خالد عمر بن سميدع
19-12-2006, 07:04 PM
ألا يُنبئك هَمْي ما بـحالي = فتعلن أيها الشعـر انفعالي
وتكتبه أساطيراً ستتلى = على مر العصور على التوالي
لعلي إن يفض همي بحرفٍ = يكن لصداهُ تنفيسٌ لحالي
وليس سواك يتقن نبض قلبي = يصيرهُ حروفاً من خيالي
يرتبهُ على الآهاتِ حرفٌ = بآهٍ كم تنثر من رحالي
بآهٍ يُسمع الدنيا وشجوٍ = إذا أطلقته تصحو الليالي
وإني لو تركت القلب يشكو = بما فيه لحان إذاً زوالي
و مات القلب من كمدٍ وهمٍ = ففيه الموجُ أصبح كالجبالِ
فقم يا شعر خفف عن فؤادي = فأنت على الحقيقة ،لا تبالي
وإني قد عقدتُ لواء عزمٍ = على نصر المجاهدِ والموالي
وليس معي سوى الأشعار تُهدى = إليهم ، سقتها نبعُ المعالي
وأبدأ بالصلاةِ على المُزكى = وأرفع بالتضرع ابتهالي
إلى المولى أبثُ بنبض قلبٍ = جريحٍ ،كل إحساسٍ ببالي
ليرحم أمة المعصوم مما = أحل بها ويصلح كل بالِ
و يغفر كل ذنبٍ كان فيها = فترجعُ من جديدٍ للأعالي
وينجو من لظى الكفار أهلٌ = لنا ذاقوا الوبال على الوبالِ
فقل يا شعر قل ما شئت نغِّم = على وترٍ تدفق بانفعالي
ألا يكفيك أني في رحيلٍ = عن الغزل المرقق للدلالِ؟
وإني في عزوفٍ عن حياةٍ = بها العشاق أوفى في الوصالِ
وإنك ما وقفت تؤز قلباً = فلا ليلى تهمك أو ليالي
ولا تحلو لك الأشعار إلا = على وهج المعارك والقتالِ
ولا يجري بنبضك عشق قلبٍ = ولا يسري بذكرك ذكرُ غالي
و إنك لو ستغفل عن جهادٍ = فمالك يا قصيدُ إذاً ومالي
تعــاندني إذا أحتـاج يومـاً = وتشغلني متى حل انشغالي
كأنك لم تكن إحساس نفسٍ = وبوحاً من مرارة ما بحالي
وأحياناً أراك هنا كطيفٍ = نُسختُ بما يجودُ بهِ سجالي
كأنك واقعٌ ليس افتراضٌ = وحقٌ يعتريني من خيالي
لقد رُوضتُ بالإحساس لما = تمكن من فؤادي ما ببالي
وبتُ بحالةٍ يرثي لحالي = عدوي ،إذ أموت بلا قتال
فبي ألمُ المماتُ لموت غيري = وأشعر بالمرارةِ في انفعالي
وأحزنُ من أقاصيصٍ وغدرٍ = يقوم بها الموَكلُ بالأهالي
يكشرُ عن مخالبه وأولى = بهِ أن يستجيب لذي الجلال
وأُرجمُ بالسلاح إذا يراني = خيالي مجرماً فيسوء حالي
يقول عجزت عن نصرٍ بنفسٍ = أتعجز عن جهادٍ بالمقال؟
أتعجز أن ستكشف أهل زيفٍ = وقُبحاً قد تستر بالجمالِ
و لستَ كحاملِ الأسفارِ لكن = كشيطانٍ ، لعلمك بالمآلِ
فَكُنْ قربي نصوغ المر صوغاً = وسِرْ قربي على الدربِ المُحالِ
و قل إن يصمت الشعراء يوماً = مقالاً شع كالشهب الثقالِ
ودع فكري بفكرك لا تُهيجْ = عليَّ ولن أردك عن مقالي
وزد أعداء ربك من قصيدٍ = برميٍ كالقنابل والنبالِ
تَخّيَّرْ ما أردت فذي بلادي = ممزقةٍ وتحكمُ بالرئالِ
تَخّيَّرْ لستُ أفرح باختيارٍ = فإن الذل نَوْعَ في المجال
بكابل أو ببغدادٍ وقدسٍ = وفي لبنان أبواقُ القتالِ
بلادَ الرافدين ألا سلاماً = أتى من مهجة القلب الموالي
غدا حباً عظيماً في فؤادِ = رعاكِ الله يا رمز النضالِ
أتى زمنٌ يذل بهِ كريمٌ = على فتنٍ كأحجام الجبالِ
أتى زمنٌ تَبُوْلُ كلابُ روما = على أُسْدِ الوغى نُجْمُ الليالي
تعيث بمجد امتنا بعهدٍ = بهِ رفعوا الخلافة للأعالي
وتنفث في ربى الأمجاد حقداً = ورأسُ العزِ عُلِقَ بالحبالِ
أتى زمنٌ رأيتُ الدين رسماً = يغير أصلهُ أهلُ الجدالِ
كثيرٌ من رويبضةٍ بقومٍ = لهم يسقونهم كأس الخبالِ
فيتبعهم كثيرٌ في انخداعٍ = ويبقى في القلوبِ على الضلالِ
أتى زمنٌ يراد به لخيرٍ = بأن يمضي سريعاً للزوالِ
فكل مرحب بالخير يمضي = لشرٍ واقتتالٍ واعتقالِ
وكل مرحبٍ للشر يلقى = حياةً في نعيمٍ وامتثالِ
هي الأخلاق إن تُركت بقومٍ = فليس تطيبُ عندهمُ المعالي
ويصبح همهم في كل يومٍ = مزيداً من فسادٍ وانحلالِ
لذاك بكل أرض الله يشقى = على الدين القويمِ بنو الهلالِ
يعاديهم على التوحيد قومٌ = -وإن زعموا التدين- في ضلال
وإن لبسوا لباس الدين يبقى = أساس الدين نوراً في انفعالِ
يقولون الذي يعطيك بوحاً = من الأمن المسجى بالوبالِ
فتأمن شرهم فيجيء شرٌ = كأسوأ ما ظننت من الليالي
ألم تسمع أنيناً من فراتٍ = وقد ملأوه من جثث الرجال؟
ويقتلُ بالهويةِ من سيمضي = على درب النبوةِ في امتثالِ
ليُمحى دربهُ فيكون درباً = كما رسموا له تحت الرمالِ
لهم فِرقٌ لأجل الموتِ تمضي = لترهب أو لتقتل لا تبالي
كساها كاسي الإجرام ثوباً = ومهد دربها نحو الأهالي
فتبطش ثم تجعل من سيبقى = يشد العزم سعياً لارتحالِ
حكومتهم تنفذ قول كسرى = وأولى أن تؤول إلى الزوالِ
هو الإرهاب ديدنهم جميعاً = وبيت الغاب يحكمُ بالقتالِ
وفيهم من تظن يضم عقلاً = لكثرة ما غدا في القوم عالِ
فإن فتشت في مكنون عقلٍ = تراهُ على البلادة والخبالِ
ويفصح قوله خبثاً لديهِ = و يجمع فيهِ من سوء الفعالِ
ويجمع حولهُ بالدين قوماً = تسير بأمرهِ رغم التعالي
تقول له ألا لبيك أمراً = فأنت كما خُلقتَ على الكمالِ
يهدد بالثبور لقوم عزٍ = رجالٌ في السلام وفي القتالِ
يهدد ما عسى سيقول لما = يُشيعُ للقبور بذا النعالِ
ستحفر قبره وحشُ البراري = تعفُ ، فمثلهُ نَجِسُ الخِلالِ
يقول وليس يفعل مثل قولٍ = ويكذب (أنه الرجل المثالي)
همُ الأذنابُ نعرفهم جميعاً = ولكن نتَّقي شر الفِعالِ
وأيُ ضرورةٍ فُرضت علينا = نقوم لها بأفضلِ ما نُوالي
فإن ولاءنا لله حبلٌ = نسوق بهِ الجميع إلى الوصالِ
وإن رسوخهُ فينا عظيمٌ = رسوخ الشاهقاتُ من الجبال
عدوك إن قطعت له ذراعاً = وفيه عليك ألفٌ بالمثالِ
يعود وقد تهيأ من جديدٍ = فحاذر حين ذاك من النصال
ولكن فاضرب الهامات ضرباً = يدك ذرا الجبابرة الثقال
فما الأذناب إلا في رحيلٍ = إذا الهامات كانت في ارتحال.
وأهدي للمجاهد من سلامي = جميل الوصل سعياً للمعالي
ألا طوبى لكم والله طوبى = فإن يقينكم خيرُ المثالِ
نصرتم دينكم في كل حينٍ = ولم يثنيكمُ سوء الفعال
ولست تعود حراً بالتمني = ولكن بالجهاد وبالقتالِ
فزيدوا النار يا إخوان زيدوا = على الأعداء ضرباً بالطوالِ
يفرُ الاحتلال أمام صبر = مع الأيام يُقتلُ بالهزالِ
وتسقط كل أعذارُ البغايا = على باب الطهارةِ والجمالِ
فليس هنا سوى نصر عظيمٌ = وما فينا لنصر الدين قالِ
سلامي أيها القناص أوفى = لقد أهديتنا كأس النوالِ
لقد أسقيت أمتنا شراباً = هنيئاً قد تلذذ بالحلالِ
وكم أسقيت أعدائي جميعاً = كؤوساً من حميمٍ بالوصالِ
لقد سموك جوبا ،ليس فرقٌ = صنيعك فيهمُ ضربُ الكمالِ
قديماً كنت أعجب كيف يغدو = المقاتل مثل ألفٍ في النزالِ
أراك هنا أجبت بكل فخرٍ = وبينت المراد من السؤالِ
وكنت كمثل جيشٍ حين جدٍ = وترحل ،والعدو على النبالِ
رعاك الله من أسدٍ هصورٍ = وزادك في الجراءة والنضالِ
ومدك بالبصيرة كل حينٍ = وسدد ما رميت على النوالِ
ألا يا شيخنا الضاري سلاماً = سلاماً يا عظيماً في الخِلالِ
سلاماً يا خليفة آل أحمد = سلاماً يا إماماً للرجالِ
أميرُ المؤمنين أراك حيناً = وسيف الله سُل على الضلالِ
وشيخٌ ليس يرهبه عدوٌ = و لا صوتٌ كنبحٍ في تعالِ
و لا فعل الخساسة قد تُبَدِّلْ = طريقاً سرت فيه إلى الكمالِ
فإنك في مسيرك قُم بعزمٍ = تصبر وامضي دربك لا تبالي
كفاني يا قصيد هنا كفاني = فما عندي كثيرٌ هزَّ حالي
وليس تهمك الدنيا بشيءٍ = فعند الله غاية ما ببالي
وصبراً في رضى الرحمن صبرا = لعل الله يصلح من خصالي
فترجع كفة الميزان عدلاً = وقد صلح الجنوب مع الشمالِ
وقد ذُبح اليهود مع النصارى = ودُس المشركين بذي الرمالِ
فلا جاسوس أو سلطان غدرٍ = ولا ذنباً سيعبثُ في رحالي
يُتِمُ الله ما قد قال حقاً = وينصر دينهُ بيد الرجالِ
ونرحل نحوه في خير حالٍ = وقد رضي الإله عن الفعالِ
وحينئذٍ أقول وقد نجونا = ألا يكفيك للهِ ارتحالي
فزد يا شعر نوراً في ظلامٍ = وزد يا شعر وعياً في الأهالي
:)
وتكتبه أساطيراً ستتلى = على مر العصور على التوالي
لعلي إن يفض همي بحرفٍ = يكن لصداهُ تنفيسٌ لحالي
وليس سواك يتقن نبض قلبي = يصيرهُ حروفاً من خيالي
يرتبهُ على الآهاتِ حرفٌ = بآهٍ كم تنثر من رحالي
بآهٍ يُسمع الدنيا وشجوٍ = إذا أطلقته تصحو الليالي
وإني لو تركت القلب يشكو = بما فيه لحان إذاً زوالي
و مات القلب من كمدٍ وهمٍ = ففيه الموجُ أصبح كالجبالِ
فقم يا شعر خفف عن فؤادي = فأنت على الحقيقة ،لا تبالي
وإني قد عقدتُ لواء عزمٍ = على نصر المجاهدِ والموالي
وليس معي سوى الأشعار تُهدى = إليهم ، سقتها نبعُ المعالي
وأبدأ بالصلاةِ على المُزكى = وأرفع بالتضرع ابتهالي
إلى المولى أبثُ بنبض قلبٍ = جريحٍ ،كل إحساسٍ ببالي
ليرحم أمة المعصوم مما = أحل بها ويصلح كل بالِ
و يغفر كل ذنبٍ كان فيها = فترجعُ من جديدٍ للأعالي
وينجو من لظى الكفار أهلٌ = لنا ذاقوا الوبال على الوبالِ
فقل يا شعر قل ما شئت نغِّم = على وترٍ تدفق بانفعالي
ألا يكفيك أني في رحيلٍ = عن الغزل المرقق للدلالِ؟
وإني في عزوفٍ عن حياةٍ = بها العشاق أوفى في الوصالِ
وإنك ما وقفت تؤز قلباً = فلا ليلى تهمك أو ليالي
ولا تحلو لك الأشعار إلا = على وهج المعارك والقتالِ
ولا يجري بنبضك عشق قلبٍ = ولا يسري بذكرك ذكرُ غالي
و إنك لو ستغفل عن جهادٍ = فمالك يا قصيدُ إذاً ومالي
تعــاندني إذا أحتـاج يومـاً = وتشغلني متى حل انشغالي
كأنك لم تكن إحساس نفسٍ = وبوحاً من مرارة ما بحالي
وأحياناً أراك هنا كطيفٍ = نُسختُ بما يجودُ بهِ سجالي
كأنك واقعٌ ليس افتراضٌ = وحقٌ يعتريني من خيالي
لقد رُوضتُ بالإحساس لما = تمكن من فؤادي ما ببالي
وبتُ بحالةٍ يرثي لحالي = عدوي ،إذ أموت بلا قتال
فبي ألمُ المماتُ لموت غيري = وأشعر بالمرارةِ في انفعالي
وأحزنُ من أقاصيصٍ وغدرٍ = يقوم بها الموَكلُ بالأهالي
يكشرُ عن مخالبه وأولى = بهِ أن يستجيب لذي الجلال
وأُرجمُ بالسلاح إذا يراني = خيالي مجرماً فيسوء حالي
يقول عجزت عن نصرٍ بنفسٍ = أتعجز عن جهادٍ بالمقال؟
أتعجز أن ستكشف أهل زيفٍ = وقُبحاً قد تستر بالجمالِ
و لستَ كحاملِ الأسفارِ لكن = كشيطانٍ ، لعلمك بالمآلِ
فَكُنْ قربي نصوغ المر صوغاً = وسِرْ قربي على الدربِ المُحالِ
و قل إن يصمت الشعراء يوماً = مقالاً شع كالشهب الثقالِ
ودع فكري بفكرك لا تُهيجْ = عليَّ ولن أردك عن مقالي
وزد أعداء ربك من قصيدٍ = برميٍ كالقنابل والنبالِ
تَخّيَّرْ ما أردت فذي بلادي = ممزقةٍ وتحكمُ بالرئالِ
تَخّيَّرْ لستُ أفرح باختيارٍ = فإن الذل نَوْعَ في المجال
بكابل أو ببغدادٍ وقدسٍ = وفي لبنان أبواقُ القتالِ
بلادَ الرافدين ألا سلاماً = أتى من مهجة القلب الموالي
غدا حباً عظيماً في فؤادِ = رعاكِ الله يا رمز النضالِ
أتى زمنٌ يذل بهِ كريمٌ = على فتنٍ كأحجام الجبالِ
أتى زمنٌ تَبُوْلُ كلابُ روما = على أُسْدِ الوغى نُجْمُ الليالي
تعيث بمجد امتنا بعهدٍ = بهِ رفعوا الخلافة للأعالي
وتنفث في ربى الأمجاد حقداً = ورأسُ العزِ عُلِقَ بالحبالِ
أتى زمنٌ رأيتُ الدين رسماً = يغير أصلهُ أهلُ الجدالِ
كثيرٌ من رويبضةٍ بقومٍ = لهم يسقونهم كأس الخبالِ
فيتبعهم كثيرٌ في انخداعٍ = ويبقى في القلوبِ على الضلالِ
أتى زمنٌ يراد به لخيرٍ = بأن يمضي سريعاً للزوالِ
فكل مرحب بالخير يمضي = لشرٍ واقتتالٍ واعتقالِ
وكل مرحبٍ للشر يلقى = حياةً في نعيمٍ وامتثالِ
هي الأخلاق إن تُركت بقومٍ = فليس تطيبُ عندهمُ المعالي
ويصبح همهم في كل يومٍ = مزيداً من فسادٍ وانحلالِ
لذاك بكل أرض الله يشقى = على الدين القويمِ بنو الهلالِ
يعاديهم على التوحيد قومٌ = -وإن زعموا التدين- في ضلال
وإن لبسوا لباس الدين يبقى = أساس الدين نوراً في انفعالِ
يقولون الذي يعطيك بوحاً = من الأمن المسجى بالوبالِ
فتأمن شرهم فيجيء شرٌ = كأسوأ ما ظننت من الليالي
ألم تسمع أنيناً من فراتٍ = وقد ملأوه من جثث الرجال؟
ويقتلُ بالهويةِ من سيمضي = على درب النبوةِ في امتثالِ
ليُمحى دربهُ فيكون درباً = كما رسموا له تحت الرمالِ
لهم فِرقٌ لأجل الموتِ تمضي = لترهب أو لتقتل لا تبالي
كساها كاسي الإجرام ثوباً = ومهد دربها نحو الأهالي
فتبطش ثم تجعل من سيبقى = يشد العزم سعياً لارتحالِ
حكومتهم تنفذ قول كسرى = وأولى أن تؤول إلى الزوالِ
هو الإرهاب ديدنهم جميعاً = وبيت الغاب يحكمُ بالقتالِ
وفيهم من تظن يضم عقلاً = لكثرة ما غدا في القوم عالِ
فإن فتشت في مكنون عقلٍ = تراهُ على البلادة والخبالِ
ويفصح قوله خبثاً لديهِ = و يجمع فيهِ من سوء الفعالِ
ويجمع حولهُ بالدين قوماً = تسير بأمرهِ رغم التعالي
تقول له ألا لبيك أمراً = فأنت كما خُلقتَ على الكمالِ
يهدد بالثبور لقوم عزٍ = رجالٌ في السلام وفي القتالِ
يهدد ما عسى سيقول لما = يُشيعُ للقبور بذا النعالِ
ستحفر قبره وحشُ البراري = تعفُ ، فمثلهُ نَجِسُ الخِلالِ
يقول وليس يفعل مثل قولٍ = ويكذب (أنه الرجل المثالي)
همُ الأذنابُ نعرفهم جميعاً = ولكن نتَّقي شر الفِعالِ
وأيُ ضرورةٍ فُرضت علينا = نقوم لها بأفضلِ ما نُوالي
فإن ولاءنا لله حبلٌ = نسوق بهِ الجميع إلى الوصالِ
وإن رسوخهُ فينا عظيمٌ = رسوخ الشاهقاتُ من الجبال
عدوك إن قطعت له ذراعاً = وفيه عليك ألفٌ بالمثالِ
يعود وقد تهيأ من جديدٍ = فحاذر حين ذاك من النصال
ولكن فاضرب الهامات ضرباً = يدك ذرا الجبابرة الثقال
فما الأذناب إلا في رحيلٍ = إذا الهامات كانت في ارتحال.
وأهدي للمجاهد من سلامي = جميل الوصل سعياً للمعالي
ألا طوبى لكم والله طوبى = فإن يقينكم خيرُ المثالِ
نصرتم دينكم في كل حينٍ = ولم يثنيكمُ سوء الفعال
ولست تعود حراً بالتمني = ولكن بالجهاد وبالقتالِ
فزيدوا النار يا إخوان زيدوا = على الأعداء ضرباً بالطوالِ
يفرُ الاحتلال أمام صبر = مع الأيام يُقتلُ بالهزالِ
وتسقط كل أعذارُ البغايا = على باب الطهارةِ والجمالِ
فليس هنا سوى نصر عظيمٌ = وما فينا لنصر الدين قالِ
سلامي أيها القناص أوفى = لقد أهديتنا كأس النوالِ
لقد أسقيت أمتنا شراباً = هنيئاً قد تلذذ بالحلالِ
وكم أسقيت أعدائي جميعاً = كؤوساً من حميمٍ بالوصالِ
لقد سموك جوبا ،ليس فرقٌ = صنيعك فيهمُ ضربُ الكمالِ
قديماً كنت أعجب كيف يغدو = المقاتل مثل ألفٍ في النزالِ
أراك هنا أجبت بكل فخرٍ = وبينت المراد من السؤالِ
وكنت كمثل جيشٍ حين جدٍ = وترحل ،والعدو على النبالِ
رعاك الله من أسدٍ هصورٍ = وزادك في الجراءة والنضالِ
ومدك بالبصيرة كل حينٍ = وسدد ما رميت على النوالِ
ألا يا شيخنا الضاري سلاماً = سلاماً يا عظيماً في الخِلالِ
سلاماً يا خليفة آل أحمد = سلاماً يا إماماً للرجالِ
أميرُ المؤمنين أراك حيناً = وسيف الله سُل على الضلالِ
وشيخٌ ليس يرهبه عدوٌ = و لا صوتٌ كنبحٍ في تعالِ
و لا فعل الخساسة قد تُبَدِّلْ = طريقاً سرت فيه إلى الكمالِ
فإنك في مسيرك قُم بعزمٍ = تصبر وامضي دربك لا تبالي
كفاني يا قصيد هنا كفاني = فما عندي كثيرٌ هزَّ حالي
وليس تهمك الدنيا بشيءٍ = فعند الله غاية ما ببالي
وصبراً في رضى الرحمن صبرا = لعل الله يصلح من خصالي
فترجع كفة الميزان عدلاً = وقد صلح الجنوب مع الشمالِ
وقد ذُبح اليهود مع النصارى = ودُس المشركين بذي الرمالِ
فلا جاسوس أو سلطان غدرٍ = ولا ذنباً سيعبثُ في رحالي
يُتِمُ الله ما قد قال حقاً = وينصر دينهُ بيد الرجالِ
ونرحل نحوه في خير حالٍ = وقد رضي الإله عن الفعالِ
وحينئذٍ أقول وقد نجونا = ألا يكفيك للهِ ارتحالي
فزد يا شعر نوراً في ظلامٍ = وزد يا شعر وعياً في الأهالي
:)