المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أَهرَاماتُ الضٍّحكِ



محمد سامي البوهي
19-12-2006, 07:35 PM
َأهْرَاْمـاتُ الْضَّحـكِ

اهتز باب الشقة بدقات هادئة ، ظننت أنها فلول هاربة من عاصفة عابرة ، علمت أنها بصمة من بصمات حضوره المميز ، عندما انطلق الجالسون بصيحة واحدة ، زينتها الدهشة لهول المفاجأة ، انفجرت أفواههم بنطق اسمه تباعاً : "حازم ثابت " !!، التعجب كان حليف ِذكر اسمه دائماً ، السخرية المخضبة بالانبهار المتبوع باسترجاع أفعاله الغريبة تاجاً من تيجان سيرته الغائبة ، كنت قد التحقت بهم بعد الإعلان عن حاجتهم لمرافق يشاركهم مسكنهم ، عرفتهم نفسي ، عرفوني بأنفسهم ، بدأ التأقلم مع عادات كل واحد منهم يبني بيوتاً صغيرة لهم داخلي ، لكل منهم سمة تميزه ، عاداته الخاصة المختلفة التي ينفرد بها كل شخص عن غيره ، إلا أنهم اجتمعوا جميعهم على وليمة السخرية ، و التهكم حتى من أنفسهم أحياناً ، تعرفت على "حازم ثابت" من خلالهم ، شاركتهم الضحكات عندما كان يشرع أحدهم بتقليده بطريقته المضحكة التي تستدعي استجلاب مشاعر الهزل ، لترسم نفسها على معالم وجهي ، لم أحظ برؤيته من قبل ، لكني رأيت ما تركه خلفه من كتب باللغة الإنجليزية على مكتبه الصغير ، رأيته من خلال أشيائه غير المستقرة ، سرير سفاري ، دولاب رحلات صنع من جلد مصقول ، كرسي أشبه بكراسي البحر ، حاولت العبث خلسة في كتبه ، لكنها كانت تتعدى فهمي للغة الإنجليزية ، استنتجت من رحلة تصفحي القصيرة أنها كتب تختص بالهندسة ، والاقتصاد ، أشارت بعض لقيمات الكلمات التي التقطها ، والرسوم البيانية ، والتصميمات إلى ذلك ، رسم مجموع هذه الأشياء صورة " كركاترية " له بذهني ، لونها المقلد البارع "ياسر على" أحد فرسان الوليمة الساخرة ، بل وأمهرهم في امتطاء الشخصيات ، والعدو بها من حولنا ، لم يترك فيه شيئاً إلا وأصابه ؛ رأسه الحليق دائماً ، مشيته الكسولة ، عينيه المقفلة ، طريقته عندما يجد صعوبة في تذكر أسمائهم ، ملابسه التي لا تغادر جسده حتى أثناء نومه ، حقيبة كتبه التي تشبه أكياس الشحاذين ، كوبه الضخم ، ملعقته ، صحونه التي تتصدرها صورة الفأر الأمريكي الشهير ، حتى حذائه العسكري الطويل لم يسلم من إصاباته ، وسط هذه المسرحيات ، يقرأون على قوانين المعيشة بينهم ؛ مشاركتهم "جمعية مكافحة الجوع " ، هي جمعية فيدرالية من تأسيسهم ، يشترك فيها كل مقيم بينهم بسهم شهري من أجل شراء الطعام ، تركوا لي حرية اختيار يوماً من أيام الأسبوع لممارسة الطبخ ، يوماً آخر لغسيل الأوعية ، ويوماً لإشغال الغسالة بملابسي ، ركن أحدده من أركان الشقة يكون تحت سيطرتي التنظيفية ، الغريب في هذا الأمر أن "ثابت" كما يلقبونه ، كان بعيداً عن هذه القوانين ، على وجه الخصوص بند "جمعية مكافحة الجوع " ، أخبروني بأنه يأكل طعاماً من نوع خاص ، يشتريه من مطاعم تصنعه له خصيصاً ، يعتمد اعتماداً شبه كلياً على العصائر ، المعلبات ، الشيكولاتة ، بعض أنواع المكسرات ، لايسمح لأحدهم بمس متعلقاته الشخصية ، إن وقع واحد منهم في خطأ المساس بشئ من أشيائه تركه هدية له ، أو حذفه من حياته بصندوق المهملات ، بعدها يغسل يديه بجميع ماركات المعقمات ، كثيراً ما يغيب عنهم لأيام لا يعلمون عنه شيئاً خلالها ، يمحي اتصالاتهم فور ظهور رقم أحدهم على شاشة استقبال جواله القديم ، يثور لو تطرق متطفل منهم بسؤاله : أين كنت ؟ ، إلى أين أنت ذاهب ؟ ، لوائح قوانينهم واضحة ، بل وصارمة في بعض بنودها إلى حد لا يقبل المناقشة ؛ سداد الإيجار في موعده أول كل شهر ، عدم التخلف عن جدول الطبخ ، والنظافة تحت أي ظرف ، لكن ما أثار انتباهي ، أن عادات "حازم ثابت " الشاذة المضحكة ، كانت خطاً رئيسياً لقبولها ضمن لوائح هذه القوانين ، سألتهم عن غيابه أجابوا بصوت واحد : لا نعرف أين هو الآن ، غاب منذ أيام ولا نعلم عنه شيئاً ، لكنه يوما ما سيتحفنا بحضوره ، طارقاً علينا الباب ، ورغم انه يحمل مفتاحاً ، إلا أنه لا يستعمله أبداً ، زاد فضولي بسؤالهم عن دراسته ، أجابوا بنفس اللهجة السابقة : لا نعرف ماذا يدرس , ولا لأي كلية ينتمي ، يوماً نستقبله بكتب في الأدب ، يوماً يدخل علينا حاملاً أدوات هندسية ، وآخرها دخل علينا وعلى ذراعه معطف طبيب ، لا يسمح بالأسئلة أن تتسلل إليه ، وإن طرحت يتجاهلها كأنه فقد السمع ، انسحبت من هذا الاستحضار الذي غزاني ، تعلقت بالباب ، لأكشف إلى أي مدى وصل بي خيالي ، أردت أن أطابق الصورة بالواقع ، تقدم "مصطفى حسين " نحو الباب ، خلعه من مكانه ، كان أكثر فرسان الوليمة حكمة وعقلاً ، يصنع "إيفيهات " محبوكة ، تستدعي التفكير قبل الدخول في غيبوبة الضحك ، يستخدم دراسته لعلم النفس في إطلاق مسميات مختلفة علينا ، توجه بنظره محذراً "ياسر على " بأن يضع لسانه بالعلبة بدلاً من العفريت ، التزم الجالسون الصمت المحشو بطلقات الضحك ، تحرك الباب كي يكشف عن وجهه الملطخ بضباب الشتاء البارد ، بدأت مقاييس التطابق ترتفع ، تنخفض داخل ذاكرتي ، و نظرة مهيبة لتحرير النتيجة من قفصها,بدأ ظهوره يبدد الضلالات المتكتلة أمامي ، أثبت "ياسر على" - طالب الحقوق- أنه مصور من طراز راق ، الصورة كائنة كما وصفها تماماً ، ألقى علينا السلام كصدى صوت يرتد إليه ، رُدت إليه التحية بتواترات صوتية مختلفة ، كانت أقرب إلى لغة الوليمة الساخرة ، لم يتجرأ عليه أحد بالسؤال عن سبب غيابه خلال الأيام الماضية ، أضاع عليهم فرصة التمادي في محاورته ،دخل غرفته التي أتقاسمها معه ، غاب لحظات بالداخل ، كأنه أراد الاطمئنان على مصير أشيائه ، خرج معلقاً الكتابين رفقائي في رحلة التصفح القصيرة بأطراف أصابعه ، توقف أمام صندوق المهملات دفنهما داخله ، ثم هوس المعقمات ينهال به على مكتبه ، ويديه ، لفني الذهول وسط الغمزات ، واللمزات المتتالية ، كيف علم بأن يداً غريبة تلاعبت بكتبه أثناء غيابه ، سحب "مصطفى حسين " سؤالاً وصوبه نحوي ، هل لمست كتبه ؟ ، لجمني الذهول بالصمت الذي اقتحمه "حازم ثابت " بسؤال آخر ، طالباً به الكشف عن شخصية صاحب السرير الذي يرافق سريره داخل الغرفة ، أنقذني " أحمد عبد الله " أحد المقيمين معنا ، ومن أبرز رواد الوليمة ، بل هو المحرك الأساسي لها ، صاحب إشعال فتيل السخرية الأول دائماً ، أشار بكفه الأيمن نحوي ، قدمني له ، وقدمه لي ، فانزلق بنظره إلى أسفل قدمي ، ارتفع يتفحص وجهي ، هز رأسه أمامي، بادلته ترحيبه بقلق ، و خجل ، حيث كنت أستعد للإجابة عن سؤاله القادم عن سبب تطفلي على كتبه التي فقدها منذ لحظات ، خذلني ، انسحب بهدوء نحول الداخل ، كان لابد لي من تهيئة نفسي للتعايش مع هذا الكائن المريخي كما يصفونه دائماً ، خلعت جسدي من مكانه مصطحباً حفنات من الفضول ، فرضت نفسي عليه داخل الغرفة المشتركة ،كان ممدداً على سريره دون أن يخلع ملابس خروجه ، بيده كتاباً باللغة الإنجليزية ، تظاهرت بترتيب ملابسي ، لم يعبأ بوجودي ، شهقت شهقةً داخلي ، استعداداً لغزو فضاء هذا الكائن ، لكنني فوجئت به يسبقني بسؤاله عن مدى حبي للقراءة ، و التداخل مع عالم الكتب ، فهمت ما يرمي إليه بالطبع ، يستخدم طريقة محقق المباحث في استدراج المتهم للإيقاع به ، يريد الوصول بطريقة غير مباشرة لمعرفة المتسبب في فقده لكتابين من كتبه ، أجبته بالإيجاب ، لكني نفيت عن نفسي حبي لقراءة الكتب الأجنبية ، صمت لحظات ، لم أدعه خلالها يخوض بالتفكير في سؤال آخر ، صممت ألا يصل إلى ما يريد ، وانهلت عليه بسؤالي بعد أن سبقني بضربته الأولى :
- حضرتك تقرأ كتب أجنبية فقط ؟
- نعم . واسمي "حازم" بدون حضرتك.
- شرفت بك .
- أهلاً.
أعرض برأسه داخل الكتاب كالنعامة ، قررت أن أستمر في خوض المعركة ، رغم إجاباته المختصرة جداً ، والمحدودة ، كثفت الأسئلة مع استعدادي لتحمل النتائج :
- تقرأ أدب انجليزي؟
تظاهر بعدم السمع ، الإصرار كان يلح على بالمواصلة ، أعدت عليه السؤال :
- حازم . تقرأ أدب انجليزي ؟
رمقني بنظرة خافتة من خلف كتابه ، ازدادت حدة كأعين القطط السوداء بالظلام ، أعقبها بشرود غريب :
- هل تقرأ أنت أدب انجليزي ؟
- أقرأ روايات مترجمة .
- لمن ؟
- لـ (تشارلز ديكنز ، شكسبير ، أجاثا كريستي ).
- الترجمة لا تشعرك بلذة ما أبدعوه بلغتهم .
- أعلم ذلك . لكني لا أجيد الإنجليزية .
- واضح أنك تحب القراءة .
- أعشقها منذ الصغر .
- قلت لي ما اسمك ؟
- أخوك "عمر محمود ".
- أحب اسم عمر .
- أكرمك الله ، من لطف ذائقتك.
- هل قرأت عبقرية عمر ؟
- نعم . قرأتها .
- ما رأيك بالعقاد ؟
- العقاد مفكر وفيلسوف رائع ، أتفق معه في أشياء ، وأختلف معه في أخرى .
- تتفق معه ، تختلف معه ؟!
- نعم . وهل في الأمر غرابة ؟
- قلت لي ما اسمك ؟
- اسمي عمر . عمر محمود .
- آه . تذكرت .
- لا عليك .أعرف أنك تنسى سريعاً .
- من قال لك ذلك ؟
- الأخوة هنا بالشقة .
- هل حدثوك عني ؟
- نعم ذكروك بكل خير .
- وهل يعلمون عني شيئاً لينسبوا إليه الخير ؟
شعرت بوقوعي في خطأ جسيم , كاد أن يزج بي في براثن الوقيعة , وبذلك أكون مثل لاعب كرة القدم الذي سجل هدفاً في فريقه , لملمت الحديث , طويته سريعاً , لكنه هرب مرة أخرى إلى كتابه , أراد أن ينهي المعركة في جولتها الأولى . صممت أن أحقق انتصاراً أولياً في هذه الجولة , لن أدعه يفارقني دون عودة , لكن لابد ، وأن أنفرد به في ساحة أخرى بعيداً عن حصونه هذه التي يتحصن بها ، و يرواغني من خلالها :
- ما رأيك بأن نخرج ليلاً نغير من جو الشقة ؟
- نخرج إلى أين ؟!
- نجلس على المقهى الشعبي بشارع الألفي .
- أنا لا أجلس إلا على "كوفي شوب" بمدينة نصر .
- اتفقنا . ولك ما طلبت .

**** **** ****
على المقاعد الجلدية الفخمة ، بركن احتوانا سوياً ، بتلك المقهى المحلاة بالطابع الأوربي ، انفردت به بعيداً عن المسرح الكوميدي ، الذي عج بالاندهاش فور اجتماعنا للخروج سوياً بهذه السرعة ، حمل معه حقيبة كتبه القماشية ، الملقبة بكيس الشحاذين ، أخرج كتاباً غريباً ، تصدر غلافه رجل وسيماً ، ببذته الأنيقة ، حاولت ألملم عنوان الكتاب الذي كتب بخط "الكوميك" الإنجليزي ، لكنني وجدت صعوبة بالغة في فك طلاسمه ، فكان السؤال عن اسم الكتاب دافعاً قوياً لبدء الجولة :
- ما اسم هذا الكتاب ؟
- اسمه (Forex Made East )
- ما ترجمته العربية ؟
- سوق تداول الأوراق المالية .
- اقتصاد؟
- نعم . للمليونير (جيمس ديكس )
- جيمس ديكس ؟!
- نعم . هل سمعت عنه ؟
- يخيل لي ذلك .
- أتمنى أن أصبح مثله ، رجل مكافح ، بنى نفسه بنفسه ، أبوه كان "مالتي مليونير " ، رغم ذلك اعتمد على نفسه ، عمل في كل شئ ، بدأ من نقطة الصفر ، حتى حقق ما يريد .
- حازم . ماذا تدرس ؟
- تشرب قهوة ؟
- ليس عندي ما يمنع ذلك .
- أحب القهوة الأمريكية كثيراً .
- وأنا أحب أن أجربها .
- سأقوم أحضر الطلب ، هنا قانون اخدم نفسك ،تماماً مثل قانون شقتنا.
شاركته ضحكاته ، كانت هي المرة الأولى التي ألحظ فيها شفتيه تنفرجان للضحك ، قام لإحضار القهوة ، حام حولى الشرود في هذه الشخصية المحيرة ، أحياناً يطل من نافذة الانتماء الغربي ، أحياناً يحدثني عن العقاد ، عقر دار الأدب العربي ، والآن يقرأ لمليونير إنجليزي ، يتخذه قدوة له ، يتلون كل دقيقة بلون مختلف ، يصعب علي تحديد هويته وسط هذا الغموض الذي يتشرنق به ، عاد حاملاً صينية عليها قدحين من القهوة الأمريكية ذات الرغوة الكثيفة ، تنفذ من وجهه سعادة خفيه تستفزني ، كنت أقترب منه ، أنجذب نحوه ، رغم حداثة معرفتي به ، جمد بحضوره سيل التفكير المنصب على رأسي ، انشغل بفتح كيس من السكر ، صب محتوياته بقدحه ، نظر نحوي ، يلتهم ملامحي ، انطلق من صمته :
- تريد أن تعرف ماذا أدرس ؟
- نعم . إن كان لا يضايقك ذلك.
- قل لي ، ماذا تتوقع أن أدرس ؟
- أتوقعك طالب بكلية التجارة ، أو الهندسة .
- لا هذا ولا ذاك ، خاب توقعك .
- إذاً ، ماذا تدرس ؟
- أنا طالب بمعهد الفنون المسرحية .
- معقول ؟!
- دراسة فريدة . أليس كذلك ؟
- نعم . هي كذلك لكن ...
- أعرف سؤالك القادم . لكل مخلوق حيله الدفاعية ، ولكن السائد الآن من هذه الحيل بين بني البشر ، حيلة الضحك ، نهرب من أنفسنا ، من التفكير في هموم مستقبلنا بالضحك ، بل نبني منه أهراماً داخلنا ، انظر حولك لهؤلاء الناس ، كل واحد منهم داخله هرم استغرق في بنائه ليدافع به عن نفسه أمام تلك المعتقدات المجتمعية التي تهاجمه .
- لكنك نادر الضحك .
- نعم. اتخذت شكلاً آخر للدفاع عن نفسي من تلك المعتقدات التي تلفنا ، أبني هرمي بطريقة مختلفة ، بقراءة غيري ، العيش مع شخصيات المسرح ، أنسى من أكون ، وماذا أريد ، أفكر بتفكير ، الطبيب ، الضابط ، المهندس ، الفلاح ، المحامي ، وأحياناً اللص ، أفكر كما الشخصيات الأجنبية المترجمة التي تقرأها ، رسمت بأقلام كتاب يعرفون ما يكتبون ، أنسى بينهم التفكير في ذاتي ، همومي المستقبلة ، أحزاني الماضية .
- أنت إنسان غامض .
- كيف تتهمني بالغموض ، وأنا أكشف لك نفسي الآن .
- لكن هل ترى أن حيلك هذه ...
- عمر . أجدادنا الفراعنة مثلاً ، كان محور التفكير عندهم ينصب على قطبين ، قطب الحياة ، قطب الموت ، همهم المستقبلي هو الحياة الأخرى ، همومهم لم تكن مثل همومنا ، فقد حققوا كل شئ ، وعجزوا عن الخلود في الدنيا ، لذلك بنوا لأنفسهم أهراماً يدافعون بها عن أجسادهم ضد فكرة الزوال، كان همهم الأكبر هو الحياة ، الخلود ، حضارتهم هذه لم يصنعوها من أجلنا ، ولا من أجل الأجيال القادمة كما نعتقد ، بل صنعوها من أجل حياتهم القادمة بعد الموت .
- أنت تعتبر أهرامهم حيلة دفاعية ضد الموت؟
- نعم. ونجحوا في تخليد أسمائهم ، لكن أهرام الضحك التي نبنيها الآن نبنيها للهروب من الواقع المرير ، ومن شبح حاجات الحياة الذي يهددنا ، نتباهى بأهرامهم الشامخة، وننسبها إلينا، ونسخر من أهرامنا ، لا نحترمها .
- لذلك قررت أن تبني لنفسك هرماً بطريقتك .
- نعم . هرماً أحترمه .
- لكنك بذلك تغلق على نفسك كهفاً ، قد تنسى فيه ، تعيش مع غيرك ، لا تعيش نفسك .
- لم تشرب قهوتك .
- حازم . أليس من الغريب أنك لم تسألني عن نفسي طوال حديثنا .
- ياصديقي ، ما تحويه نفسك لن يفيدني .
- لكني انتصرت على غموضك ، ونجحت في الوصول إليك في ساعات معدودة .
- تقصد ساعات ماضية ، لكن هل تعلم ما سأفعله في ساعاتي القادمة ؟ .
- أنت ...
- أنا أتلون كل يوم ، كل ساعة ، كلما توصلت إلى ، سبقتك إلى شكل آخر ، لن تنتصر على بهرمك هذا التافه أبداً .
- هرمي ؟!
- أشرب قهوتك . فالوقت قد طال ، أفضل الانسحاب .

**** **** ****
لا أفهم شيئاً مم يقال في المحاضرة ، كانت أفكاره تحاصرني ، استقبالي للمعلومات يتلعثم ، تخلى عني التركيز ، كانت فكرة بنائه لهرمه تسيطر على ، مسحت الوجوه من حولي ، وجوهاً سلمت نفسها للأيام ، تشكلها كما تشاء ، لا يفهمون سوى لغة واحدة ، لغة اجتياز الامتحانات ، الشهادات ، الأوراق ، لن يعيشوا سوى داخل أنفسهم ، ولو تقمصوا آلاف الشخصيات ، لن ينسوا أهرام الضحك التي سيطرت على عقولهم ، تركتهم خلفي يخادعون بعضهم البعض ، يسخرون من بعضهم البعض ، عدت لهرمنا الأكبر ، شقة الهزل التي تجمعنا ، الخشية من لقائه تقتحمني ، ترددت كثيراً قبل أن أدير مفتاح الباب ليفسح لي الطريق للدخول ، استعرت الجرأة من قلب آخر ، غير قلبي الذي يتهشم بالخوف ، تهيأت للقائه ، تظاهرت بالثبات ، دلفت بخطوات بليدة نحو غرفتنا المشطورة ، كي أجدها خاوية إلا من سريرى الخشبي الراسخ ، خزانة ملابسي الثقيلة ، مكتبي القديم .



محمد سامي البوهي

سلوة الخاطر
20-12-2006, 01:36 AM
لا أعرف ماذا اقول ... سوى
:NJ: :NJ: :NJ:
اني اصفق لك بقوة

ابدعت وامتعت



حملت قصتك من النضج الفني ما طار بها إلى مستوى لغوي رفيع

ولا اغفل ما وشيت به تحفتك من المنطق والفلسفة وعلم النفس، ما دب الحياة في شخصياتها فسمعنا الحوار المقروء يتعالى في اذهاننا والمسرح البعيد يضيء الانوار .

في الحقيقة لم اسمع او اقرأ على الاطلاق وصفا بروعة هذه العبارة


أفكر كما الشخصيات الأجنبية المترجمة التي تقرأها ، رسمت بأقلام كتاب يعرفون ما يكتبون

اقلام كتاب يعرفون ما يكتبون ، هذا فعلا ما اراه هنا

ولي عودة اخرى بنظرة فاحصة للنص ..فما هذه القراءة الاولى إلا للاستمتاع، واتمنى من رواد هذا المنتدى يفندوا ويحللوا هذا النص .. فهو يستحق الوقوف عليه


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

محمد سامي البوهي
20-12-2006, 01:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة / سلوة الخاطر
أشكرك على هذا التواجد , قراءة هذا النص الطويل بتمعن , فكلماتي تتواضع كثيراً أمام ما كتبتيه هنا .
أشكرك

نهر التسنيم
20-12-2006, 11:14 PM
رااااائع

(( أهرامات الضحك )) عنوان يحبذ على البداية في القراءة
ومقدمة تحبذ على النهاية والإعجـــاب ..


- عمر . أجدادنا الفراعنة مثلاً ، كان محور التفكير عندهم ينصب على قطبين ، قطب الحياة ، قطب الموت ، همهم المستقبلي هو الحياة الأخرى ، همومهم لم تكن مثل همومنا ، فقد حققوا كل شئ ، وعجزوا عن الخلود في الدنيا ، لذلك بنوا لأنفسهم أهراماً يدافعون بها عن أجسادهم ضد فكرة الزوال، كان همهم الأكبر هو الحياة ، الخلود ، حضارتهم هذه لم يصنعوها من أجلنا ، ولا من أجل الأجيال القادمة كما نعتقد ، بل صنعوها من أجل حياتهم القادمة بعد الموت

حكمــــة أثارت إعجابي ،،

ألف تحية وألف سلام ،،
أختك ،، تسنيـــــــــــمـ

ليلك ناصر
21-12-2006, 05:44 AM
أهنئك أخي محمد سامي البوهي .. على هذه القصة المشوقة الرائعة ...

شدتني إلى أخر سطر و استمتعت كثيرا بقراءتها ...

وما استنتجته من القصة .. أن مهنة التمثيل قد تؤدي إلى التمثيل في حياته مع من يحيط بهم بكل الألوان و إن اضطر أحيانا يمثل على نفسه أيضا ...

تقبل مروري .. ولك احترامي وتقديري

محمد سامي البوهي
21-12-2006, 08:22 AM
رااااائع
(( أهرامات الضحك )) عنوان يحبذ على البداية في القراءة
ومقدمة تحبذ على النهاية والإعجـــاب ..
حكمــــة أثارت إعجابي ،،
ألف تحية وألف سلام ،،
أختك ،، تسنيـــــــــــمـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة / تسنيم
أشكرك بالطبع على متابعتك رغم طول النص ، إنما بالفعل قراءتك أتت متمعنة ، وأشكر اشارتك على المقطع الذي نسبتيه الي عالم الحكمة ، أتمنى تواجدك الدائم بين نصوصي ، فقد زادني وجودك سعادة .
دمت بخير

جوري
21-12-2006, 10:53 AM
وأهرامات الضحك : حقيقي من بداية الولوج إلى القصة من خلال عنوانها تراءا لي أنها من النوع الضاحك أو الهزلي , ولكنني أجدها في بعض مقاطعها تتصف بالجدية والحكمة , بل تحتوي على بعض الدروس التي تعلمنا كيفية الترابط أو التلاحم مع الغرباء من أجل المعيشة والتعاون مع البعض وكيفية الانخراط في مجتمع أخر بخلاف المجتمع الذي تعود عليه.

قبل التطرق إلى الشخصيتين الرئيسيتين نجد أن الصفة الغالبة , والتي اجتمع عليها رفقاء السكن الواحد هي صفة التهكم والسخرية , ربما لمحاولة كلٍ منهم التقرب من الأخر من خلال ذلك أو ربما ليخففوا الغربة عن أنفسهم وعن بعضهم البعض .
فرض قوانين للمعيشة من أجل تيسير الأمور بطريقة سلسة وتبتعد عن الأنا.
نأتي للشخصية المثيرة للجدل بين الرفقاء , والتي كانت هي الوليمة الرئيسية على طاولة التعارف , ومحاولة كل شخص إبراز ما لديه من أداوتٍ في رسم شخصية ( حازم ثابت ) بطريقته , وعمر الشخص الجديد الذي يحاول أن يتأقلم مع رفقاء السكن , ونرى أن شخصية عمر تتركز في الطيبة وسرعة تأقلمه مع الوضع لأننا نرى هنا (بدأ التأقلم مع عادات كل واحد منهم يبني بيوتاً صغيرة لهم داخلي ، لكل منهم سمة تميزه ، عاداته الخاصة المختلفة التي ينفرد بها كل شخص عن غيره ،) وغير ذلك لحوح في طلب الصداقة , ربما حتى يستطيع أن يعيش مع الأشخاص بدون حواجز .
حازم ثابت شخصية غامضة يعشق التلون بتعدد الشخصيات التي يرتديها , أنيق مترفع , مرتب مثقف, شخصية موسوسة في النظافة يهرع بإلقاء ما قد مُس من أغراضه الشخصية من قبل غيره ؛ حتى لو كان غرضاً عزيزاً عليه !!
برغم الصفات التي يتصف بها إلا أنه شخصية سهلة الطوية محببة, استطاع عمر أن يدخل إليها بسهولة لأنه أراد ذلك وفرض على حازم قوة حضوره بطيبة قلبه؛ بخلاف البقية الذين استكانوا إلى غرابة طباعه ولم يحاول أن يدكوا الحصون المقامة حوله .
لنكتشف في النهاية أن حازم ( طالب في معهد الفنون المسرحية ) وأنه يرتدي الشخصيات التي ينتحلها ؛ كي يتقمص الشخصية عن قرب أكثر ويعيشها فتارة يرونه مهندساً وتارة طبيباً .... الخ ؛ فلم يكونوا رففاء السكن يعلمون طبيعة عمله أو دراسته . عدا (عمر ) الذي استطاع إلى يلج إلى هذا العالم الغامض والمنغلق على ذاته .
ففي قوله هنا :

- أبني هرمي بطريقة مختلفة ، بقراءة غيري ، العيش مع شخصيات المسرح ، أنسى من أكون ، وماذا أريد ، أفكر بتفكير ، الطبيب ، الضابط ، المهندس ، الفلاح ، المحامي ، وأحياناً اللص ، أفكر كما الشخصيات الأجنبية المترجمة التي تقرأها ، رسمت بأقلام كتاب يعرفون ما يكتبون ، أنسى بينهم التفكير في ذاتي ، همومي المستقبلة ، أحزاني الماضية .

نأتي للنهاية غير متوقعة , وهروب حازم لأن عمر استطاع أن يجعله يكشف أوراقه كلها ( أي أنه حرق ذاته أمام هذا العمر ) وهو يأبى أن يكون مكشوفاً !!
شخصية منطوية مع اعتقادي أن طلاب المعاهد المسرحية يكونون أكثراً انفتاحاً من الآخرين في علاقاتهم الاجتماعية .
بالرغم من الطيبة التي قرأناها لشخصية حازم إلا أنه أناني لم يكلف نفسه عناء تبادل التعريف مع رفيق جلسته لم يحاول أن يتقرب إلى عمر كما فعل عمر :
حازم . أليس من الغريب أنك لم تسألني عن نفسي طوال حديثنا .
يا صديقي ، ما تحويه نفسك لن يفيدني .

محمد البوهي : قرأتك هنا بطريقة مختلفة , كتبت لنا بواقعية أكثر مبتعداً عن الغموض الذي قد يفسر القصة إلى عدة تفسيرات . الوضوح هنا كان سيد الموقف , وقد نالت استحسان عيني وفكري , هذا من وجهة نظري أنا .
التسلسل كان ممتعاً , الوصف كان جميلاً جداً , تعرضت للشخصيات فصورتها لنا فرأيناها بعينيك نعم , ولكنها وصلت بطريقة التصوير المتحرك .
نأتي لنقطة الهرم ربما له تفسير في داخلي ومن خلال قراءتي لك في بعض قصصك , أجد أنه تصوير نفسي أكثر منه تفسير رمزي قد يحيط به .
وخاصة أن حازم قد تطرق إلى قصة الفراعنة وهم قصة تراث وحياة عريقة من الآلاف السنين رمز لمجد قد ولى ولكن آثاره بقيت هي الأقوى .

قد تخالفني الرأي ولكنها قراءة من وجهة نظر واحدة .
وعلى طاولة الحوار الأدبي نلتقي .

وأشكرك على هذه القصة الممتعة بالفعل قراءة وتوغل ومعايشة أفراد وحدث .

د. مصطفى عراقي
21-12-2006, 02:35 PM
أخي الحبيب القاص البارع محمد سامي البوهي

تحية من أعماق القلب لهذه القصة الجيدة التي تستحق الإعجاب
كما تستحق هذه القراءة التحليلية المضيئة للأستاذة جوري

أحببت أن أضيف أنني أحسست أنك هنا متردد بين أسلوب القصة والرواية لا سيما في الحوار الذي جاء مسهبا وكأننا نطالع فصلا من فصول رواية طويلة.

وكذلك أرى مجرد رأي أن القصة انتهت عند لحظة الانسحاب:
" لن تنتصر على بهرمك هذا التافه أبداً .
- هرمي ؟!
- أشرب قهوتك . فالوقت قد طال ، أفضل الانسحاب ".

لتترك التفكير للقارئ بدلا من أن تستاثر به في المحاضرة


أما اللغة هنا فتحتاج إلى بعض التصويبات مثل:

يقرأون : الصواب: يقرءون


تركوا لي حرية اختيار يوماً من أيام الأسبوع: الصواب يومٍ لأنه هنا مضاف وليس ظرفا

يعتمد اعتماداً شبه كلياً على العصائر ، : الصواب كليٍّ
إن وقع واحد منهم في خطأ المساس بشئ : الصواب : بشيء
، لجمني الذهول بالصمت : الصواب : ألجمني

انسحب بهدوء نحول الداخل ، خطأ طباعي واضح

بيده كتاباً باللغة الإنجليزية ، : الصواب: كتابٌ

- حضرتك تقرأ كتب أجنبية فقط ؟: الصواب: كتبا
- تقرأ أدب انجليزي؟ : الصواب أدبا إنجليزيا
على المقاعد الجلدية الفخمة ، بركن احتوانا سوياً ، :
سويا هنا خطأ لغوي شائع : والصواب: معا
تصدر غلافه رجل وسيماً ، : الصواب: رجلٌ وسيم

- أتوقعك طالب : الصواب: طالبا
أليس كذلك ؟
- نعم . هي كذلك لكن ..
الصواب : بلى ؛ لأن السؤال منفي


التي تقرأها : الصواب تقرؤها

- أنت تعتبر أهرامهم حيلة دفاعية ضد الموت؟

تعتبر خطأ شائع والصواب: تعدُّ




وتقبل أسمى التحيات لإبداعك الجميل
ودمت بكل الخير والسعادة

أخوك: مصطفى

محمد سامي البوهي
21-12-2006, 09:09 PM
أهنئك أخي محمد سامي البوهي .. على هذه القصة المشوقة الرائعة ...
شدتني إلى أخر سطر و استمتعت كثيرا بقراءتها ...
وما استنتجته من القصة .. أن مهنة التمثيل قد تؤدي إلى التمثيل في حياته مع من يحيط بهم بكل الألوان و إن اضطر أحيانا يمثل على نفسه أيضا ...
تقبل مروري .. ولك احترامي وتقديري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت الكريمة / حلا

من الرائع أن أجد هنا بين واحتنا من يمتلكون النفس الطويل للقراءة ، وأحمد الله أنني وفقت في أن تكون قصتي هي مصدر سعادة لك .

بورك لنا في قلمك

محمد سامي البوهي
21-12-2006, 09:18 PM
الأخت الكريمة / جوري
تفاجأت بحجم الرد ، وحجم الإهتمام بالنص صراحة ، بل دب الخوف في قلبي عندما رأيت نقدك لأول وهلة ، لكني سعدت جدا بهذا التحليل المميز ، الذي يضيف للقصة الكثير
دمت مبدعة

محمد سامي البوهي
21-12-2006, 09:31 PM
الأخ الحبيب
الشاعر الدكتور/ مصطفى عراقي
أشكرك جداً على جهدك الرائع في تحليل النص ، و تصفيته من الشوائب بهذه الطريقة التعليمية الأكثر من رائعة ، فقد تعلمت الكثير ، وأرجو من السادة المشرفين إذا أمكن تعديل القصة على ضوء تصحيح سيادتكم للغة فسأكون شاكر لهم .

أما عن النهاية ، فاحترم بالطبع وجهة نظر سيادتكم ، وسأعيد نظري فيها بحول الله .
ما أجمل أن نتعلم منك يا دكتور .

سلوة الخاطر
21-12-2006, 11:18 PM
في الحقيقة اعجبت جدا بمهارة د. مصطفى في تنقيته للأخطاء اللغوية
ولكن كهاوية مبتدئة في هذا المجال (( ارى ان نهاية القصة بالانسحاب )) كما ذكرتم..
سيقتل الرسم الاخير الذي يبرز شخصية حازم .. ويترك للقارئ فضاءات قد تخذله في النهاية ولا يهتم لهذه الشخصية .. وبذلك تفقد اضواء المسرح إغراءها ..
واشكرك استاذنا الفاضل .. لو تفضلت بمواصلة مناقشتنا لكي نستفيد من خبرتك ورؤيتك الثاقبة ...

سلوة الخاطر
22-12-2006, 12:03 AM
حين قرأت تحليل الاخت جوري الدقيق اعجبت به جدا واتفقت معك في مواطن واختلفت في اخرى وهي مثلا قولك



وأهرامات الضحك :

نأتي للنهاية غير متوقعة , وهروب حازم لأن عمر استطاع أن يجعله يكشف أوراقه كلها ( أي أنه حرق ذاته أمام هذا العمر ) وهو يأبى أن يكون مكشوفاً !!

بالرغم من الطيبة التي قرأناها لشخصية حازم إلا أنه أناني لم يكلف نفسه عناء تبادل التعريف مع رفيق جلسته لم يحاول أن يتقرب إلى عمر كما فعل عمر :
.

اعتقد ان حازم هرب من فضول عمرالذي سيظل يلاحقه ابدا وهو كما بدا لا يحبذ الحديث كثيرا
حازم برؤيتي هرب من فضول عمر الذي لن يتوقف
وان لم يدور حوار اخر ستلاحقه عيون الفضولين بعد ان ينتشر خبره من عمر لكل من في الشقة

النقطة الثانية
في الحوار
حازم لم يحاول سؤال عمر لانه فهمه من كثرة اسألته واستطاع ان يحلل شخصيته بسرعة

فهو قادر بحكم ممارسته لدراسةالشخصيات التي يقوم بأدائها على تحليل الشخصيات

والهرم التافه الذي عناه هو الفضول .. الذي اكسب عمر الجراة على ما لم يجرؤ عليه الاخرين ..
ارجو ان اكون وصلت الى صورة واضحة عن الشخصيات المرسومة بحبكة رائعة

د. مصطفى عراقي
22-12-2006, 08:19 AM
الأخ الحبيب
الشاعر الدكتور/ مصطفى عراقي
أشكرك جداً على جهدك الرائع في تحليل النص ، و تصفيته من الشوائب بهذه الطريقة التعليمية الأكثر من رائعة ، فقد تعلمت الكثير ، وأرجو من السادة المشرفين إذا أمكن تعديل القصة على ضوء تصحيح سيادتكم للغة فسأكون شاكر لهم .
أما عن النهاية ، فاحترم بالطبع وجهة نظر سيادتكم ، وسأعيد نظري فيها بحول الله .
ما أجمل أن نتعلم منك يا دكتور .
========

شكرا لهذه الدماثة الجميلة والأريحية النبيلة يا أخي الحبيب الغالي

وثق بأن تصويب بعض الأخطاء اليسيرة نابع من الغيرة على إبداعك الجميل أن تشوبه شائبة

أما بالنسبة لما اقترحته فيما يتعلق بالنهاية، فما قلته مجرد رأي كما أشرت، وربما كنت فيه مخطئا ، والأمر إليك في نهاية المطاف


أخوك المحب: مصطفى
ودمت بكل الخير والسعادة والألق

د. مصطفى عراقي
22-12-2006, 08:28 AM
في الحقيقة اعجبت جدا بمهارة د. مصطفى في تنقيته للأخطاء اللغوية
ولكن كهاوية مبتدئة في هذا المجال (( ارى ان نهاية القصة بالانسحاب )) كما ذكرتم..
سيقتل الرسم الاخير الذي يبرز شخصية حازم .. ويترك للقارئ فضاءات قد تخذله في النهاية ولا يهتم لهذه الشخصية .. وبذلك تفقد اضواء المسرح إغراءها ..
واشكرك استاذنا الفاضل .. لو تفضلت بمواصلة مناقشتنا لكي نستفيد من خبرتك ورؤيتك الثاقبة ...


===
الأستاذة الفاضلة سلوة الخاطر

في البدء أحييك على أسلوبك الراقي الجميل في المناقشة وإبداء وجهة نظرك القائمة على قراءة واعية منصفة فلك الشكر والتحية
ثم أحب أن أبين أن ما اقترحته كان مجرد رأي من الرأي ولذلك قلت:"وكذلك أرى مجرد رأي أن القصة انتهت عند لحظة الانسحاب"


وأرجو أن توضحي لنا ما الذي أضافه ما بعد ذلك في " الرسم الأخير الذي يبرز شخصية حازم "
أكثر مما اكتشفناه قبله؟

ودمت بكل الخير والسعادة


أخوك : مصطفى

سلوة الخاطر
22-12-2006, 02:18 PM
اولا / لا تعلم مقدار السعادة التي اجتاحتني حينما رأيت ردكم وتفاعلكم معي واشكر لك منحي هذه الثقة واللفته الكريمة ..


ثانيا / جمال شخصية حازم كانت في ردت فعله تجاه شخص عمر.. والتي تمثلت بـــ (( عدم الرضوخ لفضول عمر)) وان الضعف الذي اظهره عمر


استعرت الجرأة من قلب آخر ، غير قلبي الذي يتهشم بالخوف ، تهيأت للقائه ، تظاهرت بالثبات ، دلفت بخطوات بليدة نحو غرفتنا المشطورة ، كي أجدها خاوية إلا من سريرى الخشبي الراسخ ، خزانة ملابسي الثقيلة ، مكتبي القديم .



فلو لم تأتي النهاية صريحة بهذا .. لراينا ان بطل القصة عمر وليس حازم
فهو من استدرج حازم حتى اقر برغبته في الانسحاب .. والعكس صحيح
-في نظري طبعا ً- فحازم هو من استدرج عمر ليكشف له( امام نفسه ) فضوله وتطفله على الاخرين والانشغال بأمورهم الخاصة بدل الاهتمام بشؤنه الخاصة .

وإلا لما جبن عمر كل هذا الجبن قبل ان يفتح باب غرفته ..

واتمنى من حضرتكم توجيهي ان اخذتني الشطحات خارج مدلول النص

فكما سبق ذكرت لكم اني مجرد هاوية ولا اصل لخبرتكم ومهارتكم في التحليل ..

نورية العبيدي
24-12-2006, 11:19 AM
المبدع محمد
في الواقع، لاول مرة يكون نفسي طويلا في قراءة قصة بهذا الحجم، والفضل لها وليس لنفَسي . :011:

اعجبني الاسلوب الراقي الذي يعكس ثقافة منظمة، وواعية ، وشاملة. ويعكس ايضا احساسا عميقا بالواقع المتناقض الذي يعيشه الجيل المعاصر، وبالضياع الذي يهدد الكثير من اعضاء هذا الجيل!

الضحك ضروري طبعا، لكنه عندما يصبح وسيلة يصب بها البعض شعورهم بالنقص ، فانه سيكون حالة غير سوية تستحق الوقوف عندها كوقفتك الحالية الناضجة.

سمحت لنفسي أن أعد شخصية "حازم" رمزا للمتعَبين في هذا العصر، الذي يحق لنا أن نسميه عصر التعب النفسي، والضغوط ، والاحباطات. رمزا للمغتربين نفسيا والرافضين لحالة الواقع، فيأثرون الهروب منه الى عالم الخيال وتقمص الشخصيات التي لا تنتمي الى واقعهم المؤلم!


شكرا محمد لامتاعنا بهذا الادب الرفيع :0014:

محمد سامي البوهي
24-12-2006, 07:57 PM
أخي العزيز الحبيب
الدكتور/ مصطفى عراقي
لقد صوبت الأخطاء التي أشرت إليها ، وهذا ما عهدناه من واحتنا ، أن نتعلم ، ونتناقش ، وقد اقتنعت بوجهة نظر سيادتكم في النهاية ، وقد قمت بتعديلها ، فأتمنى أن ان تحوز إعجابك .

َأهْرَاْمـاتُ الْضَّحـكِ

اهتز باب الشقة بدقات هادئة ، ظننت أنها فلول هاربة من عاصفة عابرة ، علمت أنها بصمة من بصمات حضوره المميز ، عندما انطلق الجالسون بصيحة واحدة ، زينتها الدهشة لهول المفاجأة ، انفجرت أفواههم بنطق اسمه تباعاً : "حازم ثابت " !!، التعجب كان حليف ِذكر اسمه دائماً ، السخرية المخضبة بالانبهار المتبوع باسترجاع أفعاله الغريبة تاجاً من تيجان سيرته الغائبة ، كنت قد التحقت بهم بعد الإعلان عن حاجتهم لمرافق يشاركهم مسكنهم ، عرفتهم نفسي ، عرفوني بأنفسهم ، بدأ التأقلم مع عادات كل واحد منهم يبني بيوتاً صغيرة لهم داخلي ، لكل منهم سمة تميزه ، عاداته الخاصة المختلفة التي ينفرد بها كل شخص عن غيره ، إلا أنهم اجتمعوا جميعهم على وليمة السخرية ، و التهكم حتى من أنفسهم أحياناً ، تعرفت على "حازم ثابت" من خلالهم ، شاركتهم الضحكات عندما كان يشرع أحدهم بتقليده بطريقته المضحكة التي تستدعي استجلاب مشاعر الهزل ، لترسم نفسها على معالم وجهي ، لم أحظ برؤيته من قبل ، لكني رأيت ما تركه خلفه من كتب باللغة الإنجليزية على مكتبه الصغير ، رأيته من خلال أشيائه غير المستقرة ، سرير سفاري ، دولاب رحلات صنع من جلد مصقول ، كرسي أشبه بكراسي البحر ، حاولت العبث خلسة في كتبه ، لكنها كانت تتعدى فهمي للغة الإنجليزية ، استنتجت من رحلة تصفحي القصيرة أنها كتب تختص بالهندسة ، والاقتصاد ، أشارت بعض لقيمات الكلمات التي التقطها ، والرسوم البيانية ، والتصميمات إلى ذلك ، رسم مجموع هذه الأشياء صورة " كركاترية " له بذهني ، لونها المقلد البارع "ياسر على" أحد فرسان الوليمة الساخرة ، بل وأمهرهم في امتطاء الشخصيات ، والعدو بها من حولنا ، لم يترك فيه شيئاً إلا وأصابه ؛ رأسه الحليق دائماً ، مشيته الكسولة ، عينيه المقفلة ، طريقته عندما يجد صعوبة في تذكر أسمائهم ، ملابسه التي لا تغادر جسده حتى أثناء نومه ، حقيبة كتبه التي تشبه أكياس الشحاذين ، كوبه الضخم ، ملعقته ، صحونه التي تتصدرها صورة الفأر الأمريكي الشهير ، حتى حذائه العسكري الطويل لم يسلم من إصاباته ، وسط هذه المسرحيات ، يقرءون على قوانين المعيشة بينهم ؛ مشاركتهم "جمعية مكافحة الجوع " ، هي جمعية فيدرالية من تأسيسهم ، يشترك فيها كل مقيم بينهم بسهم شهري من أجل شراء الطعام ، تركوا لي حرية اختيار يوم من أيام الأسبوع لممارسة الطبخ ، يوماً آخر لغسيل الأوعية ، ويوماً لإشغال الغسالة بملابسي ، ركن أحدده من أركان الشقة يكون تحت سيطرتي التنظيفية ، الغريب في هذا الأمر أن "ثابت" كما يلقبونه ، كان بعيداً عن هذه القوانين ، على وجه الخصوص بند "جمعية مكافحة الجوع " ، أخبروني بأنه يأكل طعاماً من نوع خاص ، يشتريه من مطاعم تصنعه له خصيصاً ، يعتمد اعتماداً شبه كليٍّ
على العصائر ، المعلبات ، الشيكولاتة ، بعض أنواع المكسرات ، لايسمح لأحدهم بمس متعلقاته الشخصية ، إن وقع واحد منهم في خطأ المساس بشيء من أشيائه تركه هدية له ، أو حذفه من حياته بصندوق المهملات ، بعدها يغسل يديه بجميع ماركات المعقمات ، كثيراً ما يغيب عنهم لأيام لا يعلمون عنه شيئاً خلالها ، يمحي اتصالاتهم فور ظهور رقم أحدهم على شاشة استقبال جواله القديم ، يثور لو تطرق متطفل منهم بسؤاله : أين كنت ؟ ، إلى أين أنت ذاهب ؟ ، لوائح قوانينهم واضحة ، بل وصارمة في بعض بنودها إلى حد لا يقبل المناقشة ؛ سداد الإيجار في موعده أول كل شهر ، عدم التخلف عن جدول الطبخ ، والنظافة تحت أي ظرف ، لكن ما أثار انتباهي ، أن عادات "حازم ثابت " الشاذة المضحكة ، كانت خطاً رئيسياً لقبولها ضمن لوائح هذه القوانين ، سألتهم عن غيابه أجابوا بصوت واحد : لا نعرف أين هو الآن ، غاب منذ أيام ولا نعلم عنه شيئاً ، لكنه يوما ما سيتحفنا بحضوره ، طارقاً علينا الباب ، ورغم انه يحمل مفتاحاً ، إلا أنه لا يستعمله أبداً ، زاد فضولي بسؤالهم عن دراسته ، أجابوا بنفس اللهجة السابقة : لا نعرف ماذا يدرس , ولا لأي كلية ينتمي ، يوماً نستقبله بكتب في الأدب ، يوماً يدخل علينا حاملاً أدوات هندسية ، وآخرها دخل علينا وعلى ذراعه معطف طبيب ، لا يسمح بالأسئلة أن تتسلل إليه ، وإن طرحت يتجاهلها كأنه فقد السمع ، انسحبت من هذا الاستحضار الذي غزاني ، تعلقت بالباب ، لأكشف إلى أي مدى وصل بي خيالي ، أردت أن أطابق الصورة بالواقع ، تقدم "مصطفى حسين " نحو الباب ، خلعه من مكانه ، كان أكثر فرسان الوليمة حكمة وعقلاً ، يصنع "إيفيهات " محبوكة ، تستدعي التفكير قبل الدخول في غيبوبة الضحك ، يستخدم دراسته لعلم النفس في إطلاق مسميات مختلفة علينا ، توجه بنظره محذراً "ياسر على " بأن يضع لسانه بالعلبة بدلاً من العفريت ، التزم الجالسون الصمت المحشو بطلقات الضحك ، تحرك الباب كي يكشف عن وجهه الملطخ بضباب الشتاء البارد ، بدأت مقاييس التطابق ترتفع ، تنخفض داخل ذاكرتي ، و نظرة مهيبة لتحرير النتيجة من قفصها,بدأ ظهوره يبدد الضلالات المتكتلة أمامي ، أثبت "ياسر على" - طالب الحقوق- أنه مصور من طراز راق ، الصورة كائنة كما وصفها تماماً ، ألقى علينا السلام كصدى صوت يرتد إليه ، رُدت إليه التحية بتواترات صوتية مختلفة ، كانت أقرب إلى لغة الوليمة الساخرة ، لم يتجرأ عليه أحد بالسؤال عن سبب غيابه خلال الأيام الماضية ، أضاع عليهم فرصة التمادي في محاورته ،دخل غرفته التي أتقاسمها معه ، غاب لحظات بالداخل ، كأنه أراد الاطمئنان على مصير أشيائه ، خرج معلقاً الكتابين رفقائي في رحلة التصفح القصيرة بأطراف أصابعه ، توقف أمام صندوق المهملات دفنهما داخله ، ثم هوس المعقمات ينهال به على مكتبه ، ويديه ، لفني الذهول وسط الغمزات ، واللمزات المتتالية ، كيف علم بأن يداً غريبة تلاعبت بكتبه أثناء غيابه ، سحب "مصطفى حسين " سؤالاً وصوبه نحوي ، هل لمست كتبه ؟ ، ألجمني الذهول بالصمت الذي اقتحمه "حازم ثابت " بسؤال آخر ، طالباً به الكشف عن شخصية صاحب السرير الذي يرافق سريره داخل الغرفة ، أنقذني " أحمد عبد الله " أحد المقيمين معنا ، ومن أبرز رواد الوليمة ، بل هو المحرك الأساسي لها ، صاحب إشعال فتيل السخرية الأول دائماً ، أشار بكفه الأيمن نحوي ، قدمني له ، وقدمه لي ، فانزلق بنظره إلى أسفل قدمي ، ارتفع يتفحص وجهي ، هز رأسه أمامي، بادلته ترحيبه بقلق ، و خجل ، حيث كنت أستعد للإجابة عن سؤاله القادم عن سبب تطفلي على كتبه التي فقدها منذ لحظات ، خذلني ، انسحب بهدوء نحو الداخل ، كان لابد لي من تهيئة نفسي للتعايش مع هذا الكائن المريخي كما يصفونه دائماً ، خلعت جسدي من مكانه مصطحباً حفنات من الفضول ، فرضت نفسي عليه داخل الغرفة المشتركة ،كان ممدداً على سريره دون أن يخلع ملابس خروجه ، بيده كتاباً باللغة الإنجليزية ، تظاهرت بترتيب ملابسي ، لم يعبأ بوجودي ، شهقت شهقةً داخلي ، استعداداً لغزو فضاء هذا الكائن ، لكنني فوجئت به يسبقني بسؤاله عن مدى حبي للقراءة ، و التداخل مع عالم الكتب ، فهمت ما يرمي إليه بالطبع ، يستخدم طريقة محقق المباحث في استدراج المتهم للإيقاع به ، يريد الوصول بطريقة غير مباشرة لمعرفة المتسبب في فقده لكتابين من كتبه ، أجبته بالإيجاب ، لكني نفيت عن نفسي حبي لقراءة الكتب الأجنبية ، صمت لحظات ، لم أدعه خلالها يخوض بالتفكير في سؤال آخر ، صممت ألا يصل إلى ما يريد ، وانهلت عليه بسؤالي بعد أن سبقني بضربته الأولى :
- حضرتك تقرأ كتباً أجنبية فقط ؟
- نعم . واسمي "حازم" بدون حضرتك.
- شرفت بك .
- أهلاً.
أعرض برأسه داخل الكتاب كالنعامة ، قررت أن أستمر في خوض المعركة ، رغم إجاباته المختصرة جداً ، والمحدودة ، كثفت الأسئلة مع استعدادي لتحمل النتائج :
- تقرأ أدباً انجليزياً؟
تظاهر بعدم السمع ، الإصرار كان يلح على بالمواصلة ، أعدت عليه السؤال :
- حازم . تقرأ أدب انجليزي ؟
رمقني بنظرة خافتة من خلف كتابه ، ازدادت حدة كأعين القطط السوداء بالظلام ، أعقبها بشرود غريب :
- هل تقرأ أنت أدب انجليزي ؟
- أقرأ روايات مترجمة .
- لمن ؟
- لـ (تشارلز ديكنز ، شكسبير ، أجاثا كريستي ).
- الترجمة لا تشعرك بلذة ما أبدعوه بلغتهم .
- أعلم ذلك . لكني لا أجيد الإنجليزية .
- واضح أنك تحب القراءة .
- أعشقها منذ الصغر .
- قلت لي ما اسمك ؟
- أخوك "عمر محمود ".
- أحب اسم عمر .
- أكرمك الله ، من لطف ذائقتك.
- هل قرأت عبقرية عمر ؟
- نعم . قرأتها .
- ما رأيك بالعقاد ؟
- العقاد مفكر وفيلسوف رائع ، أتفق معه في أشياء ، وأختلف معه في أخرى .
- تتفق معه ، تختلف معه ؟!
- نعم . وهل في الأمر غرابة ؟
- قلت لي ما اسمك ؟
- اسمي عمر . عمر محمود .
- آه . تذكرت .
- لا عليك .أعرف أنك تنسى سريعاً .
- من قال لك ذلك ؟
- الأخوة هنا بالشقة .
- هل حدثوك عني ؟
- نعم ذكروك بكل خير .
- وهل يعلمون عني شيئاً لينسبوا إليه الخير ؟
شعرت بوقوعي في خطأ جسيم , كاد أن يزج بي في براثن الوقيعة , وبذلك أكون مثل لاعب كرة القدم الذي سجل هدفاً في فريقه , لملمت الحديث , طويته سريعاً , لكنه هرب مرة أخرى إلى كتابه , أراد أن ينهي المعركة في جولتها الأولى . صممت أن أحقق انتصاراً أولياً في هذه الجولة , لن أدعه يفارقني دون عودة , لكن لابد ، وأن أنفرد به في ساحة أخرى بعيداً عن حصونه هذه التي يتحصن بها ، و يرواغني من خلالها :
- ما رأيك بأن نخرج ليلاً نغير من جو الشقة ؟
- نخرج إلى أين ؟!
- نجلس على المقهى الشعبي بشارع الألفي .
- أنا لا أجلس إلا على "كوفي شوب" بمدينة نصر .
- اتفقنا . ولك ما طلبت .

**** **** ****
على المقاعد الجلدية الفخمة ، بركن احتوانا معاً، بتلك المقهى المحلاة بالطابع الأوربي ، انفردت به بعيداً عن المسرح الكوميدي ، الذي عج بالاندهاش فور اجتماعنا للخروج معاً بهذه السرعة ، حمل معه حقيبة كتبه القماشية ، الملقبة بكيس الشحاذين ، أخرج كتاباً غريباً ، تصدر غلافه رجل وسيم ، ببذته الأنيقة ، حاولت ألملم عنوان الكتاب الذي كتب بخط "الكوميك" الإنجليزي ، لكنني وجدت صعوبة بالغة في فك طلاسمه ، فكان السؤال عن اسم الكتاب دافعاً قوياً لبدء الجولة :
- ما اسم هذا الكتاب ؟
- اسمه (Forex Made East )
- ما ترجمته العربية ؟
- سوق تداول الأوراق المالية .
- اقتصاد؟
- نعم . للمليونير (جيمس ديكس )
- جيمس ديكس ؟!
- نعم . هل سمعت عنه ؟
- يخيل لي ذلك .
- أتمنى أن أصبح مثله ، رجل مكافح ، بنى نفسه بنفسه ، أبوه كان "مالتي مليونير " ، رغم ذلك اعتمد على نفسه ، عمل في كل شئ ، بدأ من نقطة الصفر ، حتى حقق ما يريد .
- حازم . ماذا تدرس ؟
- تشرب قهوة ؟
- ليس عندي ما يمنع ذلك .
- أحب القهوة الأمريكية كثيراً .
- وأنا أحب أن أجربها .
- سأقوم أحضر الطلب ، هنا قانون اخدم نفسك ،تماماً مثل قانون شقتنا.
شاركته ضحكاته ، كانت هي المرة الأولى التي ألحظ فيها شفتيه تنفرجان للضحك ، قام لإحضار القهوة ، حام حولى الشرود في هذه الشخصية المحيرة ، أحياناً يطل من نافذة الانتماء الغربي ، أحياناً يحدثني عن العقاد ، عقر دار الأدب العربي ، والآن يقرأ لمليونير إنجليزي ، يتخذه قدوة له ، يتلون كل دقيقة بلون مختلف ، يصعب علي تحديد هويته وسط هذا الغموض الذي يتشرنق به ، عاد حاملاً صينية عليها قدحين من القهوة الأمريكية ذات الرغوة الكثيفة ، تنفذ من وجهه سعادة خفيه تستفزني ، كنت أقترب منه ، أنجذب نحوه ، رغم حداثة معرفتي به ، جمد بحضوره سيل التفكير المنصب على رأسي ، انشغل بفتح كيس من السكر ، صب محتوياته بقدحه ، نظر نحوي ، يلتهم ملامحي ، انطلق من صمته :
- تريد أن تعرف ماذا أدرس ؟
- نعم . إن كان لا يضايقك ذلك.
- قل لي ، ماذا تتوقع أن أدرس ؟
- أتوقعك طالباً بكلية التجارة ، أو الهندسة .
- لا هذا ولا ذاك ، خاب توقعك .
- إذاً ، ماذا تدرس ؟
- أنا طالب بمعهد الفنون المسرحية .
- معقول ؟!
- دراسة فريدة . أليس كذلك ؟
- بلى. هي كذلك لكن ...
- أعرف سؤالك القادم . لكل مخلوق حيله الدفاعية ، ولكن السائد الآن من هذه الحيل بين بني البشر ، حيلة الضحك ، نهرب من أنفسنا ، من التفكير في هموم مستقبلنا بالضحك ، بل نبني منه أهراماً داخلنا ، انظر حولك لهؤلاء الناس ، كل واحد منهم داخله هرم استغرق في بنائه ليدافع به عن نفسه أمام تلك المعتقدات المجتمعية التي تهاجمه .
- لكنك نادر الضحك .
- نعم. اتخذت شكلاً آخر للدفاع عن نفسي من تلك المعتقدات التي تلفنا ، أبني هرمي بطريقة مختلفة ، بقراءة غيري ، العيش مع شخصيات المسرح ، أنسى من أكون ، وماذا أريد ، أفكر بتفكير ، الطبيب ، الضابط ، المهندس ، الفلاح ، المحامي ، وأحياناً اللص ، أفكر كما الشخصيات الأجنبية المترجمة التي تقرؤها ، رسمت بأقلام كتاب يعرفون ما يكتبون ، أنسى بينهم التفكير في ذاتي ، همومي المستقبلة ، أحزاني الماضية .
- أنت إنسان غامض .
- كيف تتهمني بالغموض ، وأنا أكشف لك نفسي الآن .
- لكن هل ترى أن حيلك هذه ...
- عمر . أجدادنا الفراعنة مثلاً ، كان محور التفكير عندهم ينصب على قطبين ، قطب الحياة ، قطب الموت ، همهم المستقبلي هو الحياة الأخرى ، همومهم لم تكن مثل همومنا ، فقد حققوا كل شئ ، وعجزوا عن الخلود في الدنيا ، لذلك بنوا لأنفسهم أهراماً يدافعون بها عن أجسادهم ضد فكرة الزوال، كان همهم الأكبر هو الحياة ، الخلود ، حضارتهم هذه لم يصنعوها من أجلنا ، ولا من أجل الأجيال القادمة كما نعتقد ، بل صنعوها من أجل حياتهم القادمة بعد الموت .
- أنت تُعِد أهرامهم حيلة دفاعية ضد الموت؟
- نعم. ونجحوا في تخليد أسمائهم ، لكن أهرام الضحك التي نبنيها الآن نبنيها للهروب من الواقع المرير ، ومن شبح حاجات الحياة الذي يهددنا ، نتباهى بأهرامهم الشامخة، وننسبها إلينا، ونسخر من أهرامنا ، لا نحترمها .
- لذلك قررت أن تبني لنفسك هرماً بطريقتك .
- نعم . هرماً أحترمه .
- لكنك بذلك تغلق على نفسك كهفاً ، قد تنسى فيه ، تعيش مع غيرك ، لا تعيش نفسك .
- لم تشرب قهوتك .
- حازم . أليس من الغريب أنك لم تسألني عن نفسي طوال حديثنا .
- ياصديقي ، ما تحويه نفسك لن يفيدني .
- لكني انتصرت على غموضك ، ونجحت في الوصول إليك في ساعات معدودة .
- تقصد ساعات ماضية ، لكن هل تعلم ما سأفعله في ساعاتي القادمة ؟ .
- أنت ...
- أنا أتلون كل يوم ، كل ساعة ، كلما توصلت إلى ، سبقتك إلى شكل آخر ، لن تنتصر على بهرمك هذا التافه أبداً .
- هرمي ؟!
- أشرب قهوتك . فالوقت قد طال ، أفضل الانسحاب .
نهض من مكانة ،جذب فاتورة حسابه من فوق الطاولة ، تمعن فيها بتململ ، رسم الضيق البارد على وجهه ، تقدم بخطوات سريعة نحو "الكاشير" ، أخرج من جيبه ورقة مالية قديمة ، مجهولة، ألقاها أمامه ، انصرف بحده ، التقطها "الكاشير" ، قلبها يميناً ، يساراً ، فشل في تبديد غرابتها ، نظر تجاهي ... ابتسم لوجهي ، ابتسمت له .

محمد سامي البوهي
24-12-2006, 08:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الأخت الكريمة

سلوة الخاطر

أقدم لك وافر الشكر والإحترام ، لإفادتي بهذه المناقشة الحضارية ، و توصيل وجهات النظر ، على الرغم أن النص ليس بنصك ، إلا اأنك أشعرتيني أنك أنت من كتبتيه ، فلك كل الشكر .

محمد سامي البوهي
24-12-2006, 08:10 PM
الأخت الكريمة

الأديبة / نورية العبيدي

أشكرك جداً على منحي من وقتك سويعات لقراءة هذا النص المتواضع ، ولكم أنا سعيد أنه نال إعجابك ، فشكراً لذائقتك ، وذوقك .

ابراهيم خطاب
26-12-2006, 02:04 PM
الصديق / محمد سامى
بعد فترة طويلة من الإنقطاع عن واحتنا الثقافية العريقة دائما وأبدا ، هأنذا أعود مجددا لكل الأصدقاء00
أما بعد
بداية انا بصد هذا العمل الإبداعى ، أجدنى وجها لوجه أمام رقعة طيعة ورائعة لبناء عمل روائى جيد ، ولست بصدد قصة قصيرة ، وذلك لأسباب متعددة جدا ، لن أخوض فيها الآن ، ومادمت قد سجلت عملك الفنى بإسم قصة قصيرة فاسمح لى ان أتعامل مع قصتك القصيرة بصدر رحب وبحب وتقدير بالغيين0
أولا ــــــ
كما تعلمنا سابقا من أساتذتنا الكبار وانت منهم ، لا يجب أن يتعامل المبدع مع نصه الإبداعى بمنطق العليم البصير بكل شىء بالعمل الإبداعى ، ولكن المنطق الفنى يتطلب من المبدع أن يكون خلف الستار تماما وغير مرئى للمشاهد المقصود به القارىء أو المتلقى ، حين أتوقف أمام بعض الجمل السردية بالقصة المقصودة ( أهرامات الضحك ) وليس كلها مثل :ــــ
ـــــ ظننت أنها فلول هاربة من عاصفة عابرة
ـــــ علمت أنها بصمة من بصمات حضوره
أتوقف قليلا أمام الجملة الثانية بالتحديد ومثلها بعض الجمل بالعمل القصصى مندهشا ، وأمام الأولى متعجبا ، إذ أن العلم والظن فى كلتا الجملتين يجب أن يكونا للمتلقى ( القارىء) وليس لمبدع النص العليم والظان فى نفس الوقت 0
ثانيا :ــــ كثيرا ما كانت اللغة السردية بهذا العمل ( النفسانى - الميتافيزيقى ) سارقة لحال المبدع ، بمعنى علو سردية اللغة على حساب الحالة الإبداعية ، وهذا بالتأكيد ضد العمل الفنى وليس لصالحه ، وعلى سبيل المثال فى قول الكاتب :ـــــ
ـــــ إجتمعوا جميعهم على وليمة السخرية والتهكم حتى من أنفسهم أحيانا0
ــــ لكنى رأيت ما تركه خلفه من كتب باللغة الإنجليزية على مكتبه الصغير ، رأيته من خلال أشيائه غير المستقرة ، سرير سفارى ، دولاب رحلات صنع من جلد مصقول ، كرسى أشبه بكراسى البحر 000
وهنا لى وقفة مع الكاتب بداية فى الجملة الأولى :ـــ
ماذا أضافت ( جميعهم ) الى الجملة ، إذا كانت ( الواو ) فى ( إجتمعوا ) هى ( واو ) الجماعة ، فماذا أضافت ( جميعهم ) هنا 00
والثانية : ــــ
ما بين (رأيت) ما تركه خلفه
وما بين ( رأيته ) من خلال أشيائه غير المستقرة 000 الخ
الجملة واحدة وليست بحاجة الى جملتين منفصلتين ، وأتصور أن ما يحدث هذا يدخل فى نطاق ما يسمى ( بالحشو الزائد ) بالعمل الفنى ، وهذا أيضا ضد فنية العمل ، الكاتب الحقيقى هو من يملك قرار الحذف السابق لقرار الإضافة ، والمفردة الزائدة ضارة جدا بفنية العمل الإبداعى / فما بالنا بالجملة الزائدة 0000؟؟؟؟
ثالثا : ــــ
ـــــ صحونه التى تتصدرها صورة الفأر الأمريكى الشهير
ــــ حتى حذائه العسكرى الطويل
تتوقفت كثيرا أمام هاتين الجملتين باحثا عن دوال ، بمعنى لماذا ( الفأر الأمريكى ) ولم يكن الصينى أو الأسبانى أو العربى ، اللهم إذا كان الفأر الأمريكى أكثر شهرة من الفئران العربية الأصيلة مثلا 0
كما توقفت أيضا أمام هذا ( الحذاء العسكرى الطويل ) باحثا عن دوال هذا الحذاء ، وقيمته الفنية داخل إطار العمل الإبداعى ، وفى النهاية اكتشفت أنه لا فرق كبير ، بين أى حذاء ، وأى فأر ، من جنسية كان 00
رابعا :ـــ
رغم كل ما سبق لا أنكر إعجابى الكبير بهذا العمل الفنى الجميل بالفعل ، ولولا أننى بصدد عمل إبداعى جيد ما توقفت أمامه مشاغبا ومشاكسا ، ومن الأشياء التى استوقفتنى امام هذا العمل أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :ـــــ اللغة :ـــ
يتعامل الكاتب داخل إطار هذا العمل بأكثر من مستوى لغوى مضيفا بذلك بعدا جديدا لآلية السرد القصصى ، حيث اصبحت اللغة ( فى هذا العمل ) بمستوياتها المختلفة ، عنصر مكملا للحالة النفسية داخل العمل ذاته ، على سبيل المثال :ـــــ
ـــــ التأقلم يبنى بيوتا صغيرة لهم داخلى
ـــــ أشارت بعض لقيمات الكلمات التى التقطها و000 الخ
هذا مستوى ضمن مستويات اللغة التى ارتفعت بلغة السرد الى لغة الشعر ، مما اضاف بالغيجاب الى اللغة الساردة من وجهة نظرى0
خامسا :ــــ
عند الولوج الى عالم القصة ( أهرامات الضحك ) نجد اننا بصدد شخصيتين رئيسيتين هما (حازم ــــ عمر ) باقى الشخصيات بالعمل القصصى هى شخصيات ثانوية أو بالأحرى شخصيات مكملة للنص الإبداعى ، وربما سوف أختلف قليلا أو كثيرا مع كافة الأساتذة الأفاضل الذين سبقونى فى الحديث عن القصة فى بعض الأمور الرئيسية بالعمل الأدبى0
تدور أجواء القصة كاملة ( أهرامات الضحك ) بين الذات المتحركة ، والذات الساكنة لشخص واحد ، بعيد عن إيهام الكاتب لنا ببعض الأسماء مثل ( حازم ثابت ، عمر ) أنا لا أرى هذا ولا ذاك ، أرى نفسى أمام شخصية واحدة تعانى بداخلها حالة كبرى من الإغتراب والتشتت والشعور بالضياع أحيانا ، داخل لبنة واحدة بداخلنا تحمل فى جوانحها الخير والشر معا ، والصراع دائم ومحتدم ما بين الطرفين وبينهما الإنسان بين تارة وأخرى ، النفس الإنسانية المتناقضة التى تفعل الشىء ونقيضة فى ذات اللحظة ، وإلا لماذا نشرب السجائر ونمنعها عن أولادنا ، لماذا نتيح لأنفسنا العديد من الممنوعات ونحن نقوم بها ، ذواتنا تحمل العديد من التناقضات النفسية والذاتية التى لا تعد لكثرتها ، فى ذات اللحظة التى نحن ضدها ، كما يعيش بداخلنا أيضا اللص والشريف ، والمحامى والطبيب ، والقبول والرفض ، والأنا المسالمة ، والأنا الأمارة بالسوء ، ونحن نعيش داخل هذه البئر العميقة من هذه التناقضات ما بين نعم ولا ، وأرى الكاتب قد وفق الى درجة كبيرة فى كشف هذا المستور والمسكوت عنه بشكل فنى كبير وواع ، بعيد عن بعض الملاحظات البسيطة التى توقفنا عندها سابقا 00
وأخيرا وليس آخرا :ـــــ
مازلت أراهن أن هذا الكاتب محمد البوهى يملك من أدوات الفن الراقى والإبداع الأدبى المتميز الكثير والكثير ، والذى لم يكشف صاحبه عنه بعد ، ونحن ننتظر منه الكثير ، فليتقبل منى محبتى وتقديرى :nj: إبراهيم خطاب

وفاء شوكت خضر
26-12-2006, 04:02 PM
الأديب القاص / سامي البوهي ..
اعذر تأخري بالرد على هذه القصة التي نجحت في كتابتها ، من حيث الفكرة والبداية وحتى والنهاية ، والتي شدتنا إليها بفنيتك المتقنه في سردها .
اجتماع لأشخاص اختلفت طبقاتهم الإجتماعية والفكرية والعلمية ، اجتمعوا ليؤلفوا وحدة قامت على شروط وأسس ، أولها التعاون ، انتهاء باحترام الخصوصيات والأمور الشخصية .
شخصية حازم ثابت التي أسدلت عليها في البداية ستار الغموض ، وتعدد الإتجهات ، والحزم والإنطوائية ، والوسوسة المبالغ بها وكأنه يخفي سرا عظيما .
الهروب من مشاكل الحياة ومصاعب الغربه ومن قسوتها ، باختراع وسيلة بناء اهرامات الضحك ، والتي ترمز للمستويات الفكرية والإجتماعية ، هازئة منها ولا أدري هل هو الإحساس بالنقس ما يدفها لذلك أم أنه الحسد والضغينة .
البطل الذي هو الراوي والشخصية التي تحتل المركز الأول في القصة حازم ثابت ، الذي اتخذ لنفسه عدة اتجاهات أمام الناس ، ويخفي عن الجميع طبيعة عمله ، اهتمامه بالكتب العلمية والثقافية على اختلافها ، وثقافات الشعوب والمهن .
فضول بطل القصه الراوي الذي أبى إلا أن يكشف سر هذه الشخصية وفرض نفسه عليها ، ليعلن انتصاره ، ربما لإحساسه بالدونية أمام هذه الشخصية التي تفوقت عيه وهو من يستطيع سبر أغوار النفوس ومعرفتها والتقرب إليها .
نهاية القصة التي أظهرت لنا قوة شخصية حازم ثابت ، حين كشف عن نفسه بإرادته ، ليتخلص من إلحاح فضول بطل القصه " الراوي " ليعلن اختفائه عن الأنظار ، والبطل الذي وقف لا يدري هل هو منتصر أم مهزوم أمام هذه الشخصية التي امتهنت التمثيل ، حد الإتقان بدراسة كل الشخصيات التي تقوم بتمثيل أدوارها .
ولعل النهاية في رحيل حازم ثابت بعد كشف هويته ، يعني إما أنه مل التمثيل ، أو أنه يؤدي دورا جديدا من أدواره التمثيلية على مسرح الحياة .

تقبل مني هذه القراءة السريعة ، واقبل معذرتي .

تحيتي وتقديري .

محمد سامي البوهي
28-12-2006, 05:31 PM
الأديب القاص / سامي البوهي ..
اعذر تأخري بالرد على هذه القصة التي نجحت في كتابتها ، من حيث الفكرة والبداية وحتى والنهاية ، والتي شدتنا إليها بفنيتك المتقنه في سردها .
اجتماع لأشخاص اختلفت طبقاتهم الإجتماعية والفكرية والعلمية ، اجتمعوا ليؤلفوا وحدة قامت على شروط وأسس ، أولها التعاون ، انتهاء باحترام الخصوصيات والأمور الشخصية .
شخصية حازم ثابت التي أسدلت عليها في البداية ستار الغموض ، وتعدد الإتجهات ، والحزم والإنطوائية ، والوسوسة المبالغ بها وكأنه يخفي سرا عظيما .
الهروب من مشاكل الحياة ومصاعب الغربه ومن قسوتها ، باختراع وسيلة بناء اهرامات الضحك ، والتي ترمز للمستويات الفكرية والإجتماعية ، هازئة منها ولا أدري هل هو الإحساس بالنقس ما يدفها لذلك أم أنه الحسد والضغينة .
البطل الذي هو الراوي والشخصية التي تحتل المركز الأول في القصة حازم ثابت ، الذي اتخذ لنفسه عدة اتجاهات أمام الناس ، ويخفي عن الجميع طبيعة عمله ، اهتمامه بالكتب العلمية والثقافية على اختلافها ، وثقافات الشعوب والمهن .
فضول بطل القصه الراوي الذي أبى إلا أن يكشف سر هذه الشخصية وفرض نفسه عليها ، ليعلن انتصاره ، ربما لإحساسه بالدونية أمام هذه الشخصية التي تفوقت عيه وهو من يستطيع سبر أغوار النفوس ومعرفتها والتقرب إليها .
نهاية القصة التي أظهرت لنا قوة شخصية حازم ثابت ، حين كشف عن نفسه بإرادته ، ليتخلص من إلحاح فضول بطل القصه " الراوي " ليعلن اختفائه عن الأنظار ، والبطل الذي وقف لا يدري هل هو منتصر أم مهزوم أمام هذه الشخصية التي امتهنت التمثيل ، حد الإتقان بدراسة كل الشخصيات التي تقوم بتمثيل أدوارها .
ولعل النهاية في رحيل حازم ثابت بعد كشف هويته ، يعني إما أنه مل التمثيل ، أو أنه يؤدي دورا جديدا من أدواره التمثيلية على مسرح الحياة .
تقبل مني هذه القراءة السريعة ، واقبل معذرتي .
تحيتي وتقديري .

السلام عليكم ورحمة الله
الأخت الكريمة / دخون

دائماً أن هكذا تطاردين أفكاري بأفكارك التي قد تسسبق فكرة كاتب العمل ، تحليل أكثر من رائع ، دام لنا حسك ، وذوقك الرفيع .

أحوك

محمد

مأمون المغازي
28-12-2006, 09:01 PM
الأستاذ / محمد سامي البوهي
مطالعة أولى في أدبك ، واسمح لي أن أقرأ
فعنوان القصة جيد جاء متناسبًا مع اللغز الداخلي والخارجي لمفهوم الأهرامات وقد لعبت بها جيدًا على محور الإدراك فقد وجهت القارئ إلى وجهة اعتبارية ليجد القصة تتناول محورًا آخر غير الذي تناوله العنوان خصوصً وأنك جعلت الأهرامات من الضحك بالتعريف وليس أهرامات من ضحك على اعتبار التعميم والشمول وهذه مهارة منك ربما تحتاج إلى حديث منفرد .
لاحظت أنك استخدمت الأسلوب الحواري مع السرد الذي فيه نوع من الإسهاب ولو أنه بسيط قد يلجأ له البعض أحيانًا عند إرادة التفريع للحدث الواحد إلا أنك اعتمد في الخاتمة أن تعود بنا إلى القصة القصيرة في أن الموقف كان يدور برأس عمر أثناء المحاضرة .
ربما قرأ بعض السادة ممن سبقوني أن عمر اقتحم حصون البطل إلا أنني لاحظت أنه هو الذي فتح عليه أبواب حصونه ولم يقتحمها عمر بل استعمل الطيبة والعرض وإبداء الأدب والخجل ربما لعب على اوتار نفسية استشففتها من خبايا الحوار إلا أن الذي تبادر إلي من القراءة ومن الختام أن ثابت هو الذي اقتحم عمر وفكره وحياته بأفكاره الانفرادية وبتصويره الأهراماتي للحقائق والزيف للجد والهزل ، وعلى أية حال فلا ضير من أن نأخذ بالوجهين فهذا من مهارات الكتابة ومن مهارات القراءة للقصة أيضًا .
إجمالاً أديبنا الجميل :
قصتك استحوذت على فكري وتأملي منذ البداية وجاء وصفك إلي داعيًا فذهبت إلى الشقة حيث عايشت الواقع مع الشخوص وانتقلت إلى الكوفي شوب وشممت رائحة القهوى ..................... لأجد نفسي على مقعد في مدرج جامعي ..
أي أنك أجدت التصوير
أرجو أن تتقبل إعجابي وتقديري
تحياتي
مأمون المغازي

محمد سامي البوهي
31-12-2006, 07:09 PM
الأخ الأديب / مأمون المغازي
أشكرك ، ومرحباً بك وبتواجدك الأول بين حروفي ، فقد استلمت هديتك الثمينة وقراءتم الواعية ، فلك جزيل الشكر .

دمت مبدعا

محمد سامي البوهي
31-12-2006, 07:10 PM
الأخ العزيز
الناقد والأديب / إبراهيم خطاب .

أشكر مرورك ، لك مني أسمى التحية .

حنان الاغا
31-12-2006, 08:24 PM
الأخ القاص البوهي

قرأت قصتك باهتمام
العنوان شدني حقا للمتابعة الدقيقة ، رغم أنها طويلة
الفكرة طريفة جميلة ( أهرامات للضحك تقابلها أهرامات للموت )
استمتعت بالحوارات بين أفراد ( الشلة ) ، وهي حوارات مألوفة لمن استدعته ظروف دراسته أن يسكن في بيت للطلبة ، حيث الأجواء الحميمية .
أرى أن الإطالة غير مبررة ، وأن هناك الكثير من الحشو الذي يمكن التخلي عنه دون أن يؤثر هذا سلبا على سير الأحداث ، بل سيؤثر إيجابا بالتأكيد .
أما اللغة فلن أزيد على ما تفضل بإيراده الدكتور مصطفى عراقي .
محمد سامي البوهي
ما توصلت إليه هنا : قلم رشيق ومقدرة على القص ببراعة ، و(خفة دم تحتسب لك ) .
أشكرك وأنتظر منك كل جميل .

محمد سامي البوهي
01-01-2007, 01:11 PM
الأخ القاص البوهي
قرأت قصتك باهتمام
العنوان شدني حقا للمتابعة الدقيقة ، رغم أنها طويلة
الفكرة طريفة جميلة ( أهرامات للضحك تقابلها أهرامات للموت )
استمتعت بالحوارات بين أفراد ( الشلة ) ، وهي حوارات مألوفة لمن استدعته ظروف دراسته أن يسكن في بيت للطلبة ، حيث الأجواء الحميمية .
أرى أن الإطالة غير مبررة ، وأن هناك الكثير من الحشو الذي يمكن التخلي عنه دون أن يؤثر هذا سلبا على سير الأحداث ، بل سيؤثر إيجابا بالتأكيد .
أما اللغة فلن أزيد على ما تفضل بإيراده الدكتور مصطفى عراقي .
محمد سامي البوهي
ما توصلت إليه هنا : قلم رشيق ومقدرة على القص ببراعة ، و(خفة دم تحتسب لك ) .
أشكرك وأنتظر منك كل جميل .

الأديبة الفنانة الرائعة

حنان / الأغا

أشكرك على قراءتك ، واهتمامك ، وأشكر نقدك المفعم بالنصائح المفيدة ، بالطبع النقد هو قراءة أخرى للنص ، أي انه يدعمه لا ينقص من شأنه ، وهذا يسعدني جدا .

دمت مبدعة

محمد سامي البوهي
10-04-2007, 05:56 PM
وأهرامات الضحك : حقيقي من بداية الولوج إلى القصة من خلال عنوانها تراءا لي أنها من النوع الضاحك أو الهزلي , ولكنني أجدها في بعض مقاطعها تتصف بالجدية والحكمة , بل تحتوي على بعض الدروس التي تعلمنا كيفية الترابط أو التلاحم مع الغرباء من أجل المعيشة والتعاون مع البعض وكيفية الانخراط في مجتمع أخر بخلاف المجتمع الذي تعود عليه.
قبل التطرق إلى الشخصيتين الرئيسيتين نجد أن الصفة الغالبة , والتي اجتمع عليها رفقاء السكن الواحد هي صفة التهكم والسخرية , ربما لمحاولة كلٍ منهم التقرب من الأخر من خلال ذلك أو ربما ليخففوا الغربة عن أنفسهم وعن بعضهم البعض .
فرض قوانين للمعيشة من أجل تيسير الأمور بطريقة سلسة وتبتعد عن الأنا.
نأتي للشخصية المثيرة للجدل بين الرفقاء , والتي كانت هي الوليمة الرئيسية على طاولة التعارف , ومحاولة كل شخص إبراز ما لديه من أداوتٍ في رسم شخصية ( حازم ثابت ) بطريقته , وعمر الشخص الجديد الذي يحاول أن يتأقلم مع رفقاء السكن , ونرى أن شخصية عمر تتركز في الطيبة وسرعة تأقلمه مع الوضع لأننا نرى هنا (بدأ التأقلم مع عادات كل واحد منهم يبني بيوتاً صغيرة لهم داخلي ، لكل منهم سمة تميزه ، عاداته الخاصة المختلفة التي ينفرد بها كل شخص عن غيره ،) وغير ذلك لحوح في طلب الصداقة , ربما حتى يستطيع أن يعيش مع الأشخاص بدون حواجز .
حازم ثابت شخصية غامضة يعشق التلون بتعدد الشخصيات التي يرتديها , أنيق مترفع , مرتب مثقف, شخصية موسوسة في النظافة يهرع بإلقاء ما قد مُس من أغراضه الشخصية من قبل غيره ؛ حتى لو كان غرضاً عزيزاً عليه !!
برغم الصفات التي يتصف بها إلا أنه شخصية سهلة الطوية محببة, استطاع عمر أن يدخل إليها بسهولة لأنه أراد ذلك وفرض على حازم قوة حضوره بطيبة قلبه؛ بخلاف البقية الذين استكانوا إلى غرابة طباعه ولم يحاول أن يدكوا الحصون المقامة حوله .
لنكتشف في النهاية أن حازم ( طالب في معهد الفنون المسرحية ) وأنه يرتدي الشخصيات التي ينتحلها ؛ كي يتقمص الشخصية عن قرب أكثر ويعيشها فتارة يرونه مهندساً وتارة طبيباً .... الخ ؛ فلم يكونوا رففاء السكن يعلمون طبيعة عمله أو دراسته . عدا (عمر ) الذي استطاع إلى يلج إلى هذا العالم الغامض والمنغلق على ذاته .
ففي قوله هنا :
- أبني هرمي بطريقة مختلفة ، بقراءة غيري ، العيش مع شخصيات المسرح ، أنسى من أكون ، وماذا أريد ، أفكر بتفكير ، الطبيب ، الضابط ، المهندس ، الفلاح ، المحامي ، وأحياناً اللص ، أفكر كما الشخصيات الأجنبية المترجمة التي تقرأها ، رسمت بأقلام كتاب يعرفون ما يكتبون ، أنسى بينهم التفكير في ذاتي ، همومي المستقبلة ، أحزاني الماضية .
نأتي للنهاية غير متوقعة , وهروب حازم لأن عمر استطاع أن يجعله يكشف أوراقه كلها ( أي أنه حرق ذاته أمام هذا العمر ) وهو يأبى أن يكون مكشوفاً !!
شخصية منطوية مع اعتقادي أن طلاب المعاهد المسرحية يكونون أكثراً انفتاحاً من الآخرين في علاقاتهم الاجتماعية .
بالرغم من الطيبة التي قرأناها لشخصية حازم إلا أنه أناني لم يكلف نفسه عناء تبادل التعريف مع رفيق جلسته لم يحاول أن يتقرب إلى عمر كما فعل عمر :
حازم . أليس من الغريب أنك لم تسألني عن نفسي طوال حديثنا .
يا صديقي ، ما تحويه نفسك لن يفيدني .
محمد البوهي : قرأتك هنا بطريقة مختلفة , كتبت لنا بواقعية أكثر مبتعداً عن الغموض الذي قد يفسر القصة إلى عدة تفسيرات . الوضوح هنا كان سيد الموقف , وقد نالت استحسان عيني وفكري , هذا من وجهة نظري أنا .
التسلسل كان ممتعاً , الوصف كان جميلاً جداً , تعرضت للشخصيات فصورتها لنا فرأيناها بعينيك نعم , ولكنها وصلت بطريقة التصوير المتحرك .
نأتي لنقطة الهرم ربما له تفسير في داخلي ومن خلال قراءتي لك في بعض قصصك , أجد أنه تصوير نفسي أكثر منه تفسير رمزي قد يحيط به .
وخاصة أن حازم قد تطرق إلى قصة الفراعنة وهم قصة تراث وحياة عريقة من الآلاف السنين رمز لمجد قد ولى ولكن آثاره بقيت هي الأقوى .
قد تخالفني الرأي ولكنها قراءة من وجهة نظر واحدة .
وعلى طاولة الحوار الأدبي نلتقي .
وأشكرك على هذه القصة الممتعة بالفعل قراءة وتوغل ومعايشة أفراد وحدث .

هكذا هي الدنيا ، موت وحياة ، حياة وموت ، تأرجحنا عالياً ، وتهبط بنا لأسفل التراب ، هكذا هي الدنيا ، وهذه هي سنة الحياة ، وما لزم علينا من الإيمان بالقدر .
رحمك الله .... غبت عنا بجسدك الطاهر ، وظلت كلماتك بيننا ، وروحك تحلق فوق أفياء واحتنا ...
رحمك الله .... يا جوري

د. مصطفى عراقي
11-04-2007, 04:41 PM
أخي الحبيب القاص البارع محمد سامي البوهي
تحية من أعماق القلب لهذه القصة الجيدة التي تستحق الإعجاب
كما تستحق هذه القراءة التحليلية المضيئة للأستاذة جوري
أخوك: مصطفى



رحمها الله
وأحسن إليها بفضله وكرمه

وإن القلب ليحزن
وإن العين لتدمع
وإنا لفراقك لمحزونون.

محمد سامي البوهي
23-06-2007, 08:46 AM
الدكتور مصطفى

أشكرك على متابعتك ... ووفائك و قلبك الكبير.

تحيتي

جوتيار تمر
23-06-2007, 04:26 PM
البوهي..
القصة راعئة جدا ، فيها وعي بمقوّمات الفنّ القصصي و قدرة طيّبة على حسن توظيف مقوّمات القصّ في معالجة مضامين نابتة في الوعى الفردي و الجماعي...الخلق و الحبّ و الحياة ....
لك محبتي

جوتيار

محمد سامي البوهي
18-07-2007, 12:16 PM
البوهي..
القصة راعئة جدا ، فيها وعي بمقوّمات الفنّ القصصي و قدرة طيّبة على حسن توظيف مقوّمات القصّ في معالجة مضامين نابتة في الوعى الفردي و الجماعي...الخلق و الحبّ و الحياة ....
لك محبتي
جوتيار

أخي الحبيب جوتيار

تعلم جيدا انني احترم رأيك وأقدره ...

لك مني كل الود

بثينة محمود
18-07-2007, 01:07 PM
الأستاذ البوهى
عندما دلفت من بوابة السخرية إلى تلك الرؤية الفلسفية لصديق غامض.. ذكرتنى بحقبة بعيدة من عمرى أمضيتها فى تجمع أنثوى بحت أثناء الدراسة.. حيث كانت كل من رفيقاتى .. بهرمها الداخلى .. تمثّل لغزاً غامضاً لكونى ألمح تلك الغلالة الرقيقة من الإدعاء..
لم أصادف بينهن كمثل حازم.. لكننى جعلت الكثيرات بطلات وهميات لقصص من نسج الخيال
وبعيداً عن الذكريات..
نصك الرائع غنى عن تعليقى.. لكنه للحق تسلل إلى نفسى برفق..
دمت مبدعاً حاذقاً

محمد سامي البوهي
25-08-2007, 12:11 AM
الأستاذ البوهى
عندما دلفت من بوابة السخرية إلى تلك الرؤية الفلسفية لصديق غامض.. ذكرتنى بحقبة بعيدة من عمرى أمضيتها فى تجمع أنثوى بحت أثناء الدراسة.. حيث كانت كل من رفيقاتى .. بهرمها الداخلى .. تمثّل لغزاً غامضاً لكونى ألمح تلك الغلالة الرقيقة من الإدعاء..
لم أصادف بينهن كمثل حازم.. لكننى جعلت الكثيرات بطلات وهميات لقصص من نسج الخيال
وبعيداً عن الذكريات..
نصك الرائع غنى عن تعليقى.. لكنه للحق تسلل إلى نفسى برفق..
دمت مبدعاً حاذقاً

الأستاذة القديرة
بثينة

أشكرك جداً على هذه القراءة المتفحصة ، والواعية ..

تحيتي لك

منار الغامدي
26-08-2007, 10:36 AM
شدتني القصة من البداية الى النهاية
"
اعجبتني فكرة تقمص الشخصيات في المجتمع

" أبني هرمي بطريقة مختلفة ، بقراءة غيري ، العيش مع شخصيات المسرح ، أنسى من أكون ، وماذا أريد ، أفكر بتفكير ، الطبيب ، الضابط ، المهندس ، الفلاح ، المحامي ، وأحياناً اللص ، أفكر كما الشخصيات الأجنبية المترجمة التي تقرأها ، رسمت بأقلام كتاب يعرفون ما يكتبون ، أنسى بينهم التفكير في ذاتي ، همومي المستقبلة ، أحزاني الماضية ."
"
الاستا\ذ / محمد
"
سعدت بقراءتك جدا
كل التقدير

يسرى علي آل فنه
30-08-2007, 08:42 AM
أهرامات الضحك
عنوان لافت لقصة رائعة
قرأتها بالامس ولاتزال تفاصيلها عالقة بذهني أجدها تنطق بحقيقة
أقر بها حازم بشفافية فاكتشفنا معه أهرامات كثيرة في دواخلنا وفيمن حولنا
يبقى للنفس تقلباتها كما للقلب
ويبقى الوصول لأعلى معدل من الثبوت معادلة تحتاج لجهد جهيد

أخي القاص الراقي محمد سامي البوهي

لقد أبدعت بحق

احترامي وتقديري لك

أحمد الرشيدي
02-09-2007, 03:41 AM
أخي الأستاذ محمد البوهي

قرأت النص ، فخرجت بهذه النتيجة :

أنت كاتب قصة يُنتظر منه الكثير الكثير ... ، فسر ودعواتي تصحبك .

ولك الودة دوما