تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السباحة عكس التيار



حنان الاغا
15-02-2007, 04:13 PM
السباحة عكس التيار
مثلما ينفرط عقد من الماس تهامت قطرات المطر لامعة شفافة ، تعكس ومضات من ألوان الأشياء الثابتة في خلفية المشهد ، الذي تنهمك الطبيعة برسمه فوق الأرض وعلى مدى ارتفاع الفضاء فوقها وصولا للسماء.
جاء المطر !
تركت النافذة وانطلقت نحو الباب ، وفتحته وغادرت البيت تاركة مفتاح سيارتها التي بدأت طقس حمام مطري في تلك اللحظة .
قطرات المطر تنثال فوق رأسها ، فتتحول إلى جداول صغيرة ، توسع لنفسها ممرات دقيقة في غابة الشعر الكثيف ، لا تلبث أن تسّاقط شلالات ناعمة صامتة فوق جبهتها وأنفها وصولا إلى ذقنها ،حيث تتسرب إلى ملابسها فتبلل المعطف الخفيف ، ثم ترتعش قليلا وتغذ السير ، غير آبهة بحركة المرور التي جُنت حولها .
أحب المطر ..تنهدت ، ثم كورت شفتيها وفردتهما ، ثم كورتهما ، وتتابعت حركات الشفتين حتى انتهت من لفظ عبارتها مرة ثانية وبفصل الحروف والتأكيد عليها :
( أ ح ب ا ل م ط ر ) ، وكأنها تريد استفزاز تلك العيون التي تدوّرت خلف نوافذالسيارات المغلقة بإحكام .كان المطر مبعث دهشتها دائما ، فهو يجعلها تحس بأنها عنصر أزلي متوحد مع الأشياء حولها ، الشجر ،والبيوت ، والشوارع ، والأرصفة والمارة ، هي وهم ،عناصر تكوين فني ثابت ومتحرك ، ناطق وصامت ، قديم قدم المجرة وجديد مثل القطرة التي هطلت لتوها بعد التقاء ديمتين محملتين حبا ونماء.
الصورة تتغير كل لحظة ، فالقطرة تهمي مثل الدمعة أحيانا ، وتتحول إبرا شفافة صامتة أحيانا أخرى ، أما البنايات فيتعمق لونها بعد تمزق الرداء الترابي الذي تكثف واتسخ طيلة الجفاف ، بينما تنضو الأشجار ثوب الغبار لترتدي حلة براقة رقراقة.
حتى الشوارع التي ابتلع إسفلتها كل الألوان ، ها هي تتحول مرآة تحت الأضواء أو بقعة سراب وسط الهجير .
كل ما حولها يشي بالجمال ، ويبعث على الدهشة ، حتى هؤلاء الذين مروا صدفة فوجدوا أنفسهم محاصرين بالهطول وبالسيول ، ها هم يتراكضون على غير هدى ، النساء يسرن بسرعة على رؤوس أطراف أحذيتهن تحاشيا للبلل، وقد وضعن حقائبهن فوق رؤوسهن للحفاظ على الشعور المسرّحة أو الوجوه المطلية بألوان قد تختلط بالماء فتحولهن إلى ما يشبه المهرجين ..أما الرجال فإن خطواتهم الواسعة تساعدهم في الظهور بشكل أكثر تحملا وواقعية ، إلى أن يصلوا حيث سياراتهم، وأحيانا (يزرقون ) عنوة داخل حافلة تراصّتْ فيها الأجساد .. كل يسعى للوصول إلى جدار أو باب يفتحه ثم يغلقه دونه .
ها هي تعبر الشوارع غير آبهة بما قد ينالها من رشقات مائية بفعل السيارات المتسارعة ، بل إنها تضحك ملء قلبها الذي يرتعش لحظة استجابته لنسمة باردة مرّت على بلل ، وتنهل رائحة التراب التي تنبعث لدى التقائه بالماء بعد غياب ،التي تشبه رائحة الثمرة في بدء مواسم القطاف .
لقد فَتَحَتْ النوافذ وشرعت الأبواب وانطلقت عبر الجدران ، لتعيش الحياة الموّارة خارجها .. ولكنهم يسيرون هرولة باتجاه الأبواب والجدران ، هم يعتقدون أنها صنعت لننغلق خلفها ، سجنا اختياريا ، همست لنفسها ، ثم فكرَتْ ، لو كان هذا السجن قسريا لفهمت ! رفعت وجهها باتجاه السماء وضحكَتْ ضحكة كبيرة سمحتْ لها بارتشاف بضع قطرات صافية ! وتابعت السير بجذل وبخطوات هي للرقص أقرب .
تذكرَتْ سمكة( السلمون) التي تقطع الماء في رحلة طويلة باتجاه المياه الدافئة ،في موسم البيض ، فتلاقي ما تلاقي من عناء ، كي تصل إلى المكان المنشود ،فتضع البيض ، وتودعه حيث الدفء والأمان ، وتعود سابحة عكس التيار ، وقد نال منها التعب والإنهاك ، تنتظر موتا مرتقبا ، فهي تعرف هذا مسبقا ، وتهيء نفسها لهذه الرحلة منذ أن كانت داخل بيضة لم تفقس بعد .. هي تدرك جدوى حياتها،والمغزى الحقيقي لها ، وتسعى لتحقيقه ، فما بال هؤلاء يستمرئون الموت قبل خوض الحياة !!
حنان الأغا
16-11-2006

جوتيار تمر
15-02-2007, 08:55 PM
حنان...
املك منذ امد طويل سلسلة قصصية..بعنوان آله المطر...
ولانها وثنية في تفاصيلها..وتعتمد على الاسطورة والخيال لم اشأ ان اقحمها هنا...؟
لكن اليك..
هذا المقطع..من وكان المطر-4-....!
وكان المطر-4-

وكان المطر قد تأخر على غير عادته....جفت ينابيع الذات..تاهت رغبات النفس..حار العقل..صار بفعل فاعل مجرد هباء منثور..ثم ما لبث إن هاجت الأعماق..تمردت على كل ما هو معقول..تناست غضب الآلهة..تجاهلت مشيئتها..وباتت تجمع ما بقي من شتات ذا تها،كزهرة الساكورا التي تجمع قواها بعد كل غروب من اجل فجر حي تعيشها......! وانطوت على تمردها،وفكرت بان تعود لطلب الغفران من الآلهة فترأى لها...زوس... حاولت أن ترضخ له.. أن تصلي من اجله...لكنها صاحت بأنه لا أحد يستحق أنحناء ذاتي... لا زوس باعث الرعد والصواعق .. ولا كل الآلهة وحتى اله المطر..لم يعد......يستحق حتى رغباتي....غضبت الآلهة بعدما رأت غضب زوس ...ارتفعت أصواتهم هاجت أعماقهم.. تناثر الغبار الإلهي تحت أقدامهم ...وتجمعت في قاعة العرش رافعة دعوى الإطاحة بتلك ... البقعة البيضاء في أعماق تلك الذات المتالعية المزروعة.. بإحدى أقدارها السماوية على الأرض الملعونة التي طرد الرب ذات يوم نسلهم من جنانه إليها.....!
نظر زوس بعين غاضبة إلى الآلهة .. صاح بهم ..كفاكم صراخا وعويلا لستم من تحكمون.. لستم من تقررون .. فاصمتوا وإلا حلت بكم لعنتي ثم قال لآله المطر..أرسل زغاتك عليه وليهدأ فانتم لا تعلمون بأنه فقط بالمطر ..يهدأ ...؟وكان المطر...............


تقديري ومحبتي لك
جوتيار

عبدالله المحمدي
15-02-2007, 09:22 PM
السباحة عكس التيار او ضد التيار

معناه ان هناك حرية ....وبعد الحرية الموت....



وربما تكون هي كلمة السر ..!!


حنان :

سعدت بقراءة قصتك الهادفه والجميله


تحياتي لك ايتها الفنانه


الى اللقاء

وفاء شوكت خضر
16-02-2007, 03:54 AM
الأديبة / حنان الأغا ..

تحية مشبعة بمياة المطر المنهمر ..

أقرأ قصتك ، وهطول غزير يترامى إلى صوته ، زخات كلما تعبت توقفت لتعاود عزفها ثانية ، تشدو للأرض أعنية الخصب .
كم تمنيت لو أني أفتح الباب الموصد دونها ، تشتاق الروح لتتطهر بقطرات حديثة عهد بربها ، فما كان عليه الصلاة والسلام ليفر منها ، بل كان يفتح لها ذراعيه ليقول .. هي حديثة عهد بربها ..
قصة .. فتحت أمامي أفق غفلت عنه ، فعاودتني الأشواق لحبات المطر المنسكبة من مزنة حملت الخير والرواء .. تبللني لأضحك ضحكة الطفولة التي بعد زمنها عقود .
لا زلت أقبع خلف الجدران أرقب الهطول ..
سجن اختياري وليس قسري .. نعم ..
وتلك السمكة عبرة .. ودرس لمعنى الحياة .

سعدت بمروري على صفحة بللتها الأمطار ..
وكأني عشت لحظات بطلتك التي انطلقت جذلى بالبلل .

تحيتي وتقديري .

محمد سامي البوهي
16-02-2007, 09:19 AM
السلام عليكم ورحمة الله
الأديبة القديرة / حنان
كلمات تضرب في خبايا نفس أنثوية ، تفتش بين ثنايا الوجود عن موقع لها ، لوحة غارقة بماء المطر ، ورسم لصورة مهيبة تحت شلال المياة السمائي ، لتسير وحدها غريبة تتفقد القطرات الهاطلة لتعثر على قطرة معسولة تشعرها بنفعها ، وكونها ، وكينونتها ، صورة رائعة حام حولها فرجار بدوائر تسبح في ماء المطر ، وأنهاره المنسابة بين جداول شعرها ، جميل هذا البحث ، النص ينتمي إلى المدرسة النفعية التي تعتمد على المنطق التجريبي ، والتي تنكر التحليل العقلي ، تعتمد التجربة طريقاً وحيداً في بلوغ الحقائق، وكذلك في القيم تنكر وجود المبادئ المطلقة في الخير والشر، وهذا ما نجده هنا ، فبطلة القصة أرادت خوض التجربة بنفسها ، كي تسبح ضد التيار مثل سمكة السلمون ، كي تقرر أن رسالتها في الحياة هي نوع من التضحية من أجل حياة الآخرين .
دمت مبدعة

نزار ب. الزين
17-02-2007, 02:36 PM
الأساتذة ، محمد سامي البوهي ، جوتيار تمر ، و فاء شوكت خضر ؛ قدموا تحليلا جميلا للقصة ، فلم يتركوا لي ما أقوله ، سوى أن النص يشد قارئه ، في حبكة شاعرية و لغة مكينة .دمت يا أختي حنان و دام إبداعك
نزار

عبدالرحمن الجميعان
17-02-2007, 09:54 PM
السباحة عكس التيار
قصة فيها فلسفة ونظرة للحياة، بدأت بداية تجذب القارئ نحوها، ولكن التفاصيل الدقيقة قد أضاع شيئا من التواصل..
المطر هو الحدث الرئيسي في القصة، وكثيرا ما تغنى الشعراء فيه،و لعل من أشهرها أنشودة المطر للسياب..
هكذا البداية(مثلما ينفرط عقد من الماس تهامت قطرات المطر لامعة شفافة ، تعكس ومضات من ألوان الأشياء الثابتة في خلفية المشهد ، الذي تنهمك الطبيعة برسمه فوق الأرض وعلى مدى ارتفاع الفضاء فوقها وصولا للسماء.)لوحة فنية، ثم يأتي الحدث المهم،( جاء المطر ! ) المطر سيدخل ضمن الصورة، وسيؤثر تأثيرا كبيرا في الحدث..لم تذكر إلى الآن أي شخصية من شخصيات القصة..ثم تبدأ في السرد للشخصية، (تركت النافذة وانطلقت نحو الباب ، وفتحته وغادرت البيت تاركة مفتاح سيارتها التي بدأت طقس حمام مطري في تلك اللحظة ....) و أرى أن في العبارة سقطا، أو صيغت خطأ، لا أدري!
ثم تأخذ الكاتبة أكثر من نصف القصة في الوصف فقط، والوصف هنا لا يخدم القصة تماما،من هنا(قطرات المطر تنثال فوق رأسها ، فتتحول إلى جداول صغيرة ، توسع لنفسها ممرات دقيقة في غابة الشعر الكثيف ، لا تلبث أن تسّاقط شلالات ناعمة صامتة فوق جبهتها وأنفها وصولا إلى ذقنها ،حيث تتسرب إلى ملابسها فتبلل المعطف الخفيف ، ثم ترتعش قليلا وتغذ السير ، غير آبهة بحركة المرور التي جُنت حولها .........) وتستمر بالوصف، والسرد، ولكنني أرى أن هذا الوصف والسرد لم يخدم الحدث الرئيسي في القصة، ولهذا فقد ضاعت الخطوط الرئيسية، وباستطاعتها الاختصار إلى أن تقول
(تذكرَتْ سمكة( السلمون) التي تقطع الماء في رحلة طويلة باتجاه المياه الدافئة ،في موسم البيض ، فتلاقي ما تلاقي من عناء ، كي تصل إلى المكان المنشود ،فتضع البيض ، وتودعه حيث الدفء والأمان ، وتعود سابحة عكس التيار ، وقد نال منها التعب والإنهاك ، تنتظر موتا مرتقبا ، فهي تعرف هذا مسبقا ، وتهيء نفسها لهذه الرحلة منذ أن كانت داخل بيضة لم تفقس بعد.. هي تدرك جدوى حياتها،والمغزى الحقيقي لها ، وتسعى لتحقيقه ، فما بال هؤلاء يستمرئون الموت قبل خوض الحياة !!)..فهنا هي الفلسفة التي تريدها الكاتبة،أوردتها في صورة سمكة تسبح في محيط واسع كما الحياة الواسعة،ثم ترحل تاركة كل شئ خلف ظهرها،أما الاسلوب فهو اسلوب عربي فصيح ينم عن ثقافة لغوية فائقة.............!

حنان الاغا
17-02-2007, 11:19 PM
حنان...
املك منذ امد طويل سلسلة قصصية..بعنوان آله المطر...
ولانها وثنية في تفاصيلها..وتعتمد على الاسطورة والخيال لم اشأ ان اقحمها هنا...؟
لكن اليك..
هذا المقطع..من وكان المطر-4-....!
وكان المطر-4-
وكان المطر قد تأخر على غير عادته....جفت ينابيع الذات..تاهت رغبات النفس..حار العقل..صار بفعل فاعل مجرد هباء منثور..ثم ما لبث إن هاجت الأعماق..تمردت على كل ما هو معقول..تناست غضب الآلهة..تجاهلت مشيئتها..وباتت تجمع ما بقي من شتات ذا تها،كزهرة الساكورا التي تجمع قواها بعد كل غروب من اجل فجر حي تعيشها......! وانطوت على تمردها،وفكرت بان تعود لطلب الغفران من الآلهة فترأى لها...زوس... حاولت أن ترضخ له.. أن تصلي من اجله...لكنها صاحت بأنه لا أحد يستحق أنحناء ذاتي... لا زوس باعث الرعد والصواعق .. ولا كل الآلهة وحتى اله المطر..لم يعد......يستحق حتى رغباتي....غضبت الآلهة بعدما رأت غضب زوس ...ارتفعت أصواتهم هاجت أعماقهم.. تناثر الغبار الإلهي تحت أقدامهم ...وتجمعت في قاعة العرش رافعة دعوى الإطاحة بتلك ... البقعة البيضاء في أعماق تلك الذات المتالعية المزروعة.. بإحدى أقدارها السماوية على الأرض الملعونة التي طرد الرب ذات يوم نسلهم من جنانه إليها.....!
نظر زوس بعين غاضبة إلى الآلهة .. صاح بهم ..كفاكم صراخا وعويلا لستم من تحكمون.. لستم من تقررون .. فاصمتوا وإلا حلت بكم لعنتي ثم قال لآله المطر..أرسل زغاتك عليه وليهدأ فانتم لا تعلمون بأنه فقط بالمطر ..يهدأ ...؟وكان المطر...............
تقديري ومحبتي لك
جوتيار
__________________________
الصديق الأخ جوتيار
لعلني نسيت النص الذي كنا بصدده وأنا أقرأ ما جدت به من مطر نصلك
كم أستمتع كنت ولا أزال في قراءة الميثولوجيا القديمة
ونصك هذا حمل منها الروح ليقول قوله الخاص به
جميل
وشكراإذ ذكرتك به
تحياتي ومودتي دائما

حنان الاغا
17-02-2007, 11:23 PM
السباحة عكس التيار او ضد التيار
معناه ان هناك حرية ....وبعد الحرية الموت....
وربما تكون هي كلمة السر ..!!
حنان :
سعدت بقراءة قصتك الهادفه والجميله
تحياتي لك ايتها الفنانه
الى اللقاء
___________________---

أخي عاشق الخيل
لكينونتنا وجهان : الحياة والموت ، بهما تكتمل صورة الإنسان التي أرادها له الخالق!!
بهذا تصبح النظرة للموت مختلفة ، ويصبح له معنىً آخر بعيدا عن القتامة
شكرا لك ، فقد قرأتها ما تجب القراءة
تحياتي

حنان الاغا
17-02-2007, 11:26 PM
الأديبة / حنان الأغا ..
تحية مشبعة بمياة المطر المنهمر ..
أقرأ قصتك ، وهطول غزير يترامى إلى صوته ، زخات كلما تعبت توقفت لتعاود عزفها ثانية ، تشدو للأرض أعنية الخصب .
كم تمنيت لو أني أفتح الباب الموصد دونها ، تشتاق الروح لتتطهر بقطرات حديثة عهد بربها ، فما كان عليه الصلاة والسلام ليفر منها ، بل كان يفتح لها ذراعيه ليقول .. هي حديثة عهد بربها ..
قصة .. فتحت أمامي أفق غفلت عنه ، فعاودتني الأشواق لحبات المطر المنسكبة من مزنة حملت الخير والرواء .. تبللني لأضحك ضحكة الطفولة التي بعد زمنها عقود .
لا زلت أقبع خلف الجدران أرقب الهطول ..
سجن اختياري وليس قسري .. نعم ..
وتلك السمكة عبرة .. ودرس لمعنى الحياة .
سعدت بمروري على صفحة بللتها الأمطار ..
وكأني عشت لحظات بطلتك التي انطلقت جذلى بالبلل .
تحيتي وتقديري .
______________________________
العزيزة وفاء
جاء نشرها هنا مصادفة مع انهمار الغيث
أسعدني هذا وتملكني شعورك ذاته
صور جميلة هذه التي رسمتها يا وفاء في ردك وأشكرك لهذا
تحياتي ومحبتي الخالصة لروحك الرقيقة

حنان الاغا
18-02-2007, 06:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله
الأديبة القديرة / حنان
كلمات تضرب في خبايا نفس أنثوية ، تفتش بين ثنايا الوجود عن موقع لها ، لوحة غارقة بماء المطر ، ورسم لصورة مهيبة تحت شلال المياة السمائي ، لتسير وحدها غريبة تتفقد القطرات الهاطلة لتعثر على قطرة معسولة تشعرها بنفعها ، وكونها ، وكينونتها ، صورة رائعة حام حولها فرجار بدوائر تسبح في ماء المطر ، وأنهاره المنسابة بين جداول شعرها ، جميل هذا البحث ، النص ينتمي إلى المدرسة النفعية التي تعتمد على المنطق التجريبي ، والتي تنكر التحليل العقلي ، تعتمد التجربة طريقاً وحيداً في بلوغ الحقائق، وكذلك في القيم تنكر وجود المبادئ المطلقة في الخير والشر، وهذا ما نجده هنا ، فبطلة القصة أرادت خوض التجربة بنفسها ، كي تسبح ضد التيار مثل سمكة السلمون ، كي تقرر أن رسالتها في الحياة هي نوع من التضحية من أجل حياة الآخرين .
دمت مبدعة
_______________________________________
الأخ القاص محمد البوهي
قراءة هي بدورها نص يحمل من الشاعرية الشيء الكثير
صحيح أن أجمل الكلم هو ما ألبسه الشعر بعض( غلالاته)
لأن الكلمة لا تخجل من الجمال بل هي توق دائم له.
شكرا لك أيها الأديب

حنان الاغا
18-02-2007, 07:01 PM
الأساتذة ، محمد سامي البوهي ، جوتيار تمر ، و فاء شوكت خضر ؛ قدموا تحليلا جميلا للقصة ، فلم يتركوا لي ما أقوله ، سوى أن النص يشد قارئه ، في حبكة شاعرية و لغة مكينة .دمت يا أختي حنان و دام إبداعك
نزار
____________________________---
الأخ الأديب نزار الزين
يسعدني مرورك الرقيق
تحياتي لك وشكرا لحسك الفني العالي واللغوي الراقي
سلمك الله أخي الكريم

حنان الاغا
18-02-2007, 07:10 PM
السباحة عكس التيار
قصة فيها فلسفة ونظرة للحياة، بدأت بداية تجذب القارئ نحوها، ولكن التفاصيل الدقيقة قد أضاع شيئا من التواصل..
المطر هو الحدث الرئيسي في القصة، وكثيرا ما تغنى الشعراء فيه،و لعل من أشهرها أنشودة المطر للسياب..
هكذا البداية(مثلما ينفرط عقد من الماس تهامت قطرات المطر لامعة شفافة ، تعكس ومضات من ألوان الأشياء الثابتة في خلفية المشهد ، الذي تنهمك الطبيعة برسمه فوق الأرض وعلى مدى ارتفاع الفضاء فوقها وصولا للسماء.)لوحة فنية، ثم يأتي الحدث المهم،( جاء المطر ! ) المطر سيدخل ضمن الصورة، وسيؤثر تأثيرا كبيرا في الحدث..لم تذكر إلى الآن أي شخصية من شخصيات القصة..ثم تبدأ في السرد للشخصية، (تركت النافذة وانطلقت نحو الباب ، وفتحته وغادرت البيت تاركة مفتاح سيارتها التي بدأت طقس حمام مطري في تلك اللحظة ....) و أرى أن في العبارة سقطا، أو صيغت خطأ، لا أدري!
ثم تأخذ الكاتبة أكثر من نصف القصة في الوصف فقط، والوصف هنا لا يخدم القصة تماما،من هنا(قطرات المطر تنثال فوق رأسها ، فتتحول إلى جداول صغيرة ، توسع لنفسها ممرات دقيقة في غابة الشعر الكثيف ، لا تلبث أن تسّاقط شلالات ناعمة صامتة فوق جبهتها وأنفها وصولا إلى ذقنها ،حيث تتسرب إلى ملابسها فتبلل المعطف الخفيف ، ثم ترتعش قليلا وتغذ السير ، غير آبهة بحركة المرور التي جُنت حولها .........) وتستمر بالوصف، والسرد، ولكنني أرى أن هذا الوصف والسرد لم يخدم الحدث الرئيسي في القصة، ولهذا فقد ضاعت الخطوط الرئيسية، وباستطاعتها الاختصار إلى أن تقول
(تذكرَتْ سمكة( السلمون) التي تقطع الماء في رحلة طويلة باتجاه المياه الدافئة ،في موسم البيض ، فتلاقي ما تلاقي من عناء ، كي تصل إلى المكان المنشود ،فتضع البيض ، وتودعه حيث الدفء والأمان ، وتعود سابحة عكس التيار ، وقد نال منها التعب والإنهاك ، تنتظر موتا مرتقبا ، فهي تعرف هذا مسبقا ، وتهيء نفسها لهذه الرحلة منذ أن كانت داخل بيضة لم تفقس بعد.. هي تدرك جدوى حياتها،والمغزى الحقيقي لها ، وتسعى لتحقيقه ، فما بال هؤلاء يستمرئون الموت قبل خوض الحياة !!)..فهنا هي الفلسفة التي تريدها الكاتبة،أوردتها في صورة سمكة تسبح في محيط واسع كما الحياة الواسعة،ثم ترحل تاركة كل شئ خلف ظهرها،أما الاسلوب فهو اسلوب عربي فصيح ينم عن ثقافة لغوية فائقة.............!
__________________________________________
الأخ الأديب عبد الرحمن الجميعان
تحية طيبة
قراءة جميلة وموفقة لهذه القصة فشكرا لهذا.
أما العبارة التالية (تركت النافذة وانطلقت نحو الباب ، وفتحته وغادرت البيت تاركة مفتاح سيارتها التي بدأت طقس حمام مطري في تلك اللحظة ....) فلم أر فيها أي سقط أو سوء صياغة
ربما هو رأي خاص ولكن لو هناك مأخذ محدد وله تصويب سأكون شاكرة أن توضحه
أما عن كون السرد والوصف لم يخدم القصة فأيضا لا أعرف كيف يمكن أن يكون ليخدمها ، ربما هيوجهات نظر أما إن كانت غير ذلك فأرجو التوضيح للفائدة
أشكرك أخي الفاضل للتحليل الفلسفي والأسلوبي واللغوي
مودتي وتقديري

عبدالرحمن الجميعان
18-02-2007, 09:00 PM
اشكر الأخت الفاضلة على ما تقدمت به، وتقول
أما العبارة التالية (تركت النافذة وانطلقت نحو الباب ، وفتحته وغادرت البيت تاركة مفتاح سيارتها التي بدأت طقس حمام مطري في تلك اللحظة ....) فلم أر فيها أي سقط أو سوء صياغة
ربما هو رأي خاص ولكن لو هناك مأخذ محدد وله تصويب سأكون شاكرة أن توضحه..لو قرأنا العبارة التالية(تركت النافذة..مفتاح سيارتها) إلى هنا العبارة مستقيمة، لا شئ فيه، ولكن العبارة التالية تبدأ بكلمة التي ، ولا أدري إلى أي مذكور تعود (التي)، ربما للسيارة ثم تقول بدأت، وهنا لا أدري المعنى بدأت طقس حمام مطري، لم أعرف لها معنى.!هذا اجتهادي في القراءة ولربما أخطأت الطريق..!

د. سمير العمري
18-02-2007, 09:40 PM
قصتك معبرة ولغتها رصينة وهدفها جميل لولا بعض ما رابني من احتمالية مقصد يعتمد التمرد للتمرد والمخالفة للمخالفة ، ولا أحسبك تقصيدنه.

أما أكثر ما استوقفني بحق فهو الفقرة الأخيرة التي فاقت النص مبنى ومعنى بما حملت من فلسفة وعمق ورؤية ذات حكمة ومنهجية.

أحييك على هذا العمل الجميل.



تحياتي

حنان الاغا
18-02-2007, 11:15 PM
اشكر الأخت الفاضلة على ما تقدمت به، وتقول
أما العبارة التالية (تركت النافذة وانطلقت نحو الباب ، وفتحته وغادرت البيت تاركة مفتاح سيارتها التي بدأت طقس حمام مطري في تلك اللحظة ....) فلم أر فيها أي سقط أو سوء صياغة
ربما هو رأي خاص ولكن لو هناك مأخذ محدد وله تصويب سأكون شاكرة أن توضحه..لو قرأنا العبارة التالية(تركت النافذة..مفتاح سيارتها) إلى هنا العبارة مستقيمة، لا شئ فيه، ولكن العبارة التالية تبدأ بكلمة التي ، ولا أدري إلى أي مذكور تعود (التي)، ربما للسيارة ثم تقول بدأت، وهنا لا أدري المعنى بدأت طقس حمام مطري، لم أعرف لها معنى.!هذا اجتهادي في القراءة ولربما أخطأت الطريق..!
__________________________
الأخ عبد الرحمن
كل الشكر لاهتمامك ومتابعتك التي أثمنها
أما كلمة (التي ) فهي عائدة لسيارتها
وتلك السيارة التي تغسل بماء عادي أو بمغسلة سيارات كانت تستحم بماء المطر الذي انهمر فجأة.
وتقبل تحيتي

حنان الاغا
18-02-2007, 11:20 PM
قصتك معبرة ولغتها رصينة وهدفها جميل لولا بعض ما رابني من احتمالية مقصد يعتمد التمرد للتمرد والمخالفة للمخالفة ، ولا أحسبك تقصيدنه.
أما أكثر ما استوقفني بحق فهو الفقرة الأخيرة التي فاقت النص مبنى ومعنى بما حملت من فلسفة وعمق ورؤية ذات حكمة ومنهجية.
أحييك على هذا العمل الجميل.
تحياتي
_______________________
الأخ الدكتور سمير
أؤكد لك أنْ لا مبرر للريبة
هو ليس تمردا لذاته ولا مخالفة
هو فرح بقدوم الغيث الذي يغسل الأدران والأوساخ
فترتاح لقدومه الأرواح
هي احتفالية مطرية
شكرا لك أخي للفتتك اللطيفة المتعلقة بلغة النص وفلسفته ومنهجيته
تقديري لك

مجذوب العيد المشراوي
11-01-2008, 07:22 PM
المطر والحرية يتقاطعان دوما عند الجسد المتعب عند شاطئ ٍ معبَّأ بالإنحناءات بالقهرية التي تترك بريئا يمشي بلا غاية ..
كانت السحابة أليمة قبل المطر وما زالت رغم وهم السعادة التائه في الأرواح ، كلنا سمك السلمون يا أختاه ، وكلنا نكره القرش العائم في خلواتنا وفي صمتنا ، كلنا دمى تحركها يد القدر تلك التي تـُركت لمن يريد أن يحترق بالنار للأبد ..
حنان لم أكن أتوقع صعوبة المبدعة بهذا الحجم ولكني أدركت أنك الماهرة التي يمكن أن تغير شيئا في حريتي الخرقاء .. أنت مبدعة وكفى .

حنان الاغا
13-01-2008, 10:37 PM
المطر والحرية يتقاطعان دوما عند الجسد المتعب عند شاطئ ٍ معبَّأ بالإنحناءات بالقهرية التي تترك بريئا يمشي بلا غاية ..
كانت السحابة أليمة قبل المطر وما زالت رغم وهم السعادة التائه في الأرواح ، كلنا سمك السلمون يا أختاه ، وكلنا نكره القرش العائم في خلواتنا وفي صمتنا ، كلنا دمى تحركها يد القدر تلك التي تـُركت لمن يريد أن يحترق بالنار للأبد ..
حنان لم أكن أتوقع صعوبة المبدعة بهذا الحجم ولكني أدركت أنك الماهرة التي يمكن أن تغير شيئا في حريتي الخرقاء .. أنت مبدعة وكفى .

_________

الأخ مجذوب

شكرا للمتابعة ، كما تتقاطع الحرية مع المطر ، هكذا هي السعادة مع الألم .

أعجبتني قراءتك ، شكرا .