك. فأخذ مصعب يتعقب ابن الدمنية، وسنحت له الفرصة حتى لقيه بتبالة، وهو في طريق حجه، فعلاه بسيفه حتى قتله.
ومن مشهور شعر ابن الدمنية في الغزل قصيدته التي يقول فيها:
ألا يا صَبا نجدٍ، متى هجت من نجد ....... فقد زادني مسراك وجداً على وجد
أ أن هتفت ورقاءُ في رونق الضحى ...... على فَنَن غضّ النبات من الرَّندِ
.
.
بكيتَ كما يبكي الحزينُ صبابةً ......... وذُبتَ من الشوق المبرِّح والصَّدِّ
د. عمر جلال الدين هزاع
22-12-2006, 05:04 PM
بورك فيك أيتها الأديبة
إضافات رائعة
كعهدي بك
أنتظرك مع المزيد من هذه الروائع
خالص تقديري
نادية بوغرارة
27-01-2007, 08:15 PM
موضوع رائع
شكرا لك على المجهود المبذول في
البحث عن كل جديد و مفيد.
سحر الليالي
28-01-2007, 12:54 AM
شكرا لك يا عبير
كنت أنتظر المزيد ومازلت
لك ولأخي د.عمر خالص شكري وتقديري وباقة ياسمين
د. عمر جلال الدين هزاع
28-01-2007, 01:57 AM
بورك فيكم
وسنكون هنا مع إضافات جديدة بحول الله
تحيتي
عبير جلال الدين
28-01-2007, 05:43 AM
سحر الليالي
شكراً لكِ عزيزتى
تابعينا فيمن قتلهم شعرهم
.
.
د . هزاع
لتسمح لى بهذه العودة
تحياتى لكَ
.
.
عبير جلال الدين
28-01-2007, 05:45 AM
الوليد بن يزيد
الوليد بن يزيد بن عبد الملك، الخليفة الأموي الحادي عشر، كان شاعراً مجيداً أخذ منه
الشعراء بعضاً من معانيه المبتكرة وتضافرت على قتله دواع شتى:
كان متهماً في دينه، وكان متعصباً للقيسية، وكان يهجو اليمانية ويتحداهم بشعره،
وقتل أحد أشرافهم البارزين فقتلته اليمانية.
كان ابن عم الوليد، ناقماً عليه لسوء سيرته وفساد عقيدته، فكان يحرض الناس عليه،
وأيدته القبائل اليمانية التي كانت ناقمة على الوليد لتعصبه للقيسية، قبيلة أمه،
ولهجائه إياهم وتحدّيهم أن ينتصروا لخالد بن عبد الله القسري، وهو من قبيلة بجيلة اليمانية.
وكان خالد والي العراق في خلافة هشام بن عبد الملك، ثم عزله هشام،
ولما ولي الوليد الخلافة سجنه ثم أمر بقتله، فقتله يوسف بن عمر الثقفي، والي العراق،
وقد قال الوليد بن يزيد قصيدة يهجو بها اليمانية ويفخر فيها بقتله خالداً
ويتحدى قومه اليمانية أن يثأروا له، ومنها قوله:
وهذا خالد فينا قتيلاً .......... ألا منعوه إن كانوا رجالاً
ولو كانت بنو قحطان عُرباً ...... لما ذهبت صنائعه ضلالا
ولكن المذلة ضعضعتهم ........ فلم يجدوا لذلتهم مقالا
وقد أثارت هذه القصيدة ثائرة اليمانية، وكانت من دواعي إقدامها على قتله،
يتزعمها منصور بن جمهور،
وقال شاعرهم عمران بن هلباء الكلبي قصيدة ينقض فيها قصيدة الوليد ويفخر باليمانية
وقتلهم الوليد بن يزيد ومنها قوله:
سنبكي خالداً بمهندات ... ولا تذهب صنائعه ضلالا
وقال الشاعر الكلبي اليماني خلف بن خليفة أبياتاً يفخر بها بثأر اليمانية لخالد ومنها قوله:
لقد سكّنت كلب وأسباق مذحج ........ صدىً كان يزقو ليله غيرَ راقد
تركن أمير المؤمنين بخالد .......... مكباً على خيشومه غيرَ ساجد
.
.
عبير جلال الدين
28-01-2007, 05:51 AM
أعشى هَمْدان
اسمه عبد الرحمن بن عبد الله، وينتمي إلى قبيلة هَمْدان اليمانية،
وهو شاعر فصيح من شعراء الدولة الأموية،
وكان إلى ذلك أحد الفقهاء القُرّاء من أهل الكوفة.
لما ثار عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على بني أمية
وعاملهم على العراق الحَجّاج بن يوسف،
خرج معه أعشى همدان يقاتل ويقول الشعر في مديحه وهجاء الحجاج،
وكان كثير التحريض لأهل العراق على الخروج على الحجاج،
ومما قاله في ذلك من قصيدة:
وإذا سألت المجد أين محلّه ........ فالمجدُ بين محمد وسعيد
بين الأشجّ وبين قيس باذخ ........ بَخْ بَخْ لوالده وللمولود
[الأشج: لقب الأشعث بن قيس، جد الممدوح، بخ بخ: كلمة تقال عند الثناء والإعجاب]
ومن شعره في هجاء الحجاج وتحريض ابن الأشعث على الخروج عليه قوله:
نُبّئت حجّاج بن يوسـ ....... ـف خرّ من زَلَق فتبّا
فانهض فُديت لعلّه ........ يجلو بك الرحمن كَربا
فلما باءت ثورة ابن الأشعث بالإخفاق وقتل أُتي بأعشى همدان أسيراً إلى الحجاج،
فحاول الشاعر استرضاءه بقصيدة مدحه بها،
وأصرّ الحجّاج على الأعشى أن ينشده الشعر الذي الذي مدح به ابن الأشعث،
فأنشده إياه مكرهاً،
فذكّره الحجّاج ببعض ما قاله من الشعر ثم قال له:
والله لا تبخبخ بعدها أبداً. ثم أمر أحد الحرس بقتله، فضرب عنقه.
.
ريمة الخاني
01-02-2007, 08:55 AM
يشرفني ان امر من موضوع ابحث عنه فعلا
كل الشكر
محمد إبراهيم الحريري
06-02-2007, 04:37 PM
الأخ الدكتور عمر
ألف تحية طيبة
يعتري قلمي الخجل لتأخر غير مقصود ، ومرور كأنه غير موجود إلا مشاركة تحية وسلام ، ليبقى القلم عاجزا عن مجاراتك مهما تسللت من نوافذ الفكر ومضات قصص أو باعدت خطوات الييقين صحتها ، ليكون فضل السبق مرهون بك .
صديق الحرف والكلم
تحية لك
وللأخت الفاضلة سحر الليالي كل الاحترام
ولمن وقع بالحضور هنا بلا استخدام إداة استثناء
أو حرف استدراك فكلهم في صفوف الحب في ساح الفؤاد
تحياتي
لي عودة
إن استطعت أن أتجاوز ظروفا أعيشها
أخوك محمد
د. عمر جلال الدين هزاع
07-02-2007, 12:47 AM
وأما أن تكون هنا
فهذا مبلغ طموحي
فبكم يتم الألق
ويفوح العطر
أخي أبا القاسم
شكر الله لك هذا النقاء
وكم يطيب لي عودك
ومشاركتك إن سنح وقتك
ولك دعائي بأن ييسر الله أمرك
وأن يفرج كربك
ولك محبتي على الدوام
سحر الليالي
09-02-2007, 12:55 AM
ما زلت أتابع بشغف ..
شكرا لكما
د. عمر جلال الدين هزاع
09-02-2007, 01:18 AM
خالص تقديري لهذه المتابعة الكريمة
وإليك المزيد :
.............
طرفة بن العبد :
هو عمرو بن العبد الملقب ( طرفة ) من بني بكر بن وائل ، ولد حوالي سنة 543 في البحرين من أبوين شريفين و كان له من نسبه العالي ما يحقق له هذه الشاعرية فجده و أبوه و عماه المرقشان و خاله المتلمس كلهم شعراء مات أبوه و هو بعد حدث فكفله أعمامه إلا أنهم أساؤوا تريبته و ضيقوا عليه فهضموا حقوق أمه و ما كاد طرفة يفتح عينيه على الحياة حتى قذف بذاته في أحضانها يستمتع بملذاتها فلها و سكر و لعب و بذر و أسرف فعاش طفولة مهملة لاهية طريدة راح يضرب في البلاد حتى بلغ أطراف جزيرة العرب ثم عاد إلى قومه يرعى إبل معبد أخيه ثم عاد إلى حياة اللهو بلغ في تجواله بلاط الحيرة فقربه عمرو بن هند فهجا الملك فأوقع الملك به مات مقتولاً و هو دون الثلاثين من عمره سنة 569 .
آمال المصري
27-12-2010, 01:03 PM
متصفح ثري لاأدري كيف فاتتني قراءته والاستمتاع بما فيه من روائع
للرافع مع الشكر للدكتور هزاع
تقديري الكبير
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir