المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كرسي الزعيم



محمدابراهيم محروس
26-11-2006, 03:41 AM
كرسي الزعيم
محمد إبراهيم محروس
كان المعلم همام ذا شخصية فريدة من نوعها؛ فهو ابن لأكبر تاجر خضار في المنطقة..
ولد بين أطنان من الموز والعنب والفاكهة؛ فتعلم أن حب الأشياء يكون بطعمها.. الليمون حاذق مر أحيانا ،ولكنه جيد في العصر
كوب من العنب المخمر النباتي قد يجعل يومه عجيباً وغريباً.. ظل المعلم همام وهو طفل يبحث في كل الأشياء حوله بأسلوبه الخاص..
التفاح ناعم الملمس، ولكن يجب التخلص من قشرته..
تعامل مع البشر بمنطق البطيخ..
لسنوات طويلة ترقى فيها إلى أن وصل إلى أن يكون ساعد أبيه الأيمن..
يتذكر الآن كيف في يوم تلقى السنجة في وجه لخطأ بسيط ارتكبه في يوم ما من أبيه ..
ولكنه أدرك وقتها أنه يجب أن يتعلم جيدا أسلوب حياة مختلف.. حياة بعيدة عن الفاكهة..
ولكن أباه كان رافضاً لهذا..
يجب أن يكون همام معلماً كبيراً ذا شأن؛ لذا خاض همام التجربة..
واستطاع أن يتفوق على كل إخوته ليصبح في النهاية صاحب أمر ونهى في المكان..
كان ما يؤرقه بشدة هو كرسي أبيه- ذلك الكرسي الأبنوسي المطعم بالعاج- والذي يعد تحفة ذات مذاق خاص، مذاق لاذع وحلو، مذاق اليوسفي المختلط بالتفاح بالعنب كوكتيل من الأشياء والأذواق ..
أنه لفترة طويلة جداً كان يطمع في الكرسي، يطمع فيه بشدة وعنف.
الشيء الوحيد الذي يتفوق على إحساسه بالامتلاك له والذي يعد أهم أهمية من كرسي أبيه- هن النساء- فكان يقول هذه امرأة عنب..
وهذه امرأة تفاحي..
وهذه امرأة دون طعم كالبطيخ الأقرع..
النساء لديه كانت لهن منزلة خاصة تفوق أي منزلة؛ لذا عندما ضبطه أبوه في أحضان ابنة مراد المنفلوطي بائع الطماطم ،هاج في وجهه يومها، وتلقى هو تلك السنجة التي أعطت وجه ندبة مدى الحياة..
ندبة أصبحت تذكره دائما بابنة بائع الطماطم التي لم ينس طعم جسدها أبدًا مهما عاش، فهي التفاح الأمريكاني النادر الذي طرده أبوه من حياته، للأبد..
ولذلك كان يحقد على أبيه أحيانا .. وعاد مرة أخرى لكرسي الزعيم كما يسميه ..
في أواخر حياة الأب بدا ضعيفاً وقلت حركته ،وبدأ تمرد همام تمرد له طبيعة خاصة ..
قال يوما لأبيه: أنت لا تصلح الآن لتكون وش القفص لقد عجزت وخرفت..
وبدأ يفرض على أبيه الجلوس في البيت، وعدم دخول المحل إلا بأمره؛ حتى أخوته لا يستطيعون الحضور إلى المحل دون إذن..
لذا أستقر أخير على كرسي الزعيم ،واستقرت حياته على وتيرة الاختيار..
ولكن ما لم يعلمه همام أبداً ..
أن هناك آخر يفكر في الكرسي بنفس جشعه القديم، بل أشد جشعاً
أنه عطوان ذلك الفتى الذي يشرف على ترتيب المحل وتلقى الفواتير من الفنادق الكبرى وأعدادها بعد أن توسع نشاط همام لدرجة مدهشة..
وكان تفكير عطوان تفكير فلاح.. تفكير من يعجب بالكرسي فقط، وليس ما وراء الكرسي
ولفترات طويلة كان يحلم ،ويحلم دون أن يتحقق حلمه.. فهمام ثابت على كرسيه، ربما للأبد ..
اليوم ربما تحقق حلم عطوان فلأول مرة سيضطر همام لمقابلة أحد العملاء بالخارج، ولأول مرة سينفرد عطوان بالكرسي..
وسيبيت في المحل..
أنها الفرصة التي حلم بها عطوان.. قد آن أوانها..
وجاء الليل، وانسحب همام من المحل، وهو يعطى الأوامر للجميع قبل انصرافه.
وانتظر عطوان بعض الوقت ..
وأخيراً أصبح الكرسي أمام عينيه شاغرا ..
سحب الكرسي بشدة،وأخرجه خارج المحل لأول مرة في تاريخه منذ استقراره في موضعه خلف البنك..
وارتمى عليه بشدة..
وقرب الشيشة منه..
وراح يمثل دور الزعيم همام..
وتناول ريموت التلفزيون،وراح يقلب في القنوات ،وهو في حالة انتشاء بين سكان الشارع الذين يتطلعون إليه في دهشة..
واستقرت عيناه على قناة معينة، وطلع يرقص على الكرسي ،والأغنية مستمرة في إلحاح غريب ..
العنب .. العنب .. العنب
العنب.. العنب.. العنب

سعيد أبو نعسة
26-11-2006, 10:59 AM
قصة جميلة مشوقة ذات دلالات و أبعاد رمزية لا تخفى يفضحها العنوان و الكرسي الذي يبدو أن للجلوس عليه شروطا تعجيزية لا تتوفر إلا في الزعيم .
دمت في خير و عطاء

الصباح الخالدي
26-11-2006, 12:06 PM
قصة جميلة
ذكرتني بكثير ممن يدعي انه لايحب الكراسي
وهو اكثر الناس طمعا بها
بل تجده اكثر جرما ممن قام منه
الكرس والزعيم
قصة جميلة رغم الخط الذي اتعبني والخلفية

محمدابراهيم محروس
27-11-2006, 01:53 AM
قصة جميلة مشوقة ذات دلالات و أبعاد رمزية لا تخفى يفضحها العنوان و الكرسي الذي يبدو أن للجلوس عليه شروطا تعجيزية لا تتوفر إلا في الزعيم .
دمت في خير و عطاء
شكرا عزيزى وأخى سعيد أبو نعسة دائما ما يشرفنى وجودك فى أعمالى المتواضعة
ودائما ما يسعدنى توجهاتك وكلماتك
دمت بكل خير
خالص محبتى وشكرى أخوك محمد

محمدابراهيم محروس
27-11-2006, 01:56 AM
قصة جميلة
ذكرتني بكثير ممن يدعي انه لايحب الكراسي
وهو اكثر الناس طمعا بها
بل تجده اكثر جرما ممن قام منه
الكرس والزعيم
قصة جميلة رغم الخط الذي اتعبني والخلفية
شكرا أخى الفاضل الصباح الخالدى
اسعدنى مرورك ووجودك فى صفحتى بشدة
دمت بكل خير
آسف أننى أتعبت عينيك بالخط والخلفية
تقبل خالص شكرى ومودتى
وخالص التحايا
أخوك محمد

الصباح الخالدي
27-11-2006, 04:23 AM
اكتب اكثر وراع الخط والخلفية هكذا استفيد منك واسامحك

وفاء شوكت خضر
27-11-2006, 04:33 PM
كرسي الزعيم
قصة اتقنت سرها ، لتصل لنهاية ذكية .

سعدت بمروري هنا ، وأعتذر منك تدخلي بتعديل الخط ، كانت القراءة مستحيلة بالنسبة لعدم وضوحه .

تحيتي وتقديري .

محمدابراهيم محروس
28-11-2006, 03:47 AM
اكتب اكثر وراع الخط والخلفية هكذا استفيد منك واسامحك
شكرا أخى الفاضل الصباح الخالدى
سأحاول جاهدا أثناء نقل العمل مراعاة هذا
وبالنسبة للكتابة ربنا يسهل ويوفر لنا وقت نكتب فيه وسط زحمة الحياة
وأنا هنا كى أتعلم منكم سيدى الفاضل واستفيد من روعة ما تكتبون
خالص شكرى وخالص مودتى

محمدابراهيم محروس
28-11-2006, 03:58 AM
كرسي الزعيم
قصة اتقنت سرها ، لتصل لنهاية ذكية .
سعدت بمروري هنا ، وأعتذر منك تدخلي بتعديل الخط ، كانت القراءة مستحيلة بالنسبة لعدم وضوحه .
تحيتي وتقديري .
شكرا أختى الاديبة الفاضلة وفاء شاكر خضر على مرورك
وشكرا لكلماتك المشجعة
وآسف أننى لم أرع الخط فى نقل العمل ..
سعيد لوجودك
وشكرا مرة أخرى لتعديلك للخط
خالص شكرى
وخالص التحايا

مجدي محمود جعفر
28-11-2006, 01:49 PM
الفنان / محمد ابراهيم محروس
سردك ماتع وشيق ، الأسلوب رشيق واللغة بطعم الفاكهة التي يبدو أنك على علم ودراية طيبه بالفاكهة وأنواعها وطبيعتها ، هذا الهمام - صاحب الإسم العربي الخالص - وكأن في الإسم إشارة أن التمسك بالكراسي وحبها والسعي إلى الزعامة - عادة عربية وطبع عربي ، وما أكثر جحود الأبناء في أمتنا العربية على مستوى الأفاد والأسر وعلى مستوى النُخب أيضا ، وكم من الأبناء من حكام حددوا إقامة آبائهم ، ليخلو لهم كرسي الحكم ، بل هناك من .. ومن .. والأمثلة أمامنا لاتُحصى ، قصة جميلة لكاتب جميل

محمدابراهيم محروس
30-11-2006, 02:23 AM
الفنان / محمد ابراهيم محروس
سردك ماتع وشيق ، الأسلوب رشيق واللغة بطعم الفاكهة التي يبدو أنك على علم ودراية طيبه بالفاكهة وأنواعها وطبيعتها ، هذا الهمام - صاحب الإسم العربي الخالص - وكأن في الإسم إشارة أن التمسك بالكراسي وحبها والسعي إلى الزعامة - عادة عربية وطبع عربي ، وما أكثر جحود الأبناء في أمتنا العربية على مستوى الأفاد والأسر وعلى مستوى النُخب أيضا ، وكم من الأبناء من حكام حددوا إقامة آبائهم ، ليخلو لهم كرسي الحكم ، بل هناك من .. ومن .. والأمثلة أمامنا لاتُحصى ، قصة جميلة لكاتب جميل
الأخ الفاضل الكريم مجدى محمود جعفر
أولا اشكرك بشدة على وجودك ومرورك فى صفحتى
كلماتك ورؤيتك للعمل اسعدتنى إلى أقصى درجة
فشكرا لك
اسرتنى كلماتك فلم أجد لدى ما يوفى كلماتك حقها
شكرا أخى الفاضل
وخالص تحياتى وشكرى
لقد أسعدتنى حقا
خالص محبتى وخالص التحايا
أخوك محمد كاتب لا يدعى المعرفة ولكنه على الدرب يمضى

خليل حلاوجي
30-11-2006, 03:18 AM
للكرسي ... سحر

لم يفطن لفك طلاسمه بعد شياطين الانس ولا الجن

\

نصك جميل

محمدابراهيم محروس
01-12-2006, 04:59 AM
للكرسي ... سحر
لم يفطن لفك طلاسمه بعد شياطين الانس ولا الجن
\
نصك جميل
شكرا أستاذ خليل حلاوجى لمرورك
وشكرا لكلماتك التى اسعدتنى
دمت بكل خير
:001: خالص التحايا