مشاهدة النسخة كاملة : انتثر جمالك, وبقيت وحيدا أجمع فيه
د.إيهاب النجدي
15-12-2006, 02:19 AM
انتثرَ جمالك
وبقيتُ وحيدًا أجمع فيه
]بقلم : إيهاب النجدي
أيتها الوحيدة في جمالها
والبعيدة كالنجم
والهادئة كالملكوت في ساعات توحده بالصحو
والشجو والأنس والخشوع
لماذا حجبت عني جمال محياك ؟
وقد تجمع فيه ما تفرق من بدائع الطبيعة
وما تناثر في أفقها المنظور من روائع
وما تشتت في السماوات والأراضين
لماذا حجبت تلك اللمحة الفريدة
والجملة السعيدة وقد حوت كل المفردات ؟
لماذا تركت البستاني وحيدا ؟
يركض في فضاء الأنغام والتنهدات والظلال والألوان والأوقات
وراء منثور جمالك :
في ورقاء تقبّل صغيرها بالحُب والحَب
في غصن صفصافة يتحالف و النسيم في معاهدة أبدية ,
مكرمة لرفيقه على زيتونة مائلة
في الظل عندما يطرح سجادته الشعبية
لعابر ضاقت به السبيل
في وردة غُرّبت عن وادي الورد
لتسكن راضية في كتاب عتيق
في النهر الوديع ينصت في" شقاوة "
لأليفين يبللان من فيضه ذكريات المساء
في الموج عندما يتخلى عن ميراثه العتيد
ليحط بالطفل المروع على شاطئ الحياة
في فراشة أنيقة توقع لحنا غامضا ل"شوبان"
في عيني السيدة الرقيقة الحاجبين
في كف الوليد وهي تداعب وجنتي أم رؤوم
في إطلالة الضوء الخجول من نافذة الصباح
على عيون أرهقها وجد الليل
في عشبة تتطلع لقطرة الندى كما الرضيع
في سرب إوز سابح في جدول ريفي طهور
في مرج الماءين يمتزجان دهشة ووجدا
في قبضة فتى الحقيقة, يرمي بحجر من سجيل
في قفزة الغزال النحيل,
وهو يعدو فوق الأسى والمستحيل
لماذا حجبت عني جمالك, وفي كل شيء أنت ؟
احتجبي _ إذن _ ماشئت
فإن ما رأيته جُملة في محيّاك, أراه منثورا في كل شيء
وحبي الذي توزع على كل شيء
يتجمع عند محيّاك .[/SIZE]
محمد إبراهيم الحريري
15-12-2006, 11:40 AM
انتثرَ جمالك
وبقيتُ وحيدًا أجمع فيه
]بقلم : إيهاب النجدي
أيتها الوحيدة في جمالها
والبعيدة كالنجم
والهادئة كالملكوت في ساعات توحده بالصحو
والشجو والأنس والخشوع
لماذا حجبت عني جمال محياك ؟
وقد تجمع فيه ما تفرق من بدائع الطبيعة
وما تناثر في أفقها المنظور من روائع
وما تشتت في السماوات والأراضين
لماذا حجبت تلك اللمحة الفريدة
والجملة السعيدة وقد حوت كل المفردات ؟
لماذا تركت البستاني وحيدا ؟
يركض في فضاء الأنغام والتنهدات والظلال والألوان والأوقات
وراء منثور جمالك :
في ورقاء تقبّل صغيرها بالحُب والحَب
في غصن صفصافة يتحالف و النسيم في معاهدة أبدية ,
مكرمة لرفيقه على زيتونة مائلة
في الظل عندما يطرح سجادته الشعبية
لعابر ضاقت به السبيل
في وردة غُرّبت عن وادي الورد
لتسكن راضية في كتاب عتيق
في النهر الوديع ينصت في" شقاوة "
لأليفين يبللان من فيضه ذكريات المساء
في الموج عندما يتخلى عن ميراثه العتيد
ليحط بالطفل المروع على شاطئ الحياة
في فراشة أنيقة توقع لحنا غامضا ل"شوبان"
في عيني السيدة الرقيقة الحاجبين
في كف الوليد وهي تداعب وجنتي أم رؤوم
في إطلالة الضوء الخجول من نافذة الصباح
على عيون أرهقها وجد الليل
في عشبة تتطلع لقطرة الندى كما الرضيع
في سرب إوز سابح في جدول ريفي طهور
في مرج الماءين يمتزجان دهشة ووجدا
في قبضة فتى الحقيقة, يرمي بحجر من سجيل
في قفزة الغزال النحيل,
وهو يعدو فوق الأسى والمستحيل
لماذا حجبت عني جمالك, وفي كل شيء أنت ؟
احتجبي _ إذن _ ماشئت
فإن ما رأيته جُملة في محيّاك, أراه منثورا في كل شيء
وحبي الذي توزع على كل شيء
يتجمع عند محيّاك .[/SIZE]
الحبيب د إيهاب : تحية طيبة
من الورد أحلى
وأطهر قول سمعت بعمري
ما كان فيه من البوح أطهر
قرأت كتابا وهمت فؤادا
ورتلت سبحان ربي وأكثر
وقلت بيانا يليق بفكر
تطهر بحرا إلى القلب
يبحر
بمجداف حب ومركب عشق
وميناء شوق بالفاظ عبقر
ـــــــــــــــ
تحياتي أخي
د. محمد حسن السمان
15-12-2006, 04:16 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخ الأديب الاستاذ الدكتور ايهاب النجدي
لقد اعطيت الخاطرة الجميلة , "انتثر جمالك, وبقيت وحيدا أجمع فيه " , لاشك بأنني اعجبت بهذا العنوان الرقيق , الذي عكس الى حد كبير , تلك الزهرات اللفظية , والعبق العطر , وحملني على جناحات فراشة ربيعية ملونة , ما اجمل هذا النثر , إنه ليس مجرد نثر جميل , لقد ابدعت نسيجا لفظيا متفوقا , وكأنك ترسم بالاحرف لوحة فسيفسائية , اولمسات من ريشة فنان رقيق مبدع , نعم انه النثر الرقيق , ذو النسيج الراقي الألق .
تقبل اعجابي بنصك الجميل , فقد بعث في الفرحة والبهجة .
اخوكم
السمان
أسماء حرمة الله
15-12-2006, 08:11 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاتـه
تحية مكتوبة برحيق الورد
الأديب المبدع د. إيهـاب،
بحقّ أوافق أستاذي د. السمّان، فالنصّ لوحـةُ فجـر، دوحةُ إحساس، ربيعٌ يتراقصُ على خدود الورد، لونٌ من ألوان قوس المطـر، بلْ كل ذلك وأكثـر !
وما أجمـلَ الخاتمة أيضاً ! وكأنّهـا تاجٌ على رأس الشمس ..
لاتحرمنـا أريجَ حرفك الراقي أديبَنـا، فقد أزهرت مملكـةُ النّثر بقدومـك ..
أسعدكما ربّي
فائق تقديري وإعجابي :0014:
وألف طاقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
15-12-2006, 09:09 PM
عودة من جديد .. للتثبيت .. احتفاءً بحرفٍ صافٍ زلال، لانحبّ أن يغيب عن مملكتنـا، مملكة النثر ..
سحر الليالي
15-12-2006, 11:00 PM
همس مترف على حرائر السطور ودفء يفيض بنكهة الروعة...
بوح من القلب وحروف عذبة
أستاذي الفاضل إيهاب:دام مداد قلمك بروعة لا تنتهي
تقبل خالص إعجابي وباقة ورد
خليل حلاوجي
16-12-2006, 10:53 AM
خيال جامح ...
وتطريز بخيوط النور ...
لسجادة الوفاء ...
والارتقاء ... بأبجدية الولاء
\
باهر هو حرفك
مصطفى بطحيش
16-12-2006, 03:58 PM
ايها الأديب الفذ
لوحة فريدة من العشق و التوحد
فريدة في التآم عناصر الحب والجمال والعطاء والتآلف
فريدة في وصف منثور الجمال
فريدة في هذا العشق السرمدي مكانا وزمانا !
هكذا يفعل العشق فيلملم الشتات
وكذا يفعل الفراق في نفوس الكبار, فينداح الحب حانيا عطوفاً على شيء
لك الوداد والتقدير
مروة عبدالله
16-12-2006, 07:47 PM
سيدى..........
تألقت كلماتك كالنجوم
إنهالت على قلبى
وأشعلته بنارها
وأبهرته ببريقها
فلم أعد أرى سواها
أطير فى سماها
أغرق فى ضياها
وأبحث عن صداها
سيدى.....
كلماتك جميله
معانيك رائعه
وإحساسك لا مثيل له
فشكرا لك على قصيدتك الجميله
تقبل سيدى إحترامى وتقديرى
أختك
مرمر
منى الخالدي
16-12-2006, 08:41 PM
جئت
أبارك هذا النبض
المموسق..
رائع..!
منى محمود حسان
16-12-2006, 09:07 PM
الأخ الفاضل ايهاب
تحية طيبة ومعطرة لبوح عذب راقى ومحمل بمشاعر رقيقة
نثرت بعبير حروفك عطر بين جنبات النثر لننتشى منه أروع وأرق العبارات
والمعانى .
فما أجمل هذا البوح وما أجمل تلك الهمسات
تحيتى لك وتقديرى أخى الكريم
د. سلطان الحريري
17-12-2006, 08:27 PM
الحبيب الصديق الدكتور إيهاب النجدي:
مادامت هناك نفس مستقلة عن الرأس ... فلا خوف على الأدب من العقل!!
أراك - يا صاحبي - في هذه القطعة المزركشة بألوان النفس قد أقدمت على مقامرة نحن فيها الرابحون!!
نعم إنها قطعة فنية عبقت بجمال البوح متعانقا مع جمال الصورة ، وهذا ليس بجديد على إيهاب الفنان الذي أعرفه كبيرا بحرفه ، وكبيرا بإحساسه، وهذه دعوة لأن نلقاك دائما هنا عند ضفاف عالمك الجميل.
لا تحرمنا من مثلها أيها السامق.
دم مبدعا
حسنية تدركيت
19-12-2006, 05:01 PM
رائـــــــــــــع جدا ماشاء الله عليك
د.إيهاب النجدي
20-12-2006, 01:51 AM
الشاعر الكبير الأستاذ محمد إبراهيم الحريري
التحيات الطيبات
يظل فيضك الشعري الجوهرة التي تزين بوح العقول والأفئدة
وكلمنا سلمنا عليك بمنثور الحياة
سلمت علينا بمنظومها البديع
أشكرك شكر الزهر للقطر
ودمت بكل خيرِ
د.إيهاب النجدي
20-12-2006, 02:02 AM
أستاذنا الأديب النبيل والمفكر الدكتور محمد حسن السمان
لا يوجد أطيب من نبل تشجيعك وحسن تقديرك
غير لقائك المفعم بالاثنين معا
بعد لقائنا الأول مع الصحب الكرام يشهد الخليج أني ناجيته :
مازالت الدنيا بخير
ما دام فيها هذه الجوه الصادقة والأرواح النقية
وأنت ياسيدي كبيرنا ورمزنا الصادح بقيم المعرفة والجمال
في زمن عز فيه الرمز والمثال
أبادلك الإعجاب والمحبة
وأحمد المولى القدير على خيط البهجة الذي تسرب من كلماتي
ليصافح روحك الجميلة
مع احترامي وتقديري
د.إيهاب النجدي
21-12-2006, 01:13 AM
[size="5"]وعليك سلام الله ورحمته وبركاته
أديبتنا المبدعة أسماء
تحية تقطر عبيرا
النص يحط أمام ناظريك عصفورا بلله القطر ,
يتزود برقيق حدبك , وعذب تشجيعك ,
ليحلق في باحات مملكة النثر الندية و ساحاتها.
ترى هل يستحق العصفور الأخضر كل هذا الحدب و الثناء؟ أم أنه كرم متدفق من أسماء ؟
في كلتا الحالتين , من حقي أن أبتهج بهذا الحضور العبق , وأن أنتشي ما طاب لي الانتشاء .
شكرا ,
شكرا ,
مع تقديري و إعزازي Size؟]
د.إيهاب النجدي
21-12-2006, 01:25 AM
عذبة الحرف و أنيقة البوح
سحر الليالي
أشكر حضورك المورق في قلب الكلمات
و ذائقتك التي تفيض نبلا و صدقا
أرق تحياتي وخالص إعجابي
د.إيهاب النجدي
21-12-2006, 01:36 AM
الأديب المبدع والمفكر النبيل
خليل حلاوجي
حضورك دائما له إيقاع خاص
وتقديرك _ أعتز به أيما اعتزاز _
لأنه يخرج من معين الصدق والرقي ,
ومن إنسانية بلا ضفاف
أشكرك
مع فائق تقديري واحترامي
د.إيهاب النجدي
23-12-2006, 12:11 AM
الأديب النبيل مصطفى بطحيش
التحيات الطيبات
أشكرك يا سيدي أجمل الشكر وأعذبه
ننتظر دائما حسن تقديرك ,
وجميل حضورك في قلب النص
وما هو بمستغرب من أديب مبدع مثلك
مع خالص ودي وتقديري
د.إيهاب النجدي
23-12-2006, 12:34 AM
عزيزتي الودودة مرمر
تحيتك عنبر
فواح
وحضورك وتر
صداح
أشكرك شكر الزهر للقطر
على إحساسك الراقي بالكلمات
والحميمية العذبة في التعبير
مع خالص ودي وتقديري
وتحية
تقطر
رحيقا
د.إيهاب النجدي
23-12-2006, 12:40 AM
الكريمة ميم
أشكر حضورك
وحسن تقديرك الموجز المعبر
مع تحيتي واحترامي
وفاء شوكت خضر
23-12-2006, 01:47 AM
الأخ الفاضل / د. إيهاب النجدي ..
بدء من العنوان الذي كلما قرأته ، شدني لقراءة النص مرة بعد مرة ، وحتى أخر كلمة .
لوحة رقيقة رائعة رسمت بكلمات فنان يعرف كيف ينتقي الكلم ..
مشاعر رقيقة فاقت كل إبداع ..
شكرا لما منحتنا من بديع الأدب ، فمثلك نتعلم منه .
تحيتي وتقديري .
محمد وسيه حسن
23-12-2006, 05:04 AM
د . إيهاب
لقد إحتجبت عنك لتُريك وجه جمالها الآخر
جمالها الفكري فى صورك الرائعة وكلماتك الرقيقة الحالمة
إحتجبت .. ولكن بمعنى آخر غير معني الإحتجاب
إحتجبت لتراها ونراها معك بجمال الكلمة والحرف
تحيتي وتقديري لك
د. مصطفى عراقي
24-12-2006, 03:28 PM
انتثرَ جمالك
وبقيتُ وحيدًا أجمع فيه
]بقلم : إيهاب النجدي
أيتها الوحيدة في جمالها
والبعيدة كالنجم
والهادئة كالملكوت في ساعات توحده بالصحو
والشجو والأنس والخشوع
لماذا حجبت عني جمال محياك ؟
وقد تجمع فيه ما تفرق من بدائع الطبيعة
وما تناثر في أفقها المنظور من روائع
وما تشتت في السماوات والأراضين
لماذا حجبت تلك اللمحة الفريدة
والجملة السعيدة وقد حوت كل المفردات ؟
لماذا تركت البستاني وحيدا ؟
يركض في فضاء الأنغام والتنهدات والظلال والألوان والأوقات
وراء منثور جمالك :
في ورقاء تقبّل صغيرها بالحُب والحَب
في غصن صفصافة يتحالف و النسيم في معاهدة أبدية ,
مكرمة لرفيقه على زيتونة مائلة
في الظل عندما يطرح سجادته الشعبية
لعابر ضاقت به السبيل
في وردة غُرّبت عن وادي الورد
لتسكن راضية في كتاب عتيق
في النهر الوديع ينصت في" شقاوة "
لأليفين يبللان من فيضه ذكريات المساء
في الموج عندما يتخلى عن ميراثه العتيد
ليحط بالطفل المروع على شاطئ الحياة
في فراشة أنيقة توقع لحنا غامضا ل"شوبان"
في عيني السيدة الرقيقة الحاجبين
في كف الوليد وهي تداعب وجنتي أم رؤوم
في إطلالة الضوء الخجول من نافذة الصباح
على عيون أرهقها وجد الليل
في عشبة تتطلع لقطرة الندى كما الرضيع
في سرب إوز سابح في جدول ريفي طهور
في مرج الماءين يمتزجان دهشة ووجدا
في قبضة فتى الحقيقة, يرمي بحجر من سجيل
في قفزة الغزال النحيل,
وهو يعدو فوق الأسى والمستحيل
لماذا حجبت عني جمالك, وفي كل شيء أنت ؟
احتجبي _ إذن _ ماشئت
فإن ما رأيته جُملة في محيّاك, أراه منثورا في كل شيء
وحبي الذي توزع على كل شيء
يتجمع عند محيّاك .[/SIZE]
=============
أخي الحبيب الأديب المفتنّ الدكتور إيهاب
أعود الآن وقد أفقت – أو كدتُ – من صدمة الجمال الأولى إلى هذه القطعة الفنية من عيون النثر الفني متأملا في أسرار جمالها ، ودلائل جلالها
انتثرَ جمالك
وبقيتُ وحيدًا أجمع فيه
في البدء يجيء العنوان ليطلعنا على لبِّ الحكاية بإشارة مجازية مشوقة ، بين انتثار وتجميع ، بين رحيل وبقاء
أما الرحيل فصوره الفعل الماضي الحاسم (انتثر) وأما البقاء فحاضر يجسده الفعل المضارع (أجمّع فيه ) وكان لتشديد الميم دلالة على مدى الحرص والاحتشاد ، وللجار والمجرور(فيه) بيان للاستغراق في مساحة كبيرة من انتثار الجمال ، تجعله لا يحلم بتجميعه جميعا ، بل بحسبه أن يظل يجمع فيه بحسب جهده وطاقته، في إشارة ذكية إلى سعة جمالها
ولم يستغرق العنوان في تقديم الحدث بل عني ببيان هيئة المتكلم داخليا على مستوى الشعور مستعينا بالحال المفردة (وحيدا)
وخارجيا على مستوى الحركة والعمل بالحال الجملة "أجمع فيه"
وله ولنا في ذلك الأسوة بقوله تعالى:" فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ"
(سورة القصص: 21)
فكان لتعدد الحال هنا أثره في رسم الشخصية باطنةً وظاهرة
ثم إن للظلال هنا أثرا بارزا
انظر كيف يصور بناء الفعل "انتثر" ينتهي بحرف التكرير (الراء) معناه الدلالي تصويرا يوحي بالتعدد والكثرة
وكيف يوحي بناء الفعل (أجمع) يضم حرف الميم مشددا الناشئ عن ضم الشفتين على تجسيد دلالته تجسيدا يعبر عن لمّ ما تشتت !
فأما حالة الوحدة الشعورية فهي وحدة عجيبة ، تستدرك ما تبادر من معنى انتثار الجمال ، وكأنه لم ينتثر إلا له وحده
وأما التجميع فهو مهمته التي ندب نفسه لها ، والأمانة التي حُمّلها كما صنعت إيزيس من قبل
ثم يأتي الاستهلال ناسجا من هذا الخيط الأول (الوحدة) صورة الحبيبة ، لنرى أنها هي أيضا وحيدة لكنها وحدة التفرُّد
و يلجأ المتكلم إلى أسلوب النداء الذي هو أقرب إلى المناجاة التي تستغرق صاحبها ، فتاخذه أخذا
وها هو ذا يحاول أن يجمّع ما استقر في خاطره من صفات :
"أيتها الوحيدة في جمالها
والبعيدة كالنجم
والهادئة كالملكوت في ساعات توحده بالصحو
والشجو والأنس والخشوع"
وحدة التفرد
وبعد السمو
وهدوء التأمل
فأما في صفة الوحدة فلم يلجأ كاتبنا إلى التشبيه في حين لجأ إليه في صفتي البعد كالنجم ، والهدوء كالملكوت
ألأنها في هذه الصفة وحيدة فريدة ليس لها في جنسها شبيه؟!
وفي سياق المناجاة يأتي الاستفهام الدال على الحيرة تتخذ صورة العتاب؟
لنقف عند مشهد الجمال المحجوب ، الذي يزيده الحجاب حسنا وجلالا
لماذا حجبت عني جمال محياك ؟
وقد تجمع فيه ما تفرق من بدائع الطبيعة
وما تناثر في أفقها المنظور من روائع
وما تشتت في السماوات والأراضين
لماذا حجبت تلك اللمحة الفريدة
والجملة السعيدة وقد حوت كل المفردات ؟
وتأتي موجة جديدة من التساؤل تلاحق السابقة لتلقي الضوء على الطرف المتكلم:
لنطالعه في صورة البستاني
وهل جمالها المنتثر سوى زهور
وهل ينهض بتجميعها على أحسن نسق إلا بستاني محب شفيق يتعهده بالسقي والرعاية
خبير بالزهر جمالِه ، ورقته على تعدد أنواعه، واختلاف ألوانه ؟!
ويستمر العتاب :
"لماذا تركت البستاني وحيدا ؟
يركض في فضاء الأنغام والتنهدات والظلال والألوان والأوقات
وراء منثور جمالك :
في ورقاء تقبّل صغيرها بالحُب والحَب
في غصن صفصافة يتحالف و النسيم في معاهدة أبدية ,
مكرمة لرفيقه على زيتونة مائلة
في الظل عندما يطرح سجادته الشعبية
لعابر ضاقت به السبيل
في وردة غُرّبت عن وادي الورد
لتسكن راضية في كتاب عتيق
في النهر الوديع ينصت في" شقاوة "
لأليفين يبللان من فيضه ذكريات المساء
في الموج عندما يتخلى عن ميراثه العتيد
ليحط بالطفل المروع على شاطئ الحياة
في فراشة أنيقة توقع لحنا غامضا ل"شوبان"
في عيني السيدة الرقيقة الحاجبين
في كف الوليد وهي تداعب وجنتي أم رؤوم
في إطلالة الضوء الخجول من نافذة الصباح
على عيون أرهقها وجد الليل
في عشبة تتطلع لقطرة الندى كما الرضيع
في سرب إوز سابح في جدول ريفي طهور
في مرج الماءين يمتزجان دهشة ووجدا
في قبضة فتى الحقيقة, يرمي بحجر من سجيل
في قفزة الغزال النحيل,
وهو يعدو فوق الأسى والمستحيل"
ولكن العتاب جاء نافذة أطللنا من خلالها على روعة البستاني
ويا له من بستاني يجيد رؤية صور الحب
والانصات إلى لغة الطبيعة
وتأمل علاماتها ، وأسرارها التي تصب جميعا في نهر الحب والألفة والالتقاء الحنان والذكرى
في حشد جميل من الأشياء الطفلة (كما تحب ان تسميها) الحميمة النضيرة بما تحمل في طياتها من طزاجة ونضارة
(حيث كف الوليد هي التي تداعب وجنتي الأم ، وليس ما ألفناه من تلقي الوليد للمداعبة، فإن للأم الرءوم نصيبا هنا من الحنو والمداعبة ، كاسرا إلف الصورة النمطية للأم بصفتها مصدرا للعطاء فحسب.
فهاهي تتلقى هنا
أوَليست تستحق ؟! )
ومن ثنائيات متقابلة متآزرة:
شقاوة محببة ، وحنو على أم رءوم
إطلالة الضوء، ووجد الليل
لحن العينين الساحرتين يعلوهما حاجبان دقيقان ، والخجل اللذيذ
أمل الرمي ، والعدو على جمر الأسى والمستحيل
وهي جميعا رغم التباين الظاهري الخادع تلتقي التقاء : " مرج الماءين يمتزجان دهشة ووجدا"
ويستمر العتاب:
لماذا حجبت عني جمالك, وفي كل شيء أنت ؟
احتجبي _ إذن _ ماشئت
فإن ما رأيته جُملة في محيّاك, أراه منثورا في كل شيء
وحبي الذي توزع على كل شيء
يتجمع عند محيّاك
لنلتقي بقطبين دارت في فلكيهما كل هذه المشاهد العجيبة ، والصور الحبيبة والثنائيات بما فيها الثنائية الرئيسة التي صاحبتنا منذ العنوان: "ثنائية التناثر والتجميع"
ألا وهما : قطبا الاحتجاب والرؤية:
" احتجبي _ إذن _ ماشئت
فإن ما رأيته جُملة في محيّاك, أراه منثورا في كل شيء"
وكأنها سعاد في مناجاة أمير الشعراء:
ضُمّي قِناعَكِ يا سُعادُ أَو اِرفَعي = هَذي المَحاسِنُ ما خُلِقنَ لِبُرقُعِ
اَلضاحِياتُ الضاحِكاتُ وَدونَها = سِترُ الجَلالِ وَبُعدُ شَأوِ المَطلَعِ
بما يضفي الاحتجاب والبعد من سر للجلال
وبرغم سعي البستاني الدءوب في تجميع ما تناثر من جمال ، ونجاحه في مهمته على مستوى رؤية القلب الذي رأى الحسن جُملةً منظمة !
وإذا كان القاضي الفاضل قد افتخر قائلا:
وَهَذا الدُرُّ مَنثورٌ وَلَكِن = أَروني غَيرَ أَقلامي نِظامَه
نرى أديبنا على مستوى رؤية العين يعترف بانتصار الانتثار قائلا :
"أراه منثورا في كل شيء"
وكأنه يقول أنى لهذا الحسن المنتشر المنتثر في كل شيء أن يحويه بستان مهما كانت براعة البستاني وحسن سعيه؟!
أو أن ينظمه بيان مهما كانت عبقرية الأديب ، ومقدرة الفنان؟!
أخي الحبيب وأديبنا المتفرد: إيهاب
كنت ظننت أنني أفقت من صدمة الحسن
واكتشفت أنني كنت واهما
فإن للجمال هنا منتثرا ومنتظما سحرا آسرا ، وأسرا ساحرا
فبحسبي أنني حاولتُ متأملا هنا مع نصك البديع
بعضَ ما حاولته أنت مبدعا مع ما تناثر من حسن حبيبة بعيدة كالنجم
قانعا بما قنع به صلاح جاهين حين قال:
http://photos1.blogger.com/img/229/5199/1024/3agabi%20copy5.jpg
===============
ودمت بكل الخير والسعادة والتألق
أخوك: مصطفى
د.إيهاب النجدي
26-12-2006, 12:32 AM
الفاضلة العزيزة منى محمود حسان
أشكرك بأطيب الكلمات وأعذبها
على جليل تقديرك , وعبير حضورك
مع خالص تحيتي وفائق تقديري واحترامي
إيهاب
د.إيهاب النجدي
26-12-2006, 12:34 AM
شكرا
شكرا
لك أيتها الفاضلة حسنية تدركيت
مع التحية والتقدير
د.إيهاب النجدي
28-12-2006, 01:28 AM
الصديق الحبيب الدكتور سلطان الحريري
أشكر حضورك العبق في قلب النص
وقد حاول التحليق في بعض فضاءاتك الأدبية
حبا أهديك الجميل من كلماته
وأحتقظ بالفضول منها لمحاولة أخرى
أكثر صفاء ونقاء
مع احترامي وتقديري
د.إيهاب النجدي
30-12-2006, 12:01 AM
الأديبة الفاضلة وفاء " دخون "
التحيات الطيبات
هل لي أن أعبر عن بالغ سعادتي بكلماتك التي تفيض حدبا وأدبا ؟
كما أعبر عن تقديري لأدبك الراقي , ودأبك في المتابعة والتشجيع
وكل هذا ينبع بالتأكيد من نبع الصدق والإخلاص والذائقة الرفيعة
أشكرك , أشكرك
مع باقة ورد , متألقة بالود
حوراء آل بورنو
01-02-2007, 11:07 AM
منثور رقيق بحق ، و بالغ الجمال في السبك ، و علامة فارقة بين كثير غث و نادر ثمين .
أيها الفاضل
أتسمح لي و أنت خير من يعرف مرمى حديثي الآتي :
أحتاج إلى من يسند فكري و تعصبي للكتابة العربية الأصيلة ، فهل تفعل ؟
تقديري و امتناني مسبقاً .
د.إيهاب النجدي
07-02-2007, 12:08 AM
الأديب الحبيب محمد وسيه حسن
يبدو أن الاحتجاب هو بعض قدري معك أيضا
فقد احتجبت - وغبت رغما عني _ بحثا عن أعذب كلمات الشكر كي أهديها لك
وها أنا أعود وملء إهابي كل التحيات الطيبات
فأرجو قبولها, مع خالص المودة
إيهاب
علاء عيسى
07-02-2007, 08:02 AM
"انتثرَ جمالك
وبقيتُ وحيدًا أجمع فيه "
الفاضل:
الأستاذ ايهاب
لو لم تقل غير العنوان لكفاك
فما بالك فى ما بعد العنوان
لقلمك الراقى التحية
ولنصك التقدير ولنا الاستمتاع بكما
د.إيهاب النجدي
12-02-2007, 12:30 AM
أستاذي الأعز الشاعر والناقد القدير الدكتور مصطفى عراقي
حقيقة , أرتج علي الكلام ,
وزادت مساحة الشعور على طاقة التعبير
فقد غمرت النص ( الذي خرج سهوا) وصاحبه بالمبهج من بيانك , والمدهش من تحليلك
والأصيل من رؤاك
وهو درس نقدي , يفكر بالقلب ويشعر بالعقل
وسيظل يصنع في النفس دوائر لا حصر لها من الدهشة والامتنان
والجمال حقا , والجلال صدقا , ينبعان من نقاء سريرتك
وأريحية ذوقك المبدع وهو يستنبت دلالات الكلمات
جزاك ربي كل خير على كل ماتفيض به علينا من علم وسماحة وفضل
ودمت لمحبيك ومريديك
د. مصطفى عراقي
31-03-2007, 03:10 AM
للرفع حبا ، وتقديرا، وإعجابا.
محبك: مصطفى
سحر الليالي
21-05-2007, 10:36 PM
أستاذي الفاضل " إيهاب":
لــــ رفع مرة أخرى ،شوقا لقلمك ونبضك ...
تقبل خالص إحترامي وتقديري وباقة ورد
د. سمير العمري
29-03-2008, 12:22 AM
نص جميل وموفق عبر عن الحالة الوجدانية التي تنبع من نفس شفافة.
لعلني أيها الأديب الكبير أتساءل عن قضية توظيف إذن وإذًا وهل كانت صائبة في النص؟؟
كن بخير وأتمنى أن نراك قريبا في أفياء الواحة.
تحياتي
وفاء شوكت خضر
12-05-2008, 02:37 AM
ألا يستحق نصا كهذا الرفع ؟؟
لعلنا نتعلم كيف تصاغ الحروف وترصع بالمشاعر ..
سحر الليالي
12-05-2008, 12:26 PM
:
سلمت يداك يا وفاء ..نص يستحق الرفع وأكثر ...لــ سحر البيان وروعة النبض ..!
:
أستاذنا قد بلغ بنا الشوق مبلغه فــ هل لك من عودة تعود معها مواسم المطر ؟؟!
:
نفتقدك وبـ شدة :0014:
كن بخير دوما وبإنتظار إشراقتك ...
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir