تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السفسطة..والسوفسطائية..



فاطمة أولاد حمو يشو
26-11-2006, 06:29 PM
أنقل إليكم هذا النص الذي ترجمه فؤاد زكريا عن كتاب أفلاطون "الجمهورية" ص 217-218-219
ستجدون فيه تعريفا للسفسطة في علاقتها بالفلسفة ..يقول "أفلاطون" على لسان" سقراط": سقراط: -" إذا تلقت الطبيعة الفلسفية، كما عرفناها، التعليم الملائم، فمن الضروري، في رأيي أن تصل بالتدريج إلى الفضيلة في كل صورها. أما إذا بذرت وامتدت جذورها ونمت في تربة فاسدة، فمن الضروري أيضا أن تقترف كل الآثام، ما لم تنقذها معجزة إلهية.أم تراك تعتقد بدورك أن ثمة شبانا يفسدهم السوفسطائيون، وأن هؤلاء السوفسطائيين الأفراد يستطيعون أن يفسدوا الشباب، بمقدار ملحوظ؟ ألا تظن على عكس ذلك، أن الجمهور الذي يقول هذا هو الذي يضم أكبر السوفسطائيين، إذ يربي الصغار والكبار، الرجال والنساء على أكمل وجه ينسجم مع الطبيعة التي يود أن يراهم عليها؟"
فسأل: - " ومتى يحدث ذلك؟"
- عندما يجتمع عدد كبير من أفراد الجمهور معا في مجلس عام أو في محكمة أو مسرح أو معسكر، او في أي مجتمع عام آخر، وهناك يجلسون معربين بالصراخ عن استحسانهم أو استهجانهم لأي شيء يقال أو يفعل، وهم في كلتا الحالتين مبالغون، فيصيحون ويصفقون حتى تردد الصخور والمكان كله ضدى صيحاتهم، ويتضاعف وقع الاستحسان أو الاستهجان.
في مثل هذه الحالة، كيف تنتظر أن تكون الحالة الذهنية للشباب؟ وأي تعليم خاص يستطيع أن يضفي عليه القوة التي تمكنه من مقاومة ذلك السيل الجارف وعدم الاندفاع مع التيار؟ ألن يكون حكمه على ماهو صواب وخطأ مماثلا لحكمهم؟ ألن يفعل ما يفعلون ويغدو مماثلا لهم في كل شيء؟
- أجل يا سقراط إن مثل هذا التأثير لا يقاوم
- ولكنا لم نتحدث بعد عن أقوى أنواع القهر
- وما هو؟
- إنه القهر بالأفعال، الذي يلجأ إليه هؤلاء السادة من المربين والسوفسطائيين عندما تعوزهم القدرة على الإقناع بالأقوال، ألا تعلم أنهم يحكمون بالحرمان من الحقوق السياسية وبالغرامة وبالموت على من لا يستسلم لآرائهم؟
-أعلم ذلك حقا
-فكيف تستطيع الدروس الخاصة لأي سوفسطائي آخر أو لأي فرد بعينه أن تقاوم هذا التيار وتتغلب عليه؟
- إن كل هؤلاء الأشخاص الذين يتاجرون في العلم والذين يدعوهم الجمهور بالسفسطائيين، ويعدهم منافسين له، لا يلقنون سوى المبادئ التي يدعو إليها الجمهور ذاته في اجتماعاته. وهذا هو ما يسمونه بالحكمة. وما أشبههم في ذلك برجل يربي وحشا ضخما قويا، فيلاحظ بدقة حركاته الغريزية وشهواته، ويعلم من أين يؤتى وكيف يعامل، ومتى ولم يكون أشد شراسة أو أكثر وداعة، وما معنى صيحاته المختلفة، وما هي الأصوات التي تهدئه أو تثيره، وبعد أن يعلم كل ذلك من طول معاشرته له، يطلق على تجربته اسم الحكمة، ويجعل منها مذهبا يعلمه لغيره. ولما لم يكن يعلم أي العادات والرغبات حسن وأيها قبيح، وأيها صواب وأيها خطأ، وأيها عادل أو ظالم، فإنه يطبق كل هذه الأوصاف تبعا لرغبات الوحش الضخم، فيسمي ما يسره خيرا وما يغضبه شرا، وهو لا يعلم شيئا عن المعنى الحقيقي لهذه الألفاظ، إذ أن أي شيء يتم وفقا للضرورة يسمى في نظره عادلا وجميلا، ما دام عاجزا عن أن يتبين لنفسه، او يبين لغيره ذلك الفارق الأساسي بين ما هو ضروري وما هو خير. ألا يكون هذا الشخص مربيا غريبا بحق؟

هذا هو النص فهل في امكان القراء أن يقترحوا طريقة لفك ما هو مغلق وغامض من معانيه ..كيف يمكن أن نساهم في جعل القارئ يحلل نصا من هذا النوع ..
ما هي المفاتيح الممكنة للدخول إلى أغواره.؟
أدعوكم إلى متعة قراءة النصوص الفلسفية في مصادرها الأصلية..
بهذه الطريقة سنعتمد على امكانياتنا في فهمها واستيعابها..
لن ننجر مع قراءة لشخص آخر قبل أن نجرب قراءتنا الخاصة..
هكذا سنجعل العقل عقلنا الفردي في عصر هو عصرنا يحاول أن يتصل بالفلاسفة السابقين ويحيي ذكراهم ..سنعيش معهم في عصرهم دون أن ننسى المقارنة بين عصرهم وعصرنا.. فما هو الجديد الذي جاء به الفلاسفة في عصرنا الراهن؟ وما علاقة جديدهم بقديمهم؟

الصباح الخالدي
26-11-2006, 10:07 PM
استمتع واقرأ لكن التفكيك بكتابة يبيله تركيز اكثر

سحر الليالي
26-11-2006, 10:17 PM
تسجيل حضور ولي عودة لقراءة اعمق

فاطمة شكرا لك

تقبل خالص ودي وباقة ورد

مصطفى سلام
27-11-2006, 08:58 PM
شكرا سيدتى على هذا الطرح الفلسفى من إحد روائع أفلاطون و هو كتابه : " الجمهورية " – و بداية فإنه يجدر القول أن هذا الكتاب سبق أن ترجمه حنا خباز إلى العربية ( من الانجليزية ) – بمقدمة ضافية للأستاذ فؤاد صروف سنة 1929.

--------------

سقراط: -" إذا تلقت الطبيعة الفلسفية، كما عرفناها،
التعليم الملائم، فمن الضروري، في رأيي أن تصل بالتدريج إلى الفضيلة في كل صورها
* كان سقراط – حسب ما كتب عنه أفلاطون – " يرى أن الفضيلة علم و الرذيلة جهل ", و بالتالى فإن الفرد الطالب للفلسفة إذا تلقى التعليم الملائم فإنه بالضرورة سيصل إلى الفضيلة .. و العكس بالعكس .

ثمة شبانا يفسدهم السوفسطائيون،
* و يرى أن السوفسطائيين مسئولون عن إفساد الشباب : ذلك لأنهم هدموا قدرة العقل على الوصول إلى المبادئ و التعريفات الكلية ( العامة ) التى تقوم عليه الأخلاق , كما يقوم عليها العلم , و طالما أنهم هدموا هذه المبادئ , فقد هدموا العلم (الفضيلة ) و الأخلاق فأفسدوا الشباب .

وهناك يجلسون معربين بالصراخ عن استحسانهم أو استهجانهم لأي شيء يقال أو يفعل.......
* و يتحدث عن ما نسميه نحن الآن بالارهاب الفكرى , حيث يفرض الأعلى صوتا رأيه الذى يعتبره الشباب هو الأصدق لأنه الأعلى .. إنه حديث عن فرض الغوغائية لأرائهم بالصراخ و العنف .

أنهم يحكمون بالحرمان من الحقوق السياسية وبالغرامة وبالموت على من لا يستسلم لآرائهم؟
* و يبرز الارهاب الفكرى فى أوضح صوره حين يقوم السوفسطائيون البارعون فى قلب الحق باطلا و الباطل حقا – بتوجيه الاتهام إلى معارضيهم مما يعرضهم للحكم عليهم بالموت – و قد حدث ذلك مع سقراط نفسه فيما بعد (399 ق. م)

لا يلقنون سوى المبادئ التي يدعو إليها الجمهور ذاته في اجتماعاته.
* ثم يتهم السوفسطائيين بأنهم لا يعلمون الشباب سوى الغوغائية البادية فى جموع القوم .

وما أشبههم في ذلك برجل يربي وحشا ضخما قويا....
* و يشبه هذا الجمهور بأنه كالوحش الضخم ذى الشهوات الغريزية , فيدرسون هذا الوحش (الجمهور) ليعرفوا كيف يتلاعبون بشهواته ونزواته .. دون اعتبار لأخلاق إنما يتلاعبون بالألفاظ و يستعملونها فى غير ما خصصت له , ذلك حتى يصلوا إلى ما يبتغون من إفساد لأخلاق الشباب .
إنها يا سيدتى محاولة للفهم لعلها تكون صوابا ,,,

مصطفى سلام

خليل حلاوجي
27-11-2006, 09:45 PM
فلسفيا ً نتفق جميعنا في ذم السفسطة

أما في واقع الحال ... ولايخفى عنكم فوازع وفواجع أرصفتنا فلابد ولامناص من الاعتراف أن جل هوامشنا ومدارسنا ومقاهينا ووزاراتنا وجوامعنا وجامعاتنا .... باتت .... تقر السفسطة

في نفاق فكري مخيف

حتى صار الواحد فينا يمتلك شخصيتين
للظاهر وجه واحد
وللباطن .... عدة وجوه

\

بالغ تقديري

فاطمة أولاد حمو يشو
28-11-2006, 02:57 PM
فلنبدأ بالجمل التي وقفت عندها في النص والتي كانت موضوع تفسير مناسب ومفهوم وواضح..هذه الجمل سنقوم بربطها بالفكرة العامة للنص..
فيا أخي أنا وإياك سنحاول البحث عن منهج يمكننا من تقديم النص الفلسفي بطريقة بسيطة وواضحة اعتمادا على قراءة منطقية تربط أجزاء النص بفكرته الأساسية ..وتجعل كل جزء منه غير منفصل عن باقي الأجزاء وعن الفرضية التي يدافع عنها "أفلاطون".. فلنقل باسم الله ولنبدأ.
لا نريد أن نلقن المعارف الموجودة والمتضمنة في النص بل استخراج الآليات العقلية التي أنتجتها ..وهذه الآليات العقلية هي ما يشترك فيه كل الفلاسفة..
فهناك السؤال الفلسفي العويص الذي لم يجد له الفلاسفة جميعا حلا واحدا متفقا عليه..
وهذا السؤال نجد "أفلاطون" يطرحه ويحاول الإجابة عنه فما هو؟
في بداية النص نجد أداة شرط ..ثم هناك أدوات أخرى استخدمها "أفلاطون" تدخل ضمن جوهر المنهج الفلسفي ومنها السؤال..
فلنصغ السؤال الوارد في بداية الفقرة التي تبدأ من بداية النص إلى ..فسأل: ومتى يحدث ذلك؟...
قبل صياغة السؤال لا بد من تأمل هذه العبارة: أم تراك تعتقد بدورك أن ثمة شبانا يفسدهم السفسطائيون، وأن هؤلاء السفسطائيين الأفراد يستطيعون أن يفسدوا الشباب بمقدار ملحوظ؟نجد أن "أفلاطون" على لسان "سقراط" يتوخى من هذا السؤال جعل تلميذه "غلوكون" يدرك أن أعداء الفلسفة يتهمون سقراط بالسفسطة..
فقط لأنه لايوافقهم الرأي ..فأعداء الفلسفة يدعون امتلاك الحكمة..ويصفون من يكشف عن زيف ادعائهم بالسفسطائي ..
وبالرجوع إلى المرحلة التاريخية التي عاش فيها "سقراط" نتذكر أن السلطة الحاكمة في اليونان آنئذ جعلت سقراط يختار بين شيئين:إما التخلي عن أفكاره المناهضة للدولة وإيديولوجيتها، أو شرب السم ..
وبما أن أفلاطون كان المثال الأعلى للفيلسوف وللسياسي ورجل الأخلاق فقد فضل شرب السم..
سقراط إذن تجسدت فيه روح الفيلسوف الحقيقي..فهو شجاع..ونزيه ..ولا يدعي امتلاك الحكمة..بل يسعى إلى توليدها من عقول الرجال..
والآن فلنصغ السؤال الأول:
" إذا كانت الفلسفة هي مصدر الفضيلة في كل صورها، وإذا كان من يلقن هذه الفلسفة يتهم من طرف سائرالناس بإفساد الشباب وبالسفسطائية، وإذا كان السفسطائي هو المربي الذي يسعى إلى إنشاء نماذج متكررة لصورته،فهل الفلسفة غايتها هي أيضا إنتاج نماذج من الناس تتميز بالتبعية لمربيها؟ وهل تستطيع الفلسفة الوصول إلى الفضيلة في مجتمع فاسد؟
أكتفي بهذا القدر و"سنتابع"..

جوتيار تمر
28-11-2006, 11:09 PM
فيسمي ما يسره خيرا وما يغضبه شرا، وهو لا يعلم شيئا عن المعنى الحقيقي لهذه الألفاظ، إذ أن أي شيء يتم وفقا للضرورة يسمى في نظره عادلا وجميلا، ما دام عاجزا عن أن يتبين لنفسه، او يبين لغيره ذلك الفارق الأساسي بين ما هو ضروري وما هو خير. ألا يكون هذا الشخص مربيا غريبا بحق؟

(الفضلية علم والرذيلة جهل)حسب قول سقراط..وهذا يعني ان الانسان اذا راى شيئا بوضوح ما ينبغي ان يفعله فهو لابد فاعله،لان لفكرة الخير من القوة ما يجعل من المستحيل على المرء ان يعرف الخير دون ان يعمل بالضرورة وفقا له..واذا كان سقراط يؤكد هذه المقولة بحق الجميع.. فما بال الانسان الحكيم..وصاحب العلم..؟

جوتيار تمر
28-11-2006, 11:15 PM
في البداية اذا كنا نعتبر سقراط احد اباء الفلسفة فان من تابع سيرته يدرك تماما بان التبعية السقراطية لم تكن بدرجة المفهوم السائد للتبعية في وقتنا الحاضر.. لان سقراط على سبيل المثال كان تلامذته على اختلاف تام في الميول والفكر والانتماء..(افلاطون والسبياديس كانا غنيين واستساغا تحليله الساخر الهجاء للديمقراطية،واشتراكي مثل انتيستينس الذي اعجب بفقر الاستاذ اللامبالي،وكذلك تبعه فوضوي كاريستبوس الذي كان يطمح الى عالم لن يكون فيه سادة وعبيد،وكذلك عصبة من المفكريم والحكائين).
هذه الخلطة العجبية من الاتباع تؤكد بان الفيلسوف..لايمكنه ان يخلق في نفوس اتباعه التبعية بمفهومها الحالي،انما الفيلسوف يخلق في الاتباع ما يمكنهم به تحديد المسار الذي يجدون فيه انفسهم حيث تكون نقطة انطلاق لهم نحو افاق اوسع مما تعلموها من الاستاذ..ولنأخذ سقراط افلاطون ارسطو مثالا على ما نقول..حيث التبعية هنا لاتجد لنفسها مكانا الا في ما يتفق عليه الثلاثة.
قد تكون في ردة فعل ثراثيماخوس الاجابة على امكانية وصول الفلسفة الى الفضيلة في مجتمع فاسد:اذن فلتسمعوا ااني اجاهر بان القوة هي الحق،وبان العدالة هي مصلحة الاقوى....وان الاشكال المختلفة من الحكومات،وسواء كانت ديمقراطية او ارستقراطية او اتوقراطية،تشترع القوانين،وكل واحدة من هذه تستهدف من وراء التشريع،تأمين مصالحها وهذه القوانين التي اشترعتها على تلك الصورة لتخذ مصالحها،تقدمها الى رعاياها(كعدالة)وتعاقب(كظلم) اي امريء يتجاوزها...وانني اتحدث عن الظلم بمعنى واسع،وبامكانكم ان تروا ما اعنيه باوضح صورة،في الاتوقراطية التي تغتصب بالتدليس والقوة،املاك الاخرين،واغتصابها هذا لايكون بالقطاعي بل بالجملة،والان فعندما يقوم احد الناس ويصادر اموال المواطنين ويجعل منهم عبيدا،فبدلا من ان ينعت باللص المختلس المدلس،نرى الجميع يصفونه بالسعيد والمبارك،لان الظلم معاب ومذموم،بسبب اولئك الذين يذمونه يخافون من معاناته،ولايذمونه بسبب من ضمير حي قد يكون لهم،ويتحسس بانهم هم بانفسهم يقترفون المظالم.
وكوجهة نظر شخصية..اقول بان الفلسفة بامكانها الوصول ونشر الفضيلة في مجتمع فاسد اذا ما امتلكت القوة..ولا اخص القوة هنا بمجال دون اخر ..؟

محبتي وتقديري
جوتيار

فاطمة أولاد حمو يشو
29-11-2006, 07:03 PM
سأبدأ بتناول ما جاء في ردك الأول الذي حاولت فيه قراءة مايلي من نص أفلاطون وأنقله لأذكرك به، يقول "أفلاطون" على لسان " سقراط": إذ أن أي شيء يتم وفقا للضرورة يسمى في نظره عادلا وجميلا ..ما دام عاجزا عن أن يتبين لنفسه، أو يبين لغيره، ذلك الفارق الأساسي بين ما هو ضروري وما هو خير..ألا يكون هذا الشخص مربيا غريبا بحق؟"

لأجل توضيح هذه الفقرة لا بد من ربطها بفكرة أساسية نستخرجها من فقرة أشمل تندرج هي ضمنها كجزء منها..فلنقرأ الفقرة التي تبدأ من: فكيف تستطيع الدروس الخاصة لأي سوفسطائي آخر أو لأي فرد بعينه، أن تقاوم هذا التيار وتتغلب عليه؟.....وتنتهي بما جاء في آخر النص..

وقبل أن نحدد تلك الفكرة الأساسية للنص لابد من إبراز السؤال الذي تعتبر الفكرة الأساسيةبمثابة إجابة عن عنه وهي "
إذا كانت المعرفة التي يكتسبها السفسطائي من خلال ملاحظة العالم الخارجي يعتبرها حكمة فهل هذا يعني أن هذه الحكمة تستطيع التمييز الحقيقي بين ما هو حسن وما هو قبيح، بين ما هو صواب وما هو خطأ بين ماهو عادل وماهو ظالم؟ وإذا كانت هذه/ المعرفة - الحكمة/ تعتبر ماهو خير وماهو شر وماهو جميل وما هو قبيح وما هو صواب وما هو خطأ يرتبط بتحقيق مصالح شخصية، فهل المعرفة الحقة هي التي لاتتجرد عن تحقيق الرغبات والشهوات المادية والخاصة؟ هل المعرفة الحقة لها ارتباط بتحقيق الشهوات وتلبية الحاجات المادية الضرورية؟

يجب التمييز بين مفهوم الضرورة في النص وبين مفهوم الخير..لأن ماهو ضروري يرتبط بالشهوات الغريزية/ فمثلا عندما يعرب الجمهور بالصراخ عن الاستحسان والاستهجان فهو يكون تحت ضغط ما هو ضروري حسي بيولوجي وليس استجابة لما يجده معقولا في أقوال الخطباء السفسطائيين..لأن الحالة الذهنية التي يوجد عليها الجمهور مهيأة مسبقا لتستجيب بالعواطف وليس بوسائل عقلية في الإقناع.. وإذا كان السفسطائي يخاطب عواطف الجمهور، وحواسه ، فإن الفيلسوف غايته ليست هي إشباع هذه الحاجات فهو يحترم كرامة الجمهور ويعتبره كائنا يستخدم العقل والحوار وليس حيوانا ..فالحيوان هو الذي يعبر عن حاجاته بالصراخ والصياح..

فاطمة أولاد حمو يشو
29-11-2006, 07:23 PM
رغم أن السفسطائي يكتسب المعرفة من ملاحظة العالم الخارجي، ورغم قدرته على التحكم في هذا العالم والسيطرة عليه، فإن معرفته لايمكن اعتبارها حكمة لأنها تعجز عن التمييز الحقيقي بين ماهو عقلي وخير عدل وجميل وبين ما هو حسي ضروري..وغايتها ليست علمية محضة بل تسعى إلى تحقيق مصالح شخصية ومادية وغريزية..

يمكن صياغتها بطريقة أخرى ولكن بشرط أن تتوفر الروابط المنطقية بين عناصرها..لا يهمنا المضمون بل الروابط التي توحد بين العناصر وتضفي عليها طابعا عقليا منطقيا معقولا..
وكمثال لتلك الروابط نذكر

إذا ....فهل ..
رغم أن .....فإن ....لأن....

مثال للربط:"
إذا كان الفيلسوف والسفسطائي كلاهما يسعى إلى الحصول على المعرفة والسعي إلى امتلاك الحكمة، فهل هذا يعني أن المعرفة الفلسفية والسفسطائية متطابقة؟

رغم أن الفيلسوف مثله مثل السفسطائي يسعى للحصول على الحكمة، إلا أن الحكمة التي يحصل عليها الفيلسوف لا ترتبط بتلبية ما هو حسي غريزي،لأن غاية الفلسفة الوصول إلى الفضيلة في أكمل صورها والحقيقة المطلقة.

جوتيار تمر
01-12-2006, 02:12 PM
فقط اريدك ان تفسري على ضوء ما كتبتيه هنا...(فسيروا في الارض ....؟)
السفسطائي هذا..من خلال محاكاته للعالم الخارحي..الا يسير في الارض...بحثا..وتوصلا..؟
ثم..أ لسنا متفقين بان الانسان حر..وان الحرية هي الانسان...هنا...نعود الى حيث البدء.. كيف هي هذه الحرية..هل هي حرية موجهة..منذ البدء..ام هي حرية مختارة..؟

تقديري ومحبتي
جوتيار

ولماذا لاننظر الى الضروري حسب المفهوم الاسلم للضرورة..والذي لايمكننا ان نحيده عن الحرية، فالحرية كما يؤكد يسبرز تصبح خاوية اذا لم يكن ثمة شيء يضادها، لذا فالضرورة هنا اما هي من جهة تقابل الممكن او العرضي ومن جهة اخرى الحر او المقابل،وهي في كلتا الحالتين ما لايمكن الا يكون اي انها تتصف بصفة الحتمية او الوجوب.
ثم أ ليس هناك من الفلاسفة من نظر الى الضرورة على انها القدر..بل وجدها البعض وجدها البعض اعم من القدر نفسه.
ومن خلال تفسيرك البيولوجي..سؤال اثار نفسه..اين الارادة..والعقل ..؟
أ لسنا هنا نؤكد مقول اسبينوزا ان النفس لاتنطوي على اية ارادة حرة او مطلقة،بل هي مجبورة على ان تريد هذا او ذاك بمقتضى علة هي ايضا مشروطة بعلى اخرى،وهذه العلة بدورها محددة بعلى اخرى وهكذا الى ما لانهاية..!
وبالقابل..نجد اخرا مثل هيوم يقول بان الضرورة تتحكم في الافعال الانسانية كما تتحكم في الاحداث الطبيعية،بدليل ان هناك اطرادا في سلوكنا يسمح بتقرير وجود نوع من الارتباط بين بواعثنا وافعالنا.
اننا امام موضوع اعم من كونه رغبات وميول بيولوجية..وهي تحتاج الى وقفة تبدأ من الكل لنصل بها الى الجزء.
اما الحكمة الفلسفية والسفسطائية ..ومسألة تطابقهما..الامر يحتاج الى نظرة اعم..وان نبدأ بتحليل المصطلحين..وكذلك..معرفة المقاييس التي يمكننا ان نقيس عليها وجود الفيلسوف والسفسطائي..ومن ثم تحليل حكمتهما على اسس نعدها من ثوابت الوجود الانساني كالحرية مثلا..ولي سؤال..هنا..هل سارتر يعد فيلسوفا...؟
محبتي وتقديري
جوتيار

فاطمة أولاد حمو يشو
01-12-2006, 09:32 PM
لاعلاقة لها بما ورد في ردودي...
أما عن الحرية والضرورة ..
فاعلم يا أخي أننا مهما كنا مجبرين على الحرية، فهذا لا يمنع من التصرف وفق ما نسميه بتصرف الإنسان المبدع الذي يخدع الضرورة ويتجاوزها كمن يعاند الحواس ويغور فيما وراءها..
الحرية هي ذلك الطموح الذي يجعل الأنسان يرفض ما لايريد ..رغم جهله لما يريد..
إنه عدم الرضى بما هو عليه ..إنه يسعي إلى أن يكون ما ليس هو عليه..
وبلغة بسيطة الحرية ترفض الرتابة في الفكر..وروتين الحياة اليومية..
ربما قد لا توافقني الرأي على هذا التعريف المحدود للحرية ..
ولكن هل ترى ان هذا التعريف ليس من بين التعاريف اللامحدودة لمعنى الحرية..؟
لنترك مفهوم الحرية ولنعد إلى مفهوم السفسطة..

يعرفها النص بأنها تلك الحالة الذهنية التي تجعل الشباب مستسلمين للقهر منجرفين مع التيار غير قادرين على الرفض والمقاومة، لأن تأثير السفسطائية تأثير سلبي لا يعلم ما تعلمه الفلسفة للإنسان..
فما الذي يتعلمه الإنسان من الفلسفة؟
أليس هذا هو السؤال الذي يجب ان نستخلص الإجابة عنه من النص؟

إذا أخذنا مثالا من النص وهو الأستاذ سقراط وتلميذه "غلوكون"..نجد ان العلاقة التي تربط بينهما هي علاقة الحوار
صحيح أن سقراط يبدو أكثر قدرة على التحليل وعلى تقديم ملاحظات لا يملك "غلوكون" أمامها إلا تاكيدها أو نفيها متفقا مع سقراط وغير معارض له ..لما كان "غلوكون " لا يعارض سقراط؟
يرجع ذلك إلى أسلوب سقراط في الإقناع؟
إليك يا عزيزى جو أرمي بالسؤال التالي: " ما هو هذا الأسلوب الذي اعتمده سقراط في الإقناع، هل يمكن اعتباره جوهري في الفلسفة ام أنه خاص ومرتبط بتجربة شخصية؟

جوتيار تمر
03-12-2006, 08:15 AM
سيروا في الارض اردتك ان تفسيريها على ان الاحتكاك بالعالم الخارجي جزء منه..وهذا كان حال العبد الذي يريده الله ان يتعلم ويتفكر..ووووو...
وكذا حال السفسطائي..والفليسوف....ولكن في النهاية هنا اختلاف في المقاصد والاهداف..وما تؤول اليه الافكار.

اما الاسلوب..لايمكن اعتباره..شخصيا..لاننا اذا ما اعتبرنا الشخصية ذات مصالح ذاتية..فهي تبعد الفلسفة عن مدلولاتها الحقيقية..ولكني اجده جوهريا.

وسقراط كما نعرفه جميعا..لم يكن مقنعا بوجهه وانما بما كان يحمله من فلسفة وافكار جعل الاخرين يلتفون حوله..والغريب انه كان في حياته الشخصية بعيد كل البعد عن ما يمكن ان نقول بانه يستقي افكاره من تجربته الشخصية.


محبتي
جوتيار

سحر الليالي
03-12-2006, 11:21 PM
نعم عزيزتي فاطمة انني أوافق فيما قاله أخينا العزيز جو:

"الاسلوب..لايمكن اعتباره..شخصيا..لاننا اذا ما اعتبرنا الشخصية ذات مصالح ذاتية..فهي تبعد الفلسفة عن مدلولاتها الحقيقية..ولكني اجده جوهريا."

ولكن لا أوافقك اخي جو في قولك في سقراط :

"..والغريب انه كان في حياته الشخصية بعيد كل البعد عن ما يمكن ان نقول بانه يستقي افكاره من تجربته الشخصية."

مازلت اتابعكما

لكما خالص ودي وألف باقة ورد

فاطمة أولاد حمو يشو
05-12-2006, 05:38 AM
مع كلمة جوهري..فماذا يقصد بالأسلوب الشخصي ..والذي يقابله الجوهري؟
إذا كانت الفلسفة تسعى إلى الابتعاد عما هو شخصي فما ذلك منها إلا محاولة لتكون صادقة مع نفسها..ورغبة في التعالي عن الفكر العادي الذي يعاش بطريقة شخصية محضة ويعيشه الفيلسوف باستخدام أدواته ومنهجه الخاص في البحث عن الحقيقة..
التجربة الشخصية للفيلسوف لا تمنعه من تحويلها كما يحول الاديب تجربته إلى عمل فني يتجاوز الذات ليعبر عن المأساة الإنسانية ومحاكاة عالم معرفي كوني..لا لن يصل بفلسفته إلى امتلاك الحقيقة لأن الحقيقة أوسع من أن يمتلكها عقل فردي ..هذا ما أكد عليه الفلاسفة المسلمين وأذكر منهم المعتزلة.. لكل فيلسوف سياق وأرضية تاريخية ينهل منها ..فلا يمكن القول بغياب روابط بين كل هؤلاء الذين تفلسفوا وقدموا فلسفة ظلت مستمرة لأن جوهرها هو السؤال.."المهم في الفلسفة هو الأسئلة وليس الأجوبة"..هذا ما قاله الفيلسوف كارل ياسبرز إن لم تخني ذاكرتي..

جوتيار تمر
05-12-2006, 08:53 AM
سحر...

اريدك ان تقرأي عن علاقته بزوجته مثلا...؟

لتعلمي القصد وراء ما قلت...؟


محبتي..

فاطمة..
في هذا لست اختلف معك...واظن بان سحر ايضا قالت ذلك..؟

محبتي
جوتيار

فاطمة أولاد حمو يشو
08-12-2006, 12:20 AM
من خلال هذه الأقوال المنسوبة إلى سقراط نستنتج طبيعة العلاقة التي كانت تربطه بزوجته، يقول سقراط:"

- ابتليت بمصائب ثلاث: اللغة/ الفقر/ وزوجتي ..أما الأولى فتغلبت عليها بالإجتهاد/أما الثانية فقد تغلبت عليها بالإقتصاد/أما الثالثة فلم استطع التغلب عليها..

ذات يوم كان سقراط يجلس إلى تلاميذه فقال لأحدهم:"

تزوج يا بني..فإنك إن رزقت بامرأة صالحة أصبحت أسعد مخلوق على وجه الأرض..وإذا كانت شريرة صرت فيلسوفا!

عندما بكت زوجة سقراط Xanthippe وهو يتجرع السم صرخت تقول
والهة:"

- ولكن يقتلونك وأنت بريء؟
لم تغادر وجه سقراط الإبتسامة وهو يغرغر في سكرات الموت وقال:"
يا كزانتبي .. هل يسرك أن اموت وانا مدان ؟؟

فاطمة أولاد حمو يشو
08-12-2006, 12:30 AM
من خلال هذه الأقوال المنسوبة إلى سقراط نستنتج طبيعة العلاقة التي كانت تربطه بزوجته، يقول سقراط:"
- ابتليت بمصائب ثلاث: اللغة/ الفقر/ وزوجتي ..أما الأولى فتغلبت عليها بالإجتهاد/أما الثانية فقد تغلبت عليها بالإقتصاد/أما الثالثة فلم استطع التغلب عليها..
ذات يوم كان سقراط يجلس إلى تلاميذه فقال لأحدهم:"
تزوج يا بني..فإنك إن رزقت بامرأة صالحة أصبحت أسعد مخلوق على وجه الأرض..وإذا كانت شريرة صرت فيلسوفا!
عندما بكت زوجة سقراط Xanthippe وهو يتجرع السم صرخت تقول
والهة:"
- ولكن يقتلونك وأنت بريء؟
لم تغادر وجه سقراط الإبتسامة وهو يغرغر في سكرات الموت وقال:"
يا كزانتبي .. هل يسرك أن اموت وانا مدان ؟؟

C:\Documents and Settings\K@ReeM\Mes documents\Mes images

فاطمة أولاد حمو يشو
08-12-2006, 12:59 AM
وما جدوى فلسفة سقراط أمام زوجته الشريرة؟ أتزول الفلسفة بالإرتباط بامرأة صالحة؟
قد يتغلب الإنسان على الفقر وعلى الجهل لكن أيستطيع التغلب على المشاكل الخاصة بالعلاقة بين الأزواج؟

سحر الليالي
08-12-2006, 02:40 PM
رائع بحق

شكرا لك

ولكن لا أدري بماذا أجيب على سؤالك؟؟؟؟

فاطمة أولاد حمو يشو
14-12-2006, 12:28 AM
غياب امكانية الإجابة، معناه تواضع أمام قضية لايوجد جواب لحلها.

جوتيار تمر
14-12-2006, 09:33 AM
ليس الغرض من ذكر الزوجة اظهار صفات الاثنين..انما..كنا قد قلنا بانه في تجربته الشخصية الحياتية لم يستمد منها الكثير كفرد كانسان كشخص له علاقات وارتباطات ووووو.

فاطمة أولاد حمو يشو
15-12-2006, 12:17 PM
شكرا على ردودك المتألقة..

لطالما تساءلت:" ما هي نوع الحوافز والدوافع الخفية التي تجعل من العبقري عبقريا؟
صحيح أن الكثيرين يولدون بذكاء خارق ..وصحيح أيضا أن الذين لم تكن حياتهم تدل على وجود خصائص عقلية مميزة أصبحوا في فترة من فترات حياتهم أشخاصا ذوي مميزات تشير إلى وجود عقل خلاق..
في لحظة من لحظات عمر الإنسان قد تشرق الشمس في كيانه ويضيء القمر في ظلمة أيامه ..قد يفجأ بما لم يكن يتوقعه ..
لكن هل كان "سقراط " يتوقع الحصول على امرأة مشاغبة كزوجته؟
لما لم ينه حياته الزوجية معها ما دامت كانت مزعجة وقاسية؟
أكان "سقراط" يرغب في ذلك النوع من الآلام التي يحصل عليها من تلك العلاقة؟
إن الجواب عن هذا السؤال الأخير نجده متضمنا في قول "سقراط"لأحد تلاميذه: " وإذا كانت شريرة ( أي إذا كانت الزوجة شريرة) صرت فيلسوفا".
إن هذا الجواب يشير إلى مدى ما تعلمه " سقراط" من سلوك زوجته الشريرة..
هل تتذكر يا جو قول "سقراط":" إن الإنسان خير بطبيعته" ..وقوله:" الخير معرفة، والشر جهل"..
ما رأيك بهذا الجواب المتأمل لأسباب الشر والخير؟
فلنفترض أن "سقراط" عاش سعيدا نظرا لان الحظ ابتسم له وقدم له امرأة صالحة..لكن هل كانت هذه السعادة ستقاس بسعادة المعرفة التي كان يتمتع بها في ظروف عائلية صعبة؟
إن الإشكال هو إذا كانت آلام "سقراط" أدت إلى إنتاج فلسفته الأخلاقية، فهل هذا يعني أن كل إنتاج فلسفي مرتبط بهذه الآلام؟

فاطمة أولاد حمو يشو
17-12-2006, 01:22 AM
شكرا على ردودك المتألقة..
لطالما تساءلت:" ما هي نوع الحوافز والدوافع الخفية التي تجعل من العبقري عبقريا؟
صحيح أن الكثيرين يولدون بذكاء خارق ..وصحيح أيضا أن الذين لم تكن حياتهم تدل على وجود خصائص عقلية مميزة أصبحوا في فترة من فترات حياتهم أشخاصا ذوي مميزات تشير إلى وجود عقل خلاق..
في لحظة من لحظات عمر الإنسان قد تشرق الشمس في كيانه ويضيء القمر في ظلمة أيامه ..قد يفجأ بما لم يكن يتوقعه ..
لكن هل كان "سقراط " يتوقع الحصول على امرأة مشاغبة كزوجته؟
لما لم ينه حياته الزوجية معها ما دامت كانت مزعجة وقاسية؟
أكان "سقراط" يرغب في ذلك النوع من الآلام التي يحصل عليها من تلك العلاقة؟
إن الجواب عن هذا السؤال الأخير نجده متضمنا في قول "سقراط"لأحد تلاميذه: " وإذا كانت شريرة ( أي إذا كانت الزوجة شريرة) صرت فيلسوفا".
إن هذا الجواب يشير إلى مدى ما تعلمه " سقراط" من سلوك زوجته الشريرة..
هل تتذكر يا جو قول "سقراط":" إن الإنسان خير بطبيعته" ..وقوله:" الخير معرفة، والشر جهل"..
ما رأيك بهذا الجواب المتأمل لأسباب الشر والخير؟
فلنفترض أن "سقراط" عاش سعيدا نظرا لان الحظ ابتسم له وقدم له امرأة صالحة..لكن هل كانت هذه السعادة ستقاس بسعادة المعرفة التي كان يتمتع بها في ظروف عائلية صعبة؟
إن الإشكال هو إذا كانت آلام "سقراط" أدت إلى إنتاج فلسفته الأخلاقية، فهل هذا يعني أن كل إنتاج فلسفي مرتبط بهذه الآلام؟

لا تغيب طويلا..

جوتيار تمر
19-12-2006, 09:13 AM
فاطمة..
اذا هل تعتقدين بان الظروف الصعبة هي من تولد الفلاسفة...؟
ثم الزوجة...المشاغبة...أ ليس هناك ازدواجية في المعايير التي يمكن ان تتخذ منها مشاكستها...اقصد...لماذا لاتكون سببا في ضياع الانسان حتى صاحب الذكاء الخارق...لانه يبقى انسانا وليس بمعصوم..؟

محبتي
جوتيار

فاطمة أولاد حمو يشو
24-12-2006, 05:12 PM
فاطمة..
اذا هل تعتقدين بان الظروف الصعبة هي من تولد الفلاسفة...؟
ثم الزوجة...المشاغبة...أ ليس هناك ازدواجية في المعايير التي يمكن ان تتخذ منها مشاكستها...اقصد...لماذا لاتكون سببا في ضياع الانسان حتى صاحب الذكاء الخارق...لانه يبقى انسانا وليس بمعصوم..؟
محبتي
جوتيار


فمهما بلغت زوجته من المشاكسة والعنف فإن ما يضمن استمرار علاقة سقراط بها هو شيئ ما؟ ما هو هذا الشيء؟ ألن يكون هو نفسه الشيء الذي أدى ب"نيتشه" إلى رد فعل عنيف ضد النساء؟ ولما لانقول بأن "حب" "نيتشه"..قاده إلى جنون معرفي تماما كما يقود الكبت الجنسي والأعراف والتقاليد الكثير من النساء إلى المبالغة في التدين؟ وكما قاد عنف "اكسانتيبي" زوجة سقراط،، زوجها سقراط إلى إنتاج فلسفته حول الزوجة الصالحة والزوجة الفاسدة؟ لا شك أن المرأة التي كانت سببا في ضياع "نيتشه" ضيعته بطريقة تبدو فلسفية؟

جوتيار تمر
31-01-2007, 10:46 AM
كنت اقرأ كتابا عن الوجودية في الفكر العربي..واذا بي اقع على هذه المقولة ل بروتاغورس: الانسان مقياس كل شيء ما هو كائن بما هو كائن،وما هو غير كائن بما هو غير كائن.
واذا ما فهمنا هذا القول بسياقة الوجودي الحقيقي لا بالمعنى المبتذل الفاسد الذي يضاف اليه عادة عند خصومه، فهو لا يقصد من الانسان الانسان المفرد المعين بل الانسان عامة، لانه انما يريد ان يضع الانسان هنا في مقابل الالهة من ناحية، والوجود الطبيعي او الفيزيائي من ناحية اخرى، وان يرد التقويم اليه،لا الى اشياء خارجية فزيائية مادية، ولا الى كائنات خارجية مفروضة على الوجود على سبيل الاحوال النهائية، لا الواقعية الحقيقية، فالسوفسطائية،وقد رأوا العقل قد ضاع في الطبيعة الخارجية وفي عالم الالوهية،قد حاولا انقاذه برده الى ينبوعه الاصيل.

فاطمة أولاد حمو يشو
11-02-2007, 02:42 PM
السفسطائية نزعة فلسفية،استخدمت نفس آليات الفلسفة في الإقناع..لكنها تميزت بطابع خاص رتب وجودها داخل سلسلة من الإجابات المختلفة والمتعددة عن السؤال الجوهري في الفلسفة وهو: إذا كانت المعرفة نتاج العلاقة بين الإنسان والعالم الخارجي، وكان الإنسان يملك العقل والإحساس فهل المعرفة لها علاقة بالعقل أم بالإحساس هل هي ذاتية محضة أم عقلية محضة؟ هل الحواس هي مصدر المعرفة أم مصدرها العقل؟ هل توجد معرفة لدينا مستقلة عن علاقتها بإدراكاتنا الحسية وبالعالم الخارجي؟
كان جواب بروتاغوراس (480ق.م-410ق.م) عن هذا السؤال مختلفا عن جواب بارمنيدس -(من إيليا فيلسوف يوناني من القرن الخامس قبل الميلاد)-فهذا الاخير آمن بالمعرفة العقلية المحضة وبالحقيقة التي مصدرها العقل والمتميزة بالثبات، كما آمن بوجود عالم خارجي مظهره الحسي هو مجرد أثر لحقيقة معقولة لا تدرك إلا بالعقل، ورفض دور الحواس.
إن بروتاغوراس الذي ينتمي إلى سيروس وهي منطقة جغرافية في اليونان، يعتبر الإدراك الحسي أصل المعرفة، ويرفض مع سائر السفسطائيين أن يكون عمل الحواس وهميا كما اعتقد بارمنيدس.
بارمنيدس اعتقد ان ثمة طريقين للمعرفة : المعرفة الحقيقية مصدرها العقل/والمعرفة الظنية ومصدرها الحواس.لكنه رفض دور الحواس في المعرفة الحقيقية.

إن السفسطائيين يرون بان الأشياء الوجودية لا يمكن نقلها للناس خالية من الإحساسات الذاتية"فنحن ننقل للناس ألفاظا ولا ننقل لهم الأشياء" لأنه لا يوجد شيء يمكن أن يسمى أو أن يوصف بالضبط، لأن كل شيء في تحول مستمر، سواء تعلق الامر بالتحول في المادة أم في الذات، ذلك أننا في النهاية نعبر عن الاشياء باللغة وهي ستعمل على إبراز المعنى باعتباره قيمة ذاتية فالفاظنا مجرد محاولة للتعبير عن الأشياء أوالموجودات.
ندرك من خلال هذه المقارنة بين موقف السفسطائيين وموقف فلاسفة إيليا أن إشكال المعنى لم يتفقا على تحديده.
فهل المعنى شيء ثابت متجانس لا دخل لذواتنا في إنتاجه؟ هل المعنى شيء موجود في الشيء في حد ذاته، أم أن ذاتنا هي من يصبغ على ذلك الشيء معنى من المعاني؟


إذا تجاوزنا هذا النقاش والجدل الفلسفي التاريخي حول موضوع طبيعة العلاقة بين الذات وموضوع المعرفة..وإذا ركزنا على البعد السياسي لفلسفة السفسطائيين فإننا نجده بعدا انتهازيا لاأخلاقيا يتأسس على العنف والتزييف للخطاب المعرفي..وله غاية واحدة وهي تعليم الناس كيفية الدفاع عن مصالحهم الشخصية بواسطة إتقان فنون الخطابة ..بمعنى آخر التمكن من استخدام اللغة استخداما جيدا لغاية الإقناع..ولا شك أن الاقيسة التي استخدموها كانت حجاجية ظاهرها برهاني وباطنها باطل ..
إن استخدامهم لتلك الأقيسة التي تلجأ إليها الفلسفة، جعلهم يؤثرون على عقول الناس،ولكن هذا التأثير في تصور أفلاطون كان سلبيا ونجد سقراط برهانا على تهافت فلسفتهم فقد فضح أفلاطون على لسان سقراط هذه الفلسفة المزيفة..وبرجوعنا إلى النص الذي افتتحنا به هذا النقاش الطويل حول السفسطائية ندرك نجاح أفلاطون في إغناء فلسفة السفسطائية وفي نفس الوقت رفضها وتجاوزها..
راجع نص أفلاطون الموجود في بداية طرح هذا الموضوع..

سحر الليالي
23-04-2007, 12:23 AM
ظهرت السفسطة حوالي عام 490 - ق. م حين كانت الفلسفة اليونانية في عز ازدهارها. السفسطة عبارة عن مجادلة تبدو وكأنها موافقة للمنطق، لكنها تصل في النهاية إلى استنتاج غير مقبول، سواء لتعذُّره، أو لاستعماله الإرادي المغلوط لقواعد الاستنتاج. وبالتالي فإنه يمكن اعتبارها قولاً مموَّهًا، أو قياسًا له شكل صحيح، لكن نتيجته باطلة، والقصد منه تضليل الآخرين حيث كان البعض يسمي السفسطة بالمغالطة والقياس السفسطائي بالقياس المغلوط. وقد عارض أفلاطون وأرسطو السفسطائيين كل منهم بطريقة مختلفة.

من المهم الإشارة الى فرق يميز بين السفسطة وبين المغالطة: ألا وهو الرغبة الإرادية في التضليل (لدى السفسطة)، بينما تبقى المغالطة لاإرادية. كما أنه من المكن أن تُستعمَل السفسطة في النقاش بهدف إحداث ارتباك فكري لدى المستمع لدفعه إلى التعمق في حججه الفكرية ومن ثم مناقضة نفسه. تسمية "سفسطائي" كانت تُستعمَل في بداية الأمر للدلالة على صاحب مهنة الكلام، ولم تكن تُستعمَل البتة بمفهومها المنتقص الذي أضحى شائعًا فيما بعد – وقد ظلَّ هذا المفهوم شائعًا حتى جاء أفلاطون الذي دمغ السفسطائيين بتلك السمعة السيئة التي جعلتْهم مجرَّد مشعوذين، إن لم نقل مجرَّد سطحيين "أصدقاء للمظاهر"، غير مهتمين كثيرًا بالحقيقة؛ الأمر الذي يميِّزهم، بحسب أفلاطون، عن الفلاسفة.

لكن ما تركه هؤلاء لم يكن بالشيء المحتقَر إجمالاً، خاصةً حين يتعلق الأمر بقضايا اللغة: لأنهم كانوا في الحقيقة أول من اخترع علم اشتقاق الكلمات (الإيتيمولوجيا) ووضع القواعد اللغوية؛ كما أنهم كانوا أول من حاول دراسة مختلف أنواع الحجج وتحليل مختلف أنواع البراهين.

بصرف النظر عن معرفتهم في هذا المضمار أو ذاك، كان السفسطائيون سادة فنِّ الكلام. وبالتالي، ومن هذا المنطلق، كانوا وقتذاك، على ما يبدو، قادرين على بيع خطبهم حول أيِّ موضوع بأثمان غالية، حتى وإن كانت تلك الخطب تتعلق بمواضيع متناقضة. من هنا يمكن اعتبارهم بحق مؤسِّسي فنِّ الخطابة أيضًا. فهم ما كانوا ليترددوا البتة في استعارة الحجج والأمثال من مفكرين سابقين أو حتى من الأساطير (التي كان بروذيكوس، المحبِّذ للنقد الديني، يعتقد أنها مجرد سِيَرٍ ذاتية مجمَّلة)، محوِّلين كلَّ شيء إلى مناسبات لإلقاء خطبهم الجميلة؛ الأمر الذي أدى، بسبب موقفهم النقدي، من جهة، وغير الامتثالي، من جهة أخرى، إلى تبنِّي السياسيين لهم وإلى استقطابهم عداء الأثينيين، وعلى رأسهم سقراط (الذي كان يُعتبَر واحدًا منهم). عاش سقراط في هذه الاجواء، وكان هو الآخر يقوم بمهنة التعليم مثل السفسطائيين، لكنه اختلف عنهم، لأنه لم يكن يأخذ بمبدأ القوة كأساس للحق، ولا بمبدأ نسبية الحق، وانه تابع ـ اي الحق ـ لما يراه كل انسان حسب مصالحه. والحوار السقراطي اتخذ طابعا معينا تميز به سقراط عن سواه، فهو يوقع محاوره او خصمه في الارتباك، ولا يبادر في الاتيان على الاجوبة في ما يطرحه من تساؤلات، ولكنه يستخرجها من محاوره نفسه.

كان من أشهرهم غورغياس (485-380 ق م)، الذي كان متأثرًا بأمباذوقليس والذي كان يؤمن بأن الكلام قادر على إقناع الانسان بأي شيء يريده المتكلم عند توفر قوة الاقناع لدى المتكلم ، وكذلك بروتاغوراس الأدبيري (480-411 ق م) الذي كان مستوحيًا من هيراقليطس، كان يرفض كلَّ حقيقة مطلقة ويقبل مبدأ التحول؛ فالإنسان، في نظره، كان مقياس كلِّ الأشياء حيث كان بروتوغوراس يرى أن الإنسان مقياس الموجود من الأشياء واللاموجود منها. كذك هيبياس الذي يعرف من محاورات أفلاطون الشهيرة.
- - - - -- - - - - - - -

المصادر:

(1) قاموس ناثان الفلسفي، جيرار دوروزوي وأندريه روسيل.
(2)ديورانت , ويل , ( قصة الحضارة )
(3) G. ROMEYER-DHERBEY, Les sophistes
(4) H. ALBERT , sophistes