المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منفى و لا أصلُ



عبد القادر رابحي
01-01-2007, 07:13 PM
تقاتلوا في نزيفِ الجرح و اقتتلوا=و قاتلوكَ بما جادتْ بهِ المقَلُ
وَ هجّروكَ على لوحٍ تنوءُ بهِ=دروبُ من سَجَدوا للرّيحِ و امتثلوا
و لم يُبالوا بأمواجٍ و عاصفةٍ=لمّا طغى الماءُ، أن تأتي بما نسَلوا
تقاسَمُوا دمَك المسفوكَ في كتبٍ= توارثوها على حرفٍ و ما سألوا
و زيّفوا سُنَنَ الأسفارِ في دِعةٍ=و حُمِّلوها و لم يُصْغوا لِمَا حَملوا
لم يعصِروا لِفَمِ الأيّامِ غيرَ دَمٍ=تكاثرتْ في خَلاَيَا دائِهِ المِلَلُ
و أنت تنأى بلا أرضٍ و لا وطنٍ=و تترك الجرح في الأكباد يعتملُ
و تنتقي من خُطى معناكَ أسئلةًً=لو أنّهم أدركوا معناك ما فعلوا
××× ×××
و ها هُمُو الآن فِي عَلْياءِ تُربَتِهمْ=تموتُ أحرفُهم من فرط ما سفِلوا
تشابهوا في مراميهم بلا هدفٍ=إن أَدبروا هُزِموا أو أَقبلوا خُذِلوا
أو أُدخِلوا في أتونِ الوقتِ ما شَعروا=أو أُخرجوا من ثقوبِ الرّيح ما عَقلوا
تداكنوا كغيومِ الصّيف من زمنٍ=و أرعدوا في فيافينا و ما هطلوا
في كل قافيةٍ تنساقُ منتحلٌ=و كلِّ بيتٍ جديبٍ تبعث "الرّسلُ"
وكلِّ عصرٍ لئيمٍ تزدهي دُولٌ=تموتُ.. تُولدُ من أضلاعها الدُوَلُ
أحلامُها بطلٌ يقتصّ من بطلٍ= أحلامَهُ فيموتُ الحلمُ و البطلُ
و في المرايا كتاباتٌ مزوّرةٌ=و في المطايا دروبٌ صاغها الدَّجلُ
××× ×××
لا غربةُ الشّجر الرسميِّ لا زمنٌ=يأتيك من زمنٍ غاباتهُ قُـبَـلُ
أُصغي إلى وجهكَ المائيِّ كان دمي=رسماً يغازل رسماً ثم يرتحلُ
و أنتَ في قِمَمِ الأضدادِ منفردٌ=تهفو فيولدُ فيك اليأس و الأملُ
××× ×××
في كلّ جرحٍ رجالٌ أنتَ تعرفُهمْ=أضأْتَ حتى أضاءت فيهم المثلُ
تكاد ترسم نُونَ الحرف مكتملاً="عرّقت" معناهُ حتى كادَ يكتملُ(*)
هَجرْتَ أحرُفَ حزني وَهْيَ مطفأةٌ=و رُمتَ أحرُفَ حزني وَهْيَ تشتَعِلُ
زرعْتني في معانٍ لستُ أعْرِفُها=و رُمتَني في معانٍ دونها الزّللُ
و بُحتَ بي لبحارِ الأرضِ كاملةًً=و صُنتني في هُنيهاتِ الأُلى رَحلوا
أعطيتني كلمات الجرح صاغرةً =و قلتَ لي هي ميلادٌ و معتزَلُ
××× ××× ×××
أنامُ أصحُو أنادي الرّيح في عجلٍ= مَنْ "سارقُ النّار" مَنْ "سيزيفُ" ما العمل؟
ما سرُّ صمتي وما معنى ضجيجُ دمي؟=و كيف تَسبرُ جرحي الخاثرَ العللُ؟
و عندما راودتني فيكَ أسئلتي=و سافرتْ في دمي الأوطانُ و السُّبُلُ
تركتُ أهواءَ أمسٍ غاربٍ و غدًا=ينامُ في جانبيهِ التّينُ و العسَلُ
و رُحتُ أحمل قلبي في شقوقَِ يدي= رغم الرّدى، و دُروبَ النار أنتعلُ
و ها أنا أحملُ الأنهارَ من جبلٍ=يكادُ يغرُبُ حتى يشرقُ الجبلُ
وحدي أكابدُ جرحًا ليس يفهَمُنِي=فتعتريني جراحٌ ليسَ تندمِلُ
وحدي أطاردُ هذا الحرفَ من وطنٍ= منفى إلى وطنٍ منفى و لا أصِلُ

(*)تعريقُ حرف النون بالذات في كتابة الخط المغربي، تدويرُ بطنه وتقريبُ نهايته إلى بدايته..

أحمد حسن محمد
01-01-2007, 07:23 PM
لا إله إلا اللـه..
حملتني بعيدا وقريبا وفي أفكار وفلسفات وعصور أشكرك لهذا كله.. تستحق العودة ألف مرة ...



- لمّا طغى الماءُ، أن تأتـي بمـا نسَلـوا
تأتي.. كانت الضرورة في عدم إظهار الحركة وأحس أنها تنقص الكلام المعرب حقه في التركيب لا أدري هذه وجهة نظر رغم أنها ضرورة..

- و زيّفـوا سُنَـنَ الأسفـارِ فـي دِعـةٍ
دَعة


أو أُدخِلوا في أتونِ الوقتِ مـا شَعـروا
أو أُخرجوا من ثقوبِ الرّيح مـا عَقلـوا
فقط بحكم العطف على الشرط وأخذ شكله التركيبي فهل الجواب واجب الاتصال بالفاء للربط؟


لك كل الإجلال أيها الشامخ شعرا وفكرا

حوراء آل بورنو
01-01-2007, 07:41 PM
رائعة ، و رائعة .

لله در حرفك أيها الفاضل .

كل التقدير .

مجذوب العيد المشراوي
01-01-2007, 08:43 PM
لم أجد ما أكتبه في هذه اللحظة سوى أني أريد لها التثبيت

د. مصطفى عراقي
01-01-2007, 08:53 PM
تقاتلوا في نزيفِ الجرح و اقتتلوا=و قاتلوكَ بما جادتْ بهِ المقَلُ
وَ هجّروكَ على لوحٍ تنوءُ بهِ=دروبُ من سَجَدوا للرّيحِ و امتثلوا
و لم يُبالوا بأمواجٍ و عاصفةٍ=لمّا طغى الماءُ، أن تأتي بما نسَلوا
تقاسَمُوا دمَك المسفوكَ في كتبٍ= توارثوها على حرفٍ و ما سألوا
و زيّفوا سُنَنَ الأسفارِ في دِعةٍ=و حُمِّلوها و لم يُصْغوا لِمَا حَملوا
لم يعصِروا لِفَمِ الأيّامِ غيرَ دَمٍ=تكاثرتْ في خَلاَيَا دائِهِ المِلَلُ
و أنت تنأى بلا أرضٍ و لا وطنٍ=و تترك الجرح في الأكباد يعتملُ
و تنتقي من خُطى معناكَ أسئلةًً=لو أنّهم أدركوا معناك ما فعلوا
××× ×××
و ها هُمُو الآن فِي عَلْياءِ تُربَتِهمْ=تموتُ أحرفُهم من فرط ما سفِلوا
تشابهوا في مراميهم بلا هدفٍ=إن أَدبروا هُزِموا أو أَقبلوا خُذِلوا
أو أُدخِلوا في أتونِ الوقتِ ما شَعروا=أو أُخرجوا من ثقوبِ الرّيح ما عَقلوا
تداكنوا كغيومِ الصّيف من زمنٍ=و أرعدوا في فيافينا و ما هطلوا
في كل قافيةٍ تنساقُ منتحلٌ=و كلِّ بيتٍ جديبٍ تبعث "الرّسلُ"
وكلِّ عصرٍ لئيمٍ تزدهي دُولٌ=تموتُ.. تُولدُ من أضلاعها الدُوَلُ
أحلامُها بطلٌ يقتصّ من بطلٍ= أحلامَهُ فيموتُ الحلمُ و البطلُ
و في المرايا كتاباتٌ مزوّرةٌ=و في المطايا دروبٌ صاغها الدَّجلُ
××× ×××
لا غربةُ الشّجر الرسميِّ لا زمنٌ=يأتيك من زمنٍ غاباتهُ قُـبَـلُ
أُصغي إلى وجهكَ المائيِّ كان دمي=رسماً يغازل رسماً ثم يرتحلُ
و أنتَ في قِمَمِ الأضدادِ منفردٌ=تهفو فيولدُ فيك اليأس و الأملُ
××× ×××
في كلّ جرحٍ رجالٌ أنتَ تعرفُهمْ=أضأْتَ حتى أضاءت فيهم المثلُ
تكاد ترسم نُونَ الحرف مكتملاً="عرّقت" معناهُ حتى كادَ يكتملُ(*)
هَجرْتَ أحرُفَ حزني وَهْيَ مطفأةٌ=و رُمتَ أحرُفَ حزني وَهْيَ تشتَعِلُ
زرعْتني في معانٍ لستُ أعْرِفُها=و رُمتَني في معانٍ دونها الزّللُ
و بُحتَ بي لبحارِ الأرضِ كاملةًً=و صُنتني في هُنيهاتِ الأُلى رَحلوا
أعطيتني كلمات الجرح صاغرةً =و قلتَ لي هي ميلادٌ و معتزَلُ
××× ××× ×××
أنامُ أصحُو أنادي الرّيح في عجلٍ= مَنْ "سارقُ النّار" مَنْ "سيزيفُ" ما العمل؟
ما سرُّ صمتي وما معنى ضجيجُ دمي؟=و كيف تَسبرُ جرحي الخاثرَ العللُ؟
و عندما راودتني فيكَ أسئلتي=و سافرتْ في دمي الأوطانُ و السُّبُلُ
تركتُ أهواءَ أمسٍ غاربٍ و غدًا=ينامُ في جانبيهِ التّينُ و العسَلُ
و رُحتُ أحمل قلبي في شقوقَِ يدي= رغم الرّدى، و دُروبَ النار أنتعلُ
و ها أنا أحملُ الأنهارَ من جبلٍ=يكادُ يغرُبُ حتى يشرقُ الجبلُ
وحدي أكابدُ جرحًا ليس يفهَمُنِي=فتعتريني جراحٌ ليسَ تندمِلُ
وحدي أطاردُ هذا الحرفَ من وطنٍ= منفى إلى وطنٍ منفى و لا أصِلُ

(*)تعريقُ حرف النون بالذات في كتابة الخط المغربي، تدويرُ بطنه وتقريبُ نهايته إلى بدايته..
=================
شاعرنا المتجدد المتفرد: رابحي
في شعرك العبقري المتفجر تتوالد الأبعاد من أبعاد، في إدهاش واقتدار
تحفزنا على التامل في آفاقه الممتدة
والتجول في عوالمه الرحبة
ودمت وأسرة الواحة بكل الخير

محمد الأمين سعيدي
01-01-2007, 08:58 PM
و ها أنـا أحمـلُ الأنهـارَ مـن جبـلٍ
يكـادُ يغـرُبُ حتـى يشـرقُ الجبـلُ..

آه منك يا رابحي تغيب كل هذا الوقت لتقول هذا ..

وبالأمس تسألني على الهاتف هل من كتابة ..

أريد أن أقول :

هذا هو الشعر و أنت هو الشاعر ..

تحياتي ..

أحمد حسن محمد
01-01-2007, 10:45 PM
أما بخصوص بيتك
لمّا طغى الماءُ، أن تأتـي بمـا نسَلـوا
فقد ورد له في الشعر نظائر كثيرة:
مثل قول عامر بن الطفيل:
فَما سَوَّدَتني عامِرٌ عَن قَرابَةٍ أَبى اللَهُ أَن أَسمو بِأُمٍّ وَلا أَبِ
وقول تأبط شرا:
سَدِّد خِلالَكَ مِن مالٍ تُجَمِّعُهُ حَتّى تُلاقي الَّذي كُلُّ اِمرِئٍ لاقي
وقول الفرزدق:
إِنّي رَأَيتُ أَبا الأَشبالِ قَد ذَهَبَت يَداهُ حَتّى تُلاقي الشَمسَ وَالقَمَرا
وقول الأعشى:
رَواحَ العَشِيِّ وَسَيرَ الغُدوِّ يَدَ الدَهرِ حَتّى تُلاقي الخِيارا
وقول أبي حيان الأندلسي
وَيا فُؤادي لا تني هائِماً في حُبِّه حَتّى تُلاقي ثَواك
وغيره كثير
ونقل البغدادي عن الدماميني : في خزانة الأدب أن هذا مقبول في غير الشعر أيضا فقال:
"وعلى تقدير النصب فالفتحة مقدرة كما في قوله:
أبى الله أن أسمو بأم ولا أب
وليس بضرورة.
وقد قرئ في الشواذ: "إلا أن يعفون أو يعفُو الذي بيده عقدة النكاح"، بإسكان الواو من يعفو الذي.

أما بخصوص هذا أستاذنا العالم الغالي فكرا وشخصا فأنا أبدأ من كلمتكم "بإسكان الواو من يعفو الذي" وهنا أنا قلبت الأمر على وجهين
فهو هل تقبل مثل هذا الشطر شعرا أو نثرا في قول بليغ:
((إذا رحلت فمن وطنْ يكون لنا؟!))
أنا سكنت النون هنا في كلمة "وطن" وهي قد تسكن في العروض أو القافية على لغة ربيعة، ولكن في الحشو كالذي وقع هنا الآن هل ترضاه قريحتك حتى ولو استخدمها شاعر قديم؟
هي نفس ما حدث أن الشاعر هنا سكن الياء.
والزاوية الثانية: هي أنه من أبسط حقوق الكلمة وقت التركيب أن تعطى حقها في الإعراب وهو حركة التشكيل. فما الفارق بينها وبين كلمة دون جملة وحدها؟

أما عن حذف الفاء الواقعة في الجواب هنا:
أو أُدخِلوا في أتونِ الوقتِ مـا شَعـروا
أو أُخرجوا من ثقوبِ الرّيح مـا عَقلـوا
فقد استشهد لمثله العلماء بقول حسان رضي الله عنه
من يفعل الحسنات الله يشكرها
على أن الفاء الرابطة محذوفة من جواب الشرط ضرورة، أي: فالله يشكرها.
قال النحاس: "أبو العباس المبرد يجيز حذف الفاء في الشعر.
ونقل العيني عنه خلافه، قال: وعن المبرد أنه منع ذلك حتى في الشعر.
ثم قال النحاس: وقال أبو الحسن: هو عندي جائز في الكلام إذا علم، ومنه قول الله عز وجل: "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ"
وقُرئ: "بما كسبت" فاستدل بهذاعلى أن الفاء محذوفة.
ومنه قوله تعالى: "كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ ".( خزانة الأدب : الشاهد 691)
والتقدير: فالوصية
قَالَ ابن مالك : وَمَنْ خَصَّ ذَلِكَ بِالشِّعْرِ بَعُدَ عَنْ التَّحْقِيق ، وَضَيَّقَ حَيْثُ لا تَضْيِيق ، لِأَنَّهُ كَثِير فِي الشِّعْر قَلِيل فِي غَيْره ،
قال الحافظ ابن حجر : " وَأَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى مَا وَقَعَ فِي الشِّعْر فِيمَا أَنْشَدَهُ سِيبَوَيْهِ :
مَنْ يَفْعَل الْحَسَنَات اللَّه يَشْكُرهَا
أَيْ: فَاَللَّه يَشْكُرهَا ،
وَإِلَى الرَّدّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ خَاصّ بِالشِّعْرِ قَالَ : وَنَظِيره قَوْله فِي حَدِيث اللُّقَطَة " فَإِنْ جَاءَ صَاحِبهَا وَإِلَّا اِسْتَمْتِعْ بِهَا " بِحَذْفِ الْفَاء ، وَقَوْله فِي حَدِيث اللِّعَان " الْبَيِّنَة وَإِلَّا حَدّ فِي ظَهْرك " . (فتح الباري8: 297)

فأول بيت استشهدت به..
واسمح لي جرأتي شيئا ما أن أقول أن للبيت إعرابا آخر غير الشرطية والجواب وهو أن يكون "من" مبتدأ أول، و"الله" مبتدأ ثان، و"يشكرها" جملة في محلالخبر الثاني، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر لـ"من" المبدأ الأول بمعنى الذي موصول..
أعتقد أن هذا إعراب ليس بغريب ولا سيئ..
أما حديث اللقطة فأنا أنقله من نسخة صحيح البخاري عندي وهو مروي بالفاء.. وكذلك على اعتبار روايته بدونها فأنا أقرأ كثيرا في كتب النحو استشهادا بحديث على تركيب أو قاعدة ويتبع بعدها بأن هذا من المسموع عن العرب وليس المقيس عليه، ومنها كلمة "سنين" فيما أذكر..
[ 2294 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة وحدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سلمة سمعت سويد بن غفلة قال لقيت أبي بن كعب رضى الله تعالى عنه فقال أخذت صرة مائة دينار فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال عرفها حولا فعرفتها حولا فلم أجد من يعرفها ثم أتيته فقال عرفها حولا فعرفتها فلم أجد ثم أتيه ثلاثا فقال احفظ وعاءها وعددها ووكاءها فإن جاء صاحبها وإلا فاستمتع بها فاستمتعت فلقيته بعد بمكة فقال لا أدري ثلاثة أحوال أو حولا واحدا
وأما الاستشهاد الآخر : فكتب النحو التتي أعرفها وأخصها عندي منحة الجليل في تحقيق شرح ابن عقيل وما درسته في الجامعة بخصوص:
"الْبَيِّنَة وَإِلَّا حَدّ فِي ظَهْرك" فإنه يقرر أنه من الجائز الربط بالفاء أو عدمه إن كان الفعل ماضيا لفظاً مستقبلا معنى بأن دل على وعد أو وعيد مثلا..
- وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ"
وهنا من الواضح جدا والسهل جدا أن تكون الجملة بعد الفاء في محل رفع خبر ل"ما"
أقول لك شيئا..
بعيدا عن التعليقات أنا فرح بوجود مثلك في الواحة ..
أقسم لك باللـه..
وفخور أني أتحدث بعدك الآن..

د. عمر جلال الدين هزاع
02-01-2007, 12:26 AM
تسجيل حضور وتحية خجولة
ولي عودة لهذه الدرة

خالص تقديري

أحمد حسن محمد
02-01-2007, 03:52 PM
================
أستأذن شاعرنا المجدد رابحي في عودة أخيرة هنا لابننا النابه أحمد


وأنا كذلك أستميح أستاذنا المبدع المجدد في السؤال مرة أخرى وأشكره فيبدو أن له مكانة كبرى في قلب الدكتور الغالي / مصطفى عراقي فو لم يدخل تقريبا في صفحة أحد أكثر من مرة غير الدكتور محمد حسن السمان..

================

ابني الحبيب


وهنا شكر خااااااااااااااص لرقة وعطف لأستاذي الكريم..


أما في الأولى : فقد خلطت بين (الواو والياء ) من حروف العلة ، و(النون) ، كما خلطت بين الضرورة واللغة!
وقد فرق العلماء والشعراء بين طرح الحركة عن (الواو والياء ) في حالة النصب ، وغيرها من الحروف ومنها النون التي ذكرتها ،
فأما العلماء فكما عبر البغدادي نقلا عن الدماميني : أن هذا مقبول في غير الشعر أيضا ،وليس بضرورة".
ومن هذا القراءة القرآنية التي هي حجة بينة في الاستشهاد اللغوي بغير جدال ولا تقليب!
"وقرأ الحسن « أو يعفو الذي » بواو ساكنة (مد) ، قال المهدوي : ذلك على التشبيه بالألف (لأن الألف لا يقبل الحركة) ، ومنه قول عامر بن الطفيل :
فما سوَّدَتْنِي عامِر عَنْ وِرَاثَةٍ = أَبَى اللَّهُ أَنْ أَسْمُو بأُمٍّ ولاَ أبِ
ولم يقل : أسموَ
وأما الشعراء فقد ذكرت لك امثلة كافية مع البيت السابق تدل على إدراكهم للفرق الجلي بينهما، فهل تتهم كل هؤلاء ومنهم تأبط شرا وعامر بن الطفيل والأعشى والفرزدق وأبو حيان الأندلسي في قرائحهم ، وبأنهم لم يعطوا للإعراب حقه وقت التركيب!



أما هذه الآية فأنا لا أرد ومذعنا أسلم بقولك طائعا بسبب استشهادكم بالآية الكريمة، فخوفي من أن أتحدث فيها بما لا أعلم..ولا أجد عندي من الكتب ما يسمح لي بالرجوع إليها بسبب ظروف ما.

ولكن من ناحية أقوال العلماء فما وجدت إلا انهم راحوا يبحثون عن مبرر للوضع الذي جاءت به الأبيات من شعراء كالذي ذُكرت أسماؤهم..
ولكن معنى التركيب أن لا تسكين في الحشو ولكن هناك من شعرائنا الكبار من فعل هذا ..
وأنتم -يا استاذنا- استشهدتم بقول البغدادي على أنه فرق بين (حرفي الواو والياء) وبين (النون وغيره)
ولكني لم أجد فيه موضع استشهاد على الفرق..
وإنما تبريرا لوضع وجد عند شاعر فصيح.. وإن كان الفرزدق فعلها فقد أصلح له أهل النحو بعضا من شعره الذي
خالف فيه بعض القواعد وإن لم تحضرني الذاكرة في ذكر مواضع خطئه، فهل أخذ النحوي الذي انتقده وقتها خطأه تأسيساً لقاعدة جديدة في الجواز..
واسمح لي بإبداء وجهة نظر تفسيرية للفرق بين ((الواو والياء) وبين ((النون)) إن السهو بتسكين النون لا يمكن أبدا لمبتدئ في الشعر ..
أما السهو بتسكين الواو أو الياء فمن الممكن جدا حتى ولو لمحترف لغة..
فهل قال الشاعر القديم نفسه إنه قصدها؟؟
هل يمكننا أن نقول إن مثل ذا التخريج لتسكين حرفي العلة هذين مثل بعض من تخريجات الزمخشري في التقدير والتي كان يرفضها كبار من أهل أهل النحو واللغة، أقول بعضها وليس كلها..
وإن كان لتخريجات الزمخشري معيار ونصيب من المنطق واضح جدا أما عملية التقدير -تقدير الحركة- التي ذكرت في ردكم الكريم على الياء أو الواو فما المنطق الفكري الذي يوضُح فيها؟

أنا لا أرفض قول العلماء ممن ذكرت ولا أرفض منطق الشعراء أيضاً ولكني فقط احتاج إلى أن أفهم لماذا وجهة نظري خطأ؟؟


وأما الثانية فأراك تجاوزت قول العلماء الأجلاء كابن مالك الذي صرح تصريحا جليا قائلا::" وَمَنْ خَصَّ ذَلِكَ بِالشِّعْرِ بَعُدَ عَنْ التَّحْقِيق ، وَضَيَّقَ حَيْثُ لا تَضْيِيق ، لِأَنَّهُ كَثِير فِي الشِّعْر قَلِيل فِي غَيْره ، مشيراَ بِذَلِكَ إلى مثل قول حسان بن ثابت :
مَنْ يَفْعَل الْحَسَنَات اللَّه يَشْكُرهَا
أَيْ: فَاَللَّه يَشْكُرهَا ".


أنا فقط أبدي استغرابي من صاحب لاألفية حين يلقي بيته:
"اسمية طلبية وبجامد.." وبعدها يقول بهذا شاهدا على السماح..
فهل ترى ما كان من تآليف نحوية يحتاج إلى وقفة .. لا أقول هوأخطأ ولا أقول أصاب ولكني أتساءل أين القرار لنا وهذا فرد واحد له رأيان..؟؟
وأنا أسال أليس إعرابي الذي قدمته أخير لمنع التناقض الكائن في قول شيحنا المستشهد به..؟؟

فلماذا نضيق حيث لا تضييق، والشعراء - وفي القلب منهم شاعرنا المبدع رابحي - أمراء الكلام يجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم، فكيف بما جاز في غير الشعر أيضا.


وانا واللـه يا أستاذي في موقف حيرة من أن نجيز للشعراء شيئا لا يجوز لغيرهم وأحسب أنه لا يتعرض للشعر إلا كل قادر على إعادة التركيب والصياغة بما يخدم أو يوافق قواعد اشتهرت..

د.جمال مرسي
02-01-2007, 04:22 PM
لله درك أيها الشاعر الكبير رابحي عبد القادر
تحية قلبية لشاعر أجاد نسج الحروف و توجها بالصور الفريدة
قصيدة في القمة
أحسنت أحسن الله إليك
و كل عام و أنتم بخير

عبد الصمد الحكمي
02-01-2007, 05:53 PM
قصيدة تجر أذيال زهوها فوق المجرات

فهنيئا للشعر ، وحياك القلب أيها الجميل


دمت في دَعة لا يخرجك منها إلا هاجس يثمر نصا كهذا



.

مجذوب العيد المشراوي
02-01-2007, 06:30 PM
رابحي عذر ا ما نتعرض له في قصيتك هو أهم من مرور البعض معلقي ب /شكرا وجيدا وإلخ ....
قرأت ما جدتما به ووصلت إلى قناعة وهي عدم تصادم الجواز مع قاعدة ضبط حركة الكلمة مع النحو مهما كانت الدواعي إلا أحيانا (ضربا وعروضة )
ثم الإستشهاد بالأقدمين في ما خالفوا به النحو ليس كارتا أبيضا لنستخدمه
ولا يشفع لهم عند النقاد إلا إذا ان ذلك لغة لقبيلة ما عربية شكرا

عبد الصمد الحكمي
02-01-2007, 07:35 PM
رابحي عذر ا ما نتعرض له في قصيتك هو أهم من مرور البعض معلقي ب /شكرا وجيدا وإلخ ....
قرأت ما جدتما به ووصلت إلى قناعة وهي عدم تصادم الجواز مع قاعدة ضبط حركة الكلمة مع النحو مهما كانت الدواعي إلا أحيانا (ضربا وعروضة )
ثم الإستشهاد بالأقدمين في ما خالفوا به النحو ليس كارتا أبيضا لنستخدمه
ولا يشفع لهم عند النقاد إلا إذا ان ذلك لغة لقبيلة ما عربية شكرا
وجهة نظرك لا تقصي الآخر أيها الحبيب
وإذا كانت قناعتك تلغي الضرورات الشعرية التي تصادم النحو
فكان الأولى أن تكون هذه القناعة حصنك ضد ما وقعت فيه من أخطاء نحوية وإملائية ولغوية
فقد أدخلت أل التعريف على ( بعض ) وحذفت نون الجمع من ( معلقي ) بلا مسوغ وكتبت ( الإستشهاد ) بهمزة قطع
واستخدمت مفردة أعجمية ( كارتا ) ونونت ( أبيضا) وهو ممنوع من الصرف .

ناصر البنا
02-01-2007, 07:59 PM
لله درك اخي رابحي
ولك خالص تحيتي

أحمد حسن محمد
02-01-2007, 08:38 PM
وجهة نظرك لا تقصي الآخر أيها الحبيب
وإذا كانت قناعتك تلغي الضرورات الشعرية التي تصادم النحو
فكان الأولى أن تكون هذه القناعة حصنك ضد ما وقعت فيه من أخطاء نحوية وإملائية ولغوية
فقد أدخلت أل التعريف على ( بعض ) وحذفت نون الجمع من ( معلقي ) بلا مسوغ وكتبت ( الإستشهاد ) بهمزة قطع
واستخدمت مفردة أعجمية ( كارتا ) ونونت ( أبيضا) وهو ممنوع من الصرف .

فقط ..
استخدم سيبويه والأخفش وابن درستويه "بعض" معرفة بال..
وأما عن حذف نون الجمع فالعذر -أستاذي الكريم- في أني -بما أني قرأتك في شعرك فكراً نابضاً بحضارة الفن والأدب- وددت لو لم تعلق عليه قائلا: "بدون مسوغ" وإنما -والعذر- أن تقول "سقط منك سهوا" وأما استخدام مفردة أعجمية، فليس بجديد على العربية..
وأما ما بقي فالشكر للتنبيه..
عفوا حاولت الدخول إلى رابط موقعكم ففشلت..

عبد القادر رابحي
03-01-2007, 11:36 AM
لا إله إلا اللـه..
حملتني بعيدا وقريبا وفي أفكار وفلسفات وعصور أشكرك لهذا كله.. تستحق العودة ألف مرة ...
- لمّا طغى الماءُ، أن تأتـي بمـا نسَلـوا
تأتي.. كانت الضرورة في عدم إظهار الحركة وأحس أنها تنقص الكلام المعرب حقه في التركيب لا أدري هذه وجهة نظر رغم أنها ضرورة..
- و زيّفـوا سُنَـنَ الأسفـارِ فـي دِعـةٍ
دَعة
أو أُدخِلوا في أتونِ الوقتِ مـا شَعـروا
أو أُخرجوا من ثقوبِ الرّيح مـا عَقلـوا
فقط بحكم العطف على الشرط وأخذ شكله التركيبي فهل الجواب واجب الاتصال بالفاء للربط؟
لك كل الإجلال أيها الشامخ شعرا وفكرا
أخي حسن تحية خالصة
و أشكرك على مرورك و حدة انتباهك لما لم انتبه له
احييك على هذه الملاحظات القيمة
و على ا النقاش الجاد
- في مسالة تشكيل كلمة دعة بالكسرة..الأصح هو الفتحة كما قلت.. و بارك الله فيك على هذا التنبيه
غير أنني أقول لك مازحا: لقد فضحتُ نفسي في تشكيلها خطأ .. و لو لم أشكلها بهذه الطريقة الخطأ لما انتبهت إليها..
أليس كذلك يا عزيزي..
أما عما لاحظته من بقية "الأخطاء"
فإنني أقول لك.. بسليقتي إنني لم أشعر و لو للحظة ان في البيتين خطأ بهذه الصورة..
و لا زلت أعتقد ذلك على الرغم من النقاش الهام و الجدي الذي أتابعه باهتمام كبير..
تحياتي الخالصة
أخوك عبد القادر

أحمد حسن محمد
03-01-2007, 12:08 PM
في كلماتك أجد صدرا كالسهول الخضراء..

جئتك طالب شعر..

وصادفت الدكتور مصطفى العراقي.. فكررت الزيارة منه طالب علم وفكر..

وزاد حبي لكما...

واعتزازي بما يكون من نتيجة ..

وبيني وبينك أنا سقراطي نوعا ما..

ولو ما اقتنعت برأيي فأنا أهددك أن أذهب أصلي ركعتي حاجة أن تكون النتيجة في صالحي!! ههههه


تلميذكما المحب

علي أسعد أسعد
03-01-2007, 12:51 PM
يا إلهي ...


وصمت أكبر من كل الكلمات

محمد إبراهيم الحريري
03-01-2007, 02:04 PM
تقاتلوا في نزيفِ الجرح و اقتتلوا=و قاتلوكَ بما جادتْ بهِ المقَلُ
وَ هجّروكَ على لوحٍ تنوءُ بهِ=دروبُ من سَجَدوا للرّيحِ و امتثلوا
و لم يُبالوا بأمواجٍ و عاصفةٍ=لمّا طغى الماءُ، أن تأتي بما نسَلوا
تقاسَمُوا دمَك المسفوكَ في كتبٍ= توارثوها على حرفٍ و ما سألوا
و زيّفوا سُنَنَ الأسفارِ في دِعةٍ=و حُمِّلوها و لم يُصْغوا لِمَا حَملوا
لم يعصِروا لِفَمِ الأيّامِ غيرَ دَمٍ=تكاثرتْ في خَلاَيَا دائِهِ المِلَلُ
و أنت تنأى بلا أرضٍ و لا وطنٍ=و تترك الجرح في الأكباد يعتملُ
و تنتقي من خُطى معناكَ أسئلةًً=لو أنّهم أدركوا معناك ما فعلوا
××× ×××
و ها هُمُو الآن فِي عَلْياءِ تُربَتِهمْ=تموتُ أحرفُهم من فرط ما سفِلوا
تشابهوا في مراميهم بلا هدفٍ=إن أَدبروا هُزِموا أو أَقبلوا خُذِلوا
أو أُدخِلوا في أتونِ الوقتِ ما شَعروا=أو أُخرجوا من ثقوبِ الرّيح ما عَقلوا
تداكنوا كغيومِ الصّيف من زمنٍ=و أرعدوا في فيافينا و ما هطلوا
في كل قافيةٍ تنساقُ منتحلٌ=و كلِّ بيتٍ جديبٍ تبعث "الرّسلُ"
وكلِّ عصرٍ لئيمٍ تزدهي دُولٌ=تموتُ.. تُولدُ من أضلاعها الدُوَلُ
أحلامُها بطلٌ يقتصّ من بطلٍ= أحلامَهُ فيموتُ الحلمُ و البطلُ
و في المرايا كتاباتٌ مزوّرةٌ=و في المطايا دروبٌ صاغها الدَّجلُ
××× ×××
لا غربةُ الشّجر الرسميِّ لا زمنٌ=يأتيك من زمنٍ غاباتهُ قُـبَـلُ
أُصغي إلى وجهكَ المائيِّ كان دمي=رسماً يغازل رسماً ثم يرتحلُ
و أنتَ في قِمَمِ الأضدادِ منفردٌ=تهفو فيولدُ فيك اليأس و الأملُ
××× ×××
في كلّ جرحٍ رجالٌ أنتَ تعرفُهمْ=أضأْتَ حتى أضاءت فيهم المثلُ
تكاد ترسم نُونَ الحرف مكتملاً="عرّقت" معناهُ حتى كادَ يكتملُ(*)
هَجرْتَ أحرُفَ حزني وَهْيَ مطفأةٌ=و رُمتَ أحرُفَ حزني وَهْيَ تشتَعِلُ
زرعْتني في معانٍ لستُ أعْرِفُها=و رُمتَني في معانٍ دونها الزّللُ
و بُحتَ بي لبحارِ الأرضِ كاملةًً=و صُنتني في هُنيهاتِ الأُلى رَحلوا
أعطيتني كلمات الجرح صاغرةً =و قلتَ لي هي ميلادٌ و معتزَلُ
××× ××× ×××
أنامُ أصحُو أنادي الرّيح في عجلٍ= مَنْ "سارقُ النّار" مَنْ "سيزيفُ" ما العمل؟
ما سرُّ صمتي وما معنى ضجيجُ دمي؟=و كيف تَسبرُ جرحي الخاثرَ العللُ؟
و عندما راودتني فيكَ أسئلتي=و سافرتْ في دمي الأوطانُ و السُّبُلُ
تركتُ أهواءَ أمسٍ غاربٍ و غدًا=ينامُ في جانبيهِ التّينُ و العسَلُ
و رُحتُ أحمل قلبي في شقوقَِ يدي= رغم الرّدى، و دُروبَ النار أنتعلُ
و ها أنا أحملُ الأنهارَ من جبلٍ=يكادُ يغرُبُ حتى يشرقُ الجبلُ
وحدي أكابدُ جرحًا ليس يفهَمُنِي=فتعتريني جراحٌ ليسَ تندمِلُ
وحدي أطاردُ هذا الحرفَ من وطنٍ= منفى إلى وطنٍ منفى و لا أصِلُ

(*)تعريقُ حرف النون بالذات في كتابة الخط المغربي، تدويرُ بطنه وتقريبُ نهايته إلى بدايته..
الأخ رابحي ، تحية طيبة

أغضت جهينة عن إبصار من رحلوا=عينا مراودها ضر لما وصلوا
واستقبلتها جموح السير عاتبة=أين التودد والأعراب ترتحل
زرقاء هاتي مسير الحبل لفـَّهموا=موت انبلاج الهنا عن وجه من عقلوا
صديان ماض يبل الخلد وجهتم =إن كان فيهم بدرب حاضر رجل
لكنهم وفرات القحل يدلجهم =أسراب دجلة لا يضنيهم الزلل
موتى العقول كبهم الرعي قائدها=من حـُمـِّلَ المثل الأدنى، أيا خجلُ
والعذر منه فما لانت عزيمته=لكنه مثل في درحه السبل
والشمس ترمق رهو الضوء تسبقها=نيران صابئة ما قضها فشل
تنجي حداة صروف البين مهجتها=وجه يليق باقمار لها رحلواـــــــــــــــ
تحياتي أخي الحبيب

مجذوب العيد المشراوي
03-01-2007, 06:17 PM
رابحي عذرا مرة أخرى ..

الأخ عبد الصمد شكرا على ملاحظاتك ، لكنني تعجبت من ملاحقاتك لحروفي وعدم تناول ما سجلته من أفكار ، أهو استهزاء بي أم ماذا ؟

عبد القادر رابحي
03-01-2007, 06:59 PM
رائعة ، و رائعة .
لله در حرفك أيها الفاضل .
كل التقدير .


الأخت الكريمة حوراء آل بورنو
تحياتي الخالصة
فخور أنا بمرورك في كل مرة تمرين فيها
و تقرئين قصائدي
أشكرك جزيل الشكر
اعتز كثيرا بإعجابك

أخوك عبد القادر

عبد الصمد الحكمي
03-01-2007, 07:03 PM
رابحي عذرا مرة أخرى ..
الأخ عبد الصمد شكرا على ملاحظاتك ، لكنني تعجبت من ملاحقاتك لحروفي وعدم تناول ما سجلته من أفكار ، أهو استهزاء بي أم ماذا ؟معاذ الله
وإنما رسالة أردت لها أن تصل ، فحواها :
كيف نبيح لأنفسنا تصيّد ملاحظ وقع فيها كبار الشعراء نفسد بها الجو الشعري لنص يفيض جمالا في الوقت الذي لا نهتم فيه بتطبيق ما تعلمناه من قواعد اللغة في مداخلاتنا ؟.
وأما الفكرة التي ذكرت أنها قناعتك فقد أفرد لها النقاد إضبارات من الورق أوجزها في تساؤل بقي فاغرا فاه حتى هذه اللحظة :
هل يجوز أن نحاصر ملكة الشعر بمقصلة النحو ؟
الجواب نجده لدى زهير بن أبي سلمى أحد فحول الشعر الجاهلي وأحد شعراء المعلقات حين قال :
وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده ** وإن الفتى بعد السفاهة يحلمِ
وهذه قناعة المتنبي :
أنام ملء جفوني عن شواردها *** ويسهر الخلق جراها ويختصموا
إذًا ليعذر بعضنا بعضا فيما فيه رخصة ما لم يُجر مبتدأ ويُنصب فاعل
ولك فائق تقديري

مجذوب العيد المشراوي
03-01-2007, 07:12 PM
معاذ الله
وإنما رسالة أردت لها أن تصل ، فحواها :
كيف نبيح لأنفسنا تصيّد ملاحظ وقع فيها كبار الشعراء نفسد بها الجو الشعري لنص يفيض جمالا في الوقت الذي لا نهتم فيه بتطبيق ما تعلمناه من قواعد اللغة في مداخلاتنا ؟.
وأما الفكرة التي ذكرت أنها قناعتك فقد أفرد لها النقاد إضبارات من الورق أوجزها في تساؤل بقي فاغرا فاه حتى هذه اللحظة :
هل يجوز أن نحاصر ملكة الشعر بمقصلة النحو ؟
الجواب نجده لدى زهير بن أبي سلمى أحد فحول الشعر الجاهلي وأحد شعراء المعلقات حين قال :
وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده ** وإن الفتى بعد السفاهة يحلمِ
وهذه قناعة المتنبي :
أنام ملء جفوني عن شواردها *** ويسهر الخلق جراها ويختصموا
إذًا ليعذر بعضنا بعضا فيما فيه رخصة ما لم يُجر مبتدأ ويُنصب فاعل
ولك فائق تقديري
عبد الصمد الآن فقط عرفت دوافعك وكم أنا سعيد بها والله .
ألم تنتبه يا أخي إلى أنني من ثبت هذه القصيدة ثم أنظر إلى أول تعليق عليها ؟
ظننتك تقصد شيئا آخر .
رابحي صديقي وابن بلدي وأستاذي ونحن عندما تناولنا الضرورات يعلم الله أني كنت من يعاني من أماكنها ومتى تقبل وبعد أن قرأت ما كتب أحمد والعراقي أدركت جوابا ربما في نظري أصبح شافيا لي ..
شكرا

عبد القادر رابحي
03-01-2007, 08:05 PM
=================
شاعرنا المتجدد المتفرد: رابحي
في شعرك العبقري المتفجر تتوالد الأبعاد من أبعاد، في إدهاش واقتدار
تحفزنا على التامل في آفاقه الممتدة
والتجول في عوالمه الرحبة
ودمت وأسرة الواحة بكل الخير

أخي و أستاذي الدكتور مصطفى عراقي
أعتز كثيرا بردك
و بتعليقك
و بإعجابك
اعذرني عما اعتبره الأتاذ محمد حسن أخطاء
لكنني أعتز بكما معا و قد تعلمت الكثير
و وددت لو أنني أتعلم منكما الكثير
أنا لا يزعجني نقاش بهدا المستوى
بارك الله فيكما
و أنا أنتظر ما وعدتني به
تحياتي لك
و السلام

عبد القادر

عبد الصمد الحكمي
03-01-2007, 09:11 PM
قراءة متواضعة انطباعية موجزة قد لا تكون منصفة ، وليعذرني الشاعر والقارئ فيما اعتورها من قصور

بناء النص :
يتسم النص بالبعد عن التلقائية والتسطيح ، إنه يستفز الخيال للتحليق حينا وللغوص حينا آخر يبحث عن ( من ) / ( ما ) المقصود بضمير المخاطب " وقاتلوك " الذي استهل به الشاعر نصه المبجل وأيا كان هذا الضمير فيكفي الشاعرَ إبداعا أن ترك للمتلقي حرية التعرف عليه أو أبقاه سائحا ينعم بأبهة المعالم دونما حاجة إلى معرفة أسمائها ، وربما يكون قد أشفق على المتلقي فترك له بعض الصوى في ثنايا النص : " / " تقاسَمُـوا دمَـك المسفـوكَ فـي كتـبٍ ** توارثوها .. " / " فـي كـل قافيـةٍ تنـسـاقُ منتـحـلٌ ** و كلِّ بيـتٍ جديـبٍ تبعـث الرّسـلُ " / " زرعْتني فـي معـانٍ لسـتُ أعْرِفُهـا **و رُمتَنـي فـي معـانٍ دونهـا الزّلـلُ

البيان :

النص وما حفل به من تصوير يجعل تشبيهه بحدائق غناء جمعت أصناف الزهور انتقاصا لجماله فقد جاء مفعما بالصور غير المطروقة أوالمطروقة غير المستهلكة أسوق منها على سبيل المثال لا الحصر " سَجَـدوا للرّيـحِ " / " أتونِ الوقتِ " / " ثقوب الريح " / " وجهكَ المائـيِّ " /
" تداكنـوا كغيـومِ الصّيـف " / " أنادي الرّيـح "
وحسبنا منها هذه الصورة التي تأ خذ بمجامع الذائقة " لـم يعصِـروا لِفَـمِ الأيّـامِ غـيـرَ دَمٍ *** تكاثـرتْ فـي خَلاَيَـا دائِـهِ المِـلَـلُ

اللغة :

النص يتوفر على لغة حديثة عذبة لا تحفل بالتنقيب عن الغريب أو الاشتقاقات السمجة ، وجاء توظيفها انسيابيا لا تقع منه على أدنى نتوءات
قد تخدش ملمس الذائقة ، توظيفا ليس مقنعا فحسب بل باعثا على الإعجاب ، أصغ إليه وهو يقول :
و عندمـا راودتنـي فـيـكَ أسئلـتـي
و سافرتْ في دمي الأوطـانُ و السُّبُـلُ
تركتُ أهـواءَ أمـسٍ غـاربٍ و غـدًا
ينـامُ فـي جانبيـهِ التّيـنُ و العـسَـلُ
إنها جملة مفردات يتداولها كافة المتحدثين بالعربية لكن الشاعر بحسه الشعري جمعها في قالب أخرجها عن النمطية المألوفة إلى الحيز المدهش
فهنيئا للشاعر هذه القدرة على التوظيف .

غزير مودتي

أحمد حسن محمد
04-01-2007, 12:50 PM
عبد الصمد الآن فقط عرفت دوافعك وكم أنا سعيد بها والله .
ألم تنتبه يا أخي إلى أنني من ثبت هذه القصيدة ثم أنظر إلى أول تعليق عليها ؟
ظننتك تقصد شيئا آخر .
شكرا


معاذ الله
وإنما رسالة أردت لها أن تصل
ولك فائق تقديري

يا خسارة!!
وقع الصلح بينهما ولا حول ولا قوة إلا باللـه!!
ما هذا يا ناس؟!:020:
الناس في المنتدى هنا لهم طبع غريب..
اللون الأخضر صار شعارا لكم ..؟ ولا يعترض الأعضاء؟
أين المكبوتات؟ هل يسقط علم النفس تحت أقدام الرابطة؟!
المنتدى صار حباً في حب!!
أخضر في أخضر!!
إنا للـه وإنا إليه راجعون..
وعلى رأي المثل: "مناقشة من غير دم.. زي الوليد من غير أمّ"
((هذا محض مزاح والـله أيها الأحبة:005: ))
أحبكما ولكما في القلب إجلال مناقشين الكبيرين فكرا ولغة .. وأنتظر اللون الأحمر في مناقشة قادمة
أعتذر للشاعر الكبير وليسمح لي بعودة لآخر مرة بقراءة في حرته..
ها؟
:010: or :007:
تحيااااااااااااااااااااا محب

ماجد الغامدي
04-01-2007, 04:27 PM
[QUOTE=رابحي عبد القادر;225633]


ما سرُّ صمتي وما معنى ضجيجُ دمي؟=و كيف تَسبرُ جرحي الخاثرَ العللُ؟
و عندما راودتني فيكَ أسئلتي=و سافرتْ في دمي الأوطانُ و السُّبُلُ
تركتُ أهواءَ أمسٍ غاربٍ و غدًا=ينامُ في جانبيهِ التّينُ و العسَلُ
و رُحتُ أحمل قلبي في شقوقَِ يدي= رغم الرّدى، و دُروبَ النار أنتعلُ
و ها أنا أحملُ الأنهارَ من جبلٍ=يكادُ يغرُبُ حتى يشرقُ الجبلُ
وحدي أكابدُ جرحًا ليس يفهَمُنِي=فتعتريني جراحٌ ليسَ تندمِلُ
وحدي أطاردُ هذا الحرفَ من وطنٍ= منفى إلى وطنٍ منفى و لا أصِلُ


تحياتي لك أيها الشاعرُ الفيلسوف..

خففِ الوطء يا عزيزي فما أظنُ الشعرَ إلا من هذه الأكبادِ :011:


رائعه بكل مافيها وقد تجلببت بفكر أبي العلاء المعرّي في نسختهِ المحدّثه !!:v1:


مع وافر تحيتي وإعجابي :v1:

عبد القادر رابحي
04-01-2007, 06:34 PM
لم أجد ما أكتبه في هذه اللحظة سوى أني أريد لها التثبيت
ثبت الله خطاك اخي مجدوب
و خطانا جميعا غن شاء الله
آمين يارب

مشكور أنت على مرورك
و حرارتك
و صفاء قلبك
تحياتي العطرة
أخوك عبد القادر

إكرامي قورة
04-01-2007, 07:17 PM
الرائع المتفجر شعرا وجاذبية
عبد القادر رابحي

مررت من هنا فصافحتني الصور الرائعة وتساقطت حولى نجمات البيان
سعدت هنا حقيقة فمكثت في سعادتي زمنا
وأسعدني مناقشات الحبيب أحمد والدكتور العراقي فصمت متعلما

سلمت ودامت مائدة أشعارك مفتوحة للجميع حافلة بكل لذيذ

مجذوب العيد المشراوي
04-01-2007, 07:45 PM
تقاتلوا في نزيفِ الجرح و اقتتلوا=و قاتلوكَ بما جادتْ بهِ المقَلُ
وَ هجّروكَ على لوحٍ تنوءُ بهِ=دروبُ من سَجَدوا للرّيحِ و امتثلوا
و لم يُبالوا بأمواجٍ و عاصفةٍ=لمّا طغى الماءُ، أن تأتي بما نسَلوا
تقاسَمُوا دمَك المسفوكَ في كتبٍ= توارثوها على حرفٍ و ما سألوا
و زيّفوا سُنَنَ الأسفارِ في دِعةٍ=و حُمِّلوها و لم يُصْغوا لِمَا حَملوا
لم يعصِروا لِفَمِ الأيّامِ غيرَ دَمٍ=تكاثرتْ في خَلاَيَا دائِهِ المِلَلُ
و أنت تنأى بلا أرضٍ و لا وطنٍ=و تترك الجرح في الأكباد يعتملُ
و تنتقي من خُطى معناكَ أسئلةًً=لو أنّهم أدركوا معناك ما فعلوا
××× ×××
و ها هُمُو الآن فِي عَلْياءِ تُربَتِهمْ=تموتُ أحرفُهم من فرط ما سفِلوا
تشابهوا في مراميهم بلا هدفٍ=إن أَدبروا هُزِموا أو أَقبلوا خُذِلوا
أو أُدخِلوا في أتونِ الوقتِ ما شَعروا=أو أُخرجوا من ثقوبِ الرّيح ما عَقلوا
تداكنوا كغيومِ الصّيف من زمنٍ=و أرعدوا في فيافينا و ما هطلوا
في كل قافيةٍ تنساقُ منتحلٌ=و كلِّ بيتٍ جديبٍ تبعث "الرّسلُ"
وكلِّ عصرٍ لئيمٍ تزدهي دُولٌ=تموتُ.. تُولدُ من أضلاعها الدُوَلُ
أحلامُها بطلٌ يقتصّ من بطلٍ= أحلامَهُ فيموتُ الحلمُ و البطلُ
و في المرايا كتاباتٌ مزوّرةٌ=و في المطايا دروبٌ صاغها الدَّجلُ
××× ×××
لا غربةُ الشّجر الرسميِّ لا زمنٌ=يأتيك من زمنٍ غاباتهُ قُـبَـلُ
أُصغي إلى وجهكَ المائيِّ كان دمي=رسماً يغازل رسماً ثم يرتحلُ
و أنتَ في قِمَمِ الأضدادِ منفردٌ=تهفو فيولدُ فيك اليأس و الأملُ
××× ×××
في كلّ جرحٍ رجالٌ أنتَ تعرفُهمْ=أضأْتَ حتى أضاءت فيهم المثلُ
تكاد ترسم نُونَ الحرف مكتملاً="عرّقت" معناهُ حتى كادَ يكتملُ(*)
هَجرْتَ أحرُفَ حزني وَهْيَ مطفأةٌ=و رُمتَ أحرُفَ حزني وَهْيَ تشتَعِلُ
زرعْتني في معانٍ لستُ أعْرِفُها=و رُمتَني في معانٍ دونها الزّللُ
و بُحتَ بي لبحارِ الأرضِ كاملةًً=و صُنتني في هُنيهاتِ الأُلى رَحلوا
أعطيتني كلمات الجرح صاغرةً =و قلتَ لي هي ميلادٌ و معتزَلُ
××× ××× ×××
أنامُ أصحُو أنادي الرّيح في عجلٍ= مَنْ "سارقُ النّار" مَنْ "سيزيفُ" ما العمل؟
ما سرُّ صمتي وما معنى ضجيجُ دمي؟=و كيف تَسبرُ جرحي الخاثرَ العللُ؟
و عندما راودتني فيكَ أسئلتي=و سافرتْ في دمي الأوطانُ و السُّبُلُ
تركتُ أهواءَ أمسٍ غاربٍ و غدًا=ينامُ في جانبيهِ التّينُ و العسَلُ
و رُحتُ أحمل قلبي في شقوقَِ يدي= رغم الرّدى، و دُروبَ النار أنتعلُ
و ها أنا أحملُ الأنهارَ من جبلٍ=يكادُ يغرُبُ حتى يشرقُ الجبلُ
وحدي أكابدُ جرحًا ليس يفهَمُنِي=فتعتريني جراحٌ ليسَ تندمِلُ
وحدي أطاردُ هذا الحرفَ من وطنٍ= منفى إلى وطنٍ منفى و لا أصِلُ

(*)تعريقُ حرف النون بالذات في كتابة الخط المغربي، تدويرُ بطنه وتقريبُ نهايته إلى بدايته..

في خضم التراكمات وفي عز المهزلة تنطلق الحروف ، ترسم أنينا توجعا وقراءات ، كنتَ هنا تطاعن أمواجك بمفردات شاءت أن تمتد في القلوب لتناجي َ شيئا ما ..
خريطتك هنا يا رابحي جد مورّدة وجد ملوّنة ، تركتنا نبحث عن ضمير في وسط __الغاشي_
أعلم منبتها يوم أن تعجبت من إدارة الأشياء بالمقلوب وأعلم متى أضفت لها شيئا فينا كان دائم الهروب منك إلى أن حان أسره واستنطاقه في أعماقك المتأججة بنار الحب الأبدي .
يا رابحي هي َ دليل أصالتك التي لا يمكن أن تنتهي يوما مهما فعلت ..

أسأل ؟

ها أنا أحملُ الأنهارَ من جبلٍ=يكادُ يغرُبُ حتى يشرقُ الجبلُ

إن لم يكن إشراقك أنت فمن هو ؟

يا رابحي .أنت هكذا .. أعرفك والله
و أنتَ في قِمَمِ الأضدادِ منفردٌ=تهفو فيولدُ فيك اليأس و الأملُ

الله .

ثم ..

وحدي أكابدُ جرحًا ليس يفهَمُنِي=فتعتريني جراحٌ ليسَ تندمِلُ
أقسم أني أعرفك بنفس ما قلت في هذا البيت

ثم ..تداكنوا كغيومِ الصّيف من زمنٍ=و أرعدوا في فيافينا و ما هطلوا

أولهم وردي ّ اللون فمن آخرعم ؟

ثم ..

و ها هُمُو الآن فِي عَلْياءِ تُربَتِهمْ=تموتُ أحرفُهم من فرط ما سفِلوا

آخرهم وردي ّ اللون فمن أولهم ؟

يا رابحي ..

فعلها الآثم ورب الكعبة ..

زرعْتني في معانٍ لستُ أعْرِفُها=و رُمتَني في معانٍ دونها الزّللُ

ثم ثم هنا شيىء من مدّ القصيدة والقبض على الهارب منها زمنا


وكلِّ عصرٍ لئيمٍ تزدهي دُولٌ=تموتُ.. تُولدُ من أضلاعها الدُوَلُ
أحلامُها بطلٌ يقتصّ من بطلٍ= أحلامَهُ فيموتُ الحلمُ و البطلُ
و في المرايا كتاباتٌ مزوّرةٌ=و في المطايا دروبٌ صاغها الدَّجلُ

رابحي أكتفي بهذا وربما أعود لأشياء أخرى ..

خليل حلاوجي
05-01-2007, 10:10 AM
و تنتقـي مـن خُطـى معنـاكَ أسئلـةًً
لو أنّهـم أدركـوا معنـاك مـا فعلـوا

\

إن الخطوات في الواقع هي التي تصنع الطريق. و إن الطريق نفسها في الواقع هي التي صنعت « فكرة الطريق » في الكتب, و ليس العكس كما يقال لنا في المدرسية و في الكتب أيضا؟

إنني في الحقيقة ادعو نفسي إلى العمل لانقاذ مايتطلب الآن انقاذه و العمل نفسه سيضع بين أيدينا أكياسا من الأجوبة

الوطن والمواطن ... اليوم ....في امتحان

مصطفى الجزار
05-01-2007, 10:31 AM
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
هكذا يجب أن أقول حينما أدخل جنّة شِعرك أيها المبدع
دُمتَ رائعاً، ولا حرمنا الله من قلمك

محمد الأمين سعيدي
05-01-2007, 06:05 PM
رابحي :

هذه الرائعة الشعرية يجب العودة لها كل حين ..أنا من جانبي بت أروج لها و اتخدتها مرجعا ..

شكرا أخي ..

عبد القادر رابحي
05-01-2007, 06:12 PM
و ها أنـا أحمـلُ الأنهـارَ مـن جبـلٍ
يكـادُ يغـرُبُ حتـى يشـرقُ الجبـلُ..
آه منك يا رابحي تغيب كل هذا الوقت لتقول هذا ..
وبالأمس تسألني على الهاتف هل من كتابة ..
أريد أن أقول :
هذا هو الشعر و أنت هو الشاعر ..
تحياتي ..
أخي أمين
لست أدري على أي تعليق من تعاليقك الحلوة أرد
دمت شاعرا طموحا

أخوك عبد القادر

عبد القادر رابحي
05-01-2007, 07:10 PM
أما بخصوص هذا أستاذنا العالم الغالي فكرا وشخصا فأنا أبدأ من كلمتكم "بإسكان الواو من يعفو الذي" وهنا أنا قلبت الأمر على وجهين
فهو هل تقبل مثل هذا الشطر شعرا أو نثرا في قول بليغ:
((إذا رحلت فمن وطنْ يكون لنا؟!))
أنا سكنت النون هنا في كلمة "وطن" وهي قد تسكن في العروض أو القافية على لغة ربيعة، ولكن في الحشو كالذي وقع هنا الآن هل ترضاه قريحتك حتى ولو استخدمها شاعر قديم؟
هي نفس ما حدث أن الشاعر هنا سكن الياء.
والزاوية الثانية: هي أنه من أبسط حقوق الكلمة وقت التركيب أن تعطى حقها في الإعراب وهو حركة التشكيل. فما الفارق بينها وبين كلمة دون جملة وحدها؟
فأول بيت استشهدت به..
واسمح لي جرأتي شيئا ما أن أقول أن للبيت إعرابا آخر غير الشرطية والجواب وهو أن يكون "من" مبتدأ أول، و"الله" مبتدأ ثان، و"يشكرها" جملة في محلالخبر الثاني، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر لـ"من" المبدأ الأول بمعنى الذي موصول..
أعتقد أن هذا إعراب ليس بغريب ولا سيئ..
أما حديث اللقطة فأنا أنقله من نسخة صحيح البخاري عندي وهو مروي بالفاء.. وكذلك على اعتبار روايته بدونها فأنا أقرأ كثيرا في كتب النحو استشهادا بحديث على تركيب أو قاعدة ويتبع بعدها بأن هذا من المسموع عن العرب وليس المقيس عليه، ومنها كلمة "سنين" فيما أذكر..
[ 2294 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة وحدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سلمة سمعت سويد بن غفلة قال لقيت أبي بن كعب رضى الله تعالى عنه فقال أخذت صرة مائة دينار فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال عرفها حولا فعرفتها حولا فلم أجد من يعرفها ثم أتيته فقال عرفها حولا فعرفتها فلم أجد ثم أتيه ثلاثا فقال احفظ وعاءها وعددها ووكاءها فإن جاء صاحبها وإلا فاستمتع بها فاستمتعت فلقيته بعد بمكة فقال لا أدري ثلاثة أحوال أو حولا واحدا
وأما الاستشهاد الآخر : فكتب النحو التتي أعرفها وأخصها عندي منحة الجليل في تحقيق شرح ابن عقيل وما درسته في الجامعة بخصوص:
"الْبَيِّنَة وَإِلَّا حَدّ فِي ظَهْرك" فإنه يقرر أنه من الجائز الربط بالفاء أو عدمه إن كان الفعل ماضيا لفظاً مستقبلا معنى بأن دل على وعد أو وعيد مثلا..
- وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ"
وهنا من الواضح جدا والسهل جدا أن تكون الجملة بعد الفاء في محل رفع خبر ل"ما"
أقول لك شيئا..
بعيدا عن التعليقات أنا فرح بوجود مثلك في الواحة ..
أقسم لك باللـه..
وفخور أني أتحدث بعدك الآن..
اخي أحمد حسن
انا شاكر لك كل ا الاهتمام
و شاكر للأستاذ الدكتور مصطفى عراقي
لا أقول أنا أسمع و أرى
و لكن أقول أنا أشاهد و أتعلم
انتظر منكما الكثير دمتما

عبد القادر

تركي عبدالغني
06-01-2007, 02:42 AM
لقد فاجئتني القصيدة

لذا أسجل دهشتي

عبد القادر رابحي
06-01-2007, 12:21 PM
تسجيل حضور وتحية خجولة
ولي عودة لهذه الدرة
خالص تقديري
أخي الدكتور جلال الدين

اتشرف لمرورك
و أتشرف بحضورك
و أتشرف بتحيتك

انتظر عودتك الكريمة
شكرا

أخوك عبد القادر

السيد عبد الرازق
07-01-2007, 12:49 AM
أُصغي إلى وجهكَ المائـيِّ كـان دمـي
رسمـاً يغـازل رسمـاً ثـم يرتـحـلُ
و أنـتَ فـي قِمَـمِ الأضـدادِ منـفـردٌ
تهفـو فيولـدُ فيـك اليـأس و الأمـلُ
××× ×××
في كلّ جـرحٍ رجـالٌ أنـتَ تعرفُهـمْ
أضأْتَ حتـى أضـاءت فيهـم المثـلُ
تكـاد ترسـم نُـونَ الحـرف مكتمـلاً
"عرّقت" معناهُ حتـى كـادَ يكتمـلُ(*)
هَجرْتَ أحرُفَ حزنـي وَهْـيَ مطفـأةٌ
و رُمتَ أحرُفَ حزنـي وَهْـيَ تشتَعِـلُ
زرعْتني فـي معـانٍ لسـتُ أعْرِفُهـا
و رُمتَنـي فـي معـانٍ دونهـا الزّلـلُ
و بُحـتَ بـي لبحـارِ الأرضِ كاملـةًً
و صُنتني في هُنيهـاتِ الأُلـى رَحلـوا
أعطيتنـي كلمـات الجـرح صاغـرةً
و قلـتَ لـي هـي ميـلادٌ و معتـزَلُ
××× ××× ×××
أنامُ أصحُو أنادي الرّيـح فـي عجـلٍ
مَنْ "سارقُ النّار" مَنْ "سيزيفُ" ما العمل؟
ما سرُّ صمتي وما معنى ضجيجُ دمـي؟
و كيف تَسبرُ جرحـي الخاثـرَ العلـلُ؟
و عندمـا راودتنـي فـيـكَ أسئلـتـي
و سافرتْ في دمي الأوطـانُ و السُّبُـلُ
تركتُ أهـواءَ أمـسٍ غـاربٍ و غـدًا
ينـامُ فـي جانبيـهِ التّيـنُ و العـسَـلُ
و رُحتُ أحمل قلبي فـي شقـوقَِ يـدي
رغم الـرّدى، و دُروبَ النـار أنتعـلُ
و ها أنـا أحمـلُ الأنهـارَ مـن جبـلٍ
يكـادُ يغـرُبُ حتـى يشـرقُ الجبـلُ
---------------------------
شاعرنا الكبير رابحي عبد القادر
مررت تقبل مروري
بهذه الرائعة وكأنني أقرأ لشاعر من شعراء العصر العباسي
في الصنعة والبديع والصور والتراكيب والتأثر بكتاب الله عز وجل .
تحياتي وودى وتقديري
وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عبد القادر رابحي
07-01-2007, 06:00 PM
وأنا كذلك أستميح أستاذنا المبدع المجدد في السؤال مرة أخرى وأشكره فيبدو أن له مكانة كبرى في قلب الدكتور الغالي / مصطفى عراقي فو لم يدخل تقريبا في صفحة أحد أكثر من مرة غير الدكتور محمد حسن السمان..
وهنا شكر خااااااااااااااص لرقة وعطف لأستاذي الكريم..
أما هذه الآية فأنا لا أرد ومذعنا أسلم بقولك طائعا بسبب استشهادكم بالآية الكريمة، فخوفي من أن أتحدث فيها بما لا أعلم..ولا أجد عندي من الكتب ما يسمح لي بالرجوع إليها بسبب ظروف ما.
ولكن من ناحية أقوال العلماء فما وجدت إلا انهم راحوا يبحثون عن مبرر للوضع الذي جاءت به الأبيات من شعراء كالذي ذُكرت أسماؤهم..
ولكن معنى التركيب أن لا تسكين في الحشو ولكن هناك من شعرائنا الكبار من فعل هذا ..
وأنتم -يا استاذنا- استشهدتم بقول البغدادي على أنه فرق بين (حرفي الواو والياء) وبين (النون وغيره)
ولكني لم أجد فيه موضع استشهاد على الفرق..
وإنما تبريرا لوضع وجد عند شاعر فصيح.. وإن كان الفرزدق فعلها فقد أصلح له أهل النحو بعضا من شعره الذي
خالف فيه بعض القواعد وإن لم تحضرني الذاكرة في ذكر مواضع خطئه، فهل أخذ النحوي الذي انتقده وقتها خطأه تأسيساً لقاعدة جديدة في الجواز..
واسمح لي بإبداء وجهة نظر تفسيرية للفرق بين ((الواو والياء) وبين ((النون)) إن السهو بتسكين النون لا يمكن أبدا لمبتدئ في الشعر ..
أما السهو بتسكين الواو أو الياء فمن الممكن جدا حتى ولو لمحترف لغة..
فهل قال الشاعر القديم نفسه إنه قصدها؟؟
هل يمكننا أن نقول إن مثل ذا التخريج لتسكين حرفي العلة هذين مثل بعض من تخريجات الزمخشري في التقدير والتي كان يرفضها كبار من أهل أهل النحو واللغة، أقول بعضها وليس كلها..
وإن كان لتخريجات الزمخشري معيار ونصيب من المنطق واضح جدا أما عملية التقدير -تقدير الحركة- التي ذكرت في ردكم الكريم على الياء أو الواو فما المنطق الفكري الذي يوضُح فيها؟
أنا لا أرفض قول العلماء ممن ذكرت ولا أرفض منطق الشعراء أيضاً ولكني فقط احتاج إلى أن أفهم لماذا وجهة نظري خطأ؟؟
أنا فقط أبدي استغرابي من صاحب لاألفية حين يلقي بيته:
"اسمية طلبية وبجامد.." وبعدها يقول بهذا شاهدا على السماح..
فهل ترى ما كان من تآليف نحوية يحتاج إلى وقفة .. لا أقول هوأخطأ ولا أقول أصاب ولكني أتساءل أين القرار لنا وهذا فرد واحد له رأيان..؟؟
وأنا أسال أليس إعرابي الذي قدمته أخير لمنع التناقض الكائن في قول شيحنا المستشهد به..؟؟
وانا واللـه يا أستاذي في موقف حيرة من أن نجيز للشعراء شيئا لا يجوز لغيرهم وأحسب أنه لا يتعرض للشعر إلا كل قادر على إعادة التركيب والصياغة بما يخدم أو يوافق قواعد اشتهرت..
أخي محمد حسن تحياتي
تمتعت
و اتمتع بردودك الطريفة و العارفة على الدكتور مصطفى عراقي
اشكرك على مرورك
و على هذا النقاش الجاد
اخوك عبد القادر

عبد القادر رابحي
07-01-2007, 06:13 PM
لله درك أيها الشاعر الكبير رابحي عبد القادر
تحية قلبية لشاعر أجاد نسج الحروف و توجها بالصور الفريدة
قصيدة في القمة
أحسنت أحسن الله إليك
و كل عام و أنتم بخير
اخي الدكثور جمال مرسي
هذه شهادة اعتز به كثيرا كثيرا كثيرا
و هذا من فضل ما جدتم به من ود و محبة و رعاية
قرأت قصائدكم
و تعلمت منكم
تحياتي
اخي جمال
و دام عامك بالخير و اليمن و البركات
عبد القادر

عبد القادر رابحي
07-01-2007, 06:19 PM
قصيدة تجر أذيال زهوها فوق المجرات
فهنيئا للشعر ، وحياك القلب أيها الجميل
دمت في دَعة لا يخرجك منها إلا هاجس يثمر نصا كهذا
.
أخي عبد الصمد الحكمي
عزيز علي
والله
مرورك
و رأيك
و إعجابك
و عزيز علي ما كتبت في مداخلاتك
فخور بها و الله
تحياتي الخالصة
و لي عودة معكم بغذن الله تعالي
عبد القادر

محمد الأمين سعيدي
08-01-2007, 04:03 PM
الله أكبر

قصيدةتستهدف كل هذا الجمهور ..لابدأنها درةولا شك ...

تحياتي أستاذي الفاضل..

عبد القادر رابحي
08-01-2007, 04:28 PM
رابحي عذر ا ما نتعرض له في قصيتك هو أهم من مرور البعض معلقي ب /شكرا وجيدا وإلخ ....
قرأت ما جدتما به ووصلت إلى قناعة وهي عدم تصادم الجواز مع قاعدة ضبط حركة الكلمة مع النحو مهما كانت الدواعي إلا أحيانا (ضربا وعروضة )
ثم الإستشهاد بالأقدمين في ما خالفوا به النحو ليس كارتا أبيضا لنستخدمه
ولا يشفع لهم عند النقاد إلا إذا ان ذلك لغة لقبيلة ما عربية شكرا
المعركة قد حميت يا مجدوب
و إذا دخلت أنت
فستصبح أكثر سخونة
أشكرك على مرورك
و مداخلاتك القيمة
أفتخر بها
تحياتي
عبد القادر

مجذوب العيد المشراوي
08-01-2007, 08:59 PM
رابحي عدت اليها لأتعلم شيئا ما ..؟؟؟

عبد القادر رابحي
09-01-2007, 06:45 PM
وجهة نظرك لا تقصي الآخر أيها الحبيب
وإذا كانت قناعتك تلغي الضرورات الشعرية التي تصادم النحو
فكان الأولى أن تكون هذه القناعة حصنك ضد ما وقعت فيه من أخطاء نحوية وإملائية ولغوية
فقد أدخلت أل التعريف على ( بعض ) وحذفت نون الجمع من ( معلقي ) بلا مسوغ وكتبت ( الإستشهاد ) بهمزة قطع
واستخدمت مفردة أعجمية ( كارتا ) ونونت ( أبيضا) وهو ممنوع من الصرف .

أخي عبد الصمد الحكمي
تحياتي الخالصة لك
أتابع تعليقاتك باهتمام كبير
دمت
و دام قلمك

عبد القادر

عبد القادر رابحي
10-01-2007, 06:14 PM
لله درك اخي رابحي
ولك خالص تحيتي
اخي ناصر
اعتذر عن التأخر
في الرد عليك
و على بقية الا صدقاء
في الوقت المناسب

لكم شرفني مروركم
و كرم تعليقكم المقتضب الجميل

اعتز كثيرا بتعليقك
كمت للشعر كاتبا
و متذوقا..
اتابعك

تحياتي الخالصة

دمت

عبد القادر

عبد القادر رابحي
11-01-2007, 04:32 PM
فقط ..
استخدم سيبويه والأخفش وابن درستويه "بعض" معرفة بال..
وأما عن حذف نون الجمع فالعذر -أستاذي الكريم- في أني -بما أني قرأتك في شعرك فكراً نابضاً بحضارة الفن والأدب- وددت لو لم تعلق عليه قائلا: "بدون مسوغ" وإنما -والعذر- أن تقول "سقط منك سهوا" وأما استخدام مفردة أعجمية، فليس بجديد على العربية..
وأما ما بقي فالشكر للتنبيه..
عفوا حاولت الدخول إلى رابط موقعكم ففشلت..

هكذا عودتنا يا أحمد حسن

لبق في الهجوم
و لبق في الدفاع
لله درك

عبد القادر

عبد القادر رابحي
12-01-2007, 05:45 PM
في كلماتك أجد صدرا كالسهول الخضراء..
جئتك طالب شعر..
وصادفت الدكتور مصطفى العراقي.. فكررت الزيارة منه طالب علم وفكر..
وزاد حبي لكما...
واعتزازي بما يكون من نتيجة ..
وبيني وبينك أنا سقراطي نوعا ما..
ولو ما اقتنعت برأيي فأنا أهددك أن أذهب أصلي ركعتي حاجة أن تكون النتيجة في صالحي!! ههههه
تلميذكما المحب
بل اتعلم منك اخي أحمد
جعلك الله مدافعا عن اللغة
و مجاهدا
في سبيل رفعته
و عزها

اخوك عبد القادر

د. مصطفى عراقي
16-01-2007, 11:24 AM
تقاتلوا في نزيفِ الجرح و اقتتلوا=و قاتلوكَ بما جادتْ بهِ المقَلُ
وَ هجّروكَ على لوحٍ تنوءُ بهِ=دروبُ من سَجَدوا للرّيحِ و امتثلوا
و لم يُبالوا بأمواجٍ و عاصفةٍ=لمّا طغى الماءُ، أن تأتي بما نسَلوا
تقاسَمُوا دمَك المسفوكَ في كتبٍ= توارثوها على حرفٍ و ما سألوا
و زيّفوا سُنَنَ الأسفارِ في دِعةٍ=و حُمِّلوها و لم يُصْغوا لِمَا حَملوا
لم يعصِروا لِفَمِ الأيّامِ غيرَ دَمٍ=تكاثرتْ في خَلاَيَا دائِهِ المِلَلُ
و أنت تنأى بلا أرضٍ و لا وطنٍ=و تترك الجرح في الأكباد يعتملُ
و تنتقي من خُطى معناكَ أسئلةًً=لو أنّهم أدركوا معناك ما فعلوا
××× ×××
و ها هُمُو الآن فِي عَلْياءِ تُربَتِهمْ=تموتُ أحرفُهم من فرط ما سفِلوا
تشابهوا في مراميهم بلا هدفٍ=إن أَدبروا هُزِموا أو أَقبلوا خُذِلوا
أو أُدخِلوا في أتونِ الوقتِ ما شَعروا=أو أُخرجوا من ثقوبِ الرّيح ما عَقلوا
تداكنوا كغيومِ الصّيف من زمنٍ=و أرعدوا في فيافينا و ما هطلوا
في كل قافيةٍ تنساقُ منتحلٌ=و كلِّ بيتٍ جديبٍ تبعث "الرّسلُ"
وكلِّ عصرٍ لئيمٍ تزدهي دُولٌ=تموتُ.. تُولدُ من أضلاعها الدُوَلُ
أحلامُها بطلٌ يقتصّ من بطلٍ= أحلامَهُ فيموتُ الحلمُ و البطلُ
و في المرايا كتاباتٌ مزوّرةٌ=و في المطايا دروبٌ صاغها الدَّجلُ
××× ×××
لا غربةُ الشّجر الرسميِّ لا زمنٌ=يأتيك من زمنٍ غاباتهُ قُـبَـلُ
أُصغي إلى وجهكَ المائيِّ كان دمي=رسماً يغازل رسماً ثم يرتحلُ
و أنتَ في قِمَمِ الأضدادِ منفردٌ=تهفو فيولدُ فيك اليأس و الأملُ
××× ×××
في كلّ جرحٍ رجالٌ أنتَ تعرفُهمْ=أضأْتَ حتى أضاءت فيهم المثلُ
تكاد ترسم نُونَ الحرف مكتملاً="عرّقت" معناهُ حتى كادَ يكتملُ(*)
هَجرْتَ أحرُفَ حزني وَهْيَ مطفأةٌ=و رُمتَ أحرُفَ حزني وَهْيَ تشتَعِلُ
زرعْتني في معانٍ لستُ أعْرِفُها=و رُمتَني في معانٍ دونها الزّللُ
و بُحتَ بي لبحارِ الأرضِ كاملةًً=و صُنتني في هُنيهاتِ الأُلى رَحلوا
أعطيتني كلمات الجرح صاغرةً =و قلتَ لي هي ميلادٌ و معتزَلُ
××× ××× ×××
أنامُ أصحُو أنادي الرّيح في عجلٍ= مَنْ "سارقُ النّار" مَنْ "سيزيفُ" ما العمل؟
ما سرُّ صمتي وما معنى ضجيجُ دمي؟=و كيف تَسبرُ جرحي الخاثرَ العللُ؟
و عندما راودتني فيكَ أسئلتي=و سافرتْ في دمي الأوطانُ و السُّبُلُ
تركتُ أهواءَ أمسٍ غاربٍ و غدًا=ينامُ في جانبيهِ التّينُ و العسَلُ
و رُحتُ أحمل قلبي في شقوقَِ يدي= رغم الرّدى، و دُروبَ النار أنتعلُ
و ها أنا أحملُ الأنهارَ من جبلٍ=يكادُ يغرُبُ حتى يشرقُ الجبلُ
وحدي أكابدُ جرحًا ليس يفهَمُنِي=فتعتريني جراحٌ ليسَ تندمِلُ
وحدي أطاردُ هذا الحرفَ من وطنٍ= منفى إلى وطنٍ منفى و لا أصِلُ

(*)تعريقُ حرف النون بالذات في كتابة الخط المغربي، تدويرُ بطنه وتقريبُ نهايته إلى بدايته..
==============
شاعرنا المجدد المتفرد : عبد القادر:
أهديك وأسرة الواحة هذه التأملات في قصيدتك السامقة حبا لها وإعجابا بأسلوبك المتزن في التجديد الإيجابي المثمر الذي لا ينظر وراءه بغضب ، بل بثقةٍ وحب.

ملحمة : المُطاردة
نحن أمام قصيدة ملحمية ، تحمل طابعا أسطوريا ليس فقط من خلال الإشارة إلى بعض الأساطير وتوظيفها توظيفا بارعا في سياق القصيدة وإنما بأسلوبها في الخطاب الذي ينحو منحى الخطاب الملحمي كما يتجلى في شخصية المخاطَب.، وهذا يفسر سرَّ اختيار مستوى راقيا من مستويات اللغة الشعرية يتسم بالجلال ويتسق مع طبيعة هذه التجربة الإنسانية الفريدة.
تبدأ القصيدة الملحمة بدايةً مثيرة حاملة قدرا كبيرا من التشويق يتعلق بطرفين مهمين من أطراف الصراع في المشهد الأول :

تقاتلوا في نزيفِ الجرح و اقتتلوا=و قاتلوكَ بما جادتْ بهِ المقَلُ
فمن هم هؤلاء الذين تقاتلوا الذين تبدأ القصيدة بالإشارة إليهم ولم يسبق لهم ذكر؟
النحاة يسمون هذا الملمح الأسلوبي بعود الضمير على غير مذكور والغرض منه أن يذهب المتلقي فيه كل مذهب ساعيا إلى الوصول إليه
وفي هذا تنشيط جميل لخيال القارئ الإيجابي الذي ينبغي أن يشارك الشاعر في القصيدة ،
ثم يضيف الشاعر عنصرًا من عناصر التشويق فيما يتعلق بالمخاطب، "وقاتلوك"
من دون أن نعرف إلى من يتوجه الشاعر بالخطاب، فمن هو هذا المخاطَب وبأي جريرة قاتله هؤلاء؟
وانظر معي إلى شاعرية الصرْف هنا باختيار صيغة قاتلوك التي تدل على المشاركة والتفاعل إيحاءً باستمرار الصراع ، بدلا من صيغة قتلوك الحاسمة.
وهذا الإبداع الصرفي يشمل صيغ الأفعال جميعا:
(تقاتلوا – اقتتلوا- قاتلوك – تقاسموا - توارثوها) للدلالة على التشارك في اقتتالهم فيما بينهم واتفاقهم ضد المخاطب.
(هجَّروك – زيفوا - حُمِّلوا) بالتضعيف الدال على الكثرة والمبالغة في العداوة
أما في الأفعال الخاصة بالمخاطب فيختار الصيغ التي تدل على تفرده بالفعل: مثل: (تنأى- تترك – تنتقي)
وبهذا يتضح الاتساق بين المبنى الصرفي والمعنى الشعري في براعة واقتدار.
وها نحن أولاء نتابع أفعال هؤلاء المتقاتلين فيما بينهم المقاتلين للمخاطب (الذي لا يسعنا إلا أن نتعاطف معه )
وينبع التعاطف من توالي الأفعال العدائية التي يقوم بها هؤلاء من خلال طائفة من الأفعال:
ومن خلال تتابع هذه الأفعال ينجح الشاعر في رسم شخصيتهم رسما دراميا من خلال أفعال مصورة عن أفعالهم الخارجية والداخلية . حيث لم يكتفِ بسرد الأفعال سردا تسجيليا بل تعدى ذلك إلى وضعها في سياقات تصويرية كاشفة: لتجلي لنا هذه الأفعال، بصورة درامية حيوية من خلال مشاهد متكاملة ، عبر تقييد الأفعال :
فهم حين تقاتلوا واقتتلوا كان ذلك في "نزيف الجرح" بما يوحي ببشاعة ما يفعلون.
وهم : حين "هجّروكَ " هجروك على لوحٍ خاصٍ بك أنت أيها المهجر لأن هذا اللوح ثقيل عصيّ تنوءُ بهِ دروبُ فريق آخر مذبذب لا ينتمي إلى هؤلاء المتقاتلين ، ولا إلى المخاطَب المطارد فتضعنا القصيدة أمام أسئلة: :
الأول: ما عساه يكون هذا اللوح العصي الفريد ؟
والثاني : من هم هؤلاء الخانعون؟
لا تجيب القصيدة عن السؤال الأول بل تتركه لنا بصفته وسيلة تهجير وطرد ، بينما تجيب عن الثاني بوضوح:
إنهم : من سَجَدوا للرّيحِ و امتثلوا. إيثارا للسلامة
وهي صورة شديدة الإيحاء بأنهم لم يكتفوا بمجرد السير مع الريح بل تمادوا في الخنوع لحد السجود .
وبهذا يضعنا الشاعر أمام أطراف ثلاثة:
الأول : المجرمون متمثلا في من اقتتلوا وتقاتلوا
الثاني: الضحية (المهجَّر -المطارد) متجسدا في المخاطب.
الثالث: وهم الخانعون .
على أن ثم طرفا رابعا غير بادٍ حتى الآن هو المتكلم الذي يُدين الطرف الأول ويسخر من الثالث ، ويتعاطف مع الثاني من خلال خطابه له .
وهاهم أولاء يتحركون في مسرحٍ رسمه الشاعر لنا من خلال المتعلَّقات الظرفية
توحي بالمكان والزمان .
ولكنه يكتفي بالإشارة العابرة إلى الفريق الثالث بينما يعنى عناية كبيرة برسم صورة كل من الفريق الأول والثاني والصراع المحتدم بينهما في هذا المسرح ، ثم نلمح لهذه المتعلقات المكانية والزمانية قيمة أخرى حيث تفسر لنا طبيعة أفعال الفريق الأول ، السابقة واللاحقة ، والظاهرة والباطنة ، ودوافعها جميعا فهم :

تقاسَمُوا دمَك المسفوكَ في كتبٍ= توارثوها على حرفٍ و ما سألوا
و زيّفوا سُنَنَ الأسفارِ في دِعةٍ=و حُمِّلوها و لم يُصْغوا لِمَا حَملوا
لم يعصِروا لِفَمِ الأيّامِ غيرَ دَمٍ=تكاثرتْ في خَلاَيَا دائِهِ المِلَلُفيبين البُعْد الفكري الكامن وراء هذه الأفعال البادية على السطح ، لنسأل:
هذه الأفعال السابقة أمجازية هي تتحرك في مستوى الفكر والشعور؟
أم حقيقية أدى إليها هذا الفكر المتوارث المريض ؟
ويمعن الشاعر في تقديم صورة لهؤلاء الغارقين في أفكار متوارثة يحترفون التزييف لأسفار حُمِّلوها دون أن يصغوا إلى مافيها من حكمة ملمحا إلى تصوير القرآن لهؤلاء الذين مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفارا.
ويقدم لنا الشاعر هذا التصوير من خلال مفارقة لفظية دلالية بين الفعل "حُمِّلوا" المبني للمجهول في إشارة ذكية إلى أنهم في دوافعهم موجهين من خارجهم على مستوى الفكر ، أما على مستوى الفعل فهم من يتحملون وزره كاملا ، حيث :

لم يعصِروا لِفَمِ الأيّامِ غيرَ دَمٍ=تكاثرتْ في خَلاَيَا دائِهِ المِلَلُ
وانظر معي إلى براعة تصوير فم الأيام للدلالة على مدى تأثير ما لأفعالهم من شيوعٍ ومرارة في صورة ناطقة بالبشاعة وهم يعصرون دما ملوثا بمرض الطائفية الخبيث تكفي الحياة كلها . موظفا الفعل "تكاثرت" الموحي بهذا الخبث وكأنه السرطان. من دون أن يصرح به .
ويميل الشاعر إلى المبالغة بتوظيف أسلوب القصر.
كما يشي اختيار الفعل "يعصروا" بالتهكم منهم ، ومما يفعلون في هذه الحياة ، حيث يتوقع السامع عادة من هذا الفعل تقديم ما هو جميل عصيرا طيبا ، ولكن الشاعر يكسر هذا التوقع ليبين قبح ما قدموه لفم الحياة الظامئ فلا يجد عصيرهم إلا دما فاسدا.
ثم ينتقل الشاعر بعد أن كشف عن الفريق الأول من خلال أفعاله ظاهرةً وباطنة إلى الطرف الثاني"المخاطب" ليلقي عليه الضوء ، من خلال هذا الخطاب الجليل مشحونا بمشاعر الإعجاب والأسى:

و أنت تنأى بلا أرضٍ و لا وطنٍ=و تترك الجرح في الأكباد يعتملُ
و تنتقي من خُطى معناكَ أسئلةًً=لو أنّهم أدركوا معناك ما فعلوا
حيث يبين له (ولنا) ما يتسم به من قيمٍ حتى وهو مطارد شريدا ، إلى ان صار فكرة سامية تخطت حدود المكان ، ممتزجة بأمرين :
الأول: بعاطفة صادقة في رحلة رحيلها (تترك الجرح في الأكباد " أكباد محبيها" يعتمل)
الثاني : بدلالات عميقة تتمثل في أسئلة إيجابية تدعو إلى التفكير والتأمل (تنتقيها خطى الرحيل انتقاءً) ولكن من الناس من سيدرك معناك الحاصل من هذه الأسئلة المثمرة كأصحاب الأكباد الحية الذين أصابهم الحزن والكمد لرحيلك ، ومنهم من لن يصل إلى إدراكك مغزى ومعنى وهم هؤلاء المعادون لك . ففعلوا ما فعلوا من مقاتلة ومطاردة وتهجير لك، ولو أدركوا قيمتك ما فعلوا.
وكأنها إشارة شعرية إلى مقولة:"الناس أعداء ما تجهل".
××× ×××
ثم يعود الشاعر إليهم مرة أخرى ولكن بأسلوب جديد في التصوير وذلك من خلال مفارقات متنوعة كاشفة، مثل مخرج عبقري يصور شخوصه من زوايا مختلفة حتى تكتمل الصورة :
• مفارقة مكانية بين علو ظاهري وسفول الداخلي:

و ها هُمُو الآن فِي عَلْياءِ تُربَتِهمْ=تموتُ أحرفُهم من فرط ما سفِلوا
• ومفارقة شعورية بين إدباروإقبال يستويان أثرا:
تشابهوا في مراميهم بلا هدفٍ=إن أَدبروا هُزِموا أو أَقبلوا خُذِلوا
• ومفارقة زمانية بين دخول وخروج يستويان شعورا :

أو أُدخِلوا في أتونِ الوقتِ ما شَعروا=أو أُخرجوا من ثقوبِ الرّيح ما عَقلوا
• مفارقة تصويرية كونية ، تستخدم قاموس الطبيعة في حالة اضطرابها، وميلها للإظلام للدلالة على اضطرابهم وظلامهم حين تغيم الرؤية :

تداكنوا كغيومِ الصّيف من زمنٍ=و أرعدوا في فيافينا و ما هطلوا
• مفارقة شعرية توظف مصطلحات الشعر للدلالة على انتشارهم في كل شيء :

في كل قافيةٍ تنساقُ منتحلٌ=و كلِّ بيتٍ جديبٍ تبعث "الرّسلُ"
• مفارقة تاريخية، تستدعي الفلسفة الخلدونية في عوامل موت أمم وميلاد أمم:

وكلِّ عصرٍ لئيمٍ تزدهي دُولٌ=تموتُ.. تُولدُ من أضلاعها الدُوَلُ
• مفارقة مجازية على مستوى الحلم المجهَض:

أحلامُها بطلٌ يقتصّ من بطلٍ= أحلامَهُ فيموتُ الحلمُ و البطلُ
• وعلى مستوى الرؤية الزائفة:

و في المرايا كتاباتٌ مزوّرةٌ=و في المطايا دروبٌ صاغها الدَّجلُ
ونلحظ في المفارقات السابقة أو الأضداد الدرامية أنها كلها تتآزر فيما بينها لرسم صورتهم بأبعادها المتعددة ، وأحوالها المختلفة عبرَ فكرة التولد العقيم ، فبرغم وجود تولد جديدٍ من قديم فإن هذا الجديد النسبي هو مولود ميت لن يثري الحياة ولن يجددها . بل يزيدها عقما وموتا وتزييفا.
هذا فيما يتعلق بهم فماذا عن المخاطَب؟
يعود شاعرنا إلى المخاطَب فيراه من هذه الزاوية الجديدة من زوايا الخطاب، مختلفا عنهم إلى حد الانفراد :

لا غربةُ الشّجر الرسميِّ لا زمنٌ=يأتيك من زمنٍ غاباتهُ قُـبَـلُ
أُصغي إلى وجهكَ المائيِّ كان دمي=رسماً يغازل رسماً ثم يرتحلُ
و أنتَ في قِمَمِ الأضدادِ منفردٌ=تهفو فيولدُ فيك اليأس و الأملُ
فإذا كان مطاردوك رغم علوهم الظاهري في سفول وانحدار بأفعالهم فأنت منفرد وحدك بالتحليق في قمم الأضداد ثابتٌ عليها رغم ما يعتري قلبك ، تلك الأضداد (المفارقات )التي سقطوا هم فيها ، ولكنه في هذا السياق من الخطاب يشير إلى نفسه إشارة تبدو عابرة ، ولكنها تمهيدٌ فني ذكي لدخول شخصية جديدة إلى الملحمة ألا وهي شخصية المتكلم ذاته الذي يتحوَّل هنا من الخطاب(الحديث) إلى الإصغاء :
"أصغي وجهك المائي"
من خلال وسيلة فنية بارعة هي تراسل الحواس ، حيث يستخدم الإصغاء الذي ينتمي إلى "المسموعات" ليدرك به شيئا ينتمي إلى "المرئيات" ليحقق غرضين مهمين:
الأول: مدى اعتنائه بالمخاطَب حيث يحتشد بحواسه كلها لمحاولة إدراكه.
الثاني: مدى ثراء هذا المخاطب ، حتى إن حاسة واحدة لا تكفي للإحاطة به، فهذا وجهه لوحة لا ترى بإعجاب ودهشة فحسب، بل أغنية تُسمع بإصغاءِ وحب.
ومن هذا الحب يستمر الشاعر (الراوي) في تأمل صاحبنا منفردا في قممه، يتصارع فيه عوامل اليأس ، وبشائر الأمل.
××× ×××
وتنتقل بقعة الضوء الآن ببراعة إلى المخاطب في مرحلة جديدة من مراحل نموه الدرامي تجلي أثره الإيجابي برغم ما يعني من جرح، ويقاسي من غربة
في كلّ جرحٍ رجالٌ أنتَ تعرفُهمْ=أضأْتَ حتى أضاءت فيهم المثلُ

تكاد ترسم نُونَ الحرف مكتملاً="عرّقت" معناهُ حتى كادَ يكتملُ
موظفا جماليات الكتابة العربية للتعبير عن فكرة الاكتمال ، التي يبحث عنها علماء الجمال قائلين:
هلا اكتملتِ الدائرة؟!
وفي هذا توازن جيد بالجمع بين توظيف الأسطورة اليونانية وتوظيف فن الخط العربي يحسب لشاعرنا ، لأن بعض الشعراء استغرقتهم ثقافات الأخرين عن الالتفات إلى ما تزخر به ثقافتنا من قيمٍ ومعانٍ، تنتظر من يجيد استثمارها بلماحية، كتلك التي وُفِّق إليها شاعرنا توفيقا ،
ثم يربط ببراعة جلية بين هذا التوظيف في أسلوب كتابة حرف النون لدى المخاطَب ، و أحرف حزنه الخاصة في حالتي الانطفاء والاشتعال، ليتحقق التمازج بينهما من خلال الأفعال ( زرعتني- رمتني- صنتني- بحت بي - أعطيتني ) التي لا يسردها علينا سردا تسجيليا بل عبر التصوير الدرامي الحيوي :

هَجرْتَ أحرُفَ حزني وَهْيَ مطفأةٌ=و رُمتَ أحرُفَ حزني وَهْيَ تشتَعِلُ
زرعْتني في معانٍ لستُ أعْرِفُها=و رُمتَني في معانٍ دونها الزّللُ
و بُحتَ بي لبحارِ الأرضِ كاملةًً=و صُنتني في هُنيهاتِ الأُلى رَحلوا
أعطيتني كلمات الجرح صاغرةً =و قلتَ لي هي ميلادٌ و معتزَلُ
وبهذا تنتصر معانى الخصب والعطاء والميلاد مشتركة بين المتكلم والسامع في مقابل معنى الموت والعقم الذي اتسم به المُعادون.
××× ××× ×××
وبهذا يدخل الشاعرُ إلى المشهد عنصرا جديدا كأنما كان الشاعر يُدخَّرُ ادخارا : إنه طرف رابع يدخل إلى معمعة القصيدة ، هو عنصر المتكلم الذي كان يكتفي بدور الراوي المتفرج الصامت إلى دورٍ المنادي المفعم بمشاهد الأسطورة من خلال أسطورتين تكشفان عن مدى إعجابه ودهشته من رمزية المخاطب :
بروميثيوس : سارق نار المعرفة متحملا في سبيل ذلك إلى أشد عقاب
وسيزيف: المحكوم عليه بالشقاء والعذاب الأبديين فقد حُكم عليه بأن يرفع صخرة من أسفل غياهب الارض الي أعلي قمة في جبل المدينة وكان كلما وصل بها الي منتصف الجبل سقطت منه الصخرة الي القعر ، ويعود يحملها من جديد!
ومن الواضح ان ثمة خطا شعوريا يربط الأسطورتين بالمخاطَب في رؤية الشاعر ووجدانه:
أنامُ أصحُو أنادي الرّيح في عجلٍ= مَنْ "سارقُ النّار" مَنْ "سيزيفُ" ما العمل؟
فانتقل من الصمت إلى النداء

ما سرُّ صمتي وما معنى ضجيجُ دمي؟=و كيف تَسبرُ جرحي الخاثرَ العللُ؟
لنكتشف أن الصمت كان على السطح فقط بينما دمُه في العمق يموج بالضجيج، ولكنه تفجَّر الآن بسبب هذا التفاعل الإيجابي الذي لمسناه في المشهد السابق ونتابعه الآن عبر رحلة جديدة قوم فيها الرواي الشاعر بدور البطولة بعد أن أدى المخاطَب دوره الرائد على أكمل وجه ، كما تجلى في المشهد السابق زراعة وبوحا وعطاءً ، حتى صار شاعرنا قادرا على استكمال المسيرة مستعينا بما أخذ، ومضيفا مما لديه :

و عندما راودتني فيكَ أسئلتي=و سافرتْ في دمي الأوطانُ و السُّبُلُ
تركتُ أهواءَ أمسٍ غاربٍ و غدًا=ينامُ في جانبيهِ التّينُ و العسَلُ
و رُحتُ أحمل قلبي في شقوقَِ يدي= رغم الرّدى، و دُروبَ النار أنتعلُ
و ها أنا أحملُ الأنهارَ من جبلٍ=يكادُ يغرُبُ حتى يشرقُ الجبلُ
وحدي أكابدُ جرحًا ليس يفهَمُنِي=فتعتريني جراحٌ ليسَ تندمِلُ
وحدي أطاردُ هذا الحرفَ من وطنٍ= منفى إلى وطنٍ منفى و لا أصِلُ
لنقف الآن على سر التعاطف مع المخاطب منذ بداية القصيدة أعني:
• الوحدة التي تتجلى عاملا مشتركا بينهما (أنت وأنا) (المتكلم والمخاطب) في مقابلة (هم) التي تشمل القاتلين المطارِدين والخانعين جميعا.
• والمكابدة الدافعة إلى السعي.
ولكن الشاعر يقلب المهمة فلا يكتفي بدور المطارَد الذي جسده البطل السابق "المخاطَب". بل يتحول إلى دور أكثر إيجابية هو المطارِد ولكنْ وراء الحرف مدركا أنه ينتقل في هذه الرحلة الشعورية من وطن كأنه المنفى إلى وطن كأنه المنفى ، ولكن الشاعر لا يلجأ إلى هذا التشبيه الساذج بل يوظف البدل المطابق النحوي ليرسخ في الأذهان والوجدان أنهما شيء واحد طبق الأصل، فالوطن هو المنفى والمنفى هو الوطن، أما إذا عددناه من بدل الإضراب كانت الصورة أكثر سخرية ومرارة، وكأنه يقول إن أوطاننا لم تعد أوطانا بل استحالت منافي، نسعى إليها ولا نصلُ!
ورغم هذا الإدراك باستحالة الوصول لا يسعنا إلا أن نراقب شاعرنا بعد أن تسلم الراية بإيمانٍ وهو يطارد الحرف القصيّ ، وكأنه يتطلع في هذا الحرف الشارد إلى طوق النجاة. وبحسبه وبحسبنا شرف المحاولة ، ولذة السعي !
ودمت ودام معينك المتجدد
داعيا الله عز وجل ألا ينفد
محبك : مصطفى

عبد القادر رابحي
16-01-2007, 07:14 PM
ليسمح لي اصدقائي
و زملائي
شعراء
الواحة
ممن لم أرد عن مداخلاتهم بعد ،
و أعرف ان صدورهم كبيرة،
أن أحيي استاذي الدكتور الفاضل على ما رأيته منه اليوم
من اهتمام بهذه القصيدة
اقول لدكتورنا الكريم
إنني أعتز بهذا الفيض الذي خصني به مشكورا
و لي عودة للجميع
إن شاء الله ..
عبد القادر

مجذوب العيد المشراوي
16-01-2007, 09:07 PM
عدت ُ لأصفق لأستاذي مصطفى على هذه القراءة في قصيدة رابحي . عرفنا قدر الرجل شعرا ونقدا وإنا لموقروه إن شاء الله ... أستاذي ..

عبد القادر رابحي
17-01-2007, 02:52 PM
يا إلهي ...
وصمت أكبر من كل الكلمات
اخي علي أسعد
تحياتي الخالصة
يسعدني تعليقك
و يسعدني كلماتك الرقيقة..

تحياتي لك
اتابعك..
عبد القادر..

أحمد حسن محمد
17-01-2007, 07:51 PM
==============
شاعرنا المجدد المتفرد : عبد القادر:
أهديك وأسرة الواحة هذه التأملات في قصيدتك السامقة حبا لها وإعجابا بأسلوبك المتزن في التجديد الإيجابي المثمر الذي لا ينظر وراءه بغضب ، بل بثقةٍ وحب.

ملحمة : المُطاردة
نحن أمام قصيدة ملحمية ، تحمل طابعا أسطوريا ليس فقط من خلال الإشارة إلى بعض الأساطير وتوظيفها توظيفا بارعا في سياق القصيدة وإنما بأسلوبها في الخطاب الذي ينحو منحى الخطاب الملحمي كما يتجلى في شخصية المخاطَب.، وهذا يفسر سرَّ اختيار مستوى راقيا من مستويات اللغة الشعرية يتسم بالجلال ويتسق مع طبيعة هذه التجربة الإنسانية الفريدة.
تبدأ القصيدة الملحمة بدايةً مثيرة حاملة قدرا كبيرا من التشويق يتعلق بطرفين مهمين من أطراف الصراع في المشهد الأول :

تقاتلوا في نزيفِ الجرح و اقتتلوا=و قاتلوكَ بما جادتْ بهِ المقَلُ
فمن هم هؤلاء الذين تقاتلوا الذين تبدأ القصيدة بالإشارة إليهم ولم يسبق لهم ذكر؟
النحاة يسمون هذا الملمح الأسلوبي بعود الضمير على غير مذكور والغرض منه أن يذهب المتلقي فيه كل مذهب ساعيا إلى الوصول إليه
وفي هذا تنشيط جميل لخيال القارئ الإيجابي الذي ينبغي أن يشارك الشاعر في القصيدة ،
ثم يضيف الشاعر عنصرًا من عناصر التشويق فيما يتعلق بالمخاطب، "وقاتلوك"
من دون أن نعرف إلى من يتوجه الشاعر بالخطاب، فمن هو هذا المخاطَب وبأي جريرة قاتله هؤلاء؟
وانظر معي إلى شاعرية الصرْف هنا باختيار صيغة قاتلوك التي تدل على الشاركة والتفاعل إيحاءً باستمرار الصراع ، بدلا من صيغة قتلوك الحاسمة.
وهذا الإبداع الصرفي يشمل صيغ الأفعال جميعا:
(تقاتلوا – اقتتلوا- قاتلوك – تقاسموا - توارثوها) للدلالة على التشارك في اقتتالهم فيما بينهم واتفاقهم ضد المخاطب.
(هجَّروك – زيفوا - حُمِّلوا) بالتضعيف الدال على الكثرة والمبالغة في العداوة
أما في الأفعال الخاصة بالمخاطب فيختار الصيغ التي تدل على تفرده بالفعل: مثل: (تنأى- تترك – تنتقي)
وبهذا يتضح الاتساق بين المبنى الصرفي والمعنى الشعري في براعة واقتدار.
وها نحن أولاء نتابع أفعال هؤلاء المتقاتلين فيما بينهم المقاتلين للمخاطب (الذي لا يسعنا إلا أن نتعاطف معه )
وينبع التعاطف من توالي الأفعال العدائية التي يقوم بها هؤلاء من خلال طائفة من الأفعال:
ومن خلال تتابع هذه الأفعال ينجح الشاعر في رسم شخصيتهم رسما دراميا من خلال أفعال مصورة عن أفعالهم الخارجية والداخلية . حيث لم يكتفِ بسرد الأفعال سردا تسجيليا بل تعدى ذلك إلى وضعها في سياقات تصويرية كاشفة: لتجلي لنا هذه الأفعال، بصورة درامية حيوية من خلال مشاهد متكاملة ، عبر تقييد الأفعال :
فهم حين تقاتلوا واقتتلوا كان ذلك في "نزيف الجرح" بما يوحي ببشاعة ما يفعلون.
وهم : حين "هجّروكَ " هجروك على لوحٍ خاصٍ بك أنت أيها المهجر لأن هذا اللوح ثقيل عصيّ تنوءُ بهِ دروبُ فريق آخر مذبذب لا ينتمي إلى هؤلاء المتقاتلين ، ولا إلى المخاطَب المطارد فتضعنا القصيدة أمام أسئلة: :
الأول: ما عساه يكون هذا اللوح العصي الفريد ؟
والثاني : من هم هؤلاء الخانعون؟
لا تجيب القصيدة عن السؤال الأول بل تتركه لنا بصفته وسيلة تهجير وطرد ، بينما تجيب عن الثاني بوضوح:
إنهم : من سَجَدوا للرّيحِ و امتثلوا. إيثارا للسلامة
وهي صورة شديدة الإيحاء بأنهم لم يكتفوا بمجرد السير مع الريح بل تمادوا في الخنوع لحد السجود امتثالا ولا مبالاة .
وبهذا يضعنا الشاعر أمام أطراف ثلاثة:
الأول : المجرمون متمثلا في من اقتتلوا وتقاتلوا
الثاني: الضحية (المهجَّر -المطارد) متجسدا في المخاطب.
الثالث: وهم الخانعون .
على أن ثمة طرفا رابعا غير بادٍ حتى الآن هو المتكلم الذي يُدين الطرف الأول ويسخر من الثالث ، ويتعاطف مع الثاني من خلال خطابه له .
وهاهم أولاء يتحركون في مسرحٍ رسمه الشاعر لنا من خلال المتعلَّقات الظرفية
توحي بالمكان والزمان .
ولكنه يكتفي بالإشارة العابرة إلى الفريق الثالث بينما يعنى عناية كبيرة برسم صورة كل من الفريق الأول والثاني والصراع المحتدم بينهما في هذا المسرح ، ثم نلمح لهذه المتعلقات المكانية والزمانية قيمة أخرى حيث تفسر لنا طبيعة أفعال الفريق الأول ، السابقة واللاحقة ، والظاهرة والباطنة ، ودوافعها جميعا فهم :

تقاسَمُوا دمَك المسفوكَ في كتبٍ= توارثوها على حرفٍ و ما سألوا
و زيّفوا سُنَنَ الأسفارِ في دِعةٍ=و حُمِّلوها و لم يُصْغوا لِمَا حَملوا
لم يعصِروا لِفَمِ الأيّامِ غيرَ دَمٍ=تكاثرتْ في خَلاَيَا دائِهِ المِلَلُفيبين البُعْد الفكري الكامن وراء هذه الأفعال البادية على السطح ، لنسأل:
هذه الأفعال السابقة أمجازية هي تتحرك في مستوى الفكر والشعور؟
أم حقيقية أدى إليها هذا الفكر المتوارث المريض ؟
ويمعن الشاعر في تقديم صورة لهؤلاء الغارقين في أفكار متوارثة يحترفون التزييف لأسفار حُمِّلوها دون أن يصغوا إلى مافيها من حكمة ملمحا إلى تصوير القرآن لهؤلاء الذين مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفارا.
ويقدم لنا الشاعر هذا التصوير من خلال مفارقة لفظية دلالية بين الفعل "حُمِّلوا" المبني للمجهول في إشارة ذكية إلى أنهم في دوافعهم موجهين من خارجهم على مستوى الفكر ، أما على مستوى الفعل فهم من يتحملون وزره كاملا ، حيث :

لم يعصِروا لِفَمِ الأيّامِ غيرَ دَمٍ=تكاثرتْ في خَلاَيَا دائِهِ المِلَلُ
وانظر معي إلى براعة تصوير فم الأيام للدلالة على مدى تأثير ما لأفعالهم من شيوعٍ ومرارة في صورة ناطقة بالبشاعة وهم يعصرون دما ملوثا بمرض الطائفية الخبيث تكفي الحياة كلها . موظفا الفعل "تكاثرت" الموحي بهذا الخبث وكأنه السرطان. من دون أن يصرح به .
ويميل الشاعر إلى المبالغة بتوظيف أسلوب القصر.
كما يشي اختيار الفعل "يعصروا" بالتهكم منهم ، ومما يفعلون في هذه الحياة ، حيث يتوقع السامع عادة من هذا الفعل تقديم ما هو جميل عصيرا طيبا ، ولكن الشاعر يكسر هذا التوقع ليبين قبح ما قدموه لفم الحياة الظامئ فلا يجد عصيرهم إلا دما فاسدا.
ثم ينتقل الشاعر بعد أن كشف عن الفريق الأول من خلال أفعاله ظاهرةً وباطنة إلى الطرف الثاني"المخاطب" ليلقي عليه الضوء ، من خلال هذا الخطاب الجليل مشحونا بمشاعر الإعجاب والأسى:

و أنت تنأى بلا أرضٍ و لا وطنٍ=و تترك الجرح في الأكباد يعتملُ
و تنتقي من خُطى معناكَ أسئلةًً=لو أنّهم أدركوا معناك ما فعلوا
حيث يبين له (ولنا) ما يتسم به من قيمٍ حتى وهو مطارد شريدا ، إلى ان صار فكرة سامية تخطت حدود المكان ، ممتزجة بأمرين :
الأول: بعاطفة صادقة في رحلة رحيلها (تترك الجرح في الأكباد " أكباد محبيها" يعتمل)
الثاني : بدلالات عميقة تتمثل في أسئلة إيجابية تدعو إلى التفكير والتأمل (تنتقيها خطى الرحيل انتقاءً) ولكن من الناس من سيدرك معناك الحاصل من هذه الأسئلة المثمرة كأصحاب الأكباد الحية الذين أصابهم الحزن والكمد لرحيلك ، ومنهم من لن يصل إلى إدراكك مغزى ومعنى وهم هؤلاء المعادون لك . ففعلوا ما فعلوا من مقاتلة ومطاردة وتهجير لك، ولو أدركوا قيمتك ما فعلوا.
وكأنها إشارة شعرية إلى مقولة:"الناس أعداء ما تجهل".
××× ×××
ثم يعود الشاعر إليهم مرة أخرى ولكن بأسلوب جديد في التصوير وذلك من خلال مفارقات متنوعة كاشفة، مثل مخرج عبقري يصور شخوصه من زوايا مختلفة حتى تكتمل الصورة :
• مفارقة مكانية بين علو ظاهري وسفول الداخلي:

و ها هُمُو الآن فِي عَلْياءِ تُربَتِهمْ=تموتُ أحرفُهم من فرط ما سفِلوا
• ومفارقة شعورية بين إدباروإقبال يستويان أثرا:
تشابهوا في مراميهم بلا هدفٍ=إن أَدبروا هُزِموا أو أَقبلوا خُذِلوا
• ومفارقة زمانية بين دخول وخروج يستويان شعورا :

أو أُدخِلوا في أتونِ الوقتِ ما شَعروا=أو أُخرجوا من ثقوبِ الرّيح ما عَقلوا
• مفارقة تصويرية كونية ، تستخدم قاموس الطبيعة في حالة اضطرابها، وميلها للإظلام للدلالة على اضطرابهم وظلامهم حين تغيم الرؤية :

تداكنوا كغيومِ الصّيف من زمنٍ=و أرعدوا في فيافينا و ما هطلوا
• مفارقة شعرية توظف مصطلحات الشعر للدلالة على انتشارهم في كل شيء :

في كل قافيةٍ تنساقُ منتحلٌ=و كلِّ بيتٍ جديبٍ تبعث "الرّسلُ"
• مفارقة تاريخية، تستدعي الفلسفة الخلدونية في عوامل موت أمم وميلاد أمم:

وكلِّ عصرٍ لئيمٍ تزدهي دُولٌ=تموتُ.. تُولدُ من أضلاعها الدُوَلُ
• مفارقة مجازية على مستوى الحلم المجهَض:

أحلامُها بطلٌ يقتصّ من بطلٍ= أحلامَهُ فيموتُ الحلمُ و البطلُ
• وعلى مستوى الرؤية الزائفة:

و في المرايا كتاباتٌ مزوّرةٌ=و في المطايا دروبٌ صاغها الدَّجلُ
ونلحظ في المفارقات السابقة أو الأضداد الدرامية أنها كلها تتآزر فيما بينها لرسم صورتهم بأبعادها المتعددة ، وأحوالها المختلفة عبرَ فكرة التولد العقيم ، فبرغم وجود تولد جديدٍ من قديم فإن هذا الجديد النسبي هو مولود ميت لن يثري الحياة ولن يجددها . بل يزيدها عقما وموتا وتزييفا.
هذا فيما يتعلق بهم فماذا عن المخاطَب؟
يعود شاعرنا إلى المخاطَب فيراه من هذه الزاوية الجديدة من زوايا الخطاب، مختلفا عنهم إلى حد الانفراد :

لا غربةُ الشّجر الرسميِّ لا زمنٌ=يأتيك من زمنٍ غاباتهُ قُـبَـلُ
أُصغي إلى وجهكَ المائيِّ كان دمي=رسماً يغازل رسماً ثم يرتحلُ
و أنتَ في قِمَمِ الأضدادِ منفردٌ=تهفو فيولدُ فيك اليأس و الأملُ
فإذا كان مطاردوك رغم علوهم الظاهري في سفول وانحدار بأفعالهم فأنت منفرد وحدك بالتحليق في قمم الأضداد ثابتٌ عليها رغم ما يعتري قلبك ، تلك الأضداد (المفارقات )التي سقطوا هم فيها ، ولكنه في هذا السياق من الخطاب يشير إلى نفسه إشارة تبدو عابرة ، ولكنها تمهيدٌ فني ذكي لدخول شخصية جديدة إلى الملحمة ألا وهي شخصية المتكلم ذاته الذي يتحوَّل هنا من الخطاب(الحديث) إلى الإصغاء :
"أصغي وجهك المائي"
من خلال وسيلة فنية بارعة هي تراسل الحواس ، حيث يستخدم الإصغاء الذي ينتمي إلى "المسموعات" ليدرك به شيئا ينتمي إلى "المرئيات" ليحقق غرضين مهمين:
الأول: مدى اعتنائه بالمخاطَب حيث يحتشد بحواسه كلها لمحاولة إدراكه.
الثاني: مدى ثراء هذا المخاطب ، حتى إن حاسة واحدة لا تكفي للإحاطة به، فهذا وجهه لوحة لا ترى بإعجاب ودهشة فحسب، بل أغنية تُسمع بإصغاءِ وحب.
ومن هذا الحب يستمر الشاعر (الراوي) في تأمل صاحبنا منفردا في قممه، يتصارع فيه عوامل اليأس ، وبشائر الأمل.
××× ×××
وتنتقل بقعة الضوء الآن ببراعة إلى المخاطب في مرحلة جديدة من مراحل نموه الدرامي تجلي أثره الإيجابي برغم ما يعني من جرح، ويقاسي من غربة
في كلّ جرحٍ رجالٌ أنتَ تعرفُهمْ=أضأْتَ حتى أضاءت فيهم المثلُ

تكاد ترسم نُونَ الحرف مكتملاً="عرّقت" معناهُ حتى كادَ يكتملُ
موظفا جماليات الكتابة العربية للتعبير عن فكرة الاكتمال ، التي يبحث عنها علماء قائلين:
هلا اكتملتِ الدائرة؟!
وفي هذا توازن جيد بالجمع بين توظيف الأسطورة اليونانية وتوظيف فن الخط العربي يحسب لشاعرنا ، لأن بعض الشعراء استغرقتهم ثقافات الأخرين عن الالتفات إلى ما تزخر به ثقافتنا من قيمٍ ومعانٍ، تنتظر من يجيد استثمارها بلماحية، كتلك التي وُفِّق إليها شاعرنا توفيقا ،
ثم يربط ببراعة جلية بين هذا التوظيف في أسلوب كتابة حرف النون لدى المخاطَب ، و أحرف حزنه الخاصة في حالتي الانطفاء والاشتعال، ليتحقق التمازج بينهما من خلال الأفعال ( زرعتني- رمتني- صنتني- بحت بي - أعطيتني ) التي لا يسردها علينا سردا تسجيليا بل عبر التصوير الدرامي الحيوي :

هَجرْتَ أحرُفَ حزني وَهْيَ مطفأةٌ=و رُمتَ أحرُفَ حزني وَهْيَ تشتَعِلُ
زرعْتني في معانٍ لستُ أعْرِفُها=و رُمتَني في معانٍ دونها الزّللُ
و بُحتَ بي لبحارِ الأرضِ كاملةًً=و صُنتني في هُنيهاتِ الأُلى رَحلوا
أعطيتني كلمات الجرح صاغرةً =و قلتَ لي هي ميلادٌ و معتزَلُ
وبهذا تنتصر معانى الخصب والعطاء والميلاد مشتركة بين المتكلم والسامع في مقابل معنى الموت والعقم الذي اتسم به المُعادون.
××× ××× ×××
وبهذا يدخل الشاعرُ إلى المشهد عنصرا جديدا كأنما كان الشاعر يُدخَّرُ ادخارا : إنه طرف رابع يدخل إلى معمعة القصيدة ، هو عنصر المتكلم الذي كان يكتفي بدور الراوي المتفرج الصامت إلى دورٍ المنادي المفعم بمشاهد الأسطورة من خلال أسطورتين تكشفان عن مدى إعجابه ودهشته من رمزية المخاطب :
بروميثيوس : سارق نار المعرفة متحملا في سبيل ذلك إلى أشد عقاب
وسيزيف: المحكوم عليه بالشقاء والعذاب الأبديين فقد حُكم عليه بأن يرفع صخرة من أسفل غياهب الارض الي أعلي قمة في جبل المدينة وكان كلما وصل بها الي منتصف الجبل سقطت منه الصخرة الي القعر ، ويعود يحملها من جديد!
ومن الواضح ان ثمة خطا شعوريا يربط الأسطورتين بالمخاطَب في رؤية الشاعر ووجدانه:
أنامُ أصحُو أنادي الرّيح في عجلٍ= مَنْ "سارقُ النّار" مَنْ "سيزيفُ" ما العمل؟
فانتقل من الصمت إلى النداء

ما سرُّ صمتي وما معنى ضجيجُ دمي؟=و كيف تَسبرُ جرحي الخاثرَ العللُ؟
لنكتشف أن الصمت كان على السطح فقط بينما دمُه في العمق يموج بالضجيج، ولكنه تفجَّر الآن بسبب هذا التفاعل الإيجابي الذي لمسناه في المشهد السابق ونتابعه الآن عبر رحلة جديدة قوم فيها الرواي الشاعر بدور البطولة بعد أن أدى المخاطَب دوره الرائد على اكمل وجه كما تجلى في المشهد السابق زرعا وبوحا وعطاءً ، حتى صار شاعرنا قادرا على استكمال المسيرة مستعينا بما أخذ، ومضيفا مما لديه :

و عندما راودتني فيكَ أسئلتي=و سافرتْ في دمي الأوطانُ و السُّبُلُ
تركتُ أهواءَ أمسٍ غاربٍ و غدًا=ينامُ في جانبيهِ التّينُ و العسَلُ
و رُحتُ أحمل قلبي في شقوقَِ يدي= رغم الرّدى، و دُروبَ النار أنتعلُ
و ها أنا أحملُ الأنهارَ من جبلٍ=يكادُ يغرُبُ حتى يشرقُ الجبلُ
وحدي أكابدُ جرحًا ليس يفهَمُنِي=فتعتريني جراحٌ ليسَ تندمِلُ
وحدي أطاردُ هذا الحرفَ من وطنٍ= منفى إلى وطنٍ منفى و لا أصِلُ
لنقف الآن على سر التعاطف مع المخاطب منذ بداية القصيدة أعني:
• الوحدة التي تتجلى عاملا مشتركا بينهما (أنت وأنا) (المتكلم والمخاطب) في مقابلة (هم) التي تشمل القاتلين المطارِدين والخانعين جميعا.
• والمكابدة الدافعة إلى السعي.
ولكن الشاعر يقلب المهمة فلا يكتفي بدور المطارَد الذي جسده البطل السابق "المخاطَب". بل يتحول إلى دور أكثر إيجابية هو المطارِد ولكنْ وراء الحرف مدركا أنه ينتقل في هذه الرحلة الشعورية من وطن كأنه المنفى إلى وطن كأنه المنفى ، ولكن الشاعر لا يلجأ إلى هذا التشبيه الساذج بل يوظف البدل المطابق النحوي ليرسخ في الأذهان والوجدان أنهما شيء واحد طبق الأصل، فالوطن هو المنفى والمنفى هو الوطن، أما إذا عددناه من بدل الإضراب كانت الصورة أكثر سخرية ومرارة، وكأنه يقول إن أوطاننا لم تعد أوطانا بل استحالت منافي، نسعى إليها ولا نصلُ!
ورغم هذا الإدراك باستحالة الوصول لا يسعنا إلا أن نراقب شاعرنا بعد أن تسلم الراية بإيمانٍ وهو يطارد الحرف القصيّ ، وكأنه يتطلع في هذا الحرف الشارد إلى طوق النجاة. وبحسبه وبحسبنا شرف المحاولة ، ولذة السعي !
ودمت ودام معينك المتجدد
داعيا الله عز وجل ألا ينفد
محبك : مصطفى
شاكراً..
ومقدِّراً..
وصامتاً
ومعتذراً..
أتجول في محراب نظراتك..
أنت رائع

عبد القادر رابحي
18-01-2007, 10:40 AM
الأخ رابحي ، تحية طيبة

أغضت جهينة عن إبصار من رحلوا=عينا مراودها ضر لما وصلوا
واستقبلتها جموح السير عاتبة=أين التودد والأعراب ترتحل
زرقاء هاتي مسير الحبل لفـَّهموا=موت انبلاج الهنا عن وجه من عقلوا
صديان ماض يبل الخلد وجهتم =إن كان فيهم بدرب حاضر رجل
لكنهم وفرات القحل يدلجهم =أسراب دجلة لا يضنيهم الزلل
موتى العقول كبهم الرعي قائدها=من حـُمـِّلَ المثل الأدنى، أيا خجلُ
والعذر منه فما لانت عزيمته=لكنه مثل في درحه السبل
والشمس ترمق رهو الضوء تسبقها=نيران صابئة ما قضها فشل
تنجي حداة صروف البين مهجتها=وجه يليق باقمار لها رحلواـــــــــــــــ
تحياتي أخي الحبيب

تحياتي أخي إبراهيم
و شكرا على هذه المقطوعة الجميلة الت أعتز بها
شكرا لك
و لموهبتك

عبد القادر

عبد القادر رابحي
20-01-2007, 10:13 AM
معاذ الله
وإنما رسالة أردت لها أن تصل ، فحواها :
كيف نبيح لأنفسنا تصيّد ملاحظ وقع فيها كبار الشعراء نفسد بها الجو الشعري لنص يفيض جمالا في الوقت الذي لا نهتم فيه بتطبيق ما تعلمناه من قواعد اللغة في مداخلاتنا ؟.
وأما الفكرة التي ذكرت أنها قناعتك فقد أفرد لها النقاد إضبارات من الورق أوجزها في تساؤل بقي فاغرا فاه حتى هذه اللحظة :
هل يجوز أن نحاصر ملكة الشعر بمقصلة النحو ؟
الجواب نجده لدى زهير بن أبي سلمى أحد فحول الشعر الجاهلي وأحد شعراء المعلقات حين قال :
وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده ** وإن الفتى بعد السفاهة يحلمِ
وهذه قناعة المتنبي :
أنام ملء جفوني عن شواردها *** ويسهر الخلق جراها ويختصموا
إذًا ليعذر بعضنا بعضا فيما فيه رخصة ما لم يُجر مبتدأ ويُنصب فاعل
ولك فائق تقديري
أخي عبد الصمد الحكمي
تحية خالصة
و طيبة
أشكرك على اهتمامك
و على نقاشك الجاد
لقد استفدت كثيرا
و أشعر أن النقاش
سيزداد حدة في هذا المستوى
اعتز بمرورك
و بما كتبت
أحييك
عبد القادر

عبد القادر رابحي
22-01-2007, 06:41 PM
عبد الصمد الآن فقط عرفت دوافعك وكم أنا سعيد بها والله .
ألم تنتبه يا أخي إلى أنني من ثبت هذه القصيدة ثم أنظر إلى أول تعليق عليها ؟
ظننتك تقصد شيئا آخر .
رابحي صديقي وابن بلدي وأستاذي ونحن عندما تناولنا الضرورات يعلم الله أني كنت من يعاني من أماكنها ومتى تقبل وبعد أن قرأت ما كتب أحمد والعراقي أدركت جوابا ربما في نظري أصبح شافيا لي ..
شكرا
أخي المجدوب..
تحياتي مجددا
لم أستطع المرور على تعليقك هذا
و اتناساه
و أنت الذي كنت مثبت هذه الحروف في قلوب العديد من القراء

تحياتي لك
عبد القادر

مجذوب العيد المشراوي
24-01-2007, 05:19 PM
الآن وأنا جد متعب دخلت تحفتك لأستريح من نفسي ومن هوسي ..

فاخترت ..


لاغربـة َ الشّجـر الرسمـيِّ لا زمـنٌ
يأتيـك مـن زمـنٍ غابـاتـهُ قُـبَـلُ
أُصغي إلى وجهكَ المائـيِّ كـان دمـي
رسمـاً يغـازل رسمـاً ثـم يرتـحـلُ
و أنـتَ فـي قِمَـمِ الأضـدادِ منـفـردٌ
تهفـو فيولـدُ فيـك اليـأس و الأمـلُ

مجذوب العيد المشراوي
24-01-2007, 05:20 PM
على فكرة أقسم أنك شاعر بالفطرة

عبد القادر رابحي
24-01-2007, 07:21 PM
قراءة متواضعة انطباعية موجزة قد لا تكون منصفة ، وليعذرني الشاعر والقارئ فيما اعتورها من قصور
بناء النص :
يتسم النص بالبعد عن التلقائية والتسطيح ، إنه يستفز الخيال للتحليق حينا وللغوص حينا آخر يبحث عن ( من ) / ( ما ) المقصود بضمير المخاطب " وقاتلوك " الذي استهل به الشاعر نصه المبجل وأيا كان هذا الضمير فيكفي الشاعرَ إبداعا أن ترك للمتلقي حرية التعرف عليه أو أبقاه سائحا ينعم بأبهة المعالم دونما حاجة إلى معرفة أسمائها ، وربما يكون قد أشفق على المتلقي فترك له بعض الصوى في ثنايا النص : " / " تقاسَمُـوا دمَـك المسفـوكَ فـي كتـبٍ ** توارثوها .. " / " فـي كـل قافيـةٍ تنـسـاقُ منتـحـلٌ ** و كلِّ بيـتٍ جديـبٍ تبعـث الرّسـلُ " / " زرعْتني فـي معـانٍ لسـتُ أعْرِفُهـا **و رُمتَنـي فـي معـانٍ دونهـا الزّلـلُ
البيان :
النص وما حفل به من تصوير يجعل تشبيهه بحدائق غناء جمعت أصناف الزهور انتقاصا لجماله فقد جاء مفعما بالصور غير المطروقة أوالمطروقة غير المستهلكة أسوق منها على سبيل المثال لا الحصر " سَجَـدوا للرّيـحِ " / " أتونِ الوقتِ " / " ثقوب الريح " / " وجهكَ المائـيِّ " /
" تداكنـوا كغيـومِ الصّيـف " / " أنادي الرّيـح "
وحسبنا منها هذه الصورة التي تأ خذ بمجامع الذائقة " لـم يعصِـروا لِفَـمِ الأيّـامِ غـيـرَ دَمٍ *** تكاثـرتْ فـي خَلاَيَـا دائِـهِ المِـلَـلُ
اللغة :
النص يتوفر على لغة حديثة عذبة لا تحفل بالتنقيب عن الغريب أو الاشتقاقات السمجة ، وجاء توظيفها انسيابيا لا تقع منه على أدنى نتوءات
قد تخدش ملمس الذائقة ، توظيفا ليس مقنعا فحسب بل باعثا على الإعجاب ، أصغ إليه وهو يقول :
و عندمـا راودتنـي فـيـكَ أسئلـتـي
و سافرتْ في دمي الأوطـانُ و السُّبُـلُ
تركتُ أهـواءَ أمـسٍ غـاربٍ و غـدًا
ينـامُ فـي جانبيـهِ التّيـنُ و العـسَـلُ
إنها جملة مفردات يتداولها كافة المتحدثين بالعربية لكن الشاعر بحسه الشعري جمعها في قالب أخرجها عن النمطية المألوفة إلى الحيز المدهش
فهنيئا للشاعر هذه القدرة على التوظيف .
غزير مودتي
أخي عبد الصمد
شاكر لك هذا الاهتمام..
و أعتز بهذه القراءة الجميلة الصادقة..
لك جزيل الشكر ايها الشاعر الناقد التذوق..

أخوك عبد القادر رابحي

عبد القادر رابحي
25-01-2007, 11:20 AM
يا خسارة!!
وقع الصلح بينهما ولا حول ولا قوة إلا باللـه!!
ما هذا يا ناس؟!:020:
الناس في المنتدى هنا لهم طبع غريب..
اللون الأخضر صار شعارا لكم ..؟ ولا يعترض الأعضاء؟
أين المكبوتات؟ هل يسقط علم النفس تحت أقدام الرابطة؟!
المنتدى صار حباً في حب!!
أخضر في أخضر!!
إنا للـه وإنا إليه راجعون..
وعلى رأي المثل: "مناقشة من غير دم.. زي الوليد من غير أمّ"
((هذا محض مزاح والـله أيها الأحبة:005: ))
أحبكما ولكما في القلب إجلال مناقشين الكبيرين فكرا ولغة .. وأنتظر اللون الأحمر في مناقشة قادمة
أعتذر للشاعر الكبير وليسمح لي بعودة لآخر مرة بقراءة في حرته..
ها؟
:010: or :007:
تحيااااااااااااااااااااا محب
يا أخي
يا احمد..
متى تخاصما حتى يقع الصلح بينهما يا أخي

جميل تعليقك و الله
شكرا لاهتمامك ...عبد القادر

عبد القادر رابحي
30-01-2007, 12:53 PM
[QUOTE=رابحي عبد القادر;225633]

ما سرُّ صمتي وما معنى ضجيجُ دمي؟=و كيف تَسبرُ جرحي الخاثرَ العللُ؟
و عندما راودتني فيكَ أسئلتي=و سافرتْ في دمي الأوطانُ و السُّبُلُ
تركتُ أهواءَ أمسٍ غاربٍ و غدًا=ينامُ في جانبيهِ التّينُ و العسَلُ
و رُحتُ أحمل قلبي في شقوقَِ يدي= رغم الرّدى، و دُروبَ النار أنتعلُ
و ها أنا أحملُ الأنهارَ من جبلٍ=يكادُ يغرُبُ حتى يشرقُ الجبلُ
وحدي أكابدُ جرحًا ليس يفهَمُنِي=فتعتريني جراحٌ ليسَ تندمِلُ
وحدي أطاردُ هذا الحرفَ من وطنٍ= منفى إلى وطنٍ منفى و لا أصِلُ
تحياتي لك أيها الشاعرُ الفيلسوف..
خففِ الوطء يا عزيزي فما أظنُ الشعرَ إلا من هذه الأكبادِ :011:
رائعه بكل مافيها وقد تجلببت بفكر أبي العلاء المعرّي في نسختهِ المحدّثه !!:v1:
مع وافر تحيتي وإعجابي :v1:
أخي ماجد ..
تحية طيبة...
معذرة على التأخر...
أنت تعرف ظروف الرد

قرأت تعليقك
و أسعدني مرورك
و اهتمامك...
لكن ما أظن اني كنت من معتنقي مذب أبي العلاء المعري..
في هذه الأبيات...جراح مختبئة
لايعرفه إلا الشعر
و لا يخرجها من جحورها إلا الشعر...

و أنت أعرف مني بهذا الأمر..

تحياتي ..

عبد القادر

عبد القادر رابحي
31-01-2007, 05:16 PM
الرائع المتفجر شعرا وجاذبية
عبد القادر رابحي
مررت من هنا فصافحتني الصور الرائعة وتساقطت حولى نجمات البيان
سعدت هنا حقيقة فمكثت في سعادتي زمنا
وأسعدني مناقشات الحبيب أحمد والدكتور العراقي فصمت متعلما
سلمت ودامت مائدة أشعارك مفتوحة للجميع حافلة بكل لذيذ
الأخ الاستاذ الشاعر المبدع
/إكرامي قورة..
تحياتي الخالصة لك..
و تقديري
و احترامي لرأيك..
اعتز برأيك في هذه القصيدة..أيما اعتزاز..
و بصدق موقفك
و صدق مشاعرك..
اعذرني
أخي
عن التأخر في الردّ عليك..

شكرا لك..
ودمت..

عبد القادر

عبد القادر رابحي
01-02-2007, 06:29 PM
في خضم التراكمات وفي عز المهزلة تنطلق الحروف ، ترسم أنينا توجعا وقراءات ، كنتَ هنا تطاعن أمواجك بمفردات شاءت أن تمتد في القلوب لتناجي َ شيئا ما ..
خريطتك هنا يا رابحي جد مورّدة وجد ملوّنة ، تركتنا نبحث عن ضمير في وسط __الغاشي_
أعلم منبتها يوم أن تعجبت من إدارة الأشياء بالمقلوب وأعلم متى أضفت لها شيئا فينا كان دائم الهروب منك إلى أن حان أسره واستنطاقه في أعماقك المتأججة بنار الحب الأبدي .
يا رابحي هي َ دليل أصالتك التي لا يمكن أن تنتهي يوما مهما فعلت ..
أسأل ؟
ها أنا أحملُ الأنهارَ من جبلٍ=يكادُ يغرُبُ حتى يشرقُ الجبلُ
إن لم يكن إشراقك أنت فمن هو ؟
يا رابحي .أنت هكذا .. أعرفك والله
و أنتَ في قِمَمِ الأضدادِ منفردٌ=تهفو فيولدُ فيك اليأس و الأملُ
الله .
ثم ..
وحدي أكابدُ جرحًا ليس يفهَمُنِي=فتعتريني جراحٌ ليسَ تندمِلُ
أقسم أني أعرفك بنفس ما قلت في هذا البيت
ثم ..تداكنوا كغيومِ الصّيف من زمنٍ=و أرعدوا في فيافينا و ما هطلوا
أولهم وردي ّ اللون فمن آخرعم ؟
ثم ..
و ها هُمُو الآن فِي عَلْياءِ تُربَتِهمْ=تموتُ أحرفُهم من فرط ما سفِلوا
آخرهم وردي ّ اللون فمن أولهم ؟
يا رابحي ..
فعلها الآثم ورب الكعبة ..
زرعْتني في معانٍ لستُ أعْرِفُها=و رُمتَني في معانٍ دونها الزّللُ
ثم ثم هنا شيىء من مدّ القصيدة والقبض على الهارب منها زمنا
وكلِّ عصرٍ لئيمٍ تزدهي دُولٌ=تموتُ.. تُولدُ من أضلاعها الدُوَلُ
أحلامُها بطلٌ يقتصّ من بطلٍ= أحلامَهُ فيموتُ الحلمُ و البطلُ
و في المرايا كتاباتٌ مزوّرةٌ=و في المطايا دروبٌ صاغها الدَّجلُ
رابحي أكتفي بهذا وربما أعود لأشياء أخرى ..
أشكر لك أخي المجدوب
كل هذا الفيض المتألق
الذي أمددتني به
و كل هذه الباقة الجميلة
التي اكرمتني بها..
حتى و إن كنت في زحمة ما غمرتني ردودك الكريمة
على هذه القصيدة...
نسيت ما المقصود
بالوردي الذي كنت تعنيه..؟؟؟؟؟

شاكر لك أخي دل هذه المحبة

دمت مبدعا متألقا
و محبا مخلصا

عبد القادر

عبد القادر رابحي
23-03-2007, 04:42 PM
و تنتقـي مـن خُطـى معنـاكَ أسئلـةًً
لو أنّهـم أدركـوا معنـاك مـا فعلـوا
\
إن الخطوات في الواقع هي التي تصنع الطريق. و إن الطريق نفسها في الواقع هي التي صنعت « فكرة الطريق » في الكتب, و ليس العكس كما يقال لنا في المدرسية و في الكتب أيضا؟
إنني في الحقيقة ادعو نفسي إلى العمل لانقاذ مايتطلب الآن انقاذه و العمل نفسه سيضع بين أيدينا أكياسا من الأجوبة
الوطن والمواطن ... اليوم ....في امتحان
الأخ الكريم خليل حلاوجي..

على الرغم من التأخر في الرد
على جميع من اطلع على هذه القصيدة...
وددت أن اقدم اعتذاري لكم انتم خاصة و للجميع عامة
على ما خصتني به كلماتكم الرقيقة و مشاعركم النبيلة ..
و على كرم النفضل التعليق و الزيادة على ما ورد في هذا النص من افكار..
فعلا اخي ..كثير من الخطوات هي التي تصنع الطريق...
تحياتي الخالصة..

عبد القادر..

عبد القادر رابحي
24-03-2007, 04:26 PM
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
هكذا يجب أن أقول حينما أدخل جنّة شِعرك أيها المبدع
دُمتَ رائعاً، ولا حرمنا الله من قلمك
الأخ الكريم المبدع مصطفى الجزار..

تحياتي ..
بكثير من التأخر..
ها أنا أعيد قراءة تعليقك الجميل..

و سيكون هو السبب في رد هخذه القصيدة إلى الواجهة..

أعتز كثيرا بغعجابك

تحياتي

عبد القادر

مجذوب العيد المشراوي
02-04-2007, 08:23 PM
ما سرُّ صمتي وما معنى ضجيجُ دمي؟=و كيف تَسبرُ جرحي الخاثرَ العللُ؟

خطفته وخرجت لأرى مفوله في الشوارع ..

مللنا ..

قلت الآن .

تمزقت َ ما أتقاك إثر الفواجع .. وأخمدتَ ما أقساك كل اللواذع
وحاولتَ كم حاولت َ خنقَ ضغائن ٍ .. وسالمتَ لم ْ يعتقْك َ ضيم ُ الشوارع

عبد القادر رابحي
02-04-2007, 08:33 PM
ما سرُّ صمتي وما معنى ضجيجُ دمي؟=و كيف تَسبرُ جرحي الخاثرَ العللُ؟
خطفته وخرجت لأرى مفوله في الشوارع ..
مللنا ..
قلت الآن .
تمزقت َ ما أتقاك إثر الفواجع .. وأخمدتَ ما أقساك كل اللواذع
وحاولتَ كم حاولت َ خنقَ ضغائن ٍ .. وسالمتَ لم ْ يعتقْك َ ضيم ُ الشوارع
الله .... الله ... يار جل
لا فض فوك..
بيتان جميلان... و الله ..كيف رجعت
و ارجعتني إليها.... بالله عليك..

عبد القادر

محمد الأمين سعيدي
10-07-2007, 02:41 AM
أخي عبد القادر ..

أعود إليها لأقول :

الله أكبر

شكرا للإمتاع

د. سمير العمري
27-07-2007, 02:54 AM
هنا ارتقى الشعر مدارج البهاء وحلق بأجنحتك النوارنية أيها الشاعر الجميل في آفاق البهجة والإبداع.

رائع بل جد رائع ، وشاعر متمكن كبير.


تقبل التحية والإعجاب

عبد القادر رابحي
29-11-2008, 09:06 PM
أخي عبد القادر ..
أعود إليها لأقول :
الله أكبر
شكرا للإمتاع



أخي الكريم محمد الامين..

شكرا على كلماتك
و لعودتك التي أعادتني إليها..

بارك الله فيك..
عبد القادر

سالم العلوي
29-11-2008, 10:24 PM
الله
الله
الله
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
الأستاذ الكبير الجليل عبدالقادر رابحي
أي مدرسة شعرية هذه يا أخي ، القصيدة الساحرة .. وما تلاها من نقد وتعليق ..
شكرا لأنك أولا أبدعت هذا الجمال الآسر الساحر الذي يحتاج إلى تأمل بعد تأمل .. ورجوع إثر رجوع .. وتزود بعد تزود ..
وشكرا لأنك رفعتها من جديد برد مستحق لنراها ونتذوق ما يفوق الوصف من شعر مبهر خلاب ..
يا أخي .. لا تحرمنا من روائع كهذه ..
سلمك الله .. وحفظك رائعا مبدعا متألقا .. كما أنت
ودمت بخير وعافية

يحيى سليمان
29-11-2008, 11:19 PM
لو أنّهـم أدركـوا معنـاك مـا فعلـوا

وأنت الصخرة الباقية
الحمد لله أن أدركتك ومعناك


بات سيزيف رهين اليأس مرتحلا=وأنت نبراس حقٍ كفُّه الحطبُ
سيذكروك إذا ما الحر أوردهم=من نبعك الماء شعرا طعمه العنب

النواري محمد الأمين
06-12-2008, 03:12 PM
الأستاذ / عبد القادر رابحي
ها أنا أمر هنا، وفي النفس إعجاب سما بها إلى مصاف الطيور في عالمك الشعري الشفيف ..
وأتجرأ، فأضيف نفسي إلى قائمة معجبيك ..
خالص التقدير.

عبد القادر رابحي
06-12-2008, 05:42 PM
أخي عبد القادر ..
أعود إليها لأقول :
الله أكبر
شكرا للإمتاع

شكرا لك أخي الكريم محمد الأمين

و جازاك الله خيرا
و بارك الله فيك


و عيدك مبارك سعيد

عبد القادر

يحيى سليمان
11-09-2009, 05:43 PM
كثر اليوم علىَّ الحزن
فقلت سأذهب إلى منفي ولا أصل
لأرتاح
حقيقة
هذه
شكرا
شيخي الجليل

يحيى سليمان
22-05-2010, 12:20 PM
منفي
ولا
أصل

يحيى سليمان
22-05-2010, 12:31 PM
إن كنت بالبجعات البيض منتجعا
أو كان بالبجعات البيض منتجعا
أو كنتُ بالبجعات البيض منتجعا
فإن قلبي بسود الخيل منجوع
وكل قلب بسود الخيل منجوع

يحيى سليمان
22-05-2010, 12:57 PM
منفي
ولا
أصل