تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ظـن آخـر



محمد سامي البوهي
03-01-2007, 05:33 PM
ظـــن آخـــر
ارتبك لوجوده الخفي ، كادت أصابعه تسقط من راحتيه ، مخارج حروفه تختنق ، لسانه يترجرج و تجاويف الفم, حبات العرق تعلن عن نفسها على جبهته ، تتهافت على عينيه ، يجففها بأردان قميصه المنسدلة على أطراف يديه ، الكلمات المدببة لاتخطىء طريقها نحوه، تظاهر بإمتصاصها داخله ، لكن كل كلمة تشق جرحاً لها بجسده النحيل ، استقرت الكلمات ، كلمة بقلبة ، كلمة برأسه ، كلمة بين عينيه ، كلما أراد الدفاع عن نفسه المهتزة ، ُوضعت أمامه مرآة صافية ، رأى فيها وجوه الناس من حوله ، إلا وجهه لا يراه، يزداد قلقه ، توتره ، انهياره ،الدوار يلتف به ، ألقى به ليتقابل مع الأرض ، الرعشات تنزعه عن نفسه ، تعيده بقوة ، كصواعق الكهرباء ، يرتجف ، يتمتم بكلمات ضائعة ،تقدم نحوه بخطواته الورقية ، انحنى على كوم الخوف المرتعد من أمامه ، لملم بقاياه المتناثرة بهشيم الوهم ، لم ينبس كعادته بكلمة واحدة ، ترك الكومة خلفه ، رحل عن الجدار مع حلول الظلام .


محمد سامي البوهي

سحر الليالي
03-01-2007, 08:37 PM
رائع رائع رائع أخي محمد

بحق اسجل إعجابي الشديد بقصتك هذه

دمت مبدعا

تقبل خالص إعجابي وتقديري وألف باقة ورد

وفاء شوكت خضر
05-01-2007, 03:29 PM
الأديب القاص / محمد سامي البوهي ...

ظن آخر ..

طن أخر حملني وأنا أقرأ هذه القصة ، فبت بين أمرين حارئرة لا أدري أيهما أصدق تأويلا عن الآخر ..

القراءة الأولى صورت لي إنسان مهزوز ، إنسان يرتعد من كل ما حوله ومن حوله ، كل كلمة يظنها مصوبة إليه ، تؤلمه تؤرقه ، يختنق بظنونه وشكوكه ، وكل خيال وهم يراه عدوا ، فيتكور على نفسه ليقي نفسه شر هذا الخوف الذي يعرفه أنه وهما ، حالة فوبيا تنتابه ، ولا يستريح منها إلا إذا لجأ لوحدته ،
النهاية :ـ
يرتجف ، يتمتم بكلمات ضائعة ،تقدم نحوه بخطواته الورقية ، انحنى على كوم الخوف المرتعد من أمامه ، لملم بقاياه المتناثرة بهشيم الوهم ، لم ينبس كعادته بكلمة واحدة ، ترك الكومة خلفه ، رحل عن الجدار مع حلول الظلام .
بعد عدة قرآت ،،

راودني ظن آخر ..
رؤية أخرى لهذا الص ، الذي لم يخلوا من الخوف المسيطر على الشخصية ذاتها في القصة ولكن .. لبس البطل ثوبا آخر في مخيلتي ..
كاتب .. يجلس إلى أكوام الورق ،، يرسم الشخصية المرتعدة المهزوزة ،، ترهقة حتى باتت تلتصق به ..
ينتزع نفسه عن الجدار ..
كأن الظلام داهم الظل فقتله ، لينسحب بعد أن أتم قصة كتبتها عن نفسه ، تاركا خوفه ووهمه وظله فيها ، ترك كومة الورق .. ينظر إلى ذاته متوجسا منها .
أجدت تصوير الحالة النفسية بدقة ..

تحيتي ..

الشربينى خطاب
05-01-2007, 03:48 PM
الأستاذ الفاضل / محمد سامي البوهي
:os: :sb: :os:
نص جميل جسدت فيه الرجل الخائف من خياله ليس من الخارج فقط ولكنك دخلت في اعماق الشخصية وصورت حالته النفسية وانفعالاته الداخلية وعندما انطفاء النور يختفي الخيال {رحل عن الجدار مع حلول الظلام .}

خليل حلاوجي
06-01-2007, 03:04 PM
نص يستفز القارى ويخيفه ... طالبا ً منه وضع بصمته ...

الظن ... سلاح فتك بوعينا

والقصة فككت المسألة ... بنجاح باهر


\

كلمة بقلبة ...كلمة بقلبه


بالغ تقديري

محمد سامي البوهي
06-01-2007, 03:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله

الأخت الكريمة / سحر الليالي

الرائع هو وجودك هنا ’ أسمى التقدير لروحك النبيلة .

محمد سامي البوهي
06-01-2007, 03:20 PM
الأخت الكريمة / دخون
أعلم جيداً أنك لا تردين على مثل هذه النصوص الا بعد تفكير عميق ، فالرمز لم يعد هو السمة السائدة في هذا العصر , فقد انغلقت حقبة الستينات والسبعينيات على الرموز للظروف الراهنة أن ذاك , ولكن ما نكتبه من رموز الأن هو عبارة عن نوع من التجديد , فالنص الرمزي معك ان ليس به متعة كالنص السردي الواقعي , لكنه مادة خام ثابتة , قابلة للتشكيل , وكل قارىء يصوغها كيفما شاء , لكن للنصوص الرمزية شروط , فلا نكتب النص الرمزي كي يفهمه الكاتب وحده , أو أنه مجرد زخارف لفظية متراصة فقط , بل لابد وأن يحتوي النص الرمزي على عدة نقاط أساسية أهمها , إحوائه على التنوير والتلميح , وقبوليته للإسقاط .
دمت مبدعة .

محمد سامي البوهي
06-01-2007, 08:28 PM
الأديب القاص / الشربيني خطاب

لك نظرة متميزة بالنصوص , تقرؤها على وجهها ، فلك مني اسمى تحية .

محمد سامي البوهي
06-01-2007, 08:30 PM
القتص المبدع / خليل حلاوجي

الظن الأخر كامن بأنفسنا ، فما عدنا نرى غيره على جدر بيوتنا وشوارعنا ، نرتعد منه ، على الرغم من أنه من صنعنا نحن ، ونعطيه أحجاماً وأشكالا كثيرة ، وهو في حقيقته لا شىء ، خطوات ورقية ، تحترق بصاروخ ينطلق ببركة الله .

حنان الاغا
07-01-2007, 05:58 PM
مثقف هذا العصر ، بل إنسان هذا العصر الذي سِمَتُه الخوف
هذا الإنسان يجتر خوفه بأشكال متعددة
حين يجلس وحين يقف أو يسير
يراه مجسدا أمامه وهو يكتب
فهو ملازم له كظله
لن يزول إلا بزوال الرؤية
تحياتي محمد سامي البوهي
الخوف هو شخصيتك الرئيسة هنا
جميل

مأمون المغازي
08-01-2007, 03:34 AM
الأستاذ / محمد سامي البوهي

قرأت لأعود للقراءة وأنا مستمتع برسم هذه اللوحة الرائعة لحزمة من الحالات وعلى رأسها المواجهة والخوف من العقاب ، ليس لأن المعاقب يستحق أن يعاقب ، ولكن لأنه يخالف دستور من يعاقبوه مع نفي إمكانية تحديد ملامح الصواب والخطأ ،وتأتي الأفكار لتخرج من محيط الفكر الداخلي إلى المحيط الخارجي ظلالًا لتقف أمام صاحبها لتنظر هي غليه ، إلى كومة الخوف والهموم بداخله ليبدا في مدارسة حاله بينه وبين نفسه ، بين الممكن والإمكانية .

رمزية جميل هذه التي كثفت فيها الحدث المجمل الحاوي للتداخلات الفكرية والنفسية ليأتي التنوير بصيصًا يستحث القارئ على إعمال الفكر ويستحث النفس لأن تتعايش مع حزمة المدلولات التي قذفت بها إلى العقل .

في الحقيقة القصة استغرقتني متأملاً ومفصلاً رموزها بعيدًا عن مادية الحدث وسطحية الموقف ، فأن أرى ظلي فهذا أمر يلفت انتباهي ، لكن أن أرى أفكاري تخرج لتتفحصني ، فهذا أروع ما يمكن أن يحدث للإنسان في لحظة إدراك لكينونته .

كانت هذه قراءتي

أديبنا الجميل / محمد البوهي

دمت بالخير كله

مأمون المغازي

محمد سامي البوهي
12-01-2007, 03:26 PM
الأستاذ / محمد سامي البوهي
قرأت لأعود للقراءة وأنا مستمتع برسم هذه اللوحة الرائعة لحزمة من الحالات وعلى رأسها المواجهة والخوف من العقاب ، ليس لأن المعاقب يستحق أن يعاقب ، ولكن لأنه يخالف دستور من يعاقبوه مع نفي إمكانية تحديد ملامح الصواب والخطأ ،وتأتي الأفكار لتخرج من محيط الفكر الداخلي إلى المحيط الخارجي ظلالًا لتقف أمام صاحبها لتنظر هي غليه ، إلى كومة الخوف والهموم بداخله ليبدا في مدارسة حاله بينه وبين نفسه ، بين الممكن والإمكانية .
رمزية جميل هذه التي كثفت فيها الحدث المجمل الحاوي للتداخلات الفكرية والنفسية ليأتي التنوير بصيصًا يستحث القارئ على إعمال الفكر ويستحث النفس لأن تتعايش مع حزمة المدلولات التي قذفت بها إلى العقل .
في الحقيقة القصة استغرقتني متأملاً ومفصلاً رموزها بعيدًا عن مادية الحدث وسطحية الموقف ، فأن أرى ظلي فهذا أمر يلفت انتباهي ، لكن أن أرى أفكاري تخرج لتتفحصني ، فهذا أروع ما يمكن أن يحدث للإنسان في لحظة إدراك لكينونته .
كانت هذه قراءتي
أديبنا الجميل / محمد البوهي
دمت بالخير كله
مأمون المغازي

القاص الناقد البارع / المغازي

غزواتك على نصوصي مثلها مثل الفتوح ، تضىء النص أمامي كأني أقرأه لأول مرة ، تخرج وتترك لنا عقيدتك وفكرك ، كي نتمسك بها ، بكل هدوء وسماحة ، ما قرأته هنا يرسم لنا حلماً جميلا كم ابتغيناه هنا بمنتدى القصة .

دمت مبدعا

محمد سامي البوهي
13-01-2007, 03:40 PM
الأستاذة الأديبة / حنان الأغا

أدام الله مرورك الكريم الرشيد ، أشعر أن كلماتي تزداد تألقاً بوجودك .