المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رانمــــــــــــــارو...أر و من المشرفين و الاعضاء الاطلاع و ابداء الرأي



احمد خشبة
16-12-2006, 09:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أولا أحب أقول أن دي أول مشاركة و أول موضوع ليا هنا , الرواية دي يابانية الطابع , أنا بألف فيها حاليا , أنا هأنشر الفصل الأول منها , و إذا لقيت ردود مشجعة هأضع فصل كل يومين بإذن الله تعالي , الفصل الأول في الرد القادم , سلاااااااااااام.


الســــــــــاحر.

احمد خشبة
16-12-2006, 09:51 AM
الفصل الاول:

السهـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــم



-وحتي هنا نقف في درس اليوم , راجعوا ما اخذتموه جيدا , و لا تنسوا حل الواجب , و من سوف يتجاهل ذلك سوف اعاقبه غدا بالجري حول الفناء خمس لفات .
- ماذا؟!!!!
هكذا صاح التلاميذ ردا لما قالته المدرسه لهم
-لن اتراجع عن العقاب حتي و لو اضطررت الي معاقبه الفصل كله , افهمتم؟؟
خرج التلاميذ و هم في اسي يتناقشون حول هذا العذاب اليومي , فلم تكن تلك المدرسة سوي اداه تعذيب لهم , - من يفعل هذا الان ؟؟؟
-من يعاقب بالعقاب الجسدي ؟
-هذا ظلم.
هكذا تدافعت جمل النقاش بين جماعات التلاميذ المتتاليه و هم يخرجون من باب المدرسه , و لكن هناك في اخر الفصل ظل طفل يلم اشياءه بدون اي تعبير علي وجهه و لو حتي بالامتعاض نظرا للواجب المفروض عليه -أغبياء , الا يعلمون انه بفعلهم للواجب سوف يتجنبون ما تفعله هذه المدرسه المجنونه.!!
هكذا تدافعت الافكار في عقل رانمارو و هو يهم بالخروج من الفصل و الرجوع الي المنزل
-يالها من حياه بائسه ممله رتيبه , كل يوم اصحو مبكرا , اذهب للمدرسه لاسمع كلاما تافها لا يمثل لي اي عناء من المدرسين , و اسمع كلاما اكثر سخفا من تلاميذ كسالي لا يستطيعون حتي اداء واجبهم , لقد مللت هذه الحياه , اريد نوعا من التغيير , اريد نوعا من الاثاره.

كان رانمارو ولدا ذكيا , يبلغ من العمر خمسه عشر عاما, و شعرة بني , و ناعم و طويل , لون بؤبؤ العين ازرق صافي , و بشرته بيضاء قليلا , كان يعيش في منزل من طابقين , والده و والدته توفيا علي اثر حادثه سيارة اودت بحياتهما , هكذا قال له جده الذي يربيه , و علي الرغم من ان رانمارو صغيرا , الا ان جده كان يجعله يعيش بمفرده و لا يعيش معه , بل و لا يتكلم معه و لا يزوره الا اذا كان هناك ما يدعو لذلك , فرانمارو يدخل عاده المنزل من سلم جانبي الي الطابق الثاني , و لا يدخل الي الطابق الاول حيث يعيش جده.

-انا ذاهبه للتدريب
- لا تتحاملي علي نفسك كثيرا , حافظي علي روحك و تقدمك و لا تتاخري كثيرا
- حسنا , لن اتاخر , اوعدك يا امي ,مع السلامه.
خرجت ساكورا من البيت و هي تحمل قوسا و جعبه علي كتفها , كانت ساكورا ذات الرابعه عشر ربيعا عضو بنادي المدينه للقوس , و كانت بطله ينتظر لها الكثير في المستقبل ,
-هاي هي قادمه , اوف , كم اكره تلك الفتاه , جميله و موهوبه و الكل يحبها
هكذا قالت هيجوري الي نفسها و هي تلوح بيدها الي ساكورا صديقتها , كان من الواضح ان الغيرة تملك قلبها من ناحيه صديقه عمرها.
-الطعام موجو...
اطبق رانمارو علي الورقه بيده بدون ان يكمل قراءه مافيها , و رماها الي سله مهملات قديمه الشكل علي جانب الباب , و ذهب الي المطبخ
-موجود بالمطبخ كالعاده , اوه , لقد مللت من الرتابه هذها
اخرج رانمارو الطعام و تناوله علي منضده في المطبخ , و بعدها ذهب الي السرير , و ارتمي اليه بملابسه و نظر الي سماء غرفته , و تمطع بشده تدل علي رغبته العميقه في النوم
-تعالي الي هنا
نادي علي قطته التي كانت تجلس علي منضده صغيره بالحجرة , فقفزت الي السرير و نامت الي جنبه حيث اخذ يداعب شعرها بيده برفق و حنان
-لا اعرف ماذا كنت افعل لو لم تكوني معي سوما
كانت سوما قطه بنيه اللون من نوع السيامي .

طااااااااااااخ... فجاه ظهر الصوت العنيف الناتج عن انفتاح النافذه علي مصراعيها عنوة
-ما..ماذا حدث ؟
استيقظ رانمارو و هو متصبب عرقا علي السرير من جراء هذا الصوت المفاجئ
-م..م...من هن..ن..نااك؟؟
تسائل رانمارو و هو يرتعش من الخوف عندما ظهر ظل رجل خارج النافذه , و فجاه و في لمح البصر , اصبح الرجل داخل الغرفه , و صاحب دخوله صوت رعد و ضوء برق غمر الغرفه لوهله و فجأه سكن كل شيء.

-رانمـــارو.
فجاه تكلم الرجل الذي كان يلبس بالطو اسود يغطي كل جسده
-لقد عشت طويلا بما فيه الكفايه و حان الآن وقت دفعك ثمن خطأك
تكلم الرجل بصوت غليظ , القي الرعب في قلب رانمارو الذي تراجع الي اخر السرير و هو يرتعش يكاد يغمي عليه
-أ..أأأحلم ؟؟ أهذا رجل يريد ان يقتلني ؟
اتسعت عين رانمارو و ظهرت العروق فيها واضحه
-كلااااااااا , لم افعل شيئا
صرخ رانمارو فجأه , و قفزمن علي السرير الي الارض , في نفس اللحظه التي ومض شيء من يد الشخص و اصاب السرير , فصدر صوت انفجار مكتوم , و اشتعل السرير فجأه , و تحول الي رماد في اللحظة التاليه , - هـ..هـ...هذا حلم , لا بل هذا كابوس , نعم كابوس
هكذا فكر رانمارو
- اتريد شراء البيت ؟ انه ملكا لجدي و لكن ان اردتني استطيع اقناعه باي شيء , ان كنت لصـ...
و لم يكمل رانمارو كلامه حيث رفع الشخص يده و هنا ابتعدت السحابه التي كانت تخفي القمر خلفها , فسقط شعاع القمر البدر علي الدنيا باسرها مضيئا الكون بضوء خفيف , رأي رانمارو علي اثره ما كان يمسكه الشخص , و هنا قفز رانمارو مرة اخري الي الجانب متفاديا الضوء الذي خرج من الشخص , و الذي اصاب الباب فاحرقه في صوت مكتوم و تحول الي رماد في ثانيه واحده
- لا أمل لي أمام هذا الشخص , انه يريد فعلا قتلي , ماذا افعل يا تري , اين ملجأي الآ...؟؟؟
فجأه سكت رانمارو عن التفكير , ليس من خوفه هذه المرة , لا , بل من فكرة مجنونه طرأت علي عقله
- نعم هذا هو السبيل الوحيد .
و فجأه قام يجري رانمارو متجها الي النافذه
-اتريد ان تموت منتحرا , هاهاهاها , كلا لن اعطيك هذه السعاده , لابد و ان تموت بيدي
و تابع الشخص و هو يضحك اطلاق اشعته الي رانمارو الذي كان لا يبالي حتي بالنظر اليها , كانت كل حياته كلها متوقفه علي هذا
- اصبر , اجري , لا تخاف , اقفز من النافذه .
هكذا كانت نفسه تحثه و تدفعه , و في لحظه اصبح كل شيء امام رانمارو بطيئا
-مال للوقت و كانه توقف؟؟ اني اجري و النافذه تبدو بعيده كما هي , مال لعيني و كأن الضباب يلفها , مال لدقات قلبي احس بها , اهنا سوف أموت ؟ أفي هذا المكان البالي تنتهي حياتي ؟؟
.............................
-كلااااااااااااا!!!!!!!!!!!!!!!
صرخ رانمارو عاليا , و هنا مرت حزمه من الاشعه فوق رأسه فاحرقت شعيرات قليله جعلت لونها رمادي خفيف
-هيـــــــاااااااا
صرخ مرة أخري و هو يجري , و فجأه فعل اجن شيء يمكن ان يفعله انسان عاقل , فقز من النافذه بقفزة طويله قطع فيها مسافه الخمسه امتار كامله بعد صيحته الاخيرة .

-اراكن غدا .. مع السلامه
خرجت ساكورا بعد انتهاء تدريبها و توديعها لاصدقاءها الي الشارع حيث تمشي و هي متعبه قليلا من التدريب
-ياليتني استطيع التدريب كل يوم , يوم الأربعاء لا يكفيني وحده , أريد يوما اضافيا علي الاقل
...............
-لا تنسي ساكورا ان لكي واجبات و مدرسه , و في النهايه هذه تسمي لعبه في وقت الفراغ , و لا يعقل ان يكون وقتك كله فراغ.
-أوه!!!
تنهدت ساكورا في حزن و هي تتذكر كلمات والدتها اليها , كانت تمشي بدون ان تنظر حتي الي الطريق , فهي تعرف الطريق جيدا , و لا حاجه اليها ان تراقب طريقها , مشت رجلها حتي وصلت الي شارع رئيسي انعطفت به يسارا , و....
-ما هذا؟!!!
تسمرت ساكورا مكانها , و سقطت منها جعبتها و بيدها اليسري تمسك قوسها و هي ترتعش , فأمامها مباشره , في منزل يبعد عن مكانها الحالي بمنزلين , و علي ارتفاع يقارب الطابقين من الارض , كان هناك اغرب موقف يمكن ان يشاهده شخص حي , شخص خرج من النافذه التي بالطابق العلوي قافزا الي الارض و هو يصيح :
-هيــااااااااا!!!!
و تابعه قفزه رجل اسود الثياب , ولكن قفز هذا الرجل الي اعلي و كأنه لا يعرف لشيء يسمي جاذبية وجود , -سألقي بك الي حيث يوجد أبواك أيها السيء , أرسل اليهما سلامي و تحياتي
أحس رانمارو بأنه هالك
-كككاااتتوووننن سسساااببباااا!!!!!!
صرخ الشخص موجها يده الي رانمارو , و لمع ما يمسكه بيده
-انها تقترب ... انها النهايه ...مالي ضعيفا بائسا هكذا ؟...أهذه قوتي؟؟؟...أم أن هذا الرجل فعلا غير بشري ؟؟ كل شيء سيتلاشي , أحلامي ...أمالي ...طموحاتي ...كلها الي الهلاك ...وداعا ايتها الحياه ..وداعا أيها العالم البغيض , الي اللقــ....
.....................
-تـــــــشـــــو.!!
قتل هذا الصوت فراغ الصمت بين الشخصين , اتسعت عينا رانمارو علي اخرهما
-ما هذا ...
-من فعل هذا بي ...آآآآآآآآآآآآآه!!!!!!!!
صرخ الشخص الغريب من الالم بعد اختراق سهم لصدره حيث موضع قلبه في اللحظه التي اوشك فيها ان يقتل رانمارو بالتعويذه المميته , و نظر رانمارو الي الاتجاه الذي جاء منه سهم النجده
-من هذه الفتاه؟؟!!!!!
تساءل رانمارو و هو في الهواء عندما لمح فتاه تمسك قوسا و تقف علي بعد منزلين منهما , لم تكن هذه الفتاه سوي شخص واحد....

-آآآآآآآه!!!!!!!!!!!
صرخ رانمارو عند ادراكه في اللحظه التالية انه في وسط الهواء علي بعد طابقين من الارض , و فجأه حدث شيء آخر , أضاءت رجله من أسفل بضوء أخضر قرمزي , و فجأه اعتدل في وقفته
-ما هذا ؟؟ اني اشعر و كأني علي بساط من حرير يطير بي , اني انزلق الي اسفل بيسر و كأني ... و كأني اطير
و هنا وصل رانمارو الي الارض بسهوله و يسر و وقف عليها و هو ينظر الي رجله و يرفعها حيث مكان الضوء الاخضر الذي اختفي
-غريب ... ما هذا الضوء الذي خرج مني ؟؟ أيعقل أن....؟؟!!!!
-انتظررررررررررررييييييي!!!! !!!!
صرخ رانمارو و هو يشير بيده اليمني الي المكان الذي كانت تقف فيه تلك الفتاه منذ لحظات , حيث انها جرت الي شارع جانبي
-هه , هه , هه , لابد ان الحق بها.
جري رانمارو الي حيث دخلت الفتاه , فلم يجد سوي شارع خالي لا يوجد به أحد
-انتظري .. علي الاقل اريد انا اقول لك ....شكرا .


-آه!!!!
استلقي رانمارو علي ظهر سور المنزل و هو يفكر
-ما حدث كان حقيقي , لقد رأيته بأم عيني , ماذا سأقول لجدي غدا ؟أقول له ان شخصا هجم علي و احرق البيت ؟ كلا لن يصدقني , أأقول له اني انا الذي أحرقت البيت ؟ كلا لن يصدق ذلك اضافه ما الذي سأجنيه من فعل ذلك؟؟
فكر رانمارو و هو مستلقي ينظر الي السماء الملبده بالغيوم
-يبدو انه لا مفر من هذا.
قام رانمارو , و صعد السلم , و اخذ شنطه و وضع بها ما تطوله يداه من أشياءه
-هذه الكوفيه , و هذا البنطلون , و لا تنس البالطو , و ...
و استغرقت عمليه جمع الاشياء قرابه نصف ساعه , حيث ان رانمارو لم يكن يملك الكثير فعلا , و بعد ان حزم الحقيبه , و لبس البالطو الاسود الجميل الذي يحبه , ذهب الي مكتب بالصاله , و أخرج مفتاحا مبلول من عرقه كان يلبسه حول رقبته
-الان ستاتين معي.
قالها و هو يفتح قفل درج موجود بالمكتب ,و مد يده و اخذ شيئا معه ثم اقفل الدرج كما كان , ووضع هذا الشيء في جيب بالبنطلون , حيث كان به جيوب كثيره اضافه لانه مغطي بالبالطو
-هااااا, أخيرا حان موعد الرحيل عنك ايها البيت.
قالها رانمارو باسي و هو يقفل البيت من الخارج , فلمح شيئا يومض علي ارضيه الحديقه
-ما هذا...؟؟!!
قالها و هو ينحني ليلتقط سهما خشبيا , التقطه رانمارو و رفعه الي السماء و نظر اليه
-انك مثل اي سهم , و لكنك فعلت شيئا لم يفعله سهم من قبل ....انك من انقذت حياتي , و رابطتي الوحيده لاعرف من انقذ حياتي.
وضع رانمارو الحقيبه ارضا ووضع السهم بداخلها , ثم حمل الحقيبه و أخذ يمشي و هو يلبس البالطو الاسود و هو يمسك بالحقيبه علي كتفه الايمن , و يمسك باليد اليسري عصاه يتوكز عليها , حيث ان جسمه لازال يعاني من آثار الصدمه , و هنا ابتعدت سحابه اخري كانت تمنع القمر , فسقط ضوؤه علي الكون كله , و علي الشارع رقم 16 في الحي الشرقي من الضاحيه الغربيه لمدينه أوساكا احد مدن اليابان , حيث ظهر ظل طويل اخذ طول الشاعر تقريبا لشخص يمشي بعيدا , و اخذ الظل ينحصر بالتدريج , ينحصر , ينحصر , حتي اختفي تماما , و انتهي معه فصل من فصول قصه الموت.


يتــــــــــــــــــــــب ع................

خليل حلاوجي
16-12-2006, 09:53 AM
مرحبا بالقادم الينا من ارض اليابان
ولسانه العربي ... مبين
سنقرأ ونتأمل ....
ونعود

احمد خشبة
16-12-2006, 09:55 AM
مرحبا بالقادم الينا من ارض اليابان
ولسانه العربي ... مبين
لكن
أين هي مشاركتك أخي الفاضل الحبيب ؟؟؟

أولا أحب أهنئك علي سرعة ردك التي لم اشهدها من قبل

أنا كتبت المقدمة , ثم كتبت الفصل الأ,ل في رد منفصل

أتمني أن تقرؤه و تبدي رأيك .
تقبل تحياتي لك.

مصطفى بطحيش
16-12-2006, 04:08 PM
احمد خشبة

قصتك ذات اكثر من حبكة كما يبدو من الفصل الاول , اثرت قضايا تشد القارئ , وتركت بعض الجوانب مفتوحة زيادة في رغبة القارئ للمتابعة

الانطباع العام انها تصلح سيناريو لأفلام الكرتون بما تحمل من عناصر تشويق وروح مغامرة

لك الود والتقدير

حسام القاضي
16-12-2006, 05:10 PM
الأخ الفاضل الأديب /أحمد خشبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً مرحباً بك في واحة الأدب

لديك بلا شك موهبة في الحكي ، وهذا ظهر من الجزء الذي نشرته ..

السرد واضح لديك ، وأسلوبك شيق يغري على المتابعة ، وكذلك تمكنك من الحوار .

لدى اكثر من ملحوظة إن سمحت لي :

أوردت مقدمة ، وهذا غير مستحب في القصة ؛ فهي تحيلها من قصة أدبية إلى حكاية ، وشتان بينهما ، كما جاءت هذه المقدمة باللغة العامية ، وهذا لامجال له هنا إلا إن كانت موظفة في حوار أو ما شابه.


ما هو السبب الملح لكتابة عمل تجري أحداثه في اليابان ، وبأشخاص يابانية ؟
هناك أعمال مترجمة عن اليابانية ، وستكون الأصدق بلا شك ؛ فكاتبوها يعيشون بيئتهم ويعبرون عنها من داخلها لا من موقف المشاهد .
المجتمع الياباني به قصص تنتمي لواقعه الحالي ، وبعيداً عن الأساطير التي لا تصلح حالياً إلا لأفلام الكارتون ، وقصص الأطفال .

تقديري واحترامي .

احمد خشبة
16-12-2006, 07:32 PM
احمد خشبة
قصتك ذات اكثر من حبكة كما يبدو من الفصل الاول , اثرت قضايا تشد القارئ , وتركت بعض الجوانب مفتوحة زيادة في رغبة القارئ للمتابعة
الانطباع العام انها تصلح سيناريو لأفلام الكرتون بما تحمل من عناصر تشويق وروح مغامرة
لك الود والتقدير


أولا مرحبا بك أخي الفاضل , و بالطبع رأيك وضعته في عين الإعتبار , و بالنسبة لموضوع الانمي الياباني هذا فسأشرحه في رد منفصل أقدم فيه نفسي و ثقافتي البسيطة , و مرحبا بك ثانيا هنا .

احمد خشبة
16-12-2006, 07:35 PM
الأخ الفاضل الأديب /أحمد خشبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً مرحباً بك في واحة الأدب
لديك بلا شك موهبة في الحكي ، وهذا ظهر من الجزء الذي نشرته ..
السرد واضح لديك ، وأسلوبك شيق يغري على المتابعة ، وكذلك تمكنك من الحوار .
لدى اكثر من ملحوظة إن سمحت لي :
أوردت مقدمة ، وهذا غير مستحب في القصة ؛ فهي تحيلها من قصة أدبية إلى حكاية ، وشتان بينهما ، كما جاءت هذه المقدمة باللغة العامية ، وهذا لامجال له هنا إلا إن كانت موظفة في حوار أو ما شابه.
ما هو السبب الملح لكتابة عمل تجري أحداثه في اليابان ، وبأشخاص يابانية ؟
هناك أعمال مترجمة عن اليابانية ، وستكون الأصدق بلا شك ؛ فكاتبوها يعيشون بيئتهم ويعبرون عنها من داخلها لا من موقف المشاهد .
المجتمع الياباني به قصص تنتمي لواقعه الحالي ، وبعيداً عن الأساطير التي لا تصلح حالياً إلا لأفلام الكارتون ، وقصص الأطفال .
تقديري واحترامي .


أ,لا أحب أن أعبر عن إمتناني الشديد بزيارتك لي هنا و نقدك البناء , فأنا فعلا سعيد بما قلته , و بالنسبة إلي كونها يابانية و وجود مثل هذه القصص و الروايات , سوف أ{د برأيي المتواضع في رد منفصل أعرف فيه بنفسي و ثقافتي المتواضعة , دمت بود .

احمد خشبة
16-12-2006, 07:54 PM
تقديم سريع عني و عن الرواية :

أنا أسمي أحمد خشبة , 21 سنة , طالب مصري بكلية الطب في العام الخامس الآن.

أولا أحب أن أنوه الي أمر بسيط , هذه أول رواية لي , بل و لأكون دقيقا معكم , هذه هي أول عمل يربطني بالأدب بجميع عناصره علي الإطلاق , قبلها لم أكن اهتم بالأدب نظرا لدراستي الكبيرة المزدحمة , و لكني اللى، أحاول أن أنهل منه بقدر إستطاعتي
بالنسبة لجو الرواية , و هذا ما أحبذ أن أعلق عليها , جوها به الطابع الياباني لسبب بسيط و هو كوني من عشاق الأنمي , و من أكثر المتابعين له , و لهذا فقررت تكوين أول رواية لي في هذا الجو الخلاب
ولكن هناك قصص من هناك , نعم , و لكني أعبر عن ذاتي المصرية العربية بصورة يابانية , أرجو أن تستوعبوا ذلك , فبداخلي تكوين معقد اندمجت فيه كل هذه الصور و الحضارات داخل بوتقة واحدة .
أرجو ألا يكون هناك عيب بكون الرواية يابانية , فهذا شيء لا أستطيع تعديله.
روايتي ليست بالطابع السطحي البسيط الذي تعتقدونه عن عالم الأنمي , إنما بداخلها عقدة , و تعقيدات , و دراسات نفسية , و غير ذلك من عناصر القصة , فأرجو ألا يؤثر علي تقديركم و حكمكم انطباعكم القديم عن عالم الأنمي .
بالنسبة للرواية التي لدينا , أنا ألفت منها 23 فصل إلي الآن , و جاري الإستمرار في الباقي .
أيضا هناك شيء جميل , و هو اذا ذكرت شيئا ليس له علاقة بالفصول الحالية فان له علاقة بالفصول المتقدمة بلا أدني شك , و هذا نظرا لأاني أقوم بعمل شيء بنظرة مستقبلية كبيرة.
بالنسبة للأخطاء , هذا كما ذكرت الفصل الأول من أول رواية لي , و أنا لم أقرأ للأسف سوي رواية وا اسلاماه و هاري بوتر , فقط لا غير , و ذلك للأسف , و لكن جاري المتابعة للاستزادة من بحوركم العميقة .
أنا أتمني أن يكون مجهودي في باقي الفصول أقوي من مستوي الفصل الأول , و لكم مني جزيل الشكر و الإحترام و العرفان و التقدير.

الســــــــــــــــاحر.

احمد خشبة
16-12-2006, 07:56 PM
أوردت مقدمة ، وهذا غير مستحب في القصة ؛ فهي تحيلها من قصة أدبية إلى حكاية ، وشتان بينهما ، كما جاءت هذه المقدمة باللغة العامية ، وهذا لامجال له هنا إلا إن كانت موظفة في حوار أو ما شابه.

كلمة أعتز بها كثيرًا , و نقد بناء بالفعل استفدت منه , و اتمني أن أجد مثل ذلك النقد الرائع كثيرا بين طيات صفحت هذا المنتدي الجميل .

احمد خشبة
16-12-2006, 08:09 PM
السرد واضح لديك ، وأسلوبك شيق يغري على المتابعة ، وكذلك تمكنك من الحوار .


هذا فخر و شرف لي , و أتمني أن يرقي أسلوبي في الفصول التالية للمستوي المرجو منه .

احمد خشبة
16-12-2006, 09:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الثاني

القبـــــــــــــــــــــ ــــــر


-عذرا يا سيدتي .... لقد جاء هذا التقرير توا من مراقب هاكو .... لقد فشلت مهمه القضاء عليه
-هاهاهاهاها...لم اتخيل ان طفل صغير سوف يكون عقبه في طريق الماهر هاكو
-لا يا سيدتي ... من الواضح انه قد تلقي عونا من احد الاشخاص
خيم صمت علي الغرفه المظلمه التي كانت مضاءه بضوء احمر خافت رومانسي كان قد اوضح وجود سيدتين بدون ابداء ملامحهما .
- هل كان..؟؟
-كلا , لم تكن سوي شخص من العامه , ولكن لم يعرف سبب المساعده ولا كيفيه القضاء علي هاكو حتي الان
-هل صار هاكو ضعيفا لهذه الدرجه ؟!!!
قالتها وومض شيء في عينها لوهله , وميض كان يكفي لاضاءه الغرفه باكملها , وميض امرأه شرسه.
-اذهبي الان , اريد ان اجلس بمفردي , واصلي البحث عن هذه البشرية الحمقاء و اينما وجدتيها لا تقومي باي شيء حتي تخبريني اولا , مفهوم؟
-اوامرك مطاعه يا سيدتي
و انحنت المرأه الواقفه ثم تحركت نحو الباب , و عند الباب نظرت اليها مرة اخري , كان الوميض قد ظهر مرة اخري , ولكن مع ظهور شبح ابتسامه شرسه عليها , ابتسامه جعلت جسمها يقشعر و مانها في اكثر الاجواء برودا .


- تذكرتك ايا السيد الصغير؟ - تفضل ! - شكرا لك , و انت يا سيدي؟تذكـ...؟
اندفع القطار بسرعه شديده الي طوكيو , هذا القطار الذي يحمل كثيرا من الناس , كثيرا من الفوائد للراكبين , كثير من الحزن لهم , هذا القطار الذي يحمل البشر علي اختلاف غرائض زياراتهم لطوكيو , وسط هذا الحشد الهائل من الناس , انطوي شاب يقارب الخامسه عشر من العمر في كرسيه , لا ينظر يمينا او يسارا , كل الذي يفعله هو تحديقه المستمر في النافذه بشرود واضح.
-لا يمكن ان يكون هذا يحدث لي , لماذا كل هذا العذاب الذي اواجهه؟ اولا جدي و معاملته السيئه لي , و ثانيا هذا الهجوم الغريب علي امس , انا لا اعرفه حتي , بالاضافه الي انه غير طبيعي علي الاطلاق , لابد و انه يتمتع بقوي خارقه , و لكن ما علاقه شخص بقوي خارقه غير طبيعيه بي؟؟ هذا ما لا افهمه ابدا , اتمني ان حادثه امس تكون مجرد صدفه , انا لا اعرف ان كان له اعوان يريدون الانتقام مني لمقتله .
- و لكنه ليس خطؤك , انت لم تذهب اليه و تستفزه , لقد جاء اليك ليقتلك , اضافه الي انك الذي لم تقتله
-نعم انا لم اقتله , لقد قتلته تلك الفتاه , انا لا اعرف شكلها ابدا , لم المحها و لا مرة واحده في حياتي , ايعقل ان تكون تلك الفتاه هي الهدف و لهذا اقدمت علي مساعدتي؟ كلا غير طبيعي علي الاطلاق , فانا حتي لا اعرف من هي , و هي اكيد لا تعرفني , ربما كانت صدفه بحته , و لكن يالها من صدفه
- الا يمكن ان تكون تلك الفتاه في خطر ايضا؟
-مـ...مـاذا؟!! نعم يمكن ان تكون هي في الخطر الحقيقي , فهي التي قتلته , و لكنها ساعدتني و لابد ان اساعدها ايضا , ولكني لا اعرف من هي , ولا اعرف ايضا مكانها , اضافه الي اني ضعيف , فاذا ذهبت الي نجدتها فلن احدث فرقا سوي اني سوف اقتل معها , ماذا افعل ؟؟؟ ماذا يحدث حولي ؟؟؟ اني احس و كأن الدنيا قد اطبقت علي , لابد من وجود حل لذلك , اولا ساهدأ ثم افكر بعدها , هذا هو الراي السليم.
هكذا كان رانمارو يتحدث مع نفسه في عربه القطار.
كان رانمارو ولدا طبيعيا مثل كل الاولاد , و كان تلميذا نجيبا , وملتزما , ولكن حثت له امس حادثه مروعه , لقد هاجمه احد الاشخاص الذين لا يعرفهم , و كان للشخص هذا قوي غير طبيعيه , ولولا العناية الألاهيه لكان قد مات الان لولا تدخل فتاه و قتلت الشخص هذا بسهم اطلقته هي , و لكنه لم يكن يعرف الفتاه كما لم يكن يعرف الشخص , و عندما وصل للارض بطريقه غريبه كانت الفتاه قد اختفت .

الان رانمارو خرج من بيت جده للابد ,و ترك له رساله يخبره فيها انه ذاهب بلا عوده , و لكنه كان لا يملك مكانا اخر يذهب اليه , فقر انه يذهب الي مدينه "ناجويا" اليابانية حيث مدفون هناك ابواه , حيث احس ان المكان الوحيد في الارض الذي من الممكن ان يحتويه هو المكان الذي يوجد به ابواه , و لهذا فهو ذاهب الي هذا المكان , مع امنيته بانه سيجد حلا مع ابواه لكل مشكله تواجهه.


-هذا هو مكان مقبره السيد ماساشي و زوجته . -شكرا جزيلا.
انحني رجل يبلغ عمره حوالي الثلاثين عاما , و كان طويل القامه عريض النكبين , شعره كان اسود مع خصلات من الشعر البيض في المقدمه اعطته مظهرا وقورا , اضافت الي عمره الكثير.
-رحمه الله عليك ايها العظيم , فمنذ ان مت و مجتمعنا كله اصبح في فساد و طغيان
أوقد الشخص شمعه بجانب القبر , و جلس القرفصاء ينظر الي القبرين المصنوعين من الرخام , كان تاريخ الموت المدون عليهما واحد , و كان التاريخ من اربعه عشر عاما .
-من أنت ؟؟؟
سأل الشخص الجالس امام القبر الفتي الذي يقترب منه , و الذي وقف بعيدا عن الشخص بمسافه الخمسه امتار
-انا الذي اريد ان اسالك من أنت؟ فهذا قبر والداي , فمن انت و ماذا تفعل هنا؟؟؟
فجأه اتسعت عينا الشخص الجالس علي آخرهما , و تصبب وجهه عرقا , وقال بصوت متقطع و هو يلتفت الي الفتي :
-أ أ أنت ر ر رانمارو؟؟
نظر رانمارو باستغراب الي حاله التغيير المفاجأه التي طرأت علي الشخص و كأنه قد رأي شبحا لشخص قد مات , أو انه قد رأي اكثر رجال الارض خطورة
-ماذا ت..تريد رانمارو؟
-انا جئت لاسلم علي والداي , ثم اولا من انت ؟ وماذا تفعل هنا ؟
ابتسم الشخص قليلا و تنهد ارتياحا و كانه كان يتوقع حدوث شيء سيء له
-الا تعرفني رانمارو , انا كنت صديق لوالديك , ولكن لا بأس فأنت لم تكن قد أتممت عامك الاول حتي تتذكرني
-ايه؟ انت صديق لوالدي , الحمد لله .
-نعم انا صديق لوالديك , وادعي كايتو , و لكن لماذا يبدو عليك التعب و الاجهاد؟ و ما هذه الحقيبه التي معك؟؟
-اوه , انها قصه طويله , ولكن بما انك كنت صديق لوالدي ساحكيها لك , البارحه مساءا , عندما جنت نائما , صحـ......
اخذ رانمارو يحكي الحادثه التي حدثت له بالتفصيل , و عندما انتهي كان الشخص الذي امامه ينظر اليه مندهشا
- وانت لا تعرف الفتاه التي انقذتك ؟
-كلا للاسف فقد اردت ان اشكرها , اضافه الي انها من الممكن ان تكون في خطر كبير الان لانها انقذتني , و لكن الاهم من ذلك من هذا الشخص الذي اراد قتلي ؟ انا لا اعرفه و لم افعل له شيئا .
-ماذا ؟ انت لا تعرف من انت ؟ اها , و لهذا احسست باقتراب شخص بشري عادي من المكان , يبدو انك تجهل حقيقتك كامله , وتجهل من انت
-ماذا ؟ انا رانمارو , طالب في الصف العاشر بالمدرسه و ..
-انا لا اقصد هذا ,و لكني اقصد حقيقتك , فانت لست انسانا طبيعي .
- ماذا ؟!!! اذا لم اكن انسانا بشريا فماذا اكون؟؟؟
-أنت .....


-أها ؟ الا استطيع الخروج الان يا امي ؟ ان اشعه الشمس لا تؤثر علي و لكنك تصرين علي خروجي معك في الليل , انا اريد ان ازور ناجامي , فهي لا تستطيع الخروج بالليل كثيرا , انت تعرفين والدتها .
-لا تتكلمي كثيرا , تذكري انك فرع من عائله نبيله.
كان صوت تلك المراه صارما وغليظا كما لو كانت تامر ابنتها لا تتحدث معها
-علي العموم اننا ذاهبتان الي اللورد ماكيتو , انت تعرفين ان له ولدا نبيلا في مثل سنك , و لا يمكن ان تضيعي فرصه الزواج من ابن احد انبل عائلاتنا.
- من ؟؟ هيكاشي؟ اني لا اطيق حتي سماع اسمه , اني اشمئز كلما رأيته في المنطقه التي اوجد فيها , انه جالب للتعاسه امي.
-لا تتحدثي عن زوجك في المستقبل بهذه الطريقه الفظه , الا تعلمين ماذا سيصير شأنك بعد تزوجه منك؟ اني افعل هذا لكي .
بدت الام مخيفه عند تحدثها بتلك الطريقه , لم تكن ابنتها هارونا ذات الخامسه عشر ربيعا راضيه بفكر امها , فهي لا تحب امها اصلا , فهي تعلم انها تفعل هذا لمصلحتها فقط و ليس لمصحه هارونا , علي الرغم من ان هارونا جميله جدا الا انها يجب ان تتزوج قسرا من شخص هي في الاصل تكرهه , و الذي يزيد الطين بله هو ان الشخص ذاك يحبها و فعلا يريد التقدم اليها , انه من اعرق العائلات و انبلها , و يسري في دمه فرع من الدم الملكي , و لكن معروف عن تلك العائله عشقها التام للدماء و الخراب و الدمار و القتل و التشريد , فقد كان اجدادهم احد المسببين لمعظم الحروب في التاريخ المعاصر.
-هيا , لقد حان وقت الذهاب , هيا اسرعي.
-حاضر يا امي .


يتبــــــــــــــــــع...... ...

احمد خشبة
16-12-2006, 09:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثالث
المنبــــــــــــوذ

-ألا تعرف من انت؟ انت ساحــــــــــر.
-ماذا؟ من ساحر؟ اتتحدث عني؟؟؟؟؟؟
-نعم , انت و انا و الذي هاجمك ننتمي الي عالم السحرة , انت لم تكن تدرك ذلك صحيح؟
-و هل كان ابي وامي من السحرة ايضا؟
-نعم كانا من السحرة , و انت من عائله نبيله عريقه من السحرة
-آه , انا نبيل؟
و فغر فاه عن موقف ينم علي دهشته و عدم تصديقه الشديدين
-و هل يعني ذلك اني امير او شيء مثل هذا؟؟
-هاهاها , كلا , لا يعني انك نبيل انك غني , فهذا ليس الحال معنا هنا في عالمنا , في عالمنا تعني كلمه نبيل انه لا يوجد ولا فرد واحد فقط من العائله قد شارك قواه مع جنس اخر غيرنا, هذا ما تعنيه كلمه نبيل
-جنس آخر؟؟؟ انا لا افهم ما تتحدث عنه , هلا اوضحت لي قليلا؟
-أوه
تنهد كايتو , ثم قال :
-انظر , في العالم توجد اربعه انواع من البشر , البشر العاديين , وهو النوع الذي كنت تعيش معهم , و السحرة مثلك و مثلي و مثل آبائك , و هناك نوعين آخرين , هناك مصاصي الدماء , و هناك المستذئبين
-ماذا؟؟؟ مصاصين الدماء و المستذئبين حقيقيين؟؟؟
-نعم هم حقيقيون , بل و انهم يعيشون وسط الناس العاديين مثل السحرة دون ان يلاحظوا ذلك , المهم , نعود الي موضوعنا الاساسي , من الممكن ان يكتسب اي نوع قوة من النوع الاخر , يعني مثلا من الممكن ان يكون الشخص ساحرا ومصاص دماء مثلا , و هكذا , و عندما يحدث مثل ذلك تكون قوة العائله التي تشارك فيها شخص قواه مع اخر قد توزعت في جنس غير جنس السحرة , و يهذا تصبح هذه العائله غير نبيله, , هذا يسري ايضا مع الانواع الاخري من البشر
- و لماذا اذن يشارك الشخص قواه مع اخر ؟؟؟
-الموضوع اولا ليس موضوع مشاركه رانمارو , ان كلمه مشاركه لا تعني ان الشخص قد شارك قواه , لا , انه تطلق علي من تؤخذ قواه منه.
-و لكنه حينئذ لا يكون له حيله , اليس كذلك ؟
-كلا يكون له اختيار , فلكي يأخذ شخص قوة شخص اخر حتي و بين عائلات السحرة نفسها , لابد وان يتم هزيمه الشخص الاخر الي نهايه قواه , و لا يتبقي له الا قوه بسيطه يتنفس بها ,و ذلك حتي تتم عمليه نقل القوي بنجاح , عندما يصل الشخص المهزوم الي هذه المرحله لديه اختيارين , اولهما ان يترك الفائز يحصل علي قواه , و الثاني ان يقوم بقتل نفسه.
-ماذا؟!!!
قالها رانمارو و هو يتصبب عرقا و يحدق بعينين متسعتين الي كايتو الذي استطرد:
-نعم يقتل نفسه, انظر رانمارو , ان اثمن شيء عند الانسان منا هو قواه , و بالاخص عندما يكون من عائله نبيله مثلك مثلا , و هنا يصبح امر المحافظه علي قوي العائله امرا لا يسمح بان يتم التفريط فيه و لو علي حساب حياه الشخص , و لهذا فان اختيار الشخص ان يقتل نفسه هو الاختيار السليم هنا , تذكر هذا جيدا يا رانمارو , اذا وصل بك الحال الي وضع كهذا , لا تتردد لحظه في استخدام ما تبقي من قوتك لقتل نفسك , هذا هو مصير من في عائله نبيله .
- ماذا؟؟, الا توجد طريقه اخري؟؟
قالها رانمارو وجسمه يهتز بشده لهول الامر , فليس من السهل علي اي انسان ان يقتل نفسه.
-هذا هو مصير كل من يوجد في عائله نبيله.
- و ماذا يفعل اعضاء العائله الاخرين اذا علموا بهذا؟؟
-اذا فعل شخص ما من العائله النبيله فعله شنيعه مثل تلك , يعقد فورا مجلس اعلي للعائله , و يتم وضع خطه للقضاء علي الشخص الذي اخذ القوي , و كذلك انتفاء انتساب الشخص الذي شارك قواه الي العائله و نفيه و دفنه بعيدا عن مقابرهم.
-هذا يبدو لي جيدا حيث انه سوف يتم احتواء مشكله الشخص الذي اخذ القوي و سوف يهزم.
-ان الامر ليس بمثل هذه السهوله , انه دائما ما يكون الشخص الذي اخذ القوي قويا جدا و مستعد لما سيحدث له من مواجهه لكل اعضاء العائله اذا تطلب الامر , اضافه الي انه عندما يكتسب شخص قوي من شخص اخر فانه يصبح اقوي علي الاقل مرتين , هذه في حد ذاتها عقبه ضخمه و غالبا ما ينتهي الامر نهايه مأساوية بقتل كل اعضاء العائله و انتهاء النسب تماما الا اذا كان يوجد شخص صغير مثلك هكذا فانه يترك علي قيد الحياه , لانه لم يتعارك مع الشخص الفائز , ليتواصل النسب مرة اخري و من هنا تصبح العائله عائله عاديه وغير نبيله.
-اها , لقد فهمت قليلا الان , ولكن هل من الممكن ان تحدثني عن عائلتي ؟ انا لا اعرف عنها شيئا.
-اولا انت من عائله التنين المجنح النبيله , لا يتبقي من عائلتك سوي انت وحدك , و هذا لان كل افراد عائلتك قد قتلوا في الدفاع عن قريتنا , قريه الريح البيضاء , تلك القريه التي دمرت منذ اربعه عشرة عاما تقريبا.
- ماذا ؟؟ انه تقريبا نفس العام الذي مات فيه والدي.
-عفوا رانمارو لقد ارتكبت خطأ جسيم , انه نفس العام و نفس الوقت الذي قتل فيه والداك!!
-قتلوا؟؟؟؟
قالها رانمارو و الدهشه تملأ عينيه ووجهه , ثم اغرورقت عيناه بالدموع , و صرخ :
-من الذي قتلهما ؟ أالذي دمر القريه هو الذي قتلهما ؟ و لماذا لم تنتقموا لهما؟؟؟؟ ألا تعرفوا من قتلهما؟؟!!!
-الشخص الذي قتلهما نحن نعرفه , جميع السحرة يعرفونه جيدا, و انت تعرفه جيدا , الشخص الذي قتلهما هو ....................أنــــــت!!!
-م م من ؟؟ أ أ أنااا؟؟؟
-نعم انه انت , الم تتسائل لماذا لم تتربي في مجتمع من السحرة ؟ لماذا عهد الي جدك بتربيتك بدلا مني ؟ ذلك لان عالم السحرة جميعا يخافون منك , الجميع يخشاك حتي انا , هذا لان والداك كانا من اقوي سحرة عصرهما , ساحران لا يستطيع اقوي شخص علي الارض ان قتلهما بسهوله امامهما , كونهما ان يقتلا بيدي طفل رضيع , هذا شيء فائق للعاده و غير متصور علي الاطلاق.
- و ل لكن كيف تاكدتم من اني الذي ... من اني السبب في تلك الحادثه.
-لقد تم استجوابك و استرجاع ذاكرتك , فوجدناك استخدمت قوتك السحرية في قتلهما بتعويذه لا نعرفها حتي الان , و لهذا تم أخذ قرار باستبعادك عن مجتمعنا , و اعتبارك منبوذا من عندنا.
خيم شبح من الصمت الرهيب علي المكان , و صارت تلك القطعه من الارض اشبه بمكان مقدس , و تحول لون وجه رانمارو الي الاصفر , و نظر الي يديه كقاتل ينظر الي يد ملطخه بدماء من قتلهم , و ردد كما ولو كان صوته يتردد في وادي سحيق :
- أنا قتلتهما ... أنا قتلت والداي .... ألهذا لا اعرف شيئا عن عالمي .... ألهذا انا بعيد عنهم ....ألهذا هاجمني شخص لا اعرفه و حاول قتلي...و لهذا ...أنا .... منبـــــــــــــــــوذ.
وهنا سقط رانمارو علي ركبتيه و هو لا يزال محدقا في يديه و كأن الدماء لازالت موجوده عليهما
-انا لا استطيع ان اقول لك اي شيء , لان الشخص الذي قام بالاستجواب موثوق في كفاءته و قدرته علي الاستجواب ,أضافه الي اننا وجدنا تلك الحادثه محفورة في ذاكرتك , و لكن.......
- و لكن ماذا كايتو
صرخ رانمارو و هو مدمع العينين , و الدموع تسيل علي وجنتيه , و احمرار عينيه واضح.
- و لكني أتعارض معه في ذلك.
- ه ه هل تعني أنك لا تصدق ذلك الرجل؟ هل يعني هذا أني لم أقتل والداي؟
-نعم , فاللغز في الموضوع كله انك كنت طفل رضيع لا تستطيع الكلام , فكيف تكلمت و قلت التعويذه ؟ ثم ثانيا كيف تعلمت التعاويذ من اساسه ؟؟ ان موضوع تعلم التعاريذ لأمر صعب و لا يمكن ان يقدر عليه حتي من يبلغ مثل عمرك , لابد وان يكون فذا و عبقريا , ثم هذه كانت تعويذه جديده حتي الان لا نعرف ماهيتها , و تقريبا مخصصه لنوع معين من دماء العائلات , و بهذا لا يستطيع ان يجربها شخص الا اذا كان من نفس عائله مبتكرها , و نظرا لانك اخر من في العائله , فلم نجد من يقوم بتجربه التعويذه ابدا , لكني احس ان هناك شيء خاطئ.
نهض رانمارو اندفع نحو كايتو قائلا :
-نعم انت مصيب في هذا , فكيف لي ان افعل كل هذه الاشياء , و انا طفل رضيع.
تراجع كايتو الي الخلف في حركه خوف واضحه دلت علي عدم تصديقه التام بان رانمارو برئ مما جعل رانمارو ينظر اليه في دهشه , ثم يحني رأسه و ينظر الي الأرض و يذهب باتجاه قبر والديه بحزن علي وجهه
-لا تفهمني خطأ رانمارو , فمهما كان انا عضو من المجتمع الذي صدق بانك قاتل.
-لا تتكبد عناء مواساتي بنظريات انت اساسا لا تصدقها.
- كلا , انا فعلا غير مقتنع باتهامك , و لكن ماذا يحدث اذا كنت فعلا من قتلهما ؟؟ ان حياتي ايضا ستصبح في خطر.
-اذا لماذا تقول لي هذه النظريات عن اني ليس بالقاتل.
-حتي تثبت انت بنفسك صحه او خطأ هذا الاتهام...
صمت المكان مرة ثانيه , و هنا تعالي صوت طائر بلبل في الفضاء حيث طار من علي فرع شجرة قريبه من مكانهما الحالي , و اتجه الي عنان السماء , نظر رانمارو الي الارض اسف قدمه و سرح فيها قليلا , حين استطرد كايتو قائلا :
-انظر , انا فعلا غير مصدق لتلك الاحداث الغريبه , ولكن للاسف كانت من نتائجها تدمير قريه الريح البيضاء للابد و تشريد اهلها , واسر معظمهم , مع الاستيلاء علي اسرار القريه , و مشاركه قله من العائلات النبيله لقواهم مع اخرين , نتج عنها تقوية الاعداء , انا اسف رانمارو , ولكن هذا هو طريقك , يجب ان تسير فيه بمفردك , يجب ان تثبت لنفسك اولا و للمجتمع ثانيا انك لست القاتل , و انك بريء.
ابتسم رانمارو , ورفع راسه الي السماء , و قال :
-ها كايتو , انك تجعل الامر يبدو و كانما هو يسير جدا , انك تتركني في عالم جديد علي بمفردي بلا اي قوه امتلكها وسط اناس يريدون قتلي و يتلهفون لمشاركتي قوتي معهم , و تريدني ان ابحث عن ادله تجعلني برئ , و تريدني ان ابحث عن من قتل والداي , نعم انا قلبي يتقد نارا لاني اريد ان اعرف من قتلهما , و لكن كن واقعيا قليلا كايتو , انا فعلا اعتبرت ميتا من الوهله الاولي لحياتي بعد مقتل والداي , بعد اللحظه الاولي لاتخاذكم قرار بطردي و جعلي منبوذ , انك تجعل هذا الامر سهلا كايتو.
قال رانمارو ذلك بصوت واهن حزين , صوت انسان يائس و هو لا يزال ينظر الي السماء .
- كلا لا تفقد الامل سريعا يا بني , انت اخر سلاله من عائله التنين المجنح النبيله العظيمه , انت يا من اعتقد جميع سحرة القريه انك وهبت اقوي صفات هذه العائله , انت يا من اعتقد الجميع انك ستكون ملك السحرة اليوشيهاريين كلهم و من اقوي الافراد في الاجناس كلها , كلا , هذا ليس موقف يتخذه عضو من عائله اليوشيهارو العريقه , كلا لا تيأس.
-ماذا تريدني ان افعل ؟ اتريدني ان اضحك؟؟؟ اترديني ان اقول لك: نعم سوف اذهب للبحث عن قاتل ابي و اثار لابواه منه ؟
- كلا , و لكني سوف اساعد بتدريبك حتي تصير اقوي ساحر يوشيهارو عرفه تاريخ السحره علي مر العصور.

يتبــــــــــــــــــــــ ــــع.........

احمد خشبة
16-12-2006, 09:17 PM
لقد نشرت الفصلين معا و هذا ما أحب أن أقوم به , حتي تتضح الصورة قليلا و تزداد معالم الرواية فأنا أعلم أنه لمن الصعب الحكم علي رواية كبيرة من أول فصل منها , و أتمني أن يعجبكم الفصلان الجديدان , و اتمني ان اجد أراؤكم النقدية المتميزة , دمتم جميعا بود .

احمد خشبة
18-12-2006, 10:36 AM
تعديل لابد منه

نظرا للأخطاء الجسيمة اللغوية الموجودة بفصولي , لهذا قررت إعادة تنظيمها مرة ثانية , أرجو أن يعجبكم الفصل الأول المنقح هذه المرة




الفصل الاول:

السهـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــم




- وحتي هنا نقف في درس اليوم , راجعوا ما أخذتموه جيدًا , و لا تنسوا حل الواجب , و من سوف يتجاهل ذلك سوف أعاقبه غدا بالجري حول الفناء خمس لفات .

- ماذا؟!!!!

هكذا صاح التلاميذ ردا لما قالته المدرسه لهم .

- لن أتراجع عن العقاب حتي و لو أضطررت إلى معاقبه الفصل كله , أفهمتم؟؟

خرج التلاميذ و هم في أسى يتناقشون حول هذا العذاب اليومي , فلم تكن تلك المدرسة سوى أداه تعذيب لهم ,

- من يفعل هذا الان ؟!!

- من يعاقب بالعقاب الجسدي ؟!!

- هذا ظلم!!!

هكذا تدافعت جمل النقاش بين جماعات التلاميذ المتتاليه و هم يخرجون من باب المدرسة , و لكن هناك في آخر الفصل ظل طفل يلم اشياءه بدون أي تعبير علي وجهه و لو حتي بالإمتعاض نظرا للواجب المفروض عليه

-((أغبياء , ألا يعلمون أنه بفعلهم للواجب سوف يتجنبون ما تفعله هذه المدرسة المجنونة.!!))

هكذا تدافعت الأفكار في عقل (رانمارو) و هو يهم بالخروج من الفصل و الرجوع إلى المنزل

- يالها من حياه بائسه ممله رتيبه , كل يوم أصحو مبكرًا , أذهب للمدرسة لأسمع كلامًا تافهًا لا يمثل لي أي عناء من المدرسين , و أسمع كلامًا أكثر سخفًا من تلاميذ كسالى لا يستطيعون حتى أداء واجبهم , لقد مللت هذه الحياة , أريد نوعًا من التغيير , أريد نوعًا من الإثارة.

كان (رانمارو) ولدا ذكيًا , يبلغ من العمر خمسه عشر عامًا, و شعره بني , و ناعم و طويل , لون بؤبؤ العين أزرق صافي , و بشرته بيضاء قليلا , كان يعيش في منزل من طابقين , والده و والدته توفيا على إثر حادثه سيارة أودت بحياتهما , هكذا قال له جده الذي يربيه , و علي الرغم من أن (رانمارو) صغير , إلا أن جده كان يجعله يعيش بمفرده و لا يعيش معه , بل و لا يتكلم معه و لا يزوره إلا إذا كان هناك ما يدعو لذلك , ف(رانمارو) يدخل عادة المنزل من سلم جانبي إلى الطابق الثاني , و لا يدخل إلى الطابق الأول حيث يعيش جده.




**********************


- أنا ذاهبة للتدريب.

- لا تتحاملي علي نفسك كثيرًا , حافظي علي روحك و تقدمك و لا تتأخري كثيرًا .

- حسنا , لن أتاخر , أوعدك يا أمي ,مع السلامه.

خرجت (ساكورا) من البيت و هي تحمل قوسا و جعبه علي كتفها , كانت ساكورا ذات الرابعه عشر ربيعا عضو بنادي المدينة للقوس , و كانت بطلة ينتظر لها الكثير في المستقبل,

- ها هي قادمة , أفٍ , كم أكره تلك الفتاة , جميلة و موهوبة و الكل يحبها !

هكذا قالت (هيجوري) إلى نفسها و هي تلوح بيدها إلى (ساكورا) صديقتها , كان من الواضح أن الغيرة تملك قلبها من ناحية صديقة عمرها.




**************************


- الطعام موجو...

أطبق رانمارو علي الورقه بيده بدون أن يكمل قراءة ما فيها , و رماها في سلة المهملات القديمة الشكل علي جانب الباب , و ذهب إلى المطبخ

- موجود بالمطبخ كالعادة , أوه , لقد مللت من الرتابه هذه!!

أخرج (رانمارو) الطعام و تناوله علي منضدة في المطبخ , و بعدها ذهب إلى السرير , و ارتمي إليه بملابسه و نظر إلى سماء غرفته , و تمطع بشدة تدل علي رغبته العميقة في النوم

- تعالي إلى هنا.

نادى علي قطته التي كانت تجلس علي منضدة صغيرة بالحجرة , فقفزت إلى السرير و نامت إلى جانبه حيث أخذ يداعب شعرها بيده برفق و حنان

- لا أعرف ماذا كنت أفعل لو لم تكونِ معي (سوما) !

كانت (سوما) قطه بنية اللون من نوع السيامي .




***********************



طااااااااااااخ... فجأه ظهر الصوت العنيف الناتج عن إنفتاح النافذه علي مصراعيها عنوة

- ما..ماذا حدث ؟

استيقظ (رانمارو) و هو متصبب عرقًا علي السرير من جراء هذا الصوت المفاجئ

- م..م...من هن..ن..نااك؟؟

تسائل (رانمارو) و هو يرتعش من الخوف عندما ظهر ظل رجل خارج النافذة , و فجأة و في لمح البصر , أصبح الرجل داخل الغرفة , و صاحب دخوله صوت رعد و ضوء برق غمر الغرفه لوهلة و فجأة سكن كل شيء.

- رانمـــارو.

فجأه تكلم الرجل الذي كان يلبس معطفًا أسود يغطي كل جسده .

-لقد عشت طويلاً بما فيه الكفاية و حان الآن وقت دفعك ثمن خطأك.

تكلم الرجل بصوت غليظ , ألقي الرعب في قلب (رانمارو) الذي تراجع إلى آخر السرير, و هو يرتعش يكاد يغمي عليه

- أ..أأأحلم ؟؟ أهذا رجل يريد أن يقتلني ؟

اتسعت عين (رانمارو) و ظهرت العروق فيها واضحه

- كلااااااااا , لم أفعل شيئًا !!

صرخ (رانمارو) فجأة , و قفز من علي السرير إلى الأرض , في نفس اللحظة التي ومض شيء من يد الشخص و أصاب السرير , فصدر صوت إنفجار مكتوم , و اشتعل السرير فجأة , و تحول إلى رماد في اللحظة التالية ,

-(( هـ..هـ...هذا حلم , لا بل هذا كابوس , نعم كابوس !))

هكذا فكر (رانمارو) .

- أتريد شراء البيت ؟ إنه ملكا لجدي و لكن إن أردتني أن أقنعه فأستطيع إقناعه بأي شيء , إن كنت لصـ...

و لم يكمل (رانمارو) كلامه حيث رفع الشخص يده و هنا ابتعدت السحابة التي كانت تخفي القمر خلفها , فسقط شعاع القمر البدر علي الدنيا بأسرها مضيئا الكون بضوء خفيف , رأى (رانمارو) علي أثره ما كان يمسكه الشخص , و هنا قفز (رانمارو) مرة أخرى إلى الجانب متفاديا الضوء الذي خرج من الشخص , و الذي أصاب الباب فأحرقه في صوت مكتوم و تحول إلى رماد في ثانية واحدة .

- لا أمل لي أمام هذا الشخص , إنه يريد فعلا قتلي , ماذا أفعل يا ترى؟!أين ملجأي الآ...؟!!

فجأة سكت (رانمارو) عن التفكير , ليس من خوفه هذه المرة , لا , بل من فكرة مجنونة طرأت علي عقله .

- نعم هذا هو السبيل الوحيد .

و فجأة قام يجري (رانمارو) متجهًا إلى النافذة .

- أتريد أن تموت منتحرًا , هاهاهاها , كلا لن أعطيك هذه السعادة , لابد و أن تموت بيدي

و تابع الشخص و هو يضحك إطلاق آشعته إلى (رانمارو) الذي كان لا يبالي حتى بالنظر إليها , كانت كل حياته كلها متوقفة علي هذا.

-(( اصبر , اجري , لا تخف , اقفز من النافذة .))

هكذا كانت نفسه تحثه و تدفعه , و في لحظة أصبح كل شيء أمام (رانمارو) بطيئًا.

- مال للوقت و كأنه توقف؟؟ إني أجري و النافذة تبدو بعيدة كما هي , مال لعيني و كأن الضباب يلفها , مال لدقات قلبي أحس بها , أهنا سوف أموت ؟ أفي هذا المكان البالي تنتهي حياتي ؟؟

- كلااااااااااااا!!!!!!!!!!!!!!!

صرخ (رانمارو) عاليًا , و هنا مرت حزمة من الآشعة فوق رأسه فأحرقت شعيرات قليلة جعلت لونها رمادي خفيف.

- هيـــــــاااااااا

صرخ مرة أخرى و هو يجري , و فجأة فعل أجن شيء يمكن أن يفعله إنسان عاقل , قفز من النافذة بقفزة طويلة قطع فيها مسافة الخمسة أمتار كاملة بعد صيحته الأخيرة .




*************************



- أراكن غدا .. مع السلامة !

خرجت (ساكورا) بعد إنتهاء تدريبها و توديعها لأصدقاءها إلى الشارع حيث تمشي و هي متعبة قليلاً من التدريب .

- ياليتني أستطيع التدريب كل يوم , يوم الأربعاء لا يكفيني وحده , أريد يومًا إضافيًا علي الأقل.

- ((لا تنسي (ساكورا) أن لكي واجبات و مدرسة , و في النهاية هذه تسمي لعبة في وقت الفراغ , و لا يعقل أن يكون وقتك كله فراغ.))

- أوه!!!

تنهدت (ساكورا) في حزن و هي تتذكر كلمات والدتها إليها , كانت تمشي بدون أن تنظر حتى إلى الطريق , فهي تعرف الطريق جيدًا , و لا حاجه لها أن تراقب طريقها , مشت رجلها حتي وصلت إلى شارع رئيسي انعطفت به يسارًا , و....

- ما هذا؟!!!

تسمرت (ساكورا) مكانها , و سقطت منها جعبتها و بيدها اليسرى تمسك قوسها و هي ترتعش , فأمامها مباشرة , في منزل يبعد عن مكانها الحالي بمنزلين , و علي إرتفاع يقارب الطابقين من الأرض , كان هناك أغرب موقف يمكن ان يشاهده شخص حي , شخص خرج من النافذه التي بالطابق العلوي قافزًا إلى الأرض و هو يصيح :

- هيــااااااااا!!!!

و تابعه قفزة رجل أسود الثياب , ولكن قفز هذا الرجل إلى أعلى و كأنه لا يعرف لشيء يسمى جاذبية وجود .

- سألقي بك إلى حيث يوجد أبواك أيها السيء , أرسل إليهما سلامي و تحياتي .

أحس (رانمارو) بأنه هالك.

- كككاااتتوووننن سسساااببباااا!!!!!!

صرخ الشخص موجها يده إلى (رانمارو) , و لمع ما يمسكه بيده.

- ((إنها تقترب ... إنها النهاية ...مالي ضعيفًا بائسًا هكذا ؟!...أهذه قوتي؟!!...أم أن هذا الرجل فعلاً غير بشري ؟!!! كل شيء سيتلاشي , أحلامي ...أمالي ...طموحاتي ...كلها إلى الهلاك ...وداعًا أيتها الحياة ..وداعًا أيها العالم البغيض , إلى اللقــ....))

- تـــــــشـــــو!!

قتل هذا الصوت فراغ الصمت بين الشخصين , اتسعت عينا (رانمارو) على آخرهما.

- ما هذا ...؟!!!!

- من فعل هذا بي ...آآآآآآآآآآآآآه!!!!!!!!

صرخ الشخص الغريب من الألم بعد إختراق سهم لصدره حيث موضع قلبه في اللحظة التي أوشك فيها أن يقتل (رانمارو) بالتعويذة المميتة , نظر (رانمارو) إلى الإتجاه الذي جاء منه سهم النجدة ...

- من هذه الفتاة؟!!!

تساءل (رانمارو) و هو في الهواء عندما لمح فتاة تمسك قوسا و تقف علي بعد منزلين منهما , لم تكن هذه الفتاة سوي شخص واحد....

- آآآآآآآه!!!

صرخ (رانمارو) عند إدراكه في اللحظة التالية أنه في وسط الهواء على بعد طابقين من الأرض , و فجأة حدث شيء آخر , أضاءت رجله من أسفل بضوء أخضر قرمزي , و فجأة اعتدل في وقفته.

- ((ما هذا ؟!! إني أشعر و كأني علي بساط من حرير يطير بي , إني أنزلق إلى أسفل بيسر و كأني ... و كأني أطير.))

و هنا وصل (رانمارو) إلى الأرض بسهولة و يسر و وقف عليها و هو ينظر إلى رجله و يرفعها حيث مكان الضوء الأخضر الذي اختفى.

- غريب ... ما هذا الضوء الذي خرج مني ؟!! أيعقل أن....؟؟!!!

- انتظررررررررررررييييييي!!!

صرخ (رانمارو) و هو يشير بيده اليمنى إلى المكان الذي كانت تقف فيه تلك الفتاة منذ لحظات , حيث أنها جرت إلى شارع جانبي.

-هه , هه , هه , لابد أن ألحق بها.

جري (رانمارو) إلى حيث دخلت الفتاة , فلم يجد سوى شارع خالٍ لا يوجد به أحد.

- انتظري .. علي الاقل أريد أن أقول لك ....شكرا !!




************************



- آه!

استلقى (رانمارو) علي ظهر سور المنزل و هو يفكر..

-(( ما حدث كان حقيقي , لقد رأيته بأم عيني , ماذا سأقول لجدي غدًا ؟أأقول له أن شخصًا هجم علي و أحرق البيت ؟! كلا لن يصدقني , أأقول له أني أنا الذي أحرقت البيت ؟!! كلا لن يصدق ذلك إضافة إلى ما الذي سأجنيه من فعل ذلك؟!! ))

فكر (رانمارو) و هو مستلقي ينظر إلى السماء الملبدة بالغيوم.

- يبدو أنه لا مفر من هذا.!

قام (رانمارو) , و صعد السلم , و أخذ حقيبة ظهر و وضع بها ما تطوله يداه من أشياءه

- هذه الكوفيه , و هذا البنطال , و لا تنس المعطف , و ...

و استغرقت عملية جمع الأشياء قرابة نصف ساعة , حيث أن (رانمارو) لم يكن يملك الكثير فعلاً , و بعد أن حزم الحقيبة , و لبس المعطف الأسود الجميل الذي يحبه , ذهب إلى مكتب بالردهة , و أخرج مفتاحًا مبلولاً من عرقه كان يلبسه حول رقبته.

- الآن ستأتين معي.

قالها و هو يفتح قفل درج موجود بالمكتب ,و مد يده و أخذ شيئًا معه ثم اغلل الدرج كما كان , ووضع هذا الشيء في جيب بالبنطال , حيث كان به جيوب كثيرة إضافة لأنه مغطى بالمعطف.

- هااااا, أخيرًا حان موعد الرحيل عنك أيها البيت.

قالها (رانمارو) بأسى و هو يقفل البيت من الخارج , فلمح شيئًا يومض على أرضية الحديقة.

- ما هذا...؟؟!!

قالها و هو ينحني ليلتقط سهمًا خشبيًا , التقطه (رانمارو) و رفعه إلى السماء و نظر إليه و قال:

- إنك مثل أي سهم , و لكنك فعلت شيئًا لم يفعله سهم من قبل ....إنك من أنقذت حياتي , و رابطتي الوحيدة لأعرف من انقذ حياتي.

وضع (رانمارو) الحقيبة أرضًا ووضع السهم بداخلها , ثم حمل الحقيبة و أخذ يمشي و هو يلبس المعطف الأسود و هو يمسك بالحقيةه علي كتفه الأيمن , و يمسك باليد اليسرى عصاة يتوكز عليها , حيث أن جسمه لازال يعاني من آثار الصدمة , و هنا ابتعدت سحابة أخرى كانت تمنع القمر , فسقط ضوءه علي الكون كله , و علي الشارع رقم 16 في الحي الشرقي من الضاحية الغربية لمدينة أوساكا أحد مدن اليابان , حيث ظهر ظل طويل أخذ طول الشارع تقريبًا لشخص يمشي بعيدًا , و أخذ الظل ينحصر بالتدريج , ينحصر , ينحصر , حتي اختفى تمامًا , و انتهى معه فصل من فصول قصة الموت.


يتــــــــــــــــــــــب ع................

نور سمحان
19-12-2006, 11:15 PM
استاذ احمد قرأتها ولي عودة لدي بعض الملاحظات اعذرني الآن فأنا مشغولة قليلا لكن أعدك أن أعود تحياتي لك وأهلا بك في واحتنا الجميلة

احمد خشبة
20-12-2006, 12:39 PM
مرحبا بالاستاذة نور , و خذي وقتك , و لتعودي هنا بعدما تنهي كل مشاغلك , منتظر رأيك .

محمد إبراهيم الحريري
20-12-2006, 06:37 PM
الأخ أحمد خشبة ـ تحية طيبة
أهلا بك أديبا بين أدباء شوق لمعرفة مزيد ألقك ، وترحيب أخ بأخ قرأ فطربته بما أجدت يقينا .
أخي الحبيب
قصة تلتقي مع الخيال بوشائج فكر ، رتعت بها تصرفا وعقدة أحكمت بها بأصابع الوجد على رقاب القراء ، لا فكاك منها إلا وتنهيدة الرضا بادية على المحيا مرحى لك .
مدرسة وتصفيد أغلال العقاب جريا على المخالفين لأوامر المدرسة ، وكأنها ضابط بحيش طاغية ، والعقاب ما كان يعتبر بخانة القسوة لو لم يقترن بالقرينة ، فما كان الجري يوما عقابا إلا بحالة وعيد به ، وهي حالة نفسية ترافق المعاقب ليرى الخير عقابا أحيانا .
تلميذ لا يابه بالعقاب لأنه يدرك ما يفعل ، ولكن زفرات التأفف من الرتابة تضيق الخناق على مخرج أنفاسه ، فيتمرد ويتذمر من الرتابة اليومية ، وهي فطرة إنسانية محببة .
يسهب القاص في نثر كل سهام فكره حول وصف دقائق الأشياء من لون بشرة وشعر ...... والقطة لها نصيب وفير من السرد .
ثم تطرق لحياة رانمارو الحزينة بسبب وفاة الوالدين .. وحياته المستقلة عن الجد ... وهنا تجلى قدرة القاص على تقطيع أواصر الشفقة من قبل الجد مخالفا فطرة الشرق وروحانيته .
ثم ينقلنا بسرعة المفاجأة للعقدة الأولى وهي دخول رجل مميز بثوبه وتصرفاته ، وتساؤل رانمارو بحديث داخلي عن سبب دخوله ...
ومن ثم حركات الدفاع الفطرية والغريزية عن الحياة للنجاة حتى لو كان الفناء متوقعا من التصرف .
الحوار الداخلي في نفس رانمارو عقدة بحد ذاتها .... ثم تنتهي اللقطة ليذهب القاص بنا باتجاه ساكورا
تلتقي مع قفزة رانمارو ..... وهنا يكشف لنا قدرتها في قنص الرجل بسهم تدربت على رميه
..
شكرا لك أحمد
تحياتي

احمد خشبة
20-12-2006, 10:42 PM
الأخ أحمد خشبة ـ تحية طيبة
أهلا بك أديبا بين أدباء شوق لمعرفة مزيد ألقك ، وترحيب أخ بأخ قرأ فطربته بما أجدت يقينا .
أخي الحبيب
قصة تلتقي مع الخيال بوشائج فكر ، رتعت بها تصرفا وعقدة أحكمت بها بأصابع الوجد على رقاب القراء ، لا فكاك منها إلا وتنهيدة الرضا بادية على المحيا مرحى لك .
مدرسة وتصفيد أغلال العقاب جريا على المخالفين لأوامر المدرسة ، وكأنها ضابط بحيش طاغية ، والعقاب ما كان يعتبر بخانة القسوة لو لم يقترن بالقرينة ، فما كان الجري يوما عقابا إلا بحالة وعيد به ، وهي حالة نفسية ترافق المعاقب ليرى الخير عقابا أحيانا .
تلميذ لا يابه بالعقاب لأنه يدرك ما يفعل ، ولكن زفرات التأفف من الرتابة تضيق الخناق على مخرج أنفاسه ، فيتمرد ويتذمر من الرتابة اليومية ، وهي فطرة إنسانية محببة .
يسهب القاص في نثر كل سهام فكره حول وصف دقائق الأشياء من لون بشرة وشعر ...... والقطة لها نصيب وفير من السرد .
ثم تطرق لحياة رانمارو الحزينة بسبب وفاة الوالدين .. وحياته المستقلة عن الجد ... وهنا تجلى قدرة القاص على تقطيع أواصر الشفقة من قبل الجد مخالفا فطرة الشرق وروحانيته .
ثم ينقلنا بسرعة المفاجأة للعقدة الأولى وهي دخول رجل مميز بثوبه وتصرفاته ، وتساؤل رانمارو بحديث داخلي عن سبب دخوله ...
ومن ثم حركات الدفاع الفطرية والغريزية عن الحياة للنجاة حتى لو كان الفناء متوقعا من التصرف .
الحوار الداخلي في نفس رانمارو عقدة بحد ذاتها .... ثم تنتهي اللقطة ليذهب القاص بنا باتجاه ساكورا
تلتقي مع قفزة رانمارو ..... وهنا يكشف لنا قدرتها في قنص الرجل بسهم تدربت على رميه
..
شكرا لك أحمد
تحياتي


مرحبا بك أخي الفاضل في روايتي المتواضعة

لقد لخصت الاحداث باسلوب جميل و بديع , تمنى ان تعجبك احداث باقي الفصول مثلما حدث هنا

دمت بود.

احمد خشبة
20-12-2006, 10:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الرابع
الوحــــــــــــــش

-ماذا ؟ أنت ستدربني؟
- كلا ... لا تفهمني خطأ , أنا سأدلك على طريقة التدريب أما أن أدربك فهذا ضرب من المحال!
-لماذا؟!!
- أوه , كم أنت عنيد , أولاً أنا لست من عائلتك, و الأحرى أن يتم تدريب الشخص على يد فرد من العائلة و ذلك حتى يتعلم الفرد التعاويذ الخاصة بعائلته و يتعرف على نقاط القوة و الضعف فيها , ثانيًا إنني حتى الآن غير واثق من أنك برئ أو أنك متهم , فماذا يحدث إذا كنت فعلاً من قتل أبواك؟!! حين أعلمك تعاويذ قوية سوف تنقلب علي و على مجتمع السحرة , كلا أنا لا أريد ذلك.
- ولكن كيف سأتدرب إذن ؟ أأدرب نفسي بنفسي؟ أنا لا أتخيل ذلك , إنك تتكلم عن المستحيل , أنا لا أعرف شيئا عن عالمي الجديد , و أنت تطلب مني أن أدرب نفسي؟ أنا حتى لا أعرف أي شيء عن التعاويذ أو أنواعها , فكيف أدرب نفسي؟!!!
- أنت لست بعنيد , أنت غير صبور على الإطلاق , انظر , في عالمنا الساحر لابد وأن تكون له عصاة سحرية يلقىيبها التعاويذ , هذه العصاة تولد مع ولادته , كلا , لا أعني بهذا أنها تخرج مع الطفل , كلا , إنه لأمر واجب في عالمنا أن أي شخص عندما يتزوج يأخذ غصن من شجرة العائلة , تلك الشجرة المقدسة التي يجب الحفاظ عليها بأرواح العائلة , و مكانها يكون سري لجميع أفراد العائلة إلا لشخصين , قائد العائلة و النائب له , المهم عندما ينتقل شخص من العائلة للزواج يتم إحضار غصن من الشجرة له يزرعه أمام بيته , فالغصن يكبر و يتحول إلى شجرة و عندما تصبح الأم حامل , يظهر للشجرة زهرة , و الزهرة تتخذ المجرى الطبيعي لأي زهرة , تتحول إلى ...
-ثمرة !
قالها (رانمارو) و هو يرفع يده لأعلى كما في المدارس عندما يعرف الطالب شيئًا فيرفع يده و هو سعيد بإجابته , و طبعا هو يعتبر كتلميذ صغير يتعلم شيئا فشيئا عن عالمه الجديد السري.
-نعم ثمرة , و لكنها ليست كأي ثمرة , إنها عصاة سحرية , نحن لا نحتاج لمعرفة إذا كانت الأم حامل كما يفعل الأشخاص العاميين , إنما إذا كونت الشجرة ثمرة , و هي تبدأ في تكوينها من اليوم الأول للحمل , نعرف أن الأم حامل و يصبح خبرًا سعيدًا.
- هل هذا يعني أن معي عصاتي السحرية؟ و لكني لا أتذكر أن معي أية عصاة سحرية على الإطلاق!!
يضحك (كايتو) , و يشير بيده إلى العصاة التي توكز عليها (رانمارو) عندما خرج من بيته.
- وما هذه يا ترى؟!
- هذه؟!! إنها عصاة قديمة قال لي جدي إن والدي كان يستخدمها فاستخدمتها و ذلك لإنني أحب إستعمال أي شيء من ناحية والدي.
- ممممم , هذه يا (رانمارو) هي عصاتك السحرية!
نظر (رانمارو) بشك إلى (كايتو) , ثم اتجه إلى العصاة القديمة المتسخة و رفعها بيده , و نظر إليها بتمعن , و هزها في يده , و لكن شيئا لم يحدث فنظر إلى (كايتو) المبتسم بيأس و قال له:
-إنها ليست كذلك , أنا متأكد , لو كانت عصاتي فعلاً لكنت أحسست بفرق فيها على الأقل.
- انظر (رانمارو) !
قال (كايتو) ذلك و رفع عصاة قصيرة سميكة سوداء اللون كالعصي التي يستخدمها النبلاء , و رفعها إلى أعلى ثم قال:
- كاي !
حدث كل شيء في لمح البصر , في لحظة واحدة تحولت العصاة السميكة القصيرة إلى قفاز سميك أسود اللون يغطى يد (كايتو) تمامًا, و في مقدمة القفاز خرجت عصاة قصيرة لامعة في نهايتها رأس سمكه قرش أو دولفين لم يستطع (رانمارو) تبين ماهيتها , حدث كل هذا في لحظة , تسمر (رانمارو) مكانه , فهو لم يعتاد بعد على مثل هذه الأشياء , قهقه (كايتو) , و هو يراقب (رانمارو) و رد فعله المضحك , وقال له:
- كما توقعت تمامًا , أنت لم ترَ عصاة الذي هاجمك و إلا كنت سألتني عليها , انظر (رانمارو) , إن حياتنا السحرية ليست منفصلة عن حياة العاميين , بمعنى أنك لابد و أن تكون قد قابلت سحرة و مصاصي دماء , و لكنك لم تكن تفرقهم عن العاميين ,نحن لا نستطيع أن نعيش بدون أن تتداخل حياتنا جميعًا مع بعضها البعض , و لهذا فإن لكل جنس طرقه الخاصة في إخفاء ذاته , فنحن مثلاً يسهل التعرف علينا بالعصى , و طبعًا إذا التقطها أحد العامة و ليس بساحر سوف تحدث عواقب وخيمة , و لهذا فإن العصى مثل أي آلة , لا يتم تفعيلها للإستخدام إلا بإستخدام كلمة " كاي" و بعدها تصبح العصاة صالحة للإستخدام السحري.
رفع (رانمارو) يده , و أشار إلى عصاة (كايتو) وقال له:
- و ما هذا الذي حدث بعد قول تلك الكلمة لعصاك؟!!
-أها , أنت تعني ذلك التغير في الشكل , انظر (رانمارو) , إن العصى تعتبر جزءا من الساحر , بمعنى إنها دليل على قوته , فكلما كانت العصى تغطي قدر كبير من ذراع مستخدمها كلما عني ذلك قوة الشخص الشديدة , أما بالنسبة لشكل العصى فهي تدل علي العائلة التي ينتمي إليها الشخص , فمهما كان العصاة جزء من الشجرة التي تتبع العائلة , و لهذا فلكل الأشخاص نفس الشكل من العصي ماداموا يتبعون نفس العائلة , و أنا أتبع عائلة (رايهايتو) , و وحش عائلتي هو (الحوت الأسود اللؤلؤي) , و هذا لأن لونه أسود و له لؤلؤة في منتصف رأسه تميزه.
نظر (رانمارو) و عينيه متستعتان , وهو غير مصدق لما يسمعه , عائلة ,و عصاة ,و وحش , فنظر إلى عصاته مرة أخرى بتردد , ورفعها بيده اليمنى , و نظر إلى (كايتو) , فأومأ برأسه معطيًا الأذن باستخدام العصا , و تفعيلها , فأغمض عينيه , وأخذ نفسًا عميقًا , ثم قال بصوت عال:
-كككاااااييييي !
-((ماهذا الشعور الغريب ؟!!! إني أُحس بنار مشتعلة تخرج من قلبي, إنها تنتشر بجسمي كله , إنني أشعر أن يدا هائلة تمسك برقبتي , إني أختنق , كلا , لازلت أتنفس , و لكن مالِ لأصوات أنفاسي أسمعها تتردد و كأنها في حجرة فارغة ؟! مالِ للأصوات قد خمدت و كأني في عالم آخر؟! ,إني لا أسمع شيئًا , ما هذا الهدوء الذي يكتنفني , و هذه الحرارة الرهيبة التي تسري بجسدي , أين أنا؟!! ))
-رانمــــــــــــــارو!
صدر هذا الصوت الرخيم فجأة في وسط السكون , نظر (رانمارو) حوله في عصبية شديدة , إنه لم يعد في المقابر بعد الآن , إنه في مكان جميع ما يحيطه باللون الأحمر , إنه يشعر كما لو كان في مكان مجهول , مكان لا يوجد فيه شيء يسمي حوائط , كلما نظر إلى الأفق لا يجد شيئًا , إنه كمن عالق بالفضاء , و لكن فضاء أحمر .
-رانـــــــــمارو!
صدر الصوت الرخيم مرة أخرى , و انتزع (رانمارو) من أفكاره انتزاعا جعله يهتز من الخوف , حيث أنه ليس كصوت سمعه من قبل , إنه صوت يبعث الخوف في من يسمعه .
- ألا تعرف من أنا رانمــــــــــــــارو؟!!
تلفت (رانمارو) حوله , و هو يتصبب عرقًا , و لكنه لم يرَ شيئًا سوى الفضاء الأحمر.
-م .م.من أ.أ.أنت؟!!
- ألا تذكرني رانمـــــــــــارو؟!!
صمت (رانمارو) كمن يحاول أن يتذكر شيئًا , و لكنه لم يستطع تذكر أنه قد سمع هذا الصوت المخيف من قبل, و لكن أين و متى , فلم يجد إجابة.
- ك.ك.كلا , أ.أنا لا أعرف م.م.من أنت !!
قالها بخوف واضح , كان يتنبئ بغضب محدثه عندما يسمع رده.
- رانمـــــــــــــــــــار و!!
و هنا ساد المكان صمت مطبق , و لم يسمع (رانمارو) سوى أصوات أنفاسه المتلاحقة , و فجأة تكلم الصوت مرة أخرى بنفس الرخامه و الفزع :
-أنا عصاتــــــــــــــــــــك !
و هنا رأى (رانمارو) أفزع شيئ في حياته على الإطلاق , رأى تنينًا ضخمًا بجناحين عريضين , كان من الضخامة حدًا بحيث أن الأفق الذي كان يراه أحمر كان هو لون التنين , و فجأة اندفع التنين إليه في سرعة شديدة خاطفة بدون أي مقدمات , شهق (رانمارو) ,أحس بأن أنفاسه قد ذهبت , و أن الهواء حوله قد امتص , قلبه يضرب صدره بمطرقة من حديد , أحس أنه ميت , و...
-آآآآآآآآآآآآآآآه !!
صرخ (رانمارو) هذه الصرخة و اندفع إلى الأمام , حيث وجد نفسه مستلقيًا على الحشائش و (كايتو) بجانبه , كان (رانمارو) يتصبب عرقا , كلا , إنه ليس كذلك , إنه كمن نزل المحيط بملابسه و ظل به فترة في ليلة قارصة البرودة ثم خرج توًا , فقد كانت كل ملابسه مبللة بالماء, , و جسمه يرتعد بشدة و كأنها ارتجافات , أنفاسه متلاحقة بصورة مخيفة , كان كمن رأى الموت بعينيه , نظر (رانمارو) إلى (كايتو) الذي كان ينظر بشفقة إليه , و قال له في أنفاس متقطعة , و بصوت واهن:
- لقد رأيت كابوسًا لم أرَ مثله في حياتي !!
نظر (كايتو) إلى (رانمارو) بنظرة أكثر شفقة و حنان , ثم قال له:
-كلا يا بني , إن ما رأيته هو الواقع!!
نظر (رانمارو) نظرة تملؤها الريبة و الفزع , كان يأمل أن ينكر (كايتو) كلامه , أو أنه يقول إنه كان يمزح , و لكن لم يحدث هذا , نظر (رانمارو) إلى الأرض , وهنا , و هنا رأى ما لم يره من قبل...
-ما هذا؟!!!
كان ينظر إلى ما كان يدعى يده اليمنى من قبل , فالآن تغطى ذراعه كله بقماش سميك من اللون الأحمر القاني اللامع , و فيه خطوط سوداء لامعة بالطول , و في نهايتها قفاز سميك من اللون الأحمر الدموي مع تداخلات من الأسود بطريقة غريبة و بديعة , و من مقدمة القفاز , و تحديدًا من مكان إصبع الإبهام الأيمن , امتد الإصبع إلى الأمام و تحول إلى عصا طويلة رفيعة , لونها أحمر داكن مع الأسود, وكأن اللونين قد اندمجا مع بعضهما , و كونا لونا جديدًا غريبًا , أما عند طرف العصا فقد رأى شيئًا جعله يحس بقشعريرة باردة في مؤخرة رأسه , لقد كان هناك رأس تنين يفتح فمه , تنين مماثل تمامًا للتنين الذي رآه لتوه , شهق (رانمارو) شهقة فزع , وتراجع إلى الوراء بسرعة حتى اصطدم بجزع شجرة , فإرتكن بظهره إليها , و نظر إلى (كايتو) , و رفع يده مستفسرًا و هو يضع يده اليسرى حول فمه المفتوح من الرعب و عينيه الممتلئتين بالدموع :
-ماذا حدث لي ؟!! أخبرني كايتو!!
-نظر إلى (رانمارو) , ثم وقف و اتجه إلى الشجرة و نظر إليها و قال له :
-انظر بني , إنني قد أخبرتك من قبل عن أن لكل عائلة وحش , و كما أخبرتك أن لكل عائلة شجرة يؤخذ منها الأفرع حتى يكون لكل فرد من العائلة عصاة من الشجرة , و لكنني لم أخبرك أن هذه الوحوش و هذه الاشجار هي ..... شيء واحــــــــــــــد!!!
-ماذا؟!!!
قالها (رانمارو) و هو في دهشة شديدة.
-نعم , الإثنين شيء واحد , ألم تتسائل لماذا هناك عائلات مختلفة و لكل عائلة وحش خاص بها ؟! ألم تتسائل لماذا يسعى البعض إلى امتلاك قوى عائلات أخرى من جنسه أو من أجناس أخرى؟! السر يكمن في قوى الوحوش , انظر , كل وحش له قوة هائلة , و يعرف الكثير من التعاويذ و الأسرار , و لهذا فإنه كلما كان للشخص أكثر من سيد , و السيد هنا يرمز به إلى الوحش , كلما كان الشخص أقوى و لا يمكن هزيمته بسهولة , و لهذا فإن كون الفرد من عائلة نبيلة يضمن له أنه لا يوجد أي شخص خارج عائلته يمتلك نفس قوته , و بهذا يصبح للعائلة شأن وسط عائلات السحرة , و لهذا يجب حماية سر العائلة النبيلة حتى وأن وصل الحال إلى التضحية بالفرد من أجل عائلته.
-هل يعني كلامك أن ما رأيته هو وحش عائلتي؟!!
-نعم رانمارو , أنت من عائلة اليوشيهارا العريقة , ووحش عائلتكم هو الوحش الناري التنين المجنح .
نظر (رانمارو) إلى عصاته , وسرح في خياله متذكرًا ما حدث له , و سأل نفسه و هو يحدثها :
-(( أهذه هي قوة عائلتي ؟!.... أهذا هو وحش عائلتي؟!!.... أهذا هو سيدي الحالي؟!! ))
-نعم رانمارو , إن ما رأيته هو وحش عائلتك , و بالمناسبة لا أحد خارج أفراد العائلات العريقة يعرف شكل و ماهية الوحش المخصص للعائلة , فالوحش لا يراه إلا أفراد العائلة فقط , و لكن اسمح لي فأنا أريد أن أبدي استغرابي الشديد من قواك !
رفع (رانمارو) عينه عن عصاته متنبها إلى كلام (كايتو) الذي أردف :
-أنا نفسي رانمارو و بكل قوتي الحالية التي أعد بها خامس أقوي فرد في عائلتي النبيلة لا يتعدى قفازي منطقة اليد لدي , إنما أنت قد تعداها إلي اتخاذ شكلاً مميزاً , إضافة إلى أنه غىي كل ذراعك كاملاً , أنا لم أسمع بفرد من عائلتكم قد وصل لهذه القوة من البداية إلا لسبعة أشخاص فقط , و طبعا في مقدمتهم العظيم يوشاهارا الأول الذي أسس عائلتكم منذ قديم الأزل !!
-أنت تمزح أليس كذلك ؟! أنا لست بتلك القوة على الإطلاق , أنا لازلت جديدًا على هذا العالم.
نظر (كايتو) إلى (رانمارو) وأطلق زفرة ضيق و تعب , ثم قال :
- أوه , كنت أعرف أن مهمة تعليمك ستكون شاقة , انظر رانمارو , الأمر لا يتعلق بكونك قديم أو جديد , إنما الأمر يتوقف على قوة نفسك الروحية.
-قوة نفسي الروحية؟!
هكذا ردد وراءه كالمسلوب لعقله تمامًا تحت تأثير كلام (كايتو) .
-نعم رانمارو , قوة نفسك الروحية , انظر , إن السحر ليس مجرد قول تعاويذ و عندها ستحدث , كلا , إن الأمر أعقد من ذلك بكثير , إنه لكي تقول تعويذة لابد وأن تكون ساحر و ليس بشري عادي بدايةً , و هذا لأن السحرة من أولئك الذين يقدرون علي دمج قوتين داخلهما , قوة سيدة , و قوة نفسه الروحية , إن قوة النفس الروحية تعتمد على عوامل كثيرة , لكن في المجمل كلما كانت كفة النفس تميل نحو الأكثر في معظم الصفات كلما كانت النفس قوية , بمعنى أنه لو كانت النفس خيرة جدًا أو شريرة جدًا تكون قوية , المغزى ليس بكونها خيرة أو شريرة , إنما كونها شديدة الخير أو شديدة الشر, المغزي كله في الشدة في الصفة , و لهذا سوف تجد سحرة طيبين أقوياء و كذلك في المقابل سحرة أشرار أقوياء.
-أها , هذا يعني إما أن أكون ساحرًا طيبًا جدًا أو أكون ساحرًا شريرًا جدًا !
-نعم , وهذا يجعلني أكثر رغبة إلى مغادرة هذا المكان و الإبتعاد عنك فورًا !
نظر (رانمارو) بدهشة شديدة إلى (كايتو) , حيث أحس بالحيرة أمامه , فتارة يحس أنه يصدقه و يدافع عنه , و تارة يحس أنه يكذبه و خائف منه , و هنا نظر إلي عصاته ثم قال ل(كايتو) دون أن ينظر إليه :
-اذهب أنا لا أريد شخصًا متقلب مثلك !
- رانما....!!
-لا تقل شيئًا , اذهب بعيدًا عني و لكن قل لي كيف أتدرب , و عندها سأصبح قويًا , و سأبحث عن برائتي بنفسي و أثبتها للجميع حتى أسترجع حقي في حياتي المسلوبة مني.

يتبــــــــــــــــــــع.. .................

د. مصطفى عراقي
21-12-2006, 02:02 PM
أخي المبدع : أحمد خشبة


إن هذا التألق في كتابتك والتفوق فيها يجعلني واقعا بين شعورين
الأول : الأمل بك أديبا متمكنا على قدر عال من الخيال
الثاني : الألم أن هذا الإبداع لن يمثل إضافة لأطفالنا فهو تكريس -مهما كان جميلا- لما ألفوه من قصص مصورة

مما يذكرني بشدة بالمثل الحكيم المعبر :

ياباني في غير ملكك، يا مربي غير ولدك


ودمت بكل الخير والسعادة والإبداع

أخوك المقدر لموهبتك:
مصطفى

احمد خشبة
21-12-2006, 02:51 PM
أخي المبدع : أحمد خشبة
إن هذا التألق في كتابتك والتفوق فيها يجعلني واقعا بين شعورين
الأول : الأمل بك أديبا متمكنا على قدر عال من الخيال
الثاني : الألم أن هذا الإبداع لن يمثل إضافة لأطفالنا فهو تكريس -مهما كان جميلا- لما ألفوه من قصص مصورة
مما يذكرني بشدة بالمثل الحكيم المعبر :
ياباني في غير ملكك، يا مربي غير ولدك
ودمت بكل الخير والسعادة والإبداع
أخوك المقدر لموهبتك:
مصطفى

أولا مرحبا بك اخي الفاضل في روايتي المتواضعة و اسعدتني بما قلته و لي تعقيب على نقطة غير واضحة هنا

انا كتبت روايتي في جو غير عربي مصري و ذلك لان هذه اولى تجاربي , لا اخفي عليك فلم اكن اتوقع لها هذا النجاح , و هذا دفعني الى شيء جميل , لماذا لا نستخدم ما نحبه في تعليم اطفالنا و كبارنا الصواب من الخطأ ؟
روايتي الان فيها 24 فصل , و انا علي ابواب الفصل 25 اخطو خطوة جديدة في الاحداث , حيث قررت نقل الصراعات و الاخطاء التي اراها في مجتمعي الى مجتمع خيالي , هذا بالطبع شيء جميل , فانا في البداية عندما شاهدت الانمي كنت اتصور انه تسلية , و لكني صدمت بما رأيته , كم من التعاليم القيمة تقدم علي طبق من فضة , لا , بل من ذهب و بدون عناء للاطفال و الكبار ؟ كيف بالسهولة في شيء من اخبار شخص ما ان الكذب خطأ و ان الخيانة خطأ في صورة انمي يشاهده الناس و يعجبون به , بل و يضربون به المثل عند النصح ؟؟

سيدي الفاضل

اسمح لي من هنا
اسمح لي عبر روايتي المتواضعة التي ان وصفت بان من يقرأها يشعر و كأنه يشاهدها فهو فخر لي
اسمح لي أن أصحح المفهوم الخاطئ
اسمح لي باتخاذ مسار سأتبعه طوال كتاباتي
لماذا لا نعلم و نستمتع ؟!!
ابقَ معي و شاهد كيف يمكن التعليم عن طريق الاستمتاع
فلنستفد شيئا من أولئك الناجحون
عسى ان ننجح نحن ايضا
اتمنى الا تحزن مما قلت
فهذه هي حقيقة روايتي قررتها وو انا في الفصل 25
فترقب الفصل هذا و ما بعده
فسترى ما ا عنيه

و شكرا علي نقطتك المهمة

و منتظر رايك فيما اضعه ها هنا

دمت اخي الكريم بود.

احمد خشبة
22-12-2006, 04:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الخامس

جنــــــــــتو


-أيها الوغد!
-ابتعد عن هنا و إلا قتلناك!
-سيدي!!
اندفع رجل إلى الغرفة السرية في مقر عائلة (ميميكو) , حيث يوجد بالغرفة ثلاثة أشخاص غير الداخل , الأول هو رئيس العائلة , و هو شاب يبدو أنه في أوائل العشرينيات , و الثاني هو نائبه و هو يبدو أكبر منه سنا بنحو عشر سنوات على الأقل , أما الثالثة فهي فتاة صغيرة يبلغ عمرها نحو الثماني سنوات و كانت تلعب بدمية في يدها , كان الجو في الغرفة مختلف تمامًا عن الجو خارجها , حيث كان من بالخارج يتعرضون لهجوم قاسي , أما في الداخل فكان الجو يبدو عاديا.
-نحن نتعرض لهجوم يا سيدي!
-أوه
قالها (دايسكي) كمن كان في ملل شديد , ثم تابع:
-أخيرا ....لقد بدأ !
كان أفراد الحراسة الخاصة بحماية المقر الرئيسي للعائلة مدربين على أعلى مستوى , لكن كان من الواضح وجود هوة شاسعة في المستوى مقارنة بمن يهاجمهم , فقد كان يحمي المقر قرابة المائتين شخص من أمهر مصاصي دماء (ميميكو) , في حين أن الهجوم كان ينفذه ....شخص واحد فقط ..... انه الأسطورة .....(جنتـــــــــــــو).
اندفع عشرة رجال مباشره شاهرين سيوفهم الفضية على (جنتو) , الذي لم يشهر سيفه بعد , و في بساطة رفع (جنتو) يده اليمنى إلى الأمام , ثم فرد كفه على آخرها , فاصطدم المهاجمين بشيء غير مرئي , و كأن هناك درع واقي يحمي (جنتو) , ثم قبض أصابع يده و فردها مرة أخرى , فتطاير الرجال العشرة و اصطدموا بالحائط المقابل على بعد يقرب من عشرة أمتار منه , ثم سقطوا على الأرض , رفع يداه الإثنين إلى أعلى , فارتفعت العشرة سيوف التي كانت في حوزة الرجال إلى أعلى هي الأخرى كما لو كانت مربوطة بأحبال غير مرئية إلى يد (جنتو) , كان كل سيف موجه نحو رجل منهم , نظر الرجال إلى السيوف بأعين ملتاعة , و فجأة أنزل (جنتو) يده إلى أسفل بسرعة , و ضاقت عيناه عند تلك اللحظة , فسقطت السيوف إلى أسفل مخترقة صدور الرجال , و ...
-آآآآآآآآآآآآآه !!
صدرت صيحات الألم عاليه تتردد في جنبات المقر السري , و تألم الرجال كمن يحترق , و عند موضع دخول السيوف ظهر لون أحمر لامع مميز , إنها نار صغيرة محيطة بفتحة دخول السيف , و لكنها سرعان ما انتشرت بسرعة في باقي أنحاء أجسادهم محولة أي جزء منهم إلى رماد في ثانية , و فجأة انتهي أمر الرجال العشرة بسرعة كما بدأ , لم تستغرق هذه الأحداث سوى ثواني معدودة , مما جعل باقي الرجال يتراجعون بحذر و ترقب وأعينهم مثبتة على (جنتو).
-برااااااافو جنتو , لقد أمتعتني فعلا بعرضك هذا !
صدر هذا الصوت مصاحبا لصوت تصفيق باليد , نظر الرجال إلى ورائهم , و في الحال اصطفوا إلى الجانب مكونين صفين و بينهم طريق يمشي فيه الشخص الذي تحدث منذ قليل و الذي تابع و هو يصفق بيده :
-شيء متوقع من جنتو العظيم.
و هنا تقدم المتحدث إلى الأمام وسقط ضوء القمر عليه , لم يكن سوي نائب زعيم العائلة , و عندما أصبح أمام (جنتو) , توقف عن التصفيق , ووضع يده في جيب المعطف الأزرق اللامع الذي كان يلبسه , و تابع:
-أنا كنت منتظرك بفارغ الصبر , كنت لا أعلم لماذا تأخرت عن القدوم لزيارتنا.
ابتسم (جنتو) دون أن يظهر أي شيء من أسنانه , و نظر باستخفاف إلى الشخص الواقف أمامه , لم يكن سوى مصاص دماء من عائلة (الميميكو) , كان يبدو أنه تعدى الثلاثين بسنين معدودة , شعره كان أسودا و قصيرا , و يلبس نظارة طبية أضافت له شيء من الوقار , كان يلبس معطفا أزرقا لامعا , و من الخلف كانت هناك رسمة العائلة المميزة , ثعبان الكوبرا ذات الرأسين.
-أنت تستهزئ بي؟! أجئت لتعطيلي حتى يهرب سيدك ؟! لا تأمل كثيرا فأنا لن أبرح مكاني ها هنا إلا و أكون قد أتممت انتقامي منكم أيها الأوغاد , أنتم يا عار على جنس مصاصي الدماء في الدنيا بأسرها , أنا لن أسامح نفسي إذا تركت منكم شخص واحد على قيد الحياة.
قهقه (تايتشو) عاليا كما لو كان قد سمع نكتة مضحكة جدا.
-أنت يا جنتو تستخف بي؟!! أنت لا تعلم أن آخر يوم في حياتك سوف يكون اليوم.
-لا تقل شيئا لا تستطيع أن تقوم به.
-أرأيت؟ لقد استخففت بي مرة أخري , لم أكن أتوقع ذلك من جنتو العظيم.
حدث كل شيء في ثانية , (جنتو) الذي كان على بعد لا يقل عن عشرة أمتار عن (تايتشو) , صار و في لمح البصر خلفه تماما , اتسعت عينا (تايتشو) من المفاجأة , صدر صوت (جنتو) قائلا:
-أنت الذي تستخف بي يا هذا.
و في ثانية , بل أقل من ذلك كان سيف (جنتو) مسحوبا و أحاط برقبة (تايتشو) , ثم ذبح به (تايتشو) بدون أي تردد , و لكن المفاجأة...
-يبدو أنك ستكون عنيدا.
قالها (جنتو) و هو يطبق جبينه عندما تحول جسد (تايتشو) بين يديه إلى عروسة من الخشب , نظر (جنتو) إلى الخلف , و رأى (تايتشو) يضحك و هو يقول:
- هل رأيت ما أعني؟ أنت الذي قد استخففت بي.
-أيها اللعين , هل شاركك ساحر في قواه ؟!
تحولت ضحكة (تايتشو) إلى قهقة هستيرية سقط على إثرها على ركبتيه على الأرض و هو يمسك بطنه من الألم من شدة الضحك.
-ياليت أخي يراك و أنت غاضب هكذا ... هل شاركك ساحر في قواه؟!!
قلد (تايتشو) أسلوب (جنتو) في الحديث وهو لازال يضحك , ثم نظر إلى (جنتو) و توقف عن الضحك و ووقف على قدميه مرة اخري , و عدل من شعره بيده اليسرى , ثم نظر إلى (جنتو) وقال له:
-نسيت أن أعرفك بنفسي , أنا (تايتشو) , نائب رئيس عائلة (ميميكو) , سيد أسلوب الماء الساحق , المسيطر علي حيوان النسر الحجري.
-أيها الوغد , هل محوتم عائله (الزابوتسيا) النبيلة , عليكم اللعنة , يبدو أني قد جئت متأخرا !
-هاهاها , جنتو العظيم , أأنت خائف مني؟! لا اصدق نفسي , هذا شرف لي.
-اخرس !
-ماذا؟!!!
-قلت اخرس , أمامك خمسة قرون من السنين حتى تصل إلى مستوى يرقى إلى محاربتي , أنت لا شيء بالنسبة لي.
فجأة تحول الهواء الموجود بالغرفة إلى اللون الأحمر الباهت, و ظهرت خطوط حمراء داكنة بالهواء كما لو كانت حبال , كانت الخطوط تتجه إلى أسفل , و أصبح الهواء كصخرة ثقيلة تضغط على الموجودين بالغرفة , و لمعت عينا (جنتو) باللون الأحمر اللامع , و تطاير شعره الأصفر كأن الجاذبية لا تؤثر فيه , سقط كل من بالغرفة على ركبته وهو لا يستطيع التنفس , و أمسك (تايتشو) صدره بيده كأنه يحاول ادخال الهواء إلى صدره بيده, جحظت عيناه و هو ينظر إلى (جنتو) , و سقط على ركبتيه و هو يرتعش و أصفر وجهه , فرفع (جنتو) يديه إلى أعلى مرة أخرى , فارتفعت سيوف الجميع إلى أعلي , و السيوف التي كانت في جواربها خرجت منها كأن يد خفية سحبتها , نظر الجميع إلى السيوف و الكل يدرك المصير الذي ينتظرهم , صرخ (تايتشو) :
-كلا , مائة عام من العمل و التدريب لا يمكن أن تضيع هباءا , قوة ثلاثه عائلات نبيلة من السحرة لا يمكن أن تكون بلا فائدة .
صرخ (تايتشو) بأعلى صوته حتى ظهرت العروق واضحة في رقبته .
-أنا لا يمكن أن أنتهي هناااااااااااا !!!
-اصمت !
قالها (جنتو) بصوت رخيم قوي مخيف , نظر (تايتشو) مع الجميع إلى (جنتو) الذي أردف:
-انت لا تستطيع بتجميعك لكل وحوش الأرض كلها أن تنتصر علي , هذا لأنني أدافع عن الحق ,و الحق أقوى من الباطل .
أنزل (جنتو) يده بسرعة إلى أسفل , فاندفعت السيوف إلى أسفل , و امتزجت صيحات الألم مع أصوات النار المشتعلة في أجسادهم , و تحول كل شيء إلى سكون تام في لحظة واحدة , و تطاير الرماد في الغرفة المفتوحة النوافذ على أثر الهواء المندفع إلى الغرفة , نظر (جنتو) إلى المكان بحزن , و قال:
-الله يعلم جيدا إني أكثر ما أكرهه قتل من في بني جنسي , ولكن لحماية سلامة البشر العاديين يجب أن نمنع أنفسنا من أذيتهم , هذا هو قانوننا الأبدي الذي يحترمه و ينفذه كل الأجناس الاخري .
نزل (جنتو) راكعا على ركبته اليمنى , و رفع قبعته ووضعها على صدره في حركة تأبينية للذين قتلوا هنا , وأحنى رأسه إلى أسفل و انتظر لحظتين قبل أن يقوم و يضع القبعة على رأٍسه مرة أخرى , و يندفع إلى الطرقة الأمامية بأقصى سرعة , حتى وصل إلى بابها , أشار (جنتو) باصبعه السبابة اليمنى إلى الباب , فاندفع الباب مقتلعا من جذوره إلى داخل الغرفة , اصطدم بالحائط المقابل له في صوت شديد ثم سقط على أرضية الغرفة محدثا دويا شديدًا , دخل (جنتو) الغرفة التي كان قد دخلها الرجل منذ قليل , و تلفت حوله ,و لكنه لم يجد بها شيئا , كانت الغرفة خالية , اعتصر (جنتو) أصابع قبضة يديه بقوة في غضب , و صرخ:
-آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه !!
كان الصوت أشبه بموجة مدمرة , أخذت تدمر ما في طريقها من أشياء ضعيفة كالزجاج الذي تطاير إلى شظايا صغيرة , و الحوائط الخشبية القديمة البالية التي تهدمت من قوة الصوت.
-يبدو أن الوغد قد نجح في مهمته !
قالها بحزن , و كان يرمز بذلك إلى (تايتشو) , حيث أن مهمته الأصلية كانت تعطيل (جنتو) عن الوصول للغرفة , نظر (جنتو) إلى الأرض في أسى , أخرج من جيبه ميدالية ذهبية , منقوش عليها بلغة غريبة , أخذ يتأملها للحظات , ثم أطبق عليها بيده كمن صمم على شيء ما , وقال:
-أقسم عليك ألا أهدأ حتى أنفذ أهدافنا النبيلة.
وضع الميدالية في جيب بنطاله مرة أخرى , ثم خرج من المقر السري و تحرك بسرعته الشديدة التي كان استخدمها في المعركة , تلك السرعة التي تقارب سرعة الضوء ذاته , سرعة بدا فيها كشهب ناري يتجه نحو هدفه في قوة و تصميم.


يتبـــــــــــــــــــــع ............

سها جلال جودت
22-12-2006, 10:35 PM
أحمد خشبة وموهبة ينتظرها مستقبل مشرق
لقد وجدت فيك إصرار الواثق من نفسه وهذه ميزة تحسب لك ، لكن لابد لي من تقديم بعض ملامح عن رؤيتي لما قراته سريعاً:
1- تمتلك ادوات الحكي في المسرود الحكائي بشكل لا يجعل القارئ يمل
2- الرواية تحتاج إلى جهد وإلى شخصيات ويبدو لي أنك قد تمكنت من تقديم شخصياتك وحركاتهم داخل إيقاعات التطور الدرامي
3- حاول قدر الإمكان ان تتقن لغتك العربية ففيها هنات كثيرة ويمكنك أن تتجاوزها إذا عدت لقراءة ما كتبت مرة اخرى
4- تابع ، وتابع ولا تنسى أن خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.......
أتمنى لك التقدم والنجاح وإلى مزيد من المثابرة لنكسب روائياً في الساحة الأدبية
دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري

احمد خشبة
22-12-2006, 11:00 PM
أحمد خشبة وموهبة ينتظرها مستقبل مشرق
لقد وجدت فيك إصرار الواثق من نفسه وهذه ميزة تحسب لك ، لكن لابد لي من تقديم بعض ملامح عن رؤيتي لما قراته سريعاً:
1- تمتلك ادوات الحكي في المسرود الحكائي بشكل لا يجعل القارئ يمل
2- الرواية تحتاج إلى جهد وإلى شخصيات ويبدو لي أنك قد تمكنت من تقديم شخصياتك وحركاتهم داخل إيقاعات التطور الدرامي
3- حاول قدر الإمكان ان تتقن لغتك العربية ففيها هنات كثيرة ويمكنك أن تتجاوزها إذا عدت لقراءة ما كتبت مرة اخرى
4- تابع ، وتابع ولا تنسى أن خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.......
أتمنى لك التقدم والنجاح وإلى مزيد من المثابرة لنكسب روائياً في الساحة الأدبية
دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري


اهلا بكي اخت سها في روايتي الصغيرة , و بالفعل , انا مصمم تصميما جديا في خوض معركة الادب تلك , فعندما دخلت السباق عرفت من البداية كم هو صعب , و لكني صممت و قررت على النجاح , وسافعلها باذن الله تعالى

اختي

بالفعل روايتي بها الكثير من العيوب

لكني في الفترة الماضية كنت اركز نحو العيوب اللغوية و النحوية , حيث ان ما انشره هنا يعد نسخة منقحة كثير جدا عن الاصلية , فقد كنت اكتب علي الجمبيوتر ثم انشر بعدها دون ادنى مراجعة و كذلك دون علم لغوي , ولكني تنبهت لهذه النقطة من نقد أفاضل كثيرون احترمهم جميعا فتداركت خطأي
والان
انا في مرحلة تطوير لغتي

سأقرأ قدر المستطاع
فانا بالفعل اعاني و بشدة من نقص في الالفاظ
فانا اتخيل المشهد بموهبتي , واريد وصفه و لكن تقف يداي عاجزة امام عجزي عن الالفاظ
و السؤال
بمن ابدأ ؟؟؟؟

انا اخترت علي احمد باكثير و رائعته وا اسلاماه , و سوف اقرأها في الفترة القادمة و علي يقين بمدى ثراءها من الفاظ , و ان كنت اشك في قدرتها على لم جميع ما احتاجه , فالاختيار بعدها ينبغي ان يكون رواية شعبية , و ارى انها تكون للكبير نجيب محفوظ , و لكن ايها ؟
انا لا احب الثلاثية , و لكني ساختار شيئا عشوائيا
بعد هاتين الروايتين ارى ان ثروتي ستتحسن بشكل ملحوظ , مع العلم اني قد كتبت روايتي بالفاظ توصف بالسهل الممتنع , و عندما اصبح قويا ساستمر علي هذا المنوال , و لكن ما اريده هو قاعدة عريضة من الالفاظ و التعابير و المواقف و هذا ما افعله في الفترة الحالية و القادمة , بعدها ساعيد صياغة الفصول كما اعدت صياغتها نحويا و املائيا

ارجو المعذرة فهذه الافكار كانت في خاطري وودت ان ادونها هنا حتى اذكر نفسي بما هو واجب علي

و مرحبا بكي مرة ثانية في روايتي المتواضعة

دمتي بود .

احمد خشبة
22-12-2006, 11:02 PM
ملحوظة غفلت عن ذكرها :

الرواية لازالت في طور المقدمة الى الان , و هذا يعني ان ما بايديكم هو المقدمة , و لم تنه بعد , و لكنها ستنتهي عند حلول نهاية الفصل ال 13 , بعدها ستكون الشخصيات الرئيسية قد وضحت , و النزاع النفسي - وهو بيت القصيد ها هنا في روايتي - قد وضحت معالمه , و لا يتبقى سوى السير في الاحدث , ولهذا لا تتسرعوا في الحكم عليها ,فأنتم لازلتم ترتشفون مقدمة الشراب , و الطعم لا يظهر إلا بعد نصف الكأس , دمتم بود .

وفاء شوكت خضر
24-12-2006, 03:53 PM
أخي الفاضل / أحمد خشبة ..

رغم طول نصك ، إلا أن خيالك واسع جدا وتتمتع بقدرة أدبية عالية وتركيز قوي ، فلا يتمكن من كتابة مثل هذه التسلسلات إلا متمكن خاصة من الناحية الخيالية ، والذهنية .
قصتك تصلح مسلسل للأطفال وعليه كان بإمكانك تقسيم النص لحلقات تنتهي عند بداية حدث يترك التشويق في نفس القارئ الذي يعيش أحداث قصتك بخياله وكأنه يرى فيلما .
مقدرتك الكتابية كبيره ، ولا أدري بأي مرحلة عمرية أنت ، لنتمكن من إعطائك النصح الملائم .
سأعاود المرور على النص مرة أخرى ليكون اتطلاعي عليه بشكل أعمق .

تحيتي وتقديري .

احمد خشبة
26-12-2006, 07:15 AM
أخي الفاضل / أحمد خشبة ..
رغم طول نصك ، إلا أن خيالك واسع جدا وتتمتع بقدرة أدبية عالية وتركيز قوي ، فلا يتمكن من كتابة مثل هذه التسلسلات إلا متمكن خاصة من الناحية الخيالية ، والذهنية .
قصتك تصلح مسلسل للأطفال وعليه كان بإمكانك تقسيم النص لحلقات تنتهي عند بداية حدث يترك التشويق في نفس القارئ الذي يعيش أحداث قصتك بخياله وكأنه يرى فيلما .
مقدرتك الكتابية كبيره ، ولا أدري بأي مرحلة عمرية أنت ، لنتمكن من إعطائك النصح الملائم .
سأعاود المرور على النص مرة أخرى ليكون اتطلاعي عليه بشكل أعمق .
تحيتي وتقديري .

مرحبا بك اختي في موضوعي المتواضع , و انا سعيد لانه قد اعجبك , و بالنسبة لموضوع التوقف هذا فانا لا اعتمد بشكل او باخر علي التشويق الجزئي , و الذي اقصد به التشويق في فصل واحد فقط , بل اعتمد علي التشويق التتابعي الكلي و الذي يمشي طوال احداث الرواية , و لهذا ليس بشرط ان تكون كل الاحداث شيقة , بل اني ابني روايتي تصاعديا بحيث اصل في مرحلة الى تشويق كامل للقارئ و هنا انجح في ما اكتبه .

منتظر رايك النهائي , و اتمنى ان يعجبك ما ساضعه بعد ذلك , دمتي اختي بود .

ضحى بوترعة
26-12-2006, 10:50 AM
اخي أحمد
اشجع على مواصلة الكتابة ما كتبته جميل مع التعمق في الجانب الاجتماعي والنفسي لأبطال القصة حتى تكون هناك حركية خفية تجعل القارئ يمر بعمق وبين السطور........
اشجعك يا احمد
لك ودي

احمد خشبة
26-12-2006, 11:05 AM
اخي أحمد
اشجع على مواصلة الكتابة ما كتبته جميل مع التعمق في الجانب الاجتماعي والنفسي لأبطال القصة حتى تكون هناك حركية خفية تجعل القارئ يمر بعمق وبين السطور........
اشجعك يا احمد
لك ودي

مرحبا بك اختي في موضوعي الصغير هذا

انا سعيد ان الرواية اعجبتك
وبالفعل انا متعمق في كل شخصية محورية , و لكن هذا في الفصول المتقدمة

ساحاول ان اضع اكثر من فصل بمناسبة العيد , كل عام و انتي و الجميع هنا بخير.

اتمنى ان ارى زياراتك لي دائمة و متابعة , دمتي اختي بود.

احمد خشبة
28-12-2006, 11:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السادس

بدايه التدريب


-عفوا سيدتي
انحنت المرأه و هي تنظر للسيدة الجالسة أمامها في حجرة مضاءة بنور أحمر خافت , أشارت لها الجالسة بالاعتدال , و أومأت برأسها للتحدث , فقالت المرأة:
-لقد تم تدمير مقر عائلة ميميكو السري !
اتسعت عينا الجالسة في دهشة , و نظرت للمساعدة نظرة تساؤل , فأومأت برأسها و هي تقول:
-نعم كان هو , لقد كان جنتو.
شردت الجالسة قليلا ثم تحولت نظرة الدهشة إلى شبح ابتسامة سرعان ما أخذت تتسع حتى أصبحت ابتسامة خبيثة.
-ما هي أوامرك سيدتي؟
-شددي الحراسة على المقر , و لا تدعي أحد يقترب من هنا أبدا , فالإمتاع سوف يبدأ من الآن.
-حسنا سيدتي !
قالتها المرأة , و انحنت و استدارت لتغادر فأوقفتها الجالسة و هي تقول :
-لقد نسيت , ماذا فعلتم في موضوع البشرية التي قتلت هاكو؟!
-إن فريق التحقيقات الخاص بنا مازال يجري بحثه , و لكن قائده أكد لي منذ قليل أن منطقة البحث أخذت تضيق عن ذي قبل و أنهم سيمسكون بها عن قريب.
أشارت الجالسة بيدها للمساعدة للخروج فخرجت و أغلقت الباب من ورائها , استدارت الجالسة في جلستها على الأريكة , و نظرت إلى ساعتها , ثم تثائبت , و قالت لنفسها:
-يجب أن أنام جيدًا من الآن , فربما يأتي غدا اليوم الذي لا أقدر فيه على النوم , لقد جعلت الأمور مسلية جدا عزيزي جنتو.

*****************************

نظر (كايتو) إلى (رانمارو) , ثم أبعد نظره عنه و قال:
-كلا , لا يمكنني تركك الآن , لابد وأن أعلمك كيفية التدريب , و عندها فقط أكون قد فعلت ما بوسعي تجاهك.
نظر (رانمارو) إليه , ثم قال له:
-حسنا , و لكن كفى من هذا الحديث الآن و قل لي كيف أتدرب؟ هل ستعطيني كتاب أم ماذا؟
نظر (كايتو) إلى (رانمارو) نظرة خبث ثم قال له :
-انظر رانمارو , إن التدريب في عالمنا له طريقتين فقط , أولاهما أن يتم تدريب الشخص على يد أحد السحرة من بني عائلته , و هذا لكي يتم تدريبه على تعاويذ العائلة , أما الثانية فهي التي سوف تستخدمها للأسف.
-لماذا الأسف؟!! أليست إحدى طرق التعلم أيضا ؟!!
-نعم , إنها كذلك , و لكنها طريقة خطيرة جدا , و لا يحبذ استخدامها لأنها , لأنها قد تودي بحياة المتدرب .
نظر (رانمارو) إليه بلا أي تعبير على وجهه , فقد كان الوضع يشير إلى أن (كايتو) يحاول أن يسأله إن كان يريد التدريب بهذه الطريقة على الرغم من مخاطرها أم لا.
-حسنا , بما إنني لا أملك شيئا أخسره إلا حياتي , فلأخسرها بشجاعة في تدريبي لأكون قويا على أن أخسرها جبنا و أنا أهرب من أعدائي.
اتسعت عينا (كايتو) من الدهشة لثواني معدودة , ثم ابتسم ابتسامة رضا , فهذا الطفل يسلك مسلك آبائه في التعلم , مسلك العناد و البحث عن القوة , الطريق الذي صنع اسم عائلة (اليوشيهارو) .
-حسنا , اسمعني جيدا رانمارو .
قالها و هو يجلس على الأعشاب الخضراء , فتابعه (رانمارو) بالجلوس أمامه , فتابع (كايتو) كلامه :
-انظر , إن الذي سيدربك في الطريقة الثانية لهو الوحش الذي تتبع له عائلتك , الذي سيدربك لهو التنين المجنح الناري.
أحس (رانمارو) و كأن كرة من الثلج قد تدحرجت داخل معدته , و أحس بأوصاله كلها ترتعش من الخوف , إنه سيتدرب على يد هذا الوحش , هذا المخلوق الذي عندما رآه أحس بأنه سيموت , كيف سيتدرب على يده؟!! إنه عندما يتذكر شكله فقط يحس بأن الأرض تدور من تحت أرجله , و أنه قد يغمى عليه إذا قابله مرة أخرى , فكيف سيتدرب على يديه؟!!
-رانمارو , أنا أعرف إنه لمن الصعب أن تتدرب على يد وحش عائلتك , و لكنها الطريقة الوحيدة , إذا أردت من الممكن أن تبتعد عن هذا الموضوع من جذوره أصلا.
(رانمارو) لم يكن منصتا إليه , (رانمارو) لم يكن أساسا يشعر بوجود (كايتو) بجانبه , أحس (رانمارو) أنه قد فقد الإحساس بالزمان و المكان , أحس أنه في مكان آخر من كوكب آخر , رأى (رانمارو) شيئا و كأنه في حلم , رأي (رانمارو) والديه.
((-رانمارو , بني , هل تريد أن تتركنا مقتولين و تهرب ؟! هل تريد أن تتحمل مسؤولية ذنب لم تفعله؟!!))
قال والد رانمارو ذلك و هو ينظر إليه و عينيه ممتلئة بالدموع , و حينئذ ظهر الوحش الخرافي ورائهما , نظر (رانمارو) برعب إليه, و سقط على الأرض و هو يكاد يفقد وعيه
((-لا تتركنا رانمارو..!!))
أحس و كأن يد قد صفعته على وجهه , كانت كلمات والدته الأخيرة لها مفعول السحر عليه , نظر إلى والدته ثم نظر إلى الوحش , فلم يعد يراه ذاك الوحش الهائل الجبار , إنما كان يراه مجرد تنين عادي , اندهش من ذلك الشعور الغريب الذي غمره , شعور غريب بالثقة على تحقيق أي شيء , شعوره بأنه إذا أراد أن يكون أقوى من في الأرض سيكون , هنا أحس أنه كمن عادت إليه الحياة , عاد في اللحظة التي كان (كايتو) قد أنهي جملته الأخيرة , كان شيئا غريبا , أول خبرة (لرانمارو) في عالم السحر , حيث بدا هذا الحلم أو السرحان أو ما حدث قد حدث في ثواني معدودة , في وقت قليل جدا حيث بدأ في أول جملة (كايتو) و انتهى عند نهاية كلامه , نظر (رانمارو) إلى (كايتو) نظرة جديدة , كانت عيناه تملؤها الثقة , ثقة شخص يعرف ماذا يريد , إنه يريد أن يثأر لأبيه و أمه من الذي قتلهم , لقد أخذ قراره...
-سأتدرب على يد الوحش الخاص بعائلتي , كلا , سأتدرب على يد الوحش الخاص بي!!
قالها بكل ثقة , قالها بنبرة تصميم و اصرار , قالها بأسلوب جعل (كايتو) يندهش منه ثم يبتسم , يبتسم لأن هذا الفتى الشاب قد يتخطى المستوى الذي توقعه له.
-حسنا , اجلس على الأرض قرفصاء , نعم هكذا , و الآن ضع كل من مرفقيك على فخذيك , نعم , هذا هو الوضع , الآن افرد أصابع يدك , وقربهما حتى تتلامس يداك بحيث يلامس كل إصبع الإصبع المماثل له , نعم هكذا , كلا لا تجعل راحة يداك تلتصقان ببعضهما هكذا , اترك الفراغ الموجود بينهما , نعم هكذا , حسنا , و الآن أريدك أن تريح ذقنك على إصبعي الإبهام الموجودين ليدك , كلا لا تفرق بين أصابعك , أوه اسمعني, أعد مرة أخرى , نعم اجعل أصابعك تتقابل , نعم هكذا , و الآن حاول أن تريح ذقنك بيسر على ملتقى إصبعي الإبهام لديك , نعم هكذا , و الآن الخطوة قبل الأخيرة , أريدك أن تميل رأسك للأمام قليلا و أريدك أن تجعل ملتقى إصبعي السبابة لديك يقابلا منطقة المنتصف بين الحاجبين , نعم هكذا , ارح رأسك هكذا الآن في هذا الوضع , جيد , هل تعلمته ؟ كلا لا تقم الآن , يتبقى لك الخطوة الأخيرة , يجب أن تضع العصاة السحرية و ذلك بدون تفعيلها , يجب أن توضع في الفجوة بين مجموعة إصبعي الوسطى من جهة , و مجموعة إصبعي الخنصر من جهة أخرى , و لكي يحدث هذا يجب أن تضع العصاة بين إصبعي الوسطى و الخنصر في كل يد قبل أن تجعل الأصابع تتقابل , و بهذا يصبح وضعك للتدريب قد اكتمل و لا يتبقى لك سوى الكلمة السحرية .
-إن هذا لصعب سينساي*
-أعرف رانمارو , و لكن مع التكرار صدقني ستفعلها في غمضة عين , انظر إلي .
قالها (كايتو) ثم جلس القرفصاء و اتخذ وضع التدريب مع الوحش في سرعة فائقة و في يسر بالغين جعلا (رانمارو) ينظر إليه نظرة تملؤها الغيرة , ثم عدل من وضعه للجلوس عادي على الأرض , و قال (لرانمارو) :
-و الآن أرني كيف ستتخذ وضع التدريب الآن.
ظن (رانمارو) أن الأمر سيكون سهلا ,و لكنه كان مخطأ , لقد انقضت أربعة ساعات منذ أن أراه (كايتو) طريقة التعليم , و لكنه لم يتقن الحركات بعد.
-كلا ليس هكذا , ابعد يديك عن بعضهما , احذر من سقوط العصي ....أوه , ركز من فضلك رانمارو...
-أنا فعلا أحاول أن أركز , و لكنه ليس بمثل تلك السهولة التي بدت عليه.
حينها فقط صدر صوت من (رانمارو) , لقد أصدرت معدته صوتا جعله يمسك بها بيده اليمنى و ينظر إلى (كايتو) و هو يضحك ضحكة بلهاء , و يحسس على مؤخرة رأسه بيده اليسرى...
-لماذا لم تقل لي أنك جائع؟!!
قالها (كايتو) و هو يبتسم و هو مغمض العينين , ثم رفع عصاته السحرية و قال :
-كاي !
فتحول شكل العصاة إلى الشكل الذي رآه (رانمارو) من قبل , ولكنه قد تعود عليه الآن , ثم تابع (كايتو) بسلاسة :
-شوتو ماشيرو !
فجأة لمع ضوء خفيف من مقدمة العصا , ثم صدر صوت فرقعة خفيفة ظهر علة إثرها صينية صغيرة عليها طعام يكفي لشخصين , كان عليها رامن **, نظر (رانمارو) إليه ثم ضحك و هو يقول:
-شوتو ماشيرو .......ممممم, إنها تعويذة احضار الطعام أليس كذلك؟!
أجابه (كايتو) وهو يمسك بالعصي الصغيرة للأكل :
-نعم , أرى أنك أصبحت تلتقط بعض التعليم , هذا شيء جيد , ولكنها لاحضار طعام قد جهز من قبل , و إلا لما كان الساحر مضطرا للعمل في عالم البشر و اخفاء هويته, و لكن هيا بنا لنأكل , فأمامك مهمة شاقة .
أمسك (رانمارو) العصي هو الآخر , و انضم إلى (كايتو) في الطعام , و بينما هما يتناولانه , نظر (رانمارو) إلى (كايتو) ثم نظر إلى الطعام و هو يأكله ثم سأله بصوت متردد ضعيف :
-ك..كايتو , هل كنت حقا صديق مقرب لوالداي؟!
-أوه , نعم لقد كنت كذلك , لقد كنا نحن الثلاثة لا نفترق عن بعضنا , فبالرغم من أني من عائلة مختلفة , ولكن كنا مثل الأخوة تماما , لم يكن يفرقنا شيء , ولم ينجح أحد في تفريقنا إلا...........أنت!!!
رفع (رانمارو) وجهه بدهشة عارمة إليه , فبدت مراسم الحزن على وجه الأخير , و هنا أكمل (رانمارو) طعامه وهو يقول :
-يبدو أني مهما قلت لك لن تصدقني , أنا ألتمس لك العذر فعلا , فكون الحقيقة التي قبل مجتمع السحرة جميعا بها لا يمكن لفرد واحد أن ينكرها بنفسه , صدقني أنا لو كنت مكانك لاعتقدت مثلك , ولو حتى كان عندي شك قوي إن الموضوع ليس صحيح لكنت استسلمت و لم أعر للأمر أي اهتمام , و لكني للأسف لست في مكان حذائك , فأنا الشخص المتهم , فلو كانت لدي ذرة شك واحدة فسأحارب العالم من أجل أن أثبت الحقيقة , أنا لن أحزن منك الآن , و لكن عندما أثبت برائتي بأن أستطيع الامساك بالشخص الذي قتل أبي و أمي , عندها فقط سوف ترجع إلي و تعتذر لي.
-ر ر رانمارو!!!
قالها (كايتو) و هو ينظر إليه مندهشا , لقد أثر فيه هذا الصبي الصغير , أغلق عينيه , ثم ابتسم و قال :
-حسنا إذا , أنا أعدك بأنك إذا استطعت اثبات برائتك فسآتي ألتمس العفو منك , لا , بل سأصير تابعك الوفي من اللحظة التي يُعلن فيها أنك برئ.
ابتسم (رانمارو) , كان لا يعلم من أين له بكل تلك الثقة و لكنه ابتسم , ابتسم لأنه أدرك شيئا واحدا , أدرك أن له هدف و أنه لابد من تحقيق هذا الهدف مهما كلفه الأمر.
أنهي (رانمارو) طعامه , ثم واصل التدريب حتى المساء , حينها فقط استطاع أن يكمل الوضع الصحيح ثلاث مرات متتالية دون أي خطأ أو سقوط العصا من يده.
-إنك تلميذ نجيب و ذكي , لقد استطعت تعلم هذا الوضع المعقد في ست ساعات فقط ؟ لقد ظننت أنني سأمكث معك على الأقل ثلاثة أيام حتى تتقن الحركة , إنني فعلا فخور بك.
ضحك (رانمارو) و هو سعيد جدا , سعيد لأنه قد وضع نفسه فعلا على بداية الطريق الصعب لاثبات برائته , ذاك الطريق الملبد بالغيوم , المغطى بالضباب , لا يعلم ما نهايته , و لا يعلم ما سيقابله من عقبات , لكنه يعلم شيئا واحدا , إنه يجب أن يخوض هذا الطريق إلى النهاية , و ألا يموت قبل أن يثبت برائته أمام الدنيا بأسرها , و أن ينتقم بيده ممن قتل أبواه.
-هيا , أأنت مستعد لكلماتي الأخيرة قبل أن أتركك للتدريب؟!!
-نعم سينساي!
-حسنا , انظر , إنك سوف تتدرب في قلبك , عندما تكون في التدريب مع الوحش ستحاط بهالة من نور فضي تخفيك عن العالم , سوف تكون محميا عندها بطاقة الوحش الهائلة و الأحمق فقط من سيحاول أن يقترب منك , و ذلك لأنه سيواجه قوة الوحش ذاتها كلها , و بالتالي سيموت , اعرف هذا الأمر جيدا رانمارو , لكي تقول أي تعويذة لابد وأن تمتزج قوتك الروحية مع قوة الوحش في قلبك , لقد تكلمت معك عن قوتك الروحية , ولكن بالنسبة لقوة الوحش فإن مستوى تدريبك معه سوف يحدد كمية الطاقة التي سيمنحها لك , لا تتصور أن الوحش سوف يعطيك كل الطاقة مباشرة , كلا , إنه يعطي الطاقة بمقدار محسوس على حسب قوة الشخص ومدى تقدمه في التدريب , و لهذا ضع في حسابك جيدا أن تتدرب بجد و نشاط و ألا تتوان في التدريب و ذلك حتى تصل إلى أعلى مستويات السحر , و ذلك لأنني متأكد أنه إذا كنت بريء , فإن الشخص الذي قتل والديك لشخص قوي جدا , فكن قويا بني حتى تمر من خلال ذلك حيا إلى نهاية المطاف , عدني أنك ستعيش خلال ذلك رانمارو , عدني أنك ستظل حيا إلى النهاية !!
نظر (رانمارو) إلى (كايتو) وأحس بشعور غريب , أحس أنه ينظر إلى أحد أبويه , دمعت عينيه متأثرا , وقال:
-أعدك أني سأظل حيا حتى النهاية , أعدك أني سأظل حيا حتى اللحظة التي تعتذر لي فيها عما ظننته في!!
نظر (كايتو) إليه , و فجأة ضمه إلى صدره , ضمه بقوة و كأنه والده حقا , و كأنه ابنه , ثم أبعده عنه و عينه مليئة بالدموع بنفس حال عين (رانمارو) أيضا , ثم قال له :
- حسنا يا بني , أنا أكره هذه اللحظة و لكني سأنصرف الآن , تذكر أن الكلمة السحرية للتدريب هي .....كايتو !
نظر (رانمارو) إليه وعينه تدمع , ثم اندفع في حضن (كايتو) مرة أخرى , وهو يبكي , و في تلك اللحظة , كانت الشمس قد اختفت تماما معلنة انتهاء نهار يوم مشحون , يوم مليء بالأحداث , يوم انقلبت فيه حياة إنسان , يوم عرف فيه (رانمارو) من هو (رانمارو) الحقيقي.

يتبــــــــــــــــــع...... ...

شريف ثابت
29-12-2006, 12:40 AM
الأخ العزيز / د . أحمد ..

سلام الله عليك و رحمته و بركاته ..

قبل أى شئ اهنئك على اصرارك القوى على استكمال عملك بالصورة التى تملأ ذهنك ( برغم عدم تأييدى لها ) و التى تبدو الى حد كبير مختلفة مع الجو العام للأنماط الأدبية الشائعة فى مجتمعنا ..

منذ طفولتى أعشق أعمال الأنيميشن و بخاصة اليابانية الانتاج .. و لى أيام المدرسة العديد من تجارب كتابة و رسم القصص المصورة التى يلعب بطولتها ( جراندايزر ) و ( كابتن ماجد ) ..الخ ..


قرأت فقط الفصل الأول .. طبعا هو لا يكفى للحكم على العمل .. و ان كان التأثر واضح و راسخ بأجواء الأنيميشن و روايات ( هارى بوتر ) .. الملحوظة الواضحة هى الحاجة الى المزيد من الاهتمام باللغة .. و هو كما ذكرت أنت يحتاج الى المزيد من القراءات ..





و السؤال
بمن ابدأ ؟؟؟؟
انا اخترت علي احمد باكثير و رائعته وا اسلاماه , و سوف اقرأها في الفترة القادمة و علي يقين بمدى ثراءها من الفاظ , و ان كنت اشك في قدرتها على لم جميع ما احتاجه , فالاختيار بعدها ينبغي ان يكون رواية شعبية , و ارى انها تكون للكبير نجيب محفوظ , و لكن ايها ؟
انا لا احب الثلاثية , و لكني ساختار شيئا عشوائيا
بعد هاتين الروايتين ارى ان ثروتي ستتحسن بشكل ملحوظ دمتي بود .



خطأ كبير - و اسمح لى فهى و الله نصيحة مخلصة - أن تكتفى بقراءة روايتين أو ثلاثة أو خمسة أو عشرة ظنا أنهم يكفونك لغويا أو حتى أدبيا .. ما أفعله أنا لزيادة مخزونى الأدبى و اللغوى هو القراءة بلا انقطاع - الى جانب استمتاعى الشديد بما أقرأ - لمختلف الأدباء .. طبعا لا أطالبك حاليا بذلك لظروف دراستك أعانك الله عليها .. و لكن كلّما تيسر لك اقرأ و اقرأ و اقرأ .. وصدقنى كل حرف ستقرأه ستستفيد منه باذن الله ..


لا أنصحك بالبدء بأعمال ( نجيب محفوظ ) .. لا بأس بأعمال ( باكثير ) الروائية منها و المسرحية .. و المسرحية بالذات مهمة جدا لأنها ملعب ( باكثير ) المفضل ، و مدرسة رائعة لتعلم كتابة حوار قوى مشوق ..


كذلك كتابات ( د . أحمد خالد توفيق ) المختلفة .. و بالطبع الرواية البديعة ( عمارة يعقوبيان ) ..

لاحظ أننى أتكلم عن البداية فقط .. و الأعمال التى ذكرتها لك تمتاز ببساطتها و امتاعها و ارتفاع مستواها الأدبى و اللغوى ..


وفقك الله أخى العزيز .. و اسمح لى بمناقشة باقى فصول روايتك بعد انتهائى من قرائتها ..


كل عام و أنت بخير ..


و السلام عليك و رحمة الله و بركاته ..

احمد خشبة
29-12-2006, 12:03 PM
الأخ العزيز / د . أحمد ..
سلام الله عليك و رحمته و بركاته ..
قبل أى شئ اهنئك على اصرارك القوى على استكمال عملك بالصورة التى تملأ ذهنك ( برغم عدم تأييدى لها ) و التى تبدو الى حد كبير مختلفة مع الجو العام للأنماط الأدبية الشائعة فى مجتمعنا ..
منذ طفولتى أعشق أعمال الأنيميشن و بخاصة اليابانية الانتاج .. و لى أيام المدرسة العديد من تجارب كتابة و رسم القصص المصورة التى يلعب بطولتها ( جراندايزر ) و ( كابتن ماجد ) ..الخ ..
قرأت فقط الفصل الأول .. طبعا هو لا يكفى للحكم على العمل .. و ان كان التأثر واضح و راسخ بأجواء الأنيميشن و روايات ( هارى بوتر ) .. الملحوظة الواضحة هى الحاجة الى المزيد من الاهتمام باللغة .. و هو كما ذكرت أنت يحتاج الى المزيد من القراءات ..
خطأ كبير - و اسمح لى فهى و الله نصيحة مخلصة - أن تكتفى بقراءة روايتين أو ثلاثة أو خمسة أو عشرة ظنا أنهم يكفونك لغويا أو حتى أدبيا .. ما أفعله أنا لزيادة مخزونى الأدبى و اللغوى هو القراءة بلا انقطاع - الى جانب استمتاعى الشديد بما أقرأ - لمختلف الأدباء .. طبعا لا أطالبك حاليا بذلك لظروف دراستك أعانك الله عليها .. و لكن كلّما تيسر لك اقرأ و اقرأ و اقرأ .. وصدقنى كل حرف ستقرأه ستستفيد منه باذن الله ..
لا أنصحك بالبدء بأعمال ( نجيب محفوظ ) .. لا بأس بأعمال ( باكثير ) الروائية منها و المسرحية .. و المسرحية بالذات مهمة جدا لأنها ملعب ( باكثير ) المفضل ، و مدرسة رائعة لتعلم كتابة حوار قوى مشوق ..
كذلك كتابات ( د . أحمد خالد توفيق ) المختلفة .. و بالطبع الرواية البديعة ( عمارة يعقوبيان ) ..
لاحظ أننى أتكلم عن البداية فقط .. و الأعمال التى ذكرتها لك تمتاز ببساطتها و امتاعها و ارتفاع مستواها الأدبى و اللغوى ..
وفقك الله أخى العزيز .. و اسمح لى بمناقشة باقى فصول روايتك بعد انتهائى من قرائتها ..
كل عام و أنت بخير ..
و السلام عليك و رحمة الله و بركاته ..


مرحبا بك اخي الفاضل , نورتني بزيارتك لموضوعي , و كل عام و انت بخير

بالطبع ما قلته صحيحا فالقراءة لا حدود لها وان كنت اقصد اني بعد قرائتي لتلك الروايتين سيتحسن اسلوبي كثيرا الى المستوى الجيد و هذا يعتبر نصرا لي حاليا ان استطعت ذلك , و لكني حاليا مشغول بدراستي و تصويب اخطاءي الاملائية في الفصول التي كتبتها و لا اكتب الا قليلا و لا اقرا الا نادرا , , لكني اتمنى ان يتحسن اسلوبي كثيرا في الاجازة بمشيئة الله

و منتظر رايك على ما قد نشرته هنا من فصول حتى الان
دمت بود
احمد خشبة.

احمد خشبة
09-01-2007, 10:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السابع

ساكـــــــــــــــــورا


-أنا ...أنا...كلاااااااااااااا !!!
صرخت (ساكورا) و هي تجري مبتعدة عن مكان (رانمارو) , جرت بكل ما تملكه ساقيها من قوة , جرت و هي لا تدري إلى أين الملجأ...
-أنا قاتلة , لقد ...لقد ...لقد قتلته , كيف , كلاااااااااااااااااااا!
وفجأة انكبت على وجهها إثر ارتطام قدمها بحجر صغير , اعتدلت و هي تبكي , تلفتت حولها , فرأت أنها في الحديقة العامة الموجودة بحيها .
-كيف حدث ذلك؟!! و من هذا الشخص الذي قتلته؟!! , و لماذا كان معلق هكذا في الهواء؟!!
رفعت يدها اليمنى المطبقة على القوس بقوة شديدة , و نظرت إليه ودموعها على خدها و قالت له:
-هل ما فعلته كان صحيحا ؟! لقد سمعت ما قاله هذا الشخص مثلي , لقد قال إنه سيقتله , نعم , لقد قال هذا , لقد سمعته بالتأكيد , و لكن هل كان سيقتله حقا ؟! ثم ماذا حل بيده ؟! لقد كانت يده اليمنى مغطاة بشيء غريب جدا لم أره في حياتي , أرأيته معي؟! لقد كان , لقد كان و كأنه ثعبان يحيط بيديه , نعم , وكأن لسانه قد خرج من فمه , لقد أحسست و كأن لسانه سينقض على هذا الفتى , أحسست ذلك أم كانت أوهامي !!!
قالت (ساكورا) كلمتها الأخيرة و هي تصرخ بأعلي صوتها وسط دموعها , و كأنها تعاتب القوس على ما فعله , كان يبدو عليها الضعف و الانهاك , كان لون وجها مصفرا جدا , وكان جسمها كله يرتعش , نظرت إلى السماء و تخيلت ما حصل مرة ثانية , فجأة هزت رأسها بقوة نفيا و كأنها تريد أن تطرد الفكرة هذه من مخيلتها , و لكنها مالبثت إلا و أن أمسكت برأسها و صرخت مرة ثانية , ثم رفعت رأسها بين ذراعيها اللذين كانا يمسكان برأسها من الجانب , و عيناها تترقرق بالدموع , و سألت نفسها :
-هل فعلا سأحاسب بما فعلته ؟! هل سينتشر الخبر غدا ؟!! فتاة في الرابعة عشر من عمرها تقتل شخصا !!! ماذا سأقول لوالدي و لوالدتي؟! أأقول الحقيقة؟! كلا , إنني لو قلتها لما صدقني أحد , الوحيد الذي سيصدقني هو ذاك الشاب الذي أنقذته , نعم , يجب أن يشهد معي في ذلك و إلا ...!!
و هنا أمسكت فمها بيدها اليمنى و عيناها قد اتسعتا على آخرهما و هي تكمل:
-أمن الممكن أن يهرب ذاك الشاب ؟! إن رجله قد ومضت و سقط من الارتفاع العالي هذا و كأنه قفز من على درجتين سلم فقط , إنه غير طبيعي , إنه لابد و أن يعرف ذاك الشخص , و لأكيد إنه يمتلك قدرات مثله .
أنزلت (ساكورا) يدها من علي فمها , و هدأت نفسها قليلا , وتابعت:
-لو كنتي يا ساكورا مكان شخص مثله , ماذا كنتي تفعلين؟!!
نظرت إلى الأرض على جانبها الأيمن و كأنها خجلة من نفسها و قالت بصوت حزين:
-كنت هربت على الفور من المكان و ذهبت إلى مكان آخر لا يعرفني فيه أحد.
صمتت قليلا ثم قالت :
-هكذا الأمر إذا.
ثم أخذت نفسا عميقا و أخرجته , وفتحتت عينيها المغمضتين , كانتا يحملان نظرة تصميم على شيء معين , فتابعت قائلة بحزم :
-هيا لنر إلى أين سيذهب.
******************************
-سيدتي.
قالتها المساعدة و هي تنحني داخلة إلى الغرفة المضيئة فقط بهذا اللون الأحمر الهادئ الرومانسي , فأجابتها الجالسة قائلة :
-ماذا هناك إيكويا ؟
-لقد وصل هذا التقرير حالا من قائد فريق التحري !
تثائبت الجالسة في ملل ثم أردفت قائلة :
-ماذا توصل الفريق؟ هل عرف مكان البشرية؟!
-نعم سيدتي و لكن...!
توقفت (إيكويا) و هي تنظر لسيدتها و كأنها خائفة من حدوث شيء ما , فرمقتها الجالسة بنظرة صارمة و قالت لها:
-و لكن ماذا ؟!
بلعت (اإكويا) ريقها و كأن حلقها قد جف , فنظرت إلى سيدتها ثم قالت لها في سرعة :
-للأسف لم يجد فريق التحقيق أدنى أثر للفتاة في بيتها , فقد هربت.
هنا انتفضت الجالسة واقفة و هي تصيح في مساعدتها :
-ماذا تعني بكونها هربت؟! ألم تخبريني أنها كانت بشرية عادية؟! أم كانت هذه استنتاجاتك العاطفية إيكويا؟!!
تراجعت (إيكويا) و هي ترتجف من خوفها , ونظرت إلى سيدتها الغاضبة , وقالت و هي ترتجف:
-كلا , لقد قال المراقب إنها قتلته باستخدام القوس و السهم و إنها جرت خائفة بعدها حتى لم تتحدث مع رانمارو على الاطلاق , و المراقب هذا من أفضل المتدربين في العائلة.
هدأ غضب السيدة , ثم جلست مرة أخرى على الأريكة , وقالت (لإيكويا) :
-حسنا إيكويا , أنتي الآن مسؤولة أمامي عن احضار تلك الفتاة لي , بمعني آخر و مباشر , حياتك مقابل حياة تلك الفتاة , وأحضريها حية , لو ماتت قبل أن تصلي إليها فاعتبري نفسك في عداد الأموات أيضا !
نظرت (إيكويا) في رعب إلى سيدتها , ثم نظرت نحو الأرض و كأنها استسلمت , وقالت لسيدتها :
-حسنا , فليكن الأمر إذن , أنا سأتولى مسؤولية الفتاة بنفسي , ولكن عندما أعود هل تسمحي لي بأن أقتل بيدي رئيس فريق التحقيق ؟!!
ابتسمت الجالسة ابتسامة ماكرة و هي تقول :
-لكي ما طلبتي عزيزتي الغالية إيكويا .
استدرات إيكويا خارجة , و لكن عند الباب توقفت كأنها تذكرت شيئا , فالتفت لتواجه سيدتها التي بادرتها بسؤالها :
-ماذا هناك أيضا؟!
-لقد تذكرت أمرا , في حالة إن وجدت تلك الفتاة , ماذا أفعل إذا كانت في صحبة جنتو؟!!
كان اسم (جنتو) كفيلا بتغيير جو الغرفة مرة أخرى , نظرت الجالسة تجاه (إيكويا) و هي غاضبة , إنها تكره (جنتو) كثيرا , و لكن ما علاقه الفتاه (بجنتو) ؟! كما أن (إيكويا) لا تصل إلى مستوى (جنتو) بأي حال من الأحوال , فاصطدامها به نتيجته معروفة مسبقا , كلا , إنها ستكون مضيعة لمجهود خادم مخلص مثلها , يجب ألا أدعها تواجهه.
دارت تلك الخواطر في رأس الجالسة و هي تفكر فيما قالته (إيكويا) للتو , ثم رفعت رأسها إليها و قالت لها :
-في حال إن اصطدمت بطريق جنتو انسحبي على الفور و أخبريني بمكانهما و أنا سأتولى الأمر بنفسي , و لكن عندي استفسار , لماذا خطر لك هذا الاحتمال المستحيل؟!!
-لا أعلم , ولكن بدت الفكرة مقبولة لدي !!
ضيقت الجالسة من عينيها و هي تنظر نحوها , ثم أشارت لها بالخروج , فانحنت , وخرجت تاركة سيدتها في وسط بحور التفكير في احتمال واحد ... ما العمل إذا كانت الفتاة مع (جنتو) الآن؟!!
**************************
رفع (رانمارو) عينيه المليئة بالدموع لينظر إلى (كايتو) و هو أيضا عيناه تدمع و يقول له:
-كايتو , أنا فعلا لا أريدك أن تتركني , و لكني أعرف أن هذا لن يحدث , ولكن أنا أريد أن أطمأن عليك من وقت للآخر , كيف يمكنني ذلك؟!!
ابتسم (كايتو) و مسح دمعة كانت قد بدأت بالسقوط على خده , وهنا رد قائلا :
-رانمارو , هناك تعويذة تستعمل للتحدث بين الأشخاص , و لكني أعلم أنك لن تستطيع تعلمها الآن , انظر , إنني سآتي هنا في السبت الأول من كل شهر , سآتي لأزور قبر أصدقائي القدامى, فإذا احتجت لرؤيتي فانتظرني هنا أول سبت من كل شهر , أفهمت ذلك؟!
-نعم فهمت .
-حسنا , بما أنه قد حان وقت الرحيل أظن أن عليك الخروج !
نظر (رانمارو) نحو (كايتو) بدهشة فهو لم يكن يدرك ما يعنيه بقوله هذا , و لكن على مقربة منهم , و خلف شجرة من الأشجار العديدة هناك في المقابر , اتسعت عينا شخص جالس هناك من المفاجأة , و كأنه كان يظن أنه لا يمكن لأي شخص أن يدرك وجوده .
-أستخرج أم آتي لأحضرك بنفسي؟!!
قالها (كايتو) بصوت عالي , رفع (رانمارو) يده اليمني مشيرا إلى (كايتو) و قال:
-إلى من تتحدث ؟! لا يوجد أحد هنا غيري و غيرك.
-أنت مخطئ رانمارو!!!
صدر هذا الصوت من خلف شجرة بعيدة عنهما بمسافة تقارب الخمسين مترا , نظر (رانمارو) إلى الشجرة بدهشة شديدة , و التي لم يلبث أن ظهر خيال طويل لشخص خلفها , كان الخيال يشير إلى أن الشخص يقوم الآن من جلسته خلفها, شخص لا يظهر منه شيء من أثر خيال الشجرة الواقع عليه .
-أنت يا من هناك اخرج الآن!!!
قالها (رانمارو) بصوت عالي و هو يشير بيده اليمنى نحو الشجرة , ثم أطبق على أصابع يده و أشار بها مهددا:
-إذا لم تخرج الآن فسآتي و أخرجك من هناك أيها اللعين.
هنا تحركت الفتاة بضع خطوات للأمام , و عندما سقط عليها ضوء القمر , شهق (رانمارو) فزعا , فلم يكن ذلك الشخص سوى تلك الفتاة التي أنقذت حياته.
تسمر (رانمارو) في مكانه , حرك (كايتو) نظره مابين الفتاة و بين (رانمارو) الذي قال :
-أنتي!!!
فنظر إليها (كايتو) و سأله:
-هل تعرفها؟!
صاح (رانمارو) و هو يجيبه :
-نعم بالطبع , فتلك الواقفة أمامنا الآن هي بعينها الفتاة التي سبق وأن أخبرتك عنها بأنها أنقذت حياتي.
اتسعت عينا (كايتو) من الدهشة , و نظر إليها مرة أخرى بتمعن , لم تكن سوى فتاة بشرية عادية جميلة جدا , من عمر (رانمارو) تقريبا أو ربما أصغر بقليل , كان شعرها لونه أصفر ذهبي و طويل و تلفه على شكل ذيل حصان , ولون عيناها أخضر عسلي , قال (كايتو) وهو لا يزال مندهشا :
-لقد كنت أعرف أنك هنا منذ البداية و لكني ظننتك جاسوسا تتبعي (رانمارو) , فلم أكن أظن أنك التي أنقذتيه.
نظر (رانمارو) تجاه (كايتو) و صرخ فيه قائلا :
-كيف تقول عنها بشرية ؟ كيف لبشرية أن تتبعني إلى هنا ؟! مؤطد أنها دخيلة أو جاسوسة!!
هز (كايتو) رأسه نفيا و رد قائلا :
-كلا (رانمارو) , فللأسف هي ليست كما تظن , انظر (رانمارو) , إن أي شخص ليس ببشري سوف تحيط حول رأسه حلقة من لون معين , كل لون يرمز إلي الوحش الخاص به , أو إلى العائلة التي يتبعها , كل على حسب نوعه من ساحر إلى أي نوع آخر , ولكنني لا أرى تلك الحلقة حول رأسها, و بالتالي هي بشرية عادية !
نظر (رانمارو) نظرة الغير مصدق إلى (كايتو) , ثم أشار بيده اليسرى إلى رأس (كايتو) و قال :
-ولكنني لا أرَ تلك الحلقة حول رأسك كايتو.
زفر (كايتو) زفرة تعب واضحة , و كأنه مل من الأسئلة السخيفة التي يطرحها (رانمارو) , ثم قال :
-انظر بني , إذا استطاع أي بشري عادي أن يرَ تلك الحلقة لعرفوا على الفور بوجودنا أو وجود العوالم الأخرى , انظر رانمارو , لا يستطيع أي شخص رؤية الحلقة إلا إذا كان فردا من أي جنس آخر غير البشريين العاديين , و أنت حتى الآن تعتبر بشري عادي , فأنت لم تقم بأي تعويذة على الاطلاق و لكن بعد أن تقوم بأول تعويذة في حياتك سوف تتمكن من رؤية الحلقة حول رأس أي فرد الآن , و كذلك سوف تظهر الحلقة الخاصة بك حول رأسك أنت أيضا فيعرف الآخرون أنك لست بفرد عادي , أفهمتني الآن؟!!
أومأ (رانمارو) برأسه ثم وجه كلامه إلى (ساكورا) قائلا:
-ما اسمك إذا ؟! - ساكورا !
-لماذا أتيتي إلى هنا ورائي؟!
هنا سقطت (ساكورا) على ركبتها و هي تبكي و هي تقول :
-بعد أن قتــ..بعد أن أنقذتك من الموت ركضت لا أعرف إلى أين حتى وصلت إلى الحديقة العامة , و هنا أخذت أفكر في ما حدث , و توصلت إلى أن هذا الشخص غير عادي على الاطلاق , كما أنك غير عادي أيضا , فلقد هبطت من مسافة عالية دون أن يحدث لك أي مكروه , فرأيت أنه إذا حدث لي مكروه فالوحيد الذي يستطيع أن يؤكد روايتي للناس جميعا و ينقذني هو أنت , و إلا سيعتبرني الناس مجنونة و سأنضم إلى مستشفى للأمراض العقلية , و هنا خفت أن تهرب , فعدت إلى منزلك و تواريت خلف مجموعة من الطوب الأحمر هناك عند بيتك , و ما خفت منه قد حدث , فرأيتك تخرج من البيت و معك حقيبة , فتأكدت أنك هارب من المكان خوفا من أن أطلب شهادتك , و هنا قررت أن أتبعك إلى أن جئت إلى هنا.
-ماذاااااااااا!!!
صرخ (رانمارو) بكل دهشة إلى (ساكورا) بعد سماع كلامها , وأردف :
-هل تعني أنكي كنتي هنا منذ البداية؟!
-نعم , و لقد سمعت كل شيء , ورأيت كل ماحدث , إن هذا لشيء عظيم أن يكون المرء ساحر و أن..
قاطعها (رانمارو) و هو يوجه كلامه إلى (كايتو) قائلا :
-وأنت كنت تعلم هذا أيضا ؟!
أومأ (كايتو) برأسه موافقا , فانفعل (رانمارو) غاضبا للدرجة التي اهتز فيها جسمه كاملا , و هنا قال (كايتو) :
-عزيزي , أنا أرى أنه لا يوجد سبب لهذا الغضب.
-اصمت !!!
قالها (رانمارو) و هو يتجه ناحية (ساكورا) التي وضعت ساعد يدها اليسرى أمام وجهها من الخوف و أغمضت عينيها حيث شعرت أنه سيقوم بضربها , و هنا حدث أغرب شيء على الاطلاق.
-إني أشكرك على انقاذك لحياتي , إنني مدين لك بحياتي.
قالها (رانمارو) بكل رقة و رومانسية , قالها و هو يجثو على ركبته اليسرى و يمسك بأصابع اليد اليمنى (لساكورا) بأصابع يده اليسرى , ثم أحنى رأسه و طبع قبلة رقيقة على يدها , هنا أحمرت وجنتيها من الخجل و سحبت يدها بسرعة و أعطت لهما ظهرها و هي تمسك وجهها بيدها في رقة و خجل و تقول :
-ل ل ل لا داعي لذلك رانمارو , أنا..أنا فعلت ما ظننته صحيح وقتها.
كانت تقول ذلك و هي تضحك , و لكن بداخلها كانت سعادة أخرى , سعادة لم تعرفها من قبل كما لم تعرف سبب لها أيضا.
-رانمارو!!!
قالها (كايتو) وهو غير مصدق للتحول الشديد في شخصيته.
-انظر كايتو إنني لم أكن غاضبا من أي منكما لما حدث , أنا كنت غاضبا فقط لأني سأعرض حياة من أنقذتني و أدين لها بعمري للخطر , فأنا الآن في أول طريقي للحصول على برائتي , وكما قلت لي سابقا , أمامي الكثير من الأعداء الأقوياء , و أنا بحالتي هذه لا أستطيع أن أدافع عن نفسي , فكيف يفترض أن أدافع عنها إذا؟!!
نظرت (ساكورا) نحو (رانمارو) , كانت عينها تقول الكثير , كانت تقول له أنه لا يهمها حياتها مادامت بجانبه , إنها مستعدة للموت في سبيل أن يحيا هو , إن لحظة معه أفضل عندها من العمر بدونه , و لكن لسانها أبى أن يتحرك , صوتها أبى أن يصدر , كل ما فعلته هو التحديق فقط.
-كلا رانمارو , إنني أعترض معك في ذلك.
قال (كايتو) ذلك و هو يشبك ساعديه في بعضهما أمام صدره و هو مغمض لعينه و ينظر لأسفل بكل أسى , و أكمل :
-انظر رانمارو , إن من حاول قتلك لهم مهرة , و هو ليس شخص واحد بل العديد منهم , من المؤكد أنهم سيبحثون عن ساكورا , كلا , لو كانوا بمثل المهارة التي أتصورها , فمن المؤكد أنهم قد عثروا على بيتها الآن , و اكتشفوا أنها ليست موجودة به , إني أرى رانمارو أن أكثر الأماكن أمنا لها و هي بجانبك , و لا تحزن من كونك ضعيف الآن , فغدا ستصبح من أقوى الأشخاص.
عم صمت تام علي المكان , كان يبدو أن (رانمارو) يزن ما قيل له في عقله , ثم بعد فترة بسيطة من التفكير قال:
-حسنا , ساكورا أنتي تعلمين كم المخاطر التي سوف أواجهها , أليس كذلك؟! - نعم أعلم.
-حسنا إذا , و هل أنتي مستعدة لكي تتحملي كل هذه المخاطر معي؟!!
نظرت (ساكورا) إليه , و بعينها دمعة خفيفة أبت أن تجعلها تسقط , و قالت :
-نعم إنني مستعدة لأن أظل معك للنهاية , و أشهد معك لحظة إعلان برائتك.
ابتسم (رانمارو) , ابتسم (كايتو) , ابتسمت (ساكورا) , ابتسم الجميع , لقد سوي الأمر إذا , ستظل (ساكورا) مع (رانمارو) في طريقه المظلم الشائك حتى النهاية.
-الآن سأذهب , اعتنِ بنفسك جيدا رانمارو , و راقبيه جيدا ساكورا حتى لا يندفع في أي عمل أحمق , أتمنى لكما التوفيق .
أشار بيده مودعا لهما و قد ردا له السلام أيضا , ثم رفع العصا و قال :
-كاي!
فتحولت إلى شكلها المعتاد , ثم تابع :
-مانسيو موشو !
و هنا ومض طرف العصا ثم ظهرت آشعة مضيئة بلون فضي مالبثت أن أحاطت (بكايتو) على شكل نصف دائرة كبيرة , ثم اختفى و هو يودعهم بيده و هم يبادلونه ذلك حتى هدأ المكان و رجع الظلام يكتنفهم مرة أخرى , هنا نظر (رانمارو) إلى (ساكورا) , و قبض على يدها , و قال لها :
-هيا بنا نحن أيضا فلنغادر هذا المكان .
تحرك الاثنان بعد أن أخذ (رانمارو) الحقيبة على ظهره مرة أخرى و أمسك بعصاته الغالية معه , أخذت (ساكورا) الجعبة على ظهرها , و أمسكت القوس بيدها اليسرى , ثم تابعت (رانمارو) في سيره نحو الطريق المؤدي بهم إلى خارج المقابر , نحو طريقهم نحو المجهول.
يتـــــــــــــــــــــــ ـــــــبع.....................

احمد خشبة
21-03-2007, 06:57 PM
السلام عليكم أخوتي و أخواتي

السلام عليكم أحباء رانمارو

السلام عليكم جميعا

بداي ةأنا سعيد بمن قرأ روايتي و أعجب بها

لكن للأسف قررت اكمال الرواية في مكان واحد وسط عشرات الأماكن التي نشرت بها الرواية

وقد اخترت المكان الأكثر قراءا

لهذا و مع كل أسفي فأنا أضطر لعدم تكملة الرواية هنا

لكنني لن أترك محبي و عشاق رانمارو

فمن يرغب في تكملة الرواية و معرفة ماذا حدث فليراسلني على الرسائل الخاصة

بانتظار كل محبي و عشاق رانمارو

ولتلتمسوا لي الأعذار , فالرواية سوف يتم نشرها ,

تحيتي جميعا

الساحر.

د. مصطفى عراقي
22-03-2007, 03:16 PM
الأخ الفاضل أحمد خشبة


نحترم اختيارك يا أخي ونقدره

أرجو أن نلقاك هنا في قصة جديدة


ودمت بكل الخير والسعادة والألق



أخوك: مصطفى