مشاهدة النسخة كاملة : مرآة قلم
عبدالرحيم فرغلي
15-07-2003, 02:34 PM
.................. جواز سفر ....................
معذرةً .. ليست فينوس من تأخذ حبوتها بين سطوري .. كعجوز تنفش حروفي بشعرها .. أو تنام متربصة كثعبان ما قرأني قارئ إلا ختلته بسمها .
أعجب لهم .. رصعوا جسد نصوصهم بالدر المكنون .. هم حسبوا ذلك .. فما زادوا أن رقعوه بالصنم المسطور .. كمن يكتب مرثية طويلة ويبطنها طرفة .. حتما لن تكاشفه مرآته بأنه بات .. أحلى طرفة .
وليس عشتار من ترتشف منه حروفي .. قد أدمنا تقديم الهدايا في كل مناسبة أو حتى نبتدع لها مناسبة .. أما أن تكون حروفي هدية له .. أو يكون عشتار عطرها .. أتراني اعطرها حينها ؟ آه يا صديقي .. هل تشتم الرائحة ؟!
أحب لسطوري أن تتلون بلوني .. بسمرة إهابي .. بوقع الخيول في تاريخي .. بمدن الحرية في إسلامي .. تصطف على الرقاع حروفها راكعة ساجدة .. تقبلك فيها أنفاس الصلاة .
الحرية أن تكون أنت .. فالمعلبات السابحة بموادها الحافظة .. متذيلة .. بصُنع هناك .. ابدا لن تحفظك أنت .. الحرية أن يكون لك رصيف تسير عليه .. فالأرصفة التي تتلاقى دوما ما تضيق عليك الخناق .
عربي الشفاه أنا .. لن ارغمها .. لتصفر بفينوس وايزيس .. فالغربان التي تنهش الرمم .. لا ابتغي منها الوقوع على حروفي .
لِما اتذكر الأن فرقتي الكشفية .. وهم يضيئون قلب الشمس بصيحتهم الرائعة .. لا شرقية ولا غربية .. بل عربية اسلامية .. اسلامية .. اسلامية ..
ايها الرجال .. سأكتب يوما عنكم .. عن العزيمة التي تملكونها .. عن صفاءكم .. كم احبكم .. دعوني الأن ايها الاشقياء اكمل سطوري .
حروفي ( مرآة قلم .. مرآة قلب .. مرآة حياة .. لماذا لا ينغلق القوس برتاجه .. كفم مفتوح بغير معدة تشعره بالجوع .. أو كحجرة تبتلع كل ذكرياتك .. وتستزيدك لتعب منها أكثر .
اريد لأي نص من نصوصي .. أن يستحم بنهر البركة .. بالخير .. لا أحب أن يكون ابتر .. كم يعشق النخيل الحياة حين تنهض فسائله .. ليشيد علي قبره عمره الثاني .
لا يا صديقي .. لا اريد لحرف من حروفي أن يكون ابتر .. اريد له ..
بسم الله الرحمن الرحيم .
يتبع
الأندلسي
16-07-2003, 11:55 PM
أتابع بشغف .. وأنتظر :v1:
ولي عودة ...
ياسمين
17-07-2003, 10:26 AM
ابدا ابو همام لن يبتر حرف من حروفك
مادام كانت البداية والنهاية بسم الله الرحمن الرحيم
مادام كان الحق والخير هما
سبيلك لتوهج شمس كل القلوب الاسلامية
استمر ابو همام وحلّق انت بكلماتك الى اعلى
وماعلينا الا محاولة اللحاق بقوة هذه الكلمات
فما القلم إلا مرآة لخلجاتنا ومشاعرنا وافكارنا
,
,
اشعر فى كلماتك بالقوة فى الافكار
وباشتعال الحروف
تحياتى لقلم مشتعل بالروعة
وفى انتظار البقية
لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين
عبدالرحيم فرغلي
18-07-2003, 11:34 AM
صديقي العزيز الاندلسي .. انا من كان ينتظر .. توجيهك .. وما زلت .
===
الفاضلة ياسمين الواحة .. اشكر لك تشجيعك .. واترقب نصحك .. وان توهج قلمي فمثلك مداده .
===========================
....... بسم الله الرحمن الرحيم .........
....... ختم العبور ..........
ثمة حروف .. دماءها نور .. فإن خطبتها عيناك .. بدأت تسيح في نفسك .. تبعث فيها النور .. كأنما هي خارجة لتوها من مسجد .. قد تركت ركوعها وسجودها .. ولم تزل فيها وضاءة من خشوعها .. قطرات الوضوء تسح من نقاطها .
... إن الكتاب الذي تجالسه .. تحسبك تحتويه بينما هو يحتويك .. فانتقي جليسك .. ليعطر انفاسك بالمسك . ....
وثمة حروف .. قد تربت في حِجر شهوة .. تهدهدها فخذي الفتنة والهوى .. تتلوى أمامك كراقصة تجمع في رقصها فصولها الأربعة .. وتكتم انقلابيها ليبتدع فكرك فصول أخرى .. فلا تدري .. أتقبلها ؟ أم تنتفض السطور بين شفاهك .. أنا حروف .. وهذه نقطة النهاية يسكنها شيطان تصفق قرونه .
الحروف .. وحدات التركيب الأساسية لكتاب .. هي خلاياه .. تشعبت وعظمت من خلية أوليه .. قلبها شفرة بيانية .. تفصح معالمها فيما يأتي من أعضاءها .. فإن كانت (( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله )) فما اروعها يا صديقي .. لا يولد حرف إلا وفيه الهداية التي من حقها الحمد .. ولا معنى إلا وهو يصفو ويرشد لينطقك الصلاة على نبيه .. .
خلية أولية ولكن هي الخلفية الحقيقية وراء النص .. وراء الحرف .. هي القلب النابض .. لن تراه .. ولكن ضع يدك عليه .. أنه ينبض .. يسبح .. اكشطه الأن لترى النور .
خلية أولية .. تنبثق عنها خلية (( أما روحها .. أما بعض اسرارها .. اما نور حروفها )) بدلا من قولنا (( أما بعد والفاء التي تصل الكلام بعضه ببعض )) .
وتقول لي يا صديقي .. أي جديد أتيت به .. فكل ما انفعلت به نفسك قد ورثناه واتبعناه .. .
حسنا .. هؤلاء الذين ابتليت بهم قلوبنا .. يتمدد احدهم على صفحات كتابه .. تذهلك فيه لوعاته .. شهقاته .. آهاته .. كأنما عانى القبر وظلامه أو الجحيم وويلاته .. يسكب انفاسه حرى في فنجان قهوتك .. ويجلس مطرقا عند حافة اهدابك .. لم يصافحك بحمد ولا صلاة على رسول الله .. أتُراه خجل من كتابتها .. أم اخذه الخوف ؟ اكتبها .. اكتبها يا سيدي .. فمثلك ابدا لن يكون ارهابي .. اكتبها لعلك تتنفس النور منها .
يتبع .
النجم الحزين
18-07-2003, 12:44 PM
لم أفهم قصدك بعد وكتاباتك عقدتني بعض الشيئ
المهم أكمل وأنا سأتابع لأرى آخرتها معك
أكمل رعاك الله
يوسف الحربي
21-07-2003, 12:15 AM
صديقي أبو همام ...
لقد تغير إسمي .من ابن المدينه الى غاوي مشاكل ..
هذه الأيام مشغول بمشاكل في بعض المنتديات المشارك بها .إذا انتهت هذه المشاكل التي تعرفها جيداً سأعوووووووووووووود
.....
لك كل الحب ..
عبدالرحيم فرغلي
22-07-2003, 01:37 PM
اخي الفاضل النجم الحزين .. قلقت كثيرا حين قرأت تعليقك .. احاول دوما البعد عن الغموض واحرص ان يكون الحديث ينساب الى نفس القارئ بلا تعقيد .. حسنا شوف اخرتها معاي .. فقط لا تحرمني رايك وتوجيههك ..
===
أخي ابن المدينة .. ولحين تنتهي مشاكلك ومشاغبتك هنا وهناك .. فانا انتظر على احر من جمر السطر .. لا تتاخر
======================================
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه .. أما إضاءة روحها ..
...................... لألئ تفرك أذن الزمن ........................
البُني ( البنايات ) نائمة تحتضن الأرصفة وعيونها يقظة .. أتظنها تنفث فلذات حجراتها على حبيب لن يؤوب ؟.. أم تترقب حلما باذخا تسوقه إليها عربة تصيح بها .. هيه .. أنتِ .. هيا بنا .
أتظل هكذا ؟ تغتاب السيارات النافرة وكأنها هاربة من مدن الذكريات .. ما أكبر مساحة ذكرياتنا .. تموج بثلاثة أرباع حياتنا .. وربعها الباقي نقضيه في الثرثرة عنها .. حاضرنا ألا يستحق الثرثرة ؟ أم نخاف إن نحن ذكرناه .. تربع فينا البكاء .
ماضينا .. نلوكه كل حين بين أسنان اقلامنا .. كعلكة تُقسم أن لا نتهي .. تتمدد على اوراقنا .. تتثاءب .. من بشر تمتطي حيرتهم صهوة الطرقات .. تصفعهم الارصفة وعيونهم لا تكل من السؤال .. عن أمكنة الحلم .. أندية الامل .. ليحمدون النوم آخر المساء أن لملمهم من شوارع التيه واستجداء النهار صدقة يتبلغون بها اخر المشوار .. يحمدون النوم لعل فيه حلم يتحقق أو حتى كابوس يتشجر .. لا يهم .. نعم لا يهم .. ما دامت ثماره تخمده انفاس نوم .
ظلام .. ظلام .. يتشرنق في يرقات القلوب .. وتخرج لتتغذى على أوراق النور .. صمت بئيس لا تردعه ضجيج العربات وثرثرة كل المارة .. بضح نقاط سوداء رسمها الناس على جدار مضئ في حجرة محاطة بمرايا .. ادمنوا النظر اليها .. فإن تلفتوا لقوها امامهم .
لحظة تمتد وتكبر كعمر ابليس .. شرابها .. صمت يثرثر .. بؤس مؤلم .. أحلام آسنة .. ذكريات مبعثرة .. وخيبة تسكر الكون حد الجنون .
ومن أنياب اللحظة يتدلى نور
الله اكبر .. الله أكبر .. دعوا يا بشر كل خيباتكم وألامكم وهلموا إلى الغاية من وجودكم .. لا إله إلا الله محمد رسول الله .. هيا إلى فلاحكم .. هيا إلى الصلاة .
ايقاع جديد تنتفض به الحياة .. أو كأنما ماتت حياة وولدت منها حياة .. أو لكأن الزمن اخذ غفوته على حقائق طينه فانتبه إلىحقائق روحه .
كل شئ يولد صغير .. وتشد الأيام عوده .. إلا الآذان .. يولد أمامك كبير .. يهزك ويبهرك ..
قد خلق الله جنانا مبثوثة في ارضه .. وخلق للزمان جنانه .. هذه المبثوثة خمس مرات في يومك . حينها تنقلب الحقائق كفاصلة نرفع قدمها لندق عنقها في قاع السطر .
أي مخلصٍ هذا .. امتد عنقه فآلمه غرق البشر بين أمواج الامهم واوهامهم .. فامتد عنقه اكثر لابواب السماء ليأتيهم بالنجاة .. ليأيتهم مؤذنا .. الله اكبر .. ألهذا كان الموذنون أطول اعناقا يوم القيامة .
يتبع
الأندلسي
23-07-2003, 01:56 AM
الرائع أبو همام
بداية اريد أن اوجه نظر أخينا "النجم الحزين" الى ان يوضح وجهة نظره فلم نتعود ان نتحدث بهذا الاسلوب في واحتنا , وفقه الله ورعاه
والآن الى حروفك يا أبو همام أخي و استاذي الجميل, تابعت معك من البدايةو اراك كأنك تعود بعد فترة توقف و صمت, فالجزء الأول اشعر فيه بعودة لم ترضي ذائقتي "الهمامية" التي تعودت عليها و ان كانت قد جذبت انتباهي وشعرت بما هو قادم ولم يخب ظني أبدا, توسطت القطعة الثانية في الانتقال و العودة و تأرجحت في انتقالاتها وكانت خطوة وسطى , ثم جاءت قطعتك الثالثة لتأسرني بجمالها الذي أعتدته من القلم الهمامي الجميل
في قطعتك الاولى أيها الحبيب رأيت أبو همام يجذب الصور والرمز جذبا , فلم يستقر الرمز مكانه ولا رسى المعنى بشكل يريح القارئ , انتقالاتك لمجموعتك الكشفية برغم ما تعنيه من نظرتك صوب القادم وحرصك وخوفك عليه الا انها لم تتصل جيدا بما وصفت من قبلها وخاصة أن الحديث يأخذ مجرى النقد في أمر عام ثم خصص بشكل سريع جدا أرهقني كقارئ
في الثانية أسرت في اسلوب خطابي منفعل بعض الشيئ مما أثر على تركيزك في نقل الصورة فتحولت الى حديث مباشر جال بعيدا قليلا عن النثر و مال الى المقال
قطعتك الثالثة .. وما أدراك ما الثالثة ... تحفة أدبية , استعاد فيها أبو همام قلمه و عاد ليسطر نور الحرف مجددا , فبزغت كقمر منير يترقرق بأشعة الضياء المنير , مترابطة متناسقة متسلسلة , موفقة بشكل راااائع في ترجمتها لحالة الليل و السكون و ما رمزت اليه عن ليل المدينة و ظلامها و ترقبها و سهدها و صوت الفجر برمزيته للقادم و عودة الحق فتابعتها كقارئ و كلي شغف , التهم حرفها التهاما بعيني , متعتني فيها أيما امتاع ايها الحبيب دعني أقتطف منها
"البُني ( البنايات ) نائمة تحتضن الأرصفة وعيونها يقظة .. أتظنها تنفث فلذات حجراتها على حبيب لن يؤوب ؟.. أم تترقب حلما باذخا تسوقه إليها عربة تصيح بها .. هيه .. أنتِ .. هيا بنا .
أتظل هكذا ؟ تغتاب السيارات النافرة وكأنها هاربة من مدن الذكريات .. ما أكبر مساحة ذكرياتنا .. تموج بثلاثة أرباع حياتنا .. وربعها الباقي نقضيه في الثرثرة عنها .. حاضرنا ألا يستحق الثرثرة ؟ أم نخاف إن نحن ذكرناه .. تربع فينا البكاء "
يا ألله على دقة الوصف و ابداع الصورة ..
أنتظر القادم بشغف أكبر .. وقلم ابو همام الجميل اراه يعود واثق الخطوة ... لأنه ملكا
على ناصية القادم ... انتظر قمرا آخر
محب حرفك
الأندلسي
بندر الصاعدي
26-07-2003, 03:04 AM
أيها الحبيب الأستاذ أبا همام ..
زيارتي كانت لتخبرك بأنّي متابعٌ .
سأعود لألتمس جوانباً من نصوصك أثّرت في جانبي .... انتظرني
دمت بخير
في أمان الله
بثينة محمود
28-07-2003, 09:19 PM
سيدى أبو همام
تابعت ما كتبت بشغف شديد ..وأسرتنى حروفك لحد بعيد .. فقضية الهوية ما زالت تحوم حول تفكيرنا ..وتدفعنا لإمعان النظر ..ولكن ان يأتى تعبيرك عنها بهذا الجمال وهذا الإتقان ..وهذه الجمل الخلابة والتراكيب الجميلة ..والتسلسل الرائع فى السرد الذى يحملنا إلى آفاق التفكير البعيدة .. هذا ما نال منى أيها الأخ الكريم وجعلنى أقع اسيرة الحرف والمعنى
فدمت لنا ..ودام قلمك
أخي " ابو همام" : لله درّك. كأنك تغرف الصور التعبيرية غرفًا. أغبطك عليها. ولو مارست كتابة الشعر لكن من الشعراء المميزين. وربما لك محاولات شعرية ولم أتشرف بقراءتها. وأتمنى ذلك.
وأعود لهذه الملحمة الرمزية. ولاأرى أنك غرقت في الرمزية والحمد لله. فمثل قلمك يسخرها له وليست هي غايته.
اسمح لي بأن أعرض تعابيرك المميزة هنا ثانية فتسليط الضوء يجعل النجوم تتلألأ في سماءها:-
1- رقعوه بالصنم المسطور .. كمن يكتب مرثية طويلة ويبطنها طرفة .. حتما لن تكاشفه مرآته بأنه بات .. أحلى طرفة .
2- الحرية أن يكون لك رصيف تسير عليه .. فالأرصفة التي تتلاقى دوما ما تضيق عليك الخناق .
3- لماذا لا ينغلق القوس برتاجه .. كفم مفتوح بغير معدة تشعره بالجوع .. أو كحجرة تبتلع كل ذكرياتك .. وتستزيدك لتعب منها أكثر .
4- لا يا صديقي .. لا اريد لحرف من حروفي أن يكون ابتر ..
5- إن الكتاب الذي تجالسه .. تحسبك تحتويه بينما هو يحتويك .. فانتقي جليسك .. ليعطر انفاسك بالمسك . ....[ مأروع التعبير ]
6- يسكب انفاسه حرى في فنجان قهوتك .. ويجلس مطرقا عند حافة اهدابك ..
7- ما أكبر مساحة ذكرياتنا .. تموج بثلاثة أرباع حياتنا .. وربعها الباقي نقضيه في الثرثرة عنها .. حاضرنا ألا يستحق الثرثرة ؟ أم نخاف إن نحن ذكرناه .. تربع فينا البكاء [رائع رائع.. حقيقة أقف عاجزة أمام هذا التصوير البليغ ]
8- "ماضينا .. نلوكه كل حين بين أسنان اقلامنا .. كعلكة تُقسم أن لا نتهي .. تتمدد على اوراقنا .. تتثاءب .. من بشر تمتطي حيرتهم صهوة الطرقات .. تصفعهم الارصفة وعيونهم لا تكل من السؤال .. عن أمكنة الحلم .. أندية الامل .. ليحمدون النوم آخر المساء أن لملمهم من شوارع التيه واستجداء النهار صدقة يتبلغون بها اخر المشوار .. يحمدون النوم لعل فيه حلم يتحقق أو حتى كابوس يتشجر .. لا يهم .. نعم لا يهم .. ما دامت ثماره تخمده انفاس نوم .
ظلام .. ظلام .. يتشرنق في يرقات القلوب .. وتخرج لتتغذى على أوراق النور .. صمت بئيس لا تردعه ضجيج العربات وثرثرة كل المارة .. بضح نقاط سوداء رسمها الناس على جدار مضئ في حجرة محاطة بمرايا .. ادمنوا النظر اليها .. فإن تلفتوا لقوها امامهم .
لحظة تمتد وتكبر كعمر ابليس .. شرابها .. صمت يثرثر .. بؤس مؤلم .. أحلام آسنة .. ذكريات مبعثرة .. وخيبة تسكر الكون حد الجنون ."[أعرف أنني اقتطعت جزءا كبيرا. ولكنه وحدة واحدة لاتتجزأ بانسيابية نسقها ]
الخلاصة:
أتفق مع أخي الاندلسي حول جمال المقطوعة الثاالثة ووضوح غايتها وأسلوب صياغتها. وقد قرأتها هي بالذات أكثر من مرة. ولاأدري لمَ شعرت بأنها وصلت لذهني اسرع من سابقاتها ولو أنني أجد ماقبلها ليس اقل جودة ولكنه اقل قدرة على الوصول للذهن بالسرعة المطلوبة. قد شغلتني الصور الفنية أكثر من الفكرة بينما تساوى الاثنان معا في الثالثة.
أهنئك ياأبو همام. فلاتدع الشعلة تسقط من حبر قلمك.
أختك
سلوى
عبدالرحيم فرغلي
10-08-2003, 10:29 AM
أخي الحبيب الاندلسي .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. تقت اليك ايها الحبيب كثيرا .. كيف انت .. ارجو ان تكون بخير .. معك حق في كل ما قلت .. نصائحك جواهر اعود اليها كلما عن لي كتابة نص .. فشكرا لك ولا تحرمني ارشادك وتوجيهاتك ... .
=====
الاستاذ بندر .. احتاج لمتابعة من هو في مثل رقيك وادبك .. شكرا لأنك تنثر الدر بين سطوري .. وانتظر عودتك بشغف . تحية لك وتقدير
=====
الفاضلة سنبلة .. زيارتك زهت بها سطور تتعكز على حروفها .. الهوية هذا ما بتنا نبحث عنه .. جاءت كلمتك لتقول كم انت مبدعة في قراءتك .. شكرا لكل ما سكبته من ثناء في كأسي الزجاجي .. الذي لو هزته ريح لانكسر .. تحية وتقدير لك .
======
الفاضلة بروق .. كنت انتظر قدومك بشغف .. لا تتخيليه .. فبعد نقدك على نصي السابق رأيت فيك الاديبة التي يعتز المرء بقراءتها .. ويتعرف على واهي قلمه من سطور نصائحها ونقدها .. وكنت اخشى حقيقة ان لا ترتقي لعينيك الكريمة وقراءتها الواعية .. ولكن ربنا ستر .. ورايت في قلمك ما يشحن قلمي ويشعر بالفخر .. يكفيه انك هنا .. تحية لك وتقدير
============================================
بسم الله الرحمن الرحيم
.................... غصن من شجرة العمر .............................
لا .. لم يكن مشرقاً هذا الصباح ......
فبيضة الليل افرخت صوصاً غريراً يحبو باسماً لآنات البشر .. زغبه الشرقي يتخم أرصفة أنهكها الحلم .. تُرى أي حلم جعلها تبدوا ضجرة هذا الصباح ؟ أن تتوج إشارة مرور تومض هناك كأنفاس عاشق متحير .. يقدم اخضر ويؤخر احمر .. أن تشتهر كمؤرخ عظيم يطوي سحابة نهاره يسترق السمع لثرثرة العابرين فيرصفها مجلد يجاور آخر .. أم .. يا للسخرية .. تحلم أن تصير حاكما تنثر المخبرين على كل الطرقات ..ولم السخرية ؟ أليس حكامنا أرصفة تدوسها اقدام التاريخ عند كل إشراقة صوص ؟... ذاك الذي ينفش زغبه شيئا فشيا ليحشو فمك بطعم الصيف .. ليستحم بعرقك ويقصيك جافاً كعود يحترق .. يهرب منك حلقك باحثا عن رشفة ماء أو حتى عصير متبلد في قنينة الأمس .. وتشعر أعصابك تكف عن ثرثرتها وترتخي حبالها وهي تحسو الهواء البارد .. كحبيب وافاه حبيبه بعد موعده .. .
إيه ما اقسى الصيف في بلادي .. تحاول أن تعزي نفسك بربيعه لتتذكر أنه يشيخ في وقت تلقمه السماء ثديها .
في صيف مثل هذا .. يفرغ منك سريرك .. لتحشر نفسك في حقيبة أوراقك وتمضى إلى عملك .. قلبك يذرع الأرصفة .. يتصفح الوجوه المؤثثة بالبؤس .. الطلاب وهم يحملون رؤوس العلماء فوق ظهورهم .. يقرأ اسماء المحلات وهو يحك ذاكرته .. متى نبت هذا هنا ؟ وتترك عينك معلقة على الضوء الاحمر وأذنك مربوطة في ساقية أغنية تزعج شعراتك البيض .. حتما لن تحتاج عينك واذنك وأنت تدقق في فواتير العمل التي يلزمك سدادها .
يتلوى الطريق أمامك .. كعمر أعلن حربه .. وبعدما أجهز على احلامك بدأ يتسلى برفاتك .. يتلوى بك الطريق إلى بيتك .. مصطحبا ظهرك المكسور .. ونظرك الممدود لكسرة خبز وفراش شره يلملم فتات جسدك .. ليركلك بعد ساعة وأنت تعبث في جيوب ثوبك عن قائمة كتبتها زوجتك في غفلة من ثرثرة هاتفها .
تعجب .. وأنت تعبر كل هذا الزخم .. كيف افترستك الوحدة .. كأنها كائن خرافي .. يترك جسدك يرسف في أغلال مقعد .. ويمضي بك مسافرا لمدن الذكريات .. لتطل من وجوه احببتها .. لأبواب احلام مشرعة تدلف إليها متأبطا حسرتك .. يرميك بين الصحاب لتعرف كيف احاديثهم تترمد في مطفأة المكان قبل ان تصافح أذنك .. تشعر وكأنك شجرة نابتة في عرض البحر .. تنظر ببلاهة إلى السماء فإن اضجرك التعب .. دسست نفسك في كومة ريح .. كائن خرافي يعود بك لترى جسدك لم يزل كما هو مقيدا في مقعد ..
ذات المقعد يقنعك بأنك ما زلت تقترف الحياة .. وأنه بقي أمامك صفحات منسقة السطور عليك ان تملأها بالبؤس .. فتمتد يدك إلى درج منضدتك وتخرج منها أوراقا جديدة تمارس على ضفافها وقيعة الانتحار .
ايه ما اقسى الحياة .. لولا الصلاة وانفاسها ....
لو لم يشرعها الإله .. لسألناه اياها .
يتبع .
عبدالرحيم فرغلي
16-08-2003, 03:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
.............. بين يدي الصلاة ( 1 ) .......................
الساعة تلفظ أنفاسها على جدار غارق بدماءها .. تشيعها وتدس بين حنوطها ضجيج رأسك .. هدير قلبك .. فكل هذا لا معنى له .. وقد احتلك الجوع .
تتلون أطرافك الاربعة بلون معدة خاوية تسكنها الشمس .. ليغدوا جسدك كعدو يسألك النزال .. تهرب منه .. لتجده بث جنوده على الطرقات أنوف وأفواه .. تشعر بالهزيمة وانت تمد اصابعك الخمس تصافح فيها الحاجب مرات ومرات معلنا استسلامك لجناب السلطان المسيطر هناك على خاصرتك .. وتتنهد أخيرا وأنت تخرج الشمس وترمي بها في كبد الوقت .
ومتى اتسع فيك جوع الروح .. كتاريخ عربي مهزوم تسامقت فيه أشجار البكاء وتهدلت منه أثداء النواح .. لا تملك غير صلوات خمس تشدها من أذن اليقظة لتنال حظك من سكون الروح .
ثلاث وجبات يغتصبها فمك الصغير ويقدمها هدية ليرضي فيها معدتك .. أما الروح فلا يهدهد جوعها غير خمس .. بل ويسعدها المزيد .
ألأنها متسعة .. الحدود عندها خصيم مبين .. عيونها مبثوثة تتأمل السموات والأرض .. تقلب الغد وتنبش الأمس .. تلملم التاريخ في كتاب تقرأه أو حديث تسمعه .
أم لأنها رقيقة .. شفافة .. يخدشها نبت الطين .. فتسألك صقلها بمثل رقتها .. والشفاف أكثر شئ يجهدك صقله .
أم يشقيها أن يكون حظها كحظ الطين .. وهو لولاها جثة هامدة .. تدفن فيه معاني الطين ..
أم لأنها تتلفع بالخلود .. تريد ان تكون خالدة بنقاء .. فهي تطلب منك أسباب نقاءها لعمر مديد .. بعمرك القصير .
أم لكل هذا مجتمعة .. لتجمعك في صلاة .. تجذب سجادتها من أديم السماء .. جبهتك تتنفس هواء الملائكة .. تقبل أعمدة العرش .. وعينك مستلقية هناك بكل خضوع على ضفاف الكعبة .
يتبع
عبدالرحيم فرغلي
17-08-2003, 02:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
....................... بين يدي الصلاة ( 2 ) ...........................
يتشجر الوقت حواليك كذنبٍ لا ينتهي .. ويصبح الندم عيون تعانق الأشياء .. تلاحقك وانت تتصفح المكان .. وتطل جاحظة من سطور كتاب .
تزرع نفسك في كوب شاي ساخن .. لينفيك بعد غفلة وقد استعار انفاس الشتاء .. تقوم تذرع الغرفة وتتساءل متى قصرت إلى حدٍ التصقت فيه بالنافذة .
أما آن لهذا الوقت أن ينجلي .. لابد أن تؤدبه بحزمك .. تشده من جلبابه .. تصلبه أمام حوض ماء .. ليبدأ الاستغفار بماء الوضوء .. وتذهل من سكونه وهو يشرع في الصلاة .. لتراك قلبا بلا جسد يتألق هناك على سجادة .. مبتهجا ان تحرر من دنياك .
يبتع
عبدالرحيم فرغلي
19-08-2003, 02:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
..................... بين يدي الصلاة ( 3 ) ....................
رمال الصحراء تسكن وسطك .. تتململ لقطرة خبز ترويك .. تشيخ معدتك .. تغرق .. إن تزاحمت عليها القطرات .. أما الروح ما تزاحمت عليها الصلاة إلا زادتها قوة .. ودست فيها طعم الرونق والبهاء .
هل تشعر معي .. أن كل مقاييس المادة تخور أمام الروح .. تحتضن صلاتك بقلب شاب هما وغماُ .. وما زاد عمرها إلا عدت فتيا .. نشيطا كصبي نقي الألام .. صفر الذكريات .. ، تأتي إلى جسدك في غلواء نشاطه .. في مصارعة العمل .. فتطارحة الراحة والسكون بصوت خافت يتندى عذوبة وجمال .. فإن استبد به تعب .. جهرت به .. انزع عنك شقاءك .. اسكب روحك في روحي .. قوتك تهزم خيبة نهارك .. حتى يتلحف بالرضى وينام .
وحين تتيقظ شمس غده .. كانت أمامه مرآة نقية .. ما اقترف خطيئة إلا تكدرت فألحت به ناهية .. أبدا لن تقنعك الخطيئة وأنت تسافر إلى الصلاة كل حين .. لا .. لن تتآلف الخطيئة مع صلاتك .
الصلاة .. زاد الروح .. جمالها .. تاجها .. لن تسرق وسوستك منها إلا شعرت بنقص الزاد وفقر الروح .. لتظل تستجدي الأرصفة صدقة الشيطان .
انتهى .
د. سمير العمري
05-09-2003, 12:13 PM
أخي المبدع أبا همام:
أيها السابح بين خطوط الألق وفواصل الإبداع.
إلى أين أخذتنا رغباً في رحلة لا اليأس يعرف ما تكون ولا الضجر.
رحلة جمعت لنا فيها اللآلئ وأزجيت فيها الفكر نوراً يشع في جنباتها.
تابعتك حتى النهاية وما وودت أن تنتهي.
أحييك وأفتخر بك.
تحياتي ومحبتي
:0014:
عبدالرحيم فرغلي
07-09-2003, 12:16 PM
أستاذنا الفاضل سمير
دعني أهمس أنها انتهت قبل ان تكتمل في نفسي .. فقط رأيت جمعها في نص واحد .. لا يعرف قرائها باستمرارها .. هذا ما اوحاه لي تعليق صديق لي ..
ولكن يكفي لكلماتك فخرا مرورك بها .. وتتثني اصابعي خجلا من ثناءك .. فاحتار بما ارد إلا لك الشكر والتقدير استاذنا على تشجيعك .. وزادك الله نشاطا وتوفيقا فيما هدفت إليه في هذا المنتدى من فكر وضاء ورسالة سامية .. تحية لك وتقدير
حوراء آل بورنو
08-01-2006, 11:34 PM
لن أقول غير : أين أنت يا أبا همام .
عافاك الله و رعاك في أي وادٍ نزلت و في أي دار أقمت .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir