المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاختيار الصعب ... أول قصة يخطها قلمي في حياتي .



صابرين الصباغ
09-12-2006, 11:51 AM
http://farsaben.jeeran.com/غضب%20البحر.jpg
يضرب اليم المتلاطم الأمواج سفينتنا ، كأنه يعاقبها على طعن صدره وإقلاق راحته ،شعرنا أن السماء غضبت لغضبه ، تضامنت معه للقضاء علينا ..
أرسلت البرق ليشق السحاب شقاً ، كأنه سوط تضربنا به .
في دوامة الخوف ، احتضن طفلي ، صار جسدي درعا يحميه ،
كان معنا على السفينة ، بحار وزوجته وبناته ، قبل هبوب العاصفة تجاذبنا الحديث أنا وزوجة البحار ، عرفت منها أنها لم تنجب سوى بنات أملا في ولد ، كاد زوجها يُجن ، فهو في أشد الحاجة لابن ، يكون سندا له ودفة لعمره وبوصلة زمانه .
قطع اهتزاز السفينة حديثنا ، كأننا في زلزال بحري جعلنا على حافة النهاية .
مازلت احتضن طفلي ، رأيت عيونهم تقتنص طفلي من بين أحضاني ، يغزلان بالحقد مؤامرة لنا ، تشتد العاصفة تضرب السفينة ضربا مبرحا ، حتى أن آثار الضرب بدأت تظهر على جسدها .
جاء البحار وقال لي:
إن السفينة حمولتها زائدة ويجب أن تخلى من فرد واحد ‘ فإما أن تقفزين باليم أو تلقي بطفلك ، نظرت لزوجته وبناته ينظرن إلىّ شذرا ، أحدث نفسي ..
لن يبقي علينا ويلقي بزوجته أو واحدة من بناته .
قلت له : بالله عليك حاول أن تسيطر على القارب ، كيف لي أن أقفز أو القي بفلذة كبدي في اليم .؟ الاختياران يقتلاني ، سأموت في كليهما .
قال : لا فائدة من الحديث ولا يوجد حل آخر ، سأمهلك فرصة تقرري ماذا تفعلين ..؟
تخلوا الدنيا وأمامي أصعب اختيارين ، أدناهما قاتل أعلاهما مميت ، في كليهما مذبوحة لكن ليس أمامي سوى أن اختار .
كيف ألقي فلذة كبدي وعمري في غياهب اليم يلتهمه هذا الوحش الكاسر ، أأتركه يغرق أمامي .؟ كيف سأرى عينيه وهو يغرق وهى تناشداني النجدة ..؟ كيف أتركه ليبتلعه هذا الظلام الموحش ، ليس معه سوى ذكرى أمه التي قتلته لتعيش هى ..؟
لا لن أبني عمري على أنقاض عمره الصغير .
وإن مت أنا ، لمن أتركه .؟ والله كيف سألقاه .؟ كيف سأجيب عن سؤاله عن عمري فيما أفنيته .؟ وأنا صلاتي متقطعة ، وما قرأت من القرآن لا يكفي لأن يكون رفيقي بمماتي ، علىّ أيام من صيامي لم أتمها ، وزكاتي قليلة ، ولم أحج ..
ماذا أقول .؟ مالذي لهاني عن ذكره ..؟ أخاف الموت وأنا فقيرة
ميزاني خالي الوفاض ..
يا ربي ماذا أفعل انتهت مدة التفكير . ولا أستطيع أن ألقي بنفسي أو بطفلي ، كلما زدت حيرة زاد اليم غضباً ، كأنه يستعد ليلتهم أحدنا ، حتى يهدأ وتذهب رياحه ، أرى البحار ،كأنه يمسك سكين يستعد لذبحي أو طفلي ليقدمنا قربانا لإله اليم والسموات السبع حتى يعود سالما وعائلته ..
إذن ليس أمامي سوى حل واحد ، أن أموت وطفلي ، لعل الله أن يغفر ذنوبي ببراءته إذا دفن معي بقبر واحد ، والجميع ينظرون لي ، الزوجة نظراتها الحبلى تنظر لابني ، الرجل يقضم شفتيه مستعدا ليقتنص قلبي من بين يدي .
وجدتني أقطع ذيل ثوبي ، ربطت يدي بيد ابني ، كأنه حبل سرىّ جديد لا يفرقنا أبدا ، احتضنته بكل قوتي ، هممت للقفز باليم ، فإذا بطفلي يصرخ صرخة عالية أيقظني ..

تركي عبدالغني
09-12-2006, 02:57 PM
أي موقف وضعت فيه هذه الأم!!!

إنها ذروة في تصوير مأساة

وأحمد الله أنها كانت مجرد حلم


تحياتي لأول خطوة خطتها كاتبتنا الرائعة

وبوركت والوطن

الشربينى خطاب
09-12-2006, 07:00 PM
أيه العظمة دي 000عظمة علي عظمة يا ست
القص والشعر توأمان فإذا كانت بداية فهي بداية قوية
سأنتظرك عملك الثاني بفارغ الصبر
خالص تحياتي

صابرين الصباغ
10-12-2006, 09:31 AM
أي موقف وضعت فيه هذه الأم!!!
إنها ذروة في تصوير مأساة
وأحمد الله أنها كانت مجرد حلم
تحياتي لأول خطوة خطتها كاتبتنا الرائعة
وبوركت والوطن
الشاعر الجميل
* تركي عبد الغني *
مأساة عاشها قلب ام
اختيار صعب لكن اعتقد لو خيرت كل ام لفعلت كما فعلت بطلتي
شكرا لمرورك الكريم
مودتي واحترامي وتقديري

رضا ابراهيم
10-12-2006, 10:53 AM
هي قصيدة كتبت بأسلوب قصصي ملفت
ضيقت علينا الخناق ، كان القرار صعب الموت أم الموت ؟
وأظن أنني لوكنت مكانها لاخترت خيارها ....
بداية رائعة لكاتبة أروع , تحيتي وامتناني لمن أيقظها وأعادها سالمة
ومن جديد سلامي وننتظر منك المزيد....

الشربينى خطاب
10-12-2006, 04:34 PM
الأستاذة الغالية والصديقة العزيزة صابرين الصباغ اعتقدت خطأ أنها أول قصة تكتبينها في حياتك فلم أتشرف بقراءة مجموعاتك القصصية المنشوره
وأحسست أنها لم تكن كذلك فنحن أمام قاصة متمكنة من أدواتها
فالعيب في أنا وفي فهمي للتوضيح المرفق مع القصة
ارجوا قبول اعتذاري عن جهلي بكتابتك
تقبلي سيدتي تقديري واحترامي

علي أسعد أسعد
10-12-2006, 05:27 PM
السلام عليك يا صابرين ...

قرأتها ...

شربتها بالروح ..
وتيقنت أن هناك أرواحاً تيسر على الأرض ...

نراها أجساداً .........

حياك الله ..
وبارك المد ّ .. والمداد ...


والله إنه لقلم ..

صابرين الصباغ
10-12-2006, 08:13 PM
أيه العظمة دي 000عظمة علي عظمة يا ست
القص والشعر توأمان فإذا كانت بداية فهي بداية قوية
سأنتظرك عملك الثاني بفارغ الصبر
خالص تحياتي

الشربيني
شكرا لمرورك
وسارد على ردك الجديد
مودتي

صابرين الصباغ
10-12-2006, 08:26 PM
هي قصيدة كتبت بأسلوب قصصي ملفت
ضيقت علينا الخناق ، كان القرار صعب الموت أم الموت ؟
وأظن أنني لوكنت مكانها لاخترت خيارها ....
بداية رائعة لكاتبة أروع , تحيتي وامتناني لمن أيقظها وأعادها سالمة
ومن جديد سلامي وننتظر منك المزيد....
الحبيبة رضا
شكرا لمرورك ولرؤيتك الرقيقة
فعلا كل ام لوضعت مكان بطلتي
لفعلت مثلما فعلت
هذه كانت ارتعاشات قلم يبدا في الحبو في طريق الادب القاسي
دمت رحيقا
مودتي واحترامي

الصباح الخالدي
10-12-2006, 08:44 PM
صابرين
عملاق هذا النص
هزني كسفينة النص في البرح

حسام القاضي
12-12-2006, 02:29 PM
صابرين

لم أشعر بفارق كبير بين كتبته بالأمس / وما تخطينه اليوم..

روح القلم ذاتها ، ونفس اللغة الشاعرية ، ونفس الجمل القصيرة ، وإن

كانت اليوم قد صارت أقصر من سابقاتها..

هاجس الأمومة .. خوف الأم على رضيعها .. سمعت أن كل أم قد تنتابها

مثل هذه الهواجس على طفلها النائم في حضنها ، ولكن ليست كل أم

مثل " صابرين".. أديبة تحول ما هو عادي عند البعض إلى عمل رائع

يخلد هذه المخاوف.

"أقطع ذيل ثوبي ، ربطت يدي بيد ابني، كأنه حبل سري جديد لايفرقنا أبداً "

تعبيررائع عن الأمومة ، وكأن كل أم كانت تتمنى لو يظل الحبل السري

موجوداً بينها وبين ابنها على الدوام .

تقديري واحترامي .

عبد الرحيم محمود
13-12-2006, 12:29 PM
يا مالكة الحرف الأول
والنبع الأحلى والأجمل
هل يمكن أن أهدي حرفي
كي يشرب من ماء الجدول ؟؟؟؟

مجذوب العيد المشراوي
12-02-2007, 12:32 PM
هناك صبر أيتها ألاخت الطاهرة عندك وأنت ِ تكملين نسيجك الوصفي الرائع والمتراكم والبهي ْ شكرا

صابرين الصباغ
14-02-2007, 01:56 PM
الأستاذة الغالية والصديقة العزيزة صابرين الصباغ اعتقدت خطأ أنها أول قصة تكتبينها في حياتك فلم أتشرف بقراءة مجموعاتك القصصية المنشوره
وأحسست أنها لم تكن كذلك فنحن أمام قاصة متمكنة من أدواتها
فالعيب في أنا وفي فهمي للتوضيح المرفق مع القصة
ارجوا قبول اعتذاري عن جهلي بكتابتك
تقبلي سيدتي تقديري واحترامي
اخي الشربيني
شكرا لمرورك مرة أخرى
ولك الغرور
أقووووووول
إن لم تكن تعرفني ألم تشم عبق حرفي
هههههههههههههه
مودتي واحترامي
صبر

صابرين الصباغ
14-02-2007, 02:02 PM
السلام عليك يا صابرين ...
قرأتها ...
شربتها بالروح ..
وتيقنت أن هناك أرواحاً تيسر على الأرض ...
نراها أجساداً .........
حياك الله ..
وبارك المد ّ .. والمداد ...
والله إنه لقلم ..
الشاعر الكبير
سلم الروح وصاحبها
بارك الله بك
ودمت شاعرا كبيرا

صابرين الصباغ
14-02-2007, 02:27 PM
صابرين
عملاق هذا النص
هزني كسفينة النص في البرح
ايها المشرق دوما
صباح
هل البرح هو البحر
جميلة تلك الاضافة للغة
سرقت مني ضحكة لاتخرج إلا قليلا
ههههههههههههه
دمت مبدعا
احترامي لوجودك

صابرين الصباغ
14-02-2007, 02:47 PM
صابرين
لم أشعر بفارق كبير بين كتبته بالأمس / وما تخطينه اليوم..
روح القلم ذاتها ، ونفس اللغة الشاعرية ، ونفس الجمل القصيرة ، وإن
كانت اليوم قد صارت أقصر من سابقاتها..
هاجس الأمومة .. خوف الأم على رضيعها .. سمعت أن كل أم قد تنتابها
مثل هذه الهواجس على طفلها النائم في حضنها ، ولكن ليست كل أم
مثل " صابرين".. أديبة تحول ما هو عادي عند البعض إلى عمل رائع
يخلد هذه المخاوف.
"أقطع ذيل ثوبي ، ربطت يدي بيد ابني، كأنه حبل سري جديد لايفرقنا أبداً "
تعبيررائع عن الأمومة ، وكأن كل أم كانت تتمنى لو يظل الحبل السري
موجوداً بينها وبين ابنها على الدوام .
تقديري واحترامي .
الرائع دوما
حسام
تعرف اني اتعلم من مرورك الكثير
فلك رؤية نافذة احترمها بل واقدرها جدا
حسام
أخوتك و صداقتك وساما اعلقه على صدري
دمت بكل الخير

نزار ب. الزين
15-02-2007, 04:55 AM
إبنتي صابرين الغالية
إذا كانت هذه البداية ..إذاً فالابداع ولد معك و ترعرع بين يديك ثم تناول قلما ذهبيا و خط أحلى قصيدة عن أحلى امرأة .. ألا و هي الأم...!
سلمت أناملك و دام تألقك
نزار

ناديه محمد الجابي
12-03-2016, 09:49 PM
كابوس فظيع ـ واختيار صعب
ولكنه اختيار سليم معبر عما في العقل الباطن من مشاعر الأمومة
قصة مبدعة ملفتة بروعة أسلوبها ورسمها للمشهد
دمت بروعتك دوما. :0014:

علاء سعد حسن
13-03-2016, 07:06 AM
وضعتنا سيدتي في امتحان انساني إيماني عسير!!

رأيت الموت القادم يلتهم عائلة بأكملها في لحظات محدودة.. العربة تضم الجد والجدة والاب والام والأعمام على وجه الحصر والإبنة ثلاث سنوات، والاخرى رضيعة تتشبث بصدر أمها، شغلني عن نطق الشهادتين تصور ماذا ينتظر الرضيعة ان هي الوحيدة التي نجت كونها في حماية جسد الأم؟ فدعوت الله أن يقبض روحها مع أرواحنا..

عشت هذا الاختبار الايماني العسير حقيقة لا حلم.. فهل غفلت عندها عن عظمة رحمة ربي وتكفله بالرضيعة؟ أم أن انشغالي عن نطق الشهادتين بعظيم تضرعي إليه كاشف الغم يشفع لي، حيث أيقنت أنه لا ملجأ منه سبحانه إلا إليه عز شأنه؟

ذكرني النص بذات الموقف

فهل يحمل النص من دلالات أكبر ورسالة: أن اتركوا الأجيال القادمة تصنع مصائرها بعيدا عنا، لا تختاروا لها الموت بين أحضاننا؟؟

هل يُسقط النص المحكم مقولة ( يا نعيش سوا يا نموت سوا) .. ليعطي الفرصة لبذرة الحياة أن تستمر وتنمو ولو غادرنا نحن الحياة؟!

وإذا كانت القصة قد فتحت كل هذه المسارات التأملية، فيا لها من قصة..

دام الابداع

سحر أحمد سمير
14-03-2016, 06:51 AM
مخاوف تلازم كل أم في اليقظة و الحلم ..و يلازم الإبداع حرفك السامق ..

تقبلي مروري و إعجابي ..

دمت بخير و عافية .

خلود محمد جمعة
16-03-2016, 11:49 AM
فكرة الاختيار هي التي رسمت الحلم فانزعيها قبل ان تنزع منك راحة البال
حرفك الاول بروعة كل الاشياء لأول مرة
ألق متجدد ويراع متألق
كل التقدير

ناديه محمد الجابي
21-11-2021, 05:22 PM
قصة من أروع ما قرأت عن قوة رابطة الأمومة
واختيار صعب ولكنه الإختيار الطبيعي لأي أم تقع في مثل هذا المأزق
نص رائع ، وبناء سردي مميز، وتعابير بديعة وقصة معبرة
وإذا كانت هذه هى البداية فإنها لا تختلف كثيرا عن كل أعمالك المبدعة
فكرا وصياغة ولغة وحرف قادر على التوصيل والإبداع.
دمت بكل خير أينما كنت.
:014::014: