مشاهدة النسخة كاملة : سبينوزا،
سحر الليالي
11-12-2006, 11:18 PM
سبينوزا، باروخ أو بنديكت (1632-1677) Spinoza, Baruch or Benedict
فيلسوف مادي هولندي، طردته الجالية اليهودية بأمستردام من مجمع اليهود. ومؤلفاته الرئيسية هي « البحث اللاهوتي السياسي » و« علم الأخلاق ». وسبينوزا هو مؤسس المنهج الهندسي في الفلسفة. وقد صدر مذهب سبينوزا في بيئة تاريخية جعلت من البلاد الواطئة (هولندا) بلدا رأسماليا سباقا بعد تحرره من نير الملكية الاقطاعية الاسبانية. وقد اعتبر سبينوزا، شأنه في هذا شأن فرنسيس بيكون وديكارت، علم الطبيعة وتحسين أحوال الإنسان الغرض الرئيسي للمعرفة. فأضاف مذاهب السابقين عليه تعاليم خاصة بالحرية: فأظهر كيف تكون الحرية الإنسانية ممكنة في نطاق قيود الضرورة. وأقام سبينوزا وهو يحل هذه المشكلة تعاليمه عن الطبيعة. وقد أكد سبينوزا، وهو يناهض ثنائية ديكارت، أن الطبيعة وحدها هي التي توجد، وأنها علة نفسها ولا تحتاج إلى أي شيء عداها من أجل وجودها. وهي باعتبارها « طبيعة خلاقة » جوهر إلهي. وقد فرق سبينوزا بين الجوهر أو الوجود غير المشروط وعالم الأشياء أو الأحوال النهائية الفردية وكلاهما جسماني ومفكر. إن الجوهر واحد على حين أن الأحوال متعددة إلى ما لا نهاية. والعقل اللانهائي يستطيع أن يدرك الجوهر اللانهائي في جميع أشكاله ومظاهره. غير أن العقل الإنساني النهائي لا يدرك ماهية الجوهر كشيء لانهائي إلا في مظهرين: ك« إمتداد » وك« فكر ». وهاتان صفتان ملازمتان للجوهر. وتعاليم سبينوزا فيما يتعلق بصفات الجوهر مادية على وجه العموم، غير أنها ميتافيزيقية نظرا لأنه لا يعد الحركة صفة من صفات الجوهر. هذه هي القضايا التي وضعها سبينوزا وهو يبدع تعاليمه عن الإنسان. والإنسان عند سبينوزا هو المخلوق الذي ترتبط فيه حالة الإمتداد، الجسم، بحالة الفكر، النفس. والإنسان شأنه في هذا شأن أي من هذين الحالين جزء من الطبيعة. وسبينوزا في تعاليمه عن حال النفس قد رد تعقيدات الحياة النفسية إلى العقل والانفعال – الفرح والغم والرغبة. وقد وحد بين الإرادة والعقل. فقد أكد سبينوزا أن سلوك الإنسان إنما مبعثه توقه لحفظ الذات والمصلحة الشخصية. وقد دحض سبينوزا الفكرة المثالية عن حرية الإرادة، وعرّف الإرادة بأنها تقوم دائما على الدوافع. وقال في الوقت نفسه بأن الحرية ممكنة كسلوك قائم على معرفة الضرورة. ومهما كان الأمر فقد رأى سبينوزا أن الحكيم وحده، وليس جمهرة الناس، هو الذي يستطيع أن يكون حرا. وهذا التفسير للحرية هو تفسير مجرد وغير تاريخي. وواصل سبينوزا في نظريته عن المعرفة تزمته العقلي. وقد رفع من مقام المعرفة العقلية المؤسسة على العقل، فوق النظام الأدنى للمعرفة المستمدة من الحواس، وقلل من الدور الذي تلعبه التجربة. ووصف سبينوزا إدراك الحقيقة أو حدس العقل بأنه أسمى نمط للمعرفة العقلية. وهو في هذا إنما يقفو أثر ديكارت في إعلان الوضوح والمعقولية معيارا للحقيقة. وقد فعل سبينوزا الكثير لترويج تطوير الاحاد والتفكير الحر، العلمي منه والديني. ونادى بأن غرض الدين ليس فهم الأشياء بل مجرد المبادئ الأخلاقية السامية. وفي هذا يكمن السبب في أنه لا ينبغي للدين أو للدولة المساس بحرية الفكر. وتعاليم سبينوزا فيما يتعلق بالمجتمع تجعله خليفة لهوبز. وهو، عكس الأخير، لا يعتبر المَلكية بل الحكومة الديمقراطية أسمى شكل للسلطة، ويحد من قدرة الدولة على كل شيء بالحرية. وكان لسبينوزا تأثير قوي على مادية القرنين السابع عشر والثامن عشر الميتافيزيقية، وأثر تفكيره الحر الديني على تطور الإلحاد. وقد أثنى انجلز على آراء سبينوزا الفلسفية ثناء كبيرا فكتب:
« إن أكبر ثقة في فلسفة العصر أنها ابتداء من سبينوزا إلى الماديين الفرنسيين العظام قد أكدت على تفسير العالم من العالم نفسه، وتركت تأويل التفاصيل للعلم الطبيعي في المستقبل ». (جدل الطبيعة).
جوتيار تمر
13-12-2006, 09:25 AM
سحر الرائعة...
سبينوزا..نفسه هو القائل..بان..
اللذة هي انتقال الانسان من حالة كمال اقل الى حالة أعظمُ كمالاً . و الألمُ هو انتقال الانسان من حالة كمال أعظم الى اخرى أقلّ كمالاً . و انا أقولُ انتقال لأنّ اللذة ليست كمالاً في حد ذاته : فلو ولد انسان كاملاً لما شعرَ بعاطفة اللذة ، و نقيضُ هذا يزيدُ الأمرَ وضوحاً .
أنا أفهمُ من العاطفة اوضاع الجسد التي تزيدُ فيه أو تنقصُ قوة العمل والتي تساعدُ أو تقيّد هذه القوة ، وأفهمُ منها في الوقت ذاته الأفكار التي ترافقُ هذه الأوضاع .
و أنا أقصد بالفضيلة و القوة نفس الشيء .
و كلما زادت مقدرة الانسان في الاحتفاظ ببقائه و البحث عمّا ينفعه كلّما زادت فضيلته .
لا يهملُ انسانٌ شيئاً نافعاً له الا اذا كان يرجو خيراً أعظم منه . فإذا كان العقلُ لا يطلبُ شيئاً يتعارض مع الطبيعة ؛ لذلك يجبُ على كل انسان ان يحبَّ نفسه ، و يبحثُ عمّا يفيده ، و يسعى الى كلّ شيء يؤدّي به في الحقيقة الى حالةٍ أعظمُ من الكمال . و ان كلّ انسان يجبُ ان يحاول المحافظة على بقائه كلّما استطاع الى ذلك سبيلاً .
إن محاولةَ الفهم هي الأساس الأوّل و الأوحدُ للفضيلة . و انّ العاطفة فكرةٌ ناقصة . بحيثُ أنّ الفكرة يجبُ الاّ تنقصها حرارةُ الرغبة ، كما أنّ الرغبة يجبُ أن لا ينقصها ضوء الفكرة . لأنّ العاطفة لا تظلّ عاطفة اذا ما تكوّنت في الذهن عنها فكرةٌ و اضحةٌ جليّة .
سحر الليالي
13-12-2006, 02:30 PM
رائع يا جو بحق انك رائع
شكرا لك
تقبل خالص تقديري ووباقة ورد
فاطمة أولاد حمو يشو
14-12-2006, 01:05 AM
إنها تشتمل على روابط عقلية فلسفية، على منطق فلسفي يستخدم أدوات اللغة (إذا ...فإن ..لأن ..إذن ..
تأملي هذه الميتافيزيقا اللاهوتية: تأملي طريقة التفكير الفلسفي في الدين لا تحكمي على سبينوزا بالإلحاد فهو فقط كان يستخدم عقله في أمور لا يدركها العقل لأن العقل عندما يتناول موضوع الميتافيزيقا وخاصة الجوهر الذي يقوم عليه الدين يصبح عقلا مجادلا كما قال كانط وبعده هيجل..
يقول:" إذا كان يمكن القول إن الله قد قدر كل شيء مسبقا، فذلك يعني أن الله يجب أن يدرك على أنه " القوانين الأبدية ". المطول اللاهوتي ص 122
ويتابع قائلا:" وإذا حصل إذا شيء ما في الطبيعة لم يكن ناتجا عن قوانينها الخاصة، فإن ذلك يتعارض مع الإنتظام الضروري الذي أقامه الله من أجل الأبدية في الطبيعة عن طريق القوانيين الشمولية للطبيعة، وذلك إذا يسير ضد الطبيعة وقوانينها، ونتيجة لهذا يجعلنا الإيمان بالمعجزة نشك في كل شيء ويقودنا إلى الكفر".نفس المرجع ص123
إذا كان الإيمان بالمعجزة يقود إلى الشك في كل شيء، وإذا كانت المعجزة تخرق قوانين العقل، فهل هذا يعني أن العقل لا يستطيع تناول المعجزة بتأملانه الخاصة من أجل التمييز بينها وبين ذاته؟وهل تناول العقل للمعجرة يؤدي إلى الإيمان بها وإلى زوال الشك في كل شيء؟
جوتيار تمر
14-12-2006, 09:28 AM
هذه جميلة من سبينوزا..وتحتاج الى عمق وتفكير قبل الحكم..؟
السرورُ و الألم هما ارضاءُ الغريزة أو تعطيلها ، وهما ليسا سببين لرغباتنا بل نتيجة لها ، اننا لا نرغبُ في الاشياء لأنها لاتسرنا ، و لكنها تسرنا لأننا نرغبٌ فيها و لا مناص لنا من ذلك.
ويترتّبُ على ذلك ان لا يكون للانسان ارادة حرة ، لأن ضرورة البقاء تقرّر الغريزة ، و الغريزة تقرر الرغبة ، و الرغبة تقرّر الفكر و العمل . و قرارات العقل ليست سوى رغبات ، و ليس في العقل اردة مطلقة او حرة ، وهناك سبب يسيّر العقلَ في ارادة هذا الشيء او ذاك ، وهذا السبب يسيّره سببٌ آخر ، و هذا يسيّره سبب آخر و هكذا الى مالانهاية ، يظنُّ الناس أنّهم احرا لأنّهم يدركون رغباتهم ومشيئاتهم ، و لكنهم يجهلون الاسباب التي تسوقهم الى ان يرغبوا او يشتهوا .
يمكنُ مقارنة الشعور بالارادة الحرّة بحجر رُمي الى الفضاء و ان هذا الحجر لو وهب شيئاً من الشعور لظن ّ اثناء رميه وسيره في الفضاء انّه يقرّر مسار قذفه ، و يختار المكان والوقت الذي يسقطُ به على الأرض .
محبتي
جوتيار
سحر الليالي
14-12-2006, 05:01 PM
بحق انه فيلسوف ...
فاطمة
شكرا لك وسلمت ودمت بود
لك حبي وباقة ورد
سحر الليالي
14-12-2006, 05:02 PM
نعم جو إنها جميلة وعميقة جدا
شكرا لك ودمت بألف خير
ودوما بإنتظارك
تقبل خالص ودي وباقة ورد
سحر الليالي
14-12-2006, 05:04 PM
حرصتُ على ان لا اسخر أو العنَ أو أكرهَ الأعمال البشرية بل افهمها ، ولذلك نظرتُ الى العواطف .. لا باعتبار كونها رذائل و شرور في الطبيعة البشرية و لكن بوصفها خواص لازمة لها كتلازم الحرارة و البرودة و العواصف و الرعد و ماشابهها لطبيعة الجو . "
" على الرغم من انّني أجدُ أحياناً بطلان النتائج التي جمعتها بعقلي و تفكيري الطبيعي ، و لكن هذا لن يزيدني إلاّ اقتناعاً ، لأنّني سعيد في التفكير و جمع المعلومات و لا أضيّع أو قاتي في التحسّر و الحزن ، بل انفقها في السلام و الصفاء والسرور . "
********
العقلُ و الأخلاق
ان اللذة هي انتقال الانسان من حالة كمال اقل الى حالة أعظمُ كمالاً . و الألمُ هو انتقال الانسان من حالة كمال أعظم الى اخرى أقلّ كمالاً . و انا أقولُ انتقال لأنّ اللذة ليست كمالاً في حد ذاته : فلو ولد انسان كاملاً لما شعرَ بعاطفة اللذة ، و نقيضُ هذا يزيدُ الأمرَ وضوحاً .
أنا أفهمُ من العاطفة اوضاع الجسد التي تزيدُ فيه أو تنقصُ قوة العمل والتي تساعدُ أو تقيّد هذه القوة ، وأفهمُ منها في الوقت ذاته الأفكار التي ترافقُ هذه الأوضاع .
و أنا أقصد بالفضيلة و القوة نفس الشيء .
و كلما زادت مقدرة الانسان في الاحتفاظ ببقائه و البحث عمّا ينفعه كلّما زادت فضيلته .
لا يهملُ انسانٌ شيئاً نافعاً له الا اذا كان يرجو خيراً أعظم منه . فإذا كان العقلُ لا يطلبُ شيئاً يتعارض مع الطبيعة ؛ لذلك يجبُ على كل انسان ان يحبَّ نفسه ، و يبحثُ عمّا يفيده ، و يسعى الى كلّ شيء يؤدّي به في الحقيقة الى حالةٍ أعظمُ من الكمال . و ان كلّ انسان يجبُ ان يحاول المحافظة على بقائه كلّما استطاع الى ذلك سبيلاً .
إن محاولةَ الفهم هي الأساس الأوّل و الأوحدُ للفضيلة . و انّ العاطفة فكرةٌ ناقصة . بحيثُ أنّ الفكرة يجبُ الاّ تنقصها حرارةُ الرغبة ، كما أنّ الرغبة يجبُ أن لا ينقصها ضوء الفكرة . لأنّ العاطفة لا تظلّ عاطفة اذا ما تكوّنت في الذهن عنها فكرةٌ و اضحةٌ جليّة .
-----------
* مُقتطفات ، " االأخلاق مؤيّدة بالدليل الهندسي" سبينوزا 1665م - ترجمة د. فتح الله المشعشع
جوتيار تمر
22-12-2006, 01:43 PM
سحر...
هناك مقولة ل(اسبينوزا) تقول:ان النفس لاتنطوي على اية ارادة حرة او مطلقة،بل هي مجبورة على ان تريد هذا او ذاك بمقتضى علة هي ايضا مشروطة بعلى اخرى،وهذه العلة بدورها محددة بعلى اخرى وهكذا الى ما لانهاية..!
هل نفكر بها جديا...؟
محبتي
جوتيار
سحر الليالي
22-12-2006, 10:46 PM
نعم أخي جو ععلينا فعل ذلك لأنها مقولة أظنها حقيقية
شكرا لك
دمت دوما بألف خير
منهل العراقي
12-01-2007, 12:53 PM
الاخت سحر/
جميل هذا الذي نقلتيه لنا هنا من معلوما ت عن هذا الفيلسوف الرائع
تحياتي وتقديري
العراقي
سحر الليالي
12-01-2007, 01:41 PM
أخي الفاضل منهل العراقي:
سعدت بحضورك وبأن الموضوع نال على ذائقتك
دمت بألف خير
وتقبل خاللص تقدري وباقة ورد
جوتيار تمر
16-01-2007, 10:16 PM
ان اولئك الذين يبحثون عن علل العجائب،ويحاولون ان يفهموا اشياء الطبيعة كفلاسفة،ولايحملقون فيها دهشة كالاغبياء،سرعان ما يعتبرونهم هراطقة غير ورعين،ويعلن ذلك عنهم اولئك الذين تعبدهم الدهماء بوضفهم مترجمي الطبيعة والالهة،وذلك لان هولاء الرجال يعرفون بانه حالما تطرح حالة الجهالة جانبا،فعندئذ سيزول الاندهاش،وهذا هو الوسيلة الوحيدة لمحافظة اولئك على سلطانهم.
محبتي
جوتيار
فاطمة أولاد حمو يشو
13-02-2007, 01:24 PM
سحر...
هناك مقولة ل(اسبينوزا) تقول:ان النفس لاتنطوي على اية ارادة حرة او مطلقة،بل هي مجبورة على ان تريد هذا او ذاك بمقتضى علة هي ايضا مشروطة بعلى اخرى،وهذه العلة بدورها محددة بعلى اخرى وهكذا الى ما لانهاية..!
هل نفكر بها جديا...؟
محبتي
جوتيار
ربما نجد الشاعر إيليا أبي ماضي يجيد التعبير فنيا عما تعبر عنه فلسفة سبينوزا منطقيا، فلنتأمل ما نجده في مقطع قصيدة الطلاسم من ديوانه "الجداول ":
وسأبقى سائرا إن شئت هذا أم أبيت..
***
هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود
***
لقد كان إيليا فيلسوفا رغم أنه شاعر فكيف يجمع الشاعر بين الفلسفة والشعر بين العقل والعاطفة؟
نعم يوجد فرق بين اسبينوزا وبين إيليا أبي ماضي، فسبينوزا يقوم بتحليل الموضوعات بناء على منهج منطقي برهاني، اما إيليا فهو يمطرنا بأسئلة تثير فينا الدهشة والمتعة وتدفعنا إلى ممارسة فعل البحث والكشف..
لايقدم إيليا جوابا عن اسئلته الكثيرة..
فهو لا يقرر كما هو شأن اسبينوزا أن "قرارات العقل ليست سوى رغبات" ..
إنه يترك للعقل حرية طرح الأسئلة..ولا يرهق نفسه بتقديم إجابة..هل كان إيليا يدرك انه من غير المجدي تقديم جواب عن تلك الأسئلة؟
ثم من المناسب ان نطرح نحن سؤالا فنقول هل كان إيليا مجبورا على طرح مثل تلك الأسئلة؟
خليل حلاوجي
19-02-2007, 08:17 AM
عندما سئل انيشتاين هل تؤمن بالله
قال نعم
اؤمن بالله اله سبينوزا
جوتيار تمر
20-02-2007, 10:54 PM
و قال:شيء واحد تعلمته على مدى عمري طويل:ان جميع علمنا اذا قيس مقابل الحقيقة بدا بدائيا قمينا بطفل ومع ذلك فهو اثمن ما نملك..؟
محبتي
جوتيار
سحر الليالي
20-02-2007, 10:57 PM
لله ما أروعكم
شكري العميق لكل واحد منكم
جوتيار تمر
29-03-2007, 11:07 PM
سببينوزا..
كان سبينوزا لايفرق بين العهد القديم والعهد الجديد، بل يعتبر الدينين من يهودي ومسيحي، كدين واحد،وذلك عندما تطرح البغضاء الشعبية وسوء الفهم،جانبا،وعندما يجد التفسير الفلسفي لب المذاهب المتنافسة وما هيتها، وبهذا الصدد كان يقول شبينوزا:" لقد عجبت مرارا كيف ان اولئك الذي يتبجحون باعتناقهم الدين المسيحي واعني بهذا الدين المحبة والغبطة والسلام والاعتدال والاحسان لجميع الناس ينبغي عليهم ان يختصموا بكراهية حاقدة ضاغنة كتلك،وان يبدوا يوميا نحو بعضهم بعضا عداءً مريرا كذاك، وان يكون هذا الواقع الاليم لا الفاضائل التي يجاهرون بها، هو بالاحرى انسب ميزان لايمانهم"
يرى سبينوزا ان سبب بقاء اليهود كأمة على قيد الحياة،يعود بصورة رئيسية الى كراهية المسيحين لهم،فالاضطهاد قد ارغمهم على الوحدة والتماسك الضروريين لوجود عنصري مستمر، ولو لا الاضطهاد لكانوا قد امتزجوا وتزاوجوا والشعوب الاوربية،وغرقوا في خضم الاكثريات،التي كانت تيحط بهم في كل مكان، ولكن لايوجد هناك من سبب يستوجب اليهودي الفلسفي وزميله المسيحي، الا يتفقا على المذهب اتفاقا كافيا ليعيشا متعاونين وبسلام، وذلك عندما يطرحان كل هذر جانبا.
محبتي وتقديري
جوتيار
جوتيار تمر
10-06-2007, 09:06 AM
بقرار من الملائكة وحكم القديسين نحرم ونلعن وننبذ ونصب دعاءنا على باروخ اسبينوزا..وليكن مغضوبا وملعونا، نهارا وليىن وفي نومه وصبحه، ملعونا في ذهابه وايابه،وخروجه ودخوله، ونرجوا الله ان لايشمله بعفوه ابدا وان ينزل عليه غضبه وسخطه دائما، ونسأل الله ان يخلص اولي الطاعة منكم وينقذكم، وان لايتحدث معه احد بكلمة، او يتصل به كتابة، وان لايقدم له احد مساعدة او معروفا، وان لايعيش معه احد تحت سقف واحدة، وان لا يقترب منه احد على مسافة اربعة اذرع، وان لايقرأ احد شيئا جرى به قلمه او املاه لسانه.
نص اللعنة هذا ينصب على على رأس شقي بل على فيلسوف يعتبر من اعمدة التنوير العقلاني في القرن السابع عشر، الذي تعد كتاباته التي لم تتجاوز اربعة كتب احد المحطات العقلية الرئيسية، في رحلة اكتشاف مسيرة العقل الانساني، ومغامراته العقلية الضخمة لاختراق المجهول في فضاءات معرفية شتى.
سحر الليالي
14-06-2007, 01:41 PM
جوتيار/
مازلتـــ أتابعكـــ...
لك عميق إحترامي وتقديري وباقة بنفسج
محمد اقبال
17-06-2007, 10:09 PM
اذن.............. ما الفرق بين اسبينوزا وديكارت؟؟؟!!!!!!
سحر الليالي
18-06-2007, 01:01 AM
الفاضل "محمد اقبال":
أهلا بك
واليك الرابط :
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=18476
ولي عودة بإذن الله
تقبل خالص تقديري وباقة ورد
محمد اقبال
18-06-2007, 08:36 PM
السلام عليكم
اسمحوا لى بشرف المداخلة بينكم.............
تأثر اسبينوزا بالمبادئ الأولى من منهم ديكارت تاثرا عميقا مثله
ان الحقيقة الاساسية هى مابلغ يقينها فى العقل حد البداهة وقد أخذ اسبينوزا فكرة ديكارت فصاغها فى نظرية فى الوحدة فى غاية الدقة فليس العقل والمادة سوى صفتين من الصفات الكثيرة التى يتصف بها الجوهر الواحد الحقيقى -وهو الله- ولكنهما الصفتان الوحيدتان اللتان يستطيع العقل الانسانى أن يدركهما فنر اسبينوزا يختلف فى تصوره للاله عن السابقين فى جعله وحدة متكاملة فليس هناك فؤق بينه وبين الطبيعة أو بين الله والعالم.
ان موقع فكرة الله عند اسبينوزا الفيلسوف العقلى -الصوفى- ليست مجرد واحدة من الأفكار التى تعالجها فلسفته ولكن الألوهية شاملة عنده فى كل شئ فى الكون فكل فلسفة اسبينوزا يمكن ان تعد بمعنى معين تفكير فى الله ففكرة الله شاملة عنده فى كل شئ ولما كان فهم الاشياء بالنسبة لاسبينوزا فهم لله ايضافان كل تفكير فى اى موضوع فرعى من موضوعات المعرفة يعد فى الوقت ذاته تفكير فى الله والباحث فى فلسفة اسينوزا لا يستطيع ان يفصل بين رايه فى الله ورايه فى الطبيعة فكلاهما متضافر مع الاخر من وجة نظره واذا قلنا ذلك فاننا نقصد فى طريقة عرضه وفلسفته لهذا الجانب ولا نقصد من حيث المعنى أو المفهوم .
اذن الا نجد فى فلسفة اسبينوزا بعض الافكار الصوفيه (صوفية القبال ومذهب برنو القائل بالحلوليه وايضا بعض متصوفى الاسلام كالحلاج)؟؟؟؟
وقد اختلفت الأراء فى تفسير فلسفة اسبينوزا يرى لوكاس locas أحد شراح فلسفة اسبينوزا انه لا تعارض بين ما قاله اسبينوزا وبين تعاليم المسيح بينما يرى مفسر أخر وهو كوليروس colerus أن اله اسبينوزا ليس سوى الطبيعة التى هى لا متناهية ولكنها جسمية ومادية وقد اتهم اسبينوزا بالالحاد نتيجة لقوله (بوحدة الوجود) وما ادى اليه من وجود هوية بين الله والطبيعةوان ذلك يؤدى الى الغاء فكرة الله ويرد هيجل على هذا الاتهام بقوله:- ان تلك الهوية تلغى الطبيعه ولهذا يقترح بدلا من أن نسمي مذهبه بالالحاد أن نسميه باللاكونية بحيث لا يكون للكون وجود فى ذاته لأن كل مايوجد انما يوجد فى الله .
............. يتبع.........
سحر الليالي
18-06-2007, 08:42 PM
أخي الفاضل "محمد اقبال":
مشاركة رائعة ،أهلا بك بيننا ...
سأتابعك ...
تقبل خالص تقديري
سحر الليالي
19-06-2007, 01:34 AM
أخي الفاضل محمد اقبال ":
اليك بإختصار الفرق بين ديكارت وسبينوزا ،حسب فهمي وقراءاتي :
ديكارت :
فصل ديكارت بين العقل والطبيعة فصلا حاسما بإرجاعهما إلى طبيعتين مختلفتين " الفكر والإمتداد "...مكرسا بذلك ثنائية صميمة على صعيد الوجود ،لكنه سرعان ما اضطر إلى الجمع بينهما على صعيد المعرفة ،لأنه بدون ذلك يستحيل الخروج من الشك وتأسيس اليقين ..!
قال بوجود أفكار فطرية ( المبادئ الرياضية خاصة ) في العقل البشري هي أساس المعرفة وأساس اليقين .
وقال بخضوع الطبيعة لقوانين صارمة تجعل سيرها مثل سير الآلة المحكمة الصنع .
جعل الفكر والمادة جوهرين مختلفين تماما والربط بينهما يرجع للإرادة الإلهية .
قوانين العقل مطابقة لقوانين الطبيعة لأن ( الله ) جعلها كذلك .
سبينوزا:
على عكس ديكارت قال:إن الجوهر لا يمكن أن يكون إلا واحدا ..
وبما أن هذا الجوهر الوحيد علة أو سبب لذاته ومتصور لذاته وذلك بالتعريف فإن كل ما سواه هو
إما صفة له "كالفكر والإمتداد" ... وإما حال يتجلى فيها "كالحركة الجسمية "...
من هنا كان هو ( الطبيعة الطابعة ) أي ( الله ) من حيث هو مصدر الصفات والأحوال وهو ( الطبيعة المطبوعة ) من حيث هو هذه الصفات والأحوال نفسها ...
فالعقل والطبيعة ( نظامها وقوانينها ) مظهران لحقيقة واحدة ،ويخطئ الفكر البشري في أحكامه بسبب عدم إدراكه إدراكا تاما للضرورة الكلية التي تحكم جميع الأشياء والظواهر،حيث لا صدفة ولا إمكان بل قانون كلي شامل هو ذاته ( العقل الكوني ) المندمج في الطبيعة والمنظم لها المتحكم في صيرورتها ...
أرجو أن أكون قد أوضحت بعض الشيء الفرق بينهما
سحر الليالي
26-09-2008, 02:37 AM
:
لــ رفع ..
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir