مشاهدة النسخة كاملة : قمر المساء
سها جلال جودت
08-12-2006, 01:26 PM
قمر المساء
بقلم سها جلال جودت
في عتمة الليل بظل السكون الهادئ، وتحت ستر الظلام جلست في شرفتي، نظرت إلى الأمام، الكل في صخب؟
رفعت رأسي إلى الأعلى، ابتسمت بأمان، النجوم تتراصف إلى جانب بعضها بعضاً، والبعض الآخر يبتعد متراقصاً بخلجات من وميض أبيض يتوهج كما الفضة في معصم يد سوداء.
اختار القمر موضعاً خاصاً في السماء، توهج قرص نوره بسكينة تكاد تحس أنك في حالة جاذبية نحوه، تنشد السفر إليه والدخول في ضوئه السديمي الهادئ.
ترتخي الأعصاب المتوترة، تنعس العيون، يصفو الفكر، تغمرك نشوة الصفاء الذهني الرتيب، فتشعر بنفسك مخموراً بلا كؤوس.
ينعشك ويغريك بمفاتن الجمال، وأنت تحت سمائه الممتدة بلا طول ولا عرض بسواد تزركشه النجوم التي تزهو بوهجها كأنها هي الأخرى تناجياك بالصعود إليها، بالرحيل عن عالم الصخب، عالم الصراخ، حيث الهدوء المتخم بأسرار العشاق، فتنسى الصداع الذي انتابك ظهر اليوم، تخلد على كرسيك وأنت تمعن في هذا الصمت البديع.
سواد قاتم، سكينة غامرة، نجوم براقة، قمر دافئ يظلك بنوره كأنه رفيق رحلة العمر.
تهجر الأحزان والدموع وتفكر:
- هل يبكي القمر ؟
لا، القمر لا يبكي لأنه كوكب بهيج، ينشط الأفكار المتشابكة ويطهرها، تتنفس الهواء بعمق، فتهيم في عشقه دون أن تدري وتسأل:
- هل يعلم القمر أنني أحبه، أعشق نوره، أهتدي على وميضه الدافق العذب؟
لا أخاف وحشة الليل والقمر موجود.
أراه يتبعني كظل، يرافق كياني، وحين أنظر إليه أشاهد التعرجات والارتفاعات فأتخيله أحياناً إنساناً يحاكيني ويناغيني، يمد يد العون.
- هل للقمر يد ؟
تمنيت أن يكون للقمر يد تصافح يدي المتعبة من عناء النهار وتشدني براحة أم حنون إلى سريري لأرتاح فيه، أغمض عيني على دفء حنانها وصوتها الناعم الرقيق.
- هل للقمر صوت؟
إنني ما أزال أراه صامتاً، فخمنت أن يكون صمته أجمل بكثير من كلامه.
عندما ينتصف الليل، يزداد إشعاعاً وبريقاً وفتنة فتحلق روحي مغردة كطير سعيد.
لا أريد الموسيقا والأنغام، فالنظر إليه سيمفونية رائعة النغمات والترددات.
تلك النجوم تختال على شدوه الغريب الساحر الممتع.
يعكر صفو مشروبي الروحي القمري نقيق الضفادع، يفسد عليَّ خلوتي وتأملي.
خذني أيها القمر، دعني أعيش ترهبي، تراني إن صعدت إليك هل سأعيش هناك؟ وأنسى صخب الناس وضجيجهم ....! أم تراني سأشتاق إلى نقيق الضفادع، وأطير كحمامة بيضاء في فلوات الخضرة والعبير؟!
لست أدري أي كائن أنت تملكني، تأسرني ؟!
أرقب خيطك الفضي المتوهج وهو يعلو يعلو رويداً.. رويداً ، تاركاً لعيني حزمة ضوء وحبل موسيقى.
لاتتركني أيها القمر، لن أتونى في الانتظار .
1996 من مجموعة / رجل في المزاد للكاتبة /
سحر الليالي
08-12-2006, 02:12 PM
نص رائع يا سها
بحق جميل حلقت مع كل حرف ...
سلم قلمك نبضك
لك حبي وباقة ورد
محمد إبراهيم الحريري
08-12-2006, 03:07 PM
الأديبة سها جودت ـ تحية طيبة
مناجاة تعتمد كنوز الحب ترجمة لها ، وتنهل من دنان الماضي لحظات الق ، تسكر بها عيون الناضر للحروف المتتبع للمعاني حتى يضمحل الحزن من خانة الآهات ، وتستدل النجوم بروائع كلم فرحة عشق ، وتلتئم على جيد البيان سموط فرق من عسجد ودرر بلاغة تزين بها الأديبة مناجاتها للقمر .
قد اصبح القمر حبيبا وكيف لا وهو الأنيس ليلا والحافظ لكل الآهات مناجاة
وأصبح له يد ، وكيف لا نصدق وقد مد يديه لكل عاشق يمسح بهما عرق الشوق بمنديل صبره .
إنه القمر
سيبقى حاضرا
ولكن أين هو الآن ؟؟
محمد
يمنى سالم
08-12-2006, 03:55 PM
الأديبة سها جودت
ما أجمل الغوص هنا بين درِّ حرفك الرنان..
وجمال إحساسك الرائع..
شكرا لأنك اتحفتنا بهذا الجمال..
كوني بخير
عبدالله المحمدي
08-12-2006, 07:36 PM
سفينة تخيلاتك
حملتني معك
سها
إلى تلك المدينة
سافرت بعيداً بعيداً
عن مدن الازدحام و الطرق المعربدة
التي تثير إختناقي
رحلت معك هناك في تلك المدينة الجميلة
حيث وجه القمر يظهر في أبهى حلله ....مقارنة بقريتي
وحيث يبدو أكثر جمالاً ممن رآه في المدينة المزحومة
تلك الارجوحة التي تأرجحت بها
في جذوع تلك المدينة كانت أكثر روعة
أثرت داخلي ابتهاجاً
أخالني لم أحياه قبلاً
لم يكن ذلك جنوناً او ضرباً من الخيال
بل كان وحياً من الروعة
يتمركز في قوقعة الذاكرة
سها :
قرأت هنا حديث قلب !!
ينبئ عن تكتمااات روح
تعطي قمة الإحساس المتناهي
جميل ورائع ماقرأته هنا
سها :
إعذريني إن تبعثرت في ردي
فما زلت لم أستيقظ من رحلتي الخيالية
في مدينتك الرائعة
تحياتي
الصباح الخالدي
08-12-2006, 07:57 PM
سها لم اظن اني أرى القمر كهذه الرؤية الجميلة
نصك امتعني جدا استمري
زين عبدالله
08-12-2006, 08:09 PM
قيل للقمر وجهان أحدهما مظلم والأخير منير
وعرفنا صور شاهدناها عن قرب لوجهه المظلم
ولكننا لا نعترف الا بوجه واحد وهو الوجه المنير
حين نتخيله ينظر الينا
ونتصوره يستمع لحديثنا
وحين نرسم له أجمل الوحات
وحين يشبه كل عاشق محبوبته بالقمر
نحن نحبه كما نتخيله في واقعنا ونرفض واقعه
وسيبقى القمر محط أنظار العاشقين والمتأملين
شكرآ لنصك الجميل
وعذوبة كلماتك
http://www.lahdah.com/up/uploads55/lahdah-d8f7f1b853.jpg
سها جلال جودت
08-12-2006, 09:01 PM
للقمر حكايات في مساءات الليل الجميلة وكانت هذه واحدة من هذه الحكايات التي أعجبتك يا سحر وجعلتك تحلقين ، في المرة القادمة سنلحق معاً في رحلة ستكون حكاية جديدة.
دمت بكل الحب مع تقديري
سها جلال جودت
08-12-2006, 09:04 PM
الحريري القدير الذي يتحفنا بجميل كلماته التي يستقيها من حبه للغتنا العربية فيختار أفخم الألفاظ ويعنى بجميل التراكيب وهذا يزيدنا علماً على علم، دمت بكل الخير والتألق
صافي محبتي وتقديري
سها جلال جودت
08-12-2006, 09:07 PM
العزيزة يمنى
لك من عاشقة القمر طاقة من أزهار لترحب بحضورك الجميل أبداً على صفحات متصفحي وسطوري
دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري
عبدالرحيم الحمصي
09-12-2006, 09:03 PM
كما الفضة في معصم يد سوداء،،،
ذات الصرخة الدافئة تبحر بنا في عتمة الضوء
وحده القمر و فضية خيوطه تجمعنا بدون موعد،،
من وراء حديقة ازهارنا الضالة نرى اشراقة الضوء ،،،
فضي ما نثرته ،،،
ابداع بدون حدود ،،،
الحمصي ،،،
سها جلال جودت
09-12-2006, 10:34 PM
عاشق الخيل
هل فتحت في نفسك نافذة لذكرى جميلة؟
هل كانت رحلتي ومناجاتي مع من يترنم بلجينه كل عشاق الكرة لحناً أثار في نفسك كل هذا الوجد المعتق بخمر الكلمات، سعادتي كانت كبيرة فيما كتبت.
دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري
سها جلال جودت
09-12-2006, 10:36 PM
الأخ العزيز زين
تحية لك من القلب ، وأشكر لك ما ورد من تعليق، أرجو أن أقرأ لك المزيد فلحضورك أضمومة محبة وتقدير
دمت بخير
أسماء حرمة الله
10-12-2006, 05:26 AM
سلام اللـه عليك ورحمتـه وبركاتـه
تحيـة منقوشة على كفّ القمـر
الأديبـة سهـا،
صوتُ القمـر: إحساسُ الناس بـه وإحساسـه بهـم، بقاؤه ساهراً رغمَ الأسئلة التي تدغدغ عينيْـه، لأنّه صوتُ القلوب ..
يدُ القمر : قلبُـه الذي يناجي كلّ الساهرين، القلبُ /الضّماد الذي يكفكف دموعَهم وأوجاعهمْ، ويحمل عنهمْ بوحَ الأيام والسنين، ويخيط لهمْ أثواب طمأنينـةٍ وأملٍ مبتسماً .
الأديبـة سهـا، قد حلّقتِ إلى مضارب القمر، فحلّق قلبي معكِ، لأنّه حبيبُ الرّوح وصديقي الوفيّ، لايفارق شرفتي ولاأفارقـه، بل يحرسني من الأحلام المزعجـة، ومن أحزان النهار، وذكرياتي الراقدة، بل يخبّئ بوحي بعينيْـه، تماماً كما كانت تفعل أمّي .
ومذْ هاجمتني غيوم الحلم، عرفتُ بأنّه قد سافرَ في رحلـةِ روح، وأنه لن يعودَ حتّى يلملمَ لنا جميعاً أعشابَ فرح، وقد تركَ لنا المطرَ حارساً مخلصاً .. حتّى يعود ..
تعلميـن سهـا ؟ كثيراً مادغدغني السؤال نفسُـه الذي دغدغكِ :
"خذني أيها القمر، دعني أعيش ترهبي، تراني إن صعدت إليك هل سأعيش هناك؟ وأنسى صخب الناس وضجيجهم ....! أم تراني سأشتاق إلى نقيق الضفادع، وأطير كحمامة بيضاء في فلوات الخضرة والعبير؟!"
فلو ملكنـا حقّ الاختيار، ماذا نختـار ؟؟
أظنّنا سنحمل معنا الخضرةَ والورود، اليمامَ والبحرَ وقوس المطر، أوراقَنـا وأقلامنا، أحبّتنـا وأحلامنا الجميلة، بل سنحمل حتّى الاشتياق معنـا، لنقيمَ هناكَ .. وللأبـد !
فقطْ هل ستغادرُنـا الذاكرة ؟!
حماكِ ربّي وأسعدكِ في الداريْن
تقبّلي فائقَ تقديري وإعجابي :0014:
وألفَ طاقة من الورد والندى
الصباح الخالدي
10-12-2006, 08:17 PM
http://www.lahdah.com/up/uploads55/lahdah-d8f7f1b853.jpg
رغم انه صحراء لكنه جميل
سها جلال جودت
15-12-2006, 10:22 PM
كما الفضة في معصم يد سوداء،،،
ذات الصرخة الدافئة تبحر بنا في عتمة الضوء
وحده القمر و فضية خيوطه تجمعنا بدون موعد،،
من وراء حديقة ازهارنا الضالة نرى اشراقة الضوء ،،،
فضي ما نثرته ،،،
ابداع بدون حدود ،،،
الحمصي ،،،
الصديق عبد الرحيم
تحية لك من القلب
لا أدري بأي الكلمات سأعطي ما نثرته هنا حقه الكامل، أعتقد أنني سأكتفي بأن أقول لك مرة أخرى أشكرك من القلب على جميل مرورك
دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري
سها جلال جودت
15-12-2006, 10:24 PM
سلام اللـه عليك ورحمتـه وبركاتـه
تحيـة منقوشة على كفّ القمـر
الأديبـة سهـا،
صوتُ القمـر: إحساسُ الناس بـه وإحساسـه بهـم، بقاؤه ساهراً رغمَ الأسئلة التي تدغدغ عينيْـه، لأنّه صوتُ القلوب ..
يدُ القمر : قلبُـه الذي يناجي كلّ الساهرين، القلبُ /الضّماد الذي يكفكف دموعَهم وأوجاعهمْ، ويحمل عنهمْ بوحَ الأيام والسنين، ويخيط لهمْ أثواب طمأنينـةٍ وأملٍ مبتسماً .
الأديبـة سهـا، قد حلّقتِ إلى مضارب القمر، فحلّق قلبي معكِ، لأنّه حبيبُ الرّوح وصديقي الوفيّ، لايفارق شرفتي ولاأفارقـه، بل يحرسني من الأحلام المزعجـة، ومن أحزان النهار، وذكرياتي الراقدة، بل يخبّئ بوحي بعينيْـه، تماماً كما كانت تفعل أمّي .
ومذْ هاجمتني غيوم الحلم، عرفتُ بأنّه قد سافرَ في رحلـةِ روح، وأنه لن يعودَ حتّى يلملمَ لنا جميعاً أعشابَ فرح، وقد تركَ لنا المطرَ حارساً مخلصاً .. حتّى يعود ..
تعلميـن سهـا ؟ كثيراً مادغدغني السؤال نفسُـه الذي دغدغكِ :
"خذني أيها القمر، دعني أعيش ترهبي، تراني إن صعدت إليك هل سأعيش هناك؟ وأنسى صخب الناس وضجيجهم ....! أم تراني سأشتاق إلى نقيق الضفادع، وأطير كحمامة بيضاء في فلوات الخضرة والعبير؟!"
فلو ملكنـا حقّ الاختيار، ماذا نختـار ؟؟
أظنّنا سنحمل معنا الخضرةَ والورود، اليمامَ والبحرَ وقوس المطر، أوراقَنـا وأقلامنا، أحبّتنـا وأحلامنا الجميلة، بل سنحمل حتّى الاشتياق معنـا، لنقيمَ هناكَ .. وللأبـد !
فقطْ هل ستغادرُنـا الذاكرة ؟!
حماكِ ربّي وأسعدكِ في الداريْن
تقبّلي فائقَ تقديري وإعجابي :0014:
وألفَ طاقة من الورد والندى
العزيزة أسماء
تورق الكلمات فرحاً وتسيل شهداً حين تلتقي القلوب الدافئة
دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري
سها جلال جودت
15-12-2006, 10:28 PM
سها لم اظن اني أرى القمر كهذه الرؤية الجميلة
نصك امتعني جدا استمري
الصباح الخالدي
هل أمعنت النظر ذات يوم بقمر برتقالي يرسم جمال الشمس في ظلام الليل؟
ما زلت أعيش حالة مخاض لأرسم هذه اللوحة
دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري
ناديه محمد الجابي
01-07-2018, 05:21 PM
ناجيت القلم بحب ـ فكانت قطعة أدبية خلابة، وإحساس محلق
وبوح راق انسكب شذاه بعفوية وصدق فأمتعنا
شاعرية قوية، ومشاعرفياضة ارتدت ثوبا من جميل التعابير ونقي الصور
ولغة عميقة غدقة عجز القلم عن مجاراة حرفها الطاغي الجمال
بورك الشعور والكلمة المعبرة.
:0014::0014:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir