تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أصداء الروح



ابراهيم الوراق
24-01-2007, 06:54 PM
نظرت إلى الجذوع،
إلى الأغصان،
إلى الأوراق،
إلى الثمار،
أعجبتني،
ثم ......
يبست الجذوع،
وتساقطت الأوراق،
لم أطق ما حدث....
ذبلت النظرة،
ودوَت العبرة،
وخرست الفكرة،
وهجعت اليقظة....!!!!
فكرت مليا.....
رقصت للأمواج التائهة،
وغنيت للمحطات البائسة،
وشممت روائح المراسي،
مرح يراودني،
وحال ينتابني،
ينبض بالهمسات،
أمستطرها معان بهية،
فتخذلني بإحساسها الغريب،
وتشعرني.....
بأفول نجمي،
وعزاء بخثي،
فتومض الآثار،
رثاء على جدثي،
ومأتم على روحي،
واحلولكت ساعات الانتظار،
فسواء دفق الصبيب،
أو صخب الحافلات،
أو تلاطم سبي المياه،
أمل مفقود،
ونأي بعيد،
اهفوا لمزحتها،
وأحن لأحاديثها،
واشتاق للقياها!!!
أخاطر بحبي لها،
وأبكي غدرها.
وأعود الأدراج....
ذاتي فصول تتشاكل،
وساعات تتماثل،
كمان مختبل الأوتار،
تتهاوى لغتي،
تبعثرت الكلمات،
على مهلكة المعاني،
فضاقت مراحات الروح،
فليلي نهاري،
وبؤسي حياتي،
وشقائي نعيمي!!!
مناخات متشظية،
ومغارات تئن منها المحاجر،
فلا أرضي سلمت من دبيبها،
ولا سمائي جادت بوبيلها!!!
رموشي،
صارت بيضاء بغبارها،
ينقدح منها لون الرموز،
أجدها وهجا رقراقا،
رهج الذكريات....
شفافة،
لمَّاحة،
تخبونارا...
في زند عقلي،
تنمِّلني فأهيم كالحيران،
أشعر بها ماء قراحا،
أتذوقها قطرات من الشهد،
أنظرها جداول تخب بقلبي،
تصعِّد زفيرا يغصني،
يرض آذاني بصدى الولاول،
يناغي ببراءته مناجاتي،
فأحسبه طفلا بدا مشيبا!!!
وبدرا....
محقت بركات ضوئه!!!
فتختزله الحميَّا،
لحظة من الهوان،
فيغيب عن الوجود ليال،
يراها خطوطا بائدات،
وحين يحيى،
سيرى الركب سائرين،
سينزع إلى جنونه،
يكلمها!!!
يداعبها!!!
فتفر منه مستهترة،
فتذكره بأيام الوصال،
صفو يرقبه مع كل غروب،
ليُهل عليه شهر الصادحين،
فيقول في صلافة المحبين:
إني أحبك،
ثأرا لحبي، فهل تقبلين؟؟
فهل تشفع له ببسمة؟؟
تحرق منه الوريد،
تعيد إليه ركاما من الذكريات،
ترده نجما كما صار،
تجعله كاتبا مخبولا،
تعلمه أبجديات....
يكون بها أثيرا مأثورا.

ابراهيم الوراق
24-01-2007, 10:20 PM
أتمنى أن لاتموت كلماتي كما ماتت حروفي،
لا تنتظروا
زورونا.

منى محمود حسان
25-01-2007, 08:48 AM
الأخ الكريم ابراهيم

تحية لك من عند الله عز وجل

لفت نظرى عنوانها الرائع والمحمل بمشاعر جميلة

أعذرنى معظم المعانى لم أستطع فهمها ، ربما لم أستوعبها فعذراً سيدى

ولكنها موفقة من مجمل المعنى ، وأشعر فيها بحزن دفين

أسعدك ربى ، رزقك التألق الدائم

نور سمحان
25-01-2007, 08:53 AM
عزيزي قرأت هنا حروفا من ذهب تتلألأ رقة
نص رائع حد الدهشة سعدت كثيرا بالمرور
فقد استعدت جزءا من إحساس كنت قد أوشكت على فقدانه فقد تكالبت على النوائب حتى بتّ مخدرة فاقدة للوعي الوجودي
مع خالص احترامي وتقديري تقبل مروري المتواضع
تحياتي لك

نور سمحان
25-01-2007, 08:57 AM
أتمنى أن لاتموت كلماتي كما ماتت حروفي،
لا تنتظروا
زورونا.

كيف للكلمات الجميلة أن تموت
وكيف للحروف البراقة ان تندثر
عزيزي كلماتك وحروفك حقا تستحق الخلود
ولا أظنها تموت يوما وإن حصل ذلك فاعلم أنها ستبقى حية في وجداني وقلبي مدى الحياة
فقد وجدت فيها ما ضاع مني منذ زمن بعيد
تحياتي لك سيدي

ابراهيم الوراق
25-01-2007, 07:39 PM
الأخ الكريم ابراهيم
تحية لك من عند الله عز وجل
لفت نظرى عنوانها الرائع والمحمل بمشاعر جميلة
أعذرنى معظم المعانى لم أستطع فهمها ، ربما لم أستوعبها فعذراً سيدى
ولكنها موفقة من مجمل المعنى ، وأشعر فيها بحزن دفين
أسعدك ربى ، رزقك التألق الدائم

سيدتي،
شكرا على مرورك الميمون،
دمت نورا ووهجا متألقا،
سيدتي،
إن ما نكتبه نوع من الجنون المتدفق،
ينساب كسيلان تسيل منه أودية،
من المعاني المتشاكسة،
من العبارات المتهدلة،
من الحروف الخرساء،
همس وجهر،
وخفوت وظهور،
وما زالت الكلمات تحن إلى الغموض،
سيدتي،
كنت قديما،
قبل عشر سنوات،
أقرأ خاطرة على عالم دين،
فياللغرابة،
لقد قال لي: أما اللغة فحسبك بها، أما المعنى فلا أطيق قنصه،
فقلت له: هذه خريطة ذاتي في شعابها ووهادها وسفوحها،
فلا بد من فهم الذات في تجلياتها.
لله درك،
دمت سماء تغني.......

ابراهيم الوراق
25-01-2007, 07:43 PM
عزيزي قرأت هنا حروفا من ذهب تتلألأ رقة
نص رائع حد الدهشة سعدت كثيرا بالمرور
فقد استعدت جزءا من إحساس كنت قد أوشكت على فقدانه فقد تكالبت على النوائب حتى بتّ مخدرة فاقدة للوعي الوجودي
مع خالص احترامي وتقديري تقبل مروري المتواضع
تحياتي لك
سيدتي،
ما أروع كلماتك،
فكلماتك جزء منك،
فإن لم أخب في حدسي،
فهي أنت،
فأنا أحن لكلمات تحيي أملا بقلبي.....
ولا أخفيك
أن مرورك أعاد إلي ذكريات جميلة،
تذكرت اللطف الإلهي حين يتدخل في النوائب،
فالله نسأل أن لا يحرمنا لطفه،
أتمنى أن أرى تعليقاتك دائما،
دمت ألقا متوهجا،
وغدير عاطفة يترقرق،
لك مني ألف ألف ألف وردة.

ابراهيم الوراق
25-01-2007, 07:48 PM
كيف للكلمات الجميلة أن تموت
وكيف للحروف البراقة ان تندثر
عزيزي كلماتك وحروفك حقا تستحق الخلود
ولا أظنها تموت يوما وإن حصل ذلك فاعلم أنها ستبقى حية في وجداني وقلبي مدى الحياة
فقد وجدت فيها ما ضاع مني منذ زمن بعيد
تحياتي لك سيدي

سيدتي،
تالله ما ظننت لكلماتي رونقا وبهاء،
تالله ما ظننتها إلا عرسا انفض على مأتم،
أتربة توحي إلي بجنون،
تالله ما خلتها إلا حروفا متشاكسة،
ومعاني متهالكة،
وكلمات متنافرة،
هكذا ظننتها،
وقد أوشكت أن أفقد منها رغبتي،
وكم هممت بأن أودعها إلى ديجور النسيان،
لكنني قد بدأت أنظر إلى كون آخر،
جو،
أثير،
فضاء يسامتني،
فلا أدري أهل حقيقة أبقى على شعوري؟؟
أم أتركها الموت يخترمني؟؟
فماذا بدا لك؟؟؟

د. محمد حسن السمان
25-01-2007, 08:06 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخ الفاضل الأديب ابراهيم الوراق

" أصداء الروح " , نص أدبي رائع بامتياز , قدّم تمازجا موفقا بين الحالة النفسية
وتقلباتها , والبوح الأدبي الراقي , في مجموعة من الخفقات الوجدانية , كل منها
يمثل صورة نابضة , انها قصيدة شعرية , شديدة الوقع والتأثير , استخدمت فيها
لغة ملوّنة , وصياغات مدروسة النسج .
تقبل احترامي

أخوكم
السمان

نور سمحان
25-01-2007, 08:07 PM
سيدتي،
تالله ما ظننت لكلماتي رونقا وبهاء،
تالله ما ظننتها إلا عرسا انفض على مأتم،
أتربة توحي إلي بجنون،
تالله ما خلتها إلا حروفا متشاكسة،
ومعاني متهالكة،
وكلمات متنافرة،
هكذا ظننتها،
وقد أوشكت أن أفقد منها رغبتي،
وكم هممت بأن أودعها إلى ديجور النسيان،
لكنني قد بدأت أنظر إلى كون آخر،
جو،
أثير،
فضاء يسامتني،
فلا أدري أهل حقيقة أبقى على شعوري؟؟
أم أتركها الموت يخترمني؟؟
فماذا بدا لك؟؟؟

عزيزي لست أنت من يحكم على كلماتك لا
دع قرّاءك يحكمون
وإذا سمحت لي أن أكون قارئة لحرفك فاسمعني:
أجد عذوبة في حرفك تروي ظمأ قلبي
وتسقي قفار روحي
أرى روعة منسابة في كلماتك تبدد عتمة ليلي وتنير ديجور حياتي
أستشعر رقة في تعابيرك المرهفة تؤنس وحدتي وتعيد لي ذكريات دفينة
اكتب واكتب واكتب
ولا تظلم قلمك معك
ولا تظلم عشاق حرفك
كلنا وخزتنا اشواك الحياة كلنا تعذبنا و تأرجحنا على اوتار الحزن
لكن علينا ان نتغلب على احزاننا ونجعل من أقلامنا سيوفنا نحارب بها الألم
تقبل مروري الثالث على متصفحك
اتمنى أن لا أكون أثقلت عليك بكثرة المرور
تحياتي لك

ابراهيم الوراق
25-01-2007, 08:38 PM
عزيزي لست أنت من يحكم على كلماتك لا
دع قرّاءك يحكمون
وإذا سمحت لي أن أكون قارئة لحرفك فاسمعني:
أجد عذوبة في حرفك تروي ظمأ قلبي
وتسقي قفار روحي
أرى روعة منسابة في كلماتك تبدد عتمة ليلي وتنير ديجور حياتي
أستشعر رقة في تعابيرك المرهفة تؤنس وحدتي وتعيد لي ذكريات دفينة
اكتب واكتب واكتب
ولا تظلم قلمك معك
ولا تظلم عشاق حرفك
كلنا وخزتنا اشواك الحياة كلنا تعذبنا و تأرجحنا على اوتار الحزن
لكن علينا ان نتغلب على احزاننا ونجعل من أقلامنا سيوفنا نحارب بها الألم
تقبل مروري الثالث على متصفحك
اتمنى أن لا أكون أثقلت عليك بكثرة المرور
تحياتي لك
اخترت يم الكتابة ليكون كشافا عن ما يستجنه ضميرنا المستتر من انفعالات وأحاسيس ، مفصحا عن ما يعتور تجربة حياتنا من آمال وطموح ، متحدثا فيه عن مشاريع حياة مليئة بالأحزان والأفراح ، غنية بمواقف الضعف والقوة ، تنتعش فيها إرادات متعددة ، وحقائق متنوعة ، تستدعي كل واحدة منها تفاصيل جزء من حياة طفل غرير يعيش بين أحضان أمه إلى شاب يخترق مراحل معقدة وجودا وحضورا يجعله كل يوم يستشعر أنه قد اكتشف سرا من أسرار الطبيعة الملكوتية التي أودعت بداخله ، وأنه قد اقترب من فهم حقائق الوجود في مطلق تركيبها البديع .

إنه ألم بالحياة في وقفتها الحرجة ، وألمت به الحياة حين رمته ببعض أقدارها ، فلم يدر كيف سينفلت من عقابها ، ولا كيف سينجوا من آلامها ، لكنه لا يفترض في تقديره لمجريات أيامها ، إلا أنها تُصهره في بوتقة روحه وذاته ، ولا تُعَبِّؤه إلا ليتحمل عبء رزئها الثقيل ، حياة يراها طريقا وعرا لتحقيق آماله ، ويخالها مسبعة تفترس طموحه ، ويظنها ساعات من العراك والمقاومة التي لا تنتج إلا خطا وحيدا عنده ، فإما أن ينتصر عليها ، أو أن ينهزم في آخر جولاتها ، أو أن تنتهي نتيجة معاركتها بتعادل الكفتين بين إرادتين تتمعان بقوة الموقف واللحظة ، فهل يريدها أن تحس به دون أن يرى من نفسه إحساسا بها ؟؟ أم يريده إحساسًا متبادلا يحس به في زمن إحساسها به ؟؟إنه لا يرضى من نفسه أن يكون بطلا أسطوريا ، قبل أن يرى نفسه بين فكي هجماتها المتوالية إلى حياته لتسمعه كلمات الحب ، والبغض ، وآيات الوصال والقطيعة ، فهل انتخبته من بين لداته ، لينغمس في بحر وضوحها الذي لا يجده في صفاء روحه إلا ساعة اكتشف فيها نفسه ، وهل اصطفته من بين أقرانه بأحاسيسه التي يفجرها في كلمات تجعله لوحة مكشوفة يراها كل من تأمل في تقاطيع ألوانها ، وينتقل بين أطرافها ، بأسوارها وأقواسها وزواياها .

هذا اليم سيجعلني أرث من ميراث الآخر مساحة أتحرك فيها ببطاقتي الوطنية التي كتبت عليها حروف عربية ، بكلماتها العصية ، وتعابيرها الرصينة ، وألفاظها التي خمنت من نفسي أنني تعرفت على بعض خرائطها في مختبأ القراءة والتحصيل ، وسنرى كيف سنعاود فيه الكرة ، لتجديد العهد القديم ، مع ذكريات تركت بصماتها على ملامح تفكيرنا ، وانتقشت لها في عقولنا موقعا ، جعلنا نتذكرها بعد زمان طويل ، فهل الكتابة عندي رياضة للعقل ؟؟ أم ذكريات الماضي والحاضر ؟؟أم وطن نفترضه بعدما أصابنا الذهول مما نرى ؟؟ أم جسد ينفجر كل يوم عن جديد في عالم شعوره وإحساسه ؟؟ أم آمال يراها واجبة التحقق ، مقبولة الحضور ، يبحث عن إيجادها في عالم الحقائق ؟؟

ابراهيم الوراق
25-01-2007, 08:39 PM
لفح ذات متوهجة
هذه يافطة الكتابة عندي،



لعبة الأيام لا تنتهي عند حد، ولا تقف مهزلتها عند محطة، فالنفس الذي نصعده بين رئتينا، والهواء الذي نستنشقه من حنايا وجودنا، يشعرنا بأن بين أيدينا حياة قصيرة، وأهدافا متناثرة،

فهل نستطيع أن نعبد الطريق لنصل إليها كاملا ؟؟ وهل نستطيع أن نستثمرها في حقيقة واحدة...؟؟؟

إن أطراف التفكير قد ترامت عندي إلى قصي من الأماني، وتشبعت أمام المرامي، فصارت الآمال مشرقة، والذات مغربة،

إنها حقيقة الذات الممتدة إلى آخر خط من تضاريس الوجود، والمنتشرة على عوالم كثيرة تسودها قيم الضياع والتناقض....حقيقة نستشعرها حين تسمو منا ذرات من الفكر، ويصعَّد منا زفير روح وثابة تحوم حول تخوم الحقيقة، وتستشرف كونها في رحلات الحياة واللامكان..

إنني لا ادري كيف أحببت الكتابة.. ؟ ولا كيف كلف قلبي بها.. ؟ ولا كيف صارت همي الأول..؟؟ولا كيف صارت أول تفكير لي حين تلفحني النظرة... وتباغتني القدرة..؟؟.


فجأة، أو صدفة، أو قدرا، أجد نفسي بين يديها، تعتصرني كحبات العنب، وتلفني بسعيرها المتوهج.

فسواء، اقرأ في لوحة الكون، أو أتأمل في بهاء الطبيعة، أو أسمع سيمفونيا الحب، أو أستمع إلى العود والكمان، أو انظر إلى ملامح الجمال، أو أرى الخيل تختال في حلباتها، أو الغيد تتمايس في رقصاتها، أو الرذاذ يتهلل في انصبابه، أو الربيع يبشر ببهاء الطبيعة، أو الأرض تستبشر عطاءا حميدا، أو الشمس ترتعش بأشعتها اللاهية، توحي بفصل عنيد، أو البحر في هدير جبروته، أو الأمواج في زمجرتها، أو تآلف الأشجار في أعماق الجبال، أو السماء في صفائها، أو السحاب في تراكبه، أو الرعد في بروقه ... كل هذا يحكي عندي قانون الخلقة، ويسر لي بأسرار الطبيعة، ويوحي إلي بأن من وراء هذه الأشياء فطرة لا يعرفها إلا الكاتب والشاعر.

فهل صرت أقدر الناس على تصويرها؟؟ وهل امتلك الجرأة على اللعب في ميدانها...؟؟ أم لا أستطيع الظهور في عالمها، أو الاختيال في مضمارها، ربما قد وثقت من بعض التعابير التي منحتني في صفو القريحة، أوربما نالني غرور يقربني من نهايتي مما لمحت بحدسي من ظلالها الزائلة، لكن يكفيني، أنها لفعت ذاتي بلظاها، وأضرت بي حمى فحيحها.

يكفيني أن أتلوى في دوربها، وأتكسع في أسواقها .

يكفيني أنها سرقت مني بهجة حياتي، وسطت على سعادة انتشي بها في كياني ، فهل ستنزاح غمامتها...؟؟؟ وهل ستترك بصمات على جرداء ذكرياتي...؟؟؟ وحين تودعني بنزول المعنى إلى أطباق الثرى, وكسوف اللفظ في غمامات الأفق المظلم، ستهب رياحي العاصفة، وتهطل أمطاري الناسفة، لتملأ فضاءات الكون بالنحيب والعويل، إنها مكاشفة لمأساة الكلمة في زمن اللاكلمة.

ابراهيم الوراق
25-01-2007, 08:41 PM
رموز تعيش هنا..!!
نظرة حول الكتابة
أدركته نغمة من وتر، فأحس بكيانه ينهار، شعر بان عبقا يجذبه، أو تيارا يخنقه، يا له من عمق وغور.
بعد هجعتها في دوحة النور، ورقدتها في مكين القرار، يوقظني قلمي الشاعر لأدغدغ أحاسيسه، يستجدي من هباء عقلي، -وأنا مرهق ثمل ولسنوات طوال- ذرات تفكير بسيط متهالك في استنشاق جنوب الحرية، ينتظر مني أن أسطرها فقاعات على الجليد، أرسلها زعانف تسبح في بحر هجرانها العنيف، أنا شاعر عجيب، لا يروقني من الفتيات إلا من تستلين لي بعد حراج، يعجبني أن أصارع المحال، ويؤلمني أن لا أشاكس وأعاند الثلوج.
إنني أحتقن الدماء بين شرايين غضبي، أسائل نفسي كيف أكون هكذا ؟؟ في ظهور وكمون، في سياحة وركود، سألت حزان اليهود فهو يقول لي: لا تشاغب، سألت عمي الفقيه، فهو يقول لي: لا توارب، وأنا أقول بعد صراع مرير، لأسلم للخرافة فأقول: يا قارئ الكف من أنا ؟؟ لم يجبني إلا بطلسم أسمعني صوتا من عالم الأشباح، ضمير العقل، وعقل البصيرة، ويقين المريد، ألفاظ تبعث في القلب شوقا كامنا يطلب عراكا مع العين الممتدة إلى اللامتناهي، كيف أحكي عن حلم يخنقني بلظى سعيره ؟؟ ويلهمني هوسا يجعلني فحمة في جحيم حياة لا تهاب منها وحدة الاحتمال !!! ، استهلك في عمق الدواة كلماتها، وانحر على سماء المجهول كل ألفاظي وكلماتي، معجم تنبطح فيه عباراتي هلكى بين دفاتري، أسقطها أوراقا من شجر الزيتون، ارصفها بين ذكرياتي الفائضة غزلا لليوم الخالي، يوم رأيت فيه الحبيب فأبى إلا الخيانة والإغراء .
أتتني كلماتها في شهوة الرقص، تصفعني، تلطخني بمداد محبرتي، تبصق على وجهي ألفاظا متشاكسة، تمتزج بقلبي، بروحي، بفنائي في نهاية النهاية، يوم لا كان ولا مكان، حيث التهافت على مسقط التهافت الذي لا يخل إيقاعه بعذرية المقام والمكان.
اسأل نفسي كيف أكون هكذا ؟؟
لماذا أحببتها ؟؟ لماذا استهوتني ؟؟ عباراتها الأولى نادت قلبي، فاستجاب لها عقلي ؟؟ أعود عودة المنهزم، لأسائل عقلي عني، كيف دخلت إلى عشها ؟؟ كيف اصطادتني إلى وكرها ؟؟ ليتني ما احتضنتها على مائدة الطهر ، ليتني ما قبلت خدها المتورد ، ليتني مانعتها يوم أبت إلا الجلوس على أريكتي، وهي تقول حبيبي، شعرت بفقر دم العاطفة في إحساسي، وعانيت مشرط الطبيب وهو يجوسني حول أوهام الخلاص !!!
كلمة لا اسمعها إلا في عالم الغربان، ولا ينطقها إلا ذاك الشبح المخيف !! وضعت جلبابي على عويتقي، رفعت رجلي لامتطي صهوة السرير، ليتها مانعتني، وليتني مابرحت دائرة الجبل، أدركت السر بعد مرور ردح من الزمان ، انتفضت من بين يدي، فتحتها كوة بين أطباق الهواء، تسللت من بين يدي كذرات أذهلتني رؤيتها منتفشة كظل الزوال.
وضعت بين يديها وردة حمراء، هدية لها في يوم عيد الحب، ردتها صفعا على وجهي، وصوتا أبعدني في غبار السنين، فقل لحقيقتي أين كعبتي ومتجهي ؟؟؟ بكيت كالطفل الذليل، وتبلوت أناشيدي صفة تظهر علة ذاتي، عبدت ذاتي حين صرت كالهباء بين الأكوان، ناشدتها أيام الصفاء، ولحظات الأنس، وولوت بكلام قاذع، أرسلته سما زعافا، عانقته في فضاء الشتم، فأغرقني في عالم الأوهام، ليتها ما تكلمت.
ودعتها بطرف مريض، يحكي اتصالا، ويندب انفصالا، وأنا أقول: ليتني كنت جمرة، لتني كنت دخانا، ليتني كنت شعاعا، ليتني كنت بركة ينزفها الرشاء، ليتني كنت صوتا يحمله الصدى، ليتني كنت أسطورة تحكي عن عالم النسيان، ليتني كنت شرابا يحتسى في أيام الأعياد.
هكذا رأيتها يوم الأحد في كنائس الكون، بثوبها الأسود، هكذا رأيتها في شراشيف الزمان،
بقماشها الأبيض، هكذا رأيتها في مقابر المسلمين بخمار على الرأس، هكذا رأيتها عاهرة بسروال الجينز ، وفوح العطر ينتشر من بين الأكمام، تمشي، تتأود، تنعطف هنا على الرصيف، وأنا أهذي على الضفة الأخرى بكلام يصعده نفس السجائر، سامقتني بنظرة، هدأت العاصفة، ثم أسرعت الخطو نحوها، فتنكبت عن العين، تستدبرني بعفوية، تعرض علي تفاصيل جسمها الناعم ، قد ممشوق،أقول نعامة، أم طاووس، لا ادري من منهما يعجبك يا حبيبي !!!
استدررت في مأساة ضحكتها المتهالك، وأنهضت بعيونها الوامضة، عاطفة راكدة، ومربعا منسيا في ذاكرة اليوم الخالد، نسيَتْ أنني بين يدي قاضيها،.
أٌقول: أيكفيك في إدانتي أن ترى عيناي تصارعان الدموع ؟؟
رحماك، رحماك،
ما حن مني الفؤاد إلا لجمرة تتقد بعين فاترة تتمطط كالبركان، تسير سير الولهان، تنخرط في جسمي كإبر المأساة.
انتهيت إلى مخبأ عتيد، أغلقت عيني على المشهد، فأسدل الستار، فراشة تحن إلى قناديل النور، تبتلع أريجا ألفناه صغارا قبيل مجيء الغيوم.
فلا فوح إلا فوح الأكباد، ولا ألم إلا غصة تحرق الحلقوم، مددت يدي إلى خيالها، صافحتني ببرودة أحسست أن طارقا يقول لي: وداعا وداعا هذا سر من الأسرار.

ابراهيم الوراق
25-01-2007, 08:44 PM
عزيزي لست أنت من يحكم على كلماتك لا
دع قرّاءك يحكمون
وإذا سمحت لي أن أكون قارئة لحرفك فاسمعني:
أجد عذوبة في حرفك تروي ظمأ قلبي
وتسقي قفار روحي
أرى روعة منسابة في كلماتك تبدد عتمة ليلي وتنير ديجور حياتي
أستشعر رقة في تعابيرك المرهفة تؤنس وحدتي وتعيد لي ذكريات دفينة
اكتب واكتب واكتب
ولا تظلم قلمك معك
ولا تظلم عشاق حرفك
كلنا وخزتنا اشواك الحياة كلنا تعذبنا و تأرجحنا على اوتار الحزن
لكن علينا ان نتغلب على احزاننا ونجعل من أقلامنا سيوفنا نحارب بها الألم
تقبل مروري الثالث على متصفحك
اتمنى أن لا أكون أثقلت عليك بكثرة المرور
تحياتي لك،
سيدتي بل مرورك حياة روح ألمت بها لواعج عدة،
ففيه،
بلسم شاف من أوام العلة المزمنة بقلبي،
ففيه،
ترياق للجنون الذي يصرعني بكلماته،
ففيه،
روح ويحان أشتمه في غور ذاتي،
ففيه،
ساعات الأمل المنتظر بين دفات الثواني والأعداد،
ففيه أنا،
أتمنى أن لا تبرحي دائرتك بمرورك المتكرر،
عرج على ربعي فهو خراب بدونكم،
لكم مني جميعا مودة وصفاء ومحبة.

ابراهيم الوراق
26-01-2007, 08:08 AM
لماذا لا تموت كلماتنا ونضحى كأننا لم نتكلم ؟؟
لماذا صارت العجمة طبعا في عقولنا ؟؟
إنني لا أبكي على كتابات كثيرة ننثرها على ماء هذا البحر ،
فتأتي أمواج غاضبة تستبيحها بالمسح والتشويه ،
ولكن أبكي شوفينا الحظ الموبوء،
أطنان من الكلمات تتغنج في حالها،
فنكتبها في مدراة الأحلام،
تالله لو كانت متفجرات لأغرقت الأرض دماءا وأشلاء ،
لكنها كانت كلمات نخرجها من جؤجؤ حروفنا ،
نستنبتها في بلاقع تفكيرنا ،
وحين نعرب عنها، تلعن الأرض التي أنبتتها،
كم من كلمات في مشيمة أرحامنا ، لم يلد بعد نجمها ،
لكنها لا محالة ، ستجهض قبل رؤية حبل الحياة في أرحامنا ،
إنني أخاف أن ينالها من بؤس الحياة ما نالنا ،
الكاتب لا يموت ،
الكلمات لا تموت ،
الأفكار لا تموت ،
لكننا نخونها،
خيانتها أن نفرغها في قاع الصفحات ، ولا تجد لها مصفقا ولا ولا قاليا.
إنني قد صادفت كثيرا ممن صارت الكلمة نعتا عليهم ،
فلا تمرلي معهم ساعات ، إلا ونعوا فيها أنفسهم بين الوجود الموهوم ، وبين الواقع العليل،
وجود مرفوض ، وحضور مفقود ،
فماذا نملك ؟؟
أهل نتنظر من رحمات دعوات القراء أن تمدنا بعشق الكتابة ؟؟
أم تنتظر من سراق الكلمات ، أومن المتبضعين بها ، أو من المشترين لها ، او من المنتحلين لها ، أو من المتظاهرين بالعشق ، أن يمنحونا حبا لربات الخدور من بنيات أفكارنا ؟؟
إنني سئمت القارئ العربي ، فلا الحب منحونا ، ولا العاطفة اشبعونا .
ومللت من مراحل المخاض التي تصيبنا حين نقتلع صخرة من وهاد تفكيرنا ،
وضجرت من كل تفكير يقرب صورتي إلى هذا الإنسان ،
صخب معه ألف حساب لكل إبداع ،
وهل سيسعفنا الحظ فيما بعد لإخراج مكنوناتنا ،
أم سأموت وتكسف معي كلماتي إلى أطباق الثرى .
إرحميني

ابراهيم الوراق
26-01-2007, 08:10 AM
سأرمي بكل أوراقي،
وسأقذفها في هذا اليم،
وحين تعود نوبة الضمير،
أولول على العز الفائت،
أتمنى التوفيق لكل قرائي.

ابراهيم الوراق
26-01-2007, 11:46 AM
آهات الذات !!!!


--------------------------------------------------------------------------------



يجلس على كرسي خشبي قديم بلونه ونقشه،
يسرح فكره المنتحب في سهوم،
ويرسل نظره الحائرفي شرود، يستكشف جمال المكان، ويختبر باطن الأشياء،
صور معلقة لخيول عتيقة، تخيلها تسعى في حلبتها، تتمايس في رقصتها، تزهو في دلالها.
وحدائق مونقة، تبدو له بأزهارها وورودها عرصة زاهية،
قلل قديمة متدسمة بقدم السنين، تكسوها وريقات الحبق بالجمال،
وباب منقوش برموز سريالية لا يجيد قراءتها،
وأرض ملبطة بزليج أندلسي،
وأرصفة مرصوفة بأزير وريحان.
وفي وسط المكان نخلة فارعة ، تحنو لهبات النسيم، وتتراقص في الفضاء،
وسكون يلبس المكان بهاء.
لم يدر كيف استدارت موجات دماغه الهائجة إلى عاقل متأمل،
وكيف استحالت نظراته الباطنية إلى أسئلة مفزعة،
تستفسر ملامح الوجود، وتسأل عن مخزون الطبيعة،
وكأنها تلح عليه في غور تجربته الوجودية،
بأن يقرأ الأشياء بقراءة أخرى، ويركب للوجود تعريفا جديدا، يستوحيه من سرحانه في عالمه اللاماورائي.


ويخترق المكان صدى أغنية لأم كلثوم وهي تغني من رباعيات الخيام،
ويشعر بآفاق مفتوحة توحيها إليها كلمات الأغنية،
ويحس بأن التفسير الذي يبحث عنه عقله لذرات ما يرى،
يغيب في صحو عقله، فيرغم نفسه على البقاء شاردا،
فيتكلف الشرود حتى يحس بأنه في غيبوبة،
لكنه يصطرع بفراغات معتمة في ذاته، ومناطق مدلجة في وجوده،
فيقول في عقلانية الفيلسوف، وانسياب الشاعر:
أنا موجود في هذا الكوكب الكريه بين آطام ذاتي، أستفسرها حينا بعد حين من أنا؟؟
فلا تجيبني،
وأكرر عليها السؤال مرات فتتجاهلني،
فمن أنا ؟؟
حيرة تصهر ذاتي في محرقة الوجود،
وصورة تتشظى آدميتها بين ذرات الكون،
وقطعة شاردة بين رمال الوديان،
وجوهرة مقذوفة في صحراء التيه، تبحث عن وجودها تحت ركام الطين، وغبار الذات.
غريبة، كريهة، تبحث عن ضالتها في لجة البحار.......
فتحملها موجات العناء إلى سطوح اليأس.
وتعود لجوار الأسى والحزن،
وتؤوب إلى رغباتها في ديجور الغيبة،
تشق الحياة، ترسم الخطوط، تضع الأهداف، تبني الوهم،
طفل صغير،
بكاء، صخب، لعب، حزن،
يقبع بالكوع، بالدماغ، يشل الإرادة، يخمر العقل،
وتبلغ الآمال ذروة النشوة،
فتحترب الأفكار،
فترى الوجود سرابا، والحياة خداعا،
ثم تختمر بداخلها ضمائر سوداء،
واأسفاه!!!
إنها متعة الغياب،

شرود الذات لها ثمن، !!!!
أنا عدم بلا وجود، فقد بلا حضور، بعد بلا قرب، فارس بلا صهوة،
وآفاق مفتوحة بلا حقيقة، ولذات بلا نهاية،
واغتراب في زمن الروح.
لذتي في غيابي، وحيرتي من سكوني، وحياتي في ذاتي، وراحتي من حضوري
سكر يفقدني أسئلتي،
استفهاماتي،
ينسيني وجودي،
وأنا عذابي من نسيان مرافئ روحي، ومغاني ذاتي،
فهل سأحتار غدا في أغوار البعاد ؟؟ أهل سأعود صاحيا بلا غيبة؟؟
وتهب نسائم الأمل، وتنفح في الذات روح الحقيقة،
فيرى الوجود مبتسما، وسيرا بلا كلل، وعناء بلا ضجر، وحقيقة من وراء هذا الجبل.

ابراهيم الوراق
26-01-2007, 09:23 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخ الفاضل الأديب ابراهيم الوراق
" أصداء الروح " , نص أدبي رائع بامتياز , قدّم تمازجا موفقا بين الحالة النفسية
وتقلباتها , والبوح الأدبي الراقي , في مجموعة من الخفقات الوجدانية , كل منها
يمثل صورة نابضة , انها قصيدة شعرية , شديدة الوقع والتأثير , استخدمت فيها
لغة ملوّنة , وصياغات مدروسة النسج .
تقبل احترامي
أخوكم
السمان

أخي محمد حسن السمان

والله العظيم يعجز قلمي، ويخرس لساني عن شكركم،
فماذا أقول لكم،
وعجزي دليل على قول ما أضمر،
دمت ودمت ودمت ودمت،
فلا أعدمك الله نورا ولطفا.......
لك الود خالصه.