تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الصدقة واثارها



حسنية تدركيت
17-02-2007, 01:28 AM
الصدقة واثارها وامركم بالصدقة فان مثل ذلك مثل رجل اسره العدو فاوثقوايده منهم هذا ايضا من الكلام الذي برهانه وجوده ودليله وقوعه فان للصدقة تاثيرا عجيبا في دفع انواع البلاء ولو كانت من فاجر او من ظالم بل من كافر فان الله تعالى يدفع بها عنه انواعا من البلاء وهذا امر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم واهل الارض كلهم مقرون به لانهم جربوه
وقد روى الترمذي في جامعه من حديث انس بن مالك ان النبي قال
ان الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء وكما انها تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى فهي تطفئ الذنوب والخطايا كما تطفئ الماء النار وفي الترمذي عن معاذ بن جبل قال كنت مع رسول الله في سفر فاصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقال ألا ادلك على ابواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل شعار الصالحين ثم تلا تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون وفي بعض الاثار باكروا بالصدقة فان البلاء لا يتخطى الصدقة وفي تمثيل النبي ذلك بمن قدم ليضرب عنقه فافتدى نفسه منهم بماله كفاية فان الصدقة تفدي العبد من عذاب الله تعالى فان ذنوبه وخطاياه تقتضي هلاكه فتجئ الصدقة تفديه من العذاب وتفكه منه ولهذا قال النبي في الحديث الصحيح لما خطب النساء يوم العيد
يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فاني رايتكن اكثر اهل النار وكانه حثهن ورغبهن على ما يفدين به انفسهن من النار وفي الصحيحين عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله
ما منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر ايمن منه فلا يرى الا ما قدم وينظر اشام منه فلا يرى الا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى الا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة وفي حديث ابي ذر انه قال سالت رسول الله ماذا ينجي العبد من النار
قال الايمان بالله قلت يا نبي الله مع الايمان عمل قال ان ترضخ مما خولك الله او ترضخ مما رزق الله قلت يا نبي الله فان كان فقيرا لا يجد ما يرضخ قال يامر بالمعروف وينهى عن المنكر قلت ان كان لا يستطيع ان يامر بالمعروف وينهى عن المنكر قال فليعن الاخرق قلت يارسول الله ارايت ان كان لا يحسن ان يصنع قال فليعن الا مظلوما قلت يارسول الله ارايت ان كان ضعيفا لا يستطيع ان يعين مظلوما قال ما تريد ان تترك في صاحبك من خير ليمسك اذاه عن الناس قلت يا رسول الله ارايت ان فعل هذا يدخل الجنة قال ما من مؤمن يصيب خصلة من هده الخصال الا اخذت بيده حتى ادخلته الجنة ذكره البيهقي في كتاب شعب الايمان قال عمر بن الخطاب ذكر لي ان الاعمال تتباهى فتقول الصدقة انا افضلكم وفي الصحيحين عن ابي هريرة قال ضرب رسول الله مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد او جنتان من حديد قد اضطرت ايديهما الى ثدييهما وتراقيهما فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه حتى تغشى انامله وتعفو اثره وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت واخذت كل حلقة مكانها قال ابو هريرة فانا رايت رسول الله يقول باصبعه هكذا في جبته فرايته يوسعها ولا تتسع ولما كان البخيل محبوسا عن الاحسان ممنوعا عن البر والخير كان جزاؤه من جنس عمله فهو ضيق الصدر ممنوع من الانشراح ضيق العطن صغير النفس قليل الفرح كثير الهم والغم والحزن لا يكاد تقضى له حاجة ولا يعان على مطلوب فهو كرجل عليه جبة من حديد قد جمعت يداه الى عنقه بحيث لا يتمكن من اخراجها ولا حركتها وكلما اراد اخراجها او توسيع تلك الجبة لزمت كل حلقه من حلقها موضعها وهكذا البخيل كلما اراد ان يتصدق منعه بخله فبقي قلبه في سجنه كما هو
والمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه وانفسح بها صدره فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه فكلما تصدق اتسع وانفسح وانشرح وقوي فرحه وعظم سروره ولو لم يكن في الصدقة الا هذه الفائدة وحدها لكان العبد حقيقا بالاستكثار منها والمبادرة اليها وقد قال تعالى ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون
كان عبد الرحمن بن عوف او سعد بن ابي وقاص يطوف بالبيت وليس له دأب الا هذه الدعوة رب قني شح نفسي رب قني شح نفسي فقيل له اما تدعو بغير هذه الدعوة فقال اذا وقيت شح نفسي فقد افلحت
والفرق بين الشح والبخل ان الشح هو شدة الحرص على الشئ والإحفاء في طلبه والاستقساء في تحصيله وجشع النفس عليه والبخل منع انفاقه بعد حصوله وحبه وامساكه فهو شحيح قبل حصوله بخيل بعد حصوله فالبخل ثمرة الشح والشح يدعو الى البخل والشح كامن في النفس فمن بخل فقد اطاع شحه ومن لم يبخل فقد عصى شحه ووقى شره وذلك هو المفلح ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون
والسخي قريب من الله تعالى ومن خلقه ومن اهله وقريب من الجنة وبعيد من النار والبخيل بعيد من خلقه بعيد من الجنة قريب من النار فجود الرجل يحببه الى اضداده وبخله يبغضه الى اولاده
ويظهر عيب المرء في الناس بخله % ويستره عنهم جميعا سخاؤه
تغط باثواب السخاء فانني % ارى كل عيب فالسخاء غطاؤه
وقارن اذا قارنت حرا فانما % يزن ويزري بالفتى قرناؤه
واقلل اذا ما اسطعت قولا فانه % اذا قل قول المرء قل خطاؤه
اذا قل مال المرء قل صديقه % وضاقت عليه ارضه وسماؤه
منقول من الكتاب الوابل الصيب من الكلم الطيب للشيخ ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى لمن اراد المزيد فلينظر رابط موقع ابن القيم الجوزية رحمه الله
http://arabic.islamicweb.com/books/taimiya.asp

سحر الليالي
17-02-2007, 10:29 PM
بارك ربي بك يا حسنية

سلمت يداك على هذا النقل

لك ودي وألف ياسمينة

بابيه أمال
22-02-2007, 12:54 AM
حسنية.. سلام الله عليك..

الصدقة
ذلك العطاء الروحي أولا والذي يزدان بالسخاء ثانيا
خصوصا في أحلك الظروف
يوم تحس أنك محتاج لدريهمات جيبك فتصادف شخصا في وضع أكثر حرج منك
شخص لا يسأل الناس وإمارات امتهان السؤال بادية عليه
فتعطيه في الله ما احتواه جيبك من نقود أو النصف منها
المهم أن تمد له يدك بشيء من شأنه أن يرفع قسمات الألم عن وجهه
ليمدك الله بنعمة العطاء بقية حياتك
حتى من غير نقود
فتعطي الابتسامة أمام الوجه العبوس لينشرح رويدا رويدا
وتعطي الكلمة الجميلة للقلب الحزين فيتفاءل بغد جديد
وتعطي من وقتك لمن يطلبه في طاعة أو عبادة أو نقاش موضوع سليم
فتسلم من الأذى على طول الطريق
وتسلم من السقم وأمراض النفس والجسد
وتنتظر عطاء المولى برحمة تنجيك زلزلة الصراط المستقيم من تحت أرجلك
يوم يكثر سؤالك وتظن بحسناتك على أقرب الناس إليك


كثر الله من حسناتك يا حسنية ونفعك بها يوم لقياه.. لتلقينه بوجه أبيض وصدقاتك معك لنيل رحمته وعطاءه الكريم بدون حساب..

د. عمر جلال الدين هزاع
23-02-2007, 12:23 AM
اجزل الله عطاءك
لما تقدمين من نصح
بورك فيك

خليل حلاوجي
06-03-2007, 02:28 PM
مباركة هي حروفك ... ياحسنية الخير ... اختنا الكريمة


باركك ربي من فوق سبع سماوات