تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حالنا والعيد



بابيه أمال
02-01-2007, 05:55 PM
حالنا والعيد
ابتسمَتْ شَمسُ صباح ذلك العيد بإشراقه صغيرة.. وكأنها تصطنع الابتسام أمام يوم عيد قد يمر كئيبا كسابقيه.. وحين نظرت من النافذة إلى الشارع القصير أمام البيت وجدت الطريق خاوية من المارة الذاهبين لعملهم.. فقد كان اليوم عطلة وإخواننا في الدين والطين لا بد وأن أغلبهم يعيشون فرحة عيد الأضحى بقلوب تصطنع هي الأخرى الفرح أمام ما تعيشه أمة محمد صلى الله عليه وسلم اليوم من ذل انسكب مداد كلماته المدونة حياءا من صفحات تاريخها المشرق نورا وفتحا مبينا.. استغنيت عن وجبة الفطور وحيدة دون إخوتي فأغلبهم قد تبرمج على عدم الاستيقاظ باكرا نظرا لتيار البطالة الذي جرفهم في طريقه كما جرف الملايين من شبابنا، ونزلت للعمل في الطابق السفلي من بيتنا.. هناك حيث بعض من الحواسيب مجمعة تنتظر من يثبت عليها برامج المعلوميات ويخلصها من سباتها العميق.. بدأت العمل بنشاط قليل على غير عادتي يرافقني صوت شجي منبعث من الحاسوب لمطرب جادت نفسه بمناجات ملتزمة يقول في مطلعها باللغة العامية :
الله يا الله واسْتَجْبْ يَا ذْلْكْريمْ لِيَّ
وْفِّي طْلْبْتِي وْاكْتْبْ لِي نْمْشِي مْعَ الزِّيَّارْ
نْمْشِي نْزُورْ قَبْرْ الرَّسُولْ الهَاشْمِي بْنْيَّة
مُحَمّْدْ الْحْبِيبْ الْمْعْصُومْ الْهَاشْمِي الْمْخْتَارْ
أخذتني كلمات تلك المناجاة إلى ذلك المقام المقدس متمنية الله أن يجعل كل أرواح المسلمين تحج إلى هناك شيوخا وكهولا وشبابا.. ليطوفوا بالبيت العتيق جنبا إلى جنب وجوارحهم راضية بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.. وليرتووا من ماء زمزم ماءا طاهرا يشفي ما علق في قلوبهم من سقم الدنيا الذي لم يترك بينهم شيئا جميلا إلا ودمره تدميرا.. حتى هانت عليهم الأنفس والحرمات والمساجد..
فجأة سمعت صوت والدي آتٍ من فوق كالطبل المدوي.. وعلمت أن صوته المرتفع يحمل خبرا سيئا قد سمعه من إذاعة الراديو.. صعدت الدرج مسرعة ليخبرني كما إخوتي بخبر إعدام الرئيس السابق "صدام حسين" مع ساعات الصباح الأولى.. خطونا بسرعة ناحية التلفاز لتشغيله ووجدنا الخبر مكتوبا على اللائحة الرقمية للأخبار على كل القنوات الفضائية الإخبارية..
تسمرنا مكاننا لحظات طويلة وعيوننا جاحظة نحو التلفاز وكأننا ننتظر أن تكتب على الشاشة كلمات تكذب الخبر أو تشكك في مصداقيته حتى.. ليكتب بعدها أنه سيتم نقل الحدث بالصوت والصورة على كل القنوات الفضائية..!!
أشحت بوجهي عن التلفاز رافضة رؤية تلك المهزلة.. ونزلت الدرج بخطوات متثاقلة.. رغم توقعاتنا السابقة بما قد يحدث كنهاية لحياة واحد من حكامنا الذين أنَّ لهم كرسي الحكم من كثرة جلوسهم عليه.. والذي ما اكثر ما سمعنا أنين شعبه المسلم قبل أن يكشر له القدر عن أنيابه ويسقط شعبه فريسة الأطماع الأمريكية بأرضه.. إلا أنه ولا أحد منا توقع أن تتزامن هذه النهاية وعيد الأضحى المبارك.. وكانت فعلا نهاية ورسالة من العيار الثقيل جدا..
مر الوقت بطيئا على غير عادته في الساعات التالية التي تلت الحدث المستهجن وكأنه قد قرر الإبطاء من سرعته عسى أن يستفيق الكل من سباته العميق قبل أن تتوقف ساعة الزمن عن الدوران..
عاودت العمل بعقل غائب وقلب زاده الحدث المستهجن ألما آخر فوق آلامه التي ألف الإحساس بسكاكينها كلما رأيت أشلاء إخوتي ملقاة في الشوارع ووصل إلى مسمعي صرخات نسائهم الثكلى ودموع بناتهم المغتصبات وشاهدت جثت أطفالهم الأبرياء..
دقت الساعة العاشرة من صباح ذلك اليوم الكئيب وارتفع معها صوت أحد المارة مخبرا صديقه بغلاء سعر كبش العيد هذا العام وأنه لن يستطيع شراءه كاملا بصوفه وقرونه.. تطلعت من النافذة فوجدت الطريق قد امتلأت بالمارة رجالا ونساء مسرعي الخطى كل إلى وجهة يريدها لغرض في نفسه..
نظرت إلى العمل المتبقي بعين تريد استبدال منظر الحواسيب المجمدة والخروج لرؤية ما عليه حال الناس بعد مشاهدتهم المباشرة لواحد من حكامهم وهو يقدم للشنق في يوم عيد.. خرجت للشارع بأعين تستطلع وقع الحدث على وجوه الناس لمعرفة إن كانوا يحسون بما يجري من حولهم على الأقل.. وجدت بعض من الرجال يصطحبون نساءهم للسوق القريب لاختيار كبش العيد.. وآخرون عائدون وأكباشهم معهم لا يسمع لها صوت وكأنها لم تعد تحس أنها أضحية العيد الوحيدة كعادتها.. فقد أصبح رأس المسلم يقدم كبشا للفداء شنقا قبل موعد ذبحها.. ورأيت ثلاثة من الشباب مجتمعين في قارعة الطريق يتحدثون عن وقت تزامن السنة الميلادية الجديدة وعيد الأضحى..
عافت نفسي السير في طريق الاستطلاع أكثر وأردت العودة للعمل أحسن.. فجأة شاهدت أحد الشيوخ يضرب بعكازه على الأرض وهو يحدث جليسه على الكرسي المتحرك.. مررت بالقرب منهما عسى أن تلتقط أذناي بعضا من الحديث الحماسي.. وكانت هذه الجملة باللغة العامية:
"أَخُويَا كُونْ كْنَّا كُلْنّا مْسْلْمِينْ حْقَاقْ..
رْبِّي غَادِي يْحْكّْمْ عْلِينَا مَا حْسْنْ مْنَّا.. وْحِيثْ حْنَا مْسْلْمِينْ مْزْوْرِينْ..
تَيْحْكْمُوا فِينَا دَابَا وْحْدِينْ عْرْ مْنَّا فْالْقْلْبْ وْالْعْقْلْ..
وْجَابْ لِيهُمْ الله وْلِينَا اللِّي يْعْذّْبْنَا فْالدّْنْيَا وْالنَّاسْ تْشُوفْ..
وْدَابَا تْشْنْقْ مْنْهُمْ الْوّْلْ فْالْعِيدْ الْكْبِيرْ،
وْقْبْلْ مَا يْتّْذْبْحْ الْحَوْلِي وْمَنْعْرْفْ وَاشْ غَادِي يْتّْشْنْقْ الثَّانِي قْبْلْ وْلاَ بْعْدْ مَا يْتّْذْبْحْ الْحَوْلِي...."
وكأن هذه الكلمات قد منعت رغبة الاستطلاع عندي لأعود أدراجي إلى العمل وكلمات الشيخ ترن في أذني.. والتي لخص بها ما حدث للرئيس "صدام حسين" وسبب حدوته وما سيحدث بعده إن لم نتدارك أنفسنا عن السقوط في الهاوية أكثر..
كلماتك أيها الشيخ الحماسي كنت تقصد بها ما معناه باللغة العربية :
"يا أخي.. لو كنا جميعا مسلمين بحق.. سيُحكم الله فينا من هو أحسن منا.. ولأننا مسلمين مزوَّرين فالله يحكم فينا الآن من هم أسوأ منا قلبا وعقلا.. وقد سلط عليهم وعلينا من يسموننا العذاب في الدنيا على مرأى من الناس.. وقد شنق منهم الأول في عيد الأضحى قبل أن يذبح الكبش.. ولا نعرف هل سيشنق الثاني قبل أن يذبح الكبش أم بعده.."
مرت ساعات باقي ذلك اليوم بطيئة بطء السلحفاة.. اتصلت فيها على الشبكة مع بعض المعارف والأصدقاء من كل بلد.. ومر أغلب الحديث الإلكتروني عن الحدث المستهجن والمهين لنا كمسلمين وعرب.. واستطعت إفراغ ما في قلبي على الأقل حروفا على لوحة المفاتيح التي طمست حروفها المنقوشة عليها من كثرة الاستعمال..
أتى ليل ذلك النهار الطويل ليضفي بعضا من سواده على سواد يومنا فتركت العمل وذهبت للمنزل طامعة في راحة لنفسي المتعبة.. وجدت أخي يشاهد إحدى القنوات الفضائية العراقية (..) جلست أشاهد أولئك المقاومين العراقيين وبطولاتهم في الدفاع عن لحمهم وعرضهم أمام شهوات بوش الدموية وشهوات جيشه..، وشهوات شعبه البترولية.. وسكنت النفس قليلا لما تفعله أيدي المقاومين بذلك الجيش الأمريكي المنفوخ العقل والساعد..
جلبني حب الاستطلاع ثانية عبر القنوات الفضائية.. أردت بذلك معرفة ما يقوله الإعلاميون في ذلك اليوم المهين على شاشات التلفزة التي سكنوها أكثر ما يسكنون بيوتهم وبدون فائدة تذكر.. فوجدت بعضا من القنوات تتحدث عن الحدث المستهجن بسطحية لا تعني سوى : "نحن نأسف لما يحصل ببلد العراق الشقيق".. ووجدت قنوات تستعرض مطربين ينعقون بكلمات لا تستسيغها حتى آذان القرود صحبة راقصات تتلوى أجسادهن على نغمات الموسيقى الصاخبة كما الأفاعي.. ووجدت قنوات تستعرض أفلاما هوليودية وكأننا لم نكتف من الأمريكان رغم مجيئهم إلى ديارنا ومزاحمتهم لنا في الطرقات.. وأخرى تستعرض أفلاما مكسيكية لا تتحدث سوى عن فقدان البطل أو البطلة لذاكرتهما.. ووجدت من يستعرض فتاوي العلماء في أحكام النساء ويترك فتاوى لأهم القضايا عالقة إلى يوم قد لا تطلع عليه شمس.. ووجدت.. ووجدت..
نهضت من مكاني وتركت حب الاستطلاع على القنوات الفضائية بقلب يكرر ما قاله الشيخ وهو يضرب عكازه بالأرض وباللغة العامية..

الصباح الخالدي
02-01-2007, 07:09 PM
ليتنا نتصالح مع أنفسنا العيد جميل نحن نفسده

وفاء شوكت خضر
02-01-2007, 09:55 PM
الأخت نيهلة نور ..

يوم في حاية إنسان عربي ، لا زال لديه شعور ..
هذا ما تبادر لذهني وأنا أقرأ رسالتك هذه التي تخاطب مجتمع فقد آخر ملامح الكرامه .
قبل أن تنح الأضاحي ، كانت كرامتنا تتأرجح بشخص ريئس دولة ، أبت أمريكا أن تحاكمة حسب ما ينص الدستور ، بل بما رأته مناسبا لنا كشعوب عربية ، حتى تُأدبنا ، فلا نخالفها ولا نعصي لها أمرا ، حملت لنا العصا ، وأشارت من بعد .. انتبهوا ......

نهيل ..
تقبلي مروري ..
لك الحب فالله وكل المودة .

خليل حلاوجي
03-01-2007, 08:41 AM
أختاه

الراحلون رحلوا الى ارحم الراحمين
ونحن من نجاور الد اعداء الصادقين

اذن

معركتنا على الارض

لنترك السماء ومن صعد اليها

ونعمر الارض ومن عليها

الروح الانسانية قد تصحرت وفي رسالتنا المحمدية يكون الشفاء

فأين المتدبرون لمنهاجه المهيمن صلى الله تعالى عليه وسلم

أين ؟

بابيه أمال
03-01-2007, 04:24 PM
ليتنا نتصالح مع أنفسنا العيد جميل نحن نفسده
نعم أيها الأخ الصباح الخالدي.. ليتنا نحاول أن نكون مسلمين بحق ولن يكون هناك مكان للألم بيننا.. بل سنعيش كل الأيام أعياد..
نسأل الله أن نعود لأصلنا الإسلام كي نستطيع تدارك ما بقي لنا على وجه الأرض من كرامة مسلوبة..
دامت لك الكلمة الطيبة أخي.. ودام لك الصلح مع النفس..

بابيه أمال
03-01-2007, 07:15 PM
الأخت نيهلة نور ..
يوم في حاية إنسان عربي ، لا زال لديه شعور ..
هذا ما تبادر لذهني وأنا أقرأ رسالتك هذه التي تخاطب مجتمع فقد آخر ملامح الكرامه .
قبل أن تنح الأضاحي ، كانت كرامتنا تتأرجح بشخص ريئس دولة ، أبت أمريكا أن تحاكمة حسب ما ينص الدستور ، بل بما رأته مناسبا لنا كشعوب عربية ، حتى تُأدبنا ، فلا نخالفها ولا نعصي لها أمرا ، حملت لنا العصا ، وأشارت من بعد .. انتبهوا ......
نهيل ..
تقبلي مروري ..
لك الحب فالله وكل المودة .
أختي في الله وفاء..
تأرجحت كرامتنا من يوم ما ابتغينا في غير ذي الإسلام عزة.. ولم يرضنا حكم الله في أنفسنا وأموالنا فسلط علينا من يحكم فيها بحكم الشيطان.. وهكذا صرنا نرى الاحتيال ذكاء، والانحلال حرية، والرذيلة فنا، والاستغلال معونة.. فأصبحنا نتجرع الذل كؤوسا كل يوم بل كل ساعة.. وما زاد الطين بلة هو أن نرى بأم أعيينا رئيسا مسلما يساق بأيد الغدر إلى الشنق في يوم عيد.. وكل هذا حتى تمرر أمريكا تهنئتها لكل العالم العربي شعبا وحكومة والهدية رأس رئيس دولة أبت أيدي الغدر أن تحاكمه محاكمة الإسلام.. وتلقى العالم العربية تهنئة أمريكا بأفواه خرساء وقلوب لا يعلم دواخلها إلا من خلقها سبحانه وتعالى.. وشهد العالم أجمع بما فيه أمريكا نفسها نهاية رئيس دولة أبى إلا أن ينطق الشهادتين ويتقدم نحو حبل الشنق بخطوات ثابتة تقول: "بين الجبن والشجاعة ثبات القلب ساعة.."
ولله الحكم العادل من قبل ومن بعد.. فليس أعجب من يقظة أهل الباطل اليوم واجتماعهم عليه، وغفلة أهل الحق وتشتت أهوائهم فيه..
بورك مرورك الكريم يا وفاء وبوركت منك الروح التي ألفتها أختا لم تلدها أمي..

بابيه أمال
03-01-2007, 09:01 PM
أختاه
الراحلون رحلوا الى ارحم الراحمين
ونحن من نجاور الد اعداء الصادقين
اذن
معركتنا على الارض
لنترك السماء ومن صعد اليها
ونعمر الارض ومن عليها
الروح الانسانية قد تصحرت وفي رسالتنا المحمدية يكون الشفاء
فأين المتدبرون لمنهاجه المهيمن صلى الله تعالى عليه وسلم
أين ؟
أخي خليل الحلاوجي
كلنا إلى زوال نعم من هاته الدنيا التي ما خلقنا لنخلد فيها البقاء.. منا من انتهى أجله وانقطع رزقه إلا من ثلاث.. ومنا من ينتظر ورزقه ما انقطع.. ولله الحكم العادل والقويم لكل من رحل أو ما زال ينتظر..
وفي بحار الظلمات حيث أغلب الأنفس منا اليوم تتأرجح بعضها فوق بعض، وأمام حشود الشر حيث نتلقى الضربات الأليمة منها بعضها إثر بعض، وفي دروب الشك حيث نتيه بعضنا اليوم عن بعض، نسأل الله أن يمن علينا باللجوء إلى إيماننا ليملأ قلوبنا بردا وأمنا، وأن نفيء إلى ربنا عسى أن يسبغ علينا سلاما منه ورضوانا، وأن نعود إلى كتاب هدايتنا ليملأ عقولنا حكمة وعلما، وأن نلتف حول سنة نبينا صلى الله عليه وسلم لتزيدنا بصيرة وثباتا.. وفي جمع واحد نناجي الله بقلوب وجباه خاشعة: "ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبِّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين" يومها ستدفعنا يد الله إلى طريق معركة الحق بقلوب ثابتة ونوايا خالصة لوجه الخالق سبحانه وتعالى وسنهزم الباطل بإذن الله بيد واحدة..
وفقك الله لما يحب ويرضاه.. وأمدك بأقلام صدق تنير بها ظلمة الباطل من حولك وحواليك..

فاطمة أولاد حمو يشو
05-01-2007, 12:55 AM
فما دام يوجد من يأبه لما يجري لنا فهذا مؤشر خير..وما دام يوجد من يخرج من منزله ليستطلع إن وجد في عالمنا المظلم هذا بصيص نور، فالعالم لا يزال فيه امل ..
لا ادري ماذا كنت أود أن أكتب لك ..لكني ألخص ذلك في التصريح لك بأننا نحيا نفس المأساة..وماذا يعني هذا؟ إن ما يعنيه هو أنني مثلك لا أفرط في السعي لتحرير نفسي من قهر الطغيان..وكل ما نملك فعله هو التعبير عن المأساة..في انتظار ظهور من سيعرف كيف يوحدنا ويجمع شملنا..ويقودنا إلى طريق الخلاص ..
لقد شاهدت الرجل الكريم " صدام " يشنق ..لكنه كان يسخر من جلاديه..كان يعرف ان موته أفضل من حياته..لأنه في مماته سيحيا كرمز من رموز التاريخ وسادته الكرام ..لقد قتل من قبله كثيرون وكانوا كراما واحرارا..إن موت البطل يزيد في عمره..ويكفي أن نقول ان " صدام" واجه دول العالم جميعا ..بما فيهم الخونة من بني أمته..هؤلاء الذين فتحوا قواعدهم العسكرية للطغاة من أجل القضاء على من كان يدافع عنهم بالنيابة..
إن الطغاة إذا دخلوا دولة جعلوا أعزة أهلها اذلة.. وكذلك فعل الطاغية" جورج بوش"..تصوري أن يكون هذا الطاغية "جورج بوش "هو من وضعت المشنقة حول عنقه؟ تخيلي منظره؟ ماهو تعليقك على ذلك؟ أما تعليقي فإنني اتخيل نصف رجل تصطك أسنانه من الخوف..وينهار كما تفعل هاتيك النسوة المصابات بنوع من الاضطراب النفسي..
حاولي أن ترسمي بخيالك صورة تضعي فيها حبل المشنقة حول عنق السفاح "جورج بوش"..واكتبي الكلمات التي سيرددها هذا السفاح ..إنه سينادي أمه لتنقده من عنف لعب الأطفال..فقد تعود هذا الطفل الاستنجاد بأمه كلما استعصى عليه تحقيق شيء ما..ألم يفعل ذلك عندما أراد ان يهاجم العراق؟
لقد أرسل إلى دول العالم ليهجموا معه على دولة صغيرة لا تملك إلا إرادة التحدي ..وقد برهن قائدها على التحدي حتى النهاية .

بابيه أمال
06-01-2007, 04:36 PM
فما دام يوجد من يأبه لما يجري لنا فهذا مؤشر خير..وما دام يوجد من يخرج من منزله ليستطلع إن وجد في عالمنا المظلم هذا بصيص نور، فالعالم لا يزال فيه امل ..
لا ادري ماذا كنت أود أن أكتب لك ..لكني ألخص ذلك في التصريح لك بأننا نحيا نفس المأساة..وماذا يعني هذا؟ إن ما يعنيه هو أنني مثلك لا أفرط في السعي لتحرير نفسي من قهر الطغيان..وكل ما نملك فعله هو التعبير عن المأساة..في انتظار ظهور من سيعرف كيف يوحدنا ويجمع شملنا..ويقودنا إلى طريق الخلاص ..
لقد شاهدت الرجل الكريم " صدام " يشنق ..لكنه كان يسخر من جلاديه..كان يعرف ان موته أفضل من حياته..لأنه في مماته سيحيا كرمز من رموز التاريخ وسادته الكرام ..لقد قتل من قبله كثيرون وكانوا كراما واحرارا..إن موت البطل يزيد في عمره..ويكفي أن نقول ان " صدام" واجه دول العالم جميعا ..بما فيهم الخونة من بني أمته..هؤلاء الذين فتحوا قواعدهم العسكرية للطغاة من أجل القضاء على من كان يدافع عنهم بالنيابة..
إن الطغاة إذا دخلوا دولة جعلوا أعزة أهلها اذلة.. وكذلك فعل الطاغية" جورج بوش"..تصوري أن يكون هذا الطاغية "جورج بوش "هو من وضعت المشنقة حول عنقه؟ تخيلي منظره؟ ماهو تعليقك على ذلك؟ أما تعليقي فإنني اتخيل نصف رجل تصطك أسنانه من الخوف..وينهار كما تفعل هاتيك النسوة المصابات بنوع من الاضطراب النفسي..
حاولي أن ترسمي بخيالك صورة تضعي فيها حبل المشنقة حول عنق السفاح "جورج بوش"..واكتبي الكلمات التي سيرددها هذا السفاح ..إنه سينادي أمه لتنقده من عنف لعب الأطفال..فقد تعود هذا الطفل الاستنجاد بأمه كلما استعصى عليه تحقيق شيء ما..ألم يفعل ذلك عندما أراد ان يهاجم العراق؟
لقد أرسل إلى دول العالم ليهجموا معه على دولة صغيرة لا تملك إلا إرادة التحدي ..وقد برهن قائدها على التحدي حتى النهاية .


أختي فاطمة..
نعم هذا ما استطعنا فعله الآن.. التعبير عن مأساتنا بالقلم.. وما أكثر فتوحات القلم والحبر الحر الأصيل.. الذي لا يستسلم لهوى نفس ولا لهوى شيطان.. لكن بشرط أن لا ننتظر من سيعرف كيف يوحدنا ويجمع شملنا..ويقودنا إلى طريق الخلاص والآمان ..بل نربي بأيدي الطهر هذا الإنسان.. قد يكون في صفة ابن.. أخ.. ابن أخ.. ابن عم.. صديق.. ابن صديق.. جار.. ابن جار.. أو حتى ابن فلان.. يكفي أن يكون من صلب أمة الإسلام..
أما من جهة ما شاهدناه ذلك السبت الحزين.. وما أحسسناه من ذل أمة لم تعد تملك حتى الشعور بنعمة فرحة العيد الصافية.. فيكفي أن نقول كما قال من سبقونا : "إذا أراد الله أن يسلب من عبدٍ نعمة أغفله عن صيانتها، وإذا أراد أن يمنحه نعمة هيأه لحسن استقبالها، وإذا أراد أن يمتحنه في نعمة أيقظ عقله وهواه، فإن غلب هواه عقله لم يكن بها جديرًا.."
وهكذا يمكننا أن نفهم أن حالنا اليوم بصفة عامة تعني أنا لسنا جديرين بنعمة الإسلام.. فقد ضيعناها في متاهات هوى أنفسنا.. فمنا الآن العابثين في الحرمات.. ومن اللاهين في الطرقات.. ومن اللاهثين على الكراسي وأموال الناس.. ومن فلاسفة يحلمون بدولة في الهواء، ومنا قصصيين يبنون دولة فوق الماء، ومنا طغاة بنوا دولة فوق مستودع بارود، ومنا دعاة أعانوا الباطل بسكوتهم عليه أكثر مما أعانوا الحق في الحياة.. ومنا جماعات جمعت الناس إلى التوحيد وتركتهم على ما هم عليه من جهل وباطل.. ولم تفكر في الدعوة إلى الإسلام أولا ليلتف الناس حولها ثانيا.. ومنا إخوة في الدين لغتهم لا تشبه لغة القرآن وقلوبهم لا يعلم دسائسها سوى الرحمان.. وهناك هناك قلة مؤمنة تحاول أن تبني دولة مسلمة أصلها ثابت وفرعها في السماء..
وهكذا اعتادت الأنفس مشاهدة إخوة في الفساد يعمهون.. ومشاهدة شباب في الرذيلة يمرحون.. ورؤية حكام بحكم القمع يحكمون.. وعلى كراسي الحكم لا يتزحزحون.. ومشاهدة إخوة تقاوم بالحجارة آلة بني صهيون.. ومشاهدة نساء أمام رجالهم يغتصبن.. ومشاهدة فتيات يختطف رحيق عمرهن على مرأى من العيون.. ومشاهدة رجال في السجون يذلون.. ومشاهدة أطفال في الشوارع يقتلون.. ومشاهدة مسلمين يزهقون أرواح إخوانهم ثم يكبرون.. وكي لا تعتاد أعيننا نفس المنظر.. رأينا الآن أحد حكامنا يشنق في يوم عيد والحجاج يطوفون.. ولله الأمر في الحكم على من رحلوا من هذه الدار وعلى من لا زالوا ينتظرون..
فحتى لو لم يكن لبوش ولبلير ولشارون ولكونداليزا رايس وجود.. سيبعث الله أنفسا أخرى شريرة لنذوق على أيديها أصناف العذاب والذل والهوان في الدنيا على مرأى من باقي الأمم.. عسى أن تستفيق قلوبنا التي تعلَّقت بالدنيا ولم تعد تجد لذة الأنس بكلام الله، والتي تعلقت بالجاه ولم تعد تجد لذة التواصل بين يدي الله، والتي تعلقت بالمال ولم تعد تجد لذة الإقراض لله، والتي تعلقت بالشهوات ولم تعد تجد لذة الفهم عن الله، والتي تعّلقت بالزوجة والولد ولم تعد تجد لذة الجهاد في سبيل الله، والتي كثرت منها الآمال ولم تعد تجد شوقًا إلى الجنة.. والتي اعتادت الركون في أماكنها ولم تعد تتكلف حتى الخطى نحو المساجد..
ولا زال قانون الحق عن أمة الإسلام اليوم غائبا.. وقد يخرج من بين الدخلاء في حشوده، والأغرار في قيادته، والنائمين في حراسته، والمفسدين في أسلحته..


بورك مرورك أختي الكريمة.. ودمت صاحبة قلم حر قد يجعل الله لك به مكانة صدق بين أهلك وعشيرتك.. وإخوتك في الدين والطين..

ثروت الخرباوي
07-01-2007, 12:56 AM
الأخت الفاضلة نهيلة نور

جذبني حديثك وقدرتك الفائقة على تجسيم وتجسيد مشاعرك وقت ذا الحدث

كما جذبني طرحك الرائع الذي لامس عصب الحقيقة

.. إنها كلمات حكيمة تلك الكلمات التى قالها ذلك الشيخ العجوز بعاميته البسيطة

إنها تلخص المشكلة والآفة وأسبابها ... لو صلح المسلمون لصلح الحاكم
وكما قال أخي خليل حلاوجي
(الروح الانسانية قد تصحرت وفي رسالتنا المحمدية يكون الشفاء
فأين المتدبرون لمنهاجه المهيمن صلى الله تعالى عليه وسلم
أين ؟ )
... هواننا يا أختاه هو بقدر إبتعادنا عن منهاجنا القويم ...

تقبلي تحياتي وتقديري

بابيه أمال
08-01-2007, 11:54 PM
الأخت الفاضلة نهيلة نور
جذبني حديثك وقدرتك الفائقة على تجسيم وتجسيد مشاعرك وقت ذا الحدث
كما جذبني طرحك الرائع الذي لامس عصب الحقيقة
.. إنها كلمات حكيمة تلك الكلمات التى قالها ذلك الشيخ العجوز بعاميته البسيطة
إنها تلخص المشكلة والآفة وأسبابها ... لو صلح المسلمون لصلح الحاكم
وكما قال أخي خليل حلاوجي
(الروح الانسانية قد تصحرت وفي رسالتنا المحمدية يكون الشفاء
فأين المتدبرون لمنهاجه المهيمن صلى الله تعالى عليه وسلم
أين ؟ )
... هواننا يا أختاه هو بقدر إبتعادنا عن منهاجنا القويم ...
تقبلي تحياتي وتقديري

أخي ثروت الخرباوي
بارك الله بعقلك النبيل وزنا وفهما.. فقد اختزلت ما عليه حال أمة محمد صلى الله عليه وسلم اليوم في جملة واحدة:"هواننا يا أختاه هو بقدر ابتعادنا عن منهاجنا القويم..."
ليت جميع الإعلاميين يسخرون يوما واحدا من قنواتهم المفخخة بزينة الحياة الدنيا ويعرضون هاته الجملة المفيدة قلبا وقالبا ولو كلائحة إعلانية تحت الشاشة :009: على الله ثم عسى أن تدخل قلوب من استعصى عليهم فهم الأسباب فغيروا وجه الحقيقة..
وهناك من فهم الأدوار جيدا وكتب يقول:
تمشى الباطل يومًا مع الحق..
فقال الباطل: أنا أعلا منك رأسًا.
قال الحق: أنا أثبت منك قدمًا.
قال الباطل: أنا أقوى منك.
قال الحق: أنا أبقى منك.
قال الباطل: أنا معي الأقوياء والمترفين.
قال الحق: وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون..
قال الباطل: أستطيع أن أقتلك الآن.
قال الحق: ولكن أولادي سيقتلونك ولو بعد حين.


بورك مرورك الكريم أخي.. وثبت الله لسانك على الصدق كما ثبت عقلك على الفهم وقلمك على البيان..