المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أراكَ وإن فقدت عيناي



فضاءات يراع
03-12-2006, 09:55 PM
تطيل النظر تحاول عبثاً أن تحدِّد جيداً..
تباً ماهذه الخيوط تبدو أسمك مما تعودنا..
حتى الإبرة .. أما من أبرة أكبر فتحة من هذه..!

يرقبها إبراهيم مبتسماً.
-يا أمي.. اين نظارتكِ .. أراكِ تهجرينها منذ أمد .!
_ولماذا يابني.. ماعادت ذات فائدة .
_إذاً تحتاجين لزيارة طبيب العيون .. أماه ألم ينصحكِ الطبيب
كثيراً ..نظرك في انحدار للأسوء, واخشى..
تقاطعه : تخشى أن أفقد بصري.. وليكن يابني..مامن شئ يستحق
أن أراه في هذا الوجود.. كل شئ جميل فيكم أحتفظ فيه بذاكرتي..
أضمن لك لو فقدت بصري سأتذكر صورتك حتى أموت ..
تبسّم ..قائلاً :لكِ طولة العمر ياأمي ..
قَـبّل جبينها وأستأذنها ليذهبإلى الكلية..
ودعته بأن يحفظه الله ويجعله بركة لبقية عمرها..

تنهدت.. وغرزت الإبرة في ستارة مهترئة..
مازالت تحبها وترفض استبدالها..
تحتاج أن تسترخي قليلاً..أغمضت عينيها بعد أن أجهدتهما حرب الإبرة والخيط , ولا ذات جدوى..
تحرقت عينيها بدمعة حرّى .. كفص ملح يسبح فيهما..

تختلس هذه اللحظة.. تتمتم:
نعم ..نعم أراك بوضوح .. من قال أني أفقد بصري تدريجياً..؟
تباً لهم.. لو رأوك الآن كما أراك .. لأعطوني في فحص النظر6/6
ياه كل شئ باهت مشوّش.. حتى حبات الأرز حين أمرر يدي عليها
لا أراها تماماً.. تبدو كخليط رملٍ أبيض..
سوى صورتك.. تتجلى كالبدر وضوحاً أمامي..
لست أرتدي النظارة ولكني أبصرك كما لو كنت الآن .. قبل خمسة عشر سنة..
أنت أنت في عيني مذ أن فارقتنا ..آآهٍ يا شقيق الروح
ليتكَ هنا لترى كم يرهقني ضبط الخيط في الإبرة..
أكنتَ ستضحك..؟
أكنتَ ستشاكسني بدلال : أَنْ هرمتِ ياصغيرتي .؟
لقد كَبُـرت صغيرتك.. كـبُـرت حداً لاتستطيع فيه عدّ شيبات رأسها..
أو تذكر ياحُبّ.. كم كنت تفخر أنك سترعاني كزهرة..
تكبر وتكبر وتزدان جمالاً..!

مابال الزهرة فارقها البستاني.. فشابت قبل وقتِها
وذبلت حدّ أن انحنت للأرض..

كم تمنيتَ أن نعيش العمر حتى نصل كهلين في روح الشباب
تهزأ بنظارتي .. وأخذي لدواء السكر
واهزأ بشعركِ الأبيض..

وكنتُ أقول: كفّ عن هذا سنظل في الشباب ولن نهرم..
وهذا ماحصل.. رحلتَ ومازلنا في مقتبل العمر..

رحلت وتركتني أذبل .. ولا أهتم.. إن ماتجعد الوجه أو شاب الرأس
أو تسلل النظر راحلاً وتاركاً لي الظلام..
من يستحق أن أعتني لأجله..

سنين عجاف بعدك ..
لازمني فيها السهر والدموع
وسرق مني وضاءة البصر.. مناجاة القمر الباهت..
أو يعجبون أن قلت لهم أراك بوضوح ..
وإن أقسمت أني أفعل هذا بدون النظارة السمكية ..
لايهمني إن فقدت بصري... فأنت فيه مازلتَ حياً جليّا..

الصباح الخالدي
03-12-2006, 11:30 PM
معاناة وتصوير يرتفع في حكاية الأمل رغم الألم
جميلة جدا اختنا

سحر الليالي
03-12-2006, 11:53 PM
يا لها من قصة رائعة
لله ما أروعك يا فضاءات يراع
بحق أعجبتني كثيرا
سلممت يادك يا مبدعة

لك ودي وألف باقة ورد وفل

فضاءات يراع
04-12-2006, 12:15 AM
معاناة وتصوير يرتفع في حكاية الأمل رغم الألم
جميلة جدا اختنا

ترتفع معدلات الأمل..رغم الألم.
كمريض أشبه بميت.. تتلقفه أيدي العناية فيشعر
أن في العمر بقية تستحق التشبث..

مرور كريم,, حي هلا.

فضاءات يراع
04-12-2006, 12:44 AM
يا لها من قصة رائعة
لله ما أروعك يا فضاءات يراع
بحق أعجبتني كثيرا
سلممت يادك يا مبدعة
لك ودي وألف باقة ورد وفل

كروعتك؟

لا أظن..!

وسلمتِ سحر .. وسلم قلبك.. : )

مجدي محمود جعفر
04-12-2006, 07:43 PM
قصة جيدة تملك كاتبتها قدرات سردية هائلة وتصوير فاتن لحالة العجوز ، القصة تستحق حفاوة أكبر ، ليتنا جميعا نفعل

فضاءات يراع
04-12-2006, 10:47 PM
قصة جيدة تملك كاتبتها قدرات سردية هائلة وتصوير فاتن لحالة العجوز ، القصة تستحق حفاوة أكبر ، ليتنا جميعا نفعل

أشكر لك كريم المتابعة أ.مجدي.

فضاءات يراع
09-12-2006, 01:33 AM
تشبه .. تلك العجوز..

هذه الأقصوصة

:(

منى الخالدي
09-12-2006, 02:55 AM
واااااااااو

رائعة يا فضاءات السحر والجمال

فعلاً أدهشني أسلوبكِ في السرد..!

وفاء شوكت خضر
09-12-2006, 04:09 AM
فضاءات يراع ..

كل التفاصيل الدقيقة ، التي كانت نمنمات فنية في السرد ، كنت دقيقة فيها ،
تنهدت.. وغرزت الإبرة في ستارة مهترئة..
توقفت عند هذه الجمله ، وكأني أرى تلك العجوز جدتي التي كانت تعرفنا من رائحة أجسادنا ، أو أصواتنا إن تكلمنا ، كانت تغرز الإبرة في الستارة حتى لا تفقدها .
نعم وإن ذهب البصر تبقى تلك الصور داخل أعيننا مخزونة لا يبهت لونها ، ولا ينطفئ النور عنها .
قصة رقيقة بكل ما فيها ..

تحيتي ومودتي ...

مصطفى بطحيش
09-12-2006, 12:08 PM
قصتك جميلة جداً

استطعت ان تنفذي الى احاسيس الانثى الام تجاه ابنائها بعمق ودون مباشرة , كذلك استعرضت علاقة الود التي تحملها الانثى الزوجة بأسلوب لطيف ومشوق

انما قليل من ضعف اللغة لون النص في بعض الجمل

لك التحية والتقدير

فضاءات يراع
09-12-2006, 03:24 PM
واااااااااو

رائعة يا فضاءات السحر والجمال

فعلاً أدهشني أسلوبكِ في السرد..!

المدهشة .. المندهشة

ميم : )

شكرا لعائلة الدهشة إذ تحضرين أفرادها دوماً معك .. :*

فضاءات يراع
09-12-2006, 10:15 PM
فضاءات يراع ..

كل التفاصيل الدقيقة ، التي كانت نمنمات فنية في السرد ، كنت دقيقة فيها ،
تنهدت.. وغرزت الإبرة في ستارة مهترئة..
توقفت عند هذه الجمله ، وكأني أرى تلك العجوز جدتي التي كانت تعرفنا من رائحة أجسادنا ، أو أصواتنا إن تكلمنا ، كانت تغرز الإبرة في الستارة حتى لا تفقدها .
نعم وإن ذهب البصر تبقى تلك الصور داخل أعيننا مخزونة لا يبهت لونها ، ولا ينطفئ النور عنها .
قصة رقيقة بكل ما فيها ..

تحيتي ومودتي

أستاذتي : وفاء..
حبيبة قلبي دخون : )
لا أخفيك سراً :
كنت أتامل الوجوه العابرة على هذه الأقصوصة
وساءني أن لم أجدك باكراً..
دوماً تنعشين قلبي هل أسميكِ غرفة إنعاش :/
ولك حبي..

فضاءات يراع
09-12-2006, 10:32 PM
قصتك جميلة جداً

استطعت ان تنفذي الى احاسيس الانثى الام تجاه ابنائها بعمق ودون مباشرة , كذلك استعرضت علاقة الود التي تحملها الانثى الزوجة بأسلوب لطيف ومشوق

انما قليل من ضعف اللغة لون النص في بعض الجمل

لك التحية والتقدير

الأستاذ القدير / مصطفى..
لعلي احتاج لمثل لفتاتك أكثر
أسهب بارك الله فيك ..
شاكرة لك..