تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تأملات نقدية في قصة عملية جراحية للقاص القدير حسام القاضي



د. مصطفى عراقي
29-01-2007, 02:44 PM
تأملات نقدية
في قصة عملية جراحية
للقاص القدير حسام القاضي
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=13391
أولا: القصة:
عملية جراحية
عقم يديه وارتدى القفاز واستعد لجراحة لا بد أن يجريها هو .. لا أحد غيره .تناول المبضع ونظر إلى الوجه الذي أمامه .. عليه أن يبدأ من أعلى الجبهة .. عند منبت الشعر .. جرى بالمبضع في حركة سريعة .. أحدث شقا في الجلد .. تململ الرأس الذي أمامه.. رأى آهة .. اندفع الدم بغزارة فأسرع يعالج اندفاعه ( عجبا كيف تململ الرأس على الرغم من كمية المخدر الموضعي التي رشها كما حددها الطب ) ..
عندا زار الطبيب وجلس في غرفة الكشف , لم يكن الطبيب موجودا .. أدهشه خلو المكان من سرير الكشف .. أوغل في دهشته عندما رأى كم اللوحات المعلقة على الجدار هنا وهناك .. فيها ما فاق الحد من الحكم والمواعظ ..عندما أتى الطبيب حياه وجلس إلى مكتبه .. و ..
وتوقف تدفق الدم .. قام برش كمية جديدة من المخدر وأكمل شق الجلد بعرض الجبهة .. لم يبال هذه المرة بالدم المتدفق .. انحرف بالمبضع نحو الأذن اليسرى .. تململ الرأس ثانية وانطلقت آهة .. توقف ونظر رغما عنه للوجه المتألم أمامه ..
ظهرت علامات الألم على وجهه على الرغم من هدوئه عندما سمع قصته ثم تشاغل عنه قليلا بالعبث في أحد مجلداته .. كان ضخما ذا غلاف سميك كالح لونه .. كان كتابا لأفلاطون ! .. ترك الكتاب واتجه إليه بصره وبادره قائلا :
ــ قليل من يحبك .
ــ وهل الذنب ذنبي ؟
ــ الذنب ليس ذنبك ولكنه ..
ــ ذنب من إذن ؟ إذا كانت المصائب تنهال على رأسي بسبب وبلا سبب و..
ــ هدئ من روعك .. ما أردت قوله .. أن حالتك نادرة لم تعد تحد ث من آلاف السنين .
ــ إذن ما يقوله الناس صحيح .
ــ وماذا يقولون ؟
ــ يقولون أن جلدي لا يخفي شيئا تحته .
ــ هذا ما أراه ولعلك تراه أيضا , ولكن منذ متى وهذه الحالة عندك ؟
ــ عندما كنت طفلا كان البعض صفني بأني ناصع البياض .. حتى أن عروقي كانت تكاد تظهر من تحت جلدي وكنت أسر بلا شك لنصاعة بياضي .. ولكن معظم الأطفال كانوا كذلك, لذا لم يكن ذلك يقلقني .. ولكن ..
ــ ولكن عندما كبرت تغيرت الأمور أليس كذلك ؟
ــ بلى كنت كلما تقدمت في السن تزداد شفافية جلدي . أقصد جلد وجهي , وتزداد معها مشاكلي وكُره الناس لي .. حتى أنني لم يعد لدى أصدقاء .
ــ وهل هذا يحزنك ؟
ــ بالطبع يحزنني .. ولكن هذا ليس كل شئ فقد تأقلمت على أن أعيش وحيدا منذ زمن .
ــ ما المشكلة إذن ؟
ــ المشكلة أنني أصبحت مهددا في مصدر رزقي .. فما من مكان عملت به إلا وحدثت لي مشاكل زملائي ومديري .. وخصوصا المدير .. فهو أيا كان ما أن ينظر في وجهي مرة وأخرى حتى يصر على نقلي إلى مكان آخر .
ــ إلى هذا الحد ؟
ــ لا .. بل حاول البعض فصلي نهائيا لولا لطف الله .
ــ …………..
ــ عفوا دكتور .. أراك تتصفح كتابا لأرسطو .. وآخر لسارتر .. هذا بدلا من حل مشكلتي .
ــ لا تتعجل يا بنى سأوقع الكشف عليك فورا .. ارجع برأسك للخلف ..
شعر بألم رهيب عندما ضغط الطبيب بإبهاميه على جانبي جبهته .. و.. انفجرت آهة..
سقط المبضع منه ..تركه وأسرع يعالج الدم المندفع عند شحمة الأذن , وما زال الألم مسيطرا على الوجه أمامه .. تجاهله هذه المرة وأسرع بالمبضع إلى أسفل نحو العنق .. ( المبضع يتحرك هنا بصعوبة فالجلد سميك ) ..
ــ وهكذا .. بمرور الوقت أصبح الجلد الرقيق سميكا .
ــ لا أفهم .
ــ اسمع يا بنى .. سأشرح لك حالتك بالتفصيل , كما قلت لك من قبل إنها حالة نادرة جدا لم تعد تحدث منذ سنوات بعيدة .. الإنسان يولد وبجلده خلايا ملونة تستر ما تحته .. أما أنت فقد ولدت بدون هذه الخلايا .. هذا الأمر كان علاجه بسيطا قبل مرحلة المراهقة .. أما الآن فالأمر يستدعي جراحة .
ــ جراحة ؟
ــ نعم جراحة يستأصل فيها الجزء الشفاف من الجلد فتبقى تحته طبقة قابلة لأن تكون معتمة تستر ما تحتها بمجرد تعرضها للهواء .. ولكن ..
ــ لكن ؟
ــ لكنها غير مأمونة العواقب .
ــ كيف ؟
ــ نسبة النجاح فيها نادرة .. قليلون من عاشوا بعدها .
ــ فلماذا إجراؤها إذن ؟
ــ لأنها الحل الوحيد لك .. إن كنت تريد حلا .
ــ ليكن .. فلنجرها .. فلم يعد لدى فارق بين الحياة والموت .. لكن كم تكلفني هذه الجراحة ؟ ومتى ستجريها لي ؟
ــ لن يجريها أحد لك .. لا أحد يستطيع تحمل العاقبة .
ــ ولكني سأوقع التعهد المعروف .
ــ عاقبتها أكبر من أي تعهد . .
استبدل المبضع بآخر أكثر طولا وشرع يخلص الجلد عند الوجنتين .. ازداد الألم .. طفرت من العين دمعات .. زاد جرعة المخدر .. أصبح لا يرى بشكل واضح .. منطقة الأنف صعبة للغاية .. الدماء تغطي الوجه بالكامل ( جراحة لا يجريها إلا خبير بالنفس ) .. قاتل الله الفلسفة .
ــ ليست فلسفة .. هذه الجراحة مختلفة بالفعل عن أي جراحة .
ــ هذا هو الجنون بعينه .
ــ أحيانا يكون الجنون هو عين العقل .
لم يبق إلا منطقة العينين .. تحرك من بعيد حولها .. ( إنها مستحيلة ) رش جرعة جديدة من المخدر .. واستخلص الجزء الباقي وانتزعه .. نظر إليه بأسى لحظات ثم ألقاه في السلة و.. وابتسم فلم يستطع الابتسام .. نظر إلى المرآة .. لم يجد شفتيه .. ولا وجنتيه .. لم يلق بالا .. انطلق خارجا ويداه بجيبي سرواله .. وصفير يتردد داخله .. للحن مفقود .
[B]
=======================
[COLOR="Navy"]
ثانيا: التأملات:
تدور قصة "عملية جراحية" كما يصرح العنوان حول عملية جراحية
ومن هنا حرص القاصّ ببراعة على أن نعيش معه هذه العملية بكل تفاصيلها ومراحلها، بدأ من مرحلة الاستعداد ، التي عبر عنها في افتتاح القصة:
"عقم يديه وارتدى القفاز واستعد لجراحة لا بد أن يجريها هو .. لا أحد غيره ".
ولكننا نكتشف من هذا المفتتح القصصي أن الطبيب ليس مجرد طبيب عادي ، بل لا بد أن ثمة صلة ما بينه وبين الطرف الآخر(المريض) تجعله مترددا مرتبكا ، كما أوحى قوله: "لا بد أن يجريها هو .. لا أحد غيره". وكأنه (الطبيب) سوف يقوم بهذه العملية مضطرا.
وتأمل معي كيف أن القاص هنا لم يلجأ إلى تهويل العملية عبر جمل انفعالية صارخة ، من قبيل:
يا لها من عملية خطيرة تلك العملية التي سيجريها!
لقد أدرك قاصُّنا المبدع أنه في غنى عن هذه الأساليب المباشرة فلجأ إلى تلميحٍ فني ذكي من خلال هذه الجملة الهادئة التي هيأتنا إلى استقبال هذه العملية الخاصة،
".تناول المبضع ونظر إلى الوجه الذي أمامه .. عليه أن يبدأ من أعلى الجبهة .."
وهكذا تأتي الإشارة إلى المريض الذي لم يعد بالنسبة إلى الطبيب سوى مجرد وجه أمامه.
ولكن أي طبيبٍ هذا الذي ما يزال يستذكر ما يجب عليه وكأنه طالب يستعد لامتحان؟!
إن هذه الجملة تمدنا باحتمالين:
الأول : أن يكون هذا الطبيب مبتدئا غير محترف، أو يكون في العملية أو الوجه الذي أمامه ما يسبب الارتباك وغياب البديهيات حتى صار كتلميذ غير واثقٍ يردد على نفسه الخطوات الأولية.
عند منبت الشعر .. جرى بالمبضع في حركة سريعة .. أحدث شقا في الجلد .. تململ الرأس الذي أمامه.. رأى آهة .. اندفع الدم بغزارة فأسرع يعالج اندفاعه ( عجبا كيف تململ الرأس على الرغم من كمية المخدر الموضعي التي رشها كما حددها الطب)
هكذا (كما حددها الطب) بما يوحي بانفصال بين الطبيب ومهنته بين المعلومات النظرية والممارسة العملية. أو لعله الفارق بين المفروض والواقع أو ربما أنه لا يعرف من الطب سوى القشور!
وتامل معي أيضا أنه في هذه اللحظة يصرح على لسان الطبيب بالتعجب . ثم في هذه اللحظة بعد أن اطمأن أننا صرنا مشدودين إلى متابعة هذه العملية الخاصة من جهة، والعجيبة من جهة أخرى يتركنا على سبيل الارتداد(الفلاش باك) إلى زمنِ ما قبل العملية:
"عندما زار الطبيب وجلس في غرفة الكشف , لم يكن الطبيب موجودا .. أدهشه خلو المكان من سرير الكشف .. أوغل في دهشته عندما رأى كم اللوحات المعلقة على الجدار هنا وهناك .. فيها ما فاق الحد من الحكم والمواعظ .. عندما أتى الطبيب حياه وجلس إلى مكتبه .. و ..".
إنه ليس طبيبا عاديا إذن كما توقعنا منذ البداية عبر بعض الإشارات ،
وها هو الطرف الثاني(المريض) غير العادي أيضا يكتشف ذلك من خلال الدهشة ، وكأنه يتساءل معنا :
أطبيب هذا أم حكيم؟
ولعل في هذا اتصالا وثيقا بالتراث العربي حيث كان الطبيب يسمى حكيما والطب يسمى بالحكمة، ومع ذلك شعر المريض بالدهشة لأن هذه الصلة لم تعد حاضرةً كما في السابق.
وبعد ذكر تفاصيل استقبال الطبيب للمريض يتم قطعها للانتقال مرة أخرى إلى العملية:
وتوقف تدفق الدم .. قام برش كمية جديدة من المخدر وأكمل شقَّ الجلد بعرض الجبهة .. لم يبال هذه المرة بالدم المتدفق .. انحرف بالمبضع نحو الأذن اليسرى .. تململ الرأس ثانية وانطلقت آهة .. توقف ونظر رغما عنه للوجه المتألم أمامه". ..
عند هذه اللحظة التي يتألم فيها وجه المريض أثناء العملية يتم الانتقال إلى ألم آخر إنه ألم الطبيب أثناء الاستقبال:
"ظهرت علامات الألم على وجهه على الرغم من هدوئه عندما سمع قصته".
بما يدل على تمكن القاص في تقنية القطع والربط في الوقت ذاته، القطع بين المشاهد مع العناية بالربط الشعوري بينها.
ثم تنتقل القصة من مستوى السرد بعد أن أدى دوره في التمهيد للأحداث ووصف العملية إلى مستوى الحوار اللقصصي الدرامي المكثف الذي يلجأ إليه قاصنا المبدع حسام بصفته أداةً قصصية بارعة ينجح من خلالها في الكشف والغوص في أعماق بطليِ القصة كليهما :
- قليل من يحبك .
- وهل الذنب ذنبي ؟
- الذنب ليس ذنبك ولكنه ..
- ذنب من إذن ؟ إذا كانت المصائب تنهال على رأسي بسبب وبلا سبب و..
- هدئ من روعك .. ما أردت قوله .. أن حالتك نادرة لم تعد تحد ث من آلاف السنين .
- إذن ما يقوله الناس صحيح .
- وماذا يقولون ؟
- يقولون أن جلدي لا يخفي شيئا تحت.
نكتشف أن الكشف أيضا غير عادي حيث يبدأ الطبيب بالسؤال عما يتعلق بالحب وقلته والسبب وراءه، ثم نكتشف أن وراء العملية الجراحية حالة نادرة تكمن في شفافية الجلد الذي لا يخفي شيئا.
ولكنها ليست حالة نادرة لجميع المراحل وإنما بعد سن البلوغ وإلا "" فمعظم الأطفال كانوا كذلك"
ولذلك لم تحدث المعاناة من المحافظة على شفافية الطفولة إلا :
" كلما تقدم في السن فتتزداد معها مشاكله وكُره الناس لي وما يسبب هذا من حزن وأسى، بل وتهديد في العمل
. كما يؤكد الحوار غرابة الطبيب من جهة أخرى كما عبر المريض قائلا:
- عفوا دكتور .. أراك تتصفح كتابا لأرسطو .. وآخر لسارتر .. هذا بدلا من حل مشكلتي .
(لاحظ هنا التدرج بين أرسطو الذي يشير إلى قضية النفس وهو صاحب المقولة الشهيرة(اعرف نفسك) من جهة وسارتر صاحب الفلسفة الوجودية من جهة اخرى وكأنه يريد أن يقول إن المشكلة هنا ليست طبية جراحية كما تبدو ، بل هي نفسية وجودية!
ونتابع الحوار أثناء الكشف فنسمع الطبيب يقول:
ــ لا تتعجل يا بنى سأوقع الكشف عليك فورا .. ارجع برأسك للخلف"
وبينما يرجع المريض رأسه للخلف في أثناء الكشف نراه نحن (بفضل براعة القطع والمزج) يرجعها أثناء العملية:
..
"شعر بألم رهيب عندما ضغط الطبيب بإبهاميه على جانبي جبهته .. و.. انفجرت آهة..
سقط المبضع منه ..تركه وأسرع يعالج الدم المندفع عند شحمة الأذن , وما زال الألم مسيطرا على الوجه أمامه .. تجاهله هذه المرة وأسرع بالمبضع إلى أسفل نحو العنق .. ( المبضع يتحرك هنا بصعوبة فالجلد سميك "
وفي الحوار نقف أمام قول الطبيب للمريض عن العملية:
- لن يجريها أحد لك .
فمن الذي يجري العملية إذن في المشاهد المعروضة أمامنا ؟!
الآن ندرك لماذا كان القائم بالعملية غير محترف ؟
فهل هو المريض نفسه قام بدور الطبيب حين أحجم الطبيب؟
ثم لنا كذلك أن نكتشف أن الطبيب هنا ليس سوى طبيب نفسي وليس جراحا . بل إن العملية كلها رغم ظاهرها المادي من مخدر ومبضع وتفق للدم وألم ، لم تكن سوى جراحة نفسية ، كما نلمح في قوله:
:" جراحة لا يجريها إلا خبير بالنفس"
وقد أجراها المريض لنفسه أمام مرآة!
ومن ذكاء سرد التفاصيل هنا لإحداث التأثير بمعايشة العملية (رغم رمزيتها) وكأنها عملية حقيقية أن تجيء منطقة العين في النهاية لمدى حساسيتها على المستوى الواقعي، ولكونها أكثر أعضاء الإنسان بوحا وكشفا على المستوى الرمزي.
وفي هذا توازن بديع في التعبير عن المستووين.
"لم يبق إلا منطقة العينين .. تحرك من بعيد حولها .. ( إنها مستحيلة ) رش جرعة جديدة من المخدر .. واستخلص الجزء الباقي وانتزعه .. نظر إليه بأسى لحظات ثم ألقاه في السلة و.. وابتسم فلم يستطع الابتسام .. نظر إلى المرآة .. لم يجد شفتيه .. ولا وجنتيه .. لم يلق بالا .. انطلق خارجا ويداه بجيبي سرواله .. وصفير يتردد داخله .. للحن مفقود ."
وفي النهاية نفهم أن العملية قد نجحت، ولكننا نفاجأ بأن الطبيب والمريض كليهما وجهان لشخص واحد أحد هذين الوجهين يبدو في المرآة والآخر شاخصٌ أمامها
وأنه لم يشعر بفرحة النجاح أو الشفاء من المرض النادر، ولا حتى بالابتسام؛ لأن العملية لم تكن للفرحة ولا الابتسام بل لمجرد أن يكون مثل الجميع ، فهل الجميع لدى كاتبنا بلا وجوه، وهل جميعهم يغطون وجوههم بأقنعة ويبدلون جلودهم بحسب تبدل المواقف ؟
مهما يكن من نجاح للعملية الجراحية فقد كانت الخسارة لبطلنا أفدح ؛ لأنه وإن كان قد كسب جلدا خارجيا سميكا يخفي ما بداخله ، خسرَ في المقابل لحنه الداخلي الخاصّ .
ويا لها من خسارة!
أديبنا المبدع:
أرجو أن تتقبل أسمى التحية لهذه القصة البارعة التي جسدت قضية معاناة شعور الإنسان الصادق بغربته في مجتمع استمرأ الزيف، ولم يكتف بذلك بل يحاول فرضه على الجميع.
ولكنك عبرت عن هذه المعاني من خلال قصة رمزية وواقعية في آن.
وقد بلغت حدا قصيًّا من الإتقان والجودة بفضل موهبة قصصية فائقة ، ثم سيطرة على الأدوات الفنية باقتدارٍ وسلاسة ، فجاءت القصة حيّةً تلمسُ قلب القارئ بصدق الشعور ، وتدعوه إلى مزيدٍ من التأمل بجمال التعبير، وروعة التصوير.ودمت وأسرة الواحة بكل الخير والسعادة والإبداع
أخوك: مصطفى

د. محمد حسن السمان
29-01-2007, 08:48 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخ الغالي الأديب والشاعر والناقد الفذ
الاستاذ الدكتور مصطفى عراقي

قصة رائعة , وتأمل رائع , هذا هو الأدب الأصيل , بين كاتب مبدع , ومتذوّق ومحلل
ناقد , لقد أعدتني بهذه القراءة , إلى قراءة مشتركة , لنفس القصة " عملية جراحية "
للأديب القاص حسام القاضي , التي قام بها عدد من أدباء الواحة , في فرع رابطة
الواحة , في دولة الكويت , في إحدى الجلسات الأدبية الاسبوعية , كنت أيها الناقد
الأديب في مقدمتهم , وأراك هنا تقدم رؤية جديدة , جعلتني أتذوّق القصة , من زوايا
أخرى .
بوركت هذه الجهود وبوركت هذه البصيرة .

أخوكم
السمان

د. مصطفى عراقي
29-01-2007, 09:02 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخ الغالي الأديب والشاعر والناقد الفذ
الاستاذ الدكتور مصطفى عراقي
قصة رائعة , وتأمل رائع , هذا هو الأدب الأصيل , بين كاتب مبدع , ومتذوّق ومحلل
ناقد , لقد أعدتني بهذه القراءة , إلى قراءة مشتركة , لنفس القصة " عملية جراحية "
للأديب القاص حسام القاضي , التي قام بها عدد من أدباء الواحة , في فرع رابطة
الواحة , في دولة الكويت , في إحدى الجلسات الأدبية الاسبوعية , كنت أيها الناقد
الأديب في مقدمتهم , وأراك هنا تقدم رؤية جديدة , جعلتني أتذوّق القصة , من زوايا
أخرى .
بوركت هذه الجهود وبوركت هذه البصيرة .
أخوكم
السمان
========
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ورضوانه يا أخانا الحبيب وأستاذنا الغالي وأديبنا الصادق
ولك الشكر جزيلا وموصولا أيها السباق إلى الخيرات والمكرُمات.
دمت لنا وسلم الله قلبك النضير
وكلمتك الزاهرة
وبارك الله في لقائنا الجميل المبارك
أخوك المُحب : مصطفى

وفاء شوكت خضر
29-01-2007, 09:25 PM
الأديب والشاعر والناقد / الاستاذ الدكتور مصطفى عراقي .

السلام علك ورحمة الله وبركاته ..

قصة عملية جراحية ، لأديبنا القاص المبدع / حسام القاضي ، من القصص التي أخذت قراءتها مني وقتا غير قصير ، وكلما كنت أقرأها ، وأتوغل في معانيها ، كنت أكتشف شيء جديدا ، فهي قصة تستحق بحق هذه القراءة الرائعة التي تكرمت بها بأسلوب نقدي دقيق ، فتح أمامنا أكثر من نافذة للتأمل في هذا المجتمع الذي استطاع قاصنا أن يجمله في أسلوب قصصي رائع .

كم سعدت أن أجد هذه القراءة التي فتحت آفاقا جدية أمامي كي أتعلم منكم أكثر ، هذه الفنيات والتقنيات في كتابة القصة وقراءتها .

لك جزيل الشكر والإمتنان .
تحيتي وتقديري .

د. مصطفى عراقي
31-01-2007, 07:18 AM
الأديب والشاعر والناقد / الاستاذ الدكتور مصطفى عراقي .
السلام علك ورحمة الله وبركاته ..
قصة عملية جراحية ، لأديبنا القاص المبدع / حسام القاضي ، من القصص التي أخذت قراءتها مني وقتا غير قصير ، وكلما كنت أقرأها ، وأتوغل في معانيها ، كنت أكتشف شيء جديدا ، فهي قصة تستحق بحق هذه القراءة الرائعة التي تكرمت بها بأسلوب نقدي دقيق ، فتح أمامنا أكثر من نافذة للتأمل في هذا المجتمع الذي استطاع قاصنا أن يجمله في أسلوب قصصي رائع .
كم سعدت أن أجد هذه القراءة التي فتحت آفاقا جدية أمامي كي أتعلم منكم أكثر ، هذه الفنيات والتقنيات في كتابة القصة وقراءتها .
لك جزيل الشكر والإمتنان .
تحيتي وتقديري .



حقا يا أختاه إن قصة أخينا الأستاذ حسام مثل قصصه كلها تُغري بالتأمل والمعايشة

فلك الشكر يا أختنا الفاضلة والأديبة الصادقة الأستاذة وفاء
لهذا الحضور الرائع والتواضع الجميل
وكم انا سعيد لرضاك الغالي عن قراءتي
فأنت بكل الصدق أديبة مبدعة وقاصة تمكتلك أدوات القص ببراعة واقتدار

ودمت بكل الخير والسعادة والفضل






و

د.إيهاب النجدي
01-02-2007, 02:34 PM
أستاذنا الشاعر المبدع والناقد القدير الدكتور مصطفى عراقي

أجئ لأستعيد شيئا من الفرح الذي نعمنا به معكم في واحدة من رائق أمسياتنا على شاطئ الخليج
في صحبة الفكر والفن والأنس الذي لا ينسى

أعود للاستمتاع بالاثنين معا القصة والقراءة النقدية الحصيفة التي تمتح من روافد عديدة
الثقافة التراثية والثقافة المعاصرة والعلم والذائقة الرفيعة وقبل ذلك وربما بعده خبرة الحياة
وهكذا يخرج القارئ بجملة من الاستفادات المضمخة ببخور المتعة
ولعمري كيف يكون الفن مفيدا إن لم يكن ممتعا ؟


تحياتي ومودتي

د.إيهاب النجدي
01-02-2007, 02:40 PM
أعود _ وما أحلى طيب العودة _ للتثبيت تقديرا لنموذجين رفيعين من الفن القصصي والقراءة النقدية .

د. مصطفى عراقي
24-02-2007, 10:52 AM
أستاذنا الشاعر المبدع والناقد القدير الدكتور مصطفى عراقي
أجئ لأستعيد شيئا من الفرح الذي نعمنا به معكم في واحدة من رائق أمسياتنا على شاطئ الخليج
في صحبة الفكر والفن والأنس الذي لا ينسى
أعود للاستمتاع بالاثنين معا القصة والقراءة النقدية الحصيفة التي تمتح من روافد عديدة
الثقافة التراثية والثقافة المعاصرة والعلم والذائقة الرفيعة وقبل ذلك وربما بعده خبرة الحياة
وهكذا يخرج القارئ بجملة من الاستفادات المضمخة ببخور المتعة
ولعمري كيف يكون الفن مفيدا إن لم يكن ممتعا ؟
تحياتي ومودتي

أخي الغالي وصديقي الصدوق : الدكتور إيهاب
بارك الله فيك أيها القديرُ علما وأدبا وإخلاصا
وكرما ونبلا وفضلا
ودمت لنا دليل خير
ورفيق درب
شاعرا متألقا وأديبا ساميا وناقدا واعيا وباحثا مدققا


محبك: مصطفى

د. سلطان الحريري
25-02-2007, 10:47 PM
أستاذي الحبيب الدكتور مصطفى:
لا أريد أن أكرر التعبير عن الفرحة بعودة إلى ذلك اللقاء الذي جمعنا لنقرأ هذه القصة المتفردة قراءات نقدية متعددة ، بل دخلت لأقف عند هاجس الاكتشاف الذي يراود عالمك ، وقد عرفناك ناقدا حاذقا ، ومتذوقا سامقا ، وأديبا كبيرا ، ومع نقدك نعيش في مسافات أبدية التجدد والتحول ..
هكذا أنت أستاذنا في كل قراءة لك .
تحيتي لقلمك الباذخ ، وتحية أخرى للحبيب المبدع حسام القاضي الذي تفوق على نفسه في هذه القصة ..
ستبقى أستاذنا معلما كبيرا نتعلم منه ، ونفيد من علمه.
لك حب تلميذك .

د. مصطفى عراقي
26-02-2007, 10:05 AM
أستاذي الحبيب الدكتور مصطفى:
لا أريد أن أكرر التعبير عن الفرحة بعودة إلى ذلك اللقاء الذي جمعنا لنقرأ هذه القصة المتفردة قراءات نقدية متعددة ، بل دخلت لأقف عند هاجس الاكتشاف الذي يراود عالمك ، وقد عرفناك ناقدا حاذقا ، ومتذوقا سامقا ، وأديبا كبيرا ، ومع نقدك نعيش في مسافات أبدية التجدد والتحول ..
هكذا أنت أستاذنا في كل قراءة لك .
تحيتي لقلمك الباذخ ، وتحية أخرى للحبيب المبدع حسام القاضي الذي تفوق على نفسه في هذه القصة ..
ستبقى أستاذنا معلما كبيرا نتعلم منه ، ونفيد من علمه.
لك حب تلميذك .
أخي الحبيب القريب الصديق الغالي والأديب الصادق والعالم السامق الأستاذ الدكتور: سلطان الحريري
ما أكرمك يا أخي وأنت تهل فينا كنسيم كريمٍ : كلمةً طيبةً، وشعورا جميلا بمداد الصدق والود والنورِ !
وما أجملك وأنت تغدق علينا كغيث مبارك : قلبا نضيرا ، وحُبًّا نميرا بفيوض الفضل والكرم والسناء!
وما أجلَّك وأنت أنتَ أخا مخلصا
وأديبا مدهشا
وإنسانا عظيما
فلك الشكر يا راصد الأحلام ، وقانص الهواجس على ما رصدت وقنصت هنا بقلبك الشفيف ورؤيتك الثاقبة.
ودمت بكل الخير والسعادة والنور
محبك: مصطفى

مأمون المغازي
26-02-2007, 10:47 AM
أستاذنا الرائع الدكتور / مصطفى عراقي

كنت قد استمتعت أيما متعة براءة هذه القصة المتناهية الروعة ولم أقرأها لمرة واحدة وإنما مرات لسمة في قصص المبدع الأستاذ / حسام القاضي ؛ فأنا أعتقد أن قصصه كنفيس الجوهر ، تذكره يوحي بالعودة لتأمله افتنانًا .

أما تحليلك العظيم ؛ فقد آن الأوان لأن أتقدم بمروم شكر لناقد حاذق ومبدع عالم استطاع من خلال هذه القصة أن يقدم لنا دروسًا عديدة في النقد والإبداع بل قدمت لنا درسًا في أصول قراءة الأدب القصصي ، ومن خلاله قدمت لنا درسًا ضروريًا في قراءة الحياة .

لقد استطعت يا أستاذنا أن تحلق ، حاملنا على جناحيك في عوالم من التأمل في النفس البشرية مسقطًا عليها العمل الأدبي وكأنك تدخلنا آلة تحضير وقد نثرت علينا موادك التحليلية لتعيد جدولة تصوراتنا للواقع والمجتمع مما يؤهلنا لتحول انتقالي بالمجتمع إلى ما يجب أن يكون .

بهذا يا سيدنا تكون من خلال دراستك قمت بعملين جليلين .

أولهما : الدرس الرائع في الفن والأدب .

الآخر : الدعوة الاجتماعية المنسجمة مع رؤية القاص العميقة .

أستاذنا الكريم .

تقبل منا آيات الاحترام والتبجيل

مأمون المغازي

خليل حلاوجي
08-03-2007, 02:26 PM
هذه قراءة تفتح اعيننا على مالم تقله سطور القصة


بوركتما .... مبدعين

د. مصطفى عراقي
01-04-2007, 06:59 PM
أستاذنا الرائع الدكتور / مصطفى عراقي
كنت قد استمتعت أيما متعة براءة هذه القصة المتناهية الروعة ولم أقرأها لمرة واحدة وإنما مرات لسمة في قصص المبدع الأستاذ / حسام القاضي ؛ فأنا أعتقد أن قصصه كنفيس الجوهر ، تذكره يوحي بالعودة لتأمله افتنانًا .
أما تحليلك العظيم ؛ فقد آن الأوان لأن أتقدم بمروم شكر لناقد حاذق ومبدع عالم استطاع من خلال هذه القصة أن يقدم لنا دروسًا عديدة في النقد والإبداع بل قدمت لنا درسًا في أصول قراءة الأدب القصصي ، ومن خلاله قدمت لنا درسًا ضروريًا في قراءة الحياة .
لقد استطعت يا أستاذنا أن تحلق ، حاملنا على جناحيك في عوالم من التأمل في النفس البشرية مسقطًا عليها العمل الأدبي وكأنك تدخلنا آلة تحضير وقد نثرت علينا موادك التحليلية لتعيد جدولة تصوراتنا للواقع والمجتمع مما يؤهلنا لتحول انتقالي بالمجتمع إلى ما يجب أن يكون .
بهذا يا سيدنا تكون من خلال دراستك قمت بعملين جليلين .
أولهما : الدرس الرائع في الفن والأدب .
الآخر : الدعوة الاجتماعية المنسجمة مع رؤية القاص العميقة .
أستاذنا الكريم .
تقبل منا آيات الاحترام والتبجيل
مأمون المغازي


الأخ الفاضل الأديب المبدع الأستاذ مأمون المغازي

أجمل الشكر لحضورك السامق
واطيب التحيات لكلماتك الطيبات

أخوك: مصطفى

د. مصطفى عراقي
01-04-2007, 07:01 PM
هذه قراءة تفتح اعيننا على مالم تقله سطور القصة
بوركتما .... مبدعين

==

وبوركت يا أخانا النبيل ويا أديبنا الرائع ويا مفكرنا الصادق

وبورك حضور يفتح للحبور أبوابا ويحلق بنا بين السحب


محبك: مصطفى

د. مصطفى عراقي
01-04-2007, 07:02 PM
أخي الحبيب وقاصنا المبدع الأستاذ حسام
اسمح لي أن أضم إلى هذه القراءة قراءة أخرى في مراياك الصادقة:





مــرايــا
تسلل الشيب إلى فوديه وهو على حاله يبحث وسط الحطام .. تقلب يداه بين الأنقاض تـفـتش عن شئ ما.. الدماء تغطيهما ولكن لا ألم .. لم يعد للألم وجود عنده منذ زمن.. مستمر هو في بحثه اللانهائي كلما استخرج قطعة رفعها وتأملها ثم سرعان ما يلقيها ليبحث عن أخرى 0
لم تكن تلك بدايته حين أدرك الأمر لأول مرة وإن كان لا يعرف متى كانت المرة الأولى على وجه التحديد .. كل ما يذكره أنه فجأة لم يعد يرى نفسه رغم أن الكل يراه .. كان يهم بحلاقة لحيته عندما شعر بضبابية المرآة .. لم يبال أرجع الأمر إلى ندى البكور وزفير التنفس .. أتم حلاقته معتمدا على حفظه لتضاريس وجهه ونسى الأمر . بعدها و في حانوت الحلاق كانت صدمته .. لم يشأ أن يلحظ ذهوله فأومأ برأسه موافقا على جودة الحلاقة وأسرع بالخروج .. أراد أن يتيقن من الأمر فتمهل أمام واجهات المحلات الزجاجية ينظر ويدقق حتى تأكد من حقيقة الأمر .. هل وهن بصره إلى هذا الحد ؟ ولكن إذا كان كذلك فكيف يرى أشياء كثيرة وبوضوح .. شئ واحد لا يراه لكنه أهم من أي شئ سواه .. و
اصطدمت يداه بشيء أملس فرفعه .. كان كرة من البللور .. ابتسم رغما عنه ونظر فيها فرأى خيالات كثيرة غير واضحة .. سمع صيحة فرح فالتفت خلفه .. عجبا لم يكن وحده كان حوله الكثيرون ممن كتب عليهم نفس المصير .. رأى أحدهم ممسكا بقطعة صغيرة ينظر فيها سعيدا وعلى الرغم من صغرها إلا أنه احتضنها باقتناع ومضى .. واصل ومن معه البحث وكل منهم في واد .. لا شئ مشترك بينهم إلا ومضات العيون ..
عند طبيب العيون كانت المفاجأة .. عيناه في خير حال .. زادت حيرته .. طفق يدور في كل الاتجاهات .. نصحه البعض بأن يجرب الأماكن الفخمة وما كانت تلك المشورة تعوزه فقد كان حلمه دائما أن يرى نفسه في تلك المكانة .. لم يترك مكانا إلا وارتاده .. طاف بكل ما هو ممكن بل وبغير الممكن .. كلت قدماه بحثا وراء أي مكان يمكن أن يرى به نفسه .. جرب كل المرايا الفخمة بلا جدوى .. قرر أن يجرب أي مرآة .. لم تفلح كل مرايا المدن الكبرى .. اتجه للضواحي ثم للقرى .. وأخيرا للخلاء .. سعى خلف الأنقاض والحطام لم يكن أمامه بديل .. المهم أن يرى نفسه . . ولو لمرة واحدة 0
=======
هكذا يا قاصنا المبدع حسام القاضي تنجح في اكتشاف لحظة الأزمة تعتري بطلك (ونحن معه) ، وهي غالبا ما تكون أزمة عميقة ذات أبعادٍ نفسية ورمزية ووجودية تقتنصها اقتناصا ثم تكسوها بعباراتٍ تنبض بالحياة فتبدو لنا في صورة واقعية .
فتتجلى الفكرة الخيالية المغرقة في الخيال في أسلوبٍ درامي شديد الواقعية .عبر أحداث يومية حقيقية فتكون أوقع أثرا، أشد تأثيرا .
على أن القصة لا تسير في بنائها الدرامي وفق تسلسل الأحداث في الزمن الحقيقي فالقصة تبدأ بمشهد البحث عن الحل ، بل هي تبدأ قبل ذلك قبل أن يتسلل الشيب إلى رأس صاحبنا ، وذلك بعرض المشهد لنطالع البطل في مرحلة أخيرة من مراحل سابقة ، بأسلوب هادئ متدرج كما يستوحى من الاستهلال الفعل "تسلل" الذي صبغ القصة كلها بظلاله الموحية ،.
ثم تنتقل القصة ببراعة إلى عرض مشاهد الأزمة حتى نصطدم بالمأساة حين:"اصطدمت يداه بشيء أملس فرفعه ".
حين يكتشف ضبابية الرؤية بضبابية المرآة، بما يذكرنا بمقولة سارتر الشهيرة:"الجحيم ليس به مرآة".
ولكن في سياقٍ درامي خاص بكاتبنا المبدع تنسجم مع رؤيته في قصة"عملية جراحية". التي تتعلق بالوجه أيضا ولكنها هنا هذا المرة ليس في تغيير الوجه ليصير مثل الآخرين ، ولكن فيما يتصل بمستوى الرؤية : رؤية الذات التي تغيب في الزحام ، وتغيم في الظلام
ولهذا كانت المشكلة هذه المرة أشد تعقيدا فلم يجد العلاج عند الطبيب الذي لجأ إليه "طبيب العيون" إشارة إن المشكلة لا تقف عند حدود الرؤية البصرية ، بل تتعداها إلى مستوياتٍ أخر أعلى وأبعد.
ورغم مشاركة الآخرين له في الأزمة وفي ومضات العيون ، نرى أنهم لا يشتركون في البحث عن الحل بل كلٌّ راح يبحث عن حل فردي
" رأى أحدهم ممسكا بقطعة صغيرة ينظر فيها سعيدا وعلى الرغم من صغرها إلا أنه احتضنها باقتناع ومضى .. واصل ومن معه البحث وكل منهم في واد ".
وهكذا تتشتت جهودهم الصغيرة (رغم قناعة بعضهم) وتضيع سدى بلا جدوى
وكذلك صاحبنا نراه يجتهد في رحلة البحث عن الحل في الواجهات والأماكن الفخمة فلما لم تُجد لجأ إلى رحلة أخرى بدءا من المدن إلى ضواحيها ثم إلى القرى وصولا إلى الخلاء بما يمثل من نهاية على مستوى الحقيقة ، اما على مستوى المجاز فلجأ إلى المكانة على مستوى ، والممكن الواقع ، وغير الممكن ، في تلاعبٍ موفق من الكاتب المتمكن بين هذه الكلمات ، لإحداث مفارقة لغوية ودرامية معا، ولكن صاحبنا يتوه في هذه المستويات المعنوية والمادية والاجتماعية المختلفة . فلا يبقى أمامه إلا السعي في سبيل البحث عن الأمل:"سعى خلف الأنقاض والحطام لم يكن أمامه بديل .. المهم أن يرى نفسه . . ولو لمرة واحدة "0
وتأمل معي ما في الفعل سعى من رغبة صادقة وإيجابية ، إنه ليس هروبا ساذجا إلى الركون إلى أمل لا يجيء بل إن الأسلوب هنا يشعرنا بوجود الأمل حتى وإن كان هذا الأمل مخبوءا خلف الأنقاض والحطام !
فتنتهي القصة بمثل ما ابتدأت به في دورةٍ محكمة بدأت بالشعور بالألم وانتهت بدنو الأمل .
كاتبنا القدير:
تقبل أسمى آيات الشكر لهذه المساحة الأدبية الإنسانية لنتأمل فيها معك وجوهنا وذواتنا ، قبل أن تغيم الرؤية ويهجم علينا الضباب.
ودمت بكل الخير والسعادة والألق

د. مصطفى عراقي
10-04-2007, 05:01 PM
أعود _ وما أحلى طيب العودة _ للتثبيت تقديرا لنموذجين رفيعين من الفن القصصي والقراءة النقدية .
===============
حقا أيها الحبيب القريب الشاعر المبدع الأديب المتألق الدكتور إيهاب النجدي

ما احلى عودتك إشراقا متجددا ، وهطولا متتابعا
ولك الشكر جميلا جزيلا
وثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة

ودمت لنا ودام الفضل

أخوك: مصطفى

سحر الليالي
13-04-2007, 07:08 PM
أستاذي القدير "د.مصطفى عراقي":
أجدني أقف عاجزة عن خط حرف هنا...!!
شكـــــــرا لتأملاتك النقدية ولتحليلك الرائع
بحق إنني بين قامات تنحني الأقلام خجلة لهيبتهم ...!!
سلمك الله ودمت ببهاء
لك خالص إحترامي وتقديري وباقة ورد

د. مصطفى عراقي
15-04-2007, 08:24 PM
أستاذي القدير "د.مصطفى عراقي":
أجدني أقف عاجزة عن خط حرف هنا...!!
شكـــــــرا لتأملاتك النقدية ولتحليلك الرائع
بحق إنني بين قامات تنحني الأقلام خجلة لهيبتهم ...!!
سلمك الله ودمت ببهاء
لك خالص إحترامي وتقديري وباقة ورد


=======
الابنة الغالية سحر
شكرا لهذا الحضور الأنيق الرشيق يفيض أدبا وأريحيةً ودماثة

وسيظل أخونا الحبيب الأستاذ حسام القاضي رمزا من رموز الصدق والحق والإخلاص


ودمت والجميع بكل الخير والسعادة

حسام القاضي
24-04-2007, 04:50 AM
أخي الحبيب وأستاذي المبدع والعالم والناقد الفذ / د. مصطفى عراقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كعادتك دائماً تمتعنا بدروسك القيمة التي تبين تماماً الفرق بين النقد الحقيقي الأكاديمي ، وبين نقد المدعين ؛ فنقدك الصادق هو الباقي دائماً ؛ فلكم مداخلكم الخاصة التي تتميزون بها ، والتي تعود لامتلاككم ناصية اللغة العربية ، وكذلك رؤيتكم المتفردة للنصوص .
شرف لي أن تنال قصتي المتواضعة قراءتكم المبهرة .
مهما قلت فلن أفيكم جزءً من حقكم ، ولن أعبر عما يجيش بصدري من إمتنان وود وتقدير لشخصكم الكريم.
لكم كل الشكر والتقدير والاحترام .

وفاء شوكت خضر
01-10-2007, 11:28 PM
قصة عمليةجراحية ، هي عمل إبداعي للأديب القاص / حسام القاضي ..

قصة لها أبعادها الإجتماعية والنفسية والخلقية ..
قصة تستحق أن تكون تحت المجهر وبين يدي ناقد مثل د. مصطفى عراقي ..

للأستاذ الأديب الناقد / مصطفى عراقي ..
وللأخ حسام القاضي تحية تحمل عبق الزهور .

د. مصطفى عراقي
19-10-2007, 08:43 PM
أخي الحبيب وأستاذي المبدع والعالم والناقد الفذ / د. مصطفى عراقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كعادتك دائماً تمتعنا بدروسك القيمة التي تبين تماماً الفرق بين النقد الحقيقي الأكاديمي ، وبين نقد المدعين ؛ فنقدك الصادق هو الباقي دائماً ؛ فلكم مداخلكم الخاصة التي تتميزون بها ، والتي تعود لامتلاككم ناصية اللغة العربية ، وكذلك رؤيتكم المتفردة للنصوص .
شرف لي أن تنال قصتي المتواضعة قراءتكم المبهرة .
مهما قلت فلن أفيكم جزءً من حقكم ، ولن أعبر عما يجيش بصدري من إمتنان وود وتقدير لشخصكم الكريم.
لكم كل الشكر والتقدير والاحترام .
============

أخي الكريم وصديقي الصدوق الأستاذ الأديب القدير الجدير بكل الحب والاحترام الأستاذ: حسام القاضي

بل أنت والله الأحق بالشكر ، فماذا يملك الغواص لو لم يكن البحر عامرا بأثمن اللآلئ ، وأجمل الدرر؟!


أسعدك الله أيها الفاضل وأسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة
وحفظك لنا مشكاة ود ووفاء وصدق


محبك: مصطفى

ريمة الخاني
20-10-2007, 08:50 AM
رغم انني اهرب من كلمة عمليه او رؤية جراحه ما واتجلد بالصبر لو الزمت بموقف ما
لكنها اتت موظفه تماما وبطريقه خاصه جدا جدا والقراءة النقديه سهلت استكشاف ثنايا النص
تقديري

د. مصطفى عراقي
29-10-2007, 07:04 PM
قصة عمليةجراحية ، هي عمل إبداعي للأديب القاص / حسام القاضي ..
قصة لها أبعادها الإجتماعية والنفسية والخلقية ..
قصة تستحق أن تكون تحت المجهر وبين يدي ناقد مثل د. مصطفى عراقي ..
للأستاذ الأديب الناقد / مصطفى عراقي ..
وللأخ حسام القاضي تحية تحمل عبق الزهور .
============


أختنا الفُضلى وأديبتنا الصادقة الأستاذة وفاء شوكت خضر


يا وفاءً حوى سمات الوفاء = فيه نلقى نور الهدى والنقاء
شوكة أنت ضد كيد الأعادي= واخضرار فيه انتصار النماءِ
دمتِ للواحة الجميلة غيثا= ولنا أنشودةً للصفاءِ


لك أيتها الجليلة النبيلة أسمى آيات الشكر والتقدير لهذا الحضور القيِّم النابع من معين فضلك الثرّ

وجزاك الله عنا خير الجزاء

ودمت بكل الخير والسعادة والنور


مصطفى

د. مصطفى عراقي
29-10-2007, 07:07 PM
رغم انني اهرب من كلمة عمليه او رؤية جراحه ما واتجلد بالصبر لو الزمت بموقف ما
لكنها اتت موظفه تماما وبطريقه خاصه جدا جدا والقراءة النقديه سهلت استكشاف ثنايا النص
تقديري

============

أديبتنا الفاضلة الأستاذة ريمة


أطيب التحيات لهذا الحضور الكريم الذي ملأ القلب حبورا ، والأرجاء نورا وعبيرا

دمت لنا ودامت كلمتك الطيبة ، وإبداعك الصادق


مصطفى

د. سمير العمري
05-11-2007, 04:00 PM
إن قصة عملية جراحية هي من القلائل اللواتي أثرن بي تأثيرا كبيرا بما حوت من إسقاط بالغ التأثير تتحدث عن شخص لا يشبه الآخرين ولا يماثلهم فينبذ ويضطهد ويجار عليه حتى يجد نفسه مضطرا لعلية جراحية مؤلمة للتخلص من شفافيته وحسه المرهف وتوافق ظاهره وباطنه ، ولنه لا يستطيع بعد ك هذا أن يجد دوره في أن يكون مثلهم.

وللتناول النقدي هنا من الأستاذ الكبير د. مصطفى عراقي ما يزيد الرؤية وضوحا ويزيد المعاني عمقا بما عرفنا من إتقانه القراءات النقدية بشكل يميزه عن الكثير غيره ، ومتى التقى كبيران في عم كانت النتيجة كبيرة.


أشكر للقاص تألقه وللناقد تفرده وللقصة أثرها الكبير.



تحياتي

د. مصطفى عراقي
12-11-2007, 02:52 PM
إن قصة عملية جراحية هي من القلائل اللواتي أثرن بي تأثيرا كبيرا بما حوت من إسقاط بالغ التأثير تتحدث عن شخص لا يشبه الآخرين ولا يماثلهم فينبذ ويضطهد ويجار عليه حتى يجد نفسه مضطرا لعلية جراحية مؤلمة للتخلص من شفافيته وحسه المرهف وتوافق ظاهره وباطنه ، ولنه لا يستطيع بعد ك هذا أن يجد دوره في أن يكون مثلهم.
وللتناول النقدي هنا من الأستاذ الكبير د. مصطفى عراقي ما يزيد الرؤية وضوحا ويزيد المعاني عمقا بما عرفنا من إتقانه القراءات النقدية بشكل يميزه عن الكثير غيره ، ومتى التقى كبيران في عم كانت النتيجة كبيرة.
أشكر للقاص تألقه وللناقد تفرده وللقصة أثرها الكبير.
تحياتي


=======

ولك الشكر يا أخي الحبيب لهذه الإطلالة المُشرقة المغدقة وهذه النظرة المتعمقة في قصة أخينا القابض على جمرة الصدق والوفاء القاصّ الأديب القدير الأستاذ : حسام القاضي برغم كل مايلقاه في سبيل ذلك من الأذى والجحود من المتلونين ومدعي الحبّ !


ودمت لنا بكل الخير والسعادة والود


أخوك المحب: مصطفى

د. نجلاء طمان
15-11-2007, 04:32 PM
بحر اللغة: د. العراقي

قرأت هذه القصة الإبداعية منذ قليل, ربما هذا ماحدا بي للدخول هنا لأتمل تأملاتك النقدية, ولا أقل من أن أقول, أن الجراح الحقيقي هنا كان قلمك الناقد الذي تجول في القصة بمنتهى الحرفنة فأخرج لنا في عبقرية مواطن الجمال, وعالج أماكن الرمزية في روعة مقننة لا مثيل لها.

لله درك من ناقد حفيص !

قلم ناقد تلميذ, يتوارى خجلا هنا أمام قلم ناقد جبار.

شذى الوردة لا يكفيك حقك

د. نجلاء طمان

د. مصطفى عراقي
29-04-2008, 09:22 AM
بحر اللغة: د. العراقي
قرأت هذه القصة الإبداعية منذ قليل, ربما هذا ماحدا بي للدخول هنا لأتمل تأملاتك النقدية, ولا أقل من أن أقول, أن الجراح الحقيقي هنا كان قلمك الناقد الذي تجول في القصة بمنتهى الحرفنة فأخرج لنا في عبقرية مواطن الجمال, وعالج أماكن الرمزية في روعة مقننة لا مثيل لها.
لله درك من ناقد حفيص !
قلم ناقد تلميذ, يتوارى خجلا هنا أمام قلم ناقد جبار.
شذى الوردة لا يكفيك حقك
د. نجلاء طمان


الابنة الغالية العالية الأديبة الصادقة الناقدة البارعة الدكتورة نجلاء

أسمى آيات الشكر لهذا الشذى المبارك يضوع فضلا ونبلا.
ما أجملها من شهادة عزيزة من وردتنا النقية الوفية.

أسعدك الرحمن
ودمت بكل الخير ، والسعادة، والنور.


مصطفى

حسام القاضي
15-05-2014, 07:32 AM
رحمك الله أخي الكريم والنبيل في زمن عز فيه الوفاء لا النبل
رحمك الله شاعرا قديرا وناقدا فذا وانسانا فريدا

لا أنسى ولن أنسى قراءتيك الرائعتين هاتين
في قصتي ..عملية جراحية و..مرايا

رحمك الله وغفر لك وادخلك فسيح جناته