تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هوية .. من قلب الخراب



أمل فؤاد عبيد
31-01-2007, 05:59 AM
تحية خاصة لمن يهمه الأمر ..

يستيقظ النهار في عينيه .. لازال يرتل على ضوء النهار قصيدة منسية من زمن النكسة .. ويعبد السطور .. تلبية لدعوة الشاعر .. " قف ورتل سورة النسف على رأس الوثن .." .. يطالب الذات .. تحقيق نصر ما .. ليقول ثانية .. " لا تهاجر .. كل من حولك غادر .. " ثم تعتقله الكلمات .. سجينا آخر .. أو عبدا لحرف الكلم .. يعاود الشطحات .. عابرا .. سطورا لا تموت .. " امض .. إن شئت .. لا تسل : أين الرجال .. كل أصحابك رهن الاعتقال .. " يخرج من بيته .. يعاود أسفار المدينة .. عبر أزقة .. تعبدها .. أقدام تجري .. بلا هدف .. ومازال هو يردد لنفسه .. قول الشاعر .. " أين تمضي .. ورقم الناقة معروف .. وأوصافك في كل المخافر .. وكلاب الريح تجري .. ولدى الرمل أوامر .. " هو دوما تأخذه رياح الإبعاد الثلاثة .. حيث لا يشاء أن يذهب .. .. يقيس الخطوات .. خطوة خطوة .. يتذكر كما ينسى .. مشاكل هامشية .. على رأس مصلوبة .. لا تفتئ أن .. تنحني للريح ..
مازال الصباح .. يجدل خيوط النهار .. على هذه المدينة .. ويرسل العزاءات متناثرة .. لا تفرق بين غني أو فقير .. هنا تتحقق المعادلة الصعبة .. ليصبح الجميع.. رهنا .. لقرار مؤجل .. بالحرية ..
يجلس في مكانه .. يتحقق النظر من جديد في الأشياء .. والعيون .. ليعاود مطارحة الشعور .. مع أبيات منهزمة .. " لا تدع نفسك تدري بنواياك الدفينة .. وعلى نفسك من نفسك حاذر .. هذه الصحراء ما عادت .. أمينة .. هذه الصحراء في صحرائها الكبرى سجينة .. حولها ألف .. سفينة .. وعلى أنفاسها .. مليون طائر .. ترصد الجهر وما يخفى بأعماق الضمائر .. " يخرج من صدى الكلمات .. حسرة مليون رجل .. وأطفال .. باتوا يعانون الهزيمة .. وانشطار الذات .. وتقسيم .. المدينة .. يحاول هو .. أن يستصرخ المعاني .. أن يذيب .. جليد البدع .. والأفكار القديمة .. ولكن .. يحضره الألم .. وقلة العزيمة .. واستعباد القيمة .. يلاحقه الشاعر فيه .. " لا تقل إنك شاعر .. تب فإن الشعر فحشاء وجرح للمشاعر .. أنت أمي فلا تقرأ ولا تكتب .. ولا تحمل يراعا أو دفاتر .. سوف يلقونك في الحبس .. ولن يطبع آياتك ناشر .. " يتخوف المواجهة .. وهذا الصوت .. الناشر ضبابه .. ليعاود ترديد .. صدى النهاية .. " إمض .. إن شئت .. وحيدا .. لا تسل .. أين الرجال .. كل أصحابك .. رهن الاعتقال .. "
يخرج دون التفات .. حيث .. الأبواب غلقت .. والجبال نسفت .. ورهان هوية .. مازال قيد الاختبار .. لا يستجيب ...
ما بين الأقواس ( شعر أحمد مطر )

جوتيار تمر
31-01-2007, 01:25 PM
امل..
لم يبقى لنا غير الكلمة ..
بها نكون نحن نحن..ونبقي على ذواتنا..
من العفن..
وقالها غيرنا..نحن حتى في الهزائم..
نصنع من موتنا بطولات..
لاننا نملك اللغة العربية..حيث فيها البلاغة..والفن..
نعم..لو لاك يا شعر..
ماذا يمكن ان يتبقى لنا..
فالوطن..بعناه..بحفنة من الدنانير..
والانسانية دفناها تحت انقاض الرغبات..
يا شعر..استمر فينا..طلعلنا ذات يوم نعود..نعيش..

محبتي وتقديري
جوتيار

محمد سامي البوهي
04-02-2007, 11:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله

الأستاذة / أمل

ما قرأته هنا هو انعكاس لأخطاء ماضية مازلنا نعانيها الآن ، النص ينبع بالألم ، وملقن بشعر ينحت من قلوبنا .

دمت مبدعة

خليل حلاوجي
28-02-2007, 03:30 PM
لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر


نبهنا اليها قرآننا

وفاء شوكت خضر
01-03-2007, 05:39 PM
الأخت / أمل فؤاد عبيد ..

توظيف رائع للقصيدة ، لنسج قصة في منتهى الروعه ، تحاكي مأساة شعب ، في ظل جزء منها ، حيث بات الرفاق رهن الإعتقال ، والسفر بات إما جبنا أو أمنية لا تطال ..
والخف مزروع في النفوس حتى بات أحدهم يخشى نفسه ، يخسى خطوته أن تشي به ، ويخشى التراب أن يعلن عن مرورد ، حتى القراءة والكتابة جرم ، فلم يبق شيء سوى الذات التي باتت هي الأخرى تثير الشكوك ..

أعجبني تناولك للقصيده ، لتكون الحدث ، وأن يكون البطل .. هو .. الذي يشير للكل .

تحيتي وتقدير ..
دمت بخير .

عارف عاصي
01-03-2007, 05:52 PM
أختنا وفاء
جميلة هذه القراءة
بصوت هادئ
لأعماق مشاعر
ديـــــســت
في زمن اللامشاعر
تحاياي
عارف عاصي

ربيحة الرفاعي
07-07-2012, 08:35 AM
رغم اعتقادي بعدم قبول القصة القصيرة لاقتباسات شعرية أو غنائية، لكني قرات هنا نصا حمل الوجع نابضا وارسلة للمتلقي فيضا من آه فأصاب واستقر
لم نعثر على الأقواس التي اشارت إليها الكاتبة لفصل سطور الشاعر أحمد مطر عن النصوأيضا

اثقلت النقاط الفاصلة التي استخدمتها الكاتبة النص وبعثرت تماسكه، فليتها استخدمت علامات الترقيم لتفصل وتوضح

أها بك ايتها الفاضلة في واحتك

تحاياي

نداء غريب صبري
12-07-2012, 12:09 PM
نص جميل
لكني شعرت بتشتت الفكرة بين سطور الشعر أحيانا

شكرا لك

بوركت

د عثمان قدري مكانسي
12-07-2012, 01:19 PM
أرى القصيدة بعيدة عن ( الانهزامية) فهي قطرات الماء تتوالى على زجاج القلوب والعقول ، تترجمها تحدياً أصيلاً في وجدان الأمة ...
أحسنتِ قراءة القصيدة قصةً شائقة تمسك بيد القارئ إلى حيث الثورة الكامنة التي تنقلب بركاناً هادراً.

د. سمير العمري
28-05-2013, 05:17 PM
لعل النص هنا يريد أن يبين مدى تأثر النفوس بالكلمة وبالشعر متى لامس الوجدان وعكس الواقع ، ولكن ربما كان الواقع القاهر أشد تأثيرا فيربك الخطوات ويغلق أبواب الحماسة والتفاعل.

نص جيد نوعا وأحسبه أكثر من الاتكاء على كلمات الشاعر حتى اقترب من الخروج من طبيعته كقصة قصيرة.

نتمنى أن نقرأ لك الجديد المفيد.

تقديري