المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : &الفلسفة الوجودية&



سحر الليالي
28-01-2007, 01:15 AM
الفلسفة الوجودية

تعريف بالوجودية:

نمت الأفكار الرئيسية التي دارت حولها الفلسفة الوجودية من التأزم العميق الذي عاشه الإنسان بكل وجدانه نظراً لوجوده في عالم مهموم، عالم لا مخرج له مما هو فيه، عالم منغلق. لكنها ولدت من الثورة على هذا الانغلاق، ومن توكيد قدرة الإنسان التي لا تقهر على مقاومة العدم، وإعطائه معنى وتجاوزه.

وقد عبر سارتر عن الفكرة الجوهرية في هذا الشأن بقوله: ( كان لابد أن يشعر جيلان بوجود أزمة في الأيمان وأزمة في ميدان العلم، لكي يصنع الأنسان يده على تلك الحرية الخلاقة التي كان ديكارت قد أودعها بين يدي الله وحده، ومن أجل أن يطمئن الناس أخيرا إلى تلك الحقيقة التي تعد الأساس الرئيسي في كل نزعه إنسانية وهي: أن الأنسان هو الوجود الذي يتوقف وجود العالم على ظهوره).

أن الفلسفة الوجودية حينما قامت إنما جاءت مناقصة صريحة وعاملة في اتجاه مضاد لتلك الحركات الجماعية وتلك الفلسفات التي تدعو إلى صب الناس في قوالب معينة من ناحية الاعتقاد والتفكير وأسلوب الحياة ونوع السلوك. فهي فلسفة في وضع مقابل لكل حركة تقيميه، ولكل مشروع جماعي ولكل طائفة تتخذ ضروباً معينة لا تتعداها من القواعد والآراء. يقول ياسبرز: (يكفي للفرد أن يوجد، فبهذه الواقعة نفسها نتجاوز الموضوعية. وهذا هو مبدأ كل فلسفة للوجود. ولا أهمية لها إلا في نظر الأشخاص الذين ارتضوا أن يكونوا أنفسهم، واختاروا الوجود الحقيقي الأصل، لا الوجود الزائف المبتذل. وهذا الوجود يبدأ من الصمت، وينتهي بالصمت، وغايته الوحيدة هي التعبير عن الوجود والوصول إلى الوجود ).

وأهم خاصية تميز هذا النمط من التفلسف هي أنه يبدأ من الإنسان ولا يبدأ من الطبيعة. إنه فلسفة للذات Subject، أكثر منه فلسفة للموضوع Object فالذات هي التي توجد أولاً… والذات التي يهتم بها الوجوديون ليست هي الذات المفكرة، بل هي الذات الفاعلة، الذات التي تكون مركز للشعور… الذات التي تدرك مباشرة وعينياً في فعل الوجود المشخص.

يرى مارسيل أنه حينما يشعر الإنسان بالاغتراب وما يصاحبه من يأس وقلق، يشعر في قرارة نفسه بالحاجة إلى الوجود الحق، ويتولد لدى الإنسان الإحساس بأن هذا العالم ليس إلا حيز من واقع مستور محجوب عنه. حينها يكون بمواجهة سر من الأسرار، ولا حل له، لأنه ليس مشكلة، وهو حاضر حضوراً دائماً، ونحن نشارك في هذا السر دون أن نمتلكه، ونتعرف عليه ونشعر به وبدون أن نحيط بمعرفته أو نسبر غوره تماماً.

فلذلك تتميز الفلسفة الوجودية بميلها إلى الوجود، فهي لا تبالي بماهيات الأشياء وجواهرها، كما لا تبالي بما يسمى بالوجود الممكن والصور الذهنية المجردة. إن غرضها الأساسي هو كل موجود، أو بتعبير آخر هو كل ما هو موجود في الواقع والحقيقة.

الأسلوب الوجودي في التفلسف:

إن أول ما تهتم به الوجودية هو العودة إلى الواقع الحقيقي. يقول مارسيل (أرى أنني أميل، فيما يختص بي إلى نفي القيمة الفلسفية المحض عن كل أثر لا أستطيع أن أتميز فيه ما أسميه عضة الواقع ). ويقول كيركجارد: ( فيما يجهد الفكر المجرد ليفهم المحسوس فهماً تجريدياً، نجد الفكر الذاتي أو الوجودي، يجهد على العكس ليفهم المجرد فهماً محسوساً). والوجوديون عموماً، سواء المؤمنين أو الملحدين يؤمنون جميعاً إن الوجود سابق على الماهية أو أن الذاتية تبدأ أولاً. ويقول سارتر : (لو تناولنا أياً من الأشياء المصنوعة، مثلاً هذا الكتاب أو سكينة من السكاكين، نجد إن السكينة قد صنعها حرفي، وأن هذا الحرفي قد صاغها طبقاً لفكرة لديه عن السكاكين، وطبقاُ لتجربة سابقة في صنع السكاكين، وأن هذه التجربة أكتسبته معرفة هي جزء لايتجزأ من الفكرة المسبقة التي لديه عن السكاكيي، والتي لديه عن السكينة التي يصنعها. وأن الصانع كان يعرف لأي شئ ستستخدم السكين وأنه صنعها طبقاً للغاية المرجوة منها. وأذن فماهية السكين، مجموعة صفاتها وشكلها وتركيبها والصفات الداخلة في تركيبها وتعريفها، كلها سبقت وجودها، وبذلك يكون لهذا النوع من السكاكين وجوداً معيناً خاصاً بها، وأنه وجود تكنيكي، بمعنى أن السكين بالنسبة لي هي مجموعة من التركيبات والفوائد، ونظرتي لكل الأشياء بهذه الطريقة تكون نظرة تكنيكية يسبق فيها الإنتاج على وجود الشيء وجوداً محققاً، أي أنه قبل أن يوجد الشيء لابد أن يمر على مراحل عدة في الإنتاج.

ونحن عندما نفكر في الله كخالق، نفكر فيه طوال الوقت على أنه صانع أعظم، ومهما كان اعتقادنا، سواء كنا من أشياع (ديكارت) أو من أنصار ( ليبنتز ) فأننا لابد أن نؤمن بأن إرادة الله تولد أساساً، أو على الأقل تسير جنباً إلى جنب مع عملية الخلق، بمعنى أنه عندما يخلق فهو يعرف تمام المعرفة ما يخلقه، فإذا فكر في خلق الإنسان، فأن فكرة الإنسان تترسب لدى الله، كما تترسب فكرة السكين في عقل الصانع الذي يصنعها، بحيث يأتي خلقها طبقاً لمواصفات خاصة وشكل معين. وهكذا الله فأنه يخلق كل فرد طبقاً لفكرة مسبقة عن هذا الفرد ).

ويضيف سارتر على ذلك: (أن النظريات الإلحادية في القرن الثامن عشر قضت على فكرة الله فلسفياً، ولم تقض على فكرة أن الماهية تسبق الوجود، فنجدها مسيطرة عند ديدرو وعند فولتير وحتى عند كانت فالإنسان له طبيعة بشرية، وهذه الطبيعة البشرية هي ما يصاغ عليها الإنسان، وهي ما يتسم به كل إنسان، أو يشترك في صفاتها مع غيره من البشر، وبذلك تكون الإنسانية، كلها أو أفرادها، قد خلقوا طبعاً لفكرة عامة، أو مفهوم عام أو نموذج عام يجب أن يكون عليه البشر. والفيلسوف كانت قد وصف هذه الطبيعة العامة للبشرية، بحيث يساوي بين الإنسان الذي يعيش في الغابة والإنسان المدني، والبرجوازي ويجعل الثلاثة يشتركون في صفات عامة. وهكذا نجد فكرة الإنسان في التاريخ أسبق على حقيقته… أي إن الماهية تسبق الوجود مرة أخرى. لكن الوجودية الملحدة، التي أنا أمثلها، تعلن في وضوح وجلاء تامين، إنه إذا لم يكن الله موجوداً، فأنه يوجد مخلوق واحد على الأقل قد تواجد قبل أن تتحدد معالمه وتبيّن. وهذا المخلوق هو الإنسان أو أنه كما يسميه هيدجر الإنساني، بمعنى أن وجوده كان سابقاً على ماهيته.…أن الإنسان يوجد ثم يريد أن يكون، ويكون ما يريد أن يكونه بعد القفزة التي يقفزها إلى الوجود، والإنسان ليس سوى ما يصنعه هو بنفسه ).
ويعتقد الوجوديون أن الهرب من الطريق الوجودي في البحث يعزلنا عن فهم ذواتنا فهماً صحيحاً ويجعلنا لا نواجه المشكلات الحقيقية التي تعتمد وجودنا الفردي المشخص. لأن الوجودية ترى إن الموقف الإنساني ممتلئ بالتناقضات والتوترات التي لا يمكن حلها بواسطة الفكر المضبوط والنقي. إن هذه التناقضات لا ترجع ببساطة إلى الحدود الحاضرة لمعرفتنا أو إلى ما نحصل عليه من تقدم علمي، أو إلى تفسيرات فلسفية… إنها ترجع إلى أن الإنسان حر، وهو مسؤول عن حريته، كما أنه يشعر بالندم والذنب إزاء ما يقترفه من أفعال.

ويقول هيدجر: ( الموجود كله في الوجود. مثل هذا القول يرن في أسماعنا كأنه قول مبتذل، إن لم يكن مهيناً، لأنه ما من أحد بحاجة إلى أن يهتم بأن الموجود يرجع إلى الوجود، فالعالم كله يعلم جيداً أن الموجود هو ما هو، فأي شيء آخر يبقى للموجود سوى أن يكون؟ ومع ذلك فهذه الحقيقة التي تقول بأن الموجود يبقى مجمعاً في الوجود، وإن الموجود يظهر في ضوء الوجود، هي التي أوقعت اليونانيين في الاندهاش. الموجود في الوجود: هذه هي الحقيقة التي أصبحت بالنسبة لليونانيين أكثر الأشياء إثارة للدهشة ).

ربما حكمت الأجيال القادمة بأن أعظم إسهامات الفلسفة الوجودية تألقاً وأكثرها دواماً إنما يوجد في دراستها لموضوع آخر لا يزال يتكرر وجوده في كتابات أصحابها وهو : الحياة العاطفية للإنسان، وهو موضوع أهمله الفلاسفة، وأسلموه إلى علم النفس فكلما سيطرت على الفلسفة الأنماط الضيقة من العقلانية.. اعتبرت العواطف المتقلبة، والأمزجة والمشاعر التي تظهر في الذهن البشري، شيئاً لا يناسب مهام الفيلسوف، بل حتى بدت عقبة في طريق المثل الأعلى للمعرفة الموضوعية. غير أن الوجوديين يذهبون إلى أن هذه هي بعينها الموضوعات التي تجعلنا نندمج بكياننا كله في العالم وتتيح لنا أن نتعلم عنه أشياء يتعذر علينا تعلمها عن طريق الملاحظة الموضوعية وحدها، ولقد زودنا الوجوديون من كيركجارد إلى هيدجر و سارتر. بتحليلات مشوقة لحالات وجدانية: كالقلق، والملل، والغثيان، وحاولوا أن يبينوا إن مثل هذه الحالات ليست غير مغزى فلسفي.

بعد انقضاء الحرب العالمية أصبحت الوجودية حديث الساعة في كثير من البلدان، ولقد حظيّ مؤلف ( الوجود والعدم ) جان بول سارتر بنجاح كبير، وهو مُؤَلفْ بالغ الصعوبة ينم عن إلمام عميق بتاريخ الفلسفة إذ أن التحليلات الفلسفية التي تضمنها هي من الصيغة الاصطلاحية ومن التجريد بحيث يعسر فهمها على غير المتخصصين من ذوي الثقافات الراسخة.

إن الوجودية هي فلسفة تتصدى لمعالجة تلك المشاكل الوجودية، وهي مشاكل إنسانية تتناول مدلولات الحياة والموت والمعانات والألم إلى جانب قضايا أخرى، بيد أن الوجودية ليست هي التي ابتدعت هذه المشاكل، فهي مشاكل تقليدية عرفها الفكر الفلسفي وبحثها في جميع العصور. فلقد تناولها من قبل كثير من المفكرين من أمثال القديس أوغسطين وباسكال والناقد الأسباني ميجوويل دي أونامونو والروائي الروسي دوستويفسكي والشاعر والألماني ريزماريا ريلكه، فأن جميع هؤلاء الكتاب والشعراء قد عالجوا في مؤلفاتهم مختلف القضايا الإنسانية وعرضوها في قالب بليغ، ومع ذلك فأننا نخطئ حين نضمهم إلى فلاسفة الوجود.

وقد عبر سارتر قائلاً ( في حوالي عام 1880 عندما حاول بعض المدرسين الفرنسيين أن ينشئوا أخلاقاً علمانية كانوا يقولون شيئاً من هذا الكلام: القول بوجود الله فرض لا غنى فيه ومبهظ، ولهذا فأننا نلغيه من حسابنا، ولكن من أجل أن تقوم ويقوم مجتمع ويشيد عالم يخضع للنظام أن تؤخذ بعض القيم مأخذ الجد، ولا بد أن ننظر أليها أنها ذات وجود أولي،… على العكس من ذلك تماماً، فأن الوجودية ترى أن افتراض عدم وجود الله سيؤدي إلى عاقبة وخيمة… وذلك لأن كل القيم التي كان من الممكن أن يقول بوجودها كمقولات مفارقة ستختفي معه… ). وكان دوستويفسكي قد كتب يقول ( إذا لم يكن الله موجوداً، فسيصبح كل شئ مباحاً ).

كانت هذه هي نقطة البداية في الوجودية.
يتمرد الوجوديون، عادةً على الوضع القائم في مجالات كثيرة، في اللاهوت والسياسة والأخلاق والأدب، ويناضلون ضد السلطات التي يقبلها الناس وضد الشرائع التقليدية. حتى الوجوديون المسيحيون نادراً ما يكونوا معتدلين، فقد توج كيركجارد حياته بهجوم مرير على الوضع الكنسي القائم في الدنيمارك، ويعتقد معظم الباحثين أن هذه المرحلة الأخيرة من علمه لم تكن انحرافاً في تفكيره وإنما هي نتيجة منطقية لتفكيره المبكر. أما الوجوديون غير المتدينين فأنهم يسيرون بالتمرد إلى آفاق أبعد من ذلك بكثير، حتى لقد أطلق على هيدجر وسارتر وكامو، في بعض الأحيان أسم العدميين.


منقول /ماجد محمد حسن

سحر الليالي
28-01-2007, 01:24 AM
فكرة الوجود :

الوجود والماهية :

إن الوجودي لا يهتم بوجود الوجود وحده، بتجريده مما هو، لتركيز تفكيره على عملية وجوده بل أن هدف الوجودي، كما يقول مارسيل (هو إبراز وحدة الوجود والموجود، تلك الوحدة التي لا انفصام لها). ويقول أيضاً (هذا الوجود الذي يتخذ جسداً مشتركاً مع الموجود ).
أن التمييز بين الوجود والماهية من أقدم المسائل التي درستها الفلسفة وقد طبق هذا التمييز على أوسع نطاق، كانت له نتائج غاية في الفائدة، فالقول بأن شيئاً ما موجود يشير ببساطة إلى واقعة وجوده هنا أو هناك، فالوجود يتسم بالعينة والجزئية وبأنه معطى محض كذلك. فالعملة الفضية الموضوعة على المائدة موجودة بوصفها أحد أشياء العالم، ووجودها ماثل أمامي بوصفه واقعة ينبغي قبولها. وليس في استطاعتي أن أرغب في وجود هذه العملة أو في حذفها من الوجود، على الرغم من أنني أستطيع أن أغير من الشكل الذي توجد عليه. ولكن ما أن نتحدث عن الشكل الذي توجد عليه، حتى نكون قد بدأنا بالفعل في الانتقال من الوجود إلى الماهية. وإذا كان وجود الشيء يرتبط بواقعة أنه موجود فأن ماهيته تعتمد على واقعة (ما هو) فماهية موضوع ما تتألف من تلك السمات الأساسية التي تجعله موضوعاً معيناً، وليس موضوعاً آخر.

فالاشتقاق اللغوي: أن الفعل يوجد مشتق من الفعل اللاتيني (كان). يعني أصلاً (يبرز) أو ينبثق ومن المرجح إذن أن هذا الفعل كان يعطي إيحاء أكثر إيجابية مما هو عليه الآن. بمعنى أن يوجد الشيء هو أن يبرز أو أن ينبثق خلفية معينة بوصفة شيئاً موجوداً هناك وجوداً حقيقياً. ولو وضعنا هذه الفكرة في صيغة فلسفية أكثر لقينا إن معنى أن يوجد الشيء هو أن ينبثق من العدم. غير أن فكرة الوجود قد أصبحت في وقتنا الراهن أكثر سلبية بكثير، إذ أصبح المعنى الذي نفهم به كلمة يوجد أقرب بكثير إلى ملقى به حولنا في مكان ما بدلاً من يبرز مكان ما.

فالقول بأن شيئاً ما موجود يعني أننا سوف نلتقي به مصادفة في مكان ما من العالم ولو قال أن، وحيد القرن موجود، فأنه يعني بذلك أنك في مكان ما من العالم سوف تلتقي بوحيد القرن إذا ما بحثت عنه بحثاً طويلا وشاقاً بقدر كاف. وبتعبير أدق في مكان ما من العالم الذي استخدمناه مرتين في هذه الفقرة لا يأتي عرضاً فيما يبدو، إذ أمن كلمة يوجد تدل على أن للشيء مكاناً وزماناً في العالم الفعلي… لكن هنالك مشكلة أخرى يثيرها تعبير وجود الله فما الذي نعنيه بقولنا أن الله موجود…؟ أن الله أياً كان تصورنا له، ليس موضوعاً يوجد داخل العالم على نحو ما توجد الأشياء، حتى لو قلنا أنه محايث، وكامن في العالم بقدرٍ ما، فهو بالتأكيد ليس أحد أشياء هذا العالم. فالقول بأن الله موجود لا يمكن أن يعني أن هناك احتمالاً للالتقاء به مصادفة في العالم على نحو ما يلتقي المرء مصادفة بوحيد القرن. فأن ما تتميز به طريقة الوجوديين في استخدامهم لكلمة الوجود هو أنهم يحصرونه في ذلك النوع الذي ينتمي إلى الإنسان.

إن فلسفات الوجود انطلقت من تأملات كيركجارد الدينية في جوهرها وكيركجارد هو هذا الفرد الذي يشعر عن طريق خطأه أنه أمام الله. وأن شعور المرء بخطئه، هو شعوره أنه أمام الله أصلاً، وأن فكرة ( الوجود أمام الله ) هي مقولة أساسية في نظر كيركجارد. إن الفرد هو الوجود، والله هو العلو. فما تحت أبصارهم، أن هو إلا الوجود في علاقته مع العلو. أن الفكر في نظره، يشعر في أعلى درجاته بصعوباته، دون أن يحاول الحيدة عنها. أن فكرنا أمام الأخر المطلق في حالة من التناقض والتمزق بالضرورة. أن العالي الآخر على وجه الإطلاق. أي الله إنما هو بمعنى الاشتقاقي للكلمة. بيد أن لي من ناحية أخرى، علاقة بهذا المطلق بل أن هذه العلاقة القوية بالمطلق بالذات، هي التي تجعلني موجوداً. وفي كثير مما كتبه كيركجارد، نرى أن الموجود يعتقد أيضاً، أن المنطق لا يوجد إلا بهذه العلاقة التي يرتبط الموجود بها معه. فإذا ما فصلت فكرة الله عن توجهي نحو الله، فلن يعود هنالك وجود لفكرة الله في الواقع. وفي هذا يكمن الافتراق الأساسي: أنني في علاقة، بل في علاقة مجهدة قوية، بشيء من الأشياء لا علاقة لـه، وهذا الافتراق ذاتـه هو الذي يحدد الوجود، بقدر مـا يمكن له أن يتحدد. لقد كتب كيركجارد: ( لا يمكن لامرئ أن يؤكد على الوجود بقوة أكبر مما فعلت ). ويقول أيضاً ( أن المسيح لا يعلم، بل لا يعلم أنه موجود ). ويضيف من ناحية أخرى: ( أن الوجود يوافق الفرد، الذي هو في تعليم أرسطو، كل ما يبقى خارج دائرة المفاهيم ).
ويقول ياسبرس: (أن كلمة وجود هي أحد مرادفات كلمة واقع، بيد إنها قد اتخذت وجهاً جديداً، بفضل التوكيد الذي أكده عليها كيركجارد فأصبحت تدل على ما أنا إياه بصورة أساسية ذاتي). ويقول أيضاً: (إن الواقع قد دخل في تاريخ طويل أبتدأ من بداية غامضة في نتاج كيركجارد). وأيضاً: (ليست كلمة وجود إلا إشارة غايتها أن توجهني نحو هذا اليقين، الذي ليس يقيناً ولا معرفة موضوعية، بل نحو هذا الوجود الذي لا يمكن لأي شخص أن يؤكده لذاته بالذات ولا لذوات الآخرين. ) وكما تبيين من قبل: كان عند كيركجارد كلمة الوجود تعني أساساً للوجود العيني الفريد لشخصية الموجود البشري الفرد. فالموجود أذن هو الجزئي العارض الذي لا يندرج ضمن مذهب أو نسق يبينه الفكر العقلي. أما المذهب الماهوي كما عرّفه كيركجارد في الهيجلية فيحاول أن يسلك الناس والأشياء جميعاً في بنية عضوية يتم فيها تجاوز المتناقضات … فالإنسان يرتبط بداخله، على نحو ينطوي على مفارقة بين المتناهي واللامتناهي بين الزماني والأبدي، والفكر يعجز عن أن يجد في هذا شيئاً ذا معنى أو عن الجمع بين هذين الجانبين، من كينونة الإنسان في كل متكامل، أن الوجود ليس فكرة ولا ماهية يمكن تناولها عقلياً. والحق أن الإنسان يتحول إلى ما هو أدنى من الوجود البشري أن هو سمح لنفسه ولكينونته بأن تستوعب في تخطيط عضوي للوجود، أو في نسق فكري عقلي، بل أن هو سمح لنفسه ولكينونته على وجه الدقة بأن يوجد وجوداً بشرياً وبأن يظهر على أنه شخص فريد على نحو ما هو عليه، وبأن يرفض بإصرار وعناد، أن يستوعبه مذهب ما.

ويقول جابريل مارسيل ( لا يمكن للمرء أن يقول، أن لي بدناً، والبدن ليس أداة، وعلى العلاقة القائمة بين الروح والبدن، والتي لا يمكن تحديدها لأمر من الأمور إنما أنشئت العلاقات الأخرى ما بيننا وبين الموضوعات الخارجية، أنه لا ينبغي لنا أن نفهم العلاقة القائمة بين الروح والبدن، على نمط هذه العلاقات الأخرى، التي هي مشتقة منها خلافاً لذلك. ويرى مارسيل أيضاً ( أنه ما من ماهية عقلية لذواتنا، وإنما هناك ماهية وجدانية، وهي عبارة عن حضور ذاتي لذاتي، ونوع من الماهية المقنعة، كما أن كل قيمة هي ماهية مقنعة ).
ولقد أستخدم هيدجر مصطلحات ثلاثة في محاولة لتجنب الخلط حول كلمة الوجود.

المصطلح الأول فهو يدعوه الوجود المتعين ( الوجود هنا أو هناك ) وهو مصطلح يستخدم عادةً للدلالة على أنواع مختلفة من الوجود ولكن هيدجر يقصر استخدامه على الوجود المتمثل في حالة الإنسان.

والمصطلح الثاني مصطلحاً يقترحه هيدجر هو ( الحضور المباشر أو الحضور في متناول اليد )، يعني أنه شيء يمكن أن يلتقي به المرء في العالم مصادفة.

المصطلح الثالث الذي أستخدمه هيدجر هو (الوجود البشري) وهو تحديد للكينونة، ويخصص للوجود المتعين وحده ويضيف هيدجر فيقول: (أن ماهية المتعين تكمن في وجوده ). أي أنه يعني ماهية الوجود المتعين لا تتألف من خصائصه بل من الطرق الممكنة لوجوده ).

ويعّرف سارتر الوجود على أنه: ( الوجود الفردي العيني هنا والآن ). ومصطلح سارتر ( الوجود لأجل ذاته يعرف من خلال فكرتيّ السلب والحرية، فما هو لأجل ذاته، يظهر في الوجود أو ينبثق، بأن يفصل نفسه عما هو في ذاته وما وجود بذاته وهو وجود ماهوي. أما ما هو لأجل ذاته فهو حر في اختيار ماهيته، لأن وجوده هو حريته ).
ويصور لنا جان بول سارتر في روايته الغثيان، من خلال بطل قصته (روكنتان)، الذي اكتفى حتى ذلك العهد، بأن يراقب الأشياء وكيف هي أو اكتفى، بتعبير أبسط باستخدام الأشياء وهنا هو يكتشف الوجود فجأةً. ( إذن، كنت جالساً في تلك الساعة، على مقعد من مقاعد الحديقة العامة. وكانت جذور شجرة الكستناء تغوص في الأرض، تماماً تحت مقعدي، وكنت قد نسيت أن تلك جذور. وتلاشت الكلمات ومعها معاني الأشياء ووجوه استخدامها، والمرتكزات الضعيفة التي خطها الناس على سطحها. إذن كنت أجلس، منحني الظهر قليلاً منكس الرأس، وحيداً في مواجهة هذه الكتلة السوداء المعقدة، وهي جامدة تماماً تبث الذعر في قلبي ثم ألّم بي فجأةً هذا الإلهام: وكأن هذه الرؤيا قطعت أنفاسي. وقبل هذه الأيام الأخيرة، لم أحس قط بما تعني كلمة وجود، إحساسي بها الآن. غذ كنت كالآخرين، الذين يتنزهون على شاطئ البحر في ثيابهم الربيعية، وكنت أقول مثلهم : البحر لونه أزرق، وهذه النقطة هي بيضاء وهذه هي قبرة تحلق في الفضاء، ولكنني ما كنت أحس بأن هذه الأشياء توجد، بأن القبرة هي قبرة موجودة. أن الوجود يتخفى عادةً ويخبئ نفسه، فهو هنا حولنا وفينا، وهو نحن، ولا نستطيع لفظ كلمتين دون أن نتحدث عنه، وفي النهاية لا نستطيع لمسه، وإذا كنت أظن أنني أفكر فيه، تبين لي أنني لم أكن أفكر في شئ فقد كان رأسي خالياً، أو كان فيه واحدة هي كلمة الكينونة، أو كنت أفكر… ماذا أقول؟ وحتى حين كنت أنظر إلى الأشياء كنت بعيداً جداً عن التفكير في أنها موجودة : إذ كانت تلوح لي وكأنها إطار أو زينة فآخذها في يدي وأستعملها أدوات. وقد أتصور مقاومتها، ولكن هذا كله كان يحدث على سطح الأشياء وفي قشرتها الخارجية دون أن يغير شيئاً من طبيعتها، ثم إليك ما حدث : رأيت فجأةً كل شئ. وكان ذلك جلياً كالنهار. لقد كشف الوجود النقاب عن وجهه فجأة وتخلى عن صيرورته اللامبالية. بوصفه صنفاً أو نوعاً مجرداً. وأضحى لحمة الأشياء نفسها، وهذه الجذور أضحت مغرقة بالوجود.
وقد عبر ياسبرز عن الوجود إضافةً لما ذكرت سابقاً بقوله ( أننا نجد الوجود بوصفه التجربة غير المبنية على تفكير لحياتنا في العالم، إنها تجربة مباشرة وبغير تساؤل : وهي الواقع الحقيقي الذي لابد أن يدخل فيه كل شئ ليصبح واقعياً بالنسبة لنا … إننا لا نتغلب قط على الرهبة التي نشعر بها في عبارة أنا أوجد …

ويشير ياسبرز إلى ثلاث نقاط بخصوص مصطلح الوجود :
1- الوجود ليس لوناً من الوجود بالفعل وإنما هو وجود بالقوة. بمعنى أنني ينبغي إلا أقول أنني موجود بل ممكن. فأنا لا أمتلك ذاتي الآن، وإنما أصبح ذاتي فيما بعد.

2- الوجود هو الحرية … لا الحرية التي تصنع نفسها ويمكن إلا تظهر، وإنما الوجود هو الحرية من حيث هي فقط هبة العلو التي تعرف واهبها. فليس هناك وجود بغير علو.

3- الوجود هو الذات الفردية التي تظل دائماً فردية والتي لا يمكن الاستعاضة عنها أو استبدالها أبداً.

الصفات الأساسية المشتركة بين الفلسفات الوجودية :

1- تشترك جميع الفلسفات الوجودية، وهي أي هذه الفلسفات على اختلاف أنواعها تنبع من تجربة حياتية يطلق عليها أسم التجربة الوجودية. وأنها تتخذ طابعاً خاصاً عند كل واحد من هؤلاء الفلاسفة. فهي تعني عند ياسبرز الإحساس إحساساً مرهفاً بمدى ميوعة وهشاشة الوجود الإنساني. وتعني عند هيدجر المعنى نحو الموت، وعند سارتر الإحساس بالغثيان والتقزز.

2- هم يجعلون من الوجود المركز الأساسي الذي تدور حوله أبحاثهم. ولأن الإنسان هو وحده الذي يحتوي على الوجود، وأنه هو عين وجوده. وإذا كان للإنسان من ماهية، فأن ماهيته هي وجوده أو هي حصيلة وجوده.

3- لا يمكن إدراك الوجود إلا من حيث أنه وجود آني صائر. والوجود يمر بكينونة متواصلة، فهو لا يسكن أبداً بل إنه في صيرورة دائبة تبدع نفسها عن طريق الحرية، فهو مشروع خلاّق.

4- إن الوجوديين يعتبرون الإنسان ذاتية محضة، وتتخذ الذاتية عند الوجوديين دلالة إبداعية، فالإنسان هو وحده الذي يخلق ذاته بمطلق حريته، لأنه لا فرق عندهم بين الإنسان وحريته. 5
5- والإنسان عند الوجوديين ليس كائناً انفرادياً، منغلقاً على نفسه كما قد يعتقد البعض، إنه شديد الصلة بالعالم وبالآخرين. وذلك من حيث إنه ماهية ناقصة في حاجة إلى الانفتاح على الغير. فالوجوديون جميعهم يفترضون قيام صلة مزدوجة بين الأنا والغير ويقولون بوجود ارتباط بين الأفراد لأن الارتباط بالآخرين هو الوعاء الذي يضم الوجود الفردي. فنجد إن هيدجر قد أسماه الوجود مع الآخرين. وياسبرز أسماه الاتصال، ومارسيل أسماه اقتحام وجود الأنت.

6- وهم جميعاً يرفضون تمييز التقليدي بين الموضوع والمحمول والذي قالت به الفلسفة العقلانية. فالوجوديون من أشد أعداء المعرفة العقلانية، لأن العقل في رأيهم لا يوصل إلى معرفة حقيقية، فالمعرفة لا تأتي إلا عن طريق ممارسة الواقع أي ممارسته لتجربة القلق، فالقلق هو الموقف الذي يدرك فيه الإنسان قمة تلاشي ماهيته الإنسانية كما يدرك من خلاله مدى ضآلته وضياع موقفه في العالم. ويرى هيدجر إن الإنسان ما ألقيَّ في العالم، إلا ليبدأ مسيرته نحو الموت.

سحر الليالي
28-01-2007, 01:25 AM
الوجودية المؤمنة والملحدة :

يوجد في الوجودية فوارق عميقة تميز بين فلاسفتها، فيما يتعلق بموقفهم الفكري تجاه الدين. حيث نجد إن كلاً من كيركجارد ومارسيل، يمثلان الوجودية المؤمنة. إن الفكرة الرئيسية في فلسفة مارسيل هي إن الإيمان ليس حالة، من حالات الفكر بوجه عام، وهو لا ينتسب إلى العقل بأي حال من الأحوال، وإنما هو واقعة من وقائع الذات الفردية المتجسدة، ولا يمكن أن يُرَد إلى الأنا التجريبية.
يقول مارسيل : ( إن الحياة الخاصة بالفرد هي وحدها التي تمثل المرآة التي ينعكس عليها وجود اللامتناهي. والعلاقات الشخصية وحدها التي ترشدنا إلى وجود شخص آخر له وجود يتعدى نطاق نظراتنا اليومية. إنه بالإمكان قيام الاتصال بين الأنا والأنت يمكن أن يتصاعد فيصبح تواصلاً مع الأنت المطلق الذي هو الله. والوفاء الحقيقي للغير هو الذي يصعد بنا إلى الله، لأن الله هو الأنت الذي يبادلنا الوفاء دائماً، ولا يتخلى أبداً عن الإنسان، ولا يمكن أن يغدر به. وما الوفاء إلا نداء إلى الله لكي يشهد على وفائنا، ولكي يكون له ضامناً وحافظاً. والوفاء يكون دائماً مطلقاً وبلا أية تحفظات أو شروط، لأن الوفاء المكبّل بالشروط والقيود ليس وفاءً، بل ارتياباً وشكاً، وبالتالي فأن هذا الوفاء المطلق، يرغمني بواسطة طبيعته نفسها على الصعود شيئاً فشئ حتى أصل إلى المطلق الإلهي. وهذه الصلة بيني وبين الله، الذي هو أقرب من نفسي إلى نفسي، هي صلة بين شخصين، وهي بالنسبة لي مبدأ الإبداع الحقيقي، لأنني بالصلاة والدعاء أشارك في منبع وجودي، وفي الحب الذي جعلني موجوداً في اتحاد لا يبلغ مداه التعبير).

بينما نجد الفلاسفة الذين يمثلون الوجودية الملحدة مثل هيدجر التي تعتبر فلسفته ذات طابع إلحادي معروف وأن هو رفض أن يصف فلسفته بأنها فلسفة إلحادية.أما سارتر فهو صاحب مذهب إلحادي صريح. وكذلك نيتشه الذي ارتبطت فلسفته منذ البداية وحتى لحظة جنونه بمشكلة الله. وقد كان أشد الفلاسفة نقداً للمسيحية. ويبدأ نيتشه هجومه على الدين ببحثه في نشأة فكرة الألوهية من الوجهة التاريخية. فيقارن بين تصور الله في مختلف الأديان، وينتهي إلى وجود اختلاف أساسي بين هذه التصورات بما يقضي عليها كلها معاً. وهو يحمل بوجه خاص على تصور الألوهية في المسيحية واليهودية، فهذا التصور مرتبط برغبة الإنسان في معاقبة نفسه، ومرتبط بشعوره بالذنب، وهذه الرغبة والشعور هي التي تتجسم في فكرة الله ذاتها، فتصوره على نحو مضاد للإنسان تماماً، وتنسب إليه من الأوامر ما يقف في وجه الطبيعة البشرية ويعوق سيرها التلقائي. ويعيب نيتشه على الأخلاق المسيحية إنها حطمت كل فكرة عن تجاوز الإنسان لذاته، بأن وضعته في راحة داخلية، ورضى عن نفسه كلها تعد بالنسبة للعظمة الإنسانية أسوأ أنواع تنازل الإنسان عن حقوقه. إذ لا وجود للعظمة إلا في الحرية التي يبني بها الإنسان لنفسه مصيراً جديراً به. لأن الحياة هي الخير الأسمى، وكل ما يدعو إلى الزهد فيها، والقضاء عليها شر وخيم. الحياة نفسها قيمة في ذاتها وهي قادرة على أن تجعل من نفسها غرضاً وغاية.

جوتيار تمر
28-01-2007, 06:23 PM
سحر..
دمت بخير ..وشكرا على هذه البادرة الجميلة...فالفكر الوجودي من حيث كونه فكر وفلسفة بالفعل تحتاج منا الى رؤية اشمل واوضح..لاننا لن اقول بالاجماع لكن الاغلب الاعم متأثر به من خلال الكثير من النصوص بالاخص الادبية التي نشرت في الواحة بغض النظر ان صاحبها لايعلم او لايريد ان يعلم او يتجاهل او انه يتبنى رؤيته الخاصة في الكتابة..لكن اذا قمنا بتقييم محايد ودراسة شاملة عليها لوجدنا ان اغلبها تضم اهم ركائز الفكر الوجودي واظنني اولهم.. فالقلق..والغثيان..واليأس..وا لحزن..والبحث عن المصير..والخوف من المجهول...وووو.... كلها امور ترتكز عليها نصوصنا.
لذا اجد من الضرورة ان نفهم الوجودية على حقيتها ونعرف مدى التاثير الذي بلغه انتشار افكارها علينا..وكذلك اهم الجوانب التي اثرت فيها الفلسفة الوجودية..ومن ثم ان نعيد الفلسفة الى اصلها ونقوم سواء بتوضيح او نقد بناء لها لنستخلص في النهاية بمعرفة حقة على فلسفة كانت ولم تزل تثير الكثير من الجدل في الاوساط الفكرية والادبية ايضا.
اذا سحر اهلا بك..في معترك الوجودية...؟
وقد قرأت النص..لكني اريد منك ان تقفي على اهم الجوانب التي تجدينها انت سلبية واي قارئ اخر في الوجودية..علنا في نقاشاتنا هذه نضع الحروف في محلها.
محبتي لك
جوتيار

جوتيار تمر
31-01-2007, 10:48 AM
الوجودية وعلاقتها بالصوفية..مما لاشك فيه ان للوجودية صلات عميقة بالوجودية من حيث المدبأ والمنهج والغاية..فمثلا من حيث المبدأ نجدهما يبدأن بالوجود الذاتي وتقيم من احواله مقولات عامة للوجود،وهي بالتالي تجعل الوجود سابقا على الماهية ضد كل فلسفة تصورية،فالاحوال عند الصوفي هي بمثابة الصفات والكيفيات عند الفيلسوف الطبيعي،لانه ريعارف بوجود حقيقي غير الوجود الذاتي،او هو على الاقل يضع ترتيبا تصاعديا فيجعل الوجود الذاتي فوق الوجود الفزيائي،ويفرق بين العلم بالواحد والعلم بالاخر بالتفرقة بين البحث والتاليه.
ان النزعة الصوفية على وجهها الاعمق كما يقول عبدالرحمن بدوي: ليست مجرد تحليللات نفسية شخصية الاحوال فريدة تؤخذ على هذا الاساس النفسي الفردي بل هي في جوهرها تحليل للوجود الذاتي بوصفه الوجود الحقيقي كما تقول النزعة الوجودية تماما.

سحر الليالي
01-02-2007, 12:20 AM
جو :

أقرأ بإهتمام كبير
شكرا لك
وأتابعك دوما

بارك ربي بك

سحر الليالي
01-02-2007, 12:27 AM
ملخص للوجودية :

الوجودية :

تيار فلسفي يعلي من قيمة الإِنسان ويؤكد على تفرده، وأنه صاحب تفكير وحرية وإرادة واختيار ولا يحتاج إلى موجه.
التأســيس وأبـــرز الشخصــيات:
- يرى رجال الفكر الغربي أن "سورين كير كجورد" (1813 - 1855م) هو مؤسس المدرسة الوجودية. من خلال كتابه: رهبة واضطراب.
- أشهر زعمائها المعاصرين: جان بول سارتر الفيلسوف الفرنسي المولود سنة 1905م وهو ملحد ويناصر الصهيونية له عدة كتب وروايات تمثل مذهبه منها: الوجودية مذهب إنساني، الوجود والعدم، الغثيان، الذباب، الباب المغلق.
- ومن رجالها كذلك: القس كبرييل مارسيل وهو يعتقد أنه لا تناقض بين الوجودية والنصرانية.
-كارل جاسبرز: فيلسوف ألماني.
-بسكال بليز: مفكر فرنسي.
-وفي روسيا: بيرد يائيف، شيسوف، سولوفييف.
الأفـــكار:-يؤمنون إيماناً مطلقاً بالوجود الإِنساني ويتخذونه منطلقاً لكل فكرة.
-يعتقدون بأن الإِنسان أقدم شيء في الوجود وما قبله كان عدماً وأن وجود الإِنسان سابق لماهيته.
-يعتقدون بأن الأديان والنظريات الفلسفية التي سادت خلال القرون الوسطى والحديثة لم تحل مشكلة الإِنسان.
-يقولون: إنهم يعملون لإِعادة الاعتبار الكلي للإِنسان ومراعاة تفكيره الشخصي وحريته وغرائزه ومشاعره.
-يقولون بحرية الإِنسان المطلقة وأن له أن يثبت وجوده كما يشاء وبأي وجه يريد دون أن يقيده شيء.
-يقولون: إن على الإِنسان أن يطرح الماضي وينكر كل القيود دينية كانت أم اجتماعية أم فلسفية أم منطقية.
- لا يؤمنون بوجود قيم ثابتة توجه سلوك الناس وتضبطه إنما كل إنسان يفعل ما يريد وليس لأحد أن يفرض قيماً أو أخلاقاً معينة على الآخرين.
الجــذور الفــكرية والعقائـــدية:
-إن الوجودية جاءت ردة فعل على تسلط الكنيسة وتحكمها في الإِنسان بشكل متعسف باسم الدين.
-تأثرت بالعلمانية وغيرها من الحركات التي صاحبت النهضة الأوروبية ورفضت الدين والكنيسة.
-تأثرت بسقراط الذي وضع قاعدة (اعرف نفسك بنفسك).
-تأثروا بالرواقيين الذين فرضوا سيادة النفس.
يعتقد أصحاب الفلسفة الوجودية، أن الإنسان يسبق ماهيته أي أنه يوجد بلا ماهية ككائن حي ويكون وجوده على مبدأ حريته في الاختيار وتحمل مسئولية هذا الاختيار وهذا يؤدي إلى تحديد ماهيته، فمثلا بذور الشجرة هي التي تحددها كشجرة، وهذا يعني أن وجود الشجرة يرجع إلى وجود البذرة التي تحددها كشجرة، وهذا يعني أن وجود الشجرة يرجع إلى وجود البذرة التي تعطيها ماهية الشجرة وينطبق ذلك على الإنسان الذي باختياره يحدد ماهيته ولا شك أن عملية الاختيار تتطلب وجوده.
لذلك فان من أهم مبادئ الوجودية هو اختيار الإنسان لوجوده واختياره للشخصية التي يؤديها من خلال حرية الاختيار لأخذ قراراته. إن الفرد حر باختياره في الفلسفة الوجودية، غير انه مسؤول عن هذا الاختيار نحو نفسه ونحو غيره، فالاختيار يتضمن المسؤولية لأنه رغم أن الإنسان حر في اختياره إلا انه مقيد بمسؤولية هذا الاختيار.والإنسان عادة يتعرض لمواقف ذات اختيارات مختلفة، ففي اختياره تحديد لمصيره، ولنأخذ مثل الفنان في مفهوم الوجودية، انه حر وغير مقيد بالقيم الاجتماعية أو الثقافية، فهي ليست حتمية ولكنه مسؤول باختياره لتصرفاته، فتصرفه يحدد ماهيته وما إبداعه الفني إلا تمثيل لماهيته.
ليس من السهولة إعطاء تخليص عن مبدأ الوجودية لأنها ترفض أي عمل يطابق الحقيقة الموضوعية خارج الفرد. إن الوجودية ترفض الوجود الذي يعرف بأنه التجربة المباشرة التي يعيشها الفرد وتأخذ أولويتها فوق الماهية أو الأحكام المطلقة العقلية، ويهمنا أن يكون للفرد عزيمة ليختار من بين احتمالات عديدة من العقل ويرتبط بأفكار معينة تحدد فعله وإلا لا يعتبر ذاتا حقيقية. وكما قال نيتشة ((إن رأيي هو رأيي، والفرد الآخر لا حق له عليه )). ورغم الاختلاف بين الفلاسفة الوجوديين إلا أن هناك ما يجمعهم وهو منهجهم الذاتي للحقيقة ورفضهم للمنهج العقلي المادي أو الموضوعي. لذلك فان الاختلاف بينهم لا يرجع إلى المنهج بل إلى نوعية اهتماماتهم.
وترجع جذور الفلسفة الوجودية إلى سوروكين كيركبجار حيث نقد مبادئ فلسفة الظاهرات والتي تقول أن الماهية تسبق الوجود وأكد عكس ذلك بأن الوجود يسبق الماهية.وبهذا ظهرت بداية الفلسفة الوجودية التي انتشرت مبادئها في ألمانيا وفرنسا، ففي ألمانيا حمل لواءها كارل ياسبرز ومارتين هيديجر وفي فرنسا بدأت مع جبرائيل مارسيل وجان بول سارتر ثم ميرلوبونتي والبرت كامي وهناك كذالك مارتين بوبر وبول تيللي من اصل ألماني واتجاه لاهوتي.غير أن التفكير الوجودي يرجع إلى ابعد من كيركيجارد فنجد جذوره في فلسفة سقراط وأفلاطون.
وان الفلسفة الوجودية باتجاهها الميتافيزيقي هي فلسفة إنسانية تهتم بالإنسان ووجوده لإثبات فرديته وتحقيق حريته. إن الوجودية تتطلع إلى الجانب الفاضل بالإنسان. لقد أعطته حرية الاختيار وبنفس الوقت مسؤولية هذا الاختيار. إنها تنظر إلى الإنسان كذات وتهتم بهذه الذات وعلاقتها مع الغير، كما أنها تنظر إلى جانبه المؤلم وشعوره بالاغتراب ويأسه ضيقه. وما اليأس إلا نهاية حياة الإنسان في عدم ووجود العدم يدعو الإنسان إلى العمل لذلك فالمعرفة الوجودية هي معرفة الذات الحقيقية والشعور الذاتي هو أسمى أنواع المعرفة بنظر الوجودية، فهو أسمى من المعرفة العقلية أو الحسية.
عن موقع فلسفة

جوتيار تمر
03-02-2007, 12:21 PM
من اوجه التلاقي بين الصوفية والوجودية فكرة الانسان الكامل، لعل ما تحليلا بسيطا لبعض اقوال الحلاج مثلا تظهر هذه النقطة بصورة واضحة وجلية،فمثلا قول الحلاج: على دين الصليب يكون موتي...وكذلك قوله: اعلم ان الله تعالى اباح لكم دمي فاقتلوني....اقتلوني تؤجروا واسترح....ليس في الدنيا للمسلمين شغل اهم من قتلي.
حيث مما لاشك فيه ان هذه الاقال المليئة بالمعاني لم تصدر عنه الا لشعوره بانه فريسة،وبان عليه ان يضحي بمهجته ودمه(تهدى الاضاحي واهدي مهجتي ودمي)..اما الشعور بالوحدة مع الله وبالتالي مع نفسه فلانه لن يكون ثمت غير واحد هو هو نفسه ففي اقوال الحرج واشعاره ابلغ تعبير عنه،والفكرتان الاخيراتان متضافرتان،فمن هو فريسة امام اعين الناس يحيا مع الله وجها لوجه،فان حضر الناس اختفى الله،لكن ان حضر الاوحد حضرت الالوهية،حضرت من اجل الاوحد دون ان تكون في حاجة الى ملك يعلن عن حضرتها، وكما يقول جان فال في حديثه عن الاوحد عند كيركجورد في كتابه دراسات كيركجوردية، وهذه الفكرة فكرة الانسان الكامل هي ايضا ما تجمع الصوفية بالوجودية من حيث النزعة الانسانية،فقد راينا فيها اكبر توكيد للنزعة الانسانية لان فيها تأليه الانسان، والوجودية تضع الوجود الانساني مكان الوجود المطلق حيث يقول سارتر: ليس ثمت كون غير الكون الانساني كون الذاتية الانسانية.


محبتي
جوتيار

سحر الليالي
03-02-2007, 04:18 PM
الوجود:
تحقق الشيء في الذهن أو في الخارج ومنه الوجود المادي أو في التجربة والوجود العقلي أو المنطقي ويقابل عند المدرسيين الماهية أو الذات باعتبار أن الماهية هي الطبيعة المعقولة للشيء وان الوجود هو التحقق الفعلي له.

الوجوديّة:
مذهب يقوم على إبراز الوجود وخصائصه وجعله سابقاً على الماهيّة فهو ينظر إلى الإنسان على انّه وجود لا ماهيّة ويؤمن بالحريّة المطلقة التي تمكن الفرد من أن يمنع نفسه بنفسه ويملأ وجوده على النحو الذي يلائمه قال بها يا سبرز وهيدجر وعززها بوجه خاص جان بول سارتر وشاعت في اللغة الفلسفيّة والأدبيّة في العشرين سنة الأخيرة ثم أخذت في التدهور.

وحدة الوجود لغة:
الوحدة مصدر الفعل :وحد: أى بنفسه. فهى ضد الكثرة. ويقال: كل شىء انفرد على حدة: أى متميز عن غيره. والخلاصة أن مادة :وحد: تشير إلى الانفراد والتميز، كما أنها تدل على التقدم فى علم أو بأس.

واصطلاحا: تعنى أن الكائن الممكن يستلزم كائنا آخر واجبه الوجود بذاته، ليمنحه الوجود، ويفيض عليه بالخير والابداع. وذلك الكائن الواجب الوجود هو الله جل شأنه ، لأنه موجود أولا بنفسه ، ودون حاجة إلى أى موجد آخر؛ كيلا تمتد السلسلة إلى ما لانهاية. وأن الكائنات الأخرى جميعها مظاهر لعلمه وإرادته ، ومنه تستمد الحياة والوجود ؛ ولهذا كان وجودها عرضا وبالتبع. الوعي إدراك المرء إدراكا عاما ما يجري حوله في لحظة معينة. أو كما قال أحد علماء النفس:
"الوعي هو حالنا التي نكون عليها أثناء اليقظة والانتباه, تمييزا لهذه الحال عما نكون عليه أثناء النوم العميق الخالي من الأحلام:. وقد عرف الفيلسوف الإنكليزي جون لوك Locke, منذ العام 1690 الوعي بقوله إنه: إدراك المرء ما يدور في عقله هو:. ولمدارس علم النفس المختلفة آراء متباينة في طبيعة الوعي ووظائفه را. أيضا:
اللاوعي, وما دون الوعي. تختلف مدلولات الوعي، من مجال إلى آخر، فهناك من يقرنه باليقظة في مقابل الغيبوبة أو النوم. وهناك من يقرنه بالشعور ويشير به إلى جميع العمليات السيكولوجية الشعورية. ويمكن أن نجمل الدلالة العامة للوعي فيما يلي: إنه ممارسة نشاط معين فكري، تخيلي، يدوي …إلخ ووعينا في ذات الوقت بممارستنا له. ومن ثمة يمكن تصنيف الوعي إلى أصناف أربعة هي:

الوعي العفوي التلقائي: وهو ذلك النوع من الوعي الذي يكون أساس قيامنا بنشاط معين، دون أن يتطلب منا مجهودا ذهنيا كبيرا، بحيث لا يمنعنا من مزاولة أنشطة ذهنية أخرى.

الوعي التأملي: وهو على عكس الأول يتطلب حضورا ذهنيا قويا، ويرتكز على قدرات عقلية عليا، كالذكاء، والإدراك، والذاكرة… ومن ثمة فإنه يمنعنا من أن نزاول أي نشاط آخر.

الوعي الحدسي: وهو الوعي المباشر والفجائي الذي يجعلنا ندرك أشياء، أو علاقات، أو معرفة، دون أن نكون قادرين على الإتيان بأي استدلال.

الوعي المعياري الأخلاقي: وهو الذي يجعلنا نصدر أحكام قيمة على الأشياء والسلوكات فنرفضها أو نقبلها، بناء على قناعات أخلاقية. وغالبا ما يرتبط هذا الوعي بمدى شعورنا بالمسؤولية تجاه أنفسنا والآخرين.

خليل حلاوجي
08-02-2007, 02:25 PM
للتثبيت



ريثما اعود مع اوراقي عن الوجودية


شكرا ً لك سحر ... اختنا الكريمة

سحر الليالي
09-02-2007, 12:53 AM
شكرا لك أخي العزيز "خليل ..
بإنتظار اشراقتك دوما

لك خالص تقديري وباقة ورد

خليل حلاوجي
11-02-2007, 09:33 AM
البحث عن الله

من خلال رؤية دينية - مسيحية - اودت بالعقل الغربي الى العدمية

ومن خلال رؤية - علموية - اودت بالعقل الغربي الى الوجودية

ولااعتقد بوجود وجودية ملحدة واخرى متدينة كما يزعمون

انه
القلق الانساني من تعسر تلمس الروح في الاستقراء العلمي لمابعد الحداثة

بين يدي كتاب جميل مؤلفه الدكتور هوستن استاذ الفلسفة في جامعة كالفورينا
عنوانه
الدين ضرورة حتمية

عندما اضع ملخصاتي عنه
ساعود
لاشرح ماقلته هنا


\

تقبلوا بالغ تقديري

جوتيار تمر
11-02-2007, 02:05 PM
الخليل...
انتظر عودتك لاني اجد غير ما وجدت في مسألة الوجودية المؤمنة والملحدة...؟

اسف عزيزي..لكن تعرفني اترصدك...؟

محبتي
جوتيار

سحر الليالي
11-02-2007, 08:48 PM
أيها الفاضلين " خليل / وجوتيار " :
اتظركما دوما

لكما خالص تقديري وباقة رود

خليل حلاوجي
14-02-2007, 03:28 PM
حين ظهرت الوجودية كانت الارض في غربها تنوء بفقدان اليقين الديني من ناحية - المسيحي خصوصا ً - وفقدان السمو والتعالي على الوجود المادي من ناحية ثانية

انسان الغرب بدأ يعرف مقاييس ومقادير كل شىء لكنه فقد بعد الانساني وفقد السيطرة على هذا الفقد

وبدأت المعاني تنحسر

ثمة اعتلال روحي رافق عملية عصرنة العالم انه مرض

الاغتراب عن الذات

وفيه لانلاحظ لعالمهم اية خصائص انسانية عن الجمال والبشاعة والرغبة والاشباع

وقل الخلاص والدينونة

انها في نظر العلم ليست ( حقائق موضوعية )بل مجرد تصورات ذاتية

انا متأكد لو ان هؤلاء العباقرة .... قرأوا القرآن بلغتنا وبروحيتنا الشرقية ... لزال الاشكال لامن جذره

القرآن الذي اعطانا طريقا ً ثالثة مابين الروح والجسد

العدمية ليست انكارا ً للالوهية ولكنها احتجاج على غيابها
والوجودية قالت للمسيحية ان الانسان غريب عن هذا العالم وايضا ضائع بدون امل وان بدا ان المسيحية كونت له امل بالخلاص والهرب الى مملكة السماء


الاسلام اراد من اتباعه اعمار الوجود

واقامة الجنة فوق الارض

انه دين لامكان للخواء الروحي فيه ولامكان للكسل ايضا ً

دين ... اعملوا

وسيرى الله
ورسوله
والمؤمنون

اعمالكم

لاحظ صيغة الجمع ... المجتمعية

\


بالغ تقديري للراصد الحبيب ... جوتيار

انتظر مرورك

جوتيار تمر
15-02-2007, 07:17 PM
مما لاشك فيه ان الاخذ بتعريف واحد للوجودية وفرضه امر مستحيل..لذا احيانا يبحث كل منا عن التعريف الذي يوصل فكرته عن الموضوع للاخر ومن هذا المنطق اريد ان اضع هذا التعريف للوجودية امامكم ومن ثم ابدا بتوضيح الفكرة او الغرض من ذلك.
الوجودية هي فلسفات تتعدد بتعدد روادها ومفركيها ولكنها تعمل على فهم الانسان كذات تملك ارادة تعمل جهد الامكان لادارك الحقائق الذاتية الانسانية ووضع الانسان امام مصيره وجها لوجه وعدم ربطه بأية قيود تحد انسانيته.
لذا نجد بان مقولات كهذه تبرز في الوجودية"الوجودية هي رد فعل عنيف ضد كل ماهو لاانساني"
"كما انها منتهى ما بلغته الفلسفة المعاصرة في حضارة العالم الحديث"
وايضا كما يقول البير كامو"مهما يقولون عن الوجودية لاينفي من كونها فلسفة الانسان والحقيقة والحياة"
اذا من خلال هذه الاقول التي اوردها لا على سبيل الحصر انما لانها قد توضح الفكرة التي اريد ان اربطها بها.
حيث ان الانسان في الفكر الوجودي وفلسفته يأخذ الصدارة في كل شيء..في وجوده،واختياره وحريته وحتى قلقه..اذا انسانية الانسان هي المبتغى الاساسي لهذه الفلسفة..ومن هنا نريد ان نورد بعض ما ذكره الكاتب والمفكر الكبير عبدالرحمن بدوي في كتابه الانسانية والوجودية في الفكر العربي.
حيث يربط تماما بين الانسانية والوجودية فكرا وعملا..وكذلك يوضح بعض الملامح النبوية الانسانية والتي توضح الصلة الموجودة بين الله والانسان.
ولنتمعن معا في هذه الاسطر التي انقلها لكم" الايات التي اوحي بها الى النبي فيها توكيد للمعنى البارز في رسالة النبي،وهي انها تحدد الصلة بين الله وبين الانسان تحديدا دقيقا،فترد العلم الانساني الى العلم الالهي الذي هو مسجل بالقلم في اللوح المحفوظ عند الله،فرسالته انسانية ذات مصدر الهي: انسانية لان الله خلق الانسان في علق،اعني ان جوهر الانسان نفيس،وذات مصدر الهي لان العلم وهو المكون لحقيقة الانسان صادر عن الله،وفي الجمع بين هذين الجانبين الانساني والالهي يقوم المعنى الاعمق لرسالة النبي محمد،لانها تعيد الى الانسان سالف مكانته التي عبرت عنها التوراة فجعلت الانسان قد خلق على صورة الله،بعد ان نظر الى الانسان على انه شيء حقير غارق في الخطيئة يجب عليه ان يمحو ذاته مهائيا حتى يظفر بالخلاص، كما انها تحدد الصلة بين الانسان وقد رد اعتباره وبين الله على اساس ان الانسان في صلة تسليم تجاه الله،ولكنه تسليم يحتفظ فيه الانسان مع هذه بفعاليته الواضحة فالفعل الانساني واللطف الالهي كلاهما متضافر مع الاخر ولاسيادة مطلقة للواحد على الاخر،وفي هذا نشاهد في الاسلام جانبا ايجابيا واضحا الى ذلك الجانب التسليمي الذي لايمكن ان يخلو منه دين،لان كل دين لابد ان يقوم على شيء من التسليم لوجه الله ،فهذا الازدواج اذا في تصور الصلة بين الله وبين الانسان طابع جوهري له اخطر الاثر في تحديد مضمون العقائد الاسلام.
وهكذا ايها الخليل..نجد بان الايمان لاينفي القيمة الانسانية في الانسان بما هو انسان، وهنا نجد التقاء الايمان بالوجودية..لكون الصلة القائمة بين الله وبين الانسان يبقي على القيمة الانسانية ويجعلها على حد التوازي مع اللطف الالهي..والوجودية تريد قول قيمة الانسان في كل شيء حتى في ادراكه لله وصلته به.

محبتي وتقديري
جوتيار

خليل حلاوجي
17-02-2007, 10:12 AM
فجعلت الانسان قد خلق على صورة الله

هنا اريد ان الفت نظر الاحبة الى خطورة هذا المتن خصوصا انه وظف في المسيحية لتبرير اعتقاد الناسوت وتشابكه باللاهوت

في نظرتنا الاسلامية
الانسان صادر عن الله ومخلوق له وحسب

ولمزيد من الرؤى انظر كتاب بن تيمية عن المسيح

2\
لاشك عندي ان الوجودية فلسفة انسانية
ولكني افرقها عن الرسالة المحمدية وفلسفة هذه الرسالة
لان المنهج الاسلامي يطلب من الانسان وظيفة في هذا الكون هي خضور منافعه للارض ومن سكن فوقها
اما في الوجودية فانها لاتؤكد هذه الوظيفة
نعم ان الاثنين لاينكرون مضمون الالوهية ولكن الوجودية قد تعطي انطباعا على انها مثل العدمية
احتجاج على غياب الالوهية

ربما وافقتك على الرؤية الانسانية على الظاهر وذلك عندما تقول لي مسرحية ( هوي كلوز ) لسارتر

ان كل شىء موجود على الحقيقة يوجد فقط كعلاقة بين انسان وانسان

فعقل سارتر يتمنى ان يفصح بوجود الاله ولكنه أبى فوقع في دائرة العبث وسماها وجودية

سارتر عنده حب لغاية الوصول بالانسان الى مراتب السمو ولكنه لايعرف الطريق لهذه الغاية
وحده ايماننا الديني اختصر لنا المسالة وحقق لنا هذه الغاية


وهكذا
نرى الفرق بين طريق الفلسفة وطريق الايمان ...



تقبل حبي الابدي لقلبك النقي ... جوتيار

سحر الليالي
17-02-2007, 10:27 PM
الفلسفة الوجودية بين سارتر وكيركجارد


راسـم قاسـم
ابتدأت الوجودية بثورة على الديكارتية، او على فلسفة (ديكارت) ولم يكن كير كجارد اول الثائرين من الفلاسفة على ديكارت ومنهجه العقلاني في الشك واليقين، فقد سبقه الى ذلك (كانت) بل سبقته الى ذلك عامة اقطاب الفلسفة الالمانية من الذين اسسوا للفلسفة المثالية ايام ازدهار الفكر الرومانسي في اوربا، مثل هودر، وشيلبنغ بين 1800،1850 على وجه التقريب، ولكن كل هؤلاء الفلاسفة رغم ثورتهم على عقلانية ديكارت أي اعتماده على العقل في اثبات كل شيء وفي نقض كل شيء وفي فهم كل شيء، ساروا مسار ديكارت أي لإثبات ان العقل والمنطق لا يؤديان الى الحقيقة او لا يؤديان بالضرورة الى الحقيقة. اما كير كجارد فقد انتهج منهجا آخر في ثورته على العقلانية وعلى ديكارت الا وهو منهج الشعور والتعبير المهم لأثبات الحقيقة التي لا يمكن ادراكها الا بالالهام،


وفي رسالة كانط عن "نقد العقل النظري" يدور هذا الموقف الكير كجارد (الوجود عند كير كجادر اذن دراما هائلة متجددة دائما ابدا، يثبت على الصراع الاضداد او صراع الشر والخير اذا اردنا ان نستخدم لغة الاخلاق او صراع الانسان مع الله، اذا اردنا ان نستخدم لغة الصوفية، وهو يشبه مارتن لوتر ــ مؤسس البروتستاتية الذي اجمل رأيه في فساد الانسان فسادا اصيلا ملازما بقوله ان الخطيئة الاولى خطيئة ابينا آدم وأمنا حواء، لم تمح ولا سبيل الى محوها لأنها كشعر اللحية تحلقها كل يوم فتنمو كل يوم،) (دراسات اوربية. انس منصور ص25)
ولقد رفض كير كجارد مثالية هيجل الجدلية، وقبل كير كجادر من هيجل فكرة تصارع الاضداد "الموضوع وتقيض الموضوع" ولكنه رفض من هجيل فكرة مصالح الاضداد او تصالح الموضوع ونقيض الموضوع فيما يسميه موكب الموضوع.
وهيجل يرى ان فكرة وجود قوة او طاقة او عاطفة باطنية مضمرة لا تعبر عن نفسها الاخرافة اما كير كجارد فيرى الوجودية بهذا الشكل لاد فعل قوي ضد التيارات العقلية التي يصبغت الفلسفة في تصورها القديم وعصورها الحديثة على السواء. فاذا كانت تلك الفلسفات القديمة قد نظرت الى (الآنية) او الكينونة من خلال النفس الناطقة او العاقلة فقط الامر الذي عبر عنه ديكارت "انا افكر اذن انا موجود" فان الفلسفة الوجودية ترى على لسان كير كجارد (كلما ازددت تفكيرا قل وجودي) وارادت ان تؤكد ان الانسان موجود من خلال المواقف الت يجد نفسه منخرطا فيها، وعلى رأي هيدجر (الانسان معاشرا للاشياء وليس عارفا لها) (د. يحيى هويدي مجلة الهلال ص 60 1967 العدد 2)
وهنا ينفرد سارتر عن استاذيه كير كجارد وهيدجر بأن اضاف ان الالغاز هي طابع الوجود، والالغاز هنا ضد الوضوح المصطنع الذي جعلت منه الفلسفات العقلية طابقا عاما للانسان (للوجود) وتوهمت منه انها تستطيع ببعض المقولات العقلية (الجاهزة) ان تسيطر علىالكون كله… كما اضاف ان هذا الوجود الانساني يتصف بمفارقته لذاته.
لذلك نجد سارتر يؤكد دائما في مقولاته (ان الانسان في جوهره (تصميم) او (مشروع لتحقيق امكانيات لا نهاية لها كلما حقق جانب، سعى الى تحقيق جانب آخر) (دراسات اوربية انيس منصور ص 64) (ويحدثنا سارتر عن العدم بأعتبار انه داخل في نسيج الوجود دخولا موضوعيا يمثله وجود هذه الاشياء المادية التي يصفها لنا بأعتبار ان تطورها الذاتي قد انتهى واصبحت تمثل في الكون وجودات استاتيكية وجودات في ذاتها، وجودات صماء صلبة، كثيفة مظلمة، غارقة في ظلامها من شأنها ان تجمد العقل الانساني وتعوقه، وتحيل حركته الى سكون) (الوجود والعدم سارتر طبقة دار المعرفة بيروت 1974 ص212)
ويرى هيدجر ان المجادلات التي يقوم بها الانسان للوصول الى الحقيقة وسط الاشياء، تذهب كلها ادراج الرياح لأن الانسان كلما اقترب من الاشياء ابتعدت هي عنه، وافلتت من قبضته، وينتج عن ذلك ان الانسان يشعر بعجزه، وينتج عن ذلك شعور يتمثل في عدم الاكتراث او اللامبالاة. ونستنتج مما تقدم ان الفلسفات الوجودية (اقول الفلسفات الوجودية لا تحمل باعادا ثابتة او أطر محددة) هي فلسفات فردية في اساسها، تقوم على الفرد اولا واخيرا. وتنظر الى كل انسان على انه يمثل الفردانية المقفلة على نفسها ــ وهي وان تحدثت عن الاخرين فحديثها يدور في دائرة (انا والخير) او (انا والفرد والاخر).
(اشتهر سارتر من حيث هو فيلسوف بأنه "وجودي" ويميل الشراح ان يجددا اسلافه العقليين في (هجيل وكير كجارد) علما انه مما يدعو الى البحث انه اقرب الى (فيخته) (جوهان جوتاوب (1762 ــ 1814) في الروح منه الى أي من الاخرين، اذ يعالج فكرة الحرية الانسانية في بعض الاحيان بوسائل قريبة ــ بشكل يدعو الى الدهشة ــ من تلك الوسائل التي تطرق فيها (فيخته) وتخلص فيها من كل انواع التحديد التي كانت تقيد تأكيده على كرامة الفعل الحر ومنزلته اللتين ى نظير لها) (الموسوعة الفلسفية) ــ مكتبة الانجلو المصرية 1963 مراجعة د. زكي نجيب محمود ص56)
وكان سارتر يرى ان الناس هم الذين يخلعون على العالم ما قد يوصف به من النظام والمعنى. ولقد تأثر سارتر بأنسان مثل يرميثوس في عالم لا يوجد فيه زيوس الذي يشد بالاغلال الى الصخرة.
وارتأى سارتر ان من واجب الفيلسوف هو وساعده الناس بواسطة الفكر على ان يحرروا انفسهم.
غربة الانسان عن الله، او عزلة الروح الموحشة عن الله كلما ازدادات هذه الغربة مدى وعمقا وازدادت هذ العزلة وحشة بالخطيئة ازداد (اليأس) كما وكيفا، وتتمحور دراسات كير كجادر في صميمها في اليأس والوانه، فكانما هي جولة مديدة في طبقات الجحيم، ورغم ذلك (فيكر كجارد) ليس معتما بلا أمل فالنور عنده ينبلج، كلما ادلهم الظلام فبلغ مداه، والله يتجلى للنفس البائسة في احلك لحظات اليأس فينتشلها ويغمرها بنعمته ورضوانه.
ان فلسفلة هيجل متفائلة تفاؤلا منطقيا، فكل ما هو واقع منطقي وكل ما هو منطقي واقع (دراسات اوربية، لويس عوض ص7) وهي فلسفة تجعلنا ننظر حتى الى الشر القائم في الحياة وتفلسفه وتقبله على انه منطق الحياة والوجود.
ان هذا التفاؤل الهيجلي لا مكان له في فلسفة كير كجارد الذي لم ير في الحياة والكون نظاما او كينونة شاملة بل رآهما يقومان على الوجود الجزئي.. والفردي الشخصي المشتت الذي لا يخضع لضوابط او روابط ولا لمنطق معقول. بل تحكمه تلك القوة الغامضة الرعناء التي نسميها (اللاوعي) (بل اكثر من هذا فأن الوجود نفسه عند كير كجارد خطيئة، وهو لا يقصد مجرد الوجود او الكينونة الخام حيث كل شيء مندمج في هيولى او كتلة او قطع والوجود خطيئة لأنه اسقاط في المكان والزمان، الوجود هو (البعد) او الامتداد في المكان والزمان وهذا البعد لا يتحقق الا بأنفاصل جزيئات المكان (النقط) وجزيئات الزمان (اللحظات) فهو اذن نوع من التمزق، وهو انفصال الذات عن الموضوع والفكر عن المادة) (دراسات اوربية ــ لويس عوض ص29 ) هل كان ظمأ كير كجارد الى الله قريبا من الصوفية ــ والاشراق هل هو البعد عن معترك الحياة والتقرب الى الله بوجدان روحي هل كير كجارد رافضا لكل سلبيات وايجابيات الحياة هاربا منها ام انه يلغي كل حركة او تفكير انساني لاعتقاده بعدم جدواه.

خليل حلاوجي
19-02-2007, 08:09 AM
يمكن اعتبار كيركيجارد واضع الفسفة الجديدة لللاهوت الاصلاحي وهي تصحيح لنزعة هيجل الجدلية وتاوليها للفكر الديني

الفطر الوجودي عميق التدين عند كيركيجار وهو ليس بالضرورة ان يكون على شكل الحاد صريح كما تبدى عند سارتر

جوتيار تمر
20-02-2007, 10:39 PM
الوجودية كفلسفة لايمثلها سارتر فقط..لان الوجودية يمكن ان تعرف على انها فلسفات تتعدد بتعدد روادها، ومفكريها ولكنها تعمل جميعا على فهم الانسان كذات تملك ارادة تعمل جهد الامكان لادراك الحقائق الذاتية الانسانية ووضع الانسان امام مصيره وجها لوجه وعدم ربطه باية قيود تحد انسانيته.......واظن باني سبق وان ذكرت هذا التعريف او بعض منه...لذا فان الفلاسفة الوجوديين وان اتفقوا على مقولة(انا موجود اذن انا افكر) فانهم يختلفون في تفسيرها..فالمؤمنون يقولون ان هذا الوجود كان قد سبق تعريفه من قبل الاله اي من قبل الخالق الذي عرفه وصوره على هيئته وقذف به الى العالم كارادة حرة واعية تحدو مصيرها في الحياة حسب ما تمليه عليه ذاته التي تدفعه الى تحقيق تلك الاهداف ووانه هو اي الانسان الوجود الحقيقي والواقعي الذي لم يسبقه اي جوهر او ماهية في عالمه الانساني الذي وجد فيه......واذا اراد الوصول الى مايروم اليه في الحياة فان عليه ان ينطلق عبر ذاته الانسانية التي هي كما يقول كارل ياسبرز الالماني" الواقع بعينه" ..ولااظن بان هذه الرؤية يقر بهذه العدمية كمسلك..وانما اجدها هنا تنفيها تماما.
وعندما يعرف سارتر مثلا الماهية في احدى مقولاته..فانه انما يؤكدد على القيمة الانسانية للانسان كونه انسانا..فمثلا..رؤيته بانها مجمل الاشياء والكيفيات التي يعرف الانسان بواسطتها كيف يستطيع صنع شيء ما..لايدل الا على ان هذا العمل الفكري او الماهية قد سبقه وجود واقع لذات انسانية وعليه فكل عمل ينتجه الانسان مهما كان لابد وان يكون قد سبق من قبله وجود الذات الانسانية الخلاقة.

خليل حلاوجي
22-02-2007, 01:25 PM
للباحث الاستاذ فؤاد زكريا فصل يتحدث فيه عن الوجودية وتأثر العقل العربي فيها في كتابه عن العقل العربي

ربما سألخص ماقال اذا سمح لي الوقت


\


بالغ تقديري

سحر الليالي
25-02-2007, 12:07 AM
بإنتظارك أيها الفاضل

وبارك ربي بجهدك
دمت دوما بألف خير
وتقبل خالص شكري وتقديري وباقة ورد

عبدالملك الخديدي
01-03-2007, 07:12 PM
الكاتبة المبدعة ذات الفكر الراقي : سحر الليالي
موضوع رائع تطرقت إليه .. وكتبت فيه بهذه النظرة الرائعة والثاقبة .. وبهذا التحليل المنطقي الجميل عن ماهية الوجودية وتاريخها وأبرز روادها ومفكريها .
بصراحة من أجمل المواضيع الثقافية على صفحات الواحة .
ولعله يفتح الباب لإلقاء الضوء على ( الصوفية ) في الإسلام وهل هناك توارد في الفكرة الأساسية أم هناك فرق كبير.
تحيتي وتقديري لقلمك الرائع والجميل.

جوتيار تمر
01-03-2007, 09:56 PM
الخديدي...
لقد اوردنا بعض ملامح التلاقي مع الصوفية في الردود اتمنى ان تطالعها وتقول فيها رأيك...؟

محبتي لك
جوتيار

الصباح الخالدي
07-03-2007, 11:15 AM
ينابيع الثقافة سنتابعك ياسحر الليالي فمن طلب العلا سهر مع مواضيعك القيمة

سحر الليالي
13-03-2007, 10:53 PM
جوتيار أيها الفيلسوف :

ممتنة لجهودك الكبير أيها الكبير

تقبل خالص تقديري وباقة ورد


-----------------------
أخب عبدالملك :

شكرا لأطراؤك ....وكما قال ألفاضل جوتيار فقد تطرقنا الي بعض ملامح التلاقي مع الصوفية في الردود ..،ومع ذلك سأقدم المزيد بإذن الله في ما أردت ...

ممتنة لحضورك ولردك
تقبل خالص تقديري وباقة ود

-----------------------

الصبا ح:

نفتقدك بيننا
كن بخير

مصطفى سلام
23-03-2007, 11:57 PM
دراسة رائعة و واعية للفلسفة الوجودية ..
و رغم أن معاناة الإنسان و قلقه قد تضاعف أضعافا كثيرة فى عصرنا الراهن , إلا أن صوت الوجودية اليوم قد خفت كثيرا .. و ارتفع صوت الفلسفات العلمية .
جهد مشكور يا أستاذة سحر .. و أرجو أن أعود لأغترف من هذا المنجم الثرى بأفكارك ..

مصطفى سلام

جوتيار تمر
29-03-2007, 10:53 PM
همسة وجودية...
الوجودي لايؤمن بقوة العواطف ،ولايؤمن بان العواطف قد تؤدي بالانسان الى اتيان اعمال معينة، عذره فيها انها صادرة عن عواطف لايملك لها صدا.
وعلى العكس يؤمن الوجودي ان الانسان اذا آمن بان المستقبل في يد الله، وانه مكتوب على الانسان،فهو لن يعتبر نفسه مسؤلا عن أي تصرف ولن يعتبر نفسه حرا وستكون اخلاقياته هي الاخلاقيات الغيبية، اما اذا آمن الوجودي المؤمن والمحلد بان المستقبل شيء لم يصنع بعد،وانه هو صانعه ومبدعه،فهو سيختار،وهو سيسقط باختياره، وكل انسان حر يختار ما يشاء،ويبتدع لنفسه الحل ويصيغ لها اخلاقياته الخاصة بها، فليست هناك اخلاقيات يمكن تطبيقها على الجميع ويمكن ان تدلك على مايبج ان تفعل،لانه لاتوجد في هذا العالم اشارات غيبية يمكن ان يفسرها الانسان ويؤولها الى ما تشير اليه به الاقدار.
وهنا يبرز مفهوم السقوط في الوجودية، حيث انها تعني بلاشك انني احدد وجودي،او اتخذ موقفا حيال نفسي،او هو هروب الانسان من ذاته،بوصفها قادرة على ان تكون نفسها وهذا السقوط يعد العنصر الخامس من عناصر الوجودية.
محبتي وتقديري
جوتيار

سحر الليالي
30-03-2007, 12:10 AM
كتب الدكتور عبدالرحمن بدوي رائد الوجودية الأول في العالم العربي معرفا: الانسان يوجد اولا غير محدد بصفة، ثم يلقي بنفسه في المستقبل، ويشعر أنه يلقى بنفسه في المستقبل، وذلك بالافعال التي يؤديها، ولهذا فإن الإنسان هو أولا مشروع وتصميم يحيا حياة ذاتية، ولا شيء يوجد قبل هذا المشروع، بل الإنسان هو الذي يصمم مستقبله ثم يحقق من هذا التصميم ما يستطيع، وما دام الإنسان مشروعا وتصميما يضعه لنفسه فإنه بالضرورة مسؤول عما يكون عليه، وكل إنسان يحمل المسؤولية الكاملة عن وجوده، ولا تقتصر هذه المسؤولية عليه وحده بوصفه فردا، بل تمتد إلى الناس جميعا." " وهذه المسؤولية البالغة الهائلة، لأنها تمس الناس جميعا، لا بد أن تثير في الإنسان القلق البالغ الهائل أيضا."

جوتيار تمر
30-03-2007, 02:52 PM
نعم سحر...

ويؤيد زكريا ابراهيم ايضا في سلسلته مشكلات فلسفية

واظنني معهما..بلا شك

محبتي لك
جوتيار

جوتيار تمر
11-05-2007, 10:25 PM
همسة وجودية..
على الرغم من ان الوجودية في اشكالها المتطورة هي ظاهرة تنتمي الى العصور الحديثة، فاننا يمكن ان نتعبق جذورها الى فترات بعيدة في تاريخ الفسلفة،بل حتى في تلك المحاولات التي قام بها الانسان قبل ظهور الفسلفة لكي يصل الى لون من الوان فهمه لذاته، وباليالي فلقد اظهرت الفلسفة الوجودية الى العلن اتجاها للذهن وطريقة في التفكير قديمتين قدم الوجود البشري نفسه، تبدتا بدرجات متفاوتة طوال تاريخ الفكر البشري.
وقد يسيطر الاتجاه الوجودي والاهتمام بموضوعات لايهتم بها بالناس نسبيا غير ان الوجودية لها شجرة نسب محددة المعالم ويمكن ان تتعقب جذور هذه القصة عائدين الى المرحلة الاسطورية في التفكير،ولقد موضوع الاساطير وتفسيرها يخلب الباب عدد كبير من الباحثين ( شلنج،شتراوس،كاسيرر،يونج،ب لتمان،الياد) وكثيرين غيرهم،وكلهم بذولا جهودا مكثفة في علم تفسير الاساطير.
وبلا شك ان محاولة تفسير الاساطير كانت من اجل بزوغ الفهم الذاتي وهذا ما يجعلنا نرى بان جذور الوجودية قديمة في الفكر الانساني ..حيث ان الوجودية تضع فهم الذات من اولويات فلسفتها.

سحر الليالي
02-10-2007, 03:22 PM
الكبير" جوتيار":

سلمك الله من كل سوء

لك لامتنان بـ عمق البحر وأكثر..!!

تقبل خالص تقديري وقوافل ورد وفل