تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل يصمت القادرون؟!



سيد يوسف
25-12-2006, 01:48 PM
هل يصمت القادرون؟!

سيد يوسف

هذى مجموعة من التأملات التى أرجو أن يتسع لها صدر بعض الغيورين:

(1)

لقد استبان لى أن أصحاب الدماء الباردة والأنفاس الباردة لا يجيدون الوصول إلى قطاع عريض من الناس إنهم وإن نجحوا فى استخدام لغة العقل أحيانا فلقد فشلوا - أيما فشل - فى استخدام لغة العاطفة والوجدان، وما صوت العقل دوما بأفضل من صوت العاطفة .

وماذا عليهم لو دمجوا الأمرين معا ولقد ضرب القرآن أروع نموذج وأسلوب فى هذا الدمج حين عزف على أوتار القلوب، وهو يعرض قانونا له من الدقة ما لدى القوانين الرياضية مخاطبا العقل بلغة وجدانية قصيرة العبارات، قوية الإيقاع، شديدة الجذب ذلك حين قال: (بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ) المؤمنون 91

(2)

لقد استبان لى أننا لن ننتصر فى معاركنا سواء السياسية أو الاجتماعية ببركة العبادات وببركة الدعاء...ولن ننتصر وداخلنا مهزوم متمزق، ولن ننتصر بمشاعر غضب متأججة ولكننا سوف نعرف النصر حين ننصر مبادئنا ونضبط مشاعرنا بحيث نوجهها نحو وجهتها الصحيحة....والقاعدة ببساطة وبهدوء شديد فى قوله تعالى (إن تنصروا الله ينصركم) وذلك حين نُعلى من قيم السماء فى بيوتنا وفى ميدان عملنا وفى ميدان الحق فى صراعه مع الباطل...أما ابتغاء النصر ونحن نرخص تعاليم السماء...فكلا والله لن يكون مهما تعالت صيحات بعضنا هنا أوهناك.

(3)

لقد استبان لى أن فى أمتنا فئة تخشى من النجاح! وإنك لتراهم يمقتون الناجحين و يترصدون مثالبهم، يترفعون عن الاهتمام بالقضايا المصيرية، ويتشنجون في إبراز الأمور الفرعية التي لا تستحق المواجهة، يتحفزون للكلام بلا هوادة، يتبجحون بأن هناك من هم أسوأ منهم حالاً بكثير...فما تقول فى هؤلاء؟!

نريد أن نقول لكل ذى تجربة مؤلمة إن فشل الإنسان ليس دليلا علي النهاية، وإنما الفشل الحقيقى يوم ألا ننهض من كبواتنا سريعا وبعقل يقظ يحول دون الوقوع ثانية فى نفس هذا الفشل....فالمؤمن- الكيس الفطن- لا يلدغ من جحر واحد مرتين.

(4)

لقد استبان لى أن قيادة الجماعات أسهل من قيادة الأفراد فرادى ...والدعوة إلى الاعتصام والتوحد هى ألف باء النصر وإحدى عوامل التمكين ...ورص الصفوف مدعاة لهزيمة الباطل وأهله، ورغم يقين كثير من الضعفاء بهذا إلا أنهم لا يفعلون ...لا جرم ستصير فتنة وفساد كبير يشقى فيه أبناؤهم...ويبكون هم من ويلاته...فهل يصمت القادرون؟!

(5)

لقد استبان لى أن كثيرا من الناس لا يتعاملون مع بعضهم بعضا وفقا لقواعد المنطق وإنما وفقا لما فى نفوسهم من قيم وأغراض ورغبات......ومن ثم نجد فئة منهم حين يتنافسون يختصمون، وحين يختصمون يطفح ما فى نفوسهم، ولا عجب فكل إناء ينضح بما فيه،

ترى كثيرا منهم ( من هذه الفئة) كالحمقى يريدون أمرا وسعادتهم فى غيره....ولا عجب فلمثل هؤلاء نسوق قوله تعالى ( وعسى أن تحبوا شيئا وهو كره لكم ).

وللعاقلين الذين يرقبون تلك المنافسة أو الخصومة عن كثب بعقل يقظ نسوق إليهم قوله تعالى ( لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ).

(6)

لقد استبان لى أن زاد المفلسين- يكمن- فى شتم وانتقاص القادرين....إن بعضهم يحسب أنه يُعلى من شأنه حين ينتقص العاملين ....ولأمر ما - لا أجد له تفسيرا- أرى أن هؤلاء لا عقل لهم ...إنهم لو كانوا يعقلون لعلموا أنهم يُظهرون للناس- كافة- أمراض قلوبهم، وضعف عقولهم، وقلة بضاعتهم، وإفلاسهم الفكرى والثقافي ....

لو كانوا يعقلون لأرشدوا العاملين لأخطائهم بأسلوب يتفق وقواعد الدين والعقل لكن ماذا نقول فى أهل العمى وفى المفلسين؟!

(7)

لقد استبان لى أن قليلا من الناس من يرصد فضل منافسيه – أو خصومه إن كان ثمة خصوم- محاولا أن يتشبه بهم فى بعض فضائلهم وميزاتهم...فى حين نرى زاد المفلسين الذين لا بضاعة لهم فى الفكر يكمن فى انتقاص الناس وفى تشويه سمعة العاملين وفى البحث عن نقائصهم وكأنهم بهذا الصنيع المشين يقنعون أنفسهم أنهم ليسوا فقط من لديهم نقص ورعونة...

تُرى هل يسقطون مثل هذا الكلام على أنفسهم أم تراهم يسقطونه على خصومهم ليظهروا أمام أنفسهم المريضة وكأنهم دعاة حق؟!

فى النهاية
أسأل الله أن يهدى لنا نفوسنا، وأن يجنبنا الزلل.
سيـد يوسف

فاطمة أولاد حمو يشو
31-12-2006, 05:49 PM
فلا تسامح مع هؤلاء دون وجود قوة نملكها، وتساعدنا على مساعدتهم لتجاوز ضعفهم..
لا معنى من توجيه هذا الخطاب إلى هؤلاء فهم لا يصغون، والله رحيم بعباده..فكيف لا ننشد لهم الرحمة والغفران..؟

سيد يوسف
15-01-2007, 12:56 PM
شكر الله مرورك الكريم اختنا الفاضلة فاطمة
أعجبنى قولك (وجود قوة نملكها، تساعدنا على مساعدتهم لتجاوز ضعفهم..)

خليل حلاوجي
15-01-2007, 01:32 PM
وقفة اولى
قولك
أما ابتغاء النصر ونحن نرخص تعاليم السماء...فكلا والله لن يكون مهما تعالت صيحات بعضنا هنا أوهناك.
اقول
ان الله تعالى لايدافع عن قوم تكاسلوا عن واجباتهم وخافوا من المطالبة بحقوقهم

الخوف والكسل ... من أهم الاوبئة التي تسكن جسد الامة

سيد يوسف
15-01-2007, 11:38 PM
مرحى باخى الحبيب خليل
تعليقك طيب وهو يتسق مع القول بانه حين نُعلى من قيم السماء فى بيوتنا وفى ميدان عملنا وفى ميدان الحق فى صراعه مع الباطل..سوف ننتصر فالكسل فى ديننا معصية قد استعذ منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
(...وأعوذ بك من العجز والكسل...) الحديث

والخوف لا يرجى معه نصر اللهم الا خوفا يدفع الى التخطيط الجيد وحسن مجابهة الباطل وهو حينئذ ليس خوفا وانما هو القلق الايجابى

مصطفى بطحيش
16-01-2007, 01:11 AM
السلام عليكم
- الوهن قلة الفعل و كثرة الكلام
- ولو جمعت اصوات الخلق جميعا يصرخون على صعيد واحد لم يحركوا حبة خردل قيد انملة !
- آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا {96} فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا .
- السكون المطلق مستحيل , لكن الحركة العشوائية للمجتمع سكون !
- النهر الكبير سيل موجه للحركة العشوائية
- السير دون طريق او دليل , زيادة في التيه
- المدلج المتلمس طريقه في الظلام , خير من الدليل القاعد في النور
- الليل ادلج , والنهار ابلج
- احمق الحماقة استجداء الحق من غاصب
- الكذب , اسوء السوء
- في لحظة الموت , تبدأ الحياة
- الحياة سجن المؤمن , والنفس امانته , والآخرة مبتغاه
- والحياة مرتع الكافر وغايته , والمال ربه , والموت كابوسه
- والوقت يقيد العامل , ويغرق القاعد
حياكم الله

سيد يوسف
16-01-2007, 07:37 AM
لا حرمنى الله مرورك وكلماتك الطيبة استاذ مصطفى ، قد أعجبتنى كثيرا من مفرداتك لا سيما قولك رعاك الله:
السكون المطلق مستحيل , لكن الحركة العشوائية للمجتمع سكون !

مصطفى بطحيش
16-01-2007, 09:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

- " وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ {36} أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ "
- " وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ "
- " يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ"
- " مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ "
- " لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا "
- " وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ "
- " أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ "
-
- من انتقصك سبَّك, ومن نقل النقيصة سابك .
- ابواغ العفن تملأ الهواء , لكنه لا ينمو الا في بيئته .
- المؤمن كالعود , كلما احترق ازداد طيباً .
- والكافر كنافخ الكير , لايزال يؤجج النار ولاتجد منه الا ريح السوء .
- الأحمق يهدم في لحظة ما تبنيه في سنوات .
- الهدم عنوان الكافر , والبناء عنوان المؤمن .
- الكلمة الطيبة بلسم النفوس , وسمامها كلمة السوء
- ناقل الكلمة الطيبة كالطبيب يصف الدواء , وناقل كلمة السوء كالقاتل المهووس بالقتل , وان لم يقصد القتل .

تحية لكم

بابيه أمال
17-01-2007, 06:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله..

يستبان لنا أنه حين نرحم الحيوان ونقسو على أخينا الإنسان نكون منافقين حقا في ادعاء الرحمة، فحينها نكون شر من الحيوان فعلا.

ويستبان لنا وجود من يسيئون فهم الدين ليكونوا بذلك أخطر ممن ينحرفون عن تعاليمه.. فهم يعصون الله وينّفرون الآخرين من الدين ظنا أنهم يتقرّبون إلى الله..

ويستبان لنا أن من يرون أعمال الشر والذبح والقتل في كل مكان ويتغاضون عنها ثم يصمتون مع قدرتهم على الدفاع والقصاص هم أجرم ممن نتلقى منهم الشر حقا..

ويستبان لنا أن لا نخشى كثيرا من إغراء الشيطان لنا بالمعصية مكاشفة.. بل نخشى أن يأتينا بها مغلفة في ثوب طاعة.

ويستبان لنا أنه ليس الشجاع من يقول الحق وهو آمن في موطنه أو بيته، بل الشجاع من يتجرأ على قول الحق وهو مستثقل برأس في أي مكان..

ويستبان لنا أن النجاح في الحياة هو أن نواجه المصاعب والأزمات والمشاكل بثبات ووقوف الطير الضعيف أمام العاصفة.

ويستبان لنا أن المغرور إنسان نفخ الشيطان في خلايا دماغه، وطمس الحق من بصره، وأضعف من نظرته وذوقه، ثم تركه يعيش بين الناس مخلوقا مشوّها.

ويستبان لنا أنه لكل إنسان عيب ظاهري أو باطني.. وأخف العيوب هو ما لا تبقى له نذوب وآثار مدى العمر..

ويستبان لنا أن الله جعل للخير طريقان في قلب الإنسان : إما عمل المعروف أو تواجد نية العمل به.. ومن لم يعرف منا لا هذا ولا ذاك فأرض قلبه صحراء قاحلة..


دامت لكم الكلمة الهادفة.. وأكرمكم الله بقولها نهارا حيث أكثر الناس اليوم نياما.. وجهارا حيث تكالب علينا اليوم من البشر أناسا لئاما..

أحمد حسن محمد
17-01-2007, 07:31 PM
أتخيل أن دنيا صلحت إذا نزل الحكام عن عروشهم..
فوقتها لن يأكل الذئب الغنم..
لكن ما دام هناك حاكم في أي مكان وحوله من يمدحونه وهم يقرون عيوبه وظلمه..
فلن تموت منافسة غير شريفة..

سيد يوسف
17-01-2007, 10:12 PM
مرحى بالاحبة الفضلاء
أ/ نهيلة نور
أ/أحمد

شكر الله لكما مروركما وجميل مداخلاتكما الثرية
نفعنا الله بكما