تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أبدا لن يكون في رحيلك موتي ..!



صابرين الصباغ
08-01-2007, 06:31 PM
أجلس إلى مكتبي ، يمر الليل ، النهار يصبغ شعره بالبياض .
مرت الليالي وشابت ، أنا على حالي لم أكتب حرفاً.
لم تزهر حروفي فوق روضة أوراقي ، خشيت أن تكون قد نضبت ينابيع بلاغتي ، أو تم جرف طمىّ كلماتي.
احترت ما السبب .؟ ماذا بك قلمي .؟ ينظر إلىّ ويهمس : مليكتي لا أكتب إلا ما تمليه علىّ ، نظرت لورقتي قالت : أميرتي لا يملؤني سوى هذا الذي يقبلني بشفاهه فلو لم يقبلني ما رأيت آثار نشوتي ، حنيني إليه وهو يداعب خصري برقصاته المجنونة ، توجهت لمحبرتي قالت : لا تنظري إلىّ ، فأنا اسقيه وقت الظمأ ، ولم يطلب رواء .
ضربت كفا بكف ، يا ترى أين الخلل .؟ أين موقع العطب ، نظرت إليهم وجدتهم صامتين ، يشيرون إلى هذا الإطار المصلوب فوق صدر مكتبي ، به صورة مشوهة ، مطموسة الملامح ، جمعتها لصقتها بصمغ حزني .
تذكرت يم هجرك الذي عكرته نفايات غرامنا ، وقتها ذاب جليد حبنا ، صار عشقنا مسخا .
خرجت زفرة حارة ألهبتهم ، صرخت :
لن يهزمني حزني ، سأعود وأملأ دروب الأوراق ، أزرع بكل أرصفتها فسيلات حرفي ، لن يوقفني بُعده ، لن يشنق عنق قلمي حبل هجره ، ولن تنحر ورقتي مقصلة فراقه .
سأجمع أشجار حزني أصنع منها محرقة ، ألقي فيها خصلات شعري التي نامت ثملة على كتفيه ، أثوابي التي رقصت أمامه كالجواري طائعة ، قنينات عطري التي سالت على عنقه ناعسة ، أصابع شفاهي كتبت بها على وجنتيه أجمل عبارات حبي ، أحلامي الفاشلة جمعتها من فوق وسائد خداعه ، ألبوم نظراتي الباكية التي تحمل أكفان لقطاتنا معا ، هدايا حبه الكافرة ، رسائل العشق الكاذبة ، أقاصيصي وقصائدي كل حرف فيها كان يشبهه ،البساط الذي عانق يوما خطوته ، المرايا التي هطلت عليها ملامحه ، ملعقته وسكينه اللتان مزق بهما ثمار مشاعري والتهمها ، كأسه وفنجانه بقايا قطرات حية تبكي طعمنا، كل الموائد والمقاعد والزهور والشراشف التي عاشت احتضار حلمنا..
نعم سأجمع رفاتهم ، أزرع بها ألوف اللافتات فوق جدران عمري أكتب عليها ..
أبدا لن يكون في رحيلك موتي ..

د. مصطفى عراقي
08-01-2007, 07:58 PM
أجلس إلى مكتبي ، يمر الليل ، النهار يصبغ شعره بالبياض .
مرت الليالي وشابت ، أنا على حالي لم أكتب حرفاً.
لم تزهر حروفي فوق روضة أوراقي ، خشيت أن تكون قد نضبت ينابيع بلاغتي ، أو تم جرف طمىّ كلماتي.
احترت ما السبب .؟ ماذا بك قلمي .؟ ينظر إلىّ ويهمس : مليكتي لا أكتب إلا ما تمليه علىّ ، نظرت لورقتي قالت : أميرتي لا يملؤني سوى هذا الذي يقبلني بشفاهه فلو لم يقبلني ما رأيت آثار نشوتي ، حنيني إليه وهو يداعب خصري برقصاته المجنونة ، توجهت لمحبرتي قالت : لا تنظري إلىّ ، فأنا اسقيه وقت الظمأ ، ولم يطلب رواء .
ضربت كفا بكف ، يا ترى أين الخلل .؟ أين موقع العطب ، نظرت إليهم وجدتهم صامتين ، يشيرون إلى هذا الإطار المصلوب فوق صدر مكتبي ، به صورة مشوهة ، مطموسة الملامح ، جمعتها لصقتها بصمغ حزني .
تذكرت يم هجرك الذي عكرته نفايات غرامنا ، وقتها ذاب جليد حبنا ، صار عشقنا مسخا .
خرجت زفرة حارة ألهبتهم ، صرخت :
لن يهزمني حزني ، سأعود وأملأ دروب الأوراق ، أزرع بكل أرصفتها فسيلات حرفي ، لن يوقفني بُعده ، لن يشنق عنق قلمي حبل هجره ، ولن تنحر ورقتي مقصلة فراقه .
سأجمع أشجار حزني أصنع منها محرقة ، ألقي فيها خصلات شعري التي نامت ثملة على كتفيه ، أثوابي التي رقصت أمامه كالجواري طائعة ، قنينات عطري التي سالت على عنقه ناعسة ، أصابع شفاهي كتبت بها على وجنتيه أجمل عبارات حبي ، أحلامي الفاشلة جمعتها من فوق وسائد خداعه ، ألبوم نظراتي الباكية التي تحمل أكفان لقطاتنا معا ، هدايا حبه الكافرة ، رسائل العشق الكاذبة ، أقاصيصي وقصائدي كل حرف فيها كان يشبهه ،البساط الذي عانق يوما خطوته ، المرايا التي هطلت عليها ملامحه ، ملعقته وسكينه اللتان مزق بهما ثمار مشاعري والتهمها ، كأسه وفنجانه بقايا قطرات حية تبكي طعمنا، كل الموائد والمقاعد والزهور والشراشف التي عاشت احتضار حلمنا..
نعم سأجمع رفاتهم ، أزرع بها ألوف اللافتات فوق جدران عمري أكتب عليها ..
أبدا لن يكون في رحيلك موتي ..
======
أديبتنا القديرة صابرين:
بارعةٌ أنت في إضفاء الحياة والحيوية على الأشياء والأزمنة والأمكنة بل وحتى المشاعر ، لنراها شخوصا نابضة أمامنا وأنت تحركينها وتتحركين معها . وتحاورينها وتحاورك ، وذلك عبر الوسيلة الفنية الأثيرة لديك وسيلة التصوير النابعة من ينابيع بلاغتك المتجددة المتفجرة.
فالنهار يصبغ شعره بالبياض . كما يبدو في عيني بطلتنا هنا بسبب شعورها بمعاناة
الليالي تشيب ، أنا على حالي لم أكتب حرفاً.
والقلم ينظر و يهمس ويداعب الأوراق
والأوراق تقول
و المحبرة تبوح
ثم هاهم يتحلقون جميعا حولك ليشيروا إلى السر
لنكتشف أن كل هذا كان تمهيدا فنيا بارعا لهذا الإطار المصلوب لصورة تجسد الهجر بملامحه المطموسة ، وتثير الحزن الذي أجادت تصويره تصويرا إيجابيا
"،سأجمع أشجار حزني أصنع منها محرقة "
وحتى ما مات من بقايا ستجعل له قيمة وتبث فيه حياةً
"نعم سأجمع رفاتهم ، أزرع بها ألوف اللافتات فوق جدران عمري أكتب عليها .."
وقد لحظت عناية الكاتبة بتوظيف المفردات الدالة على النماء مثل الأشجار والزرع في مواجهة الرحيل والموت،
وهاهي ذي تنتصر لعوامل الحياة ونحن نراقب النتيجة :
أبدا لن يكون في رحيلك موتي ..
فلماذا كل هذه المبالغة في النفي؟
هل تريد أن تؤكد له لصاحب الصورة المطموسة الملامح
أم تؤكد لنفسها هي قدرتها على البقاء والتجدد والحياة ؟!
أديبتنا الصادقة السامقة
ما أجمل الحياة بين ظلال حروفك الزاهرة
والسقي من ينابيعك الجميلة
ودمت بكل الخير والسعادة
مصطفى

مروة عبدالله
08-01-2007, 08:09 PM
أستاذتى الجميلة...... صابرين
عندما يهجرنا قلب من نحب
يموت في صدرنا ذاك الشعور
وتبقى الذكرى ببروازها المكسور
برحيله يقتل المشاعر ..!
ونبقى بين أنين وألم ..,
واّهات ودمووع تنزف لوعة الجرووح ..!
سيدتى .....
بدأت اجمع حروفاً للرد عليكى لكن للاسف
لم اجد ابداً سوى خربشه خطها قلمي
امام جمال لوحتك وسلب منها جمال الوانها
فاعذرى قلمي وانا على تخريب لوحتك الجميله
وعدم أعطائك حقك بالرد
لكى تحيه معطره بالورد والياسمين
مرمر

علي أسعد أسعد
09-01-2007, 12:22 AM
ربما يا أخت صابرين ..

أفضل الردود على مواضيعك هي الصمت ...

فوالله لا تفارقني الدهشة وأنا أقرأ



كبيرة أنت يا سيدتي

حسنية تدركيت
09-01-2007, 01:07 AM
رائعة صابرين الصباغ مزيدا من التالق ارجوه لك
دمت بود

وفاء شوكت خضر
09-01-2007, 01:53 AM
سأجمع أشجار حزني أصنع منها محرقة ، ألقي فيها خصلات شعري التي نامت ثملة على كتفيه ، أثوابي التي رقصت أمامه كالجواري طائعة ، قنينات عطري التي سالت على عنقه ناعسة ، أصابع شفاهي كتبت بها على وجنتيه أجمل عبارات حبي ، أحلامي الفاشلة جمعتها من فوق وسائد خداعه ، ألبوم نظراتي الباكية التي تحمل أكفان لقطاتنا معا ، هدايا حبه الكافرة ، رسائل العشق الكاذبة ، أقاصيصي وقصائدي كل حرف فيها كان يشبهه ،البساط الذي عانق يوما خطوته ، المرايا التي هطلت عليها ملامحه ، ملعقته وسكينه اللتان مزق بهما ثمار مشاعري والتهمها ، كأسه وفنجانه بقايا قطرات حية تبكي طعمنا، كل الموائد والمقاعد والزهور والشراشف التي عاشت احتضار حلمنا..
نعم سأجمع رفاتهم ، أزرع بها ألوف اللافتات فوق جدران عمري أكتب عليها ..
أبدا لن يكون في رحيلك موتي ..


وقفت أتأمل هذا التحدي لإمرأة جرح كبرياؤها ، فأبت على نفسها هذا الجرح .. وأبت أن تستسلم ، تقف بقوة تتحدى الجرح ، وتبدأ من جديد ..
نعم ...
أبدا لن يكون في رحيله موتك ..
ولن يكسر بك الكبرياء .

الأخت صابرين ..
مشاعر الأنثى التي أتقنت الكتابة عنها ..
ما هي إلا أنت .. بكل ما فيك من فيض مشاعر ، ومن حس مرهف .

مودتي ........

ليلك ناصر
09-01-2007, 03:22 AM
رائعة من روائعك أقرأها بتأمل و سعادة ...

أختي العزيزة صابرين ..

أعجبني نصك و أحببته جدا ..

و سررت جدا بمروري من هنا ...

فتقبلي فائق احترامي وتقديري ...

خليل حلاوجي
09-01-2007, 08:12 AM
في رحيله كان يشبه الاشجار التي تلطف كوننا ...

أخذ زفير البشر ليهبهم شهيقهم


رحل ... يبكي بلا حراك .. مآتم القلوب التي عزفت نزفا ً ... اسطورة انتمائه لارضه وهي أمرأة

د. حسان الشناوي
09-01-2007, 08:59 AM
الكاتبة المتألقة
أ. صابرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربما لايكون لي مزيد على ما دبجه أستاذنا الكبير د. مصطفى عراقى ، بوقفته النافذة ، ورؤيته المتبصرة .
فالأمر- كما قالت أختنا وفاء شوكت تحدٍّ .
ولكن تحد موجب ؛ لأنه يجعل من الإصرار على مواصلة المسيرة وسيلة إلى الإبداع المتألق الذي أحسبك أجدته هنا بلا افتعال.
واتساق الإبداع مع الفطرة المركوزة في نفس الأديب ، ومواءمته لطبيعة البشرية التي تتوق إلى مظاهر الطبيعة حولها ، وتتنقل بين مفردات الحياة اليومية موهبة لا يحتفظ بطزاجتها وعفويتها غير القليل ممن منحهم الله توقد المشاعر ، وصدق التناول ،
حتى لتكاد المفردات التي استخدمتها لتنطق بروح الإصرار الذي لا يخلو من وفاء لماض غير مأسوف عليه ؛ لأن من يعش ماضيه بصدق فلابد من أن يواجه مستقبله بشجاعة .
ومما يحسب لك أنك جعلت العنوان هو الختام ، ليس لشد القاريء كي يستمتع بما أبدعت فحسب ؛ بل أيضا – فيما يبدو لي – لإقناعة بروعة تصويرك وجدة تناولك ؛ كأنما تسوقين حكما لايقبل التقض ولا الإبرام .
ما أروعه من تحد هذا الذي جعل من الرحيل عونا على استئناف المسيرة .
فحق لك التقدير والإكبار.
وأستأذنك فيما يتعلق ببعض اللغويات من تساؤلات أحسب معظمها راجعا إلى ما لا نسلم منه من هنات هينات :
أو تم جرف طمىّ كلماتي.( أو تم جرف ُ طميِ كلماتي ) ؛ لأن طمي مضاف إليه مجرور.

مليكتي لا أكتب إلا ما تمليه علىّ ( ماتملينه عليّ ) الصواب أن يكون الفعل مرفوعا ؛ لأنه من ألأمثلة الخمسة ، وعلامة الرفع ثبوت النون .


فأنا اسقيه وقت الظمأ ، ولم يطلب رواء .
ربما تقصدين ( ولو لم يطلب رواء ) فحديث المحبرة حول أنها تسقي القلم رائع وشجي ، ولكن كيف يكون السقي للظمآن الذي لم يطلب رواء ؟
أهو دفق الحنان الذي تتسم به الأنثى وقد عكسته على المحبرة بروعة ، فجعلت منها بنع حنان يسقى بلا طلب ولا إلحاح أم أن قصدك ما طرحته في تساؤلي أولا؟
من الممكن أن يحتمل التعبير المصور المعنيين ؛ فمعذرة على تساؤل لفهم القصد ليس إلا .

أصابع شفاهي ( التي ) كتبت بها على وجنتيه أجمل عبارات حبي ، أحلامي الفاشلة ( التي ) جمعتها من فوق وسائد خداعه ،
يقتضي السياق اسم الموصول استكمالا للصور الرائعة هنا ، وهي صور تؤكد الإصرار وتنوع كيفية التعبير عنه .
نعم سأجمع رفاتهم ( رفاتها أو رفات هذه الأشياء كلها التي ماتت )
جعل الضمير لجمع الذكور هنا ربما يكون غير مناسب نحويا ولا معنويا ، وأولى أن يكون الضمير للمفردة الغتئبة بناء على أنه يعود على الأشيا التي صورتها قبلُ.
وهذا لا يقدح البتة في إبداعك وروعتك في التصوير الآسر ، والتناول المعجب .
ولك مجددا تحيتي وتقديري .

د. محمد حسن السمان
09-01-2007, 12:25 PM
سلام الـلـه عليكم

هكذا قرأت خاطرة "أبدا لن يكون في رحيلك موتي ..! "
للأديبة الكبيرة صابرين الصباغ

"أبدا لن يكون في رحيلك موتي ..! " خاطرة من نوع خاص , فقد وظفت فيها المفردات ,
وفق رؤية متفردة , لتبدأ برسم ملامح مشهد وجداني , باستخدام عبارت تمثّل صورا حيّة ,
تعكس حالة شعورية , هي أشبه ماتكون بجوقة موسيقية في موكب حزن , وعلى الرغم
من عمق الالم , فقد كانت صورا غنية اللون والبصمة :
"أجلس إلى مكتبي ، يمر الليل ، النهار يصبغ شعره بالبياض .
مرت الليالي وشابت ، أنا على حالي لم أكتب حرفاً.
لم تزهر حروفي فوق روضة أوراقي ، خشيت أن تكون قد نضبت ينابيع بلاغتي ، أو تم
جرف طمىّ كلماتي. "
ثم جاءت حالة من الانعتاق من ربقة ظلمة المشهد , لتبدأ حالة فلسفية , تسبق عادة
مرحلة تجميع الشتات , يتم فيها حالة مخاطبة ومناجاة , لرموز الكتابة , بشكل مدهش
حقا , فالصور الحوارية تكاد تنطق , تتخللها استعارات شعورية , تتواكب والحالة
الشعورية للكاتبة , وكأنها لوحات حارة الالوان:
"احترت ما السبب .؟ "
" مليكتي لا أكتب إلا ما تمليه عليّ "
" أميرتي لا يملؤني سوى هذا الذي يقبلني بشفاهه فلو لم يقبلني ما رأيت آثار نشوتي "
"حنيني إليه وهو يداعب خصري برقصاته المجنونة "
" فأنا اسقيه وقت الظمأ ، ولم يطلب رواء "

ثم تعود الأديبة صابرين الصباغ الى حالة فلسفية , تستشف منها سبب المشكلة
الشعورية , إنما بطريقة لافتة :
"ضربت كفا بكف ، يا ترى أين الخلل .؟ أين موقع العطب ، نظرت إليهم وجدتهم
صامتين ، يشيرون إلى هذا الإطار المصلوب فوق صدر مكتبي ، به صورة مشوهة ،
مطموسة الملامح ، جمعتها لصقتها بصمغ حزني ."
ولابد لي أن اقف هنا , أمام هذه العبارة التصويرية الخارقة , التي لايأتي بها سوى
قلم مبدع أصيل :
" مطموسة الملامح ، جمعتها لصقتها بصمغ حزني ."
وتبدأ الكاتبة بالوقوف على قدميها لتلم شتات نفسها , فتقوى على نفسها , في تحدّ
لمشاعر الحب وحالة الهجر , باسلوب أدبي دافق , تنطلق نحو الحياة مرددة :
"لن يهزمني حزني ، سأعود وأملأ دروب الأوراق ، أزرع بكل أرصفتها فسيلات
حرفي ، لن يوقفني بُعده ، لن يشنق عنق قلمي حبل هجره ، ولن تنحر ورقتي
مقصلة فراقه ."
ثم تبدأ حالة من الخفقات الوجدانية الساحرة , كأنها قصائد عشق , تستدعي فيها
الكاتبة لحظات الحب الآفلة ,في تداعيات تمنيت أن لاتنتهي , لجمالها وعذوبتها ,
كأنها الاحلام الساحرة , وفي كل صورة لوحة , هي فسيفساء من المشاعر ,
التي تحاول الكاتبة التغلب عليها لتبدأ رحلة الانطلاق من جديد :
"سأجمع أشجار حزني أصنع منها محرقة ، ألقي فيها خصلات شعري التي نامت
ثملة على كتفيه "
"أثوابي التي رقصت أمامه كالجواري طائعة "
" أصابع شفاهي كتبت بها على وجنتيه أجمل عبارات حبي "
" أحلامي الفاشلة جمعتها من فوق وسائد خداعه "
" ألبوم نظراتي الباكية التي تحمل أكفان لقطاتنا معا "
أقاصيصي وقصائدي كل حرف فيها كان يشبهه "
"البساط الذي عانق يوما خطوته "
"المرايا التي هطلت عليها ملامحه "
"ملعقته وسكينه اللتان مزق بهما ثمار مشاعري والتهمها "
"كأسه وفنجانه بقايا قطرات حية تبكي طعمنا"
كل الموائد والمقاعد والزهور والشراشف التي عاشت احتضار حلمنا.."
وبعد هذه الرحلة الممتعة مع الصور الأخاذة من شريط التداعيات , نجد أن الكاتبة
قد أكّدت تصميمها على ثورتها الأنثوية , وعزمها على متابعة مسيرة الحياة , على
الرغم من الجرح الذي جعلتنا ننزف معه ألما , وفي النهاية تقرر أن تحوّل ذكريات
حبها الجنوني , الى حافز لها للكتابة ومتابعة مسيرة الحياة , بصورة تكاد تكون
غير مسبوقة :
"نعم سأجمع رفاتهم ، أزرع بها ألوف اللافتات فوق جدران عمري أكتب عليها ..
أبدا لن يكون في رحيلك موتي "

خاطرة تستحق الدراسة والتعمق , فيها توهج ابداعي , وفكرة ايجابية , تتصدى لحالة
واقعية , على مدى امتداد المجتمعات الانسانية , تميّزت فيها الصور الوجدانية الحيّة ,
والتداعيات الرائعة , محمولة على جرس داخلي , جعلها وكأنها منظومة شعرية .

أخوكم
السمان

نور سمحان
09-01-2007, 03:02 PM
الله الله الله
لله درك من كاتبة مبدعة
اسجل هنا فائق اعجابي وانحني أمام سيدة البلاغة و مالكة البيان
تقبلي مروري عزيزتي

صابرين الصباغ
10-01-2007, 09:34 AM
======
أديبتنا القديرة صابرين:
بارعةٌ أنت في إضفاء الحياة والحيوية على الأشياء والأزمنة والأمكنة بل وحتى المشاعر ، لنراها شخوصا نابضة أمامنا وأنت تحركينها وتتحركين معها . وتحاورينها وتحاورك ، وذلك عبر الوسيلة الفنية الأثيرة لديك وسيلة التصوير النابعة من ينابيع بلاغتك المتجددة المتفجرة.
فالنهار يصبغ شعره بالبياض . كما يبدو في عيني بطلتنا هنا بسبب شعورها بمعاناة
الليالي تشيب ، أنا على حالي لم أكتب حرفاً.
والقلم ينظر و يهمس ويداعب الأوراق
والأوراق تقول
و المحبرة تبوح
ثم هاهم يتحلقون جميعا حولك ليشيروا إلى السر
لنكتشف أن كل هذا كان تمهيدا فنيا بارعا لهذا الإطار المصلوب لصورة تجسد الهجر بملامحه المطموسة ، وتثير الحزن الذي أجادت تصويره تصويرا إيجابيا
"،سأجمع أشجار حزني أصنع منها محرقة "
وحتى ما مات من بقايا ستجعل له قيمة وتبث فيه حياةً
"نعم سأجمع رفاتهم ، أزرع بها ألوف اللافتات فوق جدران عمري أكتب عليها .."
وقد لحظت عناية الكاتبة بتوظيف المفردات الدالة على النماء مثل الأشجار والزرع في مواجهة الرحيل والموت،
وهاهي ذي تنتصر لعوامل الحياة ونحن نراقب النتيجة :
أبدا لن يكون في رحيلك موتي ..
فلماذا كل هذه المبالغة في النفي؟
هل تريد أن تؤكد له لصاحب الصورة المطموسة الملامح
أم تؤكد لنفسها هي قدرتها على البقاء والتجدد والحياة ؟!
أديبتنا الصادقة السامقة
ما أجمل الحياة بين ظلال حروفك الزاهرة
والسقي من ينابيعك الجميلة
ودمت بكل الخير والسعادة
مصطفى
الشاعر والاديب والناقد
استاذي دكتور عراقي
ماأجمل حروفي عندما تخرج من مغزلك
كبساط رقيق مزركش ومزين بدرر حرفك
فتسير عليه مشاعري مختالة فخورة
لا أدري من اين لي بحروف لديها القوة
لترد على جميل حضورك
فهل تمنحني بعض حرفك لأرد به
لايسعني إلا شكرك من كل معاجم حرفي
وبكل ماتعلمت طوال عمري
وماسأتعلمه لو كان العمر خصبا ومازال ينبت أياما
مودتي واحترامي
لقلمك وفكرك وعلمك
صابرين

صابرين الصباغ
11-01-2007, 12:40 AM
أستاذتى الجميلة...... صابرين
عندما يهجرنا قلب من نحب
يموت في صدرنا ذاك الشعور
وتبقى الذكرى ببروازها المكسور
برحيله يقتل المشاعر ..!
ونبقى بين أنين وألم ..,
واّهات ودمووع تنزف لوعة الجرووح ..!
سيدتى .....
بدأت اجمع حروفاً للرد عليكى لكن للاسف
لم اجد ابداً سوى خربشه خطها قلمي
امام جمال لوحتك وسلب منها جمال الوانها
فاعذرى قلمي وانا على تخريب لوحتك الجميله
وعدم أعطائك حقك بالرد
لكى تحيه معطره بالورد والياسمين
مرمر
ابنتي المبدعة
مروة
عندما يهجرنا من نحب
تنطفيء أضواء قلبه
فما نحن وعشقنا إلا قنديلا ينير حجراته
لكنه لا يفارقنا يبقى ذكرى معلقة على حوائط ذكرياتنا
الحبيبة
يكفيني خطوات قلمك على قلب ورقتي
يسعدني مرورك الرائع وتواجدك الكريم
دمت رحيقا

صابرين الصباغ
11-01-2007, 12:49 AM
ربما يا أخت صابرين ..
أفضل الردود على مواضيعك هي الصمت ...
فوالله لا تفارقني الدهشة وأنا أقرأ
كبيرة أنت يا سيدتي

الشاعر الكبير
على أسعد
أسعد الله أيامك
وجعل الصمت لعدوك أمامك
والدهشة لرؤية كل جميل تحبه
شكرا لكلمة دثرتني بها وأرى انها كبيرة علىّ
لك كل التحايا العطرة
مودتي واحترامي

صابرين الصباغ
11-01-2007, 12:53 AM
رائعة صابرين الصباغ مزيدا من التالق ارجوه لك
دمت بود

ندية الحرف
والقلب
كل الروعة كان بوجودك
دمت متألقة
حبي وقبلاتي

صابرين الصباغ
11-01-2007, 06:59 PM
سأجمع أشجار حزني أصنع منها محرقة ، ألقي فيها خصلات شعري التي نامت ثملة على كتفيه ، أثوابي التي رقصت أمامه كالجواري طائعة ، قنينات عطري التي سالت على عنقه ناعسة ، أصابع شفاهي كتبت بها على وجنتيه أجمل عبارات حبي ، أحلامي الفاشلة جمعتها من فوق وسائد خداعه ، ألبوم نظراتي الباكية التي تحمل أكفان لقطاتنا معا ، هدايا حبه الكافرة ، رسائل العشق الكاذبة ، أقاصيصي وقصائدي كل حرف فيها كان يشبهه ،البساط الذي عانق يوما خطوته ، المرايا التي هطلت عليها ملامحه ، ملعقته وسكينه اللتان مزق بهما ثمار مشاعري والتهمها ، كأسه وفنجانه بقايا قطرات حية تبكي طعمنا، كل الموائد والمقاعد والزهور والشراشف التي عاشت احتضار حلمنا..
نعم سأجمع رفاتهم ، أزرع بها ألوف اللافتات فوق جدران عمري أكتب عليها ..
أبدا لن يكون في رحيلك موتي ..

وقفت أتأمل هذا التحدي لإمرأة جرح كبرياؤها ، فأبت على نفسها هذا الجرح .. وأبت أن تستسلم ، تقف بقوة تتحدى الجرح ، وتبدأ من جديد ..
نعم ...
أبدا لن يكون في رحيله موتك ..
ولن يكسر بك الكبرياء .
الأخت صابرين ..
مشاعر الأنثى التي أتقنت الكتابة عنها ..
ما هي إلا أنت .. بكل ما فيك من فيض مشاعر ، ومن حس مرهف .
مودتي ........
الغالية وفاء
لن يقف جريان نهر الحياة بموت عشق
ولن يقف القطار لنزول قلب
بل ستستمر الحياة
يجب ان نتعلم كيفيه تهجين الحياة بالموت لنستطيع ان نعيش
الحبيبة
الأنثى أنا وانت وهن
أحلامها كلنا
دمت بكل الحب والخير
مودتي واحترامي

شموخ الحرف
12-01-2007, 09:45 AM
نعم لن أذعن

لن أسقط أو أبكي

سأضحك وكلي يتداعى ،،

لكنك لن تنتظر لتشاهد ،،

سأكتب من محبرة دمي وأعلن الوفاة

لازلت أملك روحي ،، لازالت تتنفس

لازلت أحبو كيفما أريد ،،

ستكون أولى خطواتي بدونك ،،

سيكتبني السطر ،، ويبكيني القلم

سأجد من يبكيني ذات يوم

سيخلدني حرفي وسيذكرني مداد حبر كم استوقفته

وستكون أنت في موت قديم

_________________

صابرين الصباغ شموخ أنثى ،، وكبرياء حرف

لاشل اليراع سيدتي .

صابرين الصباغ
16-01-2007, 12:08 AM
رائعة من روائعك أقرأها بتأمل و سعادة ...
أختي العزيزة صابرين ..
أعجبني نصك و أحببته جدا ..
و سررت جدا بمروري من هنا ...
فتقبلي فائق احترامي وتقديري ...
الحبيبة ليلك
سروري بجدائل مرورك التي ترنحت فرق كتف نصي
دمت عبقا
حبيبتي

صابرين الصباغ
16-01-2007, 12:11 AM
في رحيله كان يشبه الاشجار التي تلطف كوننا ...
أخذ زفير البشر ليهبهم شهيقهم
رحل ... يبكي بلا حراك .. مآتم القلوب التي عزفت نزفا ً ... اسطورة انتمائه لارضه وهي أمرأة

اسطورة رحيل
كان يتخيل برحيله يقف شهيق قلبها
فكان زفيرا خرج لن يعود
حلاوجي
لمرورك طعم الماء
لايغشاها سراب
مودتي واحترامي

صابرين الصباغ
16-01-2007, 12:18 AM
الكاتبة المتألقة
أ. صابرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربما لايكون لي مزيد على ما دبجه أستاذنا الكبير د. مصطفى عراقى ، بوقفته النافذة ، ورؤيته المتبصرة .
فالأمر- كما قالت أختنا وفاء شوكت تحدٍّ .
ولكن تحد موجب ؛ لأنه يجعل من الإصرار على مواصلة المسيرة وسيلة إلى الإبداع المتألق الذي أحسبك أجدته هنا بلا افتعال.
واتساق الإبداع مع الفطرة المركوزة في نفس الأديب ، ومواءمته لطبيعة البشرية التي تتوق إلى مظاهر الطبيعة حولها ، وتتنقل بين مفردات الحياة اليومية موهبة لا يحتفظ بطزاجتها وعفويتها غير القليل ممن منحهم الله توقد المشاعر ، وصدق التناول ،
حتى لتكاد المفردات التي استخدمتها لتنطق بروح الإصرار الذي لا يخلو من وفاء لماض غير مأسوف عليه ؛ لأن من يعش ماضيه بصدق فلابد من أن يواجه مستقبله بشجاعة .
ومما يحسب لك أنك جعلت العنوان هو الختام ، ليس لشد القاريء كي يستمتع بما أبدعت فحسب ؛ بل أيضا – فيما يبدو لي – لإقناعة بروعة تصويرك وجدة تناولك ؛ كأنما تسوقين حكما لايقبل التقض ولا الإبرام .
ما أروعه من تحد هذا الذي جعل من الرحيل عونا على استئناف المسيرة .
فحق لك التقدير والإكبار.
وأستأذنك فيما يتعلق ببعض اللغويات من تساؤلات أحسب معظمها راجعا إلى ما لا نسلم منه من هنات هينات :
أو تم جرف طمىّ كلماتي.( أو تم جرف ُ طميِ كلماتي ) ؛ لأن طمي مضاف إليه مجرور.
مليكتي لا أكتب إلا ما تمليه علىّ ( ماتملينه عليّ ) الصواب أن يكون الفعل مرفوعا ؛ لأنه من ألأمثلة الخمسة ، وعلامة الرفع ثبوت النون .
فأنا اسقيه وقت الظمأ ، ولم يطلب رواء .
ربما تقصدين ( ولو لم يطلب رواء ) فحديث المحبرة حول أنها تسقي القلم رائع وشجي ، ولكن كيف يكون السقي للظمآن الذي لم يطلب رواء ؟
أهو دفق الحنان الذي تتسم به الأنثى وقد عكسته على المحبرة بروعة ، فجعلت منها بنع حنان يسقى بلا طلب ولا إلحاح أم أن قصدك ما طرحته في تساؤلي أولا؟
من الممكن أن يحتمل التعبير المصور المعنيين ؛ فمعذرة على تساؤل لفهم القصد ليس إلا .
أصابع شفاهي ( التي ) كتبت بها على وجنتيه أجمل عبارات حبي ، أحلامي الفاشلة ( التي ) جمعتها من فوق وسائد خداعه ،
يقتضي السياق اسم الموصول استكمالا للصور الرائعة هنا ، وهي صور تؤكد الإصرار وتنوع كيفية التعبير عنه .
نعم سأجمع رفاتهم ( رفاتها أو رفات هذه الأشياء كلها التي ماتت )
جعل الضمير لجمع الذكور هنا ربما يكون غير مناسب نحويا ولا معنويا ، وأولى أن يكون الضمير للمفردة الغتئبة بناء على أنه يعود على الأشيا التي صورتها قبلُ.
وهذا لا يقدح البتة في إبداعك وروعتك في التصوير الآسر ، والتناول المعجب .
ولك مجددا تحيتي وتقديري .

السامق دكتور حسان
زيارة فريدة لقلم واثق
فما احوج حروفنا لأقلامكم
هل اجمع زهرات حرفي اصنع منها اكليلا يزين عنق قلمك
والله فقدت الحرف وضاعت مني حروفي وانا ابحث عن رد يليق بمرورك
جفت ينابيعي وسقط مدادي خجلا أمامك
فهلا سامحت قصور حرفي وخيبة المعاني بين يدي
سيدي دمت علما من أعلام الادب
مودتي واحترامي
لك مني كل الحب والاحترام

صابرين الصباغ
16-01-2007, 12:25 AM
سلام الـلـه عليكم
هكذا قرأت خاطرة "أبدا لن يكون في رحيلك موتي ..! "
للأديبة الكبيرة صابرين الصباغ
"أبدا لن يكون في رحيلك موتي ..! " خاطرة من نوع خاص , فقد وظفت فيها المفردات ,
وفق رؤية متفردة , لتبدأ برسم ملامح مشهد وجداني , باستخدام عبارت تمثّل صورا حيّة ,
تعكس حالة شعورية , هي أشبه ماتكون بجوقة موسيقية في موكب حزن , وعلى الرغم
من عمق الالم , فقد كانت صورا غنية اللون والبصمة :
"أجلس إلى مكتبي ، يمر الليل ، النهار يصبغ شعره بالبياض .
مرت الليالي وشابت ، أنا على حالي لم أكتب حرفاً.
لم تزهر حروفي فوق روضة أوراقي ، خشيت أن تكون قد نضبت ينابيع بلاغتي ، أو تم
جرف طمىّ كلماتي. "
ثم جاءت حالة من الانعتاق من ربقة ظلمة المشهد , لتبدأ حالة فلسفية , تسبق عادة
مرحلة تجميع الشتات , يتم فيها حالة مخاطبة ومناجاة , لرموز الكتابة , بشكل مدهش
حقا , فالصور الحوارية تكاد تنطق , تتخللها استعارات شعورية , تتواكب والحالة
الشعورية للكاتبة , وكأنها لوحات حارة الالوان:
"احترت ما السبب .؟ "
" مليكتي لا أكتب إلا ما تمليه عليّ "
" أميرتي لا يملؤني سوى هذا الذي يقبلني بشفاهه فلو لم يقبلني ما رأيت آثار نشوتي "
"حنيني إليه وهو يداعب خصري برقصاته المجنونة "
" فأنا اسقيه وقت الظمأ ، ولم يطلب رواء "
ثم تعود الأديبة صابرين الصباغ الى حالة فلسفية , تستشف منها سبب المشكلة
الشعورية , إنما بطريقة لافتة :
"ضربت كفا بكف ، يا ترى أين الخلل .؟ أين موقع العطب ، نظرت إليهم وجدتهم
صامتين ، يشيرون إلى هذا الإطار المصلوب فوق صدر مكتبي ، به صورة مشوهة ،
مطموسة الملامح ، جمعتها لصقتها بصمغ حزني ."
ولابد لي أن اقف هنا , أمام هذه العبارة التصويرية الخارقة , التي لايأتي بها سوى
قلم مبدع أصيل :
" مطموسة الملامح ، جمعتها لصقتها بصمغ حزني ."
وتبدأ الكاتبة بالوقوف على قدميها لتلم شتات نفسها , فتقوى على نفسها , في تحدّ
لمشاعر الحب وحالة الهجر , باسلوب أدبي دافق , تنطلق نحو الحياة مرددة :
"لن يهزمني حزني ، سأعود وأملأ دروب الأوراق ، أزرع بكل أرصفتها فسيلات
حرفي ، لن يوقفني بُعده ، لن يشنق عنق قلمي حبل هجره ، ولن تنحر ورقتي
مقصلة فراقه ."
ثم تبدأ حالة من الخفقات الوجدانية الساحرة , كأنها قصائد عشق , تستدعي فيها
الكاتبة لحظات الحب الآفلة ,في تداعيات تمنيت أن لاتنتهي , لجمالها وعذوبتها ,
كأنها الاحلام الساحرة , وفي كل صورة لوحة , هي فسيفساء من المشاعر ,
التي تحاول الكاتبة التغلب عليها لتبدأ رحلة الانطلاق من جديد :
"سأجمع أشجار حزني أصنع منها محرقة ، ألقي فيها خصلات شعري التي نامت
ثملة على كتفيه "
"أثوابي التي رقصت أمامه كالجواري طائعة "
" أصابع شفاهي كتبت بها على وجنتيه أجمل عبارات حبي "
" أحلامي الفاشلة جمعتها من فوق وسائد خداعه "
" ألبوم نظراتي الباكية التي تحمل أكفان لقطاتنا معا "
أقاصيصي وقصائدي كل حرف فيها كان يشبهه "
"البساط الذي عانق يوما خطوته "
"المرايا التي هطلت عليها ملامحه "
"ملعقته وسكينه اللتان مزق بهما ثمار مشاعري والتهمها "
"كأسه وفنجانه بقايا قطرات حية تبكي طعمنا"
كل الموائد والمقاعد والزهور والشراشف التي عاشت احتضار حلمنا.."
وبعد هذه الرحلة الممتعة مع الصور الأخاذة من شريط التداعيات , نجد أن الكاتبة
قد أكّدت تصميمها على ثورتها الأنثوية , وعزمها على متابعة مسيرة الحياة , على
الرغم من الجرح الذي جعلتنا ننزف معه ألما , وفي النهاية تقرر أن تحوّل ذكريات
حبها الجنوني , الى حافز لها للكتابة ومتابعة مسيرة الحياة , بصورة تكاد تكون
غير مسبوقة :
"نعم سأجمع رفاتهم ، أزرع بها ألوف اللافتات فوق جدران عمري أكتب عليها ..
أبدا لن يكون في رحيلك موتي "
خاطرة تستحق الدراسة والتعمق , فيها توهج ابداعي , وفكرة ايجابية , تتصدى لحالة
واقعية , على مدى امتداد المجتمعات الانسانية , تميّزت فيها الصور الوجدانية الحيّة ,
والتداعيات الرائعة , محمولة على جرس داخلي , جعلها وكأنها منظومة شعرية .
أخوكم
السمان

دكتور محمد
ماذا أقول بعدما سكن السمان أغصان حرفي .؟
فسمعت لقلمك زقزقة اسعدتني
لا أدري فرت حروفي مني
فهل جاءتك تنحني امامك لتقدم فروض الولاء والطاعة
سيدي
سامحني فلا املك لا قلم ولامحبرة بها ماتستحقه من شكر
مودتي واحترامي لسيادتكم

صابرين الصباغ
18-01-2007, 06:42 PM
الله الله الله
لله درك من كاتبة مبدعة
اسجل هنا فائق اعجابي وانحني أمام سيدة البلاغة و مالكة البيان
تقبلي مروري عزيزتي

أخي الفاضل نور
مرحبا بك بقلب الواحة
لينبض قلمك ونرقص نحن على عزف ابداعه
دمت مبدعا
وشكرا لجميل حرفك
مودتي واحترامي

الصباح الخالدي
19-01-2007, 09:21 AM
مررت أكثر من مرة فيخون قلمي التعبير
لكنك مازلت شامخة

صابرين الصباغ
21-07-2007, 04:56 PM
نعم لن أذعن
لن أسقط أو أبكي
سأضحك وكلي يتداعى ،،
لكنك لن تنتظر لتشاهد ،،
سأكتب من محبرة دمي وأعلن الوفاة
لازلت أملك روحي ،، لازالت تتنفس
لازلت أحبو كيفما أريد ،،
ستكون أولى خطواتي بدونك ،،
سيكتبني السطر ،، ويبكيني القلم
سأجد من يبكيني ذات يوم
سيخلدني حرفي وسيذكرني مداد حبر كم استوقفته
وستكون أنت في موت قديم
_________________
صابرين الصباغ شموخ أنثى ،، وكبرياء حرف
لاشل اليراع سيدتي .

الرائعة شموخ
تذوقت جميل المعاني من اطباق ابداعك
فخرجت وقد امتلأت معدة مشاعري بحرفك الطيب
دمت رقيقة مبدعة
مودتي وحبي

ناديه محمد الجابي
20-04-2016, 09:34 PM
الله .. ما اجمل هذا الشموخ، والوقوف بكبرياء لمواجهة الجرح
بقوة وإباء وإصرار وتحدي لتقول .. حياتي لن تتوقف وستستمر
الحياة.
قطعة أدبية خلابة حرفها ألق وفي جمال صورها سحر وفي
شاعريتها روعة.. نص غارق في بحر من الجمال
شكرا لروعة قلمك وجميل أداؤك أيتها الرائعة
ودام قلمك المبدع الجميل. :0014:

خلود محمد جمعة
27-04-2016, 07:06 AM
نحن نختار من نكون وما سنكون
إما زجاجا هشا تحطمه الضربات أو حديدا تصقله
لتبدأ حياة أجمل برحيلهم الذي لم يكن سوى سهاما تخترق أرواحنا ببطيء
نص متخم بالجمال والقوة حرف ومعنى
كل التقدير ومودتي

سحر أحمد سمير
27-04-2016, 05:14 PM
خروج البطلة من دوائر التبعية إلى ساحة أكبر و أشمل تحقق لها حرية القرار ..و بوح يغدو رائعا كلما قرأته مرة تلو أخرى ..

أسجل إعجابي ..

فائق احترامي لشخصك الكريم.