المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديكارت و الشك المنهجى



مصطفى سلام
25-11-2006, 12:55 PM
ديكارت
و الشك المنهجى
لم يكن ديكارت هو أول من ابتدع المنهج المسمى " الشك المنهجى " بهدف الوصول إلى الحقيقة , فقد سبقه إلى ذلك فلاسفة مثل سقراط (469-399 ق.م) فى منهجه " التهكم و التوليد " , و كذلك أتى الإمام أبو حامد الغزالى ( 450- 505 هـ) فى كتابه المنقذ من الضلال بشك مماثل مناظر له فى الشكل مخالف له فى الطبيعة , فلقد كان شك ديكارت شكا عقليا , بينما كان شك الغزالى حالة نفسية .. لكن شك كليهما كان سبيلا للوصول إلى الحقيقة .
و قبل الدخول إلى هذه الميادين , أرى أنه لا بد أن نورد أن الشك انقسم إلى نوعين رئسيين :
1- الشك المذهبى :
* و كان يهدف إلى هدم الحقيقة و المعرفة - و الأخلاق أحيانا .
* من ممثليهم : السوفسطائيون , بيرون (360 ق.م) ,أناسيداموس , أغريبا , سكستوس امبريكوس ..الخ
2- الشك المنهجى :
* و كان يهدف الوصول إلى الحقيقة بعد هدم الأوهام و الخزعبلات حتى تقوم الحقيقة على أساس واضح لا يخالجه أدنى شك .
* و من ممثليهم : سقراط , الغزالى ( بحكم الأسلوب ) , و ديكارت ... الخ
و قد سبقت ديكارت فترة طويلة من الركود الفكرى كانت نتيجة لإيمان الكنيسة بفلسفة أرسطو , و اعتمادها فى البرهنة على القضايا الدينية بالمنطق الأرسطى – خاصة القياس , و حرمت الخروج عليه و اتهمت من يفعل ذلك بالهرطقة .. فكبلت بذلك العقل , و حرمته من الإبداع و الاختراع .
و فى هذا المجال يذكر ما قامت به الكنيسة بإزاء الفيلسوف برونو الذى أحرقته الكنيسة حيا لمعارضته أرسطو , و ما كادت أن تفعله مع جاليليو الذى قال بدوران الأرض حول الشمس مخالفا بذلك أرسطوالذى كان يقول إن الشمس هى التى تدور حول الأرض , فقد كاد يلاقى نفس مصير برونو .. لولا أن تراجع و تاب و أناب … و لكنه اقتناعا برأيه ضــرب الأرض بقدمه قائلا: ( و لكنها تدور ).
لقد كانت أوربا تعيش فترة من اليقين الدوجماطيقى (القطعى – الذى لا يقبل مناقشة ) .. فكان لا بد من ظهور حركة تعيد للعقل احترامه و للعلم أساليبه … فظهر ديكارت فى فرنسا , و فرانسيس بيكون (1561-1626) فى انجلترا .. الأول اهتم بالعقل و الفكر و أساليبه و أساليب تطهيره من الخرافات و استخدم فى ذلك منهج الشك المنهجى .. و بيكون قام ليضع للعقل أسلوبا تجريبيا يتقدم به العلم ..
إذا كان منهج ديكارت منهجا تأمليا , فإن منهج بيكون منهج تجريبى .. الأول يقوم على الحدس و الاستنباط و الثانى يقوم على التجربة و الاستقراء و الأسلوب العلمى …مع اعتيار أن كليهما بدأ منهجه بمهاجمة أرسطو و منهج أرسطو و اتهامه بالعقم .
نعود إلى ديكارت ومنهج الشك المنهجى , فنقول إنه أسلوب اصطنعه ديكارت ( لغربلة الأفكار ) ليسقط منها الخاطئ و الخرافى و لا يتبقى إلا ما هو يقينى .. فهو شك بناء , يريد أن يقيم الحقيقة على أساس من اليقين البديهى , بعكس الشك المطلق الذى لا يهدف إلا إلى الهدم .. هدم الحقيقة , و العلم و الأخلاق .

مصطفى درويش سلام

سحر الليالي
25-11-2006, 10:33 PM
فهو شك بناء , يريد أن يقيم الحقيقة على أساس من اليقين البديهى , بعكس الشك المطلق الذى لا يهدف إلا إلى الهدم .. هدم الحقيقة , و العلم و الأخلاق .

أخي مصطفى :

شكرا جهودك وموضوعك القيم

دمت بخير

مصطفى سلام
25-11-2006, 10:44 PM
آنستى النبيلة سحر الليالى :
متابعتك لكل ما يكتب فى الموضوع و غيره .. أذهلنى !!
فأنت كاتبة مبدعة و قارئة ممتازة , و كذلك ناقدة ممحصة فاحصة ...
شكرا لك لمرورك ..و نلتقى دائما على صفحات المنتدى ..
مصطفى سلام

جوتيار تمر
25-11-2006, 11:17 PM
لكنه في الاول والاخير شك لايخلو من شطحات تستدعي الادراك..لانه اذا اخذ بالظاهر كان علميا دقيقا بناءاً..لكن احيانا اثناء الغوص فيه يظهر بانه شك ذو حدين.

تقديري لهذه النصوص الرائعة
ومحبتي لك
جوتيار

مصطفى سلام
25-11-2006, 11:48 PM
الأستاذ جوتيار ..
شكرا لمرورك ..
برجاء توضيح ما أجملت فى ردك :
* فتتكرم بتوضيح هذه الشطحات .
* أيضا ’ فإنى لا أرى فى المقالة أية نصوص منقولة .. أكون شاكرا لو أوضحت ذلك .

مع شكرى و تقديرى ,,
مصطفى سلام

جوتيار تمر
07-01-2007, 09:10 AM
لم القصد المقال...انما قصدت المنهج الشكي لديكارت...؟

انه لايخلو من شطحات تستوجب الوقوف عندها...؟


محبتي
جوتيار

عبلة محمد زقزوق
07-01-2007, 09:49 AM
إنه أسلوب اصطنعه ديكارت ( لغربلة الأفكار ) ليسقط منها الخاطئ و الخرافى و لا يتبقى إلا ما هو يقينى .. فهو شك بناء , يريد أن يقيم الحقيقة على أساس من اليقين البديهى , بعكس الشك المطلق الذى لا يهدف إلا إلى الهدم .. هدم الحقيقة , و العلم و الأخلاق .

وهذا ما جاء في كتابه الحكيم
بسم الله الرحمن الرحيم
" أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " صدق الله العظيم
هنا دعوة للشك لكي نصل للحقيقة الكاملة .
فالقرآن والسنة يؤكدان بأن الحقيقة لا تصبح كاملة وواضحة للعيان إلا بعد البحث والتقصي ، فكان الشك مفتاح البحث والتقصي للوصول إلى معاني الحقائق كاملة ورغم ذلك تظل الحقيقة محل شك وبحث ، حيث ينتهي العلم بها بين يدي الخالق .

تقديري لبحثكم وموضوعكم
تحيات بلا شك

مصطفى سلام
08-01-2007, 10:35 PM
شكرا جزيلا يا أستاذة عبله ..
و سامحينى لـتأخرى فى الرد عليك , فقد كنت بعيدا عن مقرى فترة من الزمن طالت قليلا .. و أتفق معك فيما تفضلت بالذهاب إليه ... و خصوصا تفسيرك لآية الذكر الحكيم التى تدعونا إلى (التثبت ) .. الذى لا يقبل الفكرة دون فحص و تمحيص ..
شكرا سيدتى ,,,
مصطفى سلام

جوتيار تمر
11-01-2007, 10:27 PM
(فما يدريني، لعله قدر لي ان اغلط، انا ايضا،لكما جمعت اثنين وثلاثة،او احصيت اضلاع مربع ما ، او اطلقت حكما على شيء اسهل من ذلك، ان كان ثمة شيء اسهل، لكن اما قيل عن الله انه كريم رحيم ؟ لعله لم يرد تضليلي على هذا لانحو، فاذا كان مما يتنزه عنه الله ان يكون قد خلقني عرضة للخطأ ، دائما فما لايليق بمقامه ان يأذن بوقوعي في الخأ تحيانا، واني على يقين ان هذا لايقع بأذنه ) هذا ما اردت ان اوضحه في فكر ديكارت..؟ هل هذا نص يوافق السنة الالهية ام انها تعارض...؟ اترك لكم الحكم...!
محبتي
جوتيار

أمل فؤاد عبيد
13-02-2007, 03:06 PM
بعيدا عما كتت من طرح عن ديكاتر اود ان اقول ان رينيه ديكارت اول فيلسوف اتعامل معه قراءة ودراسة وكان اول فكر اواجه به ضميري الداخلي .. تعلمت منه على المستوى الشخصي بذرة محو الأمية الشخصية .. تعملت منه إعادة القراءة .. وفنية العمل على اصنام داخلية او هيكل الذات من الداخل .. ولكني عرفت الحكمة بعد مرور اعوام على قراءتي له أنه يمثل قاعدة ذهنية اساسية للبدء في مشروع الفكر والحياة بشكل عام .. كان دوما بالنسبة لي مرجعية ذهنية لا اقيس عليه بقدر ما افعله في ضميري مرات ومرات .. لربما هو تأثر ذاتي ولكنه ما معنى ان نتحدث عن فيلسوف دون ان نتدارك معنى تأثيره فينا او في عقولنا .. ديكارت بقدر ما يعلمنا الهدم يعلمنا من ثانية فنية البناء .. إن كان على مستوى المضمون او المفهوم او الإنسان بشكل عام ..

تحية لديكارت ومن قدم هذا المقال ..

مصطفى سلام
13-02-2007, 07:04 PM
شكرا لتواصلك مع هذا المقال - أستاذ/أستاذة أمل ..
و الحقيقة أن ديكارت فى فرنسا , و فرانسيس بيكون فى إنجلترا , إنما جاءا ثورة على سيطرة أرسطو و منطقه القديم على العقلية الأوربية فى عصرهما , و دعوا إلى تحرير العقل و إلى غربلة الأفكار قبل قبولها .. أولهما - ديكارت - تبنى المنهج التأملى , و الآخر - بيكون - تبنى المنهج العلمى التجريبى.
و قد كان لدعوتهما الأثر الأكبر فى الدخول إلى عصر النهضة فى مجالى الفكر والفلسفة .
أكرر الشكر ,,,
مصطفى سلام

د. فوزى أبو دنيا
13-02-2007, 09:01 PM
استمتعت معكم بالفلسفة
فالمنهج العلمى يضع اسئلة للاجابة عليها وهومايتوفاق مع المذهب الديكارتى فى التحول من الشك لليقين
تحياتى ومحبتى

جوتيار تمر
29-03-2007, 10:56 PM
ديكارت...

في الفقرة السابعة من التأمل الاول من تأملات ديكارت يقول: يبدو ان صورنا عن الاشياء تتركب من الافكار، التي لدينا عن اشياء اخرى ابسط،هو موجودة حقا، ومع ان هذه الاشياء العامة-اعني الجسم،العينين،والراس،والي دين،وما شابه – هي اشياء خيالية،فمن الواجب ان نعترف رغم ذلك، قياسا على نا تقدم،بوجود اشياء اخرى ابسط منها،واشمل، من امتزاجها على نحو ما،تخرج بعض الالوان الحقيقية،فيتكون كل ما يق4وم لدى فكرنا من صور الاشياء،سواء كانت هذه الصور حقيقية واقعية،او مختلفة وهمية، من هذه الاشياء، الطبيعة الجسمية عامة، وامتدادها، وايضا شكل الاشياء المتمددة، وكمها او مقدارها،وعددها،وكذا الحيز الذي هي فيه،والزمان الذي تدوم به، وما شابه.
محبتي وتقديري
جوتيار

سحر الليالي
13-04-2007, 12:28 AM
أيها الفاضل "مصطفى سلام"
نفتقدك في الوحة ...أرجو لك كل الخير
ومازلت أنتظر مواضيعك الثرية في هذا القسم
دمت بألف خير