محمد سامي البوهي
03-02-2007, 03:54 PM
دائرة الشموع
إهداء/ للدكتور جمال مرسي بمناسبة عيد ميلاده
التف الأقارب والأصدقاء حول الخوان المستدير ، تعلو رؤوسهم أوتار الزينات الملونة ، اللولبية اللامعة ، قرص الحلوى ( التورتا ) يتوسط الطاولة محاطاً بالأطباق الفارغة ، و الشوكات ، والملاعق ، الكل يتساءل عن الشموع ، أين هي ؟ ، لا توجد حفلة عيد ميلاد دون شموع ، واضح أن الدكتور لا يريد أن يكشف لنا عن عمره ، هكذا داعب الأهل والأصدقاء (الدكتور/ جمال مرسي ) ، توجه بنداءاته الهادئة لابنته (مروة) ، التي تخلفت عن الحلقة في ذلك الحين ، ألاحت مروة بحضورها ، وقد اكتسى جسدها الرقيق بفستان أبيض كأنها عروس تزف لعرسها ، كانت تحمل بيدها حفنة من الشموع ، لامها الدكتور جمال لوماً جميلاً على تأخرها ، وتعطيلها لأنفاسهم التي استعدت لقهر السنين الماضية ، وإطفاء شموعها ، بخيرها ، شرها ، ابتسمت (مروة) ابتسامتها التي كشفت عن بياض أسنانها المتراصة ، فاتخمت الهواء بعطر الطفولة ، تقدمت مروة نحو الطاولة المستديرة ، دعمت قامتها الصغيرة باعتلاء كرسيها المفضل ، هيا يا (مروة) اغرسي الشموع ، هيا أفصحي لنا عن عمر أبيك ، لكن الصغيرة أبت أن تفصح لهم عن عمر أبيها ، وقالت لهم بلغة آمره ، لن أغرس هذه الشموع ، لن أغرسها أبداً ، أصرت إصرارا نبع من قرار صارم ، اندهش الحضور ، عندما أخرجت مروة شمعة واحدة ، لتغرسها في قرص ( الشيكولا ) ، يالها من ذكية ، هي تريد أن تضع شمعة واحدة فقط لتضللنا عن معرفة عمر الدكتور ، ووسط الجمل الهزلية ، والمداعبات ، أزاحت يد أمها التي اقتربت بعود ثقاب لإشعال الشمعة ، فتدخلت الدهشة لأعين الحضور مرة أخرى ، زادت عندما هبطت مروة من اعتلائها للكرسي ، أطفأت الأنوار ، عادت ، وبدأت بالغناء:
( hey happy birthday day 2 u uuuu hppy birthday tou and sooon happpt dead dead day)
ردد الحضور ورائها ، السعادة تتزاحم وجوههم ، الدهشة تردد معهم ، ارتشفت أفواههم الأنفاس ، فالشمعة الوحيدة أصرت مروة ألا تشعلها ، لتحكم أنفاسهم اللاهية عليها بالإعدام ، أنهت مروة نشيدها ، هبطت مرة أخرى من اعتلائها للكرسي ، أعلنت الأنوار بجميع أنحاء المنزل ، أخذت بيد أمها ، أمرتها بأن تشعل الشمعة ، استجابت الأم للطلب الغريب ، اشتعلت الشمعة ، صفقت مروة ، أحنت رأسها على خد أبيها ، قبلته قبلة بميسم زهرة نادية ، رفعت رأسها كأنها تهتف للسماء ، ستظل شمعتك دائماً مضيئة يا أبي حتى ولو كانت شمعة لسنة ماضية .
كل عام وأخونا (الدكتور جمال مرسي ) بخير .
إهداء/ للدكتور جمال مرسي بمناسبة عيد ميلاده
التف الأقارب والأصدقاء حول الخوان المستدير ، تعلو رؤوسهم أوتار الزينات الملونة ، اللولبية اللامعة ، قرص الحلوى ( التورتا ) يتوسط الطاولة محاطاً بالأطباق الفارغة ، و الشوكات ، والملاعق ، الكل يتساءل عن الشموع ، أين هي ؟ ، لا توجد حفلة عيد ميلاد دون شموع ، واضح أن الدكتور لا يريد أن يكشف لنا عن عمره ، هكذا داعب الأهل والأصدقاء (الدكتور/ جمال مرسي ) ، توجه بنداءاته الهادئة لابنته (مروة) ، التي تخلفت عن الحلقة في ذلك الحين ، ألاحت مروة بحضورها ، وقد اكتسى جسدها الرقيق بفستان أبيض كأنها عروس تزف لعرسها ، كانت تحمل بيدها حفنة من الشموع ، لامها الدكتور جمال لوماً جميلاً على تأخرها ، وتعطيلها لأنفاسهم التي استعدت لقهر السنين الماضية ، وإطفاء شموعها ، بخيرها ، شرها ، ابتسمت (مروة) ابتسامتها التي كشفت عن بياض أسنانها المتراصة ، فاتخمت الهواء بعطر الطفولة ، تقدمت مروة نحو الطاولة المستديرة ، دعمت قامتها الصغيرة باعتلاء كرسيها المفضل ، هيا يا (مروة) اغرسي الشموع ، هيا أفصحي لنا عن عمر أبيك ، لكن الصغيرة أبت أن تفصح لهم عن عمر أبيها ، وقالت لهم بلغة آمره ، لن أغرس هذه الشموع ، لن أغرسها أبداً ، أصرت إصرارا نبع من قرار صارم ، اندهش الحضور ، عندما أخرجت مروة شمعة واحدة ، لتغرسها في قرص ( الشيكولا ) ، يالها من ذكية ، هي تريد أن تضع شمعة واحدة فقط لتضللنا عن معرفة عمر الدكتور ، ووسط الجمل الهزلية ، والمداعبات ، أزاحت يد أمها التي اقتربت بعود ثقاب لإشعال الشمعة ، فتدخلت الدهشة لأعين الحضور مرة أخرى ، زادت عندما هبطت مروة من اعتلائها للكرسي ، أطفأت الأنوار ، عادت ، وبدأت بالغناء:
( hey happy birthday day 2 u uuuu hppy birthday tou and sooon happpt dead dead day)
ردد الحضور ورائها ، السعادة تتزاحم وجوههم ، الدهشة تردد معهم ، ارتشفت أفواههم الأنفاس ، فالشمعة الوحيدة أصرت مروة ألا تشعلها ، لتحكم أنفاسهم اللاهية عليها بالإعدام ، أنهت مروة نشيدها ، هبطت مرة أخرى من اعتلائها للكرسي ، أعلنت الأنوار بجميع أنحاء المنزل ، أخذت بيد أمها ، أمرتها بأن تشعل الشمعة ، استجابت الأم للطلب الغريب ، اشتعلت الشمعة ، صفقت مروة ، أحنت رأسها على خد أبيها ، قبلته قبلة بميسم زهرة نادية ، رفعت رأسها كأنها تهتف للسماء ، ستظل شمعتك دائماً مضيئة يا أبي حتى ولو كانت شمعة لسنة ماضية .
كل عام وأخونا (الدكتور جمال مرسي ) بخير .