المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطع لحم ..



وفاء شوكت خضر
18-02-2007, 11:44 PM
قطع لحم

كن في أوج نشوتهن في سهرة ماجنة ، حيث دارت الكؤوس والرؤوس ، وبدأ ليل الغواني يلهث خلف جدران الجناح الخاص ، الذي صخب بالموسيقى ، وتعالت فيه الضحكات ، واستبيحت فيه كل الحرمات ، حين داهمه رجال الأمن ، فثار شغب وهرج ومرج ، ليُمْسَك بالبعض ، و يفر البعض ، بحثا عن مخارج هربا ، مجتازين أي طريق في دهاليز الفندق ، لعله يوصل لباب الفرار .. هرع البعض إلى بوابةِ المطبخ الخلفية . كلُّ شيء مضَى بسُرعة ، امتدت يدٌ في عتمة الليل لتمسكَ بها وتشدَّها عنوة إلى تلك السيارة الكبيرة .

انزوتْ في ركنٍ تكورت فيه على نفسها ، الدموع تنهمر من عينيها ، غيمةٌ كثيفةٌ من الدُّخَّان انتشرَتْ في الزنزانة من لفافات التبغ المحترقة ، لمْ تكنْ تشعر بكلّ ما حولها وهنَّ يضحكنَ ويتغامزْنَ ، شبه عارياتٍ متبرجاتٍ ، حديثهن خادش للحياء ، وضحكاتهنَّ رّنّانة تنمُّ عن ميوعة ، وحركات خليعة ....

ارتجَفتْ حين لامستْ كتفَها يدُ إحداهُنّ على حين غِرّة ، انتفضت بهلع ، نظرت إليها بعينيْن قد تجمّدتا في حدقتيْهما ، لم تُمَيِّز الوجهَ الذي اصطدمتْ به نظراتُها المجللة بالدّموع ، التصقتْ بالحائط تذود عن نفسها تلك اليدَ الممتدّّة ، تراجعت اليدُ حين رأت الذعرَ في ملامحِها ، نظرتْ إلى الوجهِ المزروعِ بالبؤس والألم ، حاولت أنْ تقتربَ مرةً أخرى ، إلاَّ أنَّ الجسدَ المتكوّرَ زادَ انكماشاً ، فتركتها ....

تسللتْ غفوة إلى عينيْها المحمرّتيْن ، اللتيْن أجْهَدَهُما البكاءُ ، كانتْ تضُمُّ أبناءَها إلى صدرِها بقوّة ، تتشبَّث بهمْ ، حتى لا يُنْتَزعوا منها ، وما كاد الجسدُ المشدودُ يتراخَى ، دار مفتاحٌ يئز في البوابة الحديدية ، لتنفرج عن وجهٍ رسمَتْهُ القسوةُ ببراعة ، وصوتٍ أجشّ لامرأةٍ اشتكت الأرضُ من ثقلِ جسدها وهو يدبّ الخطى فوقها ، انتصبتْ ، وهي تدور بعينِها في المكان ....

كان الفندق آخر مطاف سعيها لتطرق بابه ، علها تحظى بعمل يقيها مذلة السؤال والجوع ، أعياها التعب وهي تبحث عن عمل لتعول أطفالا كان اليتم قد خط أولى الجراح على ملامحهم ..
ولكنها خرجت من هناك كما دخلت ، وكان النهار قد ولى وبعض من هزيع الليل .
تجمعت القطط تلتهم قطع لحم مما تبقى من موائد المترفين ، من مكب النفايات القابع عن بوابة المطبخ ، اتجهت تهرول نحوها ، علها تفوز بشيء من هذه البقايا ، لتلك الأفواه الجائعة المنتظرة عودتها ، كانت تنازع القطط قطع اللحم حين أمسك بها أحد رجال قوة الأمن .

بثبوت براءتها ، تم الإفراج عنها ، لتبدأ في منازعة جديدة .. ليس مع القطط على قطع لحم ، بل مع دور الرعاية حيث تشتت لحمها في فترة غيابها .

محمد إبراهيم الحريري
19-02-2007, 12:48 AM
قطع لحم

كن في أوج نشوتهن في سهرة ماجنة ، حيث دارت الكؤوس والرؤوس ، وبدأ ليل الغواني يلهث خلف جدران الجناح الخاص ، الذي صخب بالموسيقى ، وتعالت فيه الضحكات ، واستبيحت فيه كل الحرمات ، حين داهمه رجال الأمن ، فثار شغب وهرج ومرج ، ليُمْسَك بالبعض ، و يفر البعض ، بحثا عن مخارج هربا ، مجتازين أي طريق في دهاليز الفندق ، لعله يوصل لباب الفرار .. هرع البعض إلى بوابةِ المطبخ الخلفية . كلُّ شيء مضَى بسُرعة ، امتدت يدٌ في عتمة الليل لتمسكَ بها وتشدَّها عنوة إلى تلك السيارة الكبيرة .
انزوتْ في ركنٍ تكورت فيه على نفسها ، الدموع تنهمر من عينيها ، غيمةٌ كثيفةٌ من الدُّخَّان انتشرَتْ في الزنزانة من لفافات التبغ المحترقة ، لمْ تكنْ تشعر بكلّ ما حولها وهنَّ يضحكنَ ويتغامزْنَ ، شبه عارياتٍ متبرجاتٍ ، حديثهن خادش للحياء ، وضحكاتهنَّ رّنّانة تنمُّ عن ميوعة ، وحركات خليعة ....
ارتجَفتْ حين لامستْ كتفَها يدُ إحداهُنّ على حين غِرّة ، انتفضت بهلع ، نظرت إليها بعينيْن قد تجمّدتا في حدقتيْهما ، لم تُمَيِّز الوجهَ الذي اصطدمتْ به نظراتُها المجللة بالدّموع ، التصقتْ بالحائط تذود عن نفسها تلك اليدَ الممتدّّة ، تراجعت اليدُ حين رأت الذعرَ في ملامحِها ، نظرتْ إلى الوجهِ المزروعِ بالبؤس والألم ، حاولت أنْ تقتربَ مرةً أخرى ، إلاَّ أنَّ الجسدَ المتكوّرَ زادَ انكماشاً ، فتركتها ....
تسللتْ غفوة إلى عينيْها المحمرّتيْن ، اللتيْن أجْهَدَهُما البكاءُ ، كانتْ تضُمُّ أبناءَها إلى صدرِها بقوّة ، تتشبَّث بهمْ ، حتى لا يُنْتَزعوا منها ، وما كاد الجسدُ المشدودُ يتراخَى ، دار مفتاحٌ يئز في البوابة الحديدية ، لتنفرج عن وجهٍ رسمَتْهُ القسوةُ ببراعة ، وصوتٍ أجشّ لامرأةٍ اشتكت الأرضُ من ثقلِ جسدها وهو يدبّ الخطى فوقها ، انتصبتْ ، وهي تدور بعينِها في المكان ....
كان الفندق آخر مطاف سعيها لتطرق بابه ، علها تحظى بعمل يقيها مذلة السؤال والجوع ، أعياها التعب وهي تبحث عن عمل لتعول أطفالا كان اليتم قد خط أولى الجراح على ملامحهم ..
ولكنها خرجت من هناك كما دخلت ، وكان النهار قد ولى وبعض من هزيع الليل .
تجمعت القطط تلتهم قطع لحم مما تبقى من موائد المترفين ، من مكب النفايات القابع عن بوابة المطبخ ، اتجهت تهرول نحوها ، علها تفوز بشيء من هذه البقايا ، لتلك الأفواه الجائعة المنتظرة عودتها ، كانت تنازع القطط قطع اللحم حين أمسك بها أحد رجال قوة الأمن .
بثبوت براءتها ، تم الإفراج عنها ، لتبدأ في منازعة جديدة .. ليس مع القطط على قطع لحم ، بل مع دور الرعاية حيث تشتت لحمها في فترة غيابها .


الأخت وفاء ، تحية طيبة
قطع اللحم ، عنوان يثير شهية الفضول ، وينزع بالأصابع أن تقتحم رائحة الشوق المنبعثة من شواء يزكم الأنوف ظنا ، ولكن ما أن تقتحم المعاني وتتزاحم العبارات حتى يرى المتطفل بعيون فضوله مادة دسمة تغرق الأنين بزفرات تحرق الواقع بجمار النقد لمجتمع نسي بطون الأيتام من لقمة عطف ، وأغلق أسماعه برنين الخلاخيل على موائد اللذة .
تلك الكلمات تشبع نهم المتابع لحركات المجتمع المخملي كما يقال عنه ، ولكن نراه هنا أسود الصحائف ، متلون الواقع ، ينهر الفضائل بسيقان التعري ، ليكون بذاته لقمة سائغة لنقده من حوانب متباينة .
طرح لفكرة ليست جديدة لكنها حاءت برؤية من زاوية رصد الليل بنجوم البصيرة ليرى الغافل ما يدور وراء ستائر الظن حقيقة لا مفر منها ، يكتوي المجتمع بشواظ عهرها ، وتكبل المعاصم بحبال اليقين أن الأمور ليست بخير على طريق الصلاح .
أيتام وأم ، وبراءة بعد اتهام ، ولقمة الظلم تخطفها المتهمة من بين براثن القسوة لتصبح فيما بعد تدير أحداقها بين جدران مرارة .
ما الذي فعل بها هذا
إنه انهيار المبادئ ، وتعطيل الشرائع
تحياتي وفاء

مجذوب العيد المشراوي
19-02-2007, 05:08 PM
كتابات ترشحك لكتابة الرواية ...


بتمكن جربي ..

وفاء شوكت خضر
19-02-2007, 10:53 PM
الأخت وفاء ، تحية طيبة
قطع اللحم ، عنوان يثير شهية الفضول ، وينزع بالأصابع أن تقتحم رائحة الشوق المنبعثة من شواء يزكم الأنوف ظنا ، ولكن ما أن تقتحم المعاني وتتزاحم العبارات حتى يرى المتطفل بعيون فضوله مادة دسمة تغرق الأنين بزفرات تحرق الواقع بجمار النقد لمجتمع نسي بطون الأيتام من لقمة عطف ، وأغلق أسماعه برنين الخلاخيل على موائد اللذة .
تلك الكلمات تشبع نهم المتابع لحركات المجتمع المخملي كما يقال عنه ، ولكن نراه هنا أسود الصحائف ، متلون الواقع ، ينهر الفضائل بسيقان التعري ، ليكون بذاته لقمة سائغة لنقده من حوانب متباينة .
طرح لفكرة ليست جديدة لكنها حاءت برؤية من زاوية رصد الليل بنجوم البصيرة ليرى الغافل ما يدور وراء ستائر الظن حقيقة لا مفر منها ، يكتوي المجتمع بشواظ عهرها ، وتكبل المعاصم بحبال اليقين أن الأمور ليست بخير على طريق الصلاح .
أيتام وأم ، وبراءة بعد اتهام ، ولقمة الظلم تخطفها المتهمة من بين براثن القسوة لتصبح فيما بعد تدير أحداقها بين جدران مرارة .
ما الذي فعل بها هذا
إنه انهيار المبادئ ، وتعطيل الشرائع
تحياتي وفاء

أستاذي الفاضل / محمد إبراهيم الحريري .
لا يسعني إلا شكرك على متابعتك الدائمة ، فحقا لم أجد أكثر منك متابعة للجميع .
مرورك هنا شرف وسعادة لي ، وكرم منك بعد أن بات الغالبية في هذا الصرح ، لا يأبهون بما يكتب ، حتى لو كان من قبيل النقد ، اصبح الادباء زاهدين عن متابعة الا من كان من شلتهم او من زمزتهم فما اراه لا يبشر بخير ، فقد أضحت الواحة يبابا بعد اخضرار ، ويباسا قبل موسم الجني .

ردك الرائع ، أدخل الحبور إلى نفسي ، وكلماتك التي تزين بها الصفحات دوما ، تجعلنا نحس بأنك دوما هنا ، مع الجميع .

أدامك الله بلبلا صداحا في واحة الخير .
وأخا وابا لكل من فيها بطيب قلبك النقي .

تحيتي وتقديري وكل الود .

أحمد زكريا منطاوى
20-02-2007, 12:39 AM
الظلم لم يكن قاصرا على وجه واحد في قصتك بل كان ظلم الأمن الذى سرعان مافطن إلى براءتها وظلم المجتمع الذى طالما تمادى في ظلم أبنائه..

القصة ليست بجديدة المضمون ولكن شكلا ً كانت لامعة براقة..مفرداتك رائعة بسيطة الفهم عميقة المعنى


وفقك الله يا أستاذة

الصباح الخالدي
20-02-2007, 08:54 PM
كأنني تسمرت مع نصك روعة التصوير وقوة الحدث وألم الوجع
رائعة يادخون

محمود الديدامونى
20-02-2007, 10:12 PM
الكاتبة الموهوبة/ وفاء شوكت
قصة أنيقة في السرد
الموضوع غاية في الأهمية
التناول بحرفية راقية
وهذا وجه كئيب من وجوه الحياة
استطعت تقديمه جيدا
أعجبني الوصف الفني كثيرا حين قلت أن الأرض قد تعبت من وزن هذا الجسد الثقيل
وصف يملك دلالته بلا شك
تحياتي

علاء عيسى
20-02-2007, 10:22 PM
لتنفرج عن وجهٍ رسمَتْهُ القسوةُ ببراعة ، وصوتٍ أجشّ لامرأةٍ اشتكت الأرضُ من ثقلِ جسدها وهو يدبّ الخطى فوقها ، انتصبتْ ، وهي تدور بعينِها في المكان ....
" رسم بالحروف بارع "
بثبوت براءتها ، تم الإفراج عنها ، لتبدأ في منازعة جديدة .. ليس مع القطط على قطع لحم ، بل مع دور الرعاية حيث تشتت لحمها في فترة غيابها .
نهاية فائقة الجودة
دخخخخخخخخخخخخخخخووون
سعيد بالقراءة
جداً
جداً
جداً

جوتيار تمر
20-02-2007, 10:22 PM
وفاء
في مثل هذه الظروف..وفي مثل هذه المواقف...
يتعالى صوت طواه الالم في الاعماق..
ليخرق افاق الكون..واغوار السماء..
مناديا..معاتبا..
ايها الزمن..من الذي فهمك..وانت مدة اقدار..
امس كنت بين احضان الحبيب..الزوج انعم بالفقر والحنان..ولقمة لم اكن ابغي في الوجود افضل منها..
لانها كانت تحشر في اعماقي بيد من حماني واواني..ومن مائه..الممزوج في صلبي..سمعت اول مواء لقططي الصغيرة..
ايها الزمن..كل انسان منا لايتعلق من الحياة الا بالشعاع الذي يضيء المكان المظلم في قلبه وعقله..والشمس بما طلعت عليه لايمكنها ان تنير ولو بعض اغوار هذا القلب وانفلاتات العقل..مثلما يفعله وجه..احدى القطط هذه...
ايها الزمن...اراك لاتبالي ...انها قطط تسير في دجى الليل تائهة..وهي لاتعلم بان روحي تشتت مع تشتتهم..وانت لاتبالي الا بالمضي.
تظن انت ايها الزمن ومن سواك..بان اليوم الزمني الواحد ليس الا اربعا وعشرون ساعة..وهي فر قلبي وعرفي اربعمائة مليون يوم انساني على الارض..فانظر ايها الزمن..في كل يوم زمني واحد اطعن باربعمائة مليون جرح..!

الواقع المر الذي يحصدنا اما اجتماعيا او فكريا..او حتى عقائديا..او..او...بات من الصعب الوقوف بوجهه..ها هو يفقدنا توازننا..فنلجأ حتى لطرق المغالطة من اجل لقمة عيش ندسها في جوف اطفالنا..وها هو ينزلنا لادنى مستوايات الرذيلة بحيث المجون لايوقفنا..وها هو يجعلنا نستغل الام التي تبحث عن رغيف خبز لاطفالها ..وها..وها.....لاشيء يوقف هذا المد الجارف..
انها البشرية الغبية..تسير بخطا ثابته الى نهايتها...!

نص معبر..
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

وفاء شوكت خضر
21-02-2007, 04:48 PM
كتابات ترشحك لكتابة الرواية ...
بتمكن جربي ..

الأخ الفاضل / مجذوب العيد المشراوي ..

شكرا لمرورك ، ونصيحتك ..
ربما أفعل .. لم لا ..

تحيتي .

الشريف عبد الله آل جازان
21-02-2007, 05:13 PM
الأخت الأديبة وفاء
قصة تثير الحزن والألم ..
على تلك الأفواه الفاغرة التي تنتظر لقمة تسد جوعها
ولكنها لا تجد من يلتفت لها في زمن البطر والبذخ والعهر ..

وعلى تلك الأجساد التي أصبحت كالدمى يلهو بها أصحاب
الشهوات وطالبي الملذات ..

فقد تكون الحجة في ذلك هي الحاجة والعوز .. ولكن تموت الحرة ولا تأكل بثدييها .

الأخت وفاء أسلوب جميل ، ومتقن ، اختصر كثيرا من التفاصيل ، وصور الواقع
في بضعة أسطر توحي بتمكن كاتبتها وقوة لغتها وبيانها .


لك التحية والتقدير

وفاء شوكت خضر
21-02-2007, 11:08 PM
الظلم لم يكن قاصرا على وجه واحد في قصتك بل كان ظلم الأمن الذى سرعان مافطن إلى براءتها وظلم المجتمع الذى طالما تمادى في ظلم أبنائه..
القصة ليست بجديدة المضمون ولكن شكلا ً كانت لامعة براقة..مفرداتك رائعة بسيطة الفهم عميقة المعنى
وفقك الله يا أستاذة

الإبن أحمد زكريا منطاوي ..

شكرا لك على مرورك وتفاعلك الجميل ..
أتمنى أن أراك قاصا لامعا بارعا ..

تحيتي وتقديري .

وفاء شوكت خضر
21-02-2007, 11:10 PM
كأنني تسمرت مع نصك روعة التصوير وقوة الحدث وألم الوجع
رائعة يادخون

الصباح المشرق ..

كم أكون سعيدة حين تبقى مصرا على تسميتي بدخون ..
كم أحب هذا الإسم ، وأشكرك على احتفاظك به رغم التغيير القسري .

عافاك الله من كل ألم ..

تحيتي ومودتي ..

محمد سامي البوهي
22-02-2007, 12:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأديبة السامقة / دخون


قطع لحم .........

على غير العادة أدخلتنا الكاتبة وفاء في بداية مبهمة ، تلح بالوصول للنهاية ، حتى انها تعمدت شحن مسام الصفحة بالقسوة ، والقهر ، لتلخصه لنا في نهاية غاية في المأساوية ، وعنوان معبر عن حاجة أفواه تائهة وسط زخم الجوع ، استطاعت الكاتبة وبرشاقة ، أن تحملنا في منطاط ، وترتفع بنا فوق رقعة من القسوة ، والتسلط لذنب غير مفهوم ، أو غير مقصود ، أو مقصود .....

حتى جاءت النهاية ، التي كنت ان تأتي دون هذا الطرف ( ، كانت تنازع القطط قطع اللحم حين أمسك بها أحد رجال قوة الأمن .

بثبوت براءتها ، تم الإفراج عنها ، لتبدأ في منازعة جديدة .. ليس مع القطط على قطع لحم ، بل مع دور الرعاية حيث تشتت لحمها في فترة غيابها . ) وتتوقف دون تفسير ، يفرض على استدعاء المعنى لدى القارىء .

مودتي

بابيه أمال
23-02-2007, 01:11 PM
قطع لحم

كن في أوج نشوتهن في سهرة ماجنة ، حيث دارت الكؤوس والرؤوس ، وبدأ ليل الغواني يلهث خلف جدران الجناح الخاص ، الذي صخب بالموسيقى ، وتعالت فيه الضحكات ، واستبيحت فيه كل الحرمات ، حين داهمه رجال الأمن ، فثار شغب وهرج ومرج ، ليُمْسَك بالبعض ، و يفر البعض ، بحثا عن مخارج هربا ، مجتازين أي طريق في دهاليز الفندق ، لعله يوصل لباب الفرار .. هرع البعض إلى بوابةِ المطبخ الخلفية . كلُّ شيء مضَى بسُرعة ، امتدت يدٌ في عتمة الليل لتمسكَ بها وتشدَّها عنوة إلى تلك السيارة الكبيرة .
انزوتْ في ركنٍ تكورت فيه على نفسها ، الدموع تنهمر من عينيها ، غيمةٌ كثيفةٌ من الدُّخَّان انتشرَتْ في الزنزانة من لفافات التبغ المحترقة ، لمْ تكنْ تشعر بكلّ ما حولها وهنَّ يضحكنَ ويتغامزْنَ ، شبه عارياتٍ متبرجاتٍ ، حديثهن خادش للحياء ، وضحكاتهنَّ رّنّانة تنمُّ عن ميوعة ، وحركات خليعة ....
ارتجَفتْ حين لامستْ كتفَها يدُ إحداهُنّ على حين غِرّة ، انتفضت بهلع ، نظرت إليها بعينيْن قد تجمّدتا في حدقتيْهما ، لم تُمَيِّز الوجهَ الذي اصطدمتْ به نظراتُها المجللة بالدّموع ، التصقتْ بالحائط تذود عن نفسها تلك اليدَ الممتدّّة ، تراجعت اليدُ حين رأت الذعرَ في ملامحِها ، نظرتْ إلى الوجهِ المزروعِ بالبؤس والألم ، حاولت أنْ تقتربَ مرةً أخرى ، إلاَّ أنَّ الجسدَ المتكوّرَ زادَ انكماشاً ، فتركتها ....
تسللتْ غفوة إلى عينيْها المحمرّتيْن ، اللتيْن أجْهَدَهُما البكاءُ ، كانتْ تضُمُّ أبناءَها إلى صدرِها بقوّة ، تتشبَّث بهمْ ، حتى لا يُنْتَزعوا منها ، وما كاد الجسدُ المشدودُ يتراخَى ، دار مفتاحٌ يئز في البوابة الحديدية ، لتنفرج عن وجهٍ رسمَتْهُ القسوةُ ببراعة ، وصوتٍ أجشّ لامرأةٍ اشتكت الأرضُ من ثقلِ جسدها وهو يدبّ الخطى فوقها ، انتصبتْ ، وهي تدور بعينِها في المكان ....
كان الفندق آخر مطاف سعيها لتطرق بابه ، علها تحظى بعمل يقيها مذلة السؤال والجوع ، أعياها التعب وهي تبحث عن عمل لتعول أطفالا كان اليتم قد خط أولى الجراح على ملامحهم ..
ولكنها خرجت من هناك كما دخلت ، وكان النهار قد ولى وبعض من هزيع الليل .
تجمعت القطط تلتهم قطع لحم مما تبقى من موائد المترفين ، من مكب النفايات القابع عن بوابة المطبخ ، اتجهت تهرول نحوها ، علها تفوز بشيء من هذه البقايا ، لتلك الأفواه الجائعة المنتظرة عودتها ، كانت تنازع القطط قطع اللحم حين أمسك بها أحد رجال قوة الأمن .
بثبوت براءتها ، تم الإفراج عنها ، لتبدأ في منازعة جديدة .. ليس مع القطط على قطع لحم ، بل مع دور الرعاية حيث تشتت لحمها في فترة غيابها .




مال.. ونساء.. ونزوات عظام..
فقر.. وأمومة.. ورجال لئام..
جهل.. وفرقة.. وطمع بائس
وآذان صماء تسمع ما تريد..
وتفعل ما تريد سرا وعلى مرأى العين
وتتجاهل الواقع المرير
حيث يزهو الباطل بالسيادة
ويخرس الحق عن الكلام
إلى حين تصفو النفوس لتخلص العبادة
فاكتبي يا وفاااااء رجاء
ولا تنوقفي..
فقد بلغ الحال مبلغ الألم
عل المبادئ لا تندثر
لتصل حد العدم

أحبك في الله يا أختا في الدين وأستاذة في القلم..

نزار ب. الزين
23-02-2007, 06:03 PM
أختي الفاضلة وفاء
قصتك بقدر ماهي جذابة و قوية اللغة و متماسكة الحبكة ، بقدر ما هي مؤلمة في
إشارة واضحة إلى بطر المترفين و مجونهم في مقابل لوعة الفقراء بحثا عن قوت أطفالهم حتى لو كان البحث في حاويات القمامة ؛ أما الإشارة الثانية فهي تسرع رجال الأمن و فظاظتهم في كثير من الأحيان، و كانت النتيجة أن حشرت بطلة القصة مع المنحرفات ، و إلى أن تكشفت براءتها كانت دور الرعاية قد اختطفت أولادها .
إبداع جديد لك ، أشد على يدك مهنئا
دمت متألقة
نزار

وفاء شوكت خضر
24-02-2007, 01:45 AM
الكاتبة الموهوبة/ وفاء شوكت
قصة أنيقة في السرد
الموضوع غاية في الأهمية
التناول بحرفية راقية
وهذا وجه كئيب من وجوه الحياة
استطعت تقديمه جيدا
أعجبني الوصف الفني كثيرا حين قلت أن الأرض قد تعبت من وزن هذا الجسد الثقيل
وصف يملك دلالته بلا شك
تحياتي

الأديب الراقي / محمود الديداموني .

مرورك علة نصي شرف لي ، وما حطه يراعك هنا لهو شهادة فخر أعتز بها .

لك الشكر والتقدير .
تحيتي واحترامي .

وفاء شوكت خضر
24-02-2007, 01:48 AM
لتنفرج عن وجهٍ رسمَتْهُ القسوةُ ببراعة ، وصوتٍ أجشّ لامرأةٍ اشتكت الأرضُ من ثقلِ جسدها وهو يدبّ الخطى فوقها ، انتصبتْ ، وهي تدور بعينِها في المكان ....
" رسم بالحروف بارع "
بثبوت براءتها ، تم الإفراج عنها ، لتبدأ في منازعة جديدة .. ليس مع القطط على قطع لحم ، بل مع دور الرعاية حيث تشتت لحمها في فترة غيابها .
نهاية فائقة الجودة
دخخخخخخخخخخخخخخخووون
سعيد بالقراءة
جداً
جداً
جداً

سلطان شاعر العامية / علاء عيسى ..

أي وسام فخر قلدتني بمرورك على متصفحي .
شكرا لك على كلماتك التي أسعدتني ..

لك التحية والتقدير .
مودتي .

وفاء شوكت خضر
24-02-2007, 01:54 AM
وفاء
في مثل هذه الظروف..وفي مثل هذه المواقف...
يتعالى صوت طواه الالم في الاعماق..
ليخرق افاق الكون..واغوار السماء..
مناديا..معاتبا..
ايها الزمن..من الذي فهمك..وانت مدة اقدار..
امس كنت بين احضان الحبيب..الزوج انعم بالفقر والحنان..ولقمة لم اكن ابغي في الوجود افضل منها..
لانها كانت تحشر في اعماقي بيد من حماني واواني..ومن مائه..الممزوج في صلبي..سمعت اول مواء لقططي الصغيرة..
ايها الزمن..كل انسان منا لايتعلق من الحياة الا بالشعاع الذي يضيء المكان المظلم في قلبه وعقله..والشمس بما طلعت عليه لايمكنها ان تنير ولو بعض اغوار هذا القلب وانفلاتات العقل..مثلما يفعله وجه..احدى القطط هذه...
ايها الزمن...اراك لاتبالي ...انها قطط تسير في دجى الليل تائهة..وهي لاتعلم بان روحي تشتت مع تشتتهم..وانت لاتبالي الا بالمضي.
تظن انت ايها الزمن ومن سواك..بان اليوم الزمني الواحد ليس الا اربعا وعشرون ساعة..وهي فر قلبي وعرفي اربعمائة مليون يوم انساني على الارض..فانظر ايها الزمن..في كل يوم زمني واحد اطعن باربعمائة مليون جرح..!
الواقع المر الذي يحصدنا اما اجتماعيا او فكريا..او حتى عقائديا..او..او...بات من الصعب الوقوف بوجهه..ها هو يفقدنا توازننا..فنلجأ حتى لطرق المغالطة من اجل لقمة عيش ندسها في جوف اطفالنا..وها هو ينزلنا لادنى مستوايات الرذيلة بحيث المجون لايوقفنا..وها هو يجعلنا نستغل الام التي تبحث عن رغيف خبز لاطفالها ..وها..وها.....لاشيء يوقف هذا المد الجارف..
انها البشرية الغبية..تسير بخطا ثابته الى نهايتها...!
نص معبر..
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

العزيز جو ..

لعل هناك ما أثر بي كي أشرع بكتابة هذه القصة ، لكن ..
لم يؤثر بي ذلك الموقف تأثير كلماتك التي نزفتها ألما على السطور .
جو ..
شكرا لك ، يا ملك الحزن ، ويا نديم الألم ..
هي ألام كتبت علينا قهرا ، وأنى لنا أن نتحرر منها .

رغم سعادتي بمرورك ..
إلا أني حصدت الحزن من بيدر سطورك .

لك التحية وكل المودة .

وفاء شوكت خضر
24-02-2007, 02:12 AM
الأخت الأديبة وفاء
قصة تثير الحزن والألم ..
على تلك الأفواه الفاغرة التي تنتظر لقمة تسد جوعها
ولكنها لا تجد من يلتفت لها في زمن البطر والبذخ والعهر ..
وعلى تلك الأجساد التي أصبحت كالدمى يلهو بها أصحاب
الشهوات وطالبي الملذات ..
فقد تكون الحجة في ذلك هي الحاجة والعوز .. ولكن تموت الحرة ولا تأكل بثدييها .
الأخت وفاء أسلوب جميل ، ومتقن ، اختصر كثيرا من التفاصيل ، وصور الواقع
في بضعة أسطر توحي بتمكن كاتبتها وقوة لغتها وبيانها .
لك التحية والتقدير


الأديب الشاعر / الشريف عبدالله آل جازان .

لا أجد ما أرد به على كلماتك ، فقد قلت الحق والصواب وأجزت فأجزلت المعنى .

شكرا لك على مرورك العطر ، وعلى كلماتك الطيبة .
شرف لي أن أجد توقيعك يزين صفحاتي .

لك التحية والتقدير .

حسنية تدركيت
24-02-2007, 02:24 AM
بحق فاتني ان اكون اول من رد على هذه القصة الموجعة الصادقة والجميلة
شكرا دخون المتميزة دوما

حسام القاضي
24-02-2007, 07:14 AM
أختي الفاضلة الأديبة المتجددة دوماً / دخون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قطع لحم
أعجبني العنوان ؛ فهو عنوان خادع بعض الشيء قد ننساق خلفه دون ان ندري للمعنى القريب له والذي قصدته بالفعل ، ولكن سرعان ما نتنبه لشيء مهم ألا وهو وجود لحم آخر وهو اللحم البشري ، وهنا أرى لمحة ذكية في تلك المقابلة بين هذا وذاك .
أجدت في أسلوب التقطيع بين الماضي والحاضر (فلاش باك)، لتأتي القصة على مراحل بشكل أفضل ؛ فيستمر عنصر التشويق إلى النهاية.
"ارتجفت حين لامست كتفيها يد ......"
هنا هاجس خوف من يد نتيجة للظلم والقهر الذي وقعا عليها :
"امتدت يد في عتمة الليل لتمسك بها وتشدها إلى السيارة"
لذا كان الفزع فزعاً غير عادي فهو يردها إلى تلك اللحظة الرهيبة ، وأرى هنا توفيقاً في التعبير عن الحالة التي تعيشها.
وتستمر هذه الصور التي رسمتها ببراعة في مشهد الحلم (الرؤيا ) أيضاً
حيث:
"وما كاد الجسد المشدود يتراخى ، دار مفتاح يئز........وجه رسمته القسوة ببراعة ، وصوت أجش ........من ثقل جسدها وهو يدب الخطى فوقها"
تصوير بارع متدرج ..يئز.. ثم وجه قاس ثم صوت أجش فجسد ثقيل يدب الخطى فوقها ...... وكأنها تُدهس ولكن تدهس ممن ؟ أمن الأمن الذي لا يتمهل مع الأبرياء؟ أم من القانون الذي يدهس الضعفاء في طريقه معظم الوقت إلى أن تثبت برائتهم ؟ ولكن بعد فوات الأوان.
نصل إلى النهاية التي تردنا إلى العنوان ثانية
لنجد لحماً آخراً أو ثالثاً وهو لحم الطفولة البريئة الضائعة .
الأديبة /دخون
تفاجئينا في كل قصة بتنوع في موضوعاتك ، والأهم بتلون في أسلوبك القصصي .
تقبلي تقديري واحترامي .

وفاء شوكت خضر
24-02-2007, 11:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأديبة السامقة / دخون
قطع لحم .........
على غير العادة أدخلتنا الكاتبة وفاء في بداية مبهمة ، تلح بالوصول للنهاية ، حتى انها تعمدت شحن مسام الصفحة بالقسوة ، والقهر ، لتلخصه لنا في نهاية غاية في المأساوية ، وعنوان معبر عن حاجة أفواه تائهة وسط زخم الجوع ، استطاعت الكاتبة وبرشاقة ، أن تحملنا في منطاط ، وترتفع بنا فوق رقعة من القسوة ، والتسلط لذنب غير مفهوم ، أو غير مقصود ، أو مقصود .....
حتى جاءت النهاية ، التي كنت ان تأتي دون هذا الطرف ( ، كانت تنازع القطط قطع اللحم حين أمسك بها أحد رجال قوة الأمن .
بثبوت براءتها ، تم الإفراج عنها ، لتبدأ في منازعة جديدة .. ليس مع القطط على قطع لحم ، بل مع دور الرعاية حيث تشتت لحمها في فترة غيابها . ) وتتوقف دون تفسير ، يفرض على استدعاء المعنى لدى القارىء .
مودتي

الديب القاص / محمد سامي البوهي .

شكرا لك على كرمك في تقديم هذه القراءة الجميلة للنص ، وشكرا على متابعتك الدائمة لنصوصي ، فهذا شرف لي أن أجدك دوما علىصفحاتي المتواضعة .

قراءة اسعدتني بحق .

لك التححية والتقدير .
مودتي .

وفاء شوكت خضر
24-02-2007, 11:34 PM
مال.. ونساء.. ونزوات عظام..
فقر.. وأمومة.. ورجال لئام..
جهل.. وفرقة.. وطمع بائس
وآذان صماء تسمع ما تريد..
وتفعل ما تريد سرا وعلى مرأى العين
وتتجاهل الواقع المرير
حيث يزهو الباطل بالسيادة
ويخرس الحق عن الكلام
إلى حين تصفو النفوس لتخلص العبادة
فاكتبي يا وفاااااء رجاء
ولا تنوقفي..
فقد بلغ الحال مبلغ الألم
عل المبادئ لا تندثر
لتصل حد العدم
أحبك في الله يا أختا في الدين وأستاذة في القلم..


أختي الغالية / نهيلة نور ..

مرورك رائع كما عودتني ..
ودوما أجد منك كلمات تسعد نفسي ..
أحبك من أحببتني وبه ، وما أنا بأقل منك حبا لك لله ولك في الله .
بارك الله بك وجزاك كل الخير أيتها التقية النقية .

لك كل الحب و والمودة والإخاء .
دمت بكل الخير .

وفاء شوكت خضر
24-02-2007, 11:37 PM
أختي الفاضلة وفاء
قصتك بقدر ماهي جذابة و قوية اللغة و متماسكة الحبكة ، بقدر ما هي مؤلمة في
إشارة واضحة إلى بطر المترفين و مجونهم في مقابل لوعة الفقراء بحثا عن قوت أطفالهم حتى لو كان البحث في حاويات القمامة ؛ أما الإشارة الثانية فهي تسرع رجال الأمن و فظاظتهم في كثير من الأحيان، و كانت النتيجة أن حشرت بطلة القصة مع المنحرفات ، و إلى أن تكشفت براءتها كانت دور الرعاية قد اختطفت أولادها .
إبداع جديد لك ، أشد على يدك مهنئا
دمت متألقة
نزار

أستاذي الكريم / نزار بـ الزين ..

شرف لي متابعتك ، وشهادتك هذه وسام فخر لي أعتز به .
دوما كلماتك تمنحني شحنة من الجرأة على الإستمرار .

لك الشكر والتقدير ، وكل احترامي ..
تحيتي .

وفاء شوكت خضر
28-02-2007, 07:44 PM
بحق فاتني ان اكون اول من رد على هذه القصة الموجعة الصادقة والجميلة
شكرا دخون المتميزة دوما

الغالية ندى ..
نثرت الورد بمرورك على متصفحي المتواضع ، فتركت العطر يضوع لتتألق الصفحات فرحا..

لك الود والورد .
تحيتي .......

وفاء شوكت خضر
13-03-2007, 01:12 AM
أختي الفاضلة الأديبة المتجددة دوماً / دخون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قطع لحم
أعجبني العنوان ؛ فهو عنوان خادع بعض الشيء قد ننساق خلفه دون ان ندري للمعنى القريب له والذي قصدته بالفعل ، ولكن سرعان ما نتنبه لشيء مهم ألا وهو وجود لحم آخر وهو اللحم البشري ، وهنا أرى لمحة ذكية في تلك المقابلة بين هذا وذاك .
أجدت في أسلوب التقطيع بين الماضي والحاضر (فلاش باك)، لتأتي القصة على مراحل بشكل أفضل ؛ فيستمر عنصر التشويق إلى النهاية.
"ارتجفت حين لامست كتفيها يد ......"
هنا هاجس خوف من يد نتيجة للظلم والقهر الذي وقعا عليها :
"امتدت يد في عتمة الليل لتمسك بها وتشدها إلى السيارة"
لذا كان الفزع فزعاً غير عادي فهو يردها إلى تلك اللحظة الرهيبة ، وأرى هنا توفيقاً في التعبير عن الحالة التي تعيشها.
وتستمر هذه الصور التي رسمتها ببراعة في مشهد الحلم (الرؤيا ) أيضاً
حيث:
"وما كاد الجسد المشدود يتراخى ، دار مفتاح يئز........وجه رسمته القسوة ببراعة ، وصوت أجش ........من ثقل جسدها وهو يدب الخطى فوقها"
تصوير بارع متدرج ..يئز.. ثم وجه قاس ثم صوت أجش فجسد ثقيل يدب الخطى فوقها ...... وكأنها تُدهس ولكن تدهس ممن ؟ أمن الأمن الذي لا يتمهل مع الأبرياء؟ أم من القانون الذي يدهس الضعفاء في طريقه معظم الوقت إلى أن تثبت برائتهم ؟ ولكن بعد فوات الأوان.
نصل إلى النهاية التي تردنا إلى العنوان ثانية
لنجد لحماً آخراً أو ثالثاً وهو لحم الطفولة البريئة الضائعة .
الأديبة /دخون
تفاجئينا في كل قصة بتنوع في موضوعاتك ، والأهم بتلون في أسلوبك القصصي .
تقبلي تقديري واحترامي .

أستاذي القاص المبدع / حسام القاضي ..

السلام عليك ورحمة الله وبركاته .

شكرا لك أستاذي على قراءتك الرائعة للقصة ، وشكرا لمرورك هنا ، فما أسعدني حين أرى توقيعك يزين صفحاتي المتواضعه ليكون شهادة نجاح ووسام شرف .

لك التحية والتقدير .
مودتي .

د. نجلاء طمان
16-03-2007, 04:01 PM
رفع الطفل رأسه..
ليرى القمر المختبىء..
وراء البناية..
ظل يطارد أحدهما الآخر..
لم تعرف البناية..
من منهما قفز أولا..
ليرسم عند قدميها:
بركة حمراء!!

"من واقع ظلم اسود..
وفقر فى لحومنا يتأسد"

تحية وشذى
الوردة السوداء.

وفاء شوكت خضر
25-03-2007, 01:34 AM
رفع الطفل رأسه..
ليرى القمر المختبىء..
وراء البناية..
ظل يطارد أحدهما الآخر..
لم تعرف البناية..
من منهما قفز أولا..
ليرسم عند قدميها:
بركة حمراء!!

"من واقع ظلم اسود..
وفقر فى لحومنا يتأسد"

تحية وشذى
الوردة السوداء.

أيتها الوردة السوداء ..

شكرا لمرورك ولكن اسمحي لي ..
لم سوداء ؟؟
والأبيض في قلوبنا ، والوردي نلولن به زهورنا وأحلامنا .. وبالأزرق نولن سماءنا .

لا زال هناك أمل ..
فلم اليأس ؟؟

لك التحية يا شذا العطر .

رنده يوسف
31-08-2007, 01:58 AM
اديبتنـا الكريــمه وفـــاء
ارق التحيات لأجمـل قصه , تحكي عن الواقع وترسم تفاصيله بدقه
اسلوب شيق يمنحك التميز فأنت بارعه بالقصه كما النثر
فلكلماتك طعم خص ولأحساسك نكهة خاصه جدا
لآنك ذواقه في كل انواع الأدب وكتابته
مع كل التقدير لك

خليل حلاوجي
02-09-2007, 08:20 AM
أنا مندهش من قدرتك الفائقة في الروعة ... ولكني أطالبك بالمزيد من التريث عند السرد القصصي .

بوركت ِ وعوفيت ِ

الطنطاوي الحسيني
04-09-2007, 11:09 AM
الاديبة الفاضلة وفاء

سرد ماتع مانع

وقطع لحم مختلفة من لحمها او اللحم المتنازع عليه مع القطط او لحم ابناءها في دور الرعاية

انت رائعة قاصة في صورة شاعرة

اعجبني اسلوب الاسقاطات وعدم التطويل

في الدخان وثقل الجسم والمفارقة الصارخة في النهاية والتي توحي بالتحطم

بين لحم القطط ولحم ابناءها الذي شتت وضاع في زمن نسى الانسان فيه انه انسان


القصة رائعة ولوكانت مكررة ولكن تصوريها غاية في الروعة


دمت بكل خير والق وابداع

وفاء شوكت خضر
11-09-2007, 12:34 AM
اديبتنـا الكريــمه وفـــاء
ارق التحيات لأجمـل قصه , تحكي عن الواقع وترسم تفاصيله بدقه
اسلوب شيق يمنحك التميز فأنت بارعه بالقصه كما النثر
فلكلماتك طعم خص ولأحساسك نكهة خاصه جدا
لآنك ذواقه في كل انواع الأدب وكتابته
مع كل التقدير لك


الأخت الفاضلة رندة يوسف ..

شكرا لك هذه المتابعة الرائعة ..
شرف لي أن تكوني على صفحاتي ..

تحيتي وودي ..

وفاء شوكت خضر
11-09-2007, 12:36 AM
أنا مندهش من قدرتك الفائقة في الروعة ... ولكني أطالبك بالمزيد من التريث عند السرد القصصي .
بوركت ِ وعوفيت ِ

خليل شقيق الألم والصبر ..

عساك بخير أينما كنت ..
أشكرك على النصيحة ايها الكريم ..

ما أروعك أيها الرجل الإنسان .
لك ودي وتحيتي وطاقة فل .

وفاء شوكت خضر
11-09-2007, 12:38 AM
الاديبة الفاضلة وفاء
سرد ماتع مانع
وقطع لحم مختلفة من لحمها او اللحم المتنازع عليه مع القطط او لحم ابناءها في دور الرعاية
انت رائعة قاصة في صورة شاعرة
اعجبني اسلوب الاسقاطات وعدم التطويل
في الدخان وثقل الجسم والمفارقة الصارخة في النهاية والتي توحي بالتحطم
بين لحم القطط ولحم ابناءها الذي شتت وضاع في زمن نسى الانسان فيه انه انسان
القصة رائعة ولوكانت مكررة ولكن تصوريها غاية في الروعة
دمت بكل خير والق وابداع


أخي الفاضل ..

مرحبا بك على صفحاتي ..
شرف ليهذا المرور ، وكلماتك فخر لي ..
سعيدة بمرورك وورأيك الذي أعتز به .

تحيتي واحترامي

د. سمير العمري
09-09-2013, 09:13 PM
نص قصصي مميز الأسلوب رغم أن الفكرة مستهلكة أدبيا وفنيا ، لكن أسلوبك هذا جددها بشكل مميز وجذاب ورسم ملامح بؤس حينا وألم حينا آخر.
لعلني أرى أن لا شيء في الكون يبرر للحرة أن تأكل بنهديها فإن كان فلا أكثر من ثدييها.
وأما الغواني فلا تعني بالضرورة النساء غير الملتزمات بخلق فالغانية هي الجميلة التي استغنت به عما سواه.
دام ألقك الزاهر كأديبة مميزة!

تقديري

ناديه محمد الجابي
17-09-2013, 05:37 PM
لن أستطيع أن أضيف أكثر عما قاله كل من سبقني
إلا إنني أحببت أن أسجل إني قرأت هنا عملا قصصيا
بقلم مميزاستطاع أن يصوغ الفكرة فيخترق الوجدان
بمزج الصور البيانية الموحية بالألم العميق بلغة راقية
عزيزتي وفاء ... قصتك عميقة الطرح, رائعة الحرف.
تحياتي.

آمال المصري
06-10-2013, 10:43 PM
هو الفقر رسم مسارات لمأساة لم تلبث تنفك ريح واحدة منها حتى تلتقفها الأشد والأكثر فتكا
أحييك أديبتنا القديرة على تلك الرائعة فكر وسرد ماتع وحبكة قوية وخاتمة تنطق الحجر الأصم باكيا على ما أصاب قطع اللحم وعليها
من أروع ما قرأت اليوم
بوركت واليراع
وتشتاقك الواحة وقلوبنا
تحاياي