مشاهدة النسخة كاملة : المقامة الحجرية
حنان الاغا
29-11-2006, 03:23 PM
المقامة الحجرية
انتشر الخبر ، بل انفجر .. وحملت نثاره أشعة الشمس والنسمات الباردة ، وتلقته البيوت الطينية ببعض الحبور . اذ أن تراكمات الهموم وسنوات القهر جعلت الحذر والشك أول ما تبثه هذه العتبات المختبئة وراء الأشجار العتيقة ، والسلاسل المحملة بأغصان الكرمة اليابسة. عباس وصل . عباس رجع.
عباس وهو يحمل حقيبة أوراقه ، سمع صدى الصوت يندفع الى أذنيه في دفقات متلاحقة مع هبات الريح القادمة من جهة الغرب.. هو لا يكاد يذكر كم من السنوات غابت صورة هذه الأشجار وتلك البيوت عن ناظريه.
وضع عباس حقيبته على الأرض والتقط حجرا من تلك الحجارة الغريبة المسكونة بالزمن ، حجارة مخرمة كأنها جسد تلقى عشرات الطلقات فتكوم على نفسه بلا شكل محدد، أو قل كأنها جماجم التحمت معا فاختفت جل تفاصيلها وبقيت منها العيون المجوفة والأفواه الفاغرة .ولكن لم لا تحاول_ فكر عباس _ أن تنتقي الصورة الأجمل ، لم لا تقول أنها كنوز تعبق برائحة الزمن ، وتمتلىء بنسغ المكان؟ التاريخ والأجداد والأرض الطيبة هم الذين زرعوا هذه الزيتونات التي تثقبت جذوعها كما الحجارة فأصبحت الواحدة منها مأوى لمخلوقات كثيرة متفاوتة في الحجم ومختلفة في النوع . لطالما أحب هذه الأشجار واتخذها ملاذا يقيه الصهد والعيون ، ولطالما جمع تلك الحجارة وبنى منها اشكالا كانت بمثابة ممتلكات خاصة به .. لم يكن حينها يعي ما تقترحه هذه الأشكال ولكنه _على أي حال_ كان يقف لساعات يتأملها ، بل كان يقاتل من أجلها أقرانه الذين كانوا يسخرون منها ومنه، وكان يكفي أن يمد أحدهم ساقه ويلكزها بقدمه حتى تنهار أمامه ، فيلهث عباس وراءه محاولا الأمساك به عبثا ، ويعود أدراجه ليبني من جديد والدموع تتجمد في مآقيه. سيبنيها ذات يوم وستكون له ، ملكه ، ولن يستطيع أي مخلوق أن يهدمها .
جلس عباس وهو ما زال يحمل الحجر بين راحتيه ، ثم استند بظهره الى واحدة من تلك الأشجار _ عجوز جاوزت المائتين_ وضع الحجر أمامه برفق كأنما هو رضيع يوسد مهدا ، ومسح بظهر يده دمعتين معلقتين بين أهدابه، وشرد بذهنه بعيدا ، هناك في تلك البلاد البعيدة المليئة بمقالع الرخام ، كان يرى الرجل يقسو على الحجر ، وكلما ازداد قسوة يعطيه الحجر من أعماقه الصلبة جمالا وكلما غاص أزميله في قلب الكتلة الحجرية كلما تفتق ذاك القلب حبا وابداعا!يا الله! كيف يكون هذا؟
لم يكن يجرؤ على فعل ذلك .. كيف يضرب الحجر وكيف يطعنه في القلب ؟ كيف يقابل حبه قتلا ؟ كان يذهب الى المقالع يوميا ويتخيل أشكاله المفترضة تنفصل ، وتنزلق من الكتل العملاقة وتقترب منه ، وتقترب. أكثر..أكثر فيخاف ويصرخ هاربا.
قال له الطبيب يوما أن مايكل انجيلو كان يرى اشخاصه قبل أن ينحتها تتحرك وتقفز من الكتل الهائلة ، وقال له في وقت آخر أنه سيصبح نحاتا عظيما مثله .. ابتسم عباس ، لم يكن الطبيب يعرف أن الحجارة هناك في قريته الجبلية الغافية في أحضان الضباب والتاريخ والزيتون ، لم يطعنها أزميل النحات وأنها تتطور وتتشكل وتتجسم وتتثقب دون أن تخضع لعمليات التعذيب . حجارتنا دافئة وحجارتكم صقيلة باردة.
قالوا انه مجنون . فهو ينحت الحجر بعينيه . مجنون . وتدافعت صور كثيرة أمام ناظريه وتقافزت إلى ذاكرته المضطربة أحداث هاربة من اسار الزمان والمكان . أمسك عباس حقيبته التي تحمل شهاداته الطبية المصدقة حسب الأصول .. نظر إليها طويلا ، ثم فتحها .كانت الريح قد اشتدت واهتزت لها أشجار الزيتون العتيقة ، طارت الأوراق وحملتها الريح وبعثرتها .. ربما وصل بعضها إلى حيث بيت العائلة ، هو لا يعرف .
نظر إلى حيث تأتي الريح من جهة الغرب وقد اتخذ قرارا بالسير هبوطا ،ثم صعودا وهبوطا مرة أخرى ليصل هناك حيث يتقدس الحجر، فهو المأوى والرغيف والسلاح ، يستسلم للأيدي الصغيرة وينفلق لها طوعا دون أزميل ، ومنه يتدفق شريان الحياة الآتية
حنان الأغا
13-1-1998
نهير محمد عبد الله الشيخ
29-11-2006, 04:59 PM
الله الله الفنانة المقتدرة حنان
افلحت ايما فلاح فى رسم صورة فنية غير اعتيادية
تخللها احساس بعلاقة الفرد بالأرض والوطن
تخيلى انى لا استطع لأول مرة اكتب تعليقى كما اشعره من هذه القطعة الفنية الراقية !
سأعاود التعليق بعد ما افكر جيدا بما تستحقه
دام ابداعك
الشربينى خطاب
29-11-2006, 06:09 PM
نظر إلى حيث تأتي الريح من جهة الغرب وقد اتخذ قرارا بالسير هبوطا ،ثم صعودا وهبوطا مرة أخرى ليصل هناك حيث يتقدس الحجر، فهو المأوى والرغيف والسلاح ، يستسلم للأيدي الصغيرة وينفلق لها طوعا دون أزميل ، ومنه يتدفق شريان الحياة الآتية
أراني طفل في في انتفاضة الحجارة ، يستسلم في يدي الصغيرة حجر وينفلق من تلقاء نفسه طوعاً دون أزميل ، أطلقه علي غاصب حياتي فيتدفق شريان الحياة لمن سوف يأتي من بعدي
كل قراءة احتمال
رائعة يا حنان لك خالص تحياتي
مجدي محمود جعفر
29-11-2006, 07:05 PM
الكعكة الحجرية لأمل دنقل ، والمقامة الحجرية لحنان الأغا ، مجرد خاطر تزاحم على رأسي وأنا أشاغب العنوان ، والذي يُهيأ آذاني لإستقبال عزفا موسيقيا ، عزف منفرد على مقام الحجارة في الأرض الطيبة ، عزف جميل من بلاد الزيتون تعزفه حنان على أوتار الحجارة ، فهو المأوى وهو الرغيف وهو السلاح ، هو إذن الحضارة ، هو في يد الصبية طيعا ، لينا ، وينطلق من آياديهم الطرية رصاصات تستقر في قلوب الغاصبين ، دانات وقنابل نابلم تحرق البرابرة ، هو الطريق إلى التحرير والمستقبل ، للحجارة في فلسطين شكل مختلف ، صارت رمزا ، صارت وصارت وصارت ، لحنا ، أغنية ، مقامة ، مقامة حجرية يعزفها الأدباء والفنانيين والشعراء والموسيقيين وكل أبناء الشعب الفلسطيني ، وما يأتي من الغرب لا يسُر القلب كما يقول المثل المصري وأكدته حنان في مقامتها ، فحل القضية ليس في يد الغرب ، فالرياح التي تأتي من هناك رياح سامة ، بغيضة ، قاتلة ، منحازة ، الحل عندنا ، في داخلنا ومن حضارتنا وبين أيدينا في الحجارة ، التي نصنع منها حياة ، وحضارة ، ونصرا مظفرا بإذن الله ، بورك فيك حنان كما بورك في الأقصى وما حوله وفي شجرة الزيتون ودعونا نردد قول الشاعر :
أخي جاوز الظالمون المدى / وحق الجهاد وحق الفدا
حنان الاغا
29-11-2006, 10:13 PM
الله الله الفنانة المقتدرة حنان
افلحت ايما فلاح فى رسم صورة فنية غير اعتيادية
تخللها احساس بعلاقة الفرد بالأرض والوطن
تخيلى انى لا استطع لأول مرة اكتب تعليقى كما اشعره من هذه القطعة الفنية الراقية !
سأعاود التعليق بعد ما افكر جيدا بما تستحقه
دام ابداعك
___________________________
أحييك نهير لهذا التعليق الذي أسعدني
ليس لأنك امتدحت القصة فقط ، بل لأنني أحب البطل
الحجر !
شكرا وأهلا بك مع النص وكل نص دائما
وفاء شوكت خضر
29-11-2006, 10:26 PM
الأديبة / حنان الآغا ...
اقشعر بدني ، وانتابتني حالة غريبة وأنا أقرأ النص ، والتعليقات التي تبعته ، فضيعت مني الكلمات ..
قد قلنا عمن قدس الحجر ، وثني ..
أترانا في وثنية ونحن نقدس هذا الحجر ؟؟
بات هذا الحجر حشقنا الذي نتغنى به ..
طوبا لذلك الحجر ..
طوبا لحامله ..
طوبا لمن كتبت عنه .
جميلة أنت وكلماتك بجمال ذلك الوطن ، وعريقة بعراقة أشجار الزيتون ، وصلبة صامدة حنونة ، كحجارته .
لك ودي واحترامي .
حنان الاغا
30-11-2006, 03:21 PM
نظر إلى حيث تأتي الريح من جهة الغرب وقد اتخذ قرارا بالسير هبوطا ،ثم صعودا وهبوطا مرة أخرى ليصل هناك حيث يتقدس الحجر، فهو المأوى والرغيف والسلاح ، يستسلم للأيدي الصغيرة وينفلق لها طوعا دون أزميل ، ومنه يتدفق شريان الحياة الآتية
أراني طفل في في انتفاضة الحجارة ، يستسلم في يدي الصغيرة حجر وينفلق من تلقاء نفسه طوعاً دون أزميل ، أطلقه علي غاصب حياتي فيتدفق شريان الحياة لمن سوف يأتي من بعدي
كل قراءة احتمال
رائعة يا حنان لك خالص تحياتي
____________________________
الشربيني خطاب
أيها المبدع
سلمت روحك الوطنية الصادقة
ردك يجعلني أحس أننا ما نزال بخير
وأن عروبتنا تلغي الحواجز بين قضايانا لتصبح واحدة
تحيتي لك
نهير محمد عبد الله الشيخ
30-11-2006, 04:47 PM
لم يكن الطبيب يعرف أن الحجارة هناك في قريته الجبلية الغافية في أحضان الضباب والتاريخ والزيتون ، لم يطعنها أزميل النحات وأنها تتطور وتتشكل وتتجسم وتتثقب دون أن تخضع لعمليات التعذيب . حجارتنا دافئة وحجارتكم صقيلة باردة
ليصل هناك حيث يتقدس الحجر، فهو المأوى والرغيف والسلاح ، يستسلم للأيدي الصغيرة وينفلق لها طوعا دون أزميل
الأخت المبدعة حنان
لا أرانى افهم الأقصوصة كما فهما اآخرون
اراك فيها راقية .. راقية !
اراها علاقة الأنسان بالبيئة بحجرها وجدرانها وأشجارها وكل ما بها .
كما تعطيها تعطيك بل حتى تشعر بك وتتشكل بك
كنت اسمع دائما انه اذا احب شخصين بعضهما يأخذان نفس الملامح !
وكيف يهون علينا ان نشوها بأيدينا ؟ أليست هى المأوى والسلاح والرغيف ؟
هذا انسان رقيق لا يحتمل ان يكون طبيبا يشرح الناس ويمثل بالحجر الذى يعتبره جزء منه - هذا موهوب بالفطرة ستطوع يده الحجر ان مسته وطوعا ينصاع له الحجر فى اى موقف واى حال يحتاجه .. هو السلاح يدافع به عن نفسه ، وهو يشكله ليعيش منه ، وهو المأوى يحتمى فيه .
يعطيه ما يريد ، وقتما شاء وكيفما شاء .. انه حقا البطل . ولذا وجب تقديسه .
والأجمل العنوان : المقامة الحجرية " اى الحجارة المقدسة ! "
ثانى مرة لا افلح فى التعبير عما اريد ان اقوله !!!
حنان - انت مبدعة وكفــى !
د. مصطفى عراقي
01-12-2006, 05:20 AM
المقامة الحجرية
انتشر الخبر ، بل انفجر .. وحملت نثاره أشعة الشمس والنسمات الباردة ، وتلقته البيوت الطينية ببعض الحبور . اذ أن تراكمات الهموم وسنوات القهر جعلت الحذر والشك أول ما تبثه هذه العتبات المختبئة وراء الأشجار العتيقة ، والسلاسل المحملة بأغصان الكرمة اليابسة. عباس وصل . عباس رجع.
عباس وهو يحمل حقيبة أوراقه ، سمع صدى الصوت يندفع الى أذنيه في دفقات متلاحقة مع هبات الريح القادمة من جهة الغرب.. هو لا يكاد يذكر كم من السنوات غابت صورة هذه الأشجار وتلك البيوت عن ناظريه.
وضع عباس حقيبته على الأرض والتقط حجرا من تلك الحجارة الغريبة المسكونة بالزمن ، حجارة مخرمة كأنها جسد تلقى عشرات الطلقات فتكوم على نفسه بلا شكل محدد، أو قل كأنها جماجم التحمت معا فاختفت جل تفاصيلها وبقيت منها العيون المجوفة والأفواه الفاغرة .ولكن لم لا تحاول_ فكر عباس _ أن تنتقي الصورة الأجمل ، لم لا تقول أنها كنوز تعبق برائحة الزمن ، وتمتلىء بنسغ المكان؟ التاريخ والأجداد والأرض الطيبة هم الذين زرعوا هذه الزيتونات التي تثقبت جذوعها كما الحجارة فأصبحت الواحدة منها مأوى لمخلوقات كثيرة متفاوتة في الحجم ومختلفة في النوع . لطالما أحب هذه الأشجار واتخذها ملاذا يقيه الصهد والعيون ، ولطالما جمع تلك الحجارة وبنى منها اشكالا كانت بمثابة ممتلكات خاصة به .. لم يكن حينها يعي ما تقترحه هذه الأشكال ولكنه _على أي حال_ كان يقف لساعات يتأملها ، بل كان يقاتل من أجلها أقرانه الذين كانوا يسخرون منها ومنه، وكان يكفي أن يمد أحدهم ساقه ويلكزها بقدمه حتى تنهار أمامه ، فيلهث عباس وراءه محاولا الأمساك به عبثا ، ويعود أدراجه ليبني من جديد والدموع تتجمد في مآقيه. سيبنيها ذات يوم وستكون له ، ملكه ، ولن يستطيع أي مخلوق أن يهدمها .
جلس عباس وهو ما زال يحمل الحجر بين راحتيه ، ثم استند بظهره الى واحدة من تلك الأشجار _ عجوز جاوزت المائتين_ وضع الحجر أمامه برفق كأنما هو رضيع يوسد مهدا ، ومسح بظهر يده دمعتين معلقتين بين أهدابه، وشرد بذهنه بعيدا ، هناك في تلك البلاد البعيدة المليئة بمقالع الرخام ، كان يرى الرجل يقسو على الحجر ، وكلما ازداد قسوة يعطيه الحجر من أعماقه الصلبة جمالا وكلما غاص أزميله في قلب الكتلة الحجرية كلما تفتق ذاك القلب حبا وابداعا!يا الله! كيف يكون هذا؟
لم يكن يجرؤ على فعل ذلك .. كيف يضرب الحجر وكيف يطعنه في القلب ؟ كيف يقابل حبه قتلا ؟ كان يذهب الى المقالع يوميا ويتخيل أشكاله المفترضة تنفصل ، وتنزلق من الكتل العملاقة وتقترب منه ، وتقترب. أكثر..أكثر فيخاف ويصرخ هاربا.
قال له الطبيب يوما أن مايكل انجيلو كان يرى اشخاصه قبل أن ينحتها تتحرك وتقفز من الكتل الهائلة ، وقال له في وقت آخر أنه سيصبح نحاتا عظيما مثله .. ابتسم عباس ، لم يكن الطبيب يعرف أن الحجارة هناك في قريته الجبلية الغافية في أحضان الضباب والتاريخ والزيتون ، لم يطعنها أزميل النحات وأنها تتطور وتتشكل وتتجسم وتتثقب دون أن تخضع لعمليات التعذيب . حجارتنا دافئة وحجارتكم صقيلة باردة.
قالوا انه مجنون . فهو ينحت الحجر بعينيه . مجنون . وتدافعت صور كثيرة أمام ناظريه وتقافزت إلى ذاكرته المضطربة أحداث هاربة من اسار الزمان والمكان . أمسك عباس حقيبته التي تحمل شهاداته الطبية المصدقة حسب الأصول .. نظر إليها طويلا ، ثم فتحها .كانت الريح قد اشتدت واهتزت لها أشجار الزيتون العتيقة ، طارت الأوراق وحملتها الريح وبعثرتها .. ربما وصل بعضها إلى حيث بيت العائلة ، هو لا يعرف .
نظر إلى حيث تأتي الريح من جهة الغرب وقد اتخذ قرارا بالسير هبوطا ،ثم صعودا وهبوطا مرة أخرى ليصل هناك حيث يتقدس الحجر، فهو المأوى والرغيف والسلاح ، يستسلم للأيدي الصغيرة وينفلق لها طوعا دون أزميل ، ومنه يتدفق شريان الحياة الآتية
حنان الأغا
13-1-1998
============
أديبتنا الصادقة : حنان
أول ما لفت نظري في هذه القصة المتميزة اللغة العالية المتفجرة التي كتبت بها
منذ البداية :
انتشر الخبر ، بل انفجر
بما تحمل من حيوية وتشويق لهذا الخبر
ثم هاهي الطبيعة تشارك في رسم المشهد :
"وحملت نثاره أشعة الشمس والنسمات الباردة"
في مفارقة بين أشعة الشمس بما توحي من حرارة
والنسمات التي تدل على البرودة
ومنهما تتولد الأحداث
فهاهي البيوت الطينية تتلقى هذه الأشعة ببعض الحبور
فالبيوت هنا كما الأشعة شخوص حقيقية لها مشاعرها مثلها مثل العتبات المختبئة، والأشجار العتيقة ، والسلاسل المحملة بأغصان الكرمة اليابسة.
ثم يسلمنا هذا المشهد الكوني إلى بطلنا الإنسان:
" عباس وصل . عباس رجع."
وكأن هذا الهتاف نابع من الطبيعة والبيوت.
وبين الوصول والرجوع:
تتحرك القصة المقامة حركتها الوجدانية العميقة
كل شيء هنا حي حتى :
العجوز ذات المئتين خريفا
والحجر الرضيع
هذا الحجر الذي يشبه حجر مايكل انجلو حيث كان يطيل فيه التأمل ليصوغه فنا جميلا
تماما كما صنعت كاتبتنا من المقامة الحجرية لوحة فنية إنسانية
وقصة أدبية حميمة مثلما كان كل شيء هنا حميما مع عباس ومعنا.
شكرا لك يا أستاذة حنان على هذه التحفة الغالية
ألف شكر
حنان الاغا
01-12-2006, 02:40 PM
الأديب الأخ مجدي محمود جعفر
بارك الله فيك
سأعترف أنني استمتعت بقراءة ردك
لم أدهش أبدا للحس الوطني الصادق والعربي المستنير الذي حملته حروفك
وذكرني هذا بأيام كانت الروح العربية تخترق أجواء الكون
وتقطع بحاره ومحيطاته
وتجوس رمال صحاريه الممتدة
وأهمس لك بسر
الرياح التي كان عباس يتوجه باتجاهها غربا هي غربنا هنا ، البحر المتوسط ، الوطن المغتصب ، فلسطين .
ولكن رياحك الغربية أيضا تحمل المعنى المضمر دائما وهو صحيح
الغرب وما يأتينا منه من رياح سموم
أبدعت بالرد
شكرا لك ولمشاغبتك عنواني
حنان الاغا
01-12-2006, 05:13 PM
الأخت العزيزة وفاء
أحييك أختي ، حسك مرهف وهذا تشي به حروفك
ولك مني كل التقدير ، وهو من دواعي فرحتي أن أحس بمثل هذا التفاعل
بوركت وفاء أيتها الرائعة
محمد سامي البوهي
01-12-2006, 05:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الأديبة / حنان
قرأت هنا نصاً غير اعتيادياً ، تشابكت معه الصور واللغة والفكرة بإنسجام غريب ، كانت فكرتك هي حزمة أفكار ، وضربت عدة عصافير بحجر واحد ، عصفور الأرض والوطن ، عصفور المقاومة ، فالحجر هنا تمثل التمسك بالأرض وقضيتها ، ومثل لنا سلاحاً ندافع به عن ارضنا ، اي ان الحجر هنا تمحورت حولة للدفع بعدة أفكار بطريقة غير عادية لمعالجة فكرة أطفال الحجارة ، والأرض ، وكـأن الحجر صار بين بين ، بين الوطن والسلاح .
دمت مبدعة
سعيد أبو نعسة
01-12-2006, 10:07 PM
أختي الكريمة حنان
سيمفونية الحجر تدغدغ آذان الخاملين و تهمزهم من أجل العبور و اجتياز الوديان و الهضاب إلى حيث يتقدس الحجر و يصبح هو الفعل بعد ردح من الزمن كان بلعب فيه دور رد الفعل
النصر قاب قوسين أو أدنى بإذن الله
دمت مبدعة
د. محمد إياد العكاري
01-12-2006, 11:37 PM
لكأننا نتعلم من عمالقة الرجال أطفال الحجارة كيف تصنع الحياة
ولكأن الحجر في يدهم اصبح بارق أملٍ يوقظ الأمة من سباتها
أيتها الفاضلة حنان الآغا
أين آتيك؟ وأين أجدك؟ أفي القص؟ أو في الرسم ؟!أو في الشعر ؟؟!
أجدك حيث اليراع والإبداع
دمت وسلمت وطبت
حنان الاغا
03-12-2006, 08:05 AM
الأخ الأديب الكبير
د. مصطفى عراقي
هناك قرية شمالية تعيش معظم أيام السنة متشحة بالضباب
وتسكنها هذه الزيتونات العتيقة والأحجار المثقبة
لقد أضفت سيدي إلى وصفها لمساتك التي توحي للقارىء بأنك كنت ذات يوم هناك
رائعة هي قراءتك
شكرا لك
حنان الاغا
03-12-2006, 08:09 AM
الأخ الأديب محمد سامي البوهي
وقد أصبت كل العصافير أخي الكريم في ردك الشامل
نعم هو ما تفضلت به
الحجر هو الأرضوالوطن ماديا ومعنويا
وهو السلاح الماديوالمقاومة ورفض العدوان معنويا
تحياتي وشكري
خليل حلاوجي
03-12-2006, 08:28 AM
سيبنيها ذات يوم وستكون له ، ملكه ، ولن يستطيع أي مخلوق أن يهدمها .
\
الاديبة حنان الآغا
كعادتك تأتين بالمثمر من القول ... والفصل
وقفت كثيرا ً مع دلالات عباسنا وأرضنا
فماوجدت غير قابيل يكرر فعلته الشنيعة ... وأحفادا ً لهابيل يتكرر عندهم النواح
هل تعلمين أختاه
أننا لم نفهم بعد مايبغيه عباس
ولا الاعداء قد فهموا
عباس يقول للكون وماحوى أن أرضنا هي الانسان
ان اوطاننا هو الانسان .... وليست الحجارة التي حولها القساة فينا الى حجارة فحولها رد فعلنا الى رصاصات الكل في هذا الحشد خاسر
أختاه ... أديبتنا البالغة البهاء ... حروفها
فجيعة العنف بحاجة منا الى رؤية أعمق
بحاجة الى لقاحات نسابق بها فوران العنف فنسبقه لكي نقضي عليه
وتلك وربي مهمة العقلاء في ملتنا وأنت كوكبهم
نحن بحاجة الى همة بمستوى همومنا
حنان الاغا
03-12-2006, 10:05 PM
أختي الكريمة حنان
سيمفونية الحجر تدغدغ آذان الخاملين و تهمزهم من أجل العبور و اجتياز الوديان و الهضاب إلى حيث يتقدس الحجر و يصبح هو الفعل بعد ردح من الزمن كان بلعب فيه دور رد الفعل
النصر قاب قوسين أو أدنى بإذن الله
دمت مبدعة
____________________-
القاص الصديق أحمد أبو نعسة
تحياتي لهذا المرور الجميل المعطر برائحة الأرض
نعم أخي أصبح الحجر هو الفعل المبارك
ندعو الله تعالى أن يمن على وطنناالكبير بالنصر
حنان الاغا
03-12-2006, 10:10 PM
أخي د. محمد إياد العكاري
وأين أنا من إبداعك ؟ حقا
تطبب الألم وتداوي الحزن وتبعث الأمل في الآتي الذي الذي سيكون أجمل بإذن الله
وها نحن نحاول
تحياتي لك
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir