تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الجنة ليست مسلخاً بشرياً



يحيى السماوى
08-02-2007, 05:29 PM
جالس على صخرة الحاضرِ
قلبي يُطبقُ بنبضه على أمسي البعيد
وعيناي تحدقان بالغـــد . .
أتشظى كنخلةٍ في البريَّةِ:
جذري في مكان . .
وظلي في مكان آخر !
♣♣♣
لكل الصحارى غزلانها الذهبيةُ . .
إلاّ صحراءُ عينيَّ !
لكلِ البساتين عصافيرها
إلاّ بستان قلبي !
أتطلَّعُ في المرايا والواجهات الزجاجية
كيما أتأَكد من أن شراعَ الرأسِ
مازال منتصباً على سارية الرقبَة !
لستُ بالمستريب . .
لكن الفصول قد دارت على غير ما تشتهي الأرض . .
الأرض التي دارت
على غير ما تشتهي الشمسُ . .
الشمس التي يَتَّهمها الظلاميون
بالتضامن مع صباحات الصعاليكِ
الذين أعلنوا العصيانَ على ظلمات الأباطرة !
الأباطرة الذين:
يسلخون جلودنا . . . ثم
يعطوننا قمصاناً ناصعةً كالأكفان . .
يفقأون عيوننا . . ثم
يعطوننا نظارات ملوَّنةً مثل قوسِ قزحٍ أعمى . .
يبترون أقدامنا . . ثم
يعطوننا عكازاتٍ من خشب الأبنوس . .
يبادلوننا النشوةَ بالحريةِ . .
والخندقَ بالحديقةِ . .
والغانيةَ بالزوجةِ . .
والزنزانةَ بالوطن !
♣♣♣
الجنَّةُ ليست منجمَ فحمٍ حجريّ
لِتُفْتَحَ أبوابها بالديناميت . .
ليست مسلخاً بشرياً
ليدخلها حَمَلةُ السواطير . .
ليست مِكبَّ نفاياتٍ
ليغتسل في أنهارها المارقونَ
والمستحمون بوحَل الخطيئة . .
♣♣♣
إليَّ . . . إليَّ أيها الهمجيون !
عندي سيارات جاهزة للتفخيخ . .
ومن الأطفال ما يكفي لافتتاح مقبرة جديدة
ومن البيوت الطينية ما يرضي غرور جرافاتكم . .
إليَّ . . . إليَّ أيها الهمجيون . .
عندي توابيت جاهزة للتشييع . .
أحزمة ناسفة للإيجارِ . . ولحىً مستعارة للنسك الموسميّ !
وعندي فتاوى تجيز استعمال القنابل
كأفضل وسيلةٍ لتحديد النسلِ
في أمةٍ تهدم أكثر مما تبني . .
أمةٍ – من أجل أبنائها وُجِدَتْ :
وكالاتُ الغوثِ . .
مخيماتُ اللاجئين . .
ومعسكرات الإحتجازِ . .
ولأجل أبنائها وُجِدَتْ شبكات التهريب
والجوازات المزورة . .
ومن أجلها وحدها وضعت – الأمم المتحدة –
صندوق الشكاوى
ولوحة إعلانات للقضايا دائمة التأجيل !؟
♣♣♣
إذا كان الهدم تقوىً
والقتلُ الأعمى جهاداً
فان – آرييل شارون – هو الأتقى منكم جميعاً . .
وما من أحدٍ أجدر منه
برفع راية الجهاد !
♣♣♣

نور سمحان
08-02-2007, 05:47 PM
مررت من هنا ولم أستطع تجاهل روعة تظلل حروفك
وجمال يزيّن نصك
خاطرة رائعة
تقبل مروري
تحياتي لك أيها المحترف

محمد إبراهيم الحريري
08-02-2007, 06:08 PM
جالس على صخرة الحاضرِ
قلبي يُطبقُ بنبضه على أمسي البعيد
وعيناي تحدقان بالغـــد . .
أتشظى كنخلةٍ في البريَّةِ:
جذري في مكان . .
وظلي في مكان آخر !
♣♣♣
لكل الصحارى غزلانها الذهبيةُ . .
إلاّ صحراءُ عينيَّ !
لكلِ البساتين عصافيرها
إلاّ بستان قلبي !
أتطلَّعُ في المرايا والواجهات الزجاجية
كيما أتأَكد من أن شراعَ الرأسِ
مازال منتصباً على سارية الرقبَة !
لستُ بالمستريب . .
لكن الفصول قد دارت على غير ما تشتهي الأرض . .
الأرض التي دارت
على غير ما تشتهي الشمسُ . .
الشمس التي يَتَّهمها الظلاميون
بالتضامن مع صباحات الصعاليكِ
الذين أعلنوا العصيانَ على ظلمات الأباطرة !
الأباطرة الذين:
يسلخون جلودنا . . . ثم
يعطوننا قمصاناً ناصعةً كالأكفان . .
يفقأون عيوننا . . ثم
يعطوننا نظارات ملوَّنةً مثل قوسِ قزحٍ أعمى . .
يبترون أقدامنا . . ثم
يعطوننا عكازاتٍ من خشب الأبنوس . .
يبادلوننا النشوةَ بالحريةِ . .
والخندقَ بالحديقةِ . .
والغانيةَ بالزوجةِ . .
والزنزانةَ بالوطن !
♣♣♣
الجنَّةُ ليست منجمَ فحمٍ حجريّ
لِتُفْتَحَ أبوابها بالديناميت . .
ليست مسلخاً بشرياً
ليدخلها حَمَلةُ السواطير . .
ليست مِكبَّ نفاياتٍ
ليغتسل في أنهارها المارقونَ
والمستحمون بوحَل الخطيئة . .
♣♣♣
إليَّ . . . إليَّ أيها الهمجيون !
عندي سيارات جاهزة للتفخيخ . .
ومن الأطفال ما يكفي لافتتاح مقبرة جديدة
ومن البيوت الطينية ما يرضي غرور جرافاتكم . .
إليَّ . . . إليَّ أيها الهمجيون . .
عندي توابيت جاهزة للتشييع . .
أحزمة ناسفة للإيجارِ . . ولحىً مستعارة للنسك الموسميّ !
وعندي فتاوى تجيز استعمال القنابل
كأفضل وسيلةٍ لتحديد النسلِ
في أمةٍ تهدم أكثر مما تبني . .
أمةٍ – من أجل أبنائها وُجِدَتْ :
وكالاتُ الغوثِ . .
مخيماتُ اللاجئين . .
ومعسكرات الإحتجازِ . .
ولأجل أبنائها وُجِدَتْ شبكات التهريب
والجوازات المزورة . .
ومن أجلها وحدها وضعت – الأمم المتحدة –
صندوق الشكاوى
ولوحة إعلانات للقضايا دائمة التأجيل !؟
♣♣♣
إذا كان الهدم تقوىً
والقتلُ الأعمى جهاداً
فان – آرييل شارون – هو الأتقى منكم جميعاً . .
وما من أحدٍ أجدر منه
برفع راية الجهاد !
♣♣♣
الأخ الحبيب الأديب يحيى السماوي
تحية طيبة
من شريان الحياة نقيس نبضات فؤاد اليقين ، ونعرف ضغط النفس على راس القلم من خلال لف صفحات الياس أحيانا على ذراع الحاضر ليرى المشخص ما يدور بين قلب وروح ، قلب تزع عن حناياه قسرا ليخفق في تيه الغربة ، وروح تحمل الوجدان إلى حيث مضارب الطفولة ليكون بين بيادر النخيل ورياض السنابل المحروقة بجمار الإقصاء عن بساتين الهنا .
ومن خلال تنوعات الحروف نرى رقصات أجنحة التمني على مد آفاق الرجاء لعودة الطيور لعشاشها والطير في وكناتها .
نعم أخي
كيف نفقأ العيون ونعوضها بعدسات لاصقة ؟
ونقطع الأرجل لأن معامل الترويض مباحة في دول الموت ؟
وكيف نفقد الأمل من أفياء نخيل الذاكرة ونبدله ببخس الأشجار المصطنعة ؟؟!!
وإذا كنا نرى الأشياء بمصداقية الفعل إخلاصا للشعوب والتاريخ
فما قلت عن شارون هو الحقيقة بحسب نظرته .
نعم ، بلى ، والصدق هل
ماذا يكون مصيرنا يوم الأجل ؟؟
وكيف نبكي أمهات العام والثكل استقل
بعرين القهر يوما كم يساوي ؟؟
مثل أمثال الفشل
بين ماضينا ، وبين القتل حل ؟
ما أتفه الإنسان إن بالدم طل
المثكلات تكاثرت
والصولجان مرتل صوت الطبول
على مواويل الدجل
ـــــــــــــــ
تحياتي أخي
اشكرك لأنك حركت مواجع كدت أطويها كطي السجل للكتب
أخوك محمد

وفاء شوكت خضر
08-02-2007, 06:36 PM
أستاذي الكريم / يحيى السماوي ..

أمام حروفك .. تهجر العروف السطور ..
تتوارى خجلا من نور الحق في كلماتك ..

اسمح لي أن أمر على صفحتك بصمت ..
حتى لا تثير حروفي الضوضاء هنا .

سأبقى عل ناصية منبع مدادك ..
أترقب تدفق الحرف .

تحيتي وتقديري .

د. محمد حسن السمان
08-02-2007, 07:22 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخ الغالي والصديق الأديب والشاعر الكبير يحيى السماوي

عندما تتكلم اشعر أنك تلامس شغاف قلبي , وعندما تفكر أشعر بأنك تحسني , وعندما
تكتب أشعر بأنك تنير مساحات الزمان والمكان , كم أنا متأثر بهذه اللوحات الفنية الحيّة
التي ترسمها , أنت تترجم حال أمة , أيها النجم المضيء في سماء الواحة المباركة ,
أرجو أن تتقبل مني محبة واعجابا ليسا لغيرك .

أخوكم
السمان

جوتيار تمر
08-02-2007, 09:28 PM
السماوي..
عندما تتلاشى الانسانية يصبح الانسان نفسه معدوما من القيم بحيث لايستطيع خلق المزيد منها..لانه بالرغم من انه ورث الكثير منها ووجد بعضها طازجة جديدة الا انه لن يستطيع العمل بها لانه اصلا لم يعد يخلقها يحملها..وهكذا الحال مع الاغلبية ممن فقدوا انسانيتهم لطموح ذاتي شخصي او لمصلحة وقتية آنية او حتى لرؤية سطحية للاخرين..وبهذه الحال اصبحت الامور تسير بنا ولانسير نحن بها.. فكل شيء اصبح رهن نظرة هولاء..وهولاء لايفعلون الا ما يمكن ان يشبع رغباتهم الذاتية..فاصبح كل شيء يفسر حسب رؤيتهم...حتى الجنة..اصبحت مجردة من ماهيتها..الا من ما هم يرون...
وقتل العراقي مثلا الان اصبح احدى الوسائل المعترف بها دوليا لدخول الجنة.

ايها السماوي...

عندما احب ان افجع بوجعي ابحث عنك...

اغفر لي اني دائما اخرج عن ما تريده لاقول ما اريد...

محبتي لك
جوتيار

محمود شاكر الجبوري
20-03-2007, 09:02 PM
الله اكبر

الله اكبر

ما انت يا ابن السماوة

ليال
27-05-2007, 06:09 PM
تحفة أدبية جديرة بأن ترفع لنرتفع بها ..تقبل كل شكر وعطر

مرآة النفس
27-05-2007, 07:54 PM
السماوي....

آه من حرفك الذي أدمى قلب اللغة!!

ومن هذا الموت البطيء الذي يبشّر بالخلود...

هي المفارقات تجعلنا على مفرق طريق بين حياة سيئة وحياة أسوأ....

ما أصعب أن تكون في زمن يسمي السّفاح محسناً والرذيلة حضارة...

عسى أن يجعل الله بعد عسر يسراً....

بورك قلمك

عطاف سالم
29-05-2007, 02:45 AM
وماذا أقول بعد .. لاعطر بعد عروس
إنما نظرة فوقية إلى نصك أخذتني إلى القصائد الطللية
أنا وجدت هذا في نصك هنا
حيث بدا رقيقا شجيا كرقة الغزل والوقوف على الأطلال ثم ارتفعت نبرته وانكشف ساق الحديث عن غرضه وكشرت الثورة فيه عن أنيابها وبدأنا وكأننا نسمع لآخر النص دويا آتيا من هذه السخرية اللاذعة ..
نصك أستاذي الجليل الشاعر الأديب / يحيى السماوي
تدرج فيه الاحساس حتى قوي واشتد .. وثار وثوَّرنا معه
تقبل خالص التقدير وأبلغ التحايا على كل ماتسطره هنا شعرا ونثرا يشي بالأصالة والفخامة والعذوبة والشجن في ذات الوقت..
والوقوف عن أغلب صوره يستعصي علينا لروعتها وعمقها
إنما دمت متألقا ورائعا وماتعا لكل الأذواق من القراء..