تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفرار إلى قفص ..!!



صابرين الصباغ
16-12-2006, 01:16 PM
يحتضنني قفص الاتهام ، أشعر أني فيه أكثر حرية ، من قفص زواجي الذي دككت قضبانه ، فررت منه بعدما قتلت الحارس والجلاد ..
كان قاسياً ..! سقاني ألوان العذاب ، مزق جلد تحملني بسياط أنانيته ، استعبدني ..!
لم أشعر يوماً معه بإنسانيتي ، دفن داخلي آدميتي ، كان داءاً يضرب كل أعضائي ، استخدمت معه كل أنواع الدواء ، لم يفلح ، لم أجد بُدًّا من قتله ..
الآن ألوذ بصمتي ، لا لأنني مذنبة قاتلة ، بل لهدوء يسكنني ، مهما فعلوا معي لن يضاهي ما فعله معي ..
أرى أفواهاً تُفتح وتُغلق، كأني أشاهد فيلماً صامتاً ، مشاعر تمثيلية تتحرك أمامي ..
وكيل النيابة يُشير بأصابع مشتعلة ، المحامي يدفع عني أمواج ظلمهم ، القاضي ، مستشاروه يستمعون لهديره ، كأن على رؤوسهم الطير ..
تبكي روحي ، عندما أتذكر ما كان يفعله معي ، أعود ابتسم عندما أتذكر رؤيته ، وهو مضرجٌ بدمائه لا حول له ولا قوة ..
عيون الحاضرين بالقاعة تتفرس ملامحي ؛ ملمحاً .. ملمحاً ..
منهم من يضربني بسوط غضبه ، منهم من يشفق عليَّ ، يربت على كتفي بنظرات عتاب ، لأنني ظلمت نفسي عندما قتلته بيدي ..
تضيع مني ملامح الصورة ، غرق وعيي في بحر يقظتي ..
تُرفع الجلسة ؛ للمداولة والنطق بالحكم ...
تتجمع حولي عائلتي باكين على ما وصلت إليه ، أنا المعلمة صاحبة العقل الهادئة ، لا أسمعهم ، لكنى أقرأ حروفاً نُسجت من دموع ، تكتب على أسطر الوجوه معاني الحزن ..
أمي تطلب مني ـ ترجوني ـ أن أتحدث ، أن أخبرهم عما رأيت منه ..
إن كنتُ قتلته مرة ، فهو قتلني ألف .. ألف مرة ..!
كلما صرخوا ، كلما ضاقت علي قضبان صمتي ..
يدق الحاجب للنطق بالحكم ....

من مجموعتي ....
الحزن .. مملكة النساء

حسام القاضي
16-12-2006, 06:00 PM
صابرين

" يحتضنني قفص الاتهام ، أشعر فيه أنني اكثر حرية ، من قفص زواجي الذي دككت قبضانه "

بداية تثير التأمل .. من السجين ؟ ومن السجان ؟
من يحاكم من؟
هل هي محاكمة للمجتع الذكوري التوجه دائماً ؟
برغم أن القاتلة داخل القفص ـ والمفرض أنها تحاكم ـ إلا اننا نشعر أنها تحاكم من حولها هي أيضاً ؛ فإن كانوا هم يحاكموها بالظاهر ..برد الفعل
؛ فهي تحاكمهم ولكن بالفعل الذي سبب هذا الرد..
"امي تطلب مني ـ ترجوني ـ أن أتحدث ، أن أخبرهم عما رأيت منه ..
إن كنت قتلته مرة ، فهو قتلني ألف .. ألف مرة "
المسكوت عنه هنا هو لب الموضوع ، هو المحاكمة كلها ، ولكن ليست محاكمتها هي ، بل محاكمة المجتمع بأسره .

تقديري واحترامي .

نزار ب. الزين
16-12-2006, 06:53 PM
ابنتي المبدعة صابرين
إنه الظلم و القهر الذي تتعرض له مئات النساء في عالمنا العربي ، هذه السطوة الإستبدادية لم تجد لها قوانينا حلا حتى اليوم .
فمتى يتحرك المشرع دون أن يلتفت إلى من يشده إلى الوراء ؟
سلمت أناملك الذهبية و دمت - كدأبك - متألقة في سماء الأدب .
نزار ب. الزين

الشربينى خطاب
16-12-2006, 07:45 PM
الأستاذة الفاضلة / صابرين الصباغ:0014: :0014: :noc:
يقول الناقد العراقي حاتم الصكر " يفترض أولاً أن ما في النص قد انفصل عن مؤلفه حتى أن قصده أصبح بعيداً حين أنجز نصه وأطلقه حراً للقراءة
ومهمة المؤول ، إظهار القصد الذي ربما غاب عن المؤلف في ذاته أثناء عملية التأليف فهو ـ القصد ـ لا يكمن في نيات المؤلف ، بل في تلك العلاقات المتشابكة بين ظاهر النص وباطنه ، بين الملفوظ والمكبوت ، والمقول والمسكوت عنه "
ففي قصة "الفرار إلي القفص" تبدأ الكاتبة جملة البداية بفعل مضارع يدل علي استمرار حدث الإحتضان من القفص الحديدي وكأنه أشد حنو من الزوج القتيل بهدف تعاطف المتلقي وتشويقه لمتابعة الأحداث
{ وكيل النيابة يُشير بأصابع مشتعلة ، المحامي يدفع عني أمواج ظلمهم ، القاضي ، مستشاروه يستمعون لهديره ، كأن على رؤوسهم الطير ..}
والصمت في النص من البطلة وعدم ذكر أسباب قتلها للزوج ، يترك المتلقي قي حيري ، هل يبدي هو الدفاع عنها محكوماً بمشاعرة ومتعاطفاً بحالته ـ المتلقي ـ المماثلة أم يكون ضدها ويقدم أدلة اتهامها ، فلم يظهر من السياق هل الزوج ظالم أم مظلوم{تُرفع الجلسة ؛ للمداولة والنطق بالحكم ...} وبدأ الأهل بالضغط علي المتهمة لتخرج من صمتها لتدافع عن نفسها
{ كلما صرخوا ، كلما ضاقت علي قضبان صمتي ..}

مجذوب العيد المشراوي
16-12-2006, 09:20 PM
صبرين مشاهد الهوس أكلت البطلة هنا . جميلة هنا أنت وهي َ ؟؟؟

الصباح الخالدي
16-12-2006, 09:27 PM
تضربين بسياط الوصف فتعبرين ببلاغة الرسم
لروعة المشهد اقف هنا

د. توفيق حلمي
17-12-2006, 12:31 AM
يدق الحاجب للنطق بالحكم ....


بعد الاطلاع على المستندات والأدلة وشهادة الشهود واعتراف المتهمة
وبعد المداولة حكمت المحكمة بإحالة أوراق المتهمة إلى المفتي للمصادقة على الحكم عليها بالسجن لمدة عشرين عاماً مع الشغل والنفاذ ثم إعدامها بعد ذلك بنفس الطريقة التي قتلت بها زوجها.
رفعت الجلسة

سالمين القذافى على
19-12-2006, 12:12 AM
((الآن ألوذ بصمتي ، لا لأنني مذنبة قاتلة ، بل لهدوء يسكنني ))
ابدعت ياسيدتى
العزيزة صابرين سلمتى لنا ...
أختك / سالمين القذافى

صابرين الصباغ
19-12-2006, 12:23 AM
صابرين
" يحتضنني قفص الاتهام ، أشعر فيه أنني اكثر حرية ، من قفص زواجي الذي دككت قبضانه "
بداية تثير التأمل .. من السجين ؟ ومن السجان ؟
من يحاكم من؟
هل هي محاكمة للمجتع الذكوري التوجه دائماً ؟
برغم أن القاتلة داخل القفص ـ والمفرض أنها تحاكم ـ إلا اننا نشعر أنها تحاكم من حولها هي أيضاً ؛ فإن كانوا هم يحاكموها بالظاهر ..برد الفعل
؛ فهي تحاكمهم ولكن بالفعل الذي سبب هذا الرد..
"امي تطلب مني ـ ترجوني ـ أن أتحدث ، أن أخبرهم عما رأيت منه ..
إن كنت قتلته مرة ، فهو قتلني ألف .. ألف مرة "
المسكوت عنه هنا هو لب الموضوع ، هو المحاكمة كلها ، ولكن ليست محاكمتها هي ، بل محاكمة المجتمع بأسره .
تقديري واحترامي .
حسام
بدأت اتيقن بأن الناقد الذي داخلك رائع بالفطرة
ليتك تحترف النقد لانك تملك نافذة بصيرة للأبداع
فعلا أرى حروفي بين يديك وكانك من كتبها
دمت بهذا الالق
مودتي واحترامي

صابرين الصباغ
19-12-2006, 12:25 AM
ابنتي المبدعة صابرين
إنه الظلم و القهر الذي تتعرض له مئات النساء في عالمنا العربي ، هذه السطوة الإستبدادية لم تجد لها قوانينا حلا حتى اليوم .
فمتى يتحرك المشرع دون أن يلتفت إلى من يشده إلى الوراء ؟
سلمت أناملك الذهبية و دمت - كدأبك - متألقة في سماء الأدب .
نزار ب. الزين
أبي المبدع الكبير
سلم مرورك وسلمت أبوتك الادبية لي
دمت لي ابا ورفيقا بطريق الادب الوعر
مودتي واحترامي

صابرين الصباغ
19-12-2006, 12:27 AM
الأستاذة الفاضلة / صابرين الصباغ:0014: :0014: :noc:
يقول الناقد العراقي حاتم الصكر " يفترض أولاً أن ما في النص قد انفصل عن مؤلفه حتى أن قصده أصبح بعيداً حين أنجز نصه وأطلقه حراً للقراءة
ومهمة المؤول ، إظهار القصد الذي ربما غاب عن المؤلف في ذاته أثناء عملية التأليف فهو ـ القصد ـ لا يكمن في نيات المؤلف ، بل في تلك العلاقات المتشابكة بين ظاهر النص وباطنه ، بين الملفوظ والمكبوت ، والمقول والمسكوت عنه "
ففي قصة "الفرار إلي القفص" تبدأ الكاتبة جملة البداية بفعل مضارع يدل علي استمرار حدث الإحتضان من القفص الحديدي وكأنه أشد حنو من الزوج القتيل بهدف تعاطف المتلقي وتشويقه لمتابعة الأحداث
{ وكيل النيابة يُشير بأصابع مشتعلة ، المحامي يدفع عني أمواج ظلمهم ، القاضي ، مستشاروه يستمعون لهديره ، كأن على رؤوسهم الطير ..}
والصمت في النص من البطلة وعدم ذكر أسباب قتلها للزوج ، يترك المتلقي قي حيري ، هل يبدي هو الدفاع عنها محكوماً بمشاعرة ومتعاطفاً بحالته ـ المتلقي ـ المماثلة أم يكون ضدها ويقدم أدلة اتهامها ، فلم يظهر من السياق هل الزوج ظالم أم مظلوم{تُرفع الجلسة ؛ للمداولة والنطق بالحكم ...} وبدأ الأهل بالضغط علي المتهمة لتخرج من صمتها لتدافع عن نفسها
{ كلما صرخوا ، كلما ضاقت علي قضبان صمتي ..}
الصمت أبلغ من الحديث صديقي
فعندما تصمت الزوجة عن الشكوى من زوجها
لك ان تتخيل كم ماتعانيه من صمتها
شرفني مرورك الكريم
ورؤيتك للنص وثقافتك النقدية
مودتي واحترامي

صابرين الصباغ
20-12-2006, 05:30 PM
صبرين مشاهد الهوس أكلت البطلة هنا . جميلة هنا أنت وهي َ ؟؟؟
الشاعر الكبير
المجذوب
بل اكلها ظلم أسرها وقسوة جلاده
شكرا لمرورك الكريم
مودتي واحترامي

مصطفى الجزار
21-12-2006, 08:27 PM
المبدعة/ صابرين الصباغ
نظرتي فيكِ كانت في محلها، فقد شممت من تعليقاتك رائحة فنانة مبدعة، وجئت إلى أعمالك فوجدت الإبداع بحق.
رغم أنني لستُ ضليعاً في إدراك معطيات وأدوات العمل النثري، إلا أنني أستطيع أن أقول لك إنك مبدعة وذات حس أدبي راقِ رائق رائع.
إلى الأمام، ودُمتِ مبدعةً متميزة

صابرين الصباغ
01-01-2007, 02:25 AM
تضربين بسياط الوصف فتعبرين ببلاغة الرسم
لروعة المشهد اقف هنا

المشرق بنصوصي
لعلك سمعت انين اوراقي وانا اضربها بسياط
الوصف
فتحنو عليها باشراقك الجميل
الصباح
دمت اخا وصديقا عزيزا

صابرين الصباغ
01-01-2007, 11:43 PM
بعد الاطلاع على المستندات والأدلة وشهادة الشهود واعتراف المتهمة
وبعد المداولة حكمت المحكمة بإحالة أوراق المتهمة إلى المفتي للمصادقة على الحكم عليها بالسجن لمدة عشرين عاماً مع الشغل والنفاذ ثم إعدامها بعد ذلك بنفس الطريقة التي قتلت بها زوجها.
رفعت الجلسة
الفاضل دكتور توفيق
يشرفني انك اكملت المحاكمة
لكن سيكون السجن والاعدام اقل قسوة منه
ألم تكن هى التي بادرت وفرت إلى قفص
مودتي واحترامي

خليل حلاوجي
02-01-2007, 08:37 AM
بعض أنواع القتل هي فرصة لحياة حقيقية

ليته يدرك بشرنا في زمن الأنتماء هذا .... كلامي هذا

ليست المصيبة في فعل القتل

ولا معرفة القاتل وظروفه

ولا التباكي على المقتول

الاهم في كل هذه المعمة التي تجري فوق ارصفتنا الحزينة كل آن

مابعد الموت ...


فكثير من الازواج يرون انهم فعلوا الخير كله لزوجاتهم وهو على الحقيقة يشبهون من قال الله تعالى عنهم

( أومن زين له سوء عمله فرآه حسنا ً )

مظلومة حواء في مدننا

وستبقى مظلومة

تحيا مظلومة
وتموت مظلومة

لكنها لن تبعث ... كذلك .... عند ارحم الراحمين .... الله العدل

مجذوب العيد المشراوي
20-01-2007, 08:53 PM
أعود لأقول ..

لذلك تستشار المرأة


شكرا

آمال المصري
08-11-2014, 09:13 PM
الفرار إلى القفص ...
شعور بالحرية من وراء القضبان ... ومحاكمة فيها المتهم الأول هو المجني عليه تجاه مجتمع بأكمله تمثل في تلك الزوجة
نص يحمل الكثير ومفتوح للتأويل وتعدد القراءات صيغ بدهاء قاصة ماهرة تعرف من أين يؤكل الكتف
بوركت واليراع الفريدة أديبتنا القديرة
وتشتاقك الواحة فمرحبا بك
تحاياي

ربيحة الرفاعي
19-11-2014, 09:38 PM
حين يزيد ضيق الأصفاد عن قدرة الزند على الاحتمال يكون بتر الكف حلا لاستنقاذ الذراع

قصة متقنة الحبكة مدهشة الفكرة بديعة في أدائها

دمت بخير

تحاياي

كاملة بدارنه
21-11-2014, 09:07 AM
سرد ينساب رقراقا رغم وعورة الأحداث، وعظم ما ارتكب وما أدّى إليه
كان قالب المونولوج جاذبا للقارئ وكاشفا للحدث
بوركت
تقديري وتحيّتي

نداء غريب صبري
15-12-2014, 08:48 PM
أختي صابرين الصباغ
قصة جميلة تتحدث عن الظلم الواقع على النساء في مجتمع ذكوري
لم تجد من ينصفها من ظلمه فظلمت نفسها بقتله وتحمل ا لذنب والعقوبة في الدنيا والآخرة

شكرا لك أختي

بوركت

خلود محمد جمعة
25-06-2015, 10:22 AM
حين نختصر أنفسنا في ظل الآخر لابد أن يجف فينا الصبر حين يمنعنا حنى من فتات الظل الحارق لننحسر نقطة في بقعة ضوء تحترق
بعد ان سلبها الحياة سلبت روحه وحررت روحها
مؤلمة وتطرح قضية اجتماعية وجوهرية هامة
قصة رائحة بطرحها وحرفها
بوركت وكل التقدير

ناديه محمد الجابي
13-10-2015, 11:55 AM
للصبر حدود ـ وعندما يطفح الكيل تتغلب الشجاعة على الخوف
فإن الخوف الشديد المتولد من قسوة الظلم يدفع إلى تنامي الغضب
فيندفع الإنسان في مواجهة مصدر الألم والخوف والظلم، فصوت الغضب
ينتصر على صوت الخوف على السلامة.
نص بديع في صياغته جميل بفكرته ومحمولها
قاصة موهوبة ـ أحب إحساسك المميز وحرفك الفواح
وأتمنى رؤية حرفك من جديد في الواحة
دمت ودام بهاء حرفك. :001: