الرمز في الصورة الأدبية ...

[محمد فقيه]

يمثل الرمز في الأدب الحديث أهمية كبرى قد لا تقل عن الخيال المحلق ، ويجب التفريق بين الرمز كأداة لتوصيل الفكرة بمعنى واسع وبين الأساطير كفكرة للنص ، فتوظيف الرمز في النص الأدبي التوظيف المناسب يعطي النص بعداً أرحب وحركة فاعلة في كلماته ودلالاته ، يجتاز الحاضر إلى الماضي في تناسق وتناغم بديع متى ما أحُسن اختيار الرمز المعبر عن الفكرة التي يطرحها النص ، ويحفل تاريخنا الإسلامي على عدد هائل من المواقف والشخصيات والمعارك والمدن والأمكنة الذي يشكل كل واحد منها رمزا أدبيا ذا دلالة لا تقل روعة عن التطبيقات البلاغية الأخرى .
ولننظر مثلا إلى أعظم شخصية عرفها التاريخ البشري خير ولد آدم أجمعين محمد – صلى الله عليه وسلم – و لننظر إلى الجيل الفريد جيل الصحابة رضوان الله عليهم – ومن بعدهم من التابعين والعلماء والقادة العظام ألا يمثلون لنا هؤلاء رموزاً حية دفاقة بالعطاء تثري أعمالنا ونحاول بث أنفاسهم في إنتاجنا الأدبي ، ولننظر إلى الغار غار حراء أو غار ثور – ألا يمكن أن يمثل لنا رمزاً فياضاً بالعديد من المواقف والأحداث والصور المعبرة ، وهناك الهجرة النبوية تلك النقلة المباركة العظيمة ، وهناك المعارك الإسلامية الخالدة – بدر ، أحد ، الخندق ، خيبر ، اليرموك ، حطين ، عين جالوت ، وغيرها الكثير – ألا تصلح كل مفردة منها لتمثل رمزاً أدبياً له جذوره ومدلوله في تاريخنا ومسيرتنا ، بل وعقيدتنا .
وما هو الهدف من حشر الرموز الوثنية و الإغريقية والصليبية واليهودية في أدبنا الحديث ، وما هو الهدف من مليء إنتاجنا الأدبي برموز – الصليب ، المسيح ، الهيكل ، أوديب ، أيديت ، الإبن ، الروح القدس ، ….إلى آخر القائمة –
هذه الرموز البعيدة كل البعد عن ثقافتنا وحضارتنا الإسلامية والمصادمة لعقيدتنا وتاريخنا ، أليس الهدف هم تغريب فكر وأدب الأمة ، وزعزعة عقيدتها ومحاولة لمحو وتناسي تاريخها ، وبث معاني كفرية إلحادية في وجدانها – أدرك ذلك أصحاب هذه الهجمة أو لم يدركوا –
و إني أدعو كل أديب مسلم أن يستلهم رموزه من عقيدتنا تاريخنا الإسلامي الحافل يبث أنفاسه في إنتاجه ليضفي على النص حركة وفاعلية ، لا التباكي عليها ، فلا يقف أمام الرموز التغريبية الوثنية الجامدة إلا رموزاً حية متفاعلة ما بين الماضي والحاضر إذ لا يفل الحديد إلا الحديد .

[سارة محمد الهاملي]

أخي الفاضل سلطان الفجر

أنت على حق في كل الذي ذكرته، ولكن حبذا لو استخدمت بعض الأمثلة الحية من نصوص أدبية مختلفة تشتمل على رموز غير إسلامية، حتى تكون حجتك أقوى. وربما كان هناك ما نستطيع به تعليل أسباب استخدام رموز بعينها وعدم استخدام سواها من الرموز العربية الإسلامية. ومن ثم نناقش كيف يمكننا تطويع العمل الأدبي ليكون أكثر مناسبة لثقافتنا العربية الإسلامية ومنهجنا.

لك كل الشكر والتقدير.

[محمد فقيه]

الأخت الفاضلة سارة الهاملي

أشكر مرورك الكريم

وبالنسبة لما ذكرتيه من ذكر رموز ، فأظن أم ما ينشر يدل عليه وهناك الكثير من القصائد والرموز وما كان مشهورًا معروفا ففيه كفاية عن عدم ذكره

وأتمنى من الجميع إثراء الموضوع ...

مع خالص تحياتي

[صباح الضامن]

بعد جولة بين طيات ما يكتب هنا هناك
كدت أيأس بأن حروفا جادة كهذه موجودة بعيدة عن العشق والغرام والحب والهيام والتلوي بالحروف والتمطي على بحر من التأوهات .
ولكني أرى مدا ليس فقط من التغريب وحشو النصوص برموز ليست من واقعنا الاسلامي ولا العربي الأصيل ولكن المد امتد بسرقة العيون وأسر فضاءاتها بالحديث فقط عن الحب
فمال الأدباء عليها يتهافتون
ومال الشعراء ليس لهم شاغل الا الحب والغرام ومال الردود تصبح فقط مجاملات تتكسر على أعتاب .......
عذرا فقد أتيت لأرى شيئا مختلفا فوجدت ولكن ليس كما تمنيت
وعذرا مرة أخرى أني اقتحمت موضوعك الجاد بهذه الكلمات ولكن فاض الكأس

[محمد فقيه]

أختي الفاضلة صباح الضامن رعاها الله

أشكر لك مرورك الكريم

بالنسبة لما طرحتيه فهذا الموضوع متشعب

وأنا حاولت أن أركز على نقطة الرمز والتعامل معه وجزء من ماهيته ..

كتابة الحب والغرام ,,,

- في نظري - لا بأس بها ما دامت في دائرة الحب العفيف ..

والمعاني السامية لا الوصف المبتذل

الشعراء هم أيضًا بشر يحبون ويتألمون ويحلمون

وما داموا داخل الدائرة الإسلامية والخلقية

فلا خوف في ذلك ...

هذا رأيي الشخصي ..

ولك وافر الإحترام

[الصباح الخالدي]

اجد الموضوع مهم جدا
قد اعود

[محمد فقيه]

في انتظار عودتك

أختي الكريمة

[محمد فقيه]

سبحان الله..



هذه الكلمة التي أتفوه بها الآن وأنا أقرأ مقالي هذا ..

هذا المقال أضفته للواحة في تاريخ 10/12/2010م

أي قبل أربع سنوات بالتمام والكمال..

واليوم قدراً أدخل إليه وأقرأ ما كتبت في ذلك التاريخ..!!!

مرت إذن أربع سنوات على هذا الطرح..

هل تغير شيء ما..

أم أن الأمر مازال كما هو..

أنا شخصياً لم تتغير قناعتي حول هذا الأمر ...

وإن تغيرت حدة قبولي له فقط ..

فصرت أتعاطى معه بحساسية أقل..

ولكن ما هو رأي البقية..؟!!

أنتظر هطول الأراء..

[عبدالقادر حوسو]

السلام عليكم و وبعد:
بارك الله بك على طرح هذا الموضوع القيّم...وأقدّر لك جهودك في ذلك..
ولكن أتمنى أن تتقبل إضافتي لبعض الأفكار التي تفضّلت بالبحث فيها..
وبعيداً عن النظرة الدينية للأدب ,وبعيون متجردة عن كل شيء باستثناء الحقيقة:
إن الرمز في الأدب المعاصر لا يحمل بعداً تاريخياً فقط بل يحمل الأبعاد التالية أيضاً:
1_بعداً "أسطورياً":ويمثله العرّاف,والسندباد و.....
ويقدم الرمز من خلال هذا البعد صورة المستقبل وفق رؤيتين رئيسيتين, وهما:
أ_رؤيا الموت والبعث
ب_رؤيا العذاب
2_بعداً دينياً:ويمثله الخضر والسيد المسيح و...
3_بعداً تاريخياً: وهو أن يعتمد الأديب على شخوص أو أحداث تاريخية ليقدم من خلالهما تصوراً معيناً للمستقبل,ولكن دلالات الرمز التاريخي بما فيه المتضمن مغزى ديني يكون حسب رؤية الأديب لا رؤية الواقع أو رؤية الصحف التاريخية...ولكن كل هذا ضمن أهداف سامية يسعى إليها ذاك الأديب...وبالمحصّلة هذا هو الأدب.
4_بعداً طبيعياً:وهذا النوع يزخر به أدبنا العربي(شعراً كان أو نثراً), ومن أمثلته: رمز النار والمطر والليل والنهار والأرض و....
بقي لي أن أشير إلى إمكانية تداخل بعض هذه الأنواع في بعضها الآخر...وهنا يتولد لدينا لغط في فهم هذا المزيج الجديد..وصعوبة إمكانية فهمه بشكل صحيح..ولكن كما قلت سابقاً......هو الأدب.

والشكر الجزيل لك

[ربيحة الرفاعي]

أعجبتني جدية رد الفاضل عبد القادر حوسو
واعترف بعد قراءة رده أن بعض الرموز تفرض نفسها تبعا للدلالات التي يريدها الكاتب، لكن الأليم في الصورة ، والذي أعتقد أن مبدعنا محمد الفقيه أراده في موضوعه، هو توجه آخر في اختيار الرموز، يقوم على تبييت نية التغريب، لما بات لها من أثر عند أدعياء الثقافة والمتحذلقين من جهة، ولدورها غير البريء في ترويج النصوص وأصحابها على مستوى أوسع من دائرة العروبة من جهة أخرى...

تحيتي لروح الابداع المحلقة في فضاء حواركم الهادف

دمتم مبدعين

[سامي عبد الكريم]

أصبت يا صاحبي
أحس عادة أن القاريء يتعامل بطريقة أخرى حين تتضمن النصوص رموزا من الأساطير اليونانية والرومانية
وهذا بالتأكيد يعود لدورالاعلام الذي يسارع بتجميل وتلميع من يكتبون هذا النوع من الأدب

المهم أن لا نتورط نحن بذلك

جزاك الله خيرا

[خالد الجريوي]

السلام عليكم

في احد المنتديات

كانت هناك مجادله بيني وبين أحد الشعراء

فقد استخدم في قصيده ..- وقد كانت رائعه .. حرفا - الرموز الوثنيه للتعبير عن حبه لا اتذكر الكثير مما ورد فيها

مثل (أصلي أمام تمثالك) .. وأيضا أقتل كالمسيح علي ...

وطال النقاش وتدخل الأدباء

وفي النهايه .. لا أنا استسلمت ولا هم .. كنا نمثل حقيقة العرب .. اتفقنا علي أن لا نتفق

...

لكني أحيي أستاذي صاحب الموضوع

فهو موضوع مهم جدا ..

وقد أخذت الفكره .. من : قد يكون الكاتب يرمز لشيء ليس خارج عن حدود الإسلام .. ولكن ما بال المتلقي خصوصا أنصاف المثقفين والمهمشين
قطعا سيرسخ في صدورهم ما يقوله الشاعر من رموز وقد يصدقون حدوثها

وهذه هي المصيبه

أحييك سيدي

دمت بخير

[محمد البياسي]

صدقتَ و ربّ الكعبة
لا فض فوك
احسنت و اجملت

تقبل كل احترامي و محبتي

[براءة الجودي]

بل أصبحوا اليوم يُكثرون من الرموز الغربية وكأنها لاستعراض ثقافة الشاعر والتباهي بمعرفة مايخص الغرب وادبه وفكره ناسيا الكمّ الهائل الثريّ والعظيم من رموز امته التي تُعدّ ككنز لا يستعملها إلا السامق فهي بعيدة كل البعد عمن لاينتمي لإسلامه فكريًّا ويرى منه رجعيًّا أو ضحلا لجهله بعظمته أو لسفهه

ماقرأته هنا رائع جدا في التفرقة بين الرمز وطريقة استعماله وبين جعله فكرة أساسية للنص ، ورسالة مهمة جدا توجهها لمعشر الأدباء والشعراء ، ونتمنى أن تكون التوعية أكبر وان يبدأ كبار الشعراء المتمكنين بالغكثار من هذه الرموز الغسلامية وللأسف لايستعملها منهم إلا قلة

وبرأيي أن استعمال بعض الرموز الغربية المناسبة للمعنى ولغرض يوصله الكاتب والشاعر فلا بأس بذلك ولكن العيب هو في الإكثار منه

اسأل الله أن يبارك في رسالتك وينفع بها
تقديري

[ناديه محمد الجابي]

كلام جميل وحقيقي ـ وموضوع هام وهادف وقيم
أحسنت وأجدت .. بارك الله فيك
ولك تحياتي وتقديري.
:002::011::011: