مشاهدة النسخة كاملة : نظارة طبية
محمد سامي البوهي
06-12-2006, 08:12 PM
نظــارة طبيــة
جلس حيث أجبر على المقام ، تباعدت به المسافات عن المقدمة ، تقترت عليه الرؤية بوضوحها ، يحاول الوقوف للحصول على أفضل السئ من تلاشي الحروف ، تتعالى عليه الصيحات خلفه بأن يجلس ، قامته الطويلة هي التي قادته إلى المؤخرة، تمنى لو أبدله الله قصر القامة بقوة النظر ،نظارته الطبية باتت عديمة الفائدة ، لم تساهم ولو بقدر ضئيل في تبديد الغشاوة من أمامه، لم تضف عدساتها شكلاً جديداً لعينية المتخاصمة ، تقفز عن وجهه ...تنكسر تحت الأقدام كلما تزاحم عليه زملائه بأزواج الأصابع – دول كااام؟- ، سلم أمره لله ،اعتمد على حاسة السمع ، كان يستمتع بما تبقى له من النظر بطابور من النمل على الجدار جواره ، تتلحفه السعادة لتمكنه من رؤية أصغر المخلوقات ، لكن انشغاله بمتابعة هذه الطوابير يجلب له زجرات المدرسين لعدم الانتباه ، يقسم بأنه يستمع لكل كلمة تقال ، يسألوه عن آخر كلمات نطقوا بها ، يجيبهم بثقة فائقة ، تلثم وجوههم الدهشة ، يربتون على كتفه كنوع من تغليف الإعتذار ، يطلبون منه الجلوس بالأمام ، يلبي طلبهم ،تتعالى عليه الصيحات بأن يعود للخلف ، تذكر طابور النمل هناك ،عاد حيث يرغبون ... خلع نظارته ، ألصق رأسه بالجدار ... أجهش بالبكاء .
حنان الاغا
07-12-2006, 02:02 AM
أخي محمد سامي البوهي
قرأتك قاصا من طراز راق
السرد المتضمن وصفا وحواريات مختصرة متمركزة على عنصر
صغير في القصة (النظارة ) هو أمررائع
دائما أرى الأهمية حيث لا أتوقع
وهكذا هي النظارة هذه
تحياتي
الشربينى خطاب
07-12-2006, 05:11 AM
"]جذبني العنوان ، يقول الروائي اللبناني رشيد الضعيف " كل عنوان ورطة وما من كاتب ألا نجح في اختيار عنونانه "
قبل أن أقرأ العمل مسحت نظارتي ، واستدعيت من الذاكرة مقعدي قي حجرة الدرس ، فقد كنت أحب الجلوس لأمارس شقاوتي وخلت أن بطل القصة علي شاكلتي ، فإذا بي أراه مكره علي الجلوس في مقعدي ، يري حروف الكلمات وسيلة الشرح " السبُّورة " السوداء وكأنها أسراب نمل فيصرف بصره إلي الجدار بجواره[/COLOR]{ سلم أمره لله ،اعتمد على حاسة السمع ، كان يستمتع بما تبقى له من النظر بطابور من النمل على الجدار جواره ، تتلحفه السعادة لتمكنه من رؤية أصغر المخلوقات }
يا بوهي قصة قصيرة من الطراز الثقيل
خالص تحياتي
محمد سامي البوهي
07-12-2006, 09:00 AM
أخي محمد سامي البوهي
قرأتك قاصا من طراز راق
السرد المتضمن وصفا وحواريات مختصرة متمركزة على عنصر
صغير في القصة (النظارة ) هو أمررائع
دائما أرى الأهمية حيث لا أتوقع
وهكذا هي النظارة هذه
تحياتي
الأديبة القاصة / حنان
أشكرك جداً على قراءتك ، وأشكر مرورك الاول على حروفي ، النظارة ، هي رؤية ثانية لنا ، لكن من المحزن أن تكون هي الاخرى عديمة الفائدة .
محمد سامي البوهي
07-12-2006, 09:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الاديب القاص
الشربيني خطاب
أشكرك يا أخي على هذه المداخلة خفيفة الظل ، ما أجمل روحك الطيبة ، رسمت على شفتي الابتسامة هنا في جفاف الغربة ، فأدامك الله سعيداً
د. محمد حسن السمان
07-12-2006, 11:18 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخ الفاضل الأديب القاص محمد سامي البوهي
بدأت بقراءة النص , ولكنني لم اصل الى آخر النص , حتى وجدتني اشعر بضرورة العودة , الى بدايته , هناك اشكالية , لابد لي ان اراها بوضوح , فعدت الى هذا الانسان الكبير الذي :
"جلس حيث أجبر على المقام ، تباعدت به المسافات عن المقدمة ، تقترت عليه الرؤية بوضوحها "
هو يحاول ان يرى , قامته الطويلة مشكلة :
" قامته الطويلة هي التي قادته إلى المؤخرة، تمنى لو أبدله الله قصر القامة بقوة النظر ، نظارته الطبية باتت عديمة الفائدة ، لم تساهم ولو بقدر ضئيل في تبديد الغشاوة من أمامه "
نعم انه يحاول ان يرى , بدليل أنه وضع النظارة , ويحاول ان يرى بدليل أنه كان يتابع ويرى أدق المخلوقات , وهي المجتمعات عالية التنظيم والاحترام :
"كان يستمتع بما تبقى له من النظر بطابور من النمل على الجدار جواره ، تتلحفه السعادة لتمكنه من رؤية أصغر المخلوقات "
ولكن كتب على الشخص الكبير , السمع والسمع فقط , وقد اجاد ذلك , بل راح يبرهن لهم , عن حسن سماعه :
" يقسم بأنه يستمع لكل كلمة تقال ، يسألوه عن آخر كلمات نطقوا بها ، يجيبهم بثقة فائقة "
ومع ذلك لم يرضهم , لم يرضي مجتمع القصار الصغار , ولم يرضي حتى نفسه , وهكذا قرر الاقرار بالواقع المؤلم , وخلع نظارتيه :
" تذكر طابور النمل هناك ، عاد حيث يرغبون ... خلع نظارته ، ألصق رأسه بالجدار ... أجهش بالبكاء . "
وعلى الرغم من القصة , كتبت بمهارة كبيرة , وحرفية مبهرة , فإنه يبقى لي ملاحظة قوية , على الشخص الكبير , عندما تمنى ولو للحظة واحدة , ان يكون صغيرا , كي يرى الامور , كما يراها الصغار
" تمنى لو أبدله الله قصر القامة بقوة النظر " .
تقبل محبتي وتقديري
اخوكم
السمان
محمد سامي البوهي
08-12-2006, 10:46 PM
السلا معليكم ورحمة الله وبركاته
العالم الكبير الأب الحنون
الدكتور/ محمد السمان
تقرأ بمنظور قد لا اصل اليه ككاتب لهذه القصة ، وملاحظتك فعلا أنا مقتنع بها تماماً ، فأشكر مرورك وقراءتك القيمة التي تقص من زمنك الغالي .
وفاء شوكت خضر
08-12-2006, 11:22 PM
الأديب القاص / سامي البوهي ..
النظارة ..
رمزية توصل القارئ لأكثر من معنى كلما أمعن النظر ، ولعل نظارتي سمحت لي أن أرى المعنى بغير ما سمحت لأستاذنا / د. محمد السمان ، والأستاذ الشربيني ..
لعلي رأيت من خلال عدسات نظارتي شيئا مختلفا ، ذلك الطويل القامة الذي يرى أدق المخلوقات وهي الفكر والبصيرة ، كلما تقدم بعلمه وقدره وجهده، يأتي قصار القامة .. ليرجعوه إلى الخلف .
هي الفرص المتاحة للقصار تجاوزا لمن هم أعلى منهم علما وقدرا ، وكلما تقدم ليكون في المقاعد الأولى ، أعيد تعسفا للخلف ، وفي خضم هذه الفوضى ، تنكسر نظارته ، بما يعني اختلاط الأمور ما بين الحق والباطل ، ولأنه يرى من خلال نظارته عكس ما يسمع ، آثر البقاء بدون النظارة ليرى بسمعه .
وأجهش بالبكاء ..
العجز عن فعل ما هو صواب ، لأنه رغم طوله ، انتصر عليه قصار القامة .
ولا زالت تلك المخلوقات الصغيرة التي يرقبها على الجدار وهي العامة هي الصورة الحقيقية الصادقة التي يراها .
شكرا أخي الفاضل على ما تثرينا به من ققصك الرائعة .
تحيتي وتقديري .
محمد سامي البوهي
09-12-2006, 08:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله
الأخت الأديبة الناقدة / وفاء
دائما تفسرين وتنقدين تفسيرا مقنعا جداً ، قد يكون مقارب لنفس الكاتب أو حتى مطابق له ، فإدارتك للنقد كان فنيا من الطراز الاول .
دمت ناقدة .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir