المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخوف ينادي و...



ريان الشققي
17-07-2003, 09:43 AM
الخوف ينادي

ناداه الخوف المجهول، في ردهات العتمة، عتمة ليل يكاد لا يجد لوهج النور خيوطا، أجفان العينين تتحرك ببطء ، أخذ يصحو رويدا رويدا على أصوات النفائس في النفس وهي تختفي خلف انبلاج أنوار الصباح.. ترحل عنه مع إطلالة كل يوم وتعود مع حلول الظلام، لا يراها تحت جنح الليل العتيم، يفتح عينيه ويحملق جاهدا، لا يراها ، لا يراها.

=====================

طار من الفرحة

الشمس تنغمس في طرف الأفق خلف الأبنية الشاهقة وسائق سيارة الأجرة يتكلم وهو يحاول جاهدا تخطي الازدحام، الوقت يسرع في العقول، والأفكار تتلاحق كي تتمكن من الغاية، تفلت منها في الفجوات بين الأبنية نحو ملحمة المغيب، ثم ترقى مع امتداد الخيوط العصفرية. وصل إلى المطار منهكا من رحلة عمل ازدحمت فيها المواعيد والنقاشات وتوافدت عليها القرارات.
إتكأ بذراعه على أحد كراسي الصالة قرب بوابة الخروج إلى الطائرة، أخذ ينظر إلى ساعته ويعيد النظر إلى لوحة مواعيد الاقلاع، أحضان الراحة في انتظاره ومعاني الرحلة تنسدل خلفه مع كل دقيقة، رن جرس هاتفه النقال، رقم هاتف زوجته على اللوحة... مبروك إنه ولد ، قالتها دون تردد ، قفز واستدار وقال: بهذه السرعة. طار من الفرحة وحط في جناح التوليد في أحضان الراحة بعد أربع ساعات لا غير.


======================

البكاء من الأطلال

تركها تسرح في الزمان الماضي، مخدرة لا تأبه ما يأتي به الزمان القادم، فستان جميل ممزق في طرف الغرفة، الضرب لا يغني ولا يسمن من جوع، بل يوقظ الأمل المدفون في انتقام لا أشد منه، وقد عزمت عليه.

===================

لا.. للخوف من المجهول

ناداه الخوف من المجهول، في الليل وفي النهار ، أعاد ربط الحزام وتوكل على الله من كل قلبه، ذهب المجهول وبقي الخوف يبني الروح ويطوعها.

====================

عودي مع النور

عودي إلي مع إشراقة كل صباح، شمساً تختبئ الأحزان منها وتتوارى الهموم خلف سديم يهوى الهروب ، لا أحب العتمة في ممارسة معاني الحب، لا أرغب أن أؤدي طقوس النظر بعينين جاحظتين، عودي إلي كل ربيع مع إنعام الطل على الأزاهير وانتعاش الروح من وقع قطرات الندى ، وعندك كل الأيام ربيع، لا أرغب تطويع الحب على مدفأة الاحلام، ولا ترويض الحب على مروحة الأمنيات، لا أعرف تطريز الحب على أنغام سقوط الورق الأصفر .. عودي إلي كل ربيع، وكل ما فيك ربيع.

++++++++


ريان الشققي

ياسمين
17-07-2003, 10:03 AM
جميلة هذه المقتطفات من زهور بستان الحياة
مواقف ومعانى ومشاعر مختلفة تجبرنا على الطيران السريع
بين جوانبها

حقيقى عجبتنى جدا ريان

تحياتى لهذا القلم المتألق
لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين

معاذ الديري
19-07-2003, 12:46 AM
لغتك قوية وجميلة .. معانيك خلاقة .

شكرا لك وان كنا بحاجة لتواصلك اكثر.

د. سمير العمري
01-08-2003, 07:31 PM
أخي الحبيب ريان:

ملاح ماهر أنت في أمواج الحياة المتلاطمة.

لله درك كيف انتزعت من أعماقها هذه الدرر.


أشكر لك هذا الإمتاع.
:0014:

بكاء الياسمين
16-08-2003, 03:52 PM
حماك الله ايها العبقري
لله درك كم أنت متقن
مبدع
ذو احساس لايوصف

حماك الله
اتحفتني
اتحفت كل الياسمين عندي
ومن ثم أبكيتني


أقف للوحتك الفنية هذي
مصفقة مصفقة
لله لك ألف كمرة داعيه
بالخير والتوفيق
لكي تتحفنا اكثر واكثر

تحياتي من باقات بكائي


بكاء الياسمين ولعينيه بكى الياسمين

ريان الشققي
17-08-2003, 08:11 AM
أعزائي
أنتم من يؤجج العاطفة ويعوَّل عليه في دفع عجلة العطاء من الحرف والكلمة، أتحفتموني وطغى ثناؤكم على سريرتي وصوتي، مع تقديري العميق للملتقى وأهله، وقد أتت الفكرة ولن يدفعها بعيدا إلا أن أثبتها هنا فاسمحوا لي

وعندما كنت أنظر يمنة ويسرة في حيرة سألتني:
ماذا تريد؟
قلت لها: أريد حياة، أبحث عن حياة
أجابت: أنا اسمي حياة
قلت لها: أبحث عن حياتي أنا!
أردفتْ بإصرار: أنا حياة، نعم أنا حياتك
أمسكت بيدها ومضينا لا نبالي بأحد إلى غدير الأيام نبحر نحو الشلال الهادر، رميت بها فأطاعت، وتبعتها مسرعا، تدحرجنا معا، ومضينا وافترقنا والتقينا طويلا طويلا، وبين فوران الطبيعة الواضح وبين هدوئها المستمر التقينا في الأسفل بين أسماك وديعة فوق الصخور والحصى المستديرة، المياه صافية والشاطئ ينأى عن البعاد، ومن حولنا ثلاثة أطفال ينطقون بالحيوية والنشاط والحب للحياة ولخالق الحياة ربنا الله عز وجل.

ريان الشققي

ريان الشققي
17-08-2003, 08:20 AM
العزيزة بكاء الياسمين
شكرا على التواصل ولا أبكى الله ياسمينك، الأمل في الطيب أجدى وأنفع، أراك ترتضين البكاء بكاء الياسمين، ولا ضير في ذلك طالما أن الأمل معقود في النوايا ، لي ملاحظة بسيطة لو تسمحين:
في البيتين اللذين يشكلان توقيعك أرجو تغيير كلمة (كالعيسى) إلى كلمة (كالعيس) ، فيها ألف مقصورة زائدة ولعلها خطأ غير مقصود.
ودمت

عبدالرحيم فرغلي
17-08-2003, 12:31 PM
الفاضل ريان .. السلام عليكم
قلم جميل قد تمكن من اساليب الكتابة فأجادها .. ومن المعاني فنالها .. ومن الصياغة فسما بها .. فاحسن سبكها وزاد فينا اعجابنا بها .. لله درك .. هذه قراءتي الأولى لنص من نصوصك .. رجوتك ان لا تغيب اكثر من هذا .. تحية لك وتقدير