المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكهف



مصطفى سلام
08-01-2007, 11:15 PM
الكهف
يوما سافرتُ إلى كهفى .. (1)
فى رحلة كشف يحدوها شغفى ..
كى أسبر أغواره ..
استبطنُ داخله , استوضح أسراره ..
فوجدت ظلاما لجيـَّا فى كل مكان ..
قد قال حكيم : العالـَـم إثنان :
الأصغر هو هذا الإنسان ..
و الأكبر باقى الملكوت ..
فى كهفى :
أجهدتُ الفكركثيرا .. أعْملتُ العقـل ..
حاولت به أن أصل و نحـّيت النقـل ..
كى ألقى الضوء على أهل الكهف ِ ..(2)
أسئلة حيرى هائلة و ردود لا تكفى ..
أوََ حُــرٌّ ؟ أم أنى محكوم بقيودِ ؟..
أفعالى : مطلقة أم حـُدت بحدود ِ؟..
تنتسب إلىّ ؟ أخلـُـقها ؟ .. أم هى كسبُ ؟ .. (3)
أم هى قدر مقدور فى الأزل و محتسبُ ؟ ..
أحيانا : أعتقد بأنى حرٌ ..
يصعد عقلى فوق سماوات سبع ِ..
و يغوص كثيرا فى اليم و فى النبع ِ..
قد يهبط أيضا تحت الأرض ِ..
يتمطى فى الدنيا فى طول , فى عرض ِ..
ترضيه إجابات .. و كثير لا تـُرضى ..
و يعود من الجولة مقتنعا بقضية :
" صعب جدا إدراك الماهية ".. (4)
الكون قليل ما يبدى , و كثير ما يخفى ..
ما عُـلم أقل من الذرة فى بحر مخفى ..
فى الكهف لقيتُ مشاكل مشتعلة ..
البعض أصيلٌ و الأخرى مفتعلة : ..
الخير هو الطبع المركوز أم الشر؟..
أيهما أعتقد , و أيا أحتسبُ ؟..
أم نفس بيضاءٌ : ما فيها مكتسبُ ؟.. (5)
أحتاج لكى أحيا - فى الواقع - مجتمعا ..
نتبادل حاجات , نتعاون و نعيش معا..
ولهذا أتنازل عن جزء من ذاتى ؟ ..
فى هذا استمرار لبقائى و حياتى ..
لكن : كم يبلغ حجما هذا الجزءُ ؟..
أحيانا هو جوْر أو قيد أو رزءُ ..
فنعانى أحيانا طغيان الفردِ ..
تغريه القوة , فيكشر كالأسد ِ..
يتفنن فى البطش و ألوان القيد ِ..
قد يطغى المجتمع ُ , فنصير له الترسْ ..
نتحول آلات , قد حرمت حتى الهمسْ ..
و أعود من الكهف - كما رحت - مع الحيْرة ..
بل أكثرَ جهلا لا أجد إجابة ..
قد غطت عقلى مليونُ سحابة ..
لسؤال أوحد ما عندى غيره :
ما أنا فى هذا الكون و ما دورى ؟ ..
سلمت إلى الخالق يا عالم أمرى .

مصطفى سلام
---------------------------------------(1) ذاتى
(2) مكنونات الذات
(3) نظرية الكسب عند الأشاعرة
(4) الماهية : حقيقة الأشياء
(5) يقول بعض الفلاسفة : العقل صفحة بيضاء تملأ بالمكتسبات

د.جمال مرسي
09-01-2007, 08:59 AM
و النعم بالله
فلا أجمل و لا أفضل من أن يسلم المرء أمره لله خالقه و مبدعه
إنها رحلة البحث عن الذات
و الخوض في هذه النفس البشرية ( الكهف )
الذي يصعب علينا سبر أغوارها مهما بلغنا من العلم
فما اوتينا من العلم إلا قليلا
كنت أقرؤها و في ذهني قصيدة إيليا أبو ماضي ( لست أدري )
و في نهاية الأمر كان التسلي لله وحده
أحسنت و أبدعت أخي الفاضل مصطفى سلام
بارك الله بك

مصطفى سلام
16-01-2007, 01:40 PM
الأستاذ الدكتور جمال :
أجمل من قصيدتى : مرورك عليها و قراءتك لها .. فأن يمر شاعر فى حجمك و وزنك على هذا العمل , إنما هو تشريف ما بعده تشريف .
شكرا و امتنانا ,,,
مصطفى سلام

د. سمير العمري
19-02-2007, 10:16 PM
قصيدة شعرية فلسفية تستحق الإشادة والاهتمام.

وأحببت هذه الوقفة التأملية وليت كل إنسان يسأل نفسه ذات السؤال ليعرف من هو وما دوره فيقوم به بدل أن يعيش يرتع كالأنعام بل أضل سبيلا.



تحياتي

محمد إبراهيم الحريري
19-02-2007, 10:49 PM
الأخ مصطفى سلام ، تحية وسلام

وأما سلامي فمحض تحية
وتحيا سلاما بمركز نية
وأما كهوف العبادة فيها شخوص الرواية
والعصر يروي فصول ترامت بباب الوصيد
كمشجب غار وفيها بقية
أقلت افتراضا ؟ نحاول فعلا
ونبقي العيون مراود ضيم بأجفان
نوم تزلزل مية
وأما انتهاء المرور ضميرا بداخل
قلب النوايا سويا
فماذا سيبقى ؟
ونحن نجادل بالذات
موتا وإنا نعيش برقص
وطبل ..... وعاشت بلادي
وماتت سواها
وعنصر موت البلاد
رويا
فأما حياة تغيض الأعادي
وأما معاش يزيل البوادي
يمجد شاة
ويحلب تيس الصحارى
بأيد تباد بسيف الغلاة وهيا
أنبقى ؟
جوابي نموت ونحيا
ولكن خلد الفخار يضاهي
سبات الكهوف بباب الثريا
ــــــــــــــــــــ
تحياتي أخي الحبيب
وشكرا لك

تركي عبدالغني
19-02-2007, 10:57 PM
نعم أخي الشاعر أسجل إعجابي بضرب تحية

عبدالملك الخديدي
20-02-2007, 01:58 PM
فكر راقي
وشاعرية رائعة
لقد سلمت نفسك إلى الخالق الكريم وما خاب من سلم نفسه لله .
تقبل تحيتي وتـقديري

خليل حلاوجي
22-02-2007, 02:58 PM
الكهف في عصر مابعد الحداثة

انحسرت فيه شمس المعاني الانسانية

ونسي الانسان فيها .... نفسه