المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محطــــات أبكتـــــني !!



جمال حمدان
16-07-2003, 08:05 PM
المحطــة الأولى

ركبتُ في أبو ظبي ذات مرة مع سائق " بتاني " ملتحٍ , فقال لي : من فين نفرات؟ فقلتُ له فلسطيني ! فقال لي : فلسطين هزا في قدس ! فقلت الحمد لله أن ذاكرتك أقوى من ذاكرة بني جلدتنا .. نعم القدس .!!
فأخذ الرجل يبكي بصوت عال وسرعان ما تحول بكاؤه لنحيب ونشيج .. فقلتُ في بالي : العمى !! الراجل بيلطم على ميتنا وأنا لا .. فشاركته البكاء ولستُ أدري على ماذا بكينا .. ولكني فقعت بالصوت وكدتُ أقطع هدومي عندما وجدته يقسم بأغلظ الايمان بأنه لن يأخذ الأجرة مني لأنه اعتبرها صدقة جارية !!

المحطــة الثانية :

عندما أتيتُ للسويد , تقابلت مع البوليس بدواعي قبولي كلاجئ سياسي وكان المترجم سويدي يتكلم العربية أحسن بكثير من بعض رواد الساخر .. فأخذتُ أقصُّ عليه الكوابيس التي عايشتها بأم عينيَّ , فأخذ يبكي .. فقلتُ في بالي – هلحين مب وقت بكا .. أرجو أن تنقل ما سمعت للمحقق ! – فترجم ما سمعه لرجل البوليس فأخذ يبكي ..فقلت في بالي ..افاااااااااااااااه .. ما يصير يا جماعة وشاركتهما البكاء مع أني اعتقدتُ بأني كفَّيت ووفيت في البكاء كلَّما مرَّ عليَّ كابوس ولكنني هذه المرة وجدت أن الرماح التي أصابتني قد اجتمعن فبكيت للشاعر الذي قال :

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا

............. وإذا افترقن تكسرت أفرادا

المحطــة الثالثة :

عزمت أحد العراقيين من أهل السُّنة للإفطار عندي في رمضان .. فلما حان وقت الإفطار ... قلت له : سمِّ بالله وتفضل يا ضيف الرحمن ! فأحجم الرجل ولم يمد يده ! فبدأت الريبة تدبُّ في نفسي وقلتُ مهما بلغت درجة إيماني وتقواي فلن أدعي بأني وصلتُ لمنزلة سيدنا إبراهيم عليه السلام ولا أزعم بأن هذا الضيف ملَكَا .. فأعدت القولَ عليه ..سمِّ بالله وتفضل يا ضيف الرحمن ..!! فبكى الرجل ! فقلتُ في بالي - الليلة السعيدة بتبان من العصر !! - .. وإذا به يقول لي :
والله إني استحي أن أمدَّ يديَّ للطعام وأنا أعلم بأن والدتي في العراق لا تجد ما تبلُّ بها ريقها إن حان الأذان .. كذلكَ لنا أخوة في فلسطين ليسوا بأحسن حال من والدتي .. فبكيتُ عندما تذكرتُ بيت الشعر القائل ..

هل تبكينَّ على حالي وابتسمُ

............ بئس الطعامُ إذن أو ما احتواهُ فمُ

المحطــة الرابعة :

كنتُ أتابع أحداث مجزرة جنين وأرى المأساة على تلفاز إحدى القنوات في بثٍ حي مباشر .. وسمعتُ استغاثة المجاهدين فحوَّلتُ القناة لقناة أخرى علَّني أجدُ فيها تغطية أكثر تفصيلا فوجدتها تعيدُ " فعاليات مهرجان التسوِّق " فبكيتُ عليهم , وعدتُ لجنينِ مبتسما وقلتُ : ربحت والله تجارتكم , ولمثل هذه الاسواق فلتتسابق الأقدام !!

وعطــر الله أنفاســكم!:v1:

جمال حمدان

مـتـذوّق
16-07-2003, 08:34 PM
أجد نفسي أمام سطور ٍ مِن المُضحِك المُبكي ..

لاعـدمت قلمك يا ( جمال ) ..

تحياتي لك ..

ماجدة ماجد صبّاح
16-06-2008, 03:18 PM
ومن الهم ما أضحك!

عسى الله يغير حالنا...

مودتي يا أستاذي

يسرى علي آل فنه
17-06-2008, 05:39 AM
المحطــة الأولى
ركبتُ في أبو ظبي ذات مرة مع سائق " بتاني " ملتحٍ , فقال لي : من فين نفرات؟ فقلتُ له فلسطيني ! فقال لي : فلسطين هزا في قدس ! فقلت الحمد لله أن ذاكرتك أقوى من ذاكرة بني جلدتنا .. نعم القدس .!!
فأخذ الرجل يبكي بصوت عال وسرعان ما تحول بكاؤه لنحيب ونشيج .. فقلتُ في بالي : العمى !! الراجل بيلطم على ميتنا وأنا لا .. فشاركته البكاء ولستُ أدري على ماذا بكينا .. ولكني فقعت بالصوت وكدتُ أقطع هدومي عندما وجدته يقسم بأغلظ الايمان بأنه لن يأخذ الأجرة مني لأنه اعتبرها صدقة جارية !!
المحطــة الثانية :
عندما أتيتُ للسويد , تقابلت مع البوليس بدواعي قبولي كلاجئ سياسي وكان المترجم سويدي يتكلم العربية أحسن بكثير من بعض رواد الساخر .. فأخذتُ أقصُّ عليه الكوابيس التي عايشتها بأم عينيَّ , فأخذ يبكي .. فقلتُ في بالي – هلحين مب وقت بكا .. أرجو أن تنقل ما سمعت للمحقق ! – فترجم ما سمعه لرجل البوليس فأخذ يبكي ..فقلت في بالي ..افاااااااااااااااه .. ما يصير يا جماعة وشاركتهما البكاء مع أني اعتقدتُ بأني كفَّيت ووفيت في البكاء كلَّما مرَّ عليَّ كابوس ولكنني هذه المرة وجدت أن الرماح التي أصابتني قد اجتمعن فبكيت للشاعر الذي قال :
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
............. وإذا افترقن تكسرت أفرادا
المحطــة الثالثة :
عزمت أحد العراقيين من أهل السُّنة للإفطار عندي في رمضان .. فلما حان وقت الإفطار ... قلت له : سمِّ بالله وتفضل يا ضيف الرحمن ! فأحجم الرجل ولم يمد يده ! فبدأت الريبة تدبُّ في نفسي وقلتُ مهما بلغت درجة إيماني وتقواي فلن أدعي بأني وصلتُ لمنزلة سيدنا إبراهيم عليه السلام ولا أزعم بأن هذا الضيف ملَكَا .. فأعدت القولَ عليه ..سمِّ بالله وتفضل يا ضيف الرحمن ..!! فبكى الرجل ! فقلتُ في بالي - الليلة السعيدة بتبان من العصر !! - .. وإذا به يقول لي :
والله إني استحي أن أمدَّ يديَّ للطعام وأنا أعلم بأن والدتي في العراق لا تجد ما تبلُّ بها ريقها إن حان الأذان .. كذلكَ لنا أخوة في فلسطين ليسوا بأحسن حال من والدتي .. فبكيتُ عندما تذكرتُ بيت الشعر القائل ..
هل تبكينَّ على حالي وابتسمُ
............ بئس الطعامُ إذن أو ما احتواهُ فمُ
المحطــة الرابعة :
كنتُ أتابع أحداث مجزرة جنين وأرى المأساة على تلفاز إحدى القنوات في بثٍ حي مباشر .. وسمعتُ استغاثة المجاهدين فحوَّلتُ القناة لقناة أخرى علَّني أجدُ فيها تغطية أكثر تفصيلا فوجدتها تعيدُ " فعاليات مهرجان التسوِّق " فبكيتُ عليهم , وعدتُ لجنينِ مبتسما وقلتُ : ربحت والله تجارتكم , ولمثل هذه الاسواق فلتتسابق الأقدام !!
وعطــر الله أنفاســكم!:v1:
جمال حمدان


هذه هي الحياة

أجمل مافيها لحظة تفكّر
وأحن مافيها دمعة محب
وأعذب مافيها ابتسامة تسطع في حلكة الحزن لتخفف من طعم المرارة

أخي الكريم الشاعر جمال حمدان

أتمنى لك السعادة

سيلفا حنا حنا
17-06-2008, 07:14 AM
نعم أخ حمدان الحياة هكذا ياعزيزي

نرى الألم والأمل من نفس المشكاة

وما ذكرته هنا ماهي إلا محطات نمر عليها

ولكن....

بدل الله محطاتك هذه إلى فرج قريب

ليوفقنا الله

وائل محمد القويسنى
18-06-2008, 01:31 AM
أضحكتنى
وأبكيتنى
هذه الصفحة من المحطات التى أبكتنى
أشكرك على كل حال
وائل القويسنى

وفاء شوكت خضر
22-06-2008, 04:00 PM
أخي الكريم جمال حمدان ..

أين أنت فقد طال غيابك وشاتقنا لهذه اللسعات الحارقة بضحك دامع ..
سأحاول متابعة كل مواضيعكك علني أتعلم على سطورك تهجئة المشاعر ..

دمت بألق أيها الكريم ..
لك التحية أينما كنت ..

راضي الضميري
23-06-2008, 08:45 PM
أكثر ما أثار حزني في هذه المواقف المأساوية والتي تقطع القلوب وتحيلها إلى شعلة جمرها لا ينطفئ ، أنني لا أدري أهو بخير صاحب هذه المواقف التي ذهبت بنا إلى حيث مواطن الوجع.

جمال حمدان

نرجو الله سبحانه وتعالى أن تكون بخير.

تقديري واحترامي