تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المشاركة الثانية ( مات الحياء )



بروج السماء
10-07-2003, 07:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
إقدم لكم إخواني هذه القصيدة المتواضعة وأرجو أن أكون قد وفقت بنظمها.


ماتَ الحياءُ فصارَ قلبي كالحجر *** مالي أرى ذنبي قبيحاً مُحتقر

إنَّي لجئتُ إليكَ يا ربَّ السما *** أشكوا إليكَ خطيئتي دون البشر

أشكوا إليكَ مرارةً بعد الهوى *** وهواجسً قد أتعبتني بالفكر

قد سوَّلت نفسي هوىً متفانياً *** من بعدهِ ذقتُ العنا حيثُ الكدر

أسرفتُ في ذنب الشقا متناسياً *** يوماً بهِ أبقى وحيداً مُفتقر

إنَّ الهوى ناراً أراها تلتوي *** إن لم تُقاومها فلا تلم القدر

كم كان لي من زلَّةٍ محظورةٍ *** وقبيحةٍ أبقت على قلبي أثر

هذا عُبيدك قد أتى بعد الهوى *** يرجوا بأن تعفوا بذاك عن الأُزر

فرئف بحالي يا إلهي بالرضا *** فلقد عمتني غفلتي عن محتضر

وإذا نفاني الدهرُُ إرحم وحدتي *** واعفوا بحلمكَ يا إلهي بالسور

مع تحياتي لكم
الفقيرُ الى رحمة ربه
بروج السماء

بندر الصاعدي
11-07-2003, 12:08 AM
وعليك السلام ورحمة الله وبركاتهُ

أرحب بك بدايةً في واحتنا أخي الحبيب , فأهلاً وسهلاً ومرحبا .

عرجتُ على مشاركتك الأولى وقد بيّنت لنا موهبتك , وقرأتُ ردّ الأخوةِ في توضيحهم لبعض الهنّاتِ .

أمّا هنا أحييك على هذا الشاعرية التي تمتلكها والتي لا تحتاج إلا إلى القليل من التوجيه في الأمور اللغوية والنحوية والإملائية, إليك بالملاحظاتِ :

هناك مشكلة لديك في الفعل المعتل بالواو كأشكو ويرجو إذ أنّك تكتب بعد الواوِ ألفاً وهذا خطأ فالألف بعد الواوِ يكون في الأفعال المتعلّقة بالمثنّى و بالجمعِ في الأمر و الماضي والمضارع في حالتي الجزمِ والنصبِ

( وهذه فائدة عامّة ) مثال ذلك :

للأمر : اشكوا
للماضي : شكوا
وللمضارعِ في حالتيه : لم يشكوَا , لن يشكوَا . لم يشكوا , لن يشكوا

هواجسً = هواجساً .

إنَّ الهوى ناراً أراها تلتوي *** إن لم تُقاومها فلا تلم القدر

نارٌ .. لأنها خبر إنّ منصوبة بالضمّة .

فرئف بحالي يا إلهي بالرضا *** فلقد عمتني غفلتي عن محتضر

فرئف = فارأف .
وإذا نفاني الدهرُُ إرحم وحدتي *** واعفوا بحلمكَ يا إلهي بالسور

إرحم أصل همزتها وصل وقطعها من الضروريات الشعرية الغير مستساغة بعكس وصل همزة القطع , وللخروج من هذا الثقل أضف لها فاءاً لتصبح ( فارحم ) .

واعفوا كما أوضحت سابقا بخصوص الألف , وهي اعفو وهنا مجزوم كفعل أمر ( دعاء ) وعلامة جزمهِ حذف حرف العلّة أي ( واعفُ ) وهذا يدخلنا في خلل الوزن لذا أعد صياغة الشطر ليصحّ الوزن .

كما لاحظت القصيدة لم يعبها إلا بعض الأمور وهناك نقد موضوعي سأتركهُ إلى حينهِ .

كثرةُ المحاولاتِ والاستمرار في الكتابة والقراءة الجادّة تنمّي الموهبة الشعرية فلا تبخل على نفسك بها ونحن في الخدمةِ إن واجهتك أيُّ مشكلة .

دمت بخير
في أمان الله .

معاذ الديري
11-07-2003, 04:01 AM
اهلا بك ويسعدني ان نقرأ لك نظما جديدا وجميلا يبدي من قدرتك على صياغة الجمال الكثير.
اشكر اخي بندر على توجيهه الكريم الذي استفدت منه ايضا وازيد قولة ان هواجس ممنوعة من الصرف ولو استبدلتها بقولك مغمّة او ما يجري مجراها لتخصلت من اشكال ضرورة الشعر التي صارت تستعمل بشكل مفرط. واضيف تعديل كتابة لجئت الى لجأت.ورغم قلة علمي بالعروض فإن قافية الازر لم اجدها طبيعية كسابقاتها .

ايقاع القصيدة جميل وتمكنك من الوزن واضح في اغلبه ويعد بشعر جميل .
ارجو ان تستمر كلماتك بالتدفق فالماء الجاري لا يموت.وهو وحده الصالح للشرب .

بروج السماء
11-07-2003, 01:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً جزيلاً لكم إخواني على الترحيب والتشجيع , أشكركم على توضيح أخطاء القصيدة واتمنى أن أصحح أخطائي في القصائد القادمة انشاء الله .

ووعدي لكم إني سأطور من نفسي بتعلم النحو وغيره .

مع خالص تحياتي لكم
بروج السماء :011:

محمود صندوقة
11-07-2003, 02:54 PM
أخي الكريم بندر الصاعدي

لا أزيد شيئا على تعليقك القيم وتصحيح الأخطاء
لأختنا الكريمة

دمتم بود

نهى فريد
16-07-2003, 06:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصيدة جميلة أخت بروج
وقد أصاب الأخوان بتوجيههم ولي بعض الملاحظات :

**ماتَ الحياءُ فصارَ قلبي كالحجر *** مالي أرى ذنبي قبيحاً مُحتقر

إذا مات الحياء وصار القلب كالحجر فلن يشعر الإنسان بقبح ذنبه .. لأن قلبه كالحجر
ما سيشعر به ( إن كان يشعر) هو أن ذنبه صغيرا محتقر وليس قبيحا محتقر ، لذلك أرشح صغيرا محتقر ...

** قد سوَّلت نفسي هوىً متفانياً *** من بعدهِ ذقتُ العنا حيثُ الكدر

متفانيا .. لم تستسغها أذني ، لماذا لا تقولين فتبعته ؟ وتحاولين تعديل العجز بما يتناسب مع أنه مقبول هكذا وإن لم يكن قويا.

**أسرفتُ في ذنب الشقا متناسياً *** يوماً بهِ أبقى وحيداً مُفتقر

الصدر جميل جدا ولكن العجز ليس كذلك لأسباب :
الإشباع في به ( بهي)
وثانيا ستبقى وحيدا مفتقر به وبدونه
سبب ثالث : سناد في مفتقر حيث جاءت القاف مكسورة على غير ما جرى في القاصيدة لو تلاحظيت أختي فقد كسرت قاف ( مفتقـِر) والسناد من عيوب القافية ، مع أني أقع فيه أحيانا .

** إنَّ الهوى ناراً أراها تلتوي *** إن لم تُقاومها فلا تلم القدر

هنا فكرتين:
الفعل تلتوي .. لا يعبر عن الفكرة فهو يوحي بالضعف
لماذا لا تقول تتقد ؟
ثم أختي الكريم:
أنت تخاطبين الله .. ارجعي للأبيات سترين أنك توجهين الخطاب لله بهذا التحذير ( وأعرف ماذا قصدت) قصدتي الإنسان عموما ولكن موقع الفعل في الجملة بعد الأبيات السابقة يؤكد كلامي.

** هذا عُبيدك قد أتى بعد الهوى *** يرجوا بأن تعفوا بذاك عن الأُزر

كررت ( بعد الهوى) وهذا غير مستحب.

ما معنى الأزر أختي الكريمة
هل قصدتي الوزر ؟.

** فرئف بحالي يا إلهي بالرضا *** فلقد عمتني غفلتي عن محتضر


لا نطلب من الله أن يرضى على ذنب نعترف به ولكن نطلب العفو ..

فارأف بحالي يا إلهي واعف عنـ * ـني قد عمتني غفلتي عن محتضر
هكذا أفضل .



عذرا على الاطالة
وهذا ما خرجت به من قراءة أولية

تحياتي :0014:

بروج السماء
16-07-2003, 10:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لكِ أختي الخيزران على هذا التزضيح الذي أثلج صدري وانشاء الله استفيد من هذه التوضيحات لكي لا أقع فيها مرة اخرى .

مع خالص تحياتي لكِ.

نهى فريد
17-07-2003, 01:24 AM
أهلا بك يا بروج

يسعدني تقبلك لملاحظاتي وإن ذلك على شيء إنما يدل على رحابة صدرك ورغبتك في تنمية روح النقد والحس الشعري لديك
ولكن لي عتاب ..

قلت لك أن ملاحظاتي كانت نتيجة قراءة أولية
بعد أن قرأت القصيدة مرة أخرى اكتشفت أن لي ملاحظة أخطأت فيها
وتمنيت لو اعترضت عليّ موضحة رأيك ولكنك استسلمت وهذا ما لا أحب منك

تملكين موهبة الشعر ولكن دافعي عن رأيك لتتضح الحقيقة ونصل إلى أفضل النتائج

أنتظر منك مراجعة ملاحظاتي لتكتشفي أين خطأي ..
أنتظر عودتك.

الصغيرة
خيزران

بروج السماء
17-07-2003, 05:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لكِ اختي الخيرزان على هذا الإهتمام .

وأما عن الخطأ الذي وقعتِ فيه فأنا قرأت توضيحكِ مرة أخرى واكتشف الآتي .

عندما قلتي أن الإنسان اذا صار ذنبه كالحجر فإنه لا يشعر بأن ذنبه قبيح وقلتي ربما يكون صغيراً , أنا أقول أنه اذا صار قلبه كالحجر كذالك لن يشعر بأن ذنبه صغيراً.

وأما عن كلمة الأزر نعم أنا أقصد بها الوزر والأزر حسب معرفتي جمع وزر والله العالم .

وأما عن كلمة (متفانيا) فأنا أقصد بها الفناء و الزوال .

أرجو أن أكون قد أصبت بما قلته , فإنك تعرفين اختي الكريمة أنا مبتدء ولا أعرف ألا الشيء القليل .

مع حالص تحياتي لكِ:011:

نهى فريد
17-07-2003, 09:22 AM
الأخ بروج :
نعم أنت أخ ولس أخت ..أعتذر

أفتخر بك وبتواصلك .. ولكن أريد رأي الأخوان :
بندر الصاعدي

عاقد الحاجبين

والقلم الباكي في حديثنا..

هل لكم أن تساهموا معنا في النقاش حتى نستفيد من آرائكم؟؟

هل أصاب الأخ بروج؟
أم أن هناك أمر آخر لم يكتشفه؟؟؟

بشوق أنتظر لحوار مفيد

بندر الصاعدي
17-07-2003, 09:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعاً
أخي القلم الباكي أولاً أينك عنّا وثانياً هل بروج أختنا أم أخينا .
أخي أو أختي بروج أهلا بك مجدّداً , وأهلاً بأختنا الخيزران .

تركت مضمون القصيدة سابقاً وأدلي برأيي اليوم فيها :

ماتَ الحياءُ فصارَ قلبي كالحجر *** مالي أرى ذنبي قبيحاً مُحتقر

الصدر جميل جدّاً ولا أراه فيه عيباً بل هو مدخلٌ رائع للقصيدة ... ويدلَّ على أمورٍ كثيرةٍ , منها
الإقدام على اللذاتِ من غير رادع , اللا مبالاة , عدم الإحساس بالرقابة , ... الخ .
وفي الحجز ضعفٌ والسبب أنّ الذنب محتقرٌ أصلا وقبيحٌ , ومن صياغتك
للحجز كأنّك تقول: رأيتُ ذنبي قبيحاً محتقر , وهذا يذهب بأنّ هناك ذنوب ليست قبيحة , فذنبك هنا محتقر وفي غيره لا وذنبك محتقر وذنب فلان لا ... ونخرج من ذلك بالقول مثلاً :

ماتَ الحياءُ فصارَ قلبي كالحجر /// يا ويلتي إنَّ الذنوبَ لتُحتقرْ
أو :

( والعينُ دون بصيرةٍ تغوى البصرْ )

في :
أسرفتُ في ذنب الشقا متناسياً *** يوماً بهِ أبقى وحيداً مُفتقر

الشقا .. أراها لتكملت الوزن وتعدُّ حشواً , كما أنّ الذنب هو شقاءٌ .

إنَّ الهوى ناراً أراها تلتوي *** إن لم تُقاومها فلا تلم القدر

القدر لا يلام , وواجبٌ أن نرضى به سواء كانت هناك مقاومة أو لا .


هذا عُبيدك قد أتى بعد الهوى *** يرجوا بأن تعفوا بذاك عن الأُزر

الأزْرُ تعني الإحاطة والستر والمعاونة , وجمعها أُزُرٌ وأُزْرٌ .
أمّا الوزْرُ : الإثم وهو ما قصدتِ , يجمع على أوزارٌ .

فرئف بحالي يا إلهي بالرضا *** فلقد عمتني غفلتي عن محتضر

خلاف ما ذكرت الخيزرن ... هنا تتحدّث عن حالها وتطلبُ رضى الله , والحال يناسبه الرضى والسخط , والبيت الذي يليهِ تطلبُ فيه العفو .


أخيراً وللجميع :
لدي سؤالٌ وهو :
عمت في قولها ( عمتّني ) ما مدى صحّتها اللغوية ؟, وما الفرق بينها وبين أعمتني ؟ بحثتُ ولم أتوسّعْ في هذا الأمر فوجدتُ أن أعمت تخصُّ القلوب والبصيرة , وسأبحثُ عن عمت إن شاء الله .

هذا واللهُ وليُّ التوفيق
دمتم بخير
في أمان الله .

نهى فريد
18-07-2003, 02:44 AM
أهلا بك أخ بندر

أعجبني تواصلك
هكذا
وبالحوار الراقي نرتقي بروح النقد .. فنسمو به ويسمو بنا .. فلسنا صغارا بل انظوى العالم الأكبر فينا

طرحت رأي في قصيدة الأخ ثلوج
وأريد مناقشتك في ملاحظاتك:

أتفق معك في قوة الصدر تماما
كما أتفق معك في ضعف العجز ولكني أختلف معك في السبب
أخ بندر
نعم كل الذنوب قبيحة ... ولكن القبح متفاوت
فهناك صغائر وهناك كبائر
وهناك ماهو أكبر من الكبائر

عندما تريد أن عندما أريد أن أوضح عزتي بالإثم فلن أقول عنه قبيحا لأن هذا يحسب نقطة علي لا لي ..
ذنبي قبيح .... اعتراف إيجابي لله يدعو إلى طلب العفو
ذنبي صغير .... إصرار على ضآلة الذنب فهو لا يستدعي طلب العفو

أما عن محتق فأراها صائبة .. فأنت تحتقر الشيء الصغير لصغره

وتحتقر القبيح لقبحه
فإذا احتقرته لصغره فلأن قلبك حجر
أما إذا احتقرته لقبحه فلأن قلبك لين

وعليه فلن يكون للعجز الذي اقترحت قوة لتصوير تحجر القلب

أما اقتراحك الثاني بعيد جدا عن فكرة الشاعر ونحن نحاول تعديل القصيدة بأقل القليل من التعديل


أرجو أن أكون قد أوضحت الفكرة تماما

************

أسرفتُ في ذنب الشقا متناسياً *** يوماً بهِ أبقى وحيداً مُفتقر
أختلف معك أيضا .. فالشقا تأكيد لنتيجة الذنب فهناك ذنوب لا تجلب الشقاء لأن صاحبها يتذكر .. أما ما ينسي صاحبه يوم الوحدة فهو لعمري ذنب الشقاء..* ( سأعلق على هذا البيت لا حقا)

*************
إنَّ الهوى ناراً أراها تلتوي *** إن لم تُقاومها فلا تلم القدر

كلامك صحيح ولكن هذا ليس من عمل المذنب فالإنسان :
( إذا مسه الخير منوعا .. وإذا مسه الشر جزوعا)
وهنا تذكير .. فلا تلم القدر

كلنا يلوم القدر وهذا ما لا رضاه الله
إنما يرضى الإيمان به خيره وشره

*************
هذا عُبيدك قد أتى بعد الهوى *** يرجوا بأن تعفوا بذاك عن الأُزر

لمحت للما صرحت به أخي بسؤالي.. ( أتفق معك)

**************
فرئف بحالي يا إلهي بالرضا *** فلقد عمتني غفلتي عن محتضر

لا أتفق معك في رأيك

فعندما تعترف لله بالذنب فمن العيب أن تطلب منه أن يرضى به
والصواب أن تطلب منه العفو عما بدر منك ..

هذا رأي ولا أساوم عليه .. ( أصر على العفو لا الرضى ) ولبروج القرار في تعديل قصيته أو تركها على حالها.

*************
فرئف بحالي يا إلهي بالرضا *** فلقد عمتني غفلتي عن محتضر

انتبهت لها ولكني لم أعلق لرغبتي في التحقق .. فواصل بارك الله فيك..

*************

** هنا تعليقي الذي وعدت به بخصوص البيت:

أسرفتُ في ذنب الشقا متناسياً *** يوماً بهِ أبقى وحيداً مُفتقر

حللت البيت خطأ في قراءتي الأولى

قلت ان الانسان سيبقى وحيدا به أو بدونه
ولكني بعد القراءة الثانية استوعبت أن الضمير في ( به ) يعود على اليوم وليس على الذنب
وتمنيت لو يدافع بروج عن هذا البيت ولكنه لم يفعل

ما رأيك يا بروج .. على من يهود الهاء في به؟؟ اليوم أم الذنب؟؟


هذا ما خلصت له وأنتظر أن تسبقني يا بندر في الحكم على ( عمتني).

تحياتي

بروج السماء
18-07-2003, 10:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواني واخواتي احييكم اجمل تحية على هذه المناقشة الجادة التي تنصب فائدتها على الجميع .

سأوضح لكم اخواني اخواتي الكرام مقصدي من الأبيات.


ماتَ الحياءُ فصارَ قلبي كالحجر *** مالي أرى ذنبي قبيحاً مُحتقر

عندما أقول أن قلبي صار كالحجر ليس اقصد به المعنى الظاهر وإنما اريد
أن اوحي بأن القب صار قاسي .


أسرفتُ في ذنب الشقا متناسياً *** يوماً بهِ أبقى وحيداً مُفتقر

هنا ذنب الشقى ربما تكون صياغتها غير صحيحة ولكن المقصود منها أن الذنب يجلب الى الإنسان الشقاء ويلبسه ذل المعصية.
أما عن (به) فإنها فعلاً تعود على اليوم وليست على الذنب وأنا اعتذر للأخت الخيزران على عدم كشف هذا الخطأ.

إنَّ الهوى ناراً أراها تلتوي *** إن لم تُقاومها فلا تلم القدر

والمقصود من هذه الأبيات , أن الإنسان يُشعل نار الشهوة وبعد اشعالها
من الصعب انها يتخلص منها ,فإذا لم يقاومها مقاومة جادة سيقع في الذنب , وفي هذه الحالة فلا يلم القدر لإن الذنب يصدر من إرادة الإنسان.

فرئف بحالي يا إلهي بالرضا *** فلقد عمتني غفلتي عن محتضر

في هذه الأبيات ادعو الله أن يرأف بحالي بالرضا لأن الله اذا رضي عني
معناتها انه رأف بحالي.

آخر شطر اريد انا اعيد صياغتا لإن استاذي العزيز بندر الصاعدي وضح لي
أن الفعل واعفوا لا تكتب هكذا بل هكذا واعفُ وهنا يصبح البيت مكسور .

وإذا نفاني الدهرُُ إرحم وحدتي *** واعفوا بحلمكَ يا إلهي بالسور

بعد التعديل

وإذا نفاني الدهرُُ فارحم وحدتي *** واستر عيوبي يا إلهي بالسور

وهذا الي قدرت عليه من التوضيح, والله ولي التوفيق

مع خالص تحياتي لكم
اخوكم بروج السماء

بندر الصاعدي
18-07-2003, 02:43 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهُ

أهلاً بك أخي بروج

الأبيات واضحة بذاتها , إنّما فيها فعضِ أجزائها تذهب بالمعنى قليلاً , ذكرتُ رأيي سابقاً وأعود لأناقش أختنا الخيزران فيما أرادت وأقول :

في قولكِ :

أختلف معك في السبب ... أقول : إنَّ الإختلاف بفتحُ آفاقاً يُستفادُ منها إلا إذا لم نرسِ على الأصحِّ قولاً , والاختلاف يأتي من اختلاف مستويات الثقافة والذائقة .

تقولين :
نعم كل الذنوب قبيحة ... ولكن القبح متفاوت

معكِ في ذلك ولكن قُصدَ من الشطر أن ذنبها قبيحاً محتقر فقط ولم يكن فيه بابٌ لذكر درجة هذا الذنب من حيث القبح .

فإذا احتقرته لصغره فلأن قلبك حجر
أما إذا احتقرته لقبحه فلأن قلبك لين

أحييك على هذه النظرة العميقة وأزيد عليها قائلاً :

إذا كان احتقار الذنب لصغره بقصد أنّهُ لا يستحقُ أن يكون ذنباً هذا يدل على قسوة القلب , وإذا كان احتقار الذنب لصغرهِ بقصد احتقار النفس أن وقعت في ذنب صغير ولم تمتنعْ عنهُ فيدلُّ على صحوة القلب .

أمّا من حيث القبحِ والذي ترين أن الصغر أفضل تعبيراً منهُ فهناك اختلاف بين المفردتين لماذا ؟ لأنّ القبح يتحدّثُ عن عملاً ما بطرق غير مشروعة ألخ ... أمّا الصغر فهو حجم للعمل إمّا حسي أو معنوي , وأرى أنّ الإستغناء عن المفردين أفضل لأنَّ التحقير يكفي المعنى بياناً .

ما اقترحتهُ أنا راضٍ بهِ ليس لأنّهُ اقتراحي بل لأنّهُ يناسب العجز إليكِ بالشرح في الشطرين الذين اقترحتهما :

حين أقول :
ماتَ الحياءُ فصارَ قلبي كالحجر /// يا ويلتي إنَّ الذنوبَ لتُحتقرْ

فالصدر يوضّح تحجّر القلب أثناء المعاصي وبما أنّ القصيدة لغرض الندم والتوبة عن الذنوب كان المطلع بشكل اعتذار , وهو أن وضّح الشاعر قسوة قلبهِ حين ارتكاب الذنوب , وبدأتُ من هنا تملت البيت بالعجز قائلاً :

يا ويلتي :: والتي تدلَّ على صحوة وتحسّر , ثمَّ بإدراك تحقّر الذنوب والتي وقعت فيها بقولي ( إن الذنوب .... )

هذا لأنّ القصيدة تأتي بصحوة القلب بعد أن كان قاسياً وغافياً من أفضل المطالع أن يكون كذلك بذكر قسوة القلب سابقاً وصحوته متحسّرا نادماً فيما بعد , متحسّراً على عدم إدراكهِ للذنوب واحتقارها , نادماً على انغماسهِ فيها .

وفي :
والعينُ دون بصيرةٍ تغوي البصرْ .... ( عذرا فالألف أصلها ياء في ( تغوى )

بل هي تصويرٌ جميل لقسوة القلب وفيها حكمةٌ بذلك , والتصوير هنا يأتي من عبارة ( دون بصيرة ) والقلب حين يكون قاسياً هل تكن لهُ بصيرة ! , ثمَّ يأتي ذكر العين لأنها حاسّة قويّة في الإدراك ومن لم يغضّ طرفهُ عن اللذاتِ بدافعٍ من البصيرة يغوى بصرهُ , باختصار كأنّ الشاعر يقول :

لا أستحي فإنّ قلبي لا يحسّ وهو قاسٍ فقد أعميت بصيرتي مما أدّى إلى إغواء بصري في اللهث خلف اللذات . وهنا بشكل اعتذار ثمَّ يأتي بطلب العفو .


كلامك صحيح ولكن هذا ليس من عمل المذنب فالإنسان :
( إذا مسه الخير منوعا .. وإذا مسه الشر جزوعا (
وهنا تذكير .. فلا تلم القدر

كلنا يلوم القدر وهذا ما لا رضاه الله
إنما يرضى الإيمان به خيره وشره

بما أنّها عبارة جميلة في التذكير إلا أنّني لا أفضلها , فهنا متّسع للحديث بصورة أفضل , كأن تذكر أن يرضى أو أن لا يندم .

فرئف بحالي يا إلهي بالرضا *** فلقد عمتني غفلتي عن محتضر

لا أتفق معك في رأيك

فعندما تعترف لله بالذنب فمن العيب أن تطلب منه أن يرضى به
والصواب أن تطلب منه العفو عما بدر منك ..

أوضح بروج القصد من ذلك ... ومن قال بأنّني أطلب الرضا دون العفو , إنّ أهم شي هو رضى الله سبحانه وتعالى , وطلب العفو بابٌ من أبواب طلب الرضا ... والحديث في هذا البيت عن الحال .

هذا رأي ولا أساوم عليه .. ( أصر على العفو لا الرضى ) ولبروج القرار في تعديل قصيته أو تركها على حالها.

نحن لا نسوامكِ على ذلك , ولكِ حريّة رأيكِ .

أسرفتُ في ذنب الشقا متناسياً *** يوماً بهِ أبقى وحيداً مُفتقر
أختلف معك أيضا .. فالشقا تأكيد لنتيجة الذنب فهناك ذنوب لا تجلب الشقاء لأن صاحبها يتذكر .. أما ما ينسي

صاحبه يوم الوحدة فهو لعمري ذنب الشقاء..* ( سأعلق على هذا البيت لا حقا (

الذنب يجلب الشقاء عاجلاً أم آجلاً , وهناك فرق بين شقاء الذنب وذنب الشقاء ,, ألستِ معي .


وفي ( بهِ ) دون شرح بروج ومن الصياغة يعود الضمير إلى ( يوماً ) .

هذا .. والله وليُّ التوفيق


تحياتي لكم جميعاً
دمتم بخير
في أمان الله

معاذ الديري
18-07-2003, 11:40 PM
اعتقد ان الأزر العضد او السند : وقد ورد قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام:
هارون اخي اشدد به ازري .. وهنا لا يتفق الامر مع ماذكر حول جمع وزر .. فوزر تجمع على اوزار.
ثم انني ارى ان كاتب هذا النص الجميل يا بروج لا يسمح له بتاتا ان يقع في خطأ بديهي وقاتل في قولك قلتي وذكرتي .مما يشككني في الامر فعليك الحذر .. تاء التأنيث المخاطبة لا تلحقها ياء .. وللمزيد من المعلومات قوموا بزيارة موضوع اخطاء شائعة في الكتابة بالمنتديات في دوحة الثقافة والأدب.

من ناحية العروض فلا استطيع ان افتي شيئا فيه لا سيما في وجود امثال بندر والباكي..

اعتقد ان تشريحا دقيقا جدا للقصيدة يفقدها شيئا من جمالها .. فالقضيدة امرأة ومن حقها ان تحتفظ ببعض الستر .
ومن حق الشاعر ايضا ان يحتفظ ببعض ما يقصد لنفسه دون ان نلزمه بتفسير وان لم يرق لنا كل كلامه .

اشكر جميع الاخوات والاخوة الذين ساهموا في النقاش المفيد هذا لا سيما الخيزران وبندر وكل من بذل وقتا واضحا اعلم قيمته تماما في البحث المفيد.

تحيات مستمع.