تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قد علمنا فماذا بعد النقد؟



سيد يوسف
25-11-2006, 12:06 PM
قد علمنا فماذا بعد النقد؟
سيد يوسف
http://sayed-yusuf00.maktoobblog.com/?post=146186

حين يحدث حراك سياسى يكثر فى البلاد ما يسميه الأحرار نقدا ، أو يسميه النظام الحاكم فوضى، أو يسميه المحسوبون على ذلك النظام تشويها للبلاد.

والحق أن العبرة بالمسميات لا بالأسماء وبالحقائق والمعاني ، لا بالمباني : فكما لن تكون الربا جميلة لو تبدل اسمها بالفائدة فلن تكون الدكتاتوريات مقبولة لو تسمت باسم جميل أو تذرع المدافعون عنها بأنها للحفاظ على أمن البلاد، وقد علم الفاقهون أن العبث بالبلاد أضحى بيد من يعبثون بالدستور، ويجعلون قبلتهم أمريكا عبر بوابة الكيان الصهيونى .

نقول العبرة بالمسميات لا بالأسماء وقد كثر فى بلادنا النقد فهل له من آخر لا سيما وأن الناس قد تشبعت بهذا النقد دون أن يجدوا له ثمرة فى الحياة السياسية أو الاقتصادية؟!

ثقافة النقد فى مجتمعنا

يعيب كثير من المهتمين بالشئون العامة أن لغة الحوار فى الشعوب العربية لم تحقق وظيفتها من كونها وسيلة فاعلة من وسائل التعبير الحضارى عن الذات وبدلا من أن يحقق الحوار وظيفته فى تحقيق التواصل والتقارب بين عالم الأفكار، ومحاولة إشاعة مفاهيم التنوير المعرفي و التبادل الثقافي وغير ذلك، نجد أن تلك الوظائف لم تتحقق بعدُ.

ولكن كيف ينضج الحوار مع الآخر فى حين لم ينضج بعد الحوار مع الذات؟ أم كيف ينضج حوار لم يعرف فيه المتحاورون آداب الاستماع ؟ أم كيف ينضج حوار يتسم بإلقاء الأكاذيب والتهم جزافا ؟ أم كيف ينضج حوار بين ذوى الشخصنة؟ أم كيف ينضج حوار نهتم فيه بإبراز نقاط الاختلاف عن نقاط الاتفاق؟ أم كيف ينضج حوار صاحبه فى خصومة حادة مع الإخلاص وحسن الخلق والتجرد والتسامح بله صداقته القوية للتعصب وانتهاج منهج الجدال ؟

أم كيف ينضج حوار ينتهج صاحبه فلسفة الإقصاء حيث عدم رؤية الآخر وعدم تقدير مواقفه وآرائه والنظر إليه على أنه خائن وعميل ولا يملك رؤية لحلول أزمتنا بل والنظر إليه على أنه يتاجر بقضايا أمته لمجد شخصي مع اتهام واضح فى النيات ينفيه أهل ثقافة الإقصاء والتعامل مع الآخر وكأنه جرثومة يجب وأده واستئصاله وحدوث ما يمكن تسميته بفوبيا حديث أو منطق الآخر؟

تمييز سهل ميسور

إذا المرء لم يفرق بين حق وباطل فما انتفاعه بعقله يومئذ، إن القاصرين لا يميزون بين
نقد الأخطاء التى تطفح بها مجتمعاتنا لا سيما السياسية والاجتماعية، وبين شتم الأنظمة الحاكمة والتي لها أحوال فرط تهدد أمن البلاد، وبين تشويه صورة بلادنا وإبرازها فى صورة قميئة.

والحق أن التمييز بين الثلاثة سهل ميسور إلا على الذين فى عقولهم شيء أو فى قلوبهم عمى، ولقد استبان لى أن الصنف الأول فاهم عاقل نرجو له الاستمرار ، وأن الصنف الثانى متسرع نخشى له التحول للصنف الثالث، وأما الصنف الثالث فهو نموذج بشرى قميء بالفعل.

لماذا ننتقد أكثر مما ندعو للإصلاح؟

لا يكفى أن يكون الحق وسيما لينال الإعجاب والتقدير إذ لابد له من قوة ليدفع بها الباطل وأكاذيبه، وإن الأكاذيب لتنتشر- عبر الإعلام الزائف- محدثة دويا يؤثر فى نفوس الذين لا يملكون وعيا جيدا، ومن ثم بات مطلبا ملحا للذين يدعون للإصلاح أن يراعوا البنية النفسية والعقلية للذين يخاطبونهم من أجل تحريك تلك الكتل الصامتة تمهيدا للتغيير المنشود.

ولا خوف من النقد طالما كان بأدواته الموضوعية وطالما كان فى الدائرة الخاصة به وهذا متاح للذين لديهم رؤية جيدة للواقع فهما وقراءة وتشخيصا وعلاجا، فالنقد مرحلة لازمة فى بداية أى نهضة أو دعوة للخلاص من الفساد بل إن الحتمية التاريخية تعلمنا أن هذا النقد يستمر ويستمر حتى تستقر بعض قواعده ثم يهدأ لتحل مكانه الدعوات المتعددة للإصلاح ...

وتتعدد هذه الدعوات بدوافع شتى إلى أن تستقر على دعوة عامة ثم يلتف حولها الكثير من الناس حتى تصير ذات مطالب شعبية ومعبرة عن نبض الشارع...دون أن يلغى ذلك الدعوات الأخرى.

والإصلاح يقتضى بداية تعرية النظام الفاسد الذى لا يملك مؤهلات البقاء أو إدارة البلاد بشكل جيد فضلا عن الحكم...وهذه التعرية يسهم فيها الجميع بجهد تتنوع دوافعه لكن فى النهاية فإن الهدف العام المعلن هو تعرية وفضح الأنظمة المستبدة تمهيدا لعزلها مع مد يد العون للذين يعرون الأنظمة الفاسدة، ومد يد العون للذين يسعون نحو الإصلاح الحقيقى، وعدم تثبيط همم الذين يعملون أو يكتبون أو يفضحون تلك الأنظمة، ولا شك أن هناك آراء أخرى ولكن حتى لو كانت متعارضة متى ما استبان لنا حرصها على أمن البلد وكونها تصب فى مصلحة مقاومة الفساد فمرحبا بها أو ببعضها ...إننا حين نطالب أن نفعّل من مؤسساتنا الحاكمة لنكون دولة مؤسسات لا دولة أشخاص فإننا لا نبتدع فى مطلبنا فكل أنظمة العالم الحر لا تكترث بالأشخاص وإنما المؤسسات.

إنها سنة ثابتة: نقد ثم عمل

وبناء على ما سبق نقول إنها سنة ثابتة قلما تتبدل : النقد وتعرية الظالمين أولا ثم مرحلة العمل ثانيا فلا ينزعجن أحد من كثرة النقد وتشبع الرأى العام به فهى مرحلة لازمة وثابتة عند أى تغيير، هكذا تاريخ الأمم وسيروا فى التاريخ لتعرفوا ذلك عن كثب.

قد علمنا فماذا بعد النقد ؟

يخطىء كثير من الكتاب حين يظنون أن ثمة تغييرا فى الوعى العام لمجموع الناس فى بلادنا عبر مقالة تكتب هنا أو هناك هى على روعتها سوف تُنسى مع الزمن ذلك أن الوعى لا يتغير بمقالة أو بكلمة وإنما هو ذو مراحل متعددة تبدأ بالمعرفة ثم بالوجدان والعاطفة ثم بالعمل والنزوع وهذى المراحل الثلاثة تحتاج إلى عمل منظومى وسنوات طوال .

والحق أن تلك المفردة( أقصد قد علمنا فماذا بعد النقد؟) ليست عامة أو مطلقة فهى فرض لم تختبر صحته بعد ُ، ذلك أننى أزعم أننا ما زلنا فى مرحلة التعريف ولم نتجاوز بعدُ مرحلة الوجدان والانفعال وهو الأمر الذى – إن صدق فرضه- يعنى أن قطف الثمرة قبل نضجها يعنى فشلا محققا فليس من الحكمة فى شيء أن أطالب طفلا فى الابتدائية أن يحل معادلة رياضية من الدرجة الثالثة مثلا.

وبناء على ما سبق نوصى بالصبر على غير الفاهمين، والعمل المنظومى الواعى وعدم استعجال قطف الثمرات، وتلك مهام الفاقهين من حركات المجتمع المدنى .

سيد يوسف

نهير محمد عبد الله الشيخ
25-11-2006, 01:21 PM
صدقت وانا معك فى كل ما كتبت

واسمح لى ان اضيف رابط هذا الموضوع الى موضوع آخر للأستاذ ثروت هنا


اتمنى ان تقرأوا بعضكم بعضا فتكتمل الصورة والمنهجية لتفعيل كتاباتكم ليكون لها الأثر المرجو

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=206969#post206969

سيد يوسف
25-11-2006, 03:59 PM
سعدت كثيرا بقراءة مقالتك هذى اخى ثروت نفعنا الله بك وخفف عنك وعن كل ذى موجوع غصة يجد مرارتها فى حلقه مما يجد من الخونة
سيد يوسف

سيد يوسف
25-11-2006, 04:02 PM
سرنى مرورك اخى نهير اسال الله ان يجزيك عنى خيرا واطلعت على مقالة الاستاذ ثروت جزاكما الله خيرا كثيرا ولى تعليق عليها هناك ان شاء الله تعالى

سيد يوسف

خليل حلاوجي
27-11-2006, 09:52 PM
للتثبيت

قبل أن تأتيك َ أسطر نقدي

ايها المفكر الهمام

سيد يوسف
28-11-2006, 12:26 AM
للتثبيت
قبل أن تأتيك َ أسطر نقدي
ايها المفكر الهمام

تعلم مدى اشتياقى الى مشاكساتك ايها الحبيب اسال الله ان يفيد بك الحق والناس جميعا اللهم امين

د. عمر جلال الدين هزاع
28-11-2006, 12:31 AM
خطوط وملامح أولية
سيكون لها شأن
أعود
بعد التمعن

تحيتي

خليل حلاوجي
29-11-2006, 09:46 PM
لابد من جهد واعي وجاد يبذله الإنسان وتبذله الجماعة
وهذا الجهد يجب ان نركز فيه على النتيجة التي سنراها بعد بذلنا للجهد طما لابد من خارطة طريق لهذا الجهد وسقف زمني
أخي الحبيب
لان الإنسان هو محصلة تراكمية بطيئة للجهد الواعي من خلال وحدات الزمن (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزيه الجزاء الأوفى )

النقد الذاتي يعني بالضبط إعلان الوعي العقلاني, والتعامل مع الأفكار كقيمة ذاتية, أوكوحدات موضوعية انفصلت فيها عن الشخصية.
الاتوافقني أن من السهل القيام بعملية نقد لغيرنا ويصعب نقد ذواتنا وهنا سيتم .. كشفنا للآخرين , ومن أصعب الأمور القيام بعملية نقد ذاتي, لأنها مواجهة للذات, ونحن تعودنا الفرار من الذات, أو إعطاء ما يشبه التقديس للذات.
يقول الدكتور خالص جلبي
( النقد عندنا غير علمي, وغير عقلي, بمعنى أنه يعتمد الإندفاعات الشخصية, ومبني على الظنون.كل بحث غير عقلي هو هوى, وكل بحث غير علمي هو ظن, والقرآن أعطى الثقة للأولين, وسحب الثقة من الآخرين, وجمع ذلك في نصف آية فقال:
(إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى)
تبني المنهج العلمي يخلصنا من ورطتنا الحالية, لأنه تعامل مع العالم كما هو, وليس كما في صورته الذهنية عندنا.
دائماً تكمن المشاكل ليس فيها بالذات بقدر موقفنا من هذه المشاكل.
النقد الذاتي يفرض نقاشاً عقلانياً صارماً، ودقة علمية فائقة, ونحن لا نفهم ذلك إلا تخريباً وطعناً بقدسية الأشخاص.
يجب أن نتحرر من عالم الأشخاص تماماً لنتعامل مع الأفكار كما هي: والتعامل مع الأفكار دقيق: فالفكرة الخاطئة أحياناً هي ليست خطأ في مضمونها بقدر مكانها في التركيب العام, كما في تراكيب الكيمياء الحيوية حيث يبقى الكم الذري كما هو, ويتحول الترياق إلى سم بتغيير التركيب الهندسي الداخلي بدون حذف أو إضافة في الذرات، أي: أن التحول يطرأ على التركيب العام وطبيعة علاقة الذرات الداخلية.
آن الأوان للمسلمين اليوم أن يعيدوا النظر في التجربة الإسلامية كي يبدأ العقل مسيرته الصحيحة. ثم علاقته الجدلية الصحيحة قبل العمل, وفي التكامل معه, كي يدخل العمل حلقة حلزونية صاعدة باتجاه تكامل الإنسان وسعادته.

سيد يوسف
30-11-2006, 12:17 AM
السلام عليكم أخى خليل ومرحى بك وبمشاكساتك التى طالما استفدت بها ومنها كثيرا كثيرا أقولها صدقا لا مجاملة

بداية هناك معنى أريد أن استوضحه منك وهو
والقرآن أعطى الثقة للأولين, وسحب الثقة من الآخرين, وجمع ذلك في نصف آية فقال:
(إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى)

ترى كيف أفهم تلك العبارة إذا ضممنا إليها قول الله تعالى
" {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج46

أو قوله تعالى " {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }العنكبوت20

أو قوله تعالى " {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }يونس101

أو قوله تعالى " {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }العنكبوت20


أجدني فى حاجة إلى ما يصحح فهمي لما ورد بالعبارة السابقة ؟

وثمة أمر آخر هو شديد الأهمية بالنسبة لى خلاصته أن مقياس رؤيتنا للأمور ليس بنتائجها ولعله قد دار بيننا ثمة مداخلة من قبل حول هذا الشأن ذلك أن الأمور بمقاصدها وبنبل الجهد وصدق السعى وليس بتحصيل النتائج ولنا أن نستأنس ها هنا بغلام سورة البروج أو بالأثر المروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها
وفى هذا إشارة للفاقهين وإني لأحسبك منهم، وبناء عليه فلا اسلم معك حين تقول " وهذا الجهد يجب ان نركز فيه على النتيجة التي سنراها بعد بذلنا للجهد "


ويعجبنى قولك " النقد الذاتي يعني بالضبط إعلان الوعي العقلاني, والتعامل مع الأفكار كقيمة ذاتية, أو كوحدات موضوعية انفصلت فيها عن الشخصية."

وإن كان يحلو لى تعريف النقد كما يلى (وظيفة يتم من خلالها تمييز الغث من السمين ، والسيىء من الجيد ، والصواب من الخطأ مع وضع كل فى قائمة واضحة مباشرة وذلك وفق شروط معينة كالعلم والشجاعة والذوق والقدرة .....)

ومن هذا التعريف كانت للعبد لله دراسة – علمية – عن النقد أرجو أن يتسع لى الوقت لنشر ملخصها وهى تعنى بتحديد محاور لنقد الذات من خلال 9 محاور هى
السلوكيات / الانفعالات/ الأحاسيس الجسدية(كالنبض والضغط )/ الأفكار والمعتقدات/ العلاقات الاجتماعية والبينشخصية/ التخيلات والصور الذهنية/ المظهر العام والصحة العامة/ الاهتمامات والقيم والميول/الخبرات

وتستقى أدوات النقد من خلال توزيع المحاور التسعة السابقة على هذه العناصرالسبعة ( محور سينى وصادى مصلا – س ، ص )

آراء الآخرين/ رأيي فى نفسى / الاختبارات النفسية ( كتلك التى تقيس الغضب والخجل والمهارات الاجتماعية ......) / مدى الفرق بين ما ينبغى أن يكون فىّ وبين ما أنا عليه فعلا الآن/ عمل المرء نفسه( مهنته)/ الشرع والضمير / عيون – وليس آراء الآخرين كما يقسها المرء على نفسه.


ولذلك النقد أدوات وتقويم ومتابعة ........وقد كان الهدف من ذلك تيسير نقد الذات بصورة علمية تتاح لكثيرين ممن يمكن أن تنطبق عليهم شروط العلم والشجاعة والذوق والقدرة وهى شروط متاحة غالبا لمعظم وليس كل الذين يحبون المطالعة والتثقف.


ويعجبنى توصيفك " آن الأوان للمسلمين اليوم أن يعيدوا النظر في التجربة الإسلامية كي يبدأ العقل مسيرته الصحيحة. ثم علاقته الجدلية الصحيحة قبل العمل, وفي التكامل معه, كي يدخل العمل حلقة حلزونية صاعدة باتجاه تكامل الإنسان وسعادته."

ويشاركك فى ذلك كثيرون .

فى جعبتى الكثير ولربما أعود لاحقا لاستكمال بعض المعانى التى ألهمتني إياها مداخلتك الكريمة

شاكر لك أخى الحبيب وأسأل الله أن ينفعنا بك.

سيد يوسف

خليل حلاوجي
30-11-2006, 12:35 AM
قال الجليل جل في علاه
(إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى)

فقل لي بربك وفي ايامنا هذه كم من أخوتنا يتبع الظن وماتهوى أنفسهم متأولين الحقيقة من نصنا القرآني المهيمن فهذا يقول أنا على ملة آل بيت النبوة وذاك يقول انما أردت أن تكون الحاكمية لله لا للبشر وثالث يغوص في دية دم البعوضة والمارينز استباح دمعنا ونفطنا فضلا ً عن دمنا

\
أخي في الحزن على هذه الامة

دعنا نقول للأعور ... أنت أعور ... وبأدب اسلامي نقف معه على حقيقة أمراضنا الفكرية ومصيبات جماجمنا بما حوت من قسوة وتجهيل

وسأضع يدي بيدك ... والى الله المستقر
في مقعد صدق عند مليك مقتدر ... حسبنا

خليل حلاوجي
01-12-2006, 02:53 AM
أحبتي

أيا ً منا له حق الكلام في الفكر الإسلامي وطرح مايشاء من الرؤى الفكرية والتي قد تترجم الى برنامج عمل حركي وعندما اقول أيا ً منا فأنما أعني ذاك الرجل الذي أطلع على تجارب من سبقه وأفكارهم ومن قبل قد أتم دراسته الشرعية فقرأ تفسير القرآن وفق مدارس المفسرين وأطلع على السنة الصحيحة
ليتسنى له غربلة وفقهما عزل مانراه نحن كبشر عما يريده الله تعالى ورسوله
وأخطر مهنة هي أن يضع المسلم نفسه قائد لهدف تغيير المجتمع وتولي قيادته.لأن الوصول إلى هذا الهدف محفوف بمعضلات جمة عليه أولا ً
القيام بتحليل الواقع ونقده, وبعد ذلك
ثانيا ً
رسم تصوره الجديد

ثم ثالثا ً
ممارسة النشاط الفاعل المجدي للوصول إلى هذا الهدف.

بعد أن يجتاز هذه المراحل يأتي دور ... الابتكار
وأعني بذلك أن نقدم حلول لم يقدمها احد متضمنين الادلة وطريقة العمل وبرنامج جدوى أفكارنا ...

والآن

هل وصل من قبلنا ممن تبنى العمل الإسلامي في هذا الطريق الى اهدافهم أم أنه عجز عن الوصول إلى الهدف

ولنبدأ فورا ً بعملية النقد ... لاني لااريد الاستطراد
"لماذا عجز العمل الإسلامي عن تغيير الواقع أوتولي قيادته

وللجواب أقول
العلة أننا لم ننتبه لأفكار في جماجمنا_ معوقة _ مختبئة في اللاوعي في عقولنا جميعا
نحن نفسر ما يحدث لنا من منطلقات خاطئة ، نحن نمارس دورنا فوق الارض ظانين أننا منزهين عن التقهقر والتأخر طالما نحن مؤمنين
خذ مثلا ً
مفهومنا للتوحيد
جعلناه مفهوم سماوي كوننا اليوم لانعبد الاصنام ... مقتنعين تماما بذلك
ولو اخرجت هذه المسلمة من جماجمنا
لوجدت في حقيقة الامر ان للتوحيد مضمون اجتماعي
كون الله تعالى لايريدنا ننصاع لاي سلطان سوى سلطانه
لم نكد نقبل هذا التصور بعد
وكثير من افراد مجتمعنا يخاف الناس .. الآمرين الناهين .. كخوفه من الله
لم يتبلور بعد في جماجمنا مفهوم البيعة لولي الامر ولانعرف عن مواصفات هذا الوالي الشرعية
كل مانعرفه هو احد امرين
اما الطاعة العمياء له
واما البغض الارعن لذاك الوالي فنكرر انقلاباتنا عليه ونستبدل المرض بوباء

المسلمون ياسيدي مطمئون لمسلماتهم الاعتقادية , فلا يراجعونها.


والآن
ماذا تعني كلمة الفشل ولما يتكرر عندنا ؟
ولماذا يفشل المسلمون؟
أقول
أولا ً
لان مضمون الفشل لا يعترف به احد لاختلاط المبدأ بالشخص, يخطأ الشخص فنظن ان مبدأه خطأ وينجح فنظنه صاحب مبدأ صحيح
ثانيا ً
لدينا خلط في مفهوم العذاب والفشل ومعلوم أن المحنة هي أمر طبيعي فلابد لادراك المعالي من ابر النحل, وهنا يختلط الأمر بين المحنة والخطأ, فالمحنة هي مقاساة عذاب الطريق الصحيح, والخطأ هو عذاب الطريق غير الصحيح.
ولو قارنت بين طالب اجتهد في سنته الدراسية وكابد العذاب حتى نال النجاح وبين طالب آخر كابد مشقة الذهاب والاياب الى المدرسة ودخل الامتحانات للاختبار ففشل فتأتي أمه تقسم لك بأغلظ الايمان ان ابنها مظلوم وانه سهر الليالي حتى حفيت قدميه
ولو انصفت هذه الام لبدأت بلوم ابنها لانه سلك طريقاً في العذاب غير مجدية ولو انه واظب على استحصال الهدف من عذابه لنال الفلاح شأنه شأن الفالحين

ثالثا ً

نحن لاندرك أن ثمة علاقة بين السبب عن النتيجة, بمعنى أن كل عمل قد تعقبه نتيجة

فالمعلم الذي لايقدم واجبه تجاه تلاميذه يجب ان يحاسب لا يحاسب تلاميذه فنوصم التلاميذ بالكسالى ولاننتبه لكسل المعلم, والطبيب الذي يقدم الدواء متوهما ً فيموت المريض لانحاسبه ونقول ان سبب موت المريض.. قسمة ونصيب
فمن يقوم بعمل ولا ينتظر نتيجتة يعتبر نفسه غير مسؤول عن النجاح والفشل, فإذا قام بالعمل الخاطئ وكرره فيعتبر نفسه غير محاسب, لأن يظن أن عليه القيام بالعمل, وليس الوصول إلى النجاح.
وهنا لا بد من بحث السبب والنتيجة والعلاقة بينهما, وإرادة الإنسان, وإرادة الله


بانتظاركم


يتبع

عبدالصمد حسن زيبار
03-12-2006, 10:18 PM
سلام الله عليكم

بارك الله

لي عودة

سيد يوسف
14-12-2006, 05:53 AM
قال الجليل جل في علاه
(إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى)
فقل لي بربك وفي ايامنا هذه كم من أخوتنا يتبع الظن وماتهوى أنفسهم متأولين الحقيقة من نصنا القرآني المهيمن فهذا يقول أنا على ملة آل بيت النبوة وذاك يقول انما أردت أن تكون الحاكمية لله لا للبشر وثالث يغوص في دية دم البعوضة والمارينز استباح دمعنا ونفطنا فضلا ً عن دمنا
\
أخي في الحزن على هذه الامة
دعنا نقول للأعور ... أنت أعور ... وبأدب اسلامي نقف معه على حقيقة أمراضنا الفكرية ومصيبات جماجمنا بما حوت من قسوة وتجهيل
وسأضع يدي بيدك ... والى الله المستقر
في مقعد صدق عند مليك مقتدر ... حسبنا

لا مشاحة فى الاختلاف وهو سنة ثابتة لا يمكن تجاوزها لكن يمكن ان نرتفع بافكارنا بحيث تكون اختلافاتنا اختلاف تنوع واثراء وهو ما يؤكد من وجهة نظرى ان ثقافة الحوار ما تزال فى طور النمو عندنا وهى لما تنضج بعد

حينئذ ليست ثمة مشكلة ان نقول لكل ذى خطأ أخطأت بأدب اسلامى
بارك الله فيك ورعاك

سيد يوسف
14-12-2006, 06:04 AM
أحبتي
أيا ً منا له حق الكلام في الفكر الإسلامي وطرح مايشاء من الرؤى الفكرية والتي قد تترجم الى برنامج عمل حركي وعندما اقول أيا ً منا فأنما أعني ذاك الرجل الذي أطلع على تجارب من سبقه وأفكارهم ومن قبل قد أتم دراسته الشرعية فقرأ تفسير القرآن وفق مدارس المفسرين وأطلع على السنة الصحيحة
ليتسنى له غربلة وفقهما عزل مانراه نحن كبشر عما يريده الله تعالى ورسوله
وأخطر مهنة هي أن يضع المسلم نفسه قائد لهدف تغيير المجتمع وتولي قيادته.لأن الوصول إلى هذا الهدف محفوف بمعضلات جمة عليه أولا ً
القيام بتحليل الواقع ونقده, وبعد ذلك
ثانيا ً
رسم تصوره الجديد
ثم ثالثا ً
ممارسة النشاط الفاعل المجدي للوصول إلى هذا الهدف.
بعد أن يجتاز هذه المراحل يأتي دور ... الابتكار
وأعني بذلك أن نقدم حلول لم يقدمها احد متضمنين الادلة وطريقة العمل وبرنامج جدوى أفكارنا ...
والآن
هل وصل من قبلنا ممن تبنى العمل الإسلامي في هذا الطريق الى اهدافهم أم أنه عجز عن الوصول إلى الهدف
ولنبدأ فورا ً بعملية النقد ... لاني لااريد الاستطراد
"لماذا عجز العمل الإسلامي عن تغيير الواقع أوتولي قيادته
وللجواب أقول
العلة أننا لم ننتبه لأفكار في جماجمنا_ معوقة _ مختبئة في اللاوعي في عقولنا جميعا
نحن نفسر ما يحدث لنا من منطلقات خاطئة ، نحن نمارس دورنا فوق الارض ظانين أننا منزهين عن التقهقر والتأخر طالما نحن مؤمنين
خذ مثلا ً
مفهومنا للتوحيد
جعلناه مفهوم سماوي كوننا اليوم لانعبد الاصنام ... مقتنعين تماما بذلك
ولو اخرجت هذه المسلمة من جماجمنا
لوجدت في حقيقة الامر ان للتوحيد مضمون اجتماعي
كون الله تعالى لايريدنا ننصاع لاي سلطان سوى سلطانه
لم نكد نقبل هذا التصور بعد
وكثير من افراد مجتمعنا يخاف الناس .. الآمرين الناهين .. كخوفه من الله
لم يتبلور بعد في جماجمنا مفهوم البيعة لولي الامر ولانعرف عن مواصفات هذا الوالي الشرعية
كل مانعرفه هو احد امرين
اما الطاعة العمياء له
واما البغض الارعن لذاك الوالي فنكرر انقلاباتنا عليه ونستبدل المرض بوباء
المسلمون ياسيدي مطمئون لمسلماتهم الاعتقادية , فلا يراجعونها.
والآن
ماذا تعني كلمة الفشل ولما يتكرر عندنا ؟
ولماذا يفشل المسلمون؟
أقول
أولا ً
لان مضمون الفشل لا يعترف به احد لاختلاط المبدأ بالشخص, يخطأ الشخص فنظن ان مبدأه خطأ وينجح فنظنه صاحب مبدأ صحيح
ثانيا ً
لدينا خلط في مفهوم العذاب والفشل ومعلوم أن المحنة هي أمر طبيعي فلابد لادراك المعالي من ابر النحل, وهنا يختلط الأمر بين المحنة والخطأ, فالمحنة هي مقاساة عذاب الطريق الصحيح, والخطأ هو عذاب الطريق غير الصحيح.
ولو قارنت بين طالب اجتهد في سنته الدراسية وكابد العذاب حتى نال النجاح وبين طالب آخر كابد مشقة الذهاب والاياب الى المدرسة ودخل الامتحانات للاختبار ففشل فتأتي أمه تقسم لك بأغلظ الايمان ان ابنها مظلوم وانه سهر الليالي حتى حفيت قدميه
ولو انصفت هذه الام لبدأت بلوم ابنها لانه سلك طريقاً في العذاب غير مجدية ولو انه واظب على استحصال الهدف من عذابه لنال الفلاح شأنه شأن الفالحين
ثالثا ً
نحن لاندرك أن ثمة علاقة بين السبب عن النتيجة, بمعنى أن كل عمل قد تعقبه نتيجة
فالمعلم الذي لايقدم واجبه تجاه تلاميذه يجب ان يحاسب لا يحاسب تلاميذه فنوصم التلاميذ بالكسالى ولاننتبه لكسل المعلم, والطبيب الذي يقدم الدواء متوهما ً فيموت المريض لانحاسبه ونقول ان سبب موت المريض.. قسمة ونصيب
فمن يقوم بعمل ولا ينتظر نتيجتة يعتبر نفسه غير مسؤول عن النجاح والفشل, فإذا قام بالعمل الخاطئ وكرره فيعتبر نفسه غير محاسب, لأن يظن أن عليه القيام بالعمل, وليس الوصول إلى النجاح.
وهنا لا بد من بحث السبب والنتيجة والعلاقة بينهما, وإرادة الإنسان, وإرادة الله
بانتظاركم
يتبع


الحبيب خليل تعجبنى خارطتك التى توصف خطوات الحل
(عليه أولا ً
القيام بتحليل الواقع ونقده, وبعد ذلك
ثانيا ً
رسم تصوره الجديد
ثم ثالثا ً
ممارسة النشاط الفاعل المجدي للوصول إلى هذا الهدف.
بعد أن يجتاز هذه المراحل يأتي دور ... الابتكار
وأعني بذلك أن نقدم حلول لم يقدمها احد متضمنين الادلة وطريقة العمل وبرنامج جدوى أفكارنا ...)

ولا اخفيك ان معان شتى راودتنى عند قراءة تعليقك الكريم منها
*هل بالفعل هناك ثمة فشل؟ ام ان الامر برمته لم يتعدى كونه تجربة لم تستكمل مراحلها بفعل عوامل كثيرة؟
* ولما نسمى الامور بغير مسمياتها ان ثمة فشلا ام نجاحا؟
* صحيح ان بتر الاسباب عن العمل ثم انتظار الثمرة المرجوة خبل لا ينبغى رجاؤه احتراما لعقل ولكن هل بالفعل لم يأخذ العاملون بالاسباب ام ان المشكلة كانت فى طريقة ومجتوى التفكير والسير فى الاتجاه الخاطىء؟

* الا تتفق معى ان ثمة مراجعات كثيرة اضحت واضحة فكريا الان منها ان ثمة انفصالا حقيقيا بين الشخص وبين الفكرة

توصيفك يعجبنى رعاك الله اخى خليل ارى الالم مبعثه عسى الله ان تنهض امتنا مما اصابها فثقتى فى خيرية الناس ونقاء عقول بعضهم ما تزال تدفعنى للتفاؤل ولو على المدى البعيد

سيد يوسف
14-12-2006, 06:10 AM
سلام الله عليكم
بارك الله
لي عودة
شرفنى مرورك اخى الاستاذ عبد الصمد