تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صراع



محمود الديدامونى
10-02-2007, 07:10 PM
صراع
لابد لأحدهما أن يقر بالخطأ .. أن يعترف بأنها ليست من حقه ، أحدهما فقير ، يعمل باليومية ، الآخر غنى له نفوذه ، لكنهما جاران ، احتدم الصراع بينهما على تلك النخلة القابعة بين دارهما ، كلاهما يدعى أنها له ، بيد أن الفقير قد ترعرع تحت ظلها ، عشق الحلم بفضائها ، والغنى وافد جديد ، اشترى قطعة الأرض المجاورة للفقير وشيد فوقها صرحاً .
تجرأ منذ أيام على ضرب طفل الفقير ، لما لعب حول النخلة ، تجاوز الفقير مرة بعد مرة ، همس إليه فى ثوب المعاتب ... إنه طفل .. نظر إليه بامتعاض ، صفع الطفل ، جزع الوالد منتفضاً من ثباته ، تشابكت الأيدى لم يستمر الحال طويلاً ، فقد صوب الغنى سلاحه فى وجه الفقير ، ارتعدت أركانه .. انسحب مردداً فى حزنه ، الأيام بيننا ...
قدم شكواه إلى الشرطة ، استدعت الرجل ، تعانقا ، دار بين الشرطى والغنى حواراً لم يسمعه كأنه ليس طرفاً .
أردف الشرطى : لا تكن أحمقاً يا هذا !
لا تتعدى على حقه مرة أخرى ، ..
- الفقير مذهولا : كيف يا سيدي ؟! هل تغيرت الحقائق ؟!
- صاح الضابط : أية حقائق يا رجل ؟ اذهب وإلا أودعتك السجن .. خرج يجرجر قدميه ، ضارباً كفاً بكف ، والغنى يرميه بنظرة ساخرة .
لم يمض وقت ، تكرر الفعل ، هذه المرة أصاب الحجر رأس الغنى ، أخرج مسدسه ، وأردى الطفل قتيلاً ... جن الوالد تذكر أمر الشرطة ، أحس بالعجز ، شعر بالذنب تجاه ولده ، عمد إلى ركن داره ، تقوقع على نفسه ، يسود المكان حالة من الصمت العميق ، تحرك قليلاً ، كشف وجه طفله قبله ، أودعه تحت جزع النخلة لم ينكر عليه أحد ذلك ، عاد ، راح فى نوم عميق ، طيف ولده غارقاً فى دمه يلسع وجدانه ، صوت الطفل يزلزل كيانه .. هب من نومه ، هائجاً .. ثائراً .. لا يا ولدى لن أتركك .. لن أترك نخلتنا طعاماً له ، فلقد رويناها بدمائنا ..
وبينما يتأهب للمواجهة ، سمع صراخ زوجته ، وكأنه طلقة الولادة ، استجمع شتاته ، ورتب أفكاره ، وعاد ترتسم على وجهه ابتسامة حزينة .

ناصر البنا
10-02-2007, 08:13 PM
خيال واسع طوق هذه القصه
لك خالص تحيتي

حسام القاضي
10-02-2007, 10:22 PM
أخي العزيزالأديب / محمود الديداموني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً بك مرة أخرى هنا
أجدت كعادتك دائماً في قصتك هذه..
رأيت فيها نوعاً من الاسقاط ، أو هكذا بدا لي
صراعنا الحاضر بين الغني القوي ( قطب العالم الوحيد ) وبين الفقير الضعيف صاحب الحق ( نحن غالبا ) وكيف يحكم الشرطي ( النظام العالمي ..هيئة الأمم ) لصالح الغني دائماً ، ويجعله صاحب الحق مهما كان الأمر ، ولكن لن يستمر هذا الوضع إلى الأبد ..
تحدث فورات وربما ثورات ، ولكنها تحتاج منا إلى التحكم في انفعالاتنا ، والتخطيط بهدوء وروية .
هذا ما بدا لي من نهايتك غير التقليدية فهي لا تناسب قصة صراع بين فلاح فقير وآخر غني بل تشير بطريقة ما إلى ما فهمته انا هنا.
أشكرك لابداعك المميز .

علاء عيسى
10-02-2007, 11:47 PM
الصديق
الديدامونى
نورت ياغالى
ولى عودة مع
صراع
ولكننى جئت الآن مرحباً
بك
وبقلمك الجميل كعادته
تحياتى

جوتيار تمر
11-02-2007, 09:15 PM
الديداموني..
هكذا هي الاقدار..تأخذ هنا حياة..وتغرس على بعد امتار قليلة منها حياة اخرى..
الاولى..رحلت..لان صاحبها لم يكن يحمل في وجوده حولا ولاقوة...والثانية اتت لان صاحبها لايحمل في مجيئه حولا ولاقوة..الامر سيان..لافرق..سوى..ان للراحلة..انخفاض جفن..وصوت..وحزن..وللثانية.. صرخ.. يتبعه عويل..قريب..والصراع بينمهما مستمر.زكما الصراع بين الغني والفقير.. حيث كل منهما يدعي ما يريد..والرقيب..عندما لايكون الضمير..والضمير لايكون مؤمنا يقيم..تكون النتيجة رصاصة تودي بحاة.. والرقيب الاخر..الذي عول عليه..ان يصنف الحقوق..بين البشر..ينحاز بحكم ان النفس امارة بالسوء الى ما يشبع النفس ظاهريا..ويمنع عنها الجوع دنيويا..ويلبسها ثوبا خوفا العري وبرد الشتاء اجتماعيا.. والاخر الغارق بدمائه..لاباس بذلك مادام الثوب جاهز..وله كفن..وهناك تراب..تأويه.
الحالة لاتتوقف عند هذا الحد..وتستمر..وتبقى..ببقاء الانسان..فعلها هابيل وقابيل..وتعلمت البشرية منهما كيف يجب ان يعيش القوي على حساب الضعيف.. وقد سنها نمرود..وحاول ردها اصحاب الاخدود.. واستمرت الحال ليفعلها الان شارون..وبوش..ومن حذا حذوهما..الكل يقول بانه الحق..وان ما يقعله له فيه تاريخ وحقوق..ولاشيء يوقف سفك الدماء..دماء الابرياء.
انها قصة تتكلم بوعي الماضي..ولغة الحاضر..ورؤية المستقبل..اذا ما استمرت الحال كما هو عليه الان.
تقديري ومحبتي
جوتيار

وفاء شوكت خضر
11-02-2007, 11:00 PM
تبقى القوة للسلطة ..
والسلطة تشترى بالمال ..
والفقير ليس لديه المال ..
إذن ..........
هذا هو حالنا أيها المبدع ..

مرحبا بعودتك .. قد طال غيابك علينا .

دوما أتطر لتكبير الخط في نصوصك كي أستطيع قراءتها ..
أعذر تدخلي .. وأرجوا ألا يغضبك .. :0014:
تحيتي وتقديري .

محمود الديدامونى
12-02-2007, 10:17 AM
خيال واسع طوق هذه القصه
لك خالص تحيتي
زيارتك لهذا العمل
أضفت عليه بريقا
دمت بكل حب

محمود الديدامونى
18-02-2007, 12:11 PM
أخي العزيزالأديب / محمود الديداموني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً بك مرة أخرى هنا
أجدت كعادتك دائماً في قصتك هذه..
رأيت فيها نوعاً من الاسقاط ، أو هكذا بدا لي
صراعنا الحاضر بين الغني القوي ( قطب العالم الوحيد ) وبين الفقير الضعيف صاحب الحق ( نحن غالبا ) وكيف يحكم الشرطي ( النظام العالمي ..هيئة الأمم ) لصالح الغني دائماً ، ويجعله صاحب الحق مهما كان الأمر ، ولكن لن يستمر هذا الوضع إلى الأبد ..
تحدث فورات وربما ثورات ، ولكنها تحتاج منا إلى التحكم في انفعالاتنا ، والتخطيط بهدوء وروية .
هذا ما بدا لي من نهايتك غير التقليدية فهي لا تناسب قصة صراع بين فلاح فقير وآخر غني بل تشير بطريقة ما إلى ما فهمته انا هنا.
أشكرك لابداعك المميز .
الصديق الرائع / حسام القاضي
هذا عهدي بك ، تضفي على النصوص بعدا آخر يعطيها القدرة على التفاعل والحياة
واقتربت كثيرا من النص
تحياتي
وأحترم تماما وجهتك الرفيعة

محمود الديدامونى
20-02-2007, 10:00 PM
الصديق
الديدامونى
نورت ياغالى
ولى عودة مع
صراع
ولكننى جئت الآن مرحباً
بك
وبقلمك الجميل كعادته
تحياتى
شكرا لك يا صديقي
ودائما أجدك خلف نصوصي
في انتظارك
شكرا على هذا الترحيب

خليل حلاوجي
21-02-2007, 08:37 AM
اديبنا

اختصرت كل معالم الحقيقة المشوشة اليوم فوق ارصفتنا
في سطرين

وبينما يتأهب للمواجهة ، ....... وعاد ترتسم على وجهه ابتسامة حزينة .


وحسنا ً فعلت كما فعل ابينا هابيل الذي تأهب للمواجهة فالحرب تبدأ في الرؤوس قبل سل الفؤوس
ولكنه وهو الفطن تذكر ...
هل المواجهة وسفك الدم الذي توقعته الملاءكة منا سيعيد الحق لاهله
ويزيد في الطين بلة ان الشرطي وهو حامي حمى الحق هو الذي يطلق النار على حقيقتنا

اذن

ماالعمل ؟

هل نقاوم أم نساوم ؟

اقول

لو كان قتال من سلبنا حقنا يعيدو وايانا الى المربع الاول ... الى تبني والاقرار لحق بعضنا البعض في الاعتراف بملكية النخلة كان بها والا فالتداول لاينفع البتة كما يحص اليوم في قدسنا السليب

المشكلة اننا بحاجة الى تصفية حسابات هؤلاء الفقراء في اسرتهم وازواجهم واخوانهم واولادهم من قبل ان نفتح ملفات الحقيقة مع من سلبنا نخلتنا

الحوار العربي العربي اهم عندي اليوم من الحوار الحضاري الذي يتكلم عنه البعض

وقالها لنا القرآن ولم نفطن لآياته
قل تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم


ثم ايش ؟


ان لايتخذ بعضنا البعض اربابا ً من دون الله

وهذه هي مصيبة نخلتنا

\


بالغ تقديري

محمود الديدامونى
21-02-2007, 03:36 PM
الديداموني..
هكذا هي الاقدار..تأخذ هنا حياة..وتغرس على بعد امتار قليلة منها حياة اخرى..
الاولى..رحلت..لان صاحبها لم يكن يحمل في وجوده حولا ولاقوة...والثانية اتت لان صاحبها لايحمل في مجيئه حولا ولاقوة..الامر سيان..لافرق..سوى..ان للراحلة..انخفاض جفن..وصوت..وحزن..وللثانية.. صرخ.. يتبعه عويل..قريب..والصراع بينمهما مستمر.زكما الصراع بين الغني والفقير.. حيث كل منهما يدعي ما يريد..والرقيب..عندما لايكون الضمير..والضمير لايكون مؤمنا يقيم..تكون النتيجة رصاصة تودي بحاة.. والرقيب الاخر..الذي عول عليه..ان يصنف الحقوق..بين البشر..ينحاز بحكم ان النفس امارة بالسوء الى ما يشبع النفس ظاهريا..ويمنع عنها الجوع دنيويا..ويلبسها ثوبا خوفا العري وبرد الشتاء اجتماعيا.. والاخر الغارق بدمائه..لاباس بذلك مادام الثوب جاهز..وله كفن..وهناك تراب..تأويه.
الحالة لاتتوقف عند هذا الحد..وتستمر..وتبقى..ببقاء الانسان..فعلها هابيل وقابيل..وتعلمت البشرية منهما كيف يجب ان يعيش القوي على حساب الضعيف.. وقد سنها نمرود..وحاول ردها اصحاب الاخدود.. واستمرت الحال ليفعلها الان شارون..وبوش..ومن حذا حذوهما..الكل يقول بانه الحق..وان ما يقعله له فيه تاريخ وحقوق..ولاشيء يوقف سفك الدماء..دماء الابرياء.
انها قصة تتكلم بوعي الماضي..ولغة الحاضر..ورؤية المستقبل..اذا ما استمرت الحال كما هو عليه الان.
تقديري ومحبتي
جوتيار
هذا حضور متميز من صديقى / حو
كل التقدير
إنما هي محاولة في تحريك حوار فكري يجب أن يكون
مع بعضنا البعض
وما أجمل أن ينفتح الباب على مصراعيه في أن يتحول الأمر لنقاش فكري
نستفيد منه جميعا
تحياتي

نبيل مصيلحى
23-02-2007, 08:49 PM
الصديق الطيب / محمود الديداموني
حزنت جداً على هذه المفارقة الغير عادلة ..
وتذكرت الرئيس جمال عبدالناصر رحمة الله عليه حيث قال :
" ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة "
فماذا بعد موت الإبن فلذة الكبد
تحياتي

صابرين الصباغ
25-02-2007, 10:00 PM
الديداموني
وقلم يكتب له رؤيته الخاصة
نعم في عالم الذئاب يجب ان تنوح النعاج
فكل مايؤخذ بالقوة وبالمال لا يرد
راق لي النص
ولكن ضاعت مني الخاتمة ولم افهم مرادك
هل كان حلما ، أم ؟؟؟؟؟؟؟؟
سانتظرك
مودتي واحترامي لقم مبدع كبير

محمود الديدامونى
26-02-2007, 09:03 PM
تبقى القوة للسلطة ..
والسلطة تشترى بالمال ..
والفقير ليس لديه المال ..
إذن ..........
هذا هو حالنا أيها المبدع ..
مرحبا بعودتك .. قد طال غيابك علينا .
دوما أتطر لتكبير الخط في نصوصك كي أستطيع قراءتها ..
أعذر تدخلي .. وأرجوا ألا يغضبك .. :0014:
تحيتي وتقديري .
تقديري العميق لهذه المداخلة الراقية
والسعادة كبيرة لا عكس ذلك فتواجدك دائما يسعدني

محمود الديدامونى
28-04-2007, 08:30 PM
اديبنا
اختصرت كل معالم الحقيقة المشوشة اليوم فوق ارصفتنا
في سطرين
وبينما يتأهب للمواجهة ، ....... وعاد ترتسم على وجهه ابتسامة حزينة .
وحسنا ً فعلت كما فعل ابينا هابيل الذي تأهب للمواجهة فالحرب تبدأ في الرؤوس قبل سل الفؤوس
ولكنه وهو الفطن تذكر ...
هل المواجهة وسفك الدم الذي توقعته الملاءكة منا سيعيد الحق لاهله
ويزيد في الطين بلة ان الشرطي وهو حامي حمى الحق هو الذي يطلق النار على حقيقتنا
اذن
ماالعمل ؟
هل نقاوم أم نساوم ؟
اقول
لو كان قتال من سلبنا حقنا يعيدو وايانا الى المربع الاول ... الى تبني والاقرار لحق بعضنا البعض في الاعتراف بملكية النخلة كان بها والا فالتداول لاينفع البتة كما يحص اليوم في قدسنا السليب
المشكلة اننا بحاجة الى تصفية حسابات هؤلاء الفقراء في اسرتهم وازواجهم واخوانهم واولادهم من قبل ان نفتح ملفات الحقيقة مع من سلبنا نخلتنا
الحوار العربي العربي اهم عندي اليوم من الحوار الحضاري الذي يتكلم عنه البعض
وقالها لنا القرآن ولم نفطن لآياته
قل تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم
ثم ايش ؟
ان لايتخذ بعضنا البعض اربابا ً من دون الله
وهذه هي مصيبة نخلتنا
\
بالغ تقديري
الحبيب / جو
أشكرك على مرورك الطيب للمرة الثانية ، وأؤكد لك أنك تحمل فكرا مستنيرا يجد قبولا كبيرا فى نفسى
الحقيقة نحن نحتاج إلى اصلاح البيت من الداخل أولا كما سبق وأشرت
كل الود يا صديقى