المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرف وقتلة



يوسف الحربي
21-12-2006, 08:25 AM
في لحظة .. ترمّد جمر الكلام , ماتت الحروف حين الأفواه تكممت ومشانق الأسطر نُصبت
في لحظة غدر .. غُرز النصل في مؤخرة الحرف , سيح في دمائه الملوثة بأنفاس القتلة
لم تكن الجريمة ذات ملامح محددة وواضحة فنحن في زمن حرب الارهاب !
جريرة الحرف التي أُخذ بها أنه حفر في صلب الحقيقة المغلفة هذه الأيام , وزره أنه نخر في مفاصل أولئك الذين يهزئون بالدين والقيم ,لم يتغيّر كالمباديء التي تلونت وترقعت في هذا العصر حتى غدت كثوب البلياتشو , حرف لم يُباع في أسواق النخاسة ولم يذرع الشوارع الخلفية للكلمة , لم ينبض به قلب تصب دماؤه الملوثة في خلايا الاهتمام الضيقة بالشهوات المتأججة بالاثارة الرخيصة والكلمة الزانية ولم تنزفه قيحاً أقلام هزيلة فقدت هويتها حين ضعفت عقيدتها وذابت في تيار الأفكار المتداعية إلينا من كل حدب وصوب ..
القتلة المأجورون هم الذين خفتت بداخلهم اضاءة الكلام فوقفوا على أظافرهم ليطاولوا الكلمة ذات الابعاد , ألسنتهم التي تلوك الحرف تعبت من مرارته فقذفت به على قارعة الطريق وكأنه مولود بلا أبوين , غرقوا في أدخنة أفكارهم السوداء وران على قلوبهم ظلام الحقد والضغينة فتخبطوا في ازدواجية الفكر والممارسة التي يتيهون في منعرجاتها .
هؤلاء القتلة يعانون من الجزئية في التفكير والفردية في التطبيق ويتناقضون مع أنفسهم حين تمتد يدهم بحرية الرأي من جهة ويخنقون الكلمة باليد الأخرى , ثقافتهم تصب معطياتها في مجرى الارتماء والانتماء للآخر المتربص و تنبثق عنه مواقفهم واتجاهاتهم ..
رعاة الجهل هؤلاء لفظتهم الأودية وانهالت خيامهم حين جردوا الشجرة من أغصانها فلاذوا بقفار الكلمة يقتاتون على أعشابها المتصوحة , سخروا أنفسهم -من فرط جهلهم - ناراً تأكل بعضها لتضيء الطريق لاولئك الذين قبعوا عقوداً طويلة على تخومه ينتظرون ..
ثمة حقيقة لا تصل إليها خطوط تفكيرهم وهي أن الدماء التي نزفت من الحرف حين قتله ستشتعل ضوءً ينير للباحثين عن الحق بداية الطريق ........
ابن المدينة / يوسف الحربي

حوراء آل بورنو
21-12-2006, 01:33 PM
و هل نحن هنا إلا لنجعل القلة كثرة !

أتعلم أيها الفاضل ؛ دماء الأحرار بات النسب و بهم أتصل قربي رحم و حسن جوار ، ما من صلة كحبر القلم غدت الأقوى .. فهل حرفك هنا إلا نصرة لهم ، فحياك ربي .

ليتني أملك بعض سلاحك فأخوض معهم حربهم .

كل التقدير .

د. عمر جلال الدين هزاع
21-12-2006, 04:49 PM
وما أصدق ما كتبتَ
وما أنفع ما قرأتُ هنا

بورك المداد

يوسف الحربي
23-12-2006, 02:27 PM
و هل نحن هنا إلا لنجعل القلة كثرة !
أتعلم أيها الفاضل ؛ دماء الأحرار بات النسب و بهم أتصل قربي رحم و حسن جوار ، ما من صلة كحبر القلم غدت الأقوى .. فهل حرفك هنا إلا نصرة لهم ، فحياك ربي .
ليتني أملك بعض سلاحك فأخوض معهم حربهم .
كل التقدير .
حوراء
كل هؤلاء إلى ذهاب , كالزبد يذهب وماينفع الناس يبقى
لا خوف طالما شعلة الايمان في قلوبنا مضيئة ..هي الضوء ينير لنا الدرب في حين هم يتخبطون
دمت بكل هذا النقاء