مشاهدة النسخة كاملة : ما حيلة الشعراء
صالح زيادنة
19-12-2002, 10:03 PM
أنا مُقِلّ .. أعترف .
ولكن كبداية يجب أن نؤكد الحضور ، على الأقل بقصيدة عمرها عدة أشهر وإن لم تسعفني القريحة بعد لأنجب لها أختاً ، رغم محاولاتي ابتلاع حبوب ( جلب الحَمْل ) ، ولكن يبدو أنني تقدمت في العمر ، فلا حول ولا ...
فهذه قصيدة بعنوان " ما حيلة الشعراء " ، نشارك بها في هذا المنتدى الطيب ، وأرجو أن تنال رضاكم .
ما حيلة الشعراء
أرفــــاقَ دربـــي إنَّنــــا إخـــوانُ
...................... الهــمُّ شـــرقٌ ، والأسى عنـــوانُ
حزني عظيــمٌ والجراحُ عميقــــةٌ
...................... والقلــبُ بين جوانحـــي حيـــرانُ
الحرفُ يبكي والســــطورُ حزينةٌ
...................... والشـــعرُ تذوي فوقـــــه الأوزانُ
تغفو على وجهِ القريض بشاشـــةٌ
...................... وعليــــه تبــــدو رِثَّـــةٌ وهــــوانُ
جفَّ الربيـــعُ فلا فــراشٌ راقصٌ
...................... فوق الزهــور ، ولا الشذا رَيْحانُ
ذهبَ الحمامُ مع الهديــلِ وأقفرتْ
...................... تلك الربـــوعُ فسـادَتِ الغِربَــــانُ
والبلبــــل الغِرِّيــــدُ بُحَّ نشـــــيـدُهُ
...................... وتلعثمــتْ في شــــدوِها الكروانُ
دهـــرٌ حزيـــنٌ قد أناخَ جِرانَـــــهُ
...................... فوقَ الصـــدورِ فضجّتِ الأبــدانُ
دهـــرٌ كئيبٌ ، أي جُرْحٍ نابنــــــا
...................... منــه ، وشبَّت في الحشــــا نيرانُ
ســــيّان نبكي أو نمـزَّقُ أضلعـــاً
...................... ذابتْ علـــى جدرانها الأحــــزانُ
فالصوتُ يبقى في الحناجرِ خنجراً
...................... وتموتُ فوق ظُبَاتِـــهِ الأشــــجانُ
مات الضميرُ وليس نرجو بعـــدهُ
...................... عطفاً ، ومات بموتــــه الإنســانُ
ونعـــودُ للأرضِ التي من أجلهــا
...................... نُظِمتْ عقودُ الشِّعرِ وهي جُمــانُ
الأرض رمـــزٌ للبقـاء ومشــــعلٌ
...................... للمجـــدِ ، تحملُ عبئَــــهُ الأوطانُ
فهواؤها يُشــفي العليــــلَ وماؤها
...................... عســـلٌ ، تفيض بعطره الغـدرانُ
التينُ والزيتــون يزهـــو فوقهــــا
...................... وكذاك جـــاء بذكـــرها القــــرآنُ
نبتت بها شِــيَمُ النفوس على التقى
...................... وعليها سـار الشـــيبُ والشــــبَّانُ
الأرض أمٌّ للفضائـــــــل كلّهــــــا
...................... سَـــهِرَتْ علينا والدجى وســــنانُ
الأرض ذوبٌ من حنـــانٍ غامــرٍ
...................... هشّــــت لهُ بين الحشــا أشـــجانُ
يأوي إليهـــا الريــمُ في خُلْواتــــهِ
...................... وتجــــــول بين تلالهــــا الغِزلانُ
ويرفرفُ القمــــري فوق ربوعها
...................... فيصـــفّق الخــــروبُ والرمَّــــانُ
الأرضُ ميراث الجدود نصونهــا
...................... كالعِرض يحمي عرضه الإنسـانُ
هذي قبـــور الأهل فوق أديمهـــا
...................... حفّـت بها الأزهــــار والأغصانُ
ســـادوا بها لم يتركوها لحظـــــةً
...................... فســـما بها الإعمــــار والبُنيــــانُ
كانوا الجذور وسوف نتبعُ دربهم
...................... ونعلّم الأجيـــــالَ كيف تصـــــانُ
هذا شــــعوري صغتُهُ من مهجةٍ
...................... عصفتْ بها الأشــواق والأشجانُ
ورأيتُ أن الشـــعر يشبه مُسْــكِنَاً
...................... حينـــاً وترجع بعـــده الأحــــزانُ
ما حيلــــة الشعراء غير قصائـــدٍ
...................... ذابتْ على أوتــــارها الألحـــــانُ
ما حيلة الشــعراء غير قصائــــدٍ
...................... كلمى ، تنــــوء بحملهــا الأوزانُ
ما حيلــــة الشـــعراء غير مرارةٍ
...................... مكبوتــــةٍ فـي طيّــــها حرمــــانُ
ما تفعلُ الأشــــعارُ حين تقوضَّتْ
...................... أسسُ الكرامـــةِ والرجــــالُ تهانُ
ذرني رفيقَ الدربِ إني شـــــاعرٌ
...................... شَرِقَتْ بمــــاء دموعـهِ الأجفـــانُ
يســـتلهم الأشـــعارَ وحيَ قريحـةٍ
...................... ضــربتْ على آذانها الأحـــــزانُ
يستصرخ الأبيـــاتَ لكن لم يجــدْ
...................... أحداً ، ولَجَّتْ بالصــدى القيعـــانُ
يستصرخ الأشــــعارَ لكن لم يكنْ
...................... أحــــدٌ ، فأينَ تفـــــرَّق الخِــــلاّنُ
هـــــذا زمـــانٌ تســــتباحُ كرامـةٌ
...................... فيـــه ، ويبكـي نفســــه الإنســـانُ
هـــذا زمـــانٌ للقــويِّ مُسَــــــخَّرٌ
...................... ما عاد فيـــــه للضعيـفِ لســـــانُ
لا تُطفئُ الأشــعارُ ناراً في الحشا
...................... لكنَّهــــا تتوقَّــــــدُ الأذهــــــــــانُ
فلربمــــا يأتي زمــــانٌ صالــــحٌ
...................... فيه تعــــودُ لمجـــدها عدنـــــــانُ
ملاحظة : حاولت أن أنقل لكم القصيدة بشكل جيد كما يفعل أخي سمير العمري ، ولكنني لم أهتدِ للطريقة ، فاعذروني .
بـاسل
19-12-2002, 11:06 PM
أخى الكريم / صالح زيادنة
تحيه طيبه
ما حيلة الشعراء غير قصائـدٍ
............................. ذابتْ على أوتارها الألحـانُ
ما حيلة الشعراء غير قصائـدٍ
............................. كلمى ، تنـوء بحملهـا الأوزانُ
ما حيلة الشعراء غير مـرارةٍ
............................. مكبوتـةٍ في طيّـها حرمـانُ
ما تفعل الأشعارُ حين تقوضت
............................. أسسُ الكرامةِ والرجـالُ تهانُ
ذرني - رفيقَ الدربِ- إني شاعرٌ
............................. شَرِقَتْ بماء دموعـهِ الأجفانُ
يستلهم الأشعارَ وحيَ قريحـةٍ
............................. ضربت على آذانها الأحزانُ
يستصرخ الأبياتَ لكن لم يجد
............................. أحداً ، ولَجَّتْ بالصدى القيعانُ
يستصرخ الأشعارَ لكن لم يكن
............................. أحدٌ ، فأيـنَ تفـرَّق الخِـلاّنُ
هذا زمـانٌ تستباحُ كرامـةٌ
............................. فيه ، ويبكـي نفسـه الإنسانُ
هذا زمـانٌ للقويِّ مُسَخَّـرٌ
............................. ما عاد فيـه للضعيـفِ لسانُ
لا تُطفيء الأشعارُ ناراً في الحشا
............................. لكنـها تتوقــد الأذهـانُ
سلمت يداك ودام إبداعك ..
تحياتى وتبجيلى
د. سمير العمري
21-12-2002, 01:02 AM
أخي الحبيب صالح زيادنة:
الله الله الله ....
من أروع ما قرأت لك .... إبداع بالفعل ..
ربما أعود معارضاً ...
وتكرم عيونك فسأقوم بنفسي بتنسيقها :011:
تحياتي وتقديري
د. ندى إدريس
21-12-2002, 02:10 AM
مرحبا
أسعد الله الصباح
مقل ... لكنك عدت بالكثير والغزير !!!
لله درك ماأجملك!
بورك القلم وصاحبه
احترامي
نسرين
21-12-2002, 07:07 AM
ما حيلــــة الشعراء غير قصائـــدٍ
..................... ذابتْ على أوتــــارها الألحـــــانُ
ما حيلة الشــعراء غير قصائــــدٍ
...................... كلمى ، تنــــوء بحملهــا الأوزانُ
ما حيلــــة الشـــعراء غير مرارةٍ
..................... مكبوتــــةٍ فـي طيّــــها حرمــــانُ
ما تفعلُ الأشــــعارُ حين تقوضَّتْ
..................... أسسُ الكرامـــةِ والرجــــالُ تهانُ
لكم انت رائع دائما شاعرنا الفاضل
لله درك وسلمت يمينك
تمنياتي لك بالسعادة الدائمه
نسرينه
نعيمه الهاشمي
21-12-2002, 11:31 AM
أخى الكريم / صالح زيادنة
الأرضُ ميراث الجدود نصونهــا
...................... كالعِرض يحمي عرضه الإنسـانُ
هذي قبـــور الأهل فوق أديمهـــا
...................... حفّـت بها الأزهــــار والأغصانُ
ســـادوا بها لم يتركوها لحظـــــةً
...................... فســـما بها الإعمــــار والبُنيــــانُ
كانوا الجذور وسوف نتبعُ دربهم
...................... ونعلّم الأجيـــــالَ كيف تصـــــانُ
هذا شــــعوري صغتُهُ من مهجةٍ
...................... عصفتْ بها الأشــواق والأشجانُ
ورأيتُ أن الشـــعر يشبه مُسْــكِنَاً
...................... حينـــاً وترجع بعـــده الأحــــزانُ
ما حيلــــة الشعراء غير قصائـــدٍ
...................... ذابتْ على أوتــــارها الألحـــــانُ
ما حيلة الشــعراء غير قصائــــدٍ
...................... كلمى ، تنــــوء بحملهــا الأوزانُ
ما حيلــــة الشـــعراء غير مرارةٍ
...................... مكبوتــــةٍ فـي طيّــــها حرمــــانُ
ما تفعلُ الأشــــعارُ حين تقوضَّتْ
...................... أسسُ الكرامـــةِ والرجــــالُ تهانُ
ذرني رفيقَ الدربِ إني شـــــاعرٌ
...................... شَرِقَتْ بمــــاء دموعـهِ الأجفـــانُ
يســـتلهم الأشـــعارَ وحيَ قريحـةٍ
...................... ضــربتْ على آذانها الأحـــــزانُ
يستصرخ الأبيـــاتَ لكن لم يجــدْ
...................... أحداً ، ولَجَّتْ بالصــدى القيعـــانُ
يستصرخ الأشــــعارَ لكن لم يكنْ
...................... أحــــدٌ ، فأينَ تفـــــرَّق الخِــــلاّنُ
هـــــذا زمـــانٌ تســــتباحُ كرامـةٌ
...................... فيـــه ، ويبكـي نفســــه الإنســـانُ
هـــذا زمـــانٌ للقــويِّ مُسَــــــخَّرٌ
...................... ما عاد فيـــــه للضعيـفِ لســـــانُ
ابــــــيات بالغة المعنى تــــــصور الواقع الجــــــزين
لك كل تقديري
وفائق احترامي
ووفقك الله الى الامام
صالح زيادنة
21-12-2002, 09:01 PM
الأخ الشاعر سمير العمري .. أشكرك يا أخي على تنسيق القصيدة ، ولم أقصد أن أتعبك معنا .. فجزاك الله خيراً .
الأخوة الكرام
العنود الهاشمي
نسرين
ندى القلب
باسل
أشكركم جميعاً ، وأتمنى أن يوفقنا الله جميعاً لما فيه الخير والمنفعة لخدمة هذه الأمة ، ولخدمة هذه اللغة .. إنه سميع مجيب الدعوات .
ولكم خالص حبي وتقديري
حسين قدير
22-12-2002, 12:31 PM
استاذي الشاعر الرائع صالح زيادنه ..
ابداع استاذي ..
اقف لك احتراما على هذه القصيدة الرائعة ..
نعم والله انك لشاعر فحل ..
تقبل اعجابي ودعائي لك على هذه الرائعة ..
لك ارق تحية.
صالح زيادنة
22-12-2002, 10:11 PM
أشكرك أخي حسين قدير على شعورك الطيب وقلبك الكبير ، وتأكد بأنني واحد منكم ، يحس ويتألم بشعور أمته ، وهي في وضعٍ نأمل من الله أن يخرجها منه سالمة غانمة ، ليحفظ هذه الأمة ، أمة القرآن والتي وعد عز وجل بحفظه وفي حفظه حفظها لتظل تقرأ آياته العظام حيث تقول الآية :"إنا نحن نزّلنا الذِّكر وإنّا له لحافظون " .
ولك مني كل التقدير والاحترام
جمال حمدان
22-12-2002, 11:01 PM
الاخ الحبيب / أبو جمال
ما أسعدني برؤيتكم هنا وما أجمل ما قرأته لكم .. واعلم أخي الحبيب بأن هذه القصيدة تستلزم مني الرد عليها شعرا فانتظرني يرحمكم الله !!
واقبل تحيات أخيكم / جمال حمدان
محمود مرعي
23-12-2002, 02:09 AM
هذي الحروف لصدقكم برهان *** يا صالح الإبداع يا إنسان
فاسلم أخي وانظم قصيدك واهدنا *** تهوى استماعك ها هنا الآذان
مرحبا أخي الحبيب
تقبل خالص الود
ايمن اللبدي
23-12-2002, 08:30 AM
مع كل المحبة والشوق لأخي الشاعر صالح زيادنة
وقد أطلقت عليه وقبل مني " بلبل راهط"
هـــذا بيـان ٌ قد تـلاه ُ بيــان ُ
***** فاسـلم ْ فديتـُك َ إنَّه ُ الميزان ُ
ولربَّ بيت ٍ قـد أنارَ بصائرا ً
***** ولربََّ شعـر ٍ سـيفُه ُ النيران ُ
إن كانَ حالُ النـاس ِ هذا بكرةً
***** فلربَّمـا ولِـدتْ لنـا الفرسـانُ
هذا جهـادٌ فارم ِ صالحُ لا تني
***** إنَّ المـواقفَ نورُهـا القرآن ُ
مع محبتي
أخوكم/ أيمن
عبد الوهاب القطب
20-11-2004, 02:14 AM
اخي الكريم
والشاعر المبدع
صالح
كم احب شعرك سيدي ولقد قرات لك الكثير
فوجدتك من اصدق الشعراء عاطفة وحسا .
تحياتي واعجابي الشديد
المخلص
عبدالوهاب القطب
صالح زيادنة
20-11-2004, 07:02 AM
أخي ابن بيسان
أشكرك أولاً على كلمات أنت أحق بها مني ، لحسك المرهف وكلماتك التي تنبع من القلب ، ونشاطك الأدبي المتميز .
كذلك أشكرك على بعث هذه القصيدة وإخراجها من مرقد النسيان إلى نور الحياة ليقرأها من يرغب في ذلك ، ولا أكتمك بأنني قرأتها أيضاً .
لقد تأثرت بقصيدتك عن العيد ، حتى شعرت بأن نشيجاً يقف في حلقي ، ودموعاً تكاد تقفز من عيوني ، فلله درك يا ابن بيسان كم صدقت وكم أجدت ، وكم نفخت في قصيدتك من حبّات القلب .
لك حبي وتقديري ، ولكل أعضاء المنتدى والمشرفين عليه قبلة حبّ أخوية .
وفقكم الله وسدد خطاكم لما يحب ويرضى
وتقبل تحياتي
ناصر ثابت
20-11-2004, 12:05 PM
شاعرنا المبدع الفذ صالح زيادنة
سمعتُ عنك الكثير.. فتلهفتُ للقراءة لك
وعندما قرأتُ لك.. تلهفتُ للتعرف عليك
قصيدة جميلة جدا... أرفع من مجرد نظم.. إنها إحساس عميق وشعور راقٍ...
قرأتها لك... فأحببتُ أن أكتب هذا التعليق للتعبير عما جال في خاطري
تحياتي وتقديري
ناصر
صالح زيادنة
20-11-2004, 04:22 PM
أشكرك أخي ناصر على كلماتك الطيبة ، وشعورك النبيل
وربما تتفاجأ لو قلت لك بأنني قرأت إبداعك في ناشري وأفلاكنا وهنا وغيرها من المواقع ، وكذلك كنت في موقعك وقرأت الكثير لك ، وأعجبتني هذه الخصوبة الفكرية التي تتمتع بها في السنوات الأخيرة ..
كذلك قرأت عن ديوانك الجديد .. والذي صدر في مصر إذا لم تخنّي الذاكرة ..
ولا أكتمك أن إصداراتنا ندفع عليها من جيوبنا ثم نوزعها مجاناً ، وأجرنا في ذلك على الله .
وفي الختام أتمنى لك كل خير ، وأرحب بك أخاً وصديقاً وشاعراً فذاً مبدعاً يشرفني التعرف به .
وتقبل خالص الود والمحبة
د.جمال مرسي
20-11-2004, 06:09 PM
استاذنا الكريم و شاعرنا مرهف الحس
الأستاذ صالح زيادنة
قد لا تصدق إن قلت لك أني قرأت هذه القصيدة من قبل أكثر من عشر مرات
فلقد تصادف وقت نشرها قبل عام تقريبا في الواحة مع وقت انتسابي للواحة
فطبعتها و جعلتها مع المنتقى من أشعار الكبار عندي .
و لكني لم أشأ أن أرد عليها في حينها
لم أكن أعرف كيف تكتب الردود على مثل هذه القصائد الرائعة .
فلما رفعها أخي الحبيب ابن بيسان اليوم ( و هي مرفوعة بصاحبها و بما حوته من معان عظيمة ) تشجعت و قلت يا ولد لماذا لا تكتب ردك الآن .
حسنا ً .. عليّ إذن أن أبدأ بشكري للحبيب ابن بيسان أن أعاد هذه الرائعة إلى الصفحة الرئيسية و أنا أعرف أنه دائما يجيب التايهة ( مع الإعتذار للفصحى هنا )
و لن أقول عن قصيدتك أنها رائعة لأنها تكاد تكون فوق مستوى الروعة فاسمح لي إن عجزت حروفي عن الإتيان بوصف لائق بها .
فقط استوقفتني هذه الأبيات :
مات الضميرُ وليس نرجو بعـــدهُ
...................... عطفاً ، ومات بموتــــه الإنســانُ
ونعـــودُ للأرضِ التي من أجلهــا
...................... نُظِمتْ عقودُ الشِّعرِ وهي جُمــانُ
الأرض رمـــزٌ للبقـاء ومشــــعلٌ
...................... للمجـــدِ ، تحملُ عبئَــــهُ الأوطانُ
فهواؤها يُشــفي العليــــلَ وماؤها
...................... عســـلٌ ، تفيض بعطره الغـدرانُ
التينُ والزيتــون يزهـــو فوقهــــا
...................... وكذاك جـــاء بذكـــرها القــــرآنُ
نبتت بها شِــيَمُ النفوس على التقى
...................... وعليها سـار الشـــيبُ والشــــبَّانُ
الأرض أمٌّ للفضائـــــــل كلّهــــــا
...................... سَـــهِرَتْ علينا والدجى وســــنانُ
الأرض ذوبٌ من حنـــانٍ غامــرٍ
...................... هشّــــت لهُ بين الحشــا أشـــجانُ
يأوي إليهـــا الريــمُ في خُلْواتــــهِ
...................... وتجــــــول بين تلالهــــا الغِزلانُ
ويرفرفُ القمــــري فوق ربوعها
...................... فيصـــفّق الخــــروبُ والرمَّــــانُ
الأرضُ ميراث الجدود نصونهــا
...................... كالعِرض يحمي عرضه الإنسـانُ
هذي قبـــور الأهل فوق أديمهـــا
...................... حفّـت بها الأزهــــار والأغصانُ
ســـادوا بها لم يتركوها لحظـــــةً
...................... فســـما بها الإعمــــار والبُنيــــانُ
[size=4]فلقد ذكرتني بقصيدة لي ( أحسبها شعراً ) اسمها للأرض وجه آخر
قالت : أتهجر هكذا يا شاعرُ=و إلى النجومِ النائياتِ تسافرُ
يسبيك حُسنُ البدرِ في عليائِهِ= فتهيم فيهِ مغازلاً و تسامِرُ
أوَ لا تروقكَ هذه الأرضُ التي=دَبَّتْ خطاكَ بها و هامَ الناظِرُ
و تمتّعت عيناكَ فيها بالضحى=لمّا دعاهُ إليهِ حقلٌ ساحرُ
يشدو الهَزارُ مُداعباً أزهارَهُ=فَيَرِقُّ ماشٍ في رُباهُ و طائرُ
تُغريكَ في السفرِ البعيدِ زواهرٌ= و أمام عينِكَ إنْ أردتَ أزاهرُ
فاقطِفْ إذا ما شِئتَ و انعم بالشذى=إنَّ الجمالَ بكلِّ ركنٍ ظاهِرُ
بُقَعُ السوادِ و إن بدت منثورةً=فوق الأديمِ ، فوجهُ أرضِكَ ناضرُ
و عروقها حتى و إن نزفت دماً=فبنانُها .. للهِ دركَ .. طاهرُ
لا يُزعِجنَّكَ إن رأيتَ فظائعاً=فيها ، و سالت بالدموعِ محاجرُ
هيَ من فظائِعِهم براءٌ ، إنَّما=همْ أهلُها ، تزهو بهم و تفاخرُ
تعفو برغم جحودهم و شرورهم=عنهم ، كما يعفو قويٌّ قادرُ
للأرضِ وجهٌ غير ما صوَّرته=بمدادِ يأسِكَ ، و احتوتهُ دفاترُ
انظرْ إلى طفلٍ تبسَّم ضاحكاً=كي تستفيقَ من السُّباتِ مشاعرُ
و إلى فقيرٍ قد يبيتُ على الطِّوى=لكنَّهُ للهِ دوماً شاكرُ
و إلى شريدٍ أرهقتهُ مسالكٌ=و رماه .. دون الناسِ .. حظٌّ عاثرُ
ما فارقَتْ عينيهِ بسمةُ آملٍ=كلا و لم تهجر سماهُ بشائرُ
يا شاعري:هذا الهروبُ إلى متى=و الأرض بركانٌ لعمرِكَ ثائرُ
كلُّ التناقضِ قد تراهُ بساحِها=سِفْرُ الحياةِ بكلِّ ضِدٍّ عامرُ
لا تحسبنَّ البدرَ رغم جمالِهِ=يُثري خيالَكَ أيهذا الشاعرُ
إنَّ الخيالَ يظلُّ صخراً جامداً=ما لم يحرِّكْهُ الصراعُ الدائِرُ
اخي الكريم صالح زيادنة
لقد استمتعت بالفعل برائعتك
فلك كل الود و المحبة و كل عام و أنت بخير
أخوكم د. جمال مرسي
صالح زيادنة
20-11-2004, 07:34 PM
أخي الدكتور جمال مرسي
أسعد الله أوقاتك
اسمح لي أولاً أن أعبر لك عن شكري وامتناني لمرورك الكريم ولفتتك اللطيفة لهذه القصيدة ولصاحبها .
أين أنا أخي من سلاسة شعركم وانسيابيته وبلاغته وبيانه وتعبيره الصادق ، وقد كنت أقرأ لكم في الخيمة وهنا ، وكنت أقف إعجاباً لروعة قصائدكم ، وأعود لأقرأها مرات ومرات ..
وقد قرأت لكم قصيدة بالعامية المصرية في هذا المنتدى ووجدت نفسي أكتب رداً عليها (بالعامية المصرية أيضاً) ثم توقفت بعد أن شُغلتُ بأمور أخرى .
وتأكد بأنني لن أستطيع مجاراة غيثكم الغزير ببعض قطرات من عندي ، ولذلك أشعر دائماً بأنني نبتة صغيرة تعيش تحت ظلالكم الوارفة ، فتقبلوني على بساطتي .
------
لا تحسبـنَّ البـدرَ رغـم جمالِـهِ
يُثـري خيالَـكَ أيهـذا الشاعـرُ
إنَّ الخيالَ يظـلُّ صخـراً جامـداً
ما لـم يحرِّكْـهُ الصـراعُ الدائِـرُ
وتقبلوا خالص الود والمحبة
د. سلطان الحريري
20-11-2004, 08:28 PM
أخي الحبيب المبدع صالح زيادنة :
أعلن عن تقصيري في بلوغي قامة سامقة كقامتك ، فلم يتسن لي المرور في عالمك من قبل ، ولكنني هذه المرة أصرخ بأعلى صوتي :" وجدتها وجدتها"..
ولا أخفيك أيضا أنني قلما أستمتع في هذه الأيام بكلمات تنعش الداخل عندي ، فالشمس لا تدخل حجرتي منذ المطر الأخير الذي أصاب أمتنا .. وأقول المطر ولا أقول الغيث ..وفي ذمة الصدق تتساقط الذاكرة ، فما ألذ حلاوة الصدق في حروفك!!!
فهل لي بروائع أخرى أراها هنا كلما مررت؟؟؟
دمت مبدعا نعتز به
ولك مني خالص الود والتقدير
د. محمد الشناوي
21-11-2004, 03:01 AM
لا تُطفئُ الأشــعارُ ناراً في الحشا
...................... لكنَّهــــا تتوقَّــــــدُ الأذهــــــــــانُ
جميلة وسلمت يداك:010:
د.جمال مرسي
21-11-2004, 06:03 AM
أخي الدكتور جمال مرسي
أسعد الله أوقاتك
اسمح لي أولاً أن أعبر لك عن شكري وامتناني لمرورك الكريم ولفتتك اللطيفة لهذه القصيدة ولصاحبها .
------
لا تحسبـنَّ البـدرَ رغـم جمالِـهِ
يُثـري خيالَـكَ أيهـذا الشاعـرُ
إنَّ الخيالَ يظـلُّ صخـراً جامـداً
ما لـم يحرِّكْـهُ الصـراعُ الدائِـرُ
وتقبلوا خالص الود والمحبة
أين أنا أخي من سلاسة شعركم وانسيابيته وبلاغته وبيانه وتعبيره الصادق ، وقد كنت أقرأ لكم في الخيمة وهنا ، وكنت أقف إعجاباً لروعة قصائدكم ، وأعود لأقرأها مرات ومرات ..
العفو يا استاذ صالح .. هذا تواضع جم منكم
وقد قرأت لكم قصيدة بالعامية المصرية في هذا المنتدى ووجدت نفسي أكتب رداً عليها (بالعامية المصرية أيضاً) ثم توقفت بعد أن شُغلتُ بأمور أخرى .
وتأكد بأنني لن أستطيع مجاراة غيثكم الغزير ببعض قطرات من عندي ، ولذلك أشعر دائماً بأنني نبتة صغيرة تعيش تحت ظلالكم الوارفة ، فتقبلوني على بساطتي .
سأنتظر على أحر من الجمر هذه القصيدة العامية بل و ألح عليك
لقد أمتعنا الحبيب سمير العمري بقصيدة عامية فاقت روعة شعراء العامية المصريين
و كذلك ردود بالعامية المصرية و لا أحلى
فسأنتظر إذن رد صالح زيادنة .. و سأكون سعيداً به
بارك الله بكم
و تقبل خالص ودي
أخوكم د. جمال
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir