تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحقيبة .... أقصوصة قصيرة



محمد فقيه
15-12-2006, 07:01 PM
الحقيبة
كانت الحقيبة تعج بحمولتها ، وتكاد تتمزق أضلاعها من كثرة ما تحمل من الأشياء المهمة التي آثر أن يصطحبها معه لحياته الثانية والأخيرة عند أحب أبنائه.
تصطخب في حقيبته كل الألوان والأصوات كلها مهمٌ بالنسبة له ، ولا يمكن أن يفرط في شيء منها مهما كان الأمر.
ارتسم الحزن على وجه حفيده الذي يحبه كثيراً عندما رفض وبعنف أن يعطيه إحدى اللعب التي تعج بها الحقيبة.

د. توفيق حلمي
15-12-2006, 10:42 PM
الحقيبة
كانت الحقيبة تعج بحمولتها ، وتكاد تتمزق أضلاعها من كثرة ما تحمل من الأشياء المهمة التي آثر أن يصطحبها معه لحياته الثانية والأخيرة عند أحب أبنائه.
تصطخب في حقيبته كل الألوان والأصوات كلها مهمٌ بالنسبة له ، ولا يمكن أن يفرط في شيء منها مهما كان الأمر.
ارتسم الحزن على وجه حفيده الذي يحبه كثيراً عندما رفض وبعنف أن يعطيه إحدى اللعب التي تعج بها الحقيبة.
ياللروعة ، يالجمال الفكرة ، يالقشيب ثوبها.
هذا هي الأقصوصة كما يجب أن تكون - من وجه نظري - كلمات بسيطة تدوي في الفكر لتجعل الأفكار والمعاني تصطخبان. هذه ليست حدوتة أو مذكرات ، ولكنها طرح فكري ثري ورؤية عميقة لمناحي الحياة.
هو الرجل الذي ذهب ليقيم في أواخر أيامه مع ابنه ومعه معين حياته كلها ، يبدأ حياته الجديدة دون أن يترك تفصيلة واحدة من حياته الأولي ، يدخل حياته الثانية على أنها ليست حياة ولكنها أوقات وأيام لا تحسب من عمره ، فكل عمره في الحقيبة ، لن يغير من نمط وإرث حياته الأولى شييء ولو كان ذلك يخدم استمرارية اسمه في الحياة في صورة حفيده.
فكرة أخرى ، لعله أراد لحفيده حياة أسهل من حياته فرفض أن يرث حفيده شيئاً منها ولتكن له حياة أسهل ونمط آخر.
كان يمكن أن تكون للأقصوصة معنى أبسط وهو أن تنتهي بجملة:
( وأول ما دخل للمنزل فتح حقيبته ليناول حفيده لعبة كان يحبها عندما كان صغيراً)
هذه الجملة كانت ستغير تماماً من المعنى وتجعله يبرز معنى الاستمرارية للحياة وهاهو الجد يذهب لحفيده ليجعله يكرر حياة الجد مرة أخرى.
تحياتي وتقديري لكاتب وأديب ومفكر كبير

الشربينى خطاب
16-12-2006, 06:48 AM
الأستاذ الفاضل/ سلطان الفجر :noc:
الحقيبة كرمز ، تحتوي بداخلها ذكريات الجد ، والجد بداخله طفل صغير ، لايكبر أبداً ، والفكرة التي يطرحها النص ، أن كل منا يحتفظ بذكرياته وأسراره ، ولا يفرط فيها ولا يسمح لأحد بالإقترام منها ، والكاتب تناول فكرته وتجربته من خلال معادل موضوعي اختاره بعناية ليوصل للمتلقي فكرته ، فاستخدم لفظ "أحدي اللعب " مع أن الحقيبة بها كثير منها فلها بداخل الجد ذكريات بعينها واسرار ، واختيار الحفيد للعبة بعينها لم يحدث بل دمية منها أي لعبة ، اختيار عشوائي ، لاحظ هنا المقابلة بين الحب والرفض بعنف ، هي طفولة داخل الجد ، والطفولة ، طور من أطوار نموالإسان ، نطفة ثم علقة ثم مضغة 0000 حتي إذا بلغ الأربعين نهاية مرحلة النضج ، نهاية الخط البياني الصاعد لمراحل نمو الإنسان ثم ينكسر إلي أسفل ليعود تارة أخري إلي مرحلة أشبه بالطفولة في أواخر أيامه قبل أن يعود إلي الأرض التي خلق منها
{ارتسم الحزن على وجه حفيده الذي يحبه كثيراً عندما رفض وبعنف أن يعطيه إحدى اللعب التي تعج بها الحقيبة.}
أسعد لحظات الجد ، أي جد ملاصقة حفيده ، يلعبان معاً ويتحوارن بلغة طفولية ، يلقنه الجد خبرته بسهولة ويسر عقب كل درس قبلة حانية ، ويقول المثل العامي " عز الولد 00 ولد الولد "
خالد تحياتي وتقديري

محمد فقيه
16-12-2006, 11:03 AM
أستاذي الدكتور توفيق حلمي

أشكر لك هذه المداخلة الرائعة والتي أسعدتني كثيرًا

لك خالص حبي

محمد فقيه
16-12-2006, 11:06 AM
أستاذي الفاضل الشربيني خطاب

لك شكري على مداخلتك التي أثرت النقد بلا شك ...

أسعدني مرورك

لك خالص حبي

وفاء شوكت خضر
16-12-2006, 01:24 PM
الأخ / سلطان الفجر ..

القصة القصيرة أو الأقصوصة الرمزية ، التي يضغط بها الحوار والزمان والمكان ليختصر كل السرد ، فتأتي بحلة تلبس ثوب الحكمة ، هي فن ليس سهلا ، ولا يتقنه الكثيرون .
ويكفي أن يشهد لك د. توفيق والأستاذ الشربيني بهاتين الشهادتين ، كي نحس تميز نصك .

أسجل مروري ...
تحيتي واحترامي .

مصطفى بطحيش
16-12-2006, 01:58 PM
من ليس يسخو بما تسخو الحياة به **** فإنه احمق بالحرص ينتحر

قصة تربوية معبرة
تحية لك

محمد فقيه
26-12-2006, 09:50 AM
وفاء شوكت خضر
مصطفى بطحيش
شكري موصول بالدعاء لكما
لكما خالص ودي

وائل وجدي
26-12-2006, 11:00 PM
الصديق والمبدع الأستاذ محمد فقيه
أعجبتني أقصوصتك ؛ وما تشيه من دلالات .. أحييك عليها .
وفي انتظار المزيد من إبداعك الجميل .

نهى شعبان
27-12-2006, 01:56 AM
أ.محمد فقيه
القصة جميلة جدا وزادها جمالا نقد أ. الشربينى لها
أُيده فى رأيه للقصة.

خلود محمد جمعة
17-12-2014, 08:44 AM
كان ينقص حقيبته شيء من الحكمة التي حالت بينه وبين حفيده
صراع الاجيال يقع على عاتق من ؟
تفهم الكبار واستيعابهم للتغيرات ؟
تأقلم الصغار مع ماضي يجهلونه؟
وتبقى الاجابة في الحقيبة
قصة عميقة
بوركت
كل التقدير

ربيحة الرفاعي
25-12-2014, 02:00 AM
قصة قصيرة بتكثيف للفكرة موفق وتأثيث لغايتها ذكي ..
الخاتمة جاءت مغايرة لما يتفق ومعاني أواصر القربى وما يعنيه الأبناء والأحفاد للجدود

دمت بخير

تحاياي

د.حسين جاسم
18-01-2015, 12:32 AM
لو لم تكن لعبة لكانت القصة أكثر عمقا ولتعاطفنا مع عجوز يجمع عمره في حقيبته، لكنها عندما تكون لعبة تجعله أنانيا مزعجا عاشقا لنفسه
أحييك

آمال المصري
17-12-2015, 02:23 AM
حقيبته .. ماضيه كله متمثلا فيها حملها بكل حياته وذكرياته بأدق تفاصيلها معه ولم يفرط في أي منها على أعتاب حياته الجديدة التي جاءت بمثابة فترة ثانوية على هامش حياته الماضية فقط لتستمر
جميلة برمزيتها وما تحمل من حكمة أتقنت نسجها واختزالها شاعرنا الفاضل
تقديري الكبير

ناديه محمد الجابي
30-06-2019, 12:47 PM
حمل معه حقيبته والتي تحمل ذكريات العمر كله
وأوافق أ. الشربيني خطاب في أن الجد بداخله طفل صغير
وكلما كبر الإنسان كلما زاد تعلقه بممتلكاته، وذكرياته ويصبح
من الصعب عليه التفريط في أي منها.
وإن كنت أعتقد إنه سيبدأ في أعطاء حفيده من هذه الألعاب
بعد أن يلعبا بها سويا.
قصة جميلة ومعبرة ورسم متمكن لشخصية الجد
بوركت ـ ولك تحياتي وتقديري.
:hat::hat: