تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لِمَ غبت كل هذه السنين يا يوسف ؟!



يوسف الحربي
22-12-2006, 08:14 AM
حنين لمجهول ملأت خطاه دروب ليلي المشتعل مواويل حزينة هطلت مع المطر النازل من الأعماق حين خدشت أظافر الليل وجعي .. وصرخات مبحوحة ترحل داخل حقائب السفر الراكضة نحو الوجد الأكبر لترتد في خفقاتي زهرة مجهولة تفتّحت في فراغ العمر وخفايا النفس المتّكئة على أحلام تهدّمت على أجفان اليقظة .
من عمق ليلي اليائس من بلوغ الفجر أعدو في مسافات الحنين المتخلّق في أرحام وحدتي , أنادي المجهول المغيّب في أمداء القدر بهمسة حب توهجت في ثنايا الوجدان شمعة أمل أضاءت عتمة ليلي وأشعلت الدفء في برودة طقسي .أواصل على ضوءها المسير تلقاء بوابة نهار بعيد
أُوقد ظلام الدروب باهزوجة عاشق يهش بها على مشاعره , أناديك زهرة سُقيت من جرح يثغب بلواعج حزن ملأ شقوق شبابي ليعود رجع النداء رياحاً تهوي بي في غيابة الغموض ..
كنتِ كذلك حتى التقيتك على قارعة ليل الحالمين لتنزلق الذكرى وأبخرتها المتكاثفة بأوبة أحلام أينعتها شمس الموقف اللاهثة خلف أشعة المعاني حين تلاقت أفكارنا وتلاقحت قبل عناق مشاعرنا المضطربة في أحضان اللا وعي .
على قدر جئتِ حين العمر انشطر وعاد الزمن المنفي للغربة بسقوط الأيام المتكالبة لمحو علامات الحب في طريق ركض اشتياقنا من طرفيه سويا ..جئتِ وإذا بالأيام والأصداء والزمن الأجمل ترتفع جميعها إلى صدارة فروسية عمر جديد ..جئتِ أغنية متموجة بالنغم أهرب بها من زحام النفس وصخب الأيام ..
من مذاق الهمس وقوائم النهار في عينيها انبعثت رائحة حب تضوع المكان بأمنية من حلم تكسّرت حروفه ذات يأس في فم الشوق الأبكم , انسرح فكرها في أفق يحدو دروبه الراحلة مصير مجهول , كدح من مدارك عقلها حتى مرابع حزن المعرفة السادرة في عمق السؤال المعضلة لتتكيء أنفاسها على خلجانه ويندّ من وجع اعياءها سؤال يزرع نبتة إجابة عمرها بضعة عشر آهة من أنّات عمري _ لِمَ غبت كل هذه السنين يا يوسف ؟_
القدر يا أجمله هو من يرسم الفواصل ويضع النقاط .وما نحن على أسطره سوى هامات تستملي إرادته وتنحني .في دروبه تسقط الاستفهامات من رواحلنا ليبقى التعجب دوماً يذيّل جُملَنا الحائرة .
هذه الدنيا يا أجملُها .. اليوم وأمس وما بينهما فاصلة نرمز لها بكان ومازال , فلندع ذيل العفاء يمحو كان ونبقَ كما نزال ماضين في دروب الحب ..يضمخنا بعبقه وتضيء في أعيننا ألوانه الزاهية ..

ابن المدينة / يوسف الحربي

نادية حسين
22-12-2006, 12:55 PM
نص راقي وجميل جدا ياابن المدينه

فهنيئا للمدينه بكاتبها الراقي الرزين

يمر بنا الزمان

ويراودنا هذا السؤال دائما

اين كنا وكيف مضت السنين

انها الحياه اخي يوسف محطه عبور

وحلم لايلبث ان ينتهي .. وكل شيء الي زوال

اللهم احينا حياة طيبه واحسن خواتمنا واجعلنا من عبادك الصالحين

اللذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون

دمت بخير اخي وبارك الله فيك

جوتيار تمر
22-12-2006, 12:59 PM
ابن المدينة..

تذكرت السياب وهو يناجي....



بابا...بابا...
ينساب صوتك في الظلام الي كالمطر الغضير،
ينساب من خلل النعاس وانت ترقد في السرير
من اي رؤيا جاء ؟ اي سماوة ؟ اي انطلاق ؟
واظل اسبح رشاش منه،اسبح في عبير
فكأن اودية العراق
فتحت نوفذ من رؤاك على سهادي كل واد..
.....
انا قصيدة مرحى يا غيلان للسياب هذه ما استحضرني وانا اقرا لك

محبتي وتقديري
جوتيار

وفاء شوكت خضر
23-12-2006, 12:15 AM
ابن المدينة / يوسف الحربي ..

حين أمر على سطورك ، أحس بالنشوة وأنا أتنقل بين الحرف والحرف ..
كم هو جميل أسلوبك ، ورائعة كلماتك ..

شكرا على ما أمتعت ذاقتنا الأدبية به .

تحيتي .

يوسف الحربي
23-12-2006, 02:12 PM
نص راقي وجميل جدا ياابن المدينه
فهنيئا للمدينه بكاتبها الراقي الرزين
يمر بنا الزمان
ويراودنا هذا السؤال دائما
اين كنا وكيف مضت السنين
انها الحياه اخي يوسف محطه عبور
وحلم لايلبث ان ينتهي .. وكل شيء الي زوال
اللهم احينا حياة طيبه واحسن خواتمنا واجعلنا من عبادك الصالحين
اللذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون
دمت بخير اخي وبارك الله فيك
الحياة درب في نهايته معبر ينقلنا لدرب آخر ..يا سعد من كانت أوراقه تلك اللحظة ليس عليها ملاحظات ومآخذ يترتب عليها عقوبة
الحياة سطر طويل في نهايته تكتمل جملة ( حقيقة الحياة )
كل التقدير أختي القديرة

منهل العراقي
24-12-2006, 09:31 AM
الاخ يوسف/

نص يحمل مشاعر جميلة وكلنا مثلك يدب فينا الحنين للمدينة


تحياتي

نور سمحان
24-12-2006, 08:32 PM
[size="6"]الأخ المبدع يوسف:
لا أستطيع وصف الإحساس الذي راودني وأنا أقرأ هذه التحفة الفنية النادرة التي لا ولن تتكرر لن أزيد فأنت فعلا لست بحاجة إلى من يمتدحك لقد صدق المتنبي حين قال:
من كان فوق محلّ الشمس موضعه
فليس يرفعه شيء ولا يضع[
/size]

سحر الليالي
24-12-2006, 11:15 PM
يااااااااه يا يوسف..!!
نص مملوء بالروعة والجمال حد الدهشة..!
لكم أسعد بحروفك
سلم مدادك ونبضك سيدي ابن المدينة

تقبل فائق إعجابي وتقديري وباقة ورد وفل

يوسف الحربي
25-12-2006, 03:40 AM
ابن المدينة..
تذكرت السياب وهو يناجي....
بابا...بابا...
ينساب صوتك في الظلام الي كالمطر الغضير،
ينساب من خلل النعاس وانت ترقد في السرير
من اي رؤيا جاء ؟ اي سماوة ؟ اي انطلاق ؟
واظل اسبح رشاش منه،اسبح في عبير
فكأن اودية العراق
فتحت نوفذ من رؤاك على سهادي كل واد..
.....
انا قصيدة مرحى يا غيلان للسياب هذه ما استحضرني وانا اقرا لك
محبتي وتقديري
جوتيار
تذكرين السياب وكأنك تنكأين جرحاً
أين هو السياب وأين ذاك الشعر ذا المعنى والدلالة
أين هو السياب ...... دمعة
ابحثوا عن السياب واقرأوا إن شئتم - سِفر أيوب - لتروا كيف هو المرض والألم والتوبة تُكتب
كل التقدير جوتيار

ناديه محمد الجابي
13-10-2018, 11:34 AM
خاطرة رقيقة حملت أعذب المعاني
وبوح محلق في السماء بدرر صاغها قلم مبدع
إشراقات فكرية راقية في إبداع أدبي زاهي
دمت بكل خير.
:001::hat::001: