المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة : حالك ...



وائل وجدي
20-12-2006, 10:28 AM
... نفضت هواجسك ، الملونة .. ارتقيت سلم " عيادة " ، طبيب " العائلة " ، الذي مازالت ملامحه : غائرة في سراديب ذاكرتك : بسمته المهندم ؛ لعله لم تغيره ، السنين المنصرمة..
أخرجت من حافظة نقودك : ورقة المائة جنيه . ناولتها إلى " الممـرض ":مستعجل .. من فضلك .
رفع رأسه ، ونتر قلمه الجاف ، على المكتب .. حدجك ، بعينيه الناريتي اللحـظ :
- كما ترى .. العيادة " كمبليت " .. كل المرضى مستعجل..
هززت رأسك ، بحركة آلية ..وألقيت بنفسك ، فوق أقرب كرسي .. يداك يغسلهما العرق ؛ في لحظات الانتظار ، والقلق .. لاتحب رائحة العيادات والمستشفيات .. الدوار ، يلف برأسك، والطنين بأذنيك ، يزداد ..
حالتك ، أصبحت تصطك لها خلاياك .. حاولت أن تضعها في بؤرة اللاشعور ، لكنها أبت ...
حدقت إلى عقارب ساعتك - العتيقة - وهي تتحرك ببطيء شديد.. لم يمر سوى ساعتين ..
نظرات السخرية ، تطل من عيون الجيران ، الأصدقاء...
سؤال طفا في عقلك - فجأة - هل ما صرت إليه .. حقيقة ، أم كابوس كالح ؟!
جاءك ، صوت " الممرض " ، الأجش :
-تفضل يا أستاذ ..
نقرت على باب حجرة الطبيب ، ودخلت تحييه . أومأت برأسك- المتعب - قعدت على كرسي، لصق المكتب .. تطالعك رأسه ، التي غزاها الشيب . ونظارته ، بعدساتها السميكة . لم يفقد ملامح الهدوء والطيبة ..
بادرك ، بأسنانه الناصعة البياض :
- منذ سنوات طويلة ، لم أرك .. ماهى شكواك ..؟
اغرورقت عيناك بالدموع :
- منذ أسبوع ، أشعر أن أنفى يزداد طولاً ..
بنظرات ، مرتابة:
- ماذا ؟!
- ما أقوله ، ليس تخريفًا ..كل يوم أنظر في المرآة : لاحظت التغيير؛ المطرد في أنفى ..
قام الطبيب من وراء مكتبه . اقترب ، وربت كتفك :
- قم معي إلى سرير الكشف..
قلت ، وعصب وجنتك اليسرى ؛ يختلج :
- أرجوك .. اكتب لي علاجًا .. لم أعد أطيق حالتي ..
- بصراحة ، وبعد الكشف عليك .. أنت سليم ..
صدقني يا دكتور .. أنفي ؛ يزداد طولاً..
سرح الطبيب، بنظراته إلى لوحة ، معلقة على الحائط : شمس المغيب ، وجدائلها القانية ، تقاوم السقوط في بحر متلاطم ...
وعيناك تتابعانه بسأم ..

الشربينى خطاب
20-12-2006, 01:13 PM
قصة جميلة والجميل فيها ضمير المخاطب أنت ، أما الحوار كما في المسرحيات ، يجعل المتلقي يرسم صورة عن صفات وسمات شخوص النص ، هلي هي سوية أو أو أصابها عارض من عوارض الأهلية ، ثم النهاية التي تم ترميزها لطرح الفكرة الفلسفية غاية النص
خالص نقديري
دمت مبدعاً

وائل وجدي
22-12-2006, 02:49 PM
الصديق والأديب المحترم/ الشربيني خطاب
اشكرك على تعليقك ؛ ولك كل التحية والتقدير .

مصطفى بطحيش
22-12-2006, 09:57 PM
سرح الطبيب، بنظراته إلى لوحة ، معلقة على الحائط : شمس المغيب ، وجدائلها القانية ، تقاوم السقوط في بحر متلاطم ...
وعيناك تتابعانه بسأم ..

اسلوب السرد جميل يوظف عناصر اللقطة لخدمة الغاية التي كمنت في نظرات الطبيب الى اللوحة الجدارية

لك التحية

خليل حلاوجي
24-12-2006, 01:45 PM
قصة أمة ..كل يوم لاتنظر في المرآة و لاتلاحظ أي تغيير

\

نص ثري

وفاء شوكت خضر
24-12-2006, 03:03 PM
- بصراحة ، وبعد الكشف عليك .. أنت سليم ..
صدقني يا دكتور .. أنفي ؛ يزداد طولاً..
سرح الطبيب، بنظراته إلى لوحة ، معلقة على الحائط : شمس المغيب ، وجدائلها القانية ، تقاوم السقوط في بحر متلاطم ...
وعيناك تتابعانه بسأم ..


تذكرني قصتك الرمزية ، بقصة بينوكيا ، الدمية الخشبية التي كلما كذبت طال أنفها .

أما اللوحة ..
شمس المغيب هي أفول أمجاد أمة .. والجدائل القانية هي دم هذه الأمة ،
ومقاومتها السقوط في البحر المتلاطم ، ..
هي السقوط في بحر الخلافات والوفضى والظلم و ..........
لدينا الكثير ليعد .

أجارنا الله أخي مما آل إليه حالنا .

تحيتي ......

آمال المصري
22-06-2013, 04:44 PM
سرح الطبيب، بنظراته إلى لوحة ، معلقة على الحائط : شمس المغيب ، وجدائلها القانية ، تقاوم السقوط في بحر متلاطم ...
وعيناك تتابعانه بسأم ..

غياب الشمس من سماء أمة غاب عنها النظر لما آلت إليه من أحوال حتى أوشكت على السقوط في بحر متلاطم
رمزية عالية من خلال نص رائع الفكرة والبناء .. قوي السردية والخاتمة
استمتعت بالقراءة لك أديبنا الرائع
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ربيحة الرفاعي
16-07-2013, 01:57 AM
كانت للرمزية هنا سيادة واضحة رغم مهارة الكاتب في تحميل الحوار مفاتيح وصف الشخصيات ومحاميل النص

جميل ما قرأت هنا أديبنا

تحاياي

نداء غريب صبري
01-06-2014, 12:44 AM
الأنف الذي يطول ويطول مرتبطة في عقولنا بقصة ذلك الفتى اللعبة الخشبية وقصص المكتبة الخضراء وذو الأنف الطويل
الأنف الطويل والكذب الكثير
والواقع المر والحياة في حالة متواصلة من الكذب

ليت الذين يكذبون تطول أنوفهم وتطول وتطول ليتخلص الأبرياء من أكاذيبهم

قصة رائعة برمزية مميزة

شكرا لك أخي

بوركت

خلود محمد جمعة
06-04-2015, 09:16 AM
نظر الى المرآة و أدرك حقيقة الواقع فدب المرض في روحه ليتجه الى الطبيب الذي شخص العلة حين نظر في تلك اللوحة
رمز عميق و سرد سلس لقصة بأبعاد كثيرة
بوركت وكل التقدير

ناديه محمد الجابي
29-03-2019, 07:04 PM
نسج لطيف بسرد شيق متميز يشير إلى قاص متمكن من أدواته
ورمزية عالية عميقة المعنى
نص مميز بصياغته ومراميه.
دمت بكل خير.
:v1::001::hat:

تسنيم الفراصي
29-03-2019, 07:54 PM
"سرح الطبيب، بنظراته إلى لوحة ، معلقة على الحائط : شمس المغيب ، وجدائلها القانية ، تقاوم السقوط في بحر متلاطم ...
وعيناك تتابعانه بسأم .."

راقت لي هذه الفقرة كثيراً،
رأيته وطناً يُحاول النجاة من الغرق ! .

دام البهاء.