تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بكائيات القتيلة القادمة ْ......



ايمن اللبدي
16-07-2003, 12:11 PM
بكائيات القتيلة القادمة ْ......

*****
أشدو على رأس ِ القتيلة ِ سنبلة ْ
أشدو على رأس ِ القتيلة ِ جلجلة ْ
أشدو على رأس ِ القتيلة ِ نوحَ ورقاءَ
غريبة َ دارها قد هدَّها سفرُ البيوت ِ ووحشة ُ الأرض ِاليباب ِ
وهالَها صلبُ القمرْْ
فاستجمعتْ بينَ الشظايا سورة ً من وجهها المطعون ِ
غدراً واختلتْ
بينَ النحيب ِ تراقصُ الوجعَ المروِّضَ
علّها أن لا تضلَّ
وعلَّ من قد فارقَ الدفلى يعودُ
فتستعيدُ صليبَ وحدتها الممزقَ
حاملاً " لا تيأسنَّ "
وقاطعاً وحشَ الذهول ِ
وموكبَ الصبرِ المهول ِ
وساحة َ الكربِ المعربد ِواختلاجات ِالخطرْ
أشدو على رأس ِ القتيلةِ ما استعادتْ من قدرْ
أشدو على رأس ِ القتيلة ِ
موعدَ الحلم ِالعنيدِ وقد تجهّزَ من جديد ٍ نحو آلام ِ السفر ْ........

***
أشدو على رأس ِ القتيلة ِ ما ترنّحَ من قصيدة ْ
وما تأوَّهَ من جراح ٍ في مسارات ِ الوحيدة ِ
ما تقاطعَ واستمرَّ لها مكيدة ْ
لم يمهلوها ساعة ًحتى تحضّرَ ما توفرَّ من بكاء ٍ مُختطَف ْ
حتى ترتَّبَ لحمها
حزماً من الأولادِ والغيم ِ المحجَّلِ بالصَّدفْ
لا ساعة ً حتى تودِّعَ من تحبَّرَ باسمِها
لا ساعة ًحتى تجهِّزَ في الوصايا وشمها
لا ساعةً حتى تواعدَ من تجرأ في اللحاق ِ بظلِّها
لا ساعةً حتى تكلِّلَ نصفَها
حتى تكبِّلَ دمعَها بيدِ الخناجر ِعندما القهرُ عصف ْ.........

***
أشدو على رأس ِ القتيلة ِ حسرتين ِ منَ النحيبْ
أشدو على رأس ِ القتيلة ِ كلَّ موروث ِ الوجيب ِ
وكلَّ ما ادخرت أمية ُ من مراث ٍ
وافتدتْ بيد ِ المحن ْ
فمضت تسلِّمهُ القوافلُ بعدها شرقاً
وغرباً دونَ أن تدري بأنَّ
اليومَ تبكي كلُّ أنواع ِ القوافي في الخروج ِ قتيلة ً
لم يمهلوها في يدِ الجزارِ شبراً
كي تجهِّزَ نعشَها
حتى تبلِّلَ عشَّها
وتطيِّبَ الجسرَ العتيقَ وسدَّةً بينَ الممر ِ
وحارة ً قد باغتت بينَ النصال ِ
فمَ الوصول ِ إلى شواهدِ قبرها قسراً
على بابِ الخروج ِ الشاهدُ الثاني وحيدا ً
في دماءٍ سوفَ تنحَرُ دونَ مذبح َ أو وطن ْ
دونَ قربان ٍ وجبريل ٍ يسوّرُ دونها
أرضاً ويمطرها فداءً
تستعيدُ بهِ القيامة َ فوقَ أهداب ِ الزمن ْ.........

***
كم رصّعوها بالمدائح ِ تارةً وبكلِّ معسول ِ
الخطاب ِ وأعلنوا في كلِّ عصر ٍ عشقها
المكذوبَ طوراً آخراً ومضوا
يصيغونَ الغزلْ ؟
كم حمَّلوها ألفَ نيشان ٍ وألفَ محفّة ٍ
وتراقصوا مثلَ الفراش ِ على مساحة ِ
صدرها العاري أمامَ النار ِ
واصطفوا يبيعونَ القبل ْ
كم رتَّلوا قسماً تبخَّرَ بينَ أنياب ِ الجريمة ِ
كلُّ ما في عهده ِ غدراً وصاحوا بعدها
سبقَ الحسام ُ وليسَ في يدنا الحجابُ
وقد تعبنا ما العملْ ؟

***
من حمَّلَ الجمّالُ بابَ حديقة ِ الأمس ِالذبيح ِ
سوى خطابات ِ التواعد ِ والوعود ِ
وكمشة ٍ من زعفران ٍ قد توهَّم َ في وفاء ٍ
لم يدم وأصابهُ اليومَ الصمم ْ !
من خبَّأ الدّلالُ بينَ ذراعه ِ ودم ِ القتيلة ِ
غيرَ مسحات ِ القناع ِ ورحلة من غابة ِ الوحش ِ
المخادع ِ واشتقاقاً من وجوهِ الماكرينَ
ولوثةً تفضي إلى عبث ِ الخطيئة ِ والعدمْ !
من سلمَّ السترَ المكينَ وخانَ فيها
ما تشكَّلَ من خضاب ٍ طاهر ٍ
واختالَ في ثوب ِ االبغاء ِ ومارسَ العهرَ
جلياً لم يساورهُ الندم ؟
من أعلنَ اليومَ طلاقاً بينَ ذاكرة ِ المواسم ِ
والحروفِ المرمرية ِ واستباحَ بها
السياحةَ في مواخير ِ العجم ؟

***
طروادةُ الكبرى تعودُ بكلِّ سيف ٍ أهدرَ
الآنَ على أبوابنا حلم َ القتيلة ِ في العفاف ِ
وطاردَ العشقَ الذبيحَ
وأوصدَ الجسرَ العتيقَ
ومارسَ السحرَ الوضيعَ لكي يمرِّرَ ما احتبس ْ
أبكي على صدر القتيلة ِ عامَها الماضي
وعامَ قتيلة ٍ أخرى ستأتي كلَّما حنَّ الغريب ُ
وقامَ في السور ِ غيوم ٌ لم تعانق ْ
عشبة الله ِ وتاقت للكلام ِ ولحنَ سندسها
وشقّت بالمعاول ِ والفداء ِ دمَ الخرسْ......

***

فلتشهدي أنَّ الولاءَ لمن سيأخذ ُ ثأرها
ولتنقشوا بالياسمينَ على شواهد ِ قبرها
هذا بذارٌ سوفَ يولدُ من جديد ٍ
لن يساوم َ لحمها...


أيمن اللبدي
8/7/2003

ياسمين
19-07-2003, 03:29 AM
اشدو ا ايها الطير الحزين
فما شدوك الا لحن البكاء
أشدوا ايها الطير الحزين
واعزف الحانك على اوتار سنبلة وجلجلة ونوح ورقاء

,
,
كم من الحزن اخترق القلب ولم يدعه الا بالدموع

تحياتى لهذه الزفرة الحزينة

لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين

ايمن اللبدي
19-07-2003, 08:59 AM
ياسمين تبقين ياسمين :0014:

نسرين
19-07-2003, 09:04 AM
دائما مبدع في كل تعابيرك
ما أروعك يا شاعرنا ايمن اللبدي
اسجل اعجابي هنا

سلمت ودمت بالف خير

نسرينه:0014:

ايمن اللبدي
19-07-2003, 10:08 AM
لك تحية ...لك سلام.... لك مودة... لك وردة :0014:

الأندلسي
19-07-2003, 11:08 PM
استاذي الجميل

"غريبة َ دارها قد هدَّها سفرُ البيوت ِ ووحشة ُ الأرض ِاليباب ِ
وهالَها صلبُ القمرْْ
فاستجمعتْ بينَ الشظايا سورة ً من وجهها المطعون ِ
غدراً واختلتْ
بينَ النحيب ِ تراقصُ الوجعَ المروِّضَ
علّها أن لا تضلَّ
وعلَّ من قد فارقَ الدفلى يعودُ
فتستعيدُ صليبَ وحدتها الممزقَ
حاملاً " لا تيأسنَّ "
وقاطعاً وحشَ الذهول ِ
وموكبَ الصبرِ المهول ِ
وساحة َ الكربِ المعربد ِواختلاجات ِالخطرْ
أشدو على رأس ِ القتيلةِ ما استعادتْ من قدرْ
أشدو على رأس ِ القتيلة ِ
موعدَ الحلم ِالعنيدِ وقد تجهّزَ من جديد ٍ نحو آلام ِ السفر ْ........"

أرحل معك الى كل جراح امتنا برحلة فوق الحرف المتمكن و الجمال الراقي , اترنم بها و اتعجب من دقة صورها و تأثيرها العنيف على نفسي

استاذي الرائع .. ونبقى على درب حرفك نتعلم

تحياتي لحرفك الذي اشتقنا اليه كثيرا كثيرا
:0014:

ايمن اللبدي
20-07-2003, 08:56 AM
لك محبة قلبي أيها الأندلسي الجميل :0014:

د. سمير العمري
27-07-2003, 03:19 AM
أخي الحبيب أيمن:

قصيدة تشهد لصاحبها بالتمكن الذي نعلم وبطول النفس الذي رأيناها في كل فنون الأدب التي تكتبها.

قرأتها للنهاية وكانت تحتاج نفساً قوياً متواصلاً كي يصل إلى محطة وقوف. هذا لعمري تفرد لأيمن.

فهمت المعنى العام المراد من هذه اللوحة ولكني كدت أضيع بين ممرات كثيرة لا أراها إلا تشتت تفكيري .... ربما كان قصوراً في فهمي للأمر.

هناك أربعة مرات رأيتك فيها تخزل تفعيلة القصيدة "متفاعلن" إلى "مفتعلن" أو "مستعلن" بحذفك الرابع الساكن وأعلم ردك بإجازته ولكني لا زلت أدافع على رأيي بعدم إجازة الخزل في متفاعلن وإن أجازه بعض العروضيون كزحاف قبيح :005:

هنا:
حتى تكبِّلَ دمعَها بيدِ الخناجر ِعندما القهرُ عصف ْ.........

واختالَ في ثوب ِ االبغاء ِ ومارسَ العهرَ
جلياً لم يساورهُ الندم ؟

طروادةُ الكبرى تعودُ بكلِّ سيف ٍ أهدرَ
الآنَ على أبوابنا حلم َ القتيلة ِ في العفاف ِ

وقامَ في السور ِ غيوم ٌ لم تعانق



ويبقى شهادتي لك بالتميز يا أخي مجروحة.

تحياتي وتقديري
:0014:

ايمن اللبدي
27-07-2003, 08:43 AM
أخي الحبيب الأثير سمير
يا قرة عيني

ملاحظتك العروضية صحيحة طبعا وملاحظتك على نظري بجوازها صحيحة أيضا أما الأهم فملاحظتك على محبتي لك ومحبتك لي هي القاعدة أيها القلب الحبيب:v1:


ومرة أخرى لأحبتي جميعا لا تكتبوا أنتم إلا على أصل
التفعيلات وأجملها وعلى ما نوجهكم عليه هنا في الواحة دوما في نصوصكم وقصائدكم واتركوا لي ما أصنع أحيانا من تجارب في قصائدي أو اجتهادات ربما مثلا قد نختلف أنا وغيري من الأخوة الأحبة في أمرها فلا يكون قدوة لكم فيه إلا ما كان سليما خاليا من الجواز والتجريب والتنويع والاجتهادات :010:

أحبكم جميعا

:0014:

محمود فرحان حمادي
21-04-2010, 09:56 PM
ونحن نشهد أن هذه الخمائل مفعمة بالشاعرية الفذة الرصينة
ونتوق إلى مزيد منها فهل تلبي طلبنا أيها الشاعر المبدع أيمن
شكرا سلفًا
تحياتي

ربيحة الرفاعي
22-04-2010, 12:14 AM
عذبة، غدقة المعنى، وبديعة المبنى
و ...
برغم ذلك الزحاف الذي أشار اليه الدكتور العمري، فقد ظل جرسها بديعا سلسلا فلا انقطع ولا ثقل.

دمت متألقا